الجنة وصفتها




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله



الجنة لغة هي البستان الكثيرالنخيل والاشجار بحيث يلتف بعضه على بعض فالجنة ماخوذة لغة من جن يعني ستر وسميت بهذا لانها اشجارها تلتف مع نخيلها الباسقة واوراق الاشجار مع بعضها بحيث تكون كالظلة تستر ماحولها وما فيها


اما اصطلاحا فهي المكان المعد من قبل الله رب العالمين للمتقين وعباده الصالحين المؤمنين وزينها لهم بحيث جعل فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين ولهم فيها ما يدعون وقد ورد في القران الكريم اسم الجنة كثيرا وباسماء مختلفة منها \ جنة عدن وجنة الفردوس وجنة الماءوى ودار الخلد ودار المقامة وجنة النعيم والمقام الامين


وفي سعتها بين القران الكريم ان الجنة عرضها كعرض السموات والارض وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه سئل عن مكان النار اذا كانت الجنة عرضها السموات والارض فاجاب صلى الله عليه وسلم -( سبحان الله فاين الليل اذا حل النهار)وقد وصفت بايات كثيرة جدا في المصحف الشريف فهي جنات تجري من تحتها الانها ر خالدين فيها وفيها ازواج مطهرة ورضوان من الله وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين لهم دار السلام عند ربهم ولهم فيها نعيم مقيم فيها ومساكن طيبة في جنات عدن اكلها دائم وظلها دائم فيها الامان والنعيم يدخلونها بسلام امنين ليس فيها ضغينة ولا حقد و غل ولا كراهية بين سكانها كلهم اخوة في الله تعالى اخوانا على سرر –جمع سرير – متقابلين لايحسون او يشعرون فيها بنصب ولا رهق ولا قتر ولا هم ولا ذلة نفوسهم شامخة في تواضع لله تعالى ولبعضهم وما هم منها بمخرجين نزلهم جنة الفردوس التي لا يبغون عنها حولا وانها جنة عدن التي وعدالله عباده بالغيب ليس فيها لغو او كثرة كلام او قول ناب او فحش بل قولهم فيها سلام قولا من رب رحيم رحمة من الله تعالى بالمؤمنين الذين لهم رزقهم فيها بكرة واصيلا وهم فيها لا يجوعون ولا يعوزن ولا يعرون ولا يضماؤن ولا يضحون بيوتهم فيها قصور شامخات غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار ويتزين المؤمنون فيها باساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير


فهي دارالمقامة ليس فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب بل لهم فيها من كل الثمرات والوان الفاكهة ولهم فيها مايدعون ويرغبون ويطلبون جالسين فيها جماعات جماعات على سرر وارائك متقابلين يطوف عليهم غلمان بعمر الورود كانهم اللؤلؤ المنثور لجمالهم وحيويتهم يقدمون مالذ وطاب وفي هذه المجالس الخمرة تقدم بكؤوس من معين بيضاء لذة للشاربين ليس فيها غول ولا هم عنها ينزفون ليست مثل خمرة الدنيا التي تذهب بالعقول وتذل النفوس وتعمي القلوب التي في الصدور بل فهيا ما ينعم شاربها ويفتح عليه ابواب السرور فيعيش فيها بحبور مفتحة ابوابها يدخلون اي اماكنها متى يشاؤون ويتنقلون من مكان لاخر ومن مجلس لمجلس في كل منها الكثير من الفاكهة والشراب وبانواعها وكل ما تشتهي انفسهم نزلا من غفور رحيم


فهي المقام الامين في جنات وعيون وملابسهم السندس والاستبرق من الحرير الطبيعي الناعم الملمس فيه تسر النفوس وتزدهي بلبسه وازواجهم في الجنة الحور العين مع ازواجهم الصالحات معهم فيها يحبرون


, ومن صفات الجنا ت التي وعدها الله تعالى لعباده المتقين فيها انهار من ماء غير اسن نظيف ومصفى وانهار من لبن لم يتغير طعمه طيب مذاقه ورائحته وانهار من خمر لذة للشاربين يقدمها باكواب وكؤوس من قوارير وكؤوس من معين غلمان مكرمون


, وفيها انهار من عسل مصفى خال من الشوائب وفيها من كل الثمرات وفيها ما هو افضل من كل شراب وماكل - مغفرة من ربهم ورضوان


ومن صفاتها ان المتقين الذين يعيشون فيها فيها متكئين على سسر ر موضونة وزوجهم ربهم بحور عين هم ومن اتبعهم على الايمان من ربهم فلهم فيها فاكهة كثيرة ولحم طير مما يشتهون فهم جنات ونهر عند مليك مقتدر


افرد الله تعالى لكل من خاف مقام ربه جنتين ذواتي افنان فيهما عينان تجريان وفيهما فاكهة كثيرة متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ولهم فيها زوجات الحور العين اطرافها مقصورة عليهم ويخجلن ان يسترقن النظر الى غيرهم باكرات لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان خارقات الجمال كانهن الياقوت والمرجان حسنا وجمالا ومن دونهما جنتان ايضا مدهامتا ن فيهن عينان نضاختان وفاكهة ونخل ورمان وخيرات حسان وزوجاتهم حور مقصورات في الخيام باكرات عربا اترابا في عمر الشباب لم يقرب منهن انس ولا جان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان على سرر موضونة متكئي ن عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون باكوب واباريق وكاس من معين لايصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ووحور عين كامثال االلؤلؤ المكنون لايسمعون فيها لغوا ولاتاثيما الا قيلا سلاما سلاما ومنهم في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولاممنوعة وفرش مرفوعة انشاهن الله تعالى اليهم انشاءا ثابتا


وخلقهن لهم خلقا جميلا وازواج مطهرة لاصحاب اليمين عربا اترابا كانها بيض مكنون في عمرالشباب


ومن صفاتها فيها عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم فالابرار يشربون فيها من كاس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله تعالى يفجرونها تفجيرا ولقاهم ربهم نضرة وسرورا وجزاهم جنة وحريرا متكئين على الارائك لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا وظلالها دانية ليستظلوا تحتها وقطوفها ذللت تذليلا ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب قواريرا ومزاجها زنجبيلا اي مثل طعم شراب الزنجبيل وفيها عين تسمى سلسبيلا وسقاهم ربهم شرابا طهورا


ومن صفاتها ان الابرار فيها لفي نعيم على الارائك ينظرون متكئين تعرف في وجوههم نضرة النعيم ويسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ومزاجه من تسنيم وعينا يشرب بها عباد الله المقربون منهم في جنة عالية قطوفها


دا نية لايسمعون فيها لاغية و فيها عيون جارية وسرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة هنا وهناك في ارضها وسماءها باذن ربها تعالى بان( فيها لاعين رات ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر) كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم - الا مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة –هكذا يقسم الرسول الكريم- نورا يتلاءلاء وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثير ة ومقام ابدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهيجة وان ريح الجنة اي عطرها ليوجد على مسير سبعين سنه وبناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الاذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من دخلها ينعم وينهل من نعيمها واصحابها احياء غير اموات لايذوقون الا الموتة الاولى وهي التي تنقلهم من الحياة الدنيا الى الحياة الاخرة في جنات النعيم


وفي الختام قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم( جعل الله تعالى الرحمة مائة جزء فامسك تسعا وتسعين وانزل جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه )


( ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذالب النار)


واجعلنا من اصحاب الجنة اجمعين




فالح الحجية الكيلاني
(اصحاب الجنة في القران)