من طرائف الأسئلة التي مرت عليّ في ذبح الأضاحي ، أذكرها لإخواني لطرفتها وللإضافة عليها والتعليق .

قال أحدهم :
اشتريت خروفاً قوياً سميناً بالفعل لا يستطيع الرجل العادي مقاومته إلا بشق الأنفس ، وعندما حان وقت ذبحه لم نستطع أن نضجعه على حنبه الأيسر ونحن ثلاثة أشخاص .
قال : فانفلت منا وهرب في فناء البيت ونحن وراءه يدور بنا تارة ، ونرصده عكس اتجاه تارة ، ولكن دون جدوى .
قال : فبينا نحن وراءه وهو مسرع سرعة أقصى ما يبلغها خروف مثله لم يساعده توازنه فارتطم رأسه في الجدار وفوقع مغشياً عليه ، لا أدري كيف حصل له ذلك ؟
فأسرعنا تجاهه ولم نصدق أنه وقع ، فذبحناه على الجهة التي وقع عليها ، وهي خلاف القبلة خوفاً من قيامه مرة أخرى .
وقال آخر : خرجت بخروفي إلى ساحة تقع أمام بيتنا ، وأثناء انشغالي بالسكين والصحن ( النعش ) الذي سوف يحمل عليه الخروف بعد ذبحه وموته ، هرب الخروف فوجد بيتاً من بيوت الجيران قد أُشرع بابه فدخل ، وإذا بالجار قد أحضر قصاباً يذبح له عدداً من الضحايا ، فدخل الخروف بين الضحايا ، ولبراعة القصاب رأى خروفي يتحرك فأراد أن يبطش به لقلة أدبه وعدم ركوده وجلوسه في مكانه .
قال : وأنا أبحث عنه في الطريق حتى قال لي أحد الصبية : لقد دخل خروف قبل قليل في هذا البيت ، قال : فعرفت أنه خروفي ؛ لأن البحث جار عليه . فاستأذنت صاحب البيت للبحث عن خروفي فأذن لي ، فأدخلني على القصاب وإذا بخروفي قد ذبح يتلطخ بدمائه .

وقال آخر :
اشتريت خروفاً لي واركبته في صحن سيارتي .
قال : وبينا أنا أحركها افلت الخروف من قيده وهرب ، ودخل حضيرة أحد الباعة ، وفيها عددٌ كبيرٌ من الخرفان ، قال : فأخبرت صاحب الحضيرة ، فقال : ابحث عنه ، فإن تعرفت عليه وإلا فخذ خروفاً مكانه ، قال : فاشتبهت بسبعة ، فأخذت أحسنها وأجودها . فما الحكم ؟

وقال آخر :
اشتريت خروفاً في أول أيام العيد ، فوضعته في صحن السيارة ، ثم توقفت عند الصراف الآلي لصرف وسحب بعض النقود ، قال : فانطلق الخروف من قيده ، ودخل الصراف ( البنك ) واصاب نوعاً من الذعر ، ربما حسبوه لصاً جاء يسرق أيام العيد ، أو هي نوع من الخدع لسرقة المصرف ، فما كان من شرطي المصرف إلا أن استعمل عصاه الكهربائية تجاه خروفي فأرداه على الأرض مصعوقاً ، وقال لي : خذ خروفك بعد أن كادوا يظنون بي ظن السوء .
قال : ومن بعدها وخروفي لم ير العافية ، فمنذ تلك الحادثة التي وقعت له ثالث أيام ذي الحجة وحتى وقت النحر وهو رابض في المكان الذي خصص له ، قليل الحركة والأكل .
طبعاً هو يسأل عن حكم التضحية به ؟