مصطلح أولنقل شتيمة "يا لوح" مفهوم، معروفة دلالته..
ومن حظي بشرف الجندية، فإنه كثيرا ما يسمعه هناك أثناء التدريب؛ لأقل خطأ يرتكبه، فإذا خرج عن الصف قال له الصف ضابط "حاذ في الصف، يا لوح" .
ويمكن أن يتوجه به أكثرنا تهذيبا ودماثة أخلاق لابنه إذا لاحظ أن فهمه بطيء، أو معكوس أو غير ذلك،
خاصة إذا كان الله تبارك وتعالى قد زاد هذا الابن بسطة في الجسم،
عندئذ يخرج أحدنا عن طوره فلا يملك إلا أن يقول لفلذة كبده "ركز، يا لوح "
وقبل أن نذهب بعيدا، أسأل:
هل يمكن أن يكون هذا مقتبسا مشتقا من قوله تعالى
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ }المنافقون4؟
لاسيما إذا عرفنا أن (خشب) اسم جمع، لا مفرد له من لفظه، فيمكن أن يكون (لوح خشب)
كـ خيل _ فرس، نساء - امرأة.. وأما خشبة فليس مفردا صحيحا؛ لأنه ليس من الفصحى، لكن من العامية..
كـ (لحمة - عظمة ) لاتعرفها العربية الفصحى، لكن العربية الحديثة اشتقتها من العامية،واستعمل تها، ولانخطئها،
شرط أن تكون بمعنى قطعة لحم، قطعة عظم. وإلا، فإن (العظم واللحم) في العربية اسم جنس، لايجوز تأنيثه.
وإذا ربطنا كل ما سبق بقول حسان بن ثابت ررر هاجيا:
لا بأس بالقوم من طول ومن عِرَضٍ ** جسم البغال وأحلام العصافيرِ
فهمنا المعنى الدقيق، وهو أن يكون الإنسان ضخم الجثة، مفتول العضلات، ثم دماغه رقيق هزيل، وفهمه بطيء،
وهو أيضا سطحي، وإذا فهم فيفهم بطريقة خاطئة، على مثال قول الشاعر:
تقول له عمرا فيكتب خالدا ** ويقرؤه سعد ويفهمه بكرا
فكأن الله تبارك وتعالى يقول لرسوله لا تغتر بهذه الأجسام؛ فليس وراءها من عقول.
أظن بعد تأمل كل ما سبق أن تفسير خشب مسندة بـ "لوح" وارد ممكن
ولم يبق إلا أن أذكر أن مسندة هو من الألفاظ، التي أخذتها العربية من اليمنية القديمة (السبئية الحميرية) وهذا بحث آخر.
والله أعلم