الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
فقد جمعني قديماً مجلسٌ مع الأخ الفاضل نايف الوقاد _ حفظه الله _
وتذاكرنا بعض المسائل العلمية فأبديت اعجابي بكتاب المنخلة النونية للشيخ مراد شكري
فنبهني الأخ نايف على أنه خالف الإجماع في مسألة السحور وقال بوجوبه والإجماع منعقد على استحبابه
فوقع ذلك من نفسي الموقع فقررت بحث المسألة والنظر في حقيقة الإجماع الذي ذكره الأخ نايف ولم يتيسر لي ذلك إلا قبل بضعة أيام وساعدني في البحث الأخ سعد الحسيني
لنبدأ اولاً بتعريف الواجب والمستحب
الواجب هو ما أمر به الشارع على وجه الإلزام ويثاب فاعله ويستحق العقوبة تاركه
ولم أجزم بوقوع العقوبة لأنه تحت المشيئة وأما الجزم بالثواب فلأن الله لا يخلف الميعاد
المستحب هو ما أمر به الشارع على غير وجه الإلزام ويثاب فاعله ولا يستحق العقوبة تاركه
أقوال المذاهب الأربعة في هذه المسألة
اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب السحور
ولن أنقل نصوصهم لتجنب التطويل وسأكتفي بالإحالة على المصادر التي فيها التصريح بهذا القول
فمن مصادر الحنفية انظر تحفة الملوك للرازي ( ص149) وتحفة الفقهاء للسمرقندي (1/364)
ومن مصادر المالكية انظر الفقه المالكي وأدلته للحبيب بن الطاهر (2/130) والقوانين الفقهية للغرناطي ( ص138)
ومن مصادر الشافعية انظر مغني المحتاج للشربيني (1/477) وسيكفيك لأنه ادعى الإجماع على ذلك
ومن مصادر الحنابلة انظر المغني لابن قدامة (3/100) وهو كسابقه يكفيك
العلماء الذين نقلوا الإجماع على استحباب السحور
1_ ابن المنذر في كتابه الإجماع
2_ ابن قدامة في المغني حيث قال (3/100) (( لا نعلم خلافاً في استحبابه ))
3_ الخطيب الشربيني في مغني المحتاج (1/477)
4_ الصنعاني في سبل السلام (2/316) ط فواز زمرلي حيث نقل كلام ابن المنذر وأقره
5_ الشوكاني في نيل الأوطار حيث نقل كلام ابن المنذر وأقره
واعلم رحمك الله أن بعض العلماء ذهب إلى أن الصارف للأمر الوارد في قوله (( تسحروا فإن في السحور بركة )) من الوجوب إلى الإستحباب هو مواصلة النبي وبعض أصحابه
وهذا الكلام يمكن أن يناقش
والذي أذهب أن الصارف هو الإجماع والإجماع أقوى من الحديث المنفرد لأنه لا يقبل النسخ
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم