تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Lightbulb تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    إِنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَىْ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
    أَمَّا بَعْــــدُ .........
    فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ ، الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ .
    حياكم الله أيها الأخوة الكرام والأخوات الكريمات ، وهذا هو أول لقاء لي علي هذا الموقع مباشرة برغم أن هذا الموقع له عدة سنوات ، ولم يكن لي أية جهود تذكر في هذا الموقع إلا ما يظهر لي من المادة الصوتية أو المادة المصورة وفريق العمل القائم علي الموقع جزآهم الله خيرًا هم أصحاب الفضل علي في هذا الأمر ، وأنا أرجو ربي سبحانه وتعالي أن يتكرر هذا اللقاء أسبوعيًا أنا أنوي الحقيقة منذ مدة أن أتواصل معكم مباشرة علي الموقع لمدة ساعتين في الأسبوع ، وأنا إن شاء الله U ذاهب للحج سأعقد أيضًا معكم لقاًء أو لقاءين علي حسب ما تتيسر ظروفي هناك لأتواصل معكم وأنظر إلي مشكلاتكم وإلي أسئلتكم ، وأسأل الله سبحانه وتعالي أن يفتح فهمي وأن يسدد رميتي إنه ولي ذلك والقادر عليه . طبعًا السؤال الذي وجه .
    ماذا يفعل المسلم في زمان الغربة ؟! لابد أن نعرف أولًا معني الغربة الغربة: ألا يكون لك شبيه ولا نظير وأن تنبت في مُناخ غير مُناخِك ومع ذلك فالعجيب أنك تحي لو وضعنا نبتة مثلًا تنبت في الصيف وغرسناها في الشتاء العادة أنها لا تخرج،ولو عكسنا الأمر, فالعادة لا تنبت أيضًا ، ومع ذلك بذرة الإيمان هذه حيثما بذرتها تنبت
    فأنا أقول: الغريب هو الذي يعيش في غير مُناخه ومع ذلك يحي لا يموت السبب في ذلك: هو حرارة الإيمان،ولذلك لابد من النظر إلي سيرة الغرباء الأولين كل غُربة جاءت بعد الغربة الأولي التي كان يعيشها النبي r والصحابة تسمي بالغربة التالية أو الغربة الثانية ، فكل غريبٍ يمر بهذه المرحلة لابد أن ينظر إلي حال الغرباء الأولين كيف أنهم مع شدة الإرهاق وشدة الضغط عليهم وتكالب قريش عليهم ولم يكن القرشيون آنذاك مثل الدول الآن كانوا أشد قوة،وأشد تضامنًا،وأشد افتراءً وتعذيبًا من الآن ، ومع ذلك استطاع هؤلاء بفضل الله سبحانه وتعالي وبصدق إقبالهم علي الله سبحانه وتعالي أن ينصروا هذا الدين برغم غربتهم الأمثلة كثيرة جدًا .
    من الأمثلة علي الغربة .بدأت بمساومة جرت بين النبي r وبين قريش أو بالأحرى بين قريش وبين النبيr لأن النبي r ما كان يساوم علي شيء قط مما أمره به ربه سبحانه وتعالي أن يبلغه للناس وكما قال الله U في مثل هذا: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ (القلم:9).
    لم قدم الله U النبيr في الآية﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ وأخرهم ثانيًا؟ وهذا له نكته ، النكتة هذه تتعلق بالكِبر لم تأتي الآية( ودوا لو يدهنون فتدهن)، لا، ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ أي يريدون المبادرة تأتي من النبيr علي أساس أنهم كانوا يعتبرونه الأقل والأذل وهم السادة فالكِبر هو الذي جعلهم لا يخطون هذه الخطوة ، بل لابد أن يتنازل هو r ثم يتنازلون بعد ذلك لكن طاش سهمهم بطبيعة الحال لأنهم لم يكونوا يعرفوا ، من هو النبيr ؟! ، بل لم يكونوا يعرفوا رب العزة تبارك وتعالي كما في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في صلح الحديبية وهم يكتبون الصلح .
    لما قال: « أكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال: والله ما نعرف الرحمن هذا الرحمن ما نعرفه ، ولكن أكتب ما نعرفه باسمك اللهم »
    مالدافع لمساومات قريش للنبيr ؟ هذه المساومات من جانب قريش والرسل والوفود التي كانت تأتي النبي r ليتخلي عن دعوته ، وتظل قريشٌ جميعًا لا يفترقون ما هدأت هذه المساومات إطلاقًا ، ولكنها كانت تتكسر دائمًا عندما تصل إلي النبي r وهو يبث الاعتقاد عند هؤلاء الناس, كما قلت حدثت مساومات كثيرة لكنني الحقيقة أقف عند واقعة رواها الإمام الكبير العلم أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه ، وكذلك رواها عبد بن حميد وغيره من العلماء المتقدمين بإسناد مقارب في طبعًا إسناد ليس صحيحًا تمامًا ولا أعتقد أنه يكون حسن هكذا قولًا واحدًا ولكن هو الإسناد المقارب يصلح أن يحكي لأن هذا يدخل في باب السير وغيره .
    فأنا أذكر لكم هذا كمثال لهؤلاء الذين كانوا يساومون النبي r ، وكيف أنه أقام عليهم الحجة ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا .
    الحديث هذا كما قلت رواه بن أبي شيبة وغيره من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري t يقول جابر: أن قريش اجتمعت يومًا فقالوا: انظروا أعلمك بالسحر والكهانة والشعر ، فليأتي هذا الرجل يعنون النبي r الذي قد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه فقالوا: لا نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة علي أساس أنه عتبة كان رجلًا متكلمًا أو كان خطيبًا مفوهًا ، فأرسلوه إلي النبي r وطبعًا حمسوه الأول وبجحوه إلي نفسه وقالوا له: أنت رجل ممتاز وصفتك كذا وكذا ، وقالوا له: يا أبا الوليد أأتيه كلمه وأقم عليه الحجة فجاء عتبة بن ربيعة يكني بأبي الوليد فقال يا محمد: (أأنت خير أم عبد الله ؟!) يعنون أباه فسكت رسول الله r هذا سؤال لا يجاب عنه يقول: أنا خير من أبي هو يحاول أن يأتي بأسئلة مفحمة له بحيث أن يقيم عليه الحجة فالنبيr لما سأله عتبة: (أأنت خير أم عبد الله ؟!) فسكت ثم قال: (أأنت خير أم عبد المطلب؟!) فسكت وهو جده فالنبي r لم يجب فقال عتبة بت ربيعة: (فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك) انظر داخل دخلة خطأ داخل دخلة تحدي يقول: إذا كنت تقول أنك خير من أبيك أو خير من جدي تكلم لكي نسمع كلامك لكي نسمع كلامك ونقول: والله أنظروا إلي هذا الرجل كيف يُزري علي أبيه وعلي جده ، وهذه كانت مسألة شديدة جدًا لأنها تضر بقصة الاعتداد بالنفس والقبيلة والكلام هذا ، وإن كنت تقول: أنهم أخيار فقد عبدوا الآلهة التي جئت لتفرق جماعتنا وتقول: أنه لا يحل لكم أن تعبدوا لا اللات ولا العزي ولا مناه ولا الكلام هذا ، وبعد ذلك بدأ يخطأ وبدأ يهدد
    فقال: (إنا والله ما رأينا سخلةً قط أشأم علي قومه منك) أي لم نري كائنًا سخلة :مثل الماعز الصغير المولود يريد أن يقول: ما رأينا ولداً أشأم علي قومه منك فرقت جماعتنا ، شتت أمرنا ، عبت ديننا فضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرًا ، وأن في قريش كاهنًا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلي أن يقوم بعضنا إلي بعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل) يقول له: لم يتبقي إلا القليل ونتقاتل بسببك ، لما كلنا يقتل بعضنا بعضًا بسببك فأنت مشئوم أم ولد ميمون ؟! ، وبعد ذلك بدأ يغريه ,
    قال له: (إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغني قريش رجلًا واحدًا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرًا) وكثير من الناس يتصور أن دعاة الإصلاح وراءهم مآرب دنيوية ولذلك ممكن يشتريه .
    تنبيه الشيخ حفظه الله للدعاة: لذلك أنا أنبه كثير من إخواننا ونسأل الله أن يربط علي قلوبنا وعلي قلوبكم أن كثيرًا من أصحاب الدعوات الصادقة الذين فتح اللهU قلوب الناس لهم سيجدون , من يساوموا علي دنيا أي ممكن يساومه يقول له: أنا ممكن أعطيك فيلا ، ممكن أعطيك سيارة ، ممكن أجعلك تطلع في الفضائيات ،ممكن أقربك من أصحاب القرار ، ممكن كذا ، ممكن كذا إذا وجده قبل يحترق يقول: خلاص نحن علمنا ديته ، ما ديته ؟! يأكله أكلة جيدة ، يسقوه شربة جيدة ، أجعل السيارة تنتظره تحت جناح الطيارة ، أجعله يجلس في الديوان الأميري ، أجعله يذهب في صالة كبار الزوار الكلام هذا ، إذا وجدوا منه مهادنة وبعد ذلك يسألوه سؤال أو سؤالين أو ثلاثة فيجيب بخلاف ما كان يجيب قبل ذلك ، أو يجيب بخلاف ما يعتقد أو الكلام هذا عرفوا إن هذا إنسان محترق .
    فلذلك لابد أن ينتبه إخواننا نسأل الله أن يربط علي قلوبنا وإياكم إلي مثل هذه المساومات المبطنة ، وهذه تحتاج إلي بصيرة والله U هو الذي يفتح بصيرة الإنسان إلي مثل هذا ، لذلك عندما تروا مثلًا بلقيس لما سليمان عليه السلام أرسل إليها هذا التهديد ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ (النمل:30:31) كلمة ونصف استشارت قومها الجماعة قواد الجيش قالوا: نحن أولوا بأس شديد عندنا الجيوش وغير ذلك لكن أمرينا فقط ونحن ندخل علي سليمان هذا ونجتاح بيضته ، فكانت امرأة عاقلة لكنها رغبت أن تعلم ، أهذا رجل ممن يشتري أم رجل صاحب مبدأ ؟! فقالت: ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾(النمل:35)بعد ما حدث كلامها الأول ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ (النمل:34) أنا أريد أن أعلم ملك جاء يجتاح لكي يحتل الأرض ويأخذ الخيرات ، وينهب مقدرات الناس وغير ذلك أم هذا رجل صاحب مبدأ ؟! الهدية معروف أنها تكسر القلب وتسل سخيمة الصدر ، مثلما نقول في الأمثال أطعم الفم تستحي العين طالما أكلته ، وطالما أكرمته انكسرت عينه فأرسلت هدية لكي تري القصة ، هل هو ملك من الجماعة هؤلاء الذين لو لما غضب سليمان عليه السلام عندما أرسلت له بلقيس الهدية؟ أعطيتهم نقود يسكت أو هو صاحب مبدأ ؟! طبعًا هي عندما أرسلت بالهدية غضب سليمان عليه السلام أشد الغضب وقال: ﴿ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّ هُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّ هُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾(النمل:36:37)
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    صاحب المبدأ لا يُشتري مطلقًا: ولو وضعت الدنيا كلها في كفة بالنسبة له لا يشتري علي الإطلاق فهو بعد ما سأله أنت خير أم عبد الله أم عبد المطلب والنبي r لم يجب ، أيضًا تعدي حدوده وقال له: أنت مشئوم علينا وعملت فينا ، وقريش الدنيا كلها تتكلم أنَّ في قريش ساحرًا أي أتيت لنا بسمعة سيئة جدًا ، وبعد ذلك بدأ مسألة المساومة إذا كنت فقير وتحتاج إلي مال وفعلت هذه القصة لكي تكون غنيًا جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالًا إذا كنت تريد الزواج النساء , اختر أجمل نساء قريش سنزوجك عشرة والنبي r ساكت , أنظر إلي أدب الدعوة مع واحد مستفز مثل عتبة بن ربيعة: كل كلامه استفزاز أنظر النبي r ماذا قال له ؟!قال له:(أفرغت يا أبا الوليد) حتى لم يقل له يا عتبة ولا سماه باسمه حتى ، إنما كناه والتكنية هذه علامة تبجيل واحترام وتوقير ,قال له:(أفرغت يا أبا الوليد) ؟! قال: نعم,فقال النبي r له: بسم الله الرحيم ﴿ حم * تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ (فصلت:2:1)حتى بلغ قوله تعالي: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ (فصلت:13)، قال عتبة:" حسبك حسبك ما عندك غير هذا ؟!" _أي الصاعقة _ فقال له: لا فرجع عتبة بن ربيعة إلي قريش فطبعًا متلهفين يريدون أن يعرفوا هل أحرز نصرًا استطاع أن يقنع النبي r أم لا ؟!" قالوا: ما وراءك ؟! قال: ما تركت شيئًا أري أن تكلمونه إلا كلمته_ أنتم اخترتموني لأني رجل بليغ ورجل فصيح واستطيع أن أناضل وأقيم الحجة علي مخالفي وإلي آخره ، لا يقول أحد لي: لماذا لم تقل له هذا ؟! ، أو نسيت تقول له كذا وعليكم,لا ، ما تركت شيئًا يخطر ببال أحدكم يمكن أن يكلمه في هذا الموضع إلا كلمته به ، "قالوا له: فهل أجابك ؟! ، قال: نعم . ماذا قال لك ؟! قال: لا والذي نصبها بنية _ يحلف بالكعبة_ ما فهمت شيئًا مما قال _ هذا رجل عربي لم يفهم ولا كلمة_ غير أنه قال: أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود_ أو ما قال صاعقة اندهش ورأسه طارت منه ولم يعد يستطيع أن يفهم شيء_ قالوا:" ويلك يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال ؟! قال: لا والله ما فهمت شيئًا مما قال غير ذكر الصاعقة"أي عقله طاش واندهش ولم يعد يستطيع أن يفعل أي شيء,عندما سمع الصاعقة .
    علام يدل هذا الكلام ؟! هذا يدل دلالة قاطعة علي أنهم كانوا يعلمون أنه صادق ، وإلا ما الذي يخيفه عندما يذكر الصاعقة ما شاء ، إذا كان يعتقد أنه كاذب وأنه ليس بصادق ، ما الذي يضره في المسألة ؟! كانوا يعتقدون أنه صادق r كما قال تعالي فيما يتعلق بفرعون ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ (النمل:14) هو معتقد الحق وهذا الذي حدث في قريش فعلًا مع سادتهم ، كانوا يعتقدون أنه علي الحق ولذلك عندما لم يجدوا شيئًا قالوا: ﴿ لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ (الزخرف:31) والله القرآن هذا عظيم جدًا وجيد لكن كان ينزل علي واحد مثل أبو جهل أو أبو لهب أو أحد من هؤلاء . ﴿ لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ (الزخرف:31) والله القرآن هذا عظيم جدًا وجيد لكن كان ينزل علي واحد مثل أبو جهل أو أبو لهب أو أحد من هؤلاء .
    إذًا القصة ليست قصة يقبل الحق أم يرد الحق القصة قصة أشخاص: إن كان هذا أولي من هذا﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ (الأنعام:123).
    الصدق لا يحتاج إلي استئذان الكلام الصادق يدخل القلب قصرً:فأنا أريد أن أقول: كانت البداية في الأول مع رسول الله r الغريب الأول الذي جاء بالحق ورامته قريش عن قوس واحدة ، لكن الصدق لا يحتاج إلي استئذان الكلام الصادق يدخل القلب قصرًا أنت تعلم الوسواس القهري عندما يهجم علي القلب وتجد واحد يسمع الوسواس ويسمع الكلام هذا ، يحاول يدفع عن نفسه لا يستطيع الصدق هكذا ، وآسف للتشبيه طبعًا أنا أشبه حاجة ممتازة جدًا بحاجة سيئة وهذا طبعًا جائز لأنه لا يُشترط أن يلتقي المشبه والمشبه به في أخص الصفات ، بل في صفة من الصفات فقط ، أسف أنا سأخرج أفعل حاشية علي الكلام لكي أؤصل هذه المسألة أو أبينها .
    حديث عائشة t في بدء الوحي في كتاب البخاري في أول الكتاب لما قالت: عن الحارث بن هشام سأل النبي r فقال:« يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟! قال: يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي» .الشاهد من الحديث:الجرس هذا النبي r قال: «الجرس مزمار الشيطان» أي الجرس سيء موصوف أنه مزمار الشيطان ، وقال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس» ونهي عن تعليق الجرس .
    كيف يشبه الوحي الذي هو كلام الله U بالجرس وهو مزمار الشيطان ؟!
    العلماء قالوا: لا يشترط أن يلتقي المشبه والمشبه به في أخص الصفات بل ولا في أعلاها المهم يشتركوا في أ صفة من الصفات .
    مايقصده الشيخ حفظه الله بقوله إن الصدق يدخل في القلب مثل الوسواس القهري: فأنا عندما أقول: إن الصدق يدخل في القلب مثل الوسواس القهري أقصد العامل المشترك وهو أنه يدخل رغمًا عن صاحبه الإنسان الصدق كلامه يصل علي الفور ، ولذلك لم يلبث النبيr فترة وجيزة حتى ثاب عشرات الناس إليه ، وآمنوا برسالته r ، وصدقوه ، وفدوه بالآباء والأمهات والنفس وعندنا في الحقيقة مثل كبير الحقيقة يعجبني كثيرًا هذا الحديث لجابر أيضًا بن عبد الله الأنصاري رواه في مسند أحمد وغيره صحيح وإسناده جيد ، وهذا الحديث لا يخرج من ذاكرتي إطلاقًا أحيانًا عندما اجلس بيني وبين نفسي وأجلس أتأمل لا أعلم ما الذي يأتي بالحديث لي دائمًا أتذكره بسبب المعاني الجميلة التي فيه ، والشباب الذين أتوا إلي النبي r يفدَُونه بالآباء والأمهات جابر بن عبدا لله t يقول: مكث رسول الله r بمكة عشر سنين يتتبع الناس , كنت أقول: أن الصحابة t لما وجدوا صدق كلام النبي r الذي يدخل القلب بلا استئذان بل يدخل قصرًا علي القلب ، كان الواحد منهم يريد أن يخلُص إلي النبيr حتى ولو كان فيه فقد ذاته .
    وحديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي ربما كنتم سمعتم طرفًا منه وأبدأ الحديث من أوله مرة أخري .
    كيف أسلم الصحابة الأولون لما سمعوا كلام النبي r وعلموا أنه صادق ؟!
    يقول جابر بن عبد الله الأنصاري:(مكث النبي r بمكة عشر سنين يتتبع الناس ليس في الطرقات فقط بل في منازلهم ، ويذهب إلي أسواقهم في عكاظ ومجنة ويذهب إلي مني في أيام الحج ، ويقول: من يؤوينني ؟! ، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة ؟! حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مُضر فيأتيه قومه فيقولون: أحضر غلام قريش ليفتنك) كانوا يحذروا أي واحد يقترب من النبي r يقول له: هذا كلامه جميل وممكن كما نقول نحن في أمثالنا العامية يسرق الكحل من العين ، أي يخطف قلبك أوعي هذا غلام قريش يخطف قلبك بأي كلام من الكلام المعسول الذي يذكره , ويقول جابر بن عبد الله: إن النبي r كان يمشي بين رحالهم أي بين رحال القرشيين وبين الناس وغيرهم يشيرون إليه بالأصابع أي احتقارا ، وكأنه فعل شيئًا ينظر يقولوا لك: أنظر إلي فلان ويشيرون إليه بالأصابع كما قال تعالي: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ (القلم:51) (يُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ )ينظرون إليك النظر الشذر بطرف العين ، أو ينظرون إليك باحتقار .
    يقول جابر t: (ظل النبي r هكذا حتى بعثنا اللهU إليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به فيقرأه القرآن فينقلب إلي أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبقي دارٌ من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام) وبعد ذلك بعد هذا الإيمان والكلام هذا سألوا أنفسهم سؤالًا وأتمروا جميعًا أي عملوا مؤتمر(حتى متى نترك رسول الله r يطرد في جبال مكة ويخاف ؟!) لابد أن يكون لنا دور فاعل نحن نعم قرآنا القرآن ، أمنا بأنه كلام الله سبحانه وتعالي أنزله علي رسوله r ، وصدقنا بما في هذا القرآن لكن ليس لنا دور فاعل ، وهذا الذي أريد أن شبابنا يتعلمه من الغرباء الأولين الغرباء الأولون الذين أحكي حكايتهم لأن السؤال كان عن غربتنا الآن في زمان الفتن وما ينبغي أن نفعله ؟! الصحابة t بعد ما آمنوا نظروا هل لهم دور فاعل في حياة النبيr أم لا ؟! نظروا فإذا للنبي r وهو قبة الإسلام ، وهو الذي جاء بالقرآن من عند الله سبحانه وتعالي لا يستطيع أن يستقر في مكان ، ويخوفونه فسألوا أنفسهم جميعًا هذا السؤال بعدما عقدوا مؤتمرًا قالوا: (حتى متى نترك رسول الله r يطرد في جبال مكة ويخاف) .
    (فرحل إليه منا سبعون رجلًا حتى قدموا عليه في الموسم) الموسم أي موسم الحج .قال: (واعدناه شعب العقبة) وكان العباس بن عبد المطلب t مع النبي r أول ما رأي مجموعة من الشباب سبعين شاب . أنت تعلم الشباب هؤلاء يكونوا محتقرين بالأخص في المجتمع القبلي ، المجتمع القبلي شيخ القبيلة فيه يكون مثل رئيس الجمهورية أو مثل ملك بلد لا أحد يستطيع أن يتكلم مع كلامه ، وكانت مسألة الكبير والصغير هذه كانت مسألة ضخمة جدًا جدًا عند العرب قديمًا ، فلما يكون مجموعة من الشباب فارقوا قومهم آباءهم أعمامهم أخوالهم وهم أصحاب النفوذ ، وأصحاب السلطة ، وأصحاب القرار والكلام هذا يكون هؤلاء في نظرهم مجموعة من الأطفال أو الغلمان لا قيمة لهم .العباس بن عبد المطلب كان يطمع إن النبي r يسنده ناس من كبراء القوم ، ولكن فوجئ العباس أنه أتي له سبعين شاب فالعباس قال للنبي r: (يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم إني لذو معرفة بأهل يثرب) أنا لا أعرف هؤلاء هؤلاء حُدثاء الأسنان . خلل بالصوت«وعلي أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه »
    ما هي الأشياء التي بايع النبي r عليها قريش؟
    1- السمع والطاعة .
    2- في النشاط والكسل .
    أي لا تسمعني عندما تكون نشيطاً ولك رغبة ، لا ، المراد بالكسل هنا:والكسل هنا ليس معناه أنه متكاسل، لا ، ممكن يكون خائف يكلفه مثلًا أن يذهب إلي قضاء مهمة من المهام ممكن يفقد فيها نفسه مثلًا ، أو أنهم يقبضوا عليه يقتلوه , فيجبن ولا يسمع الكلام ولا يذهب ، فالكسل هنا هو ضد نشاط النفس .
    1- أمرهم بالسمع و الطاعة.
    2- في النشاط والكسل .
    3-وعلي النفقة في العسر واليسر .
    4- وعلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    5-وعلي أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم .
    6- وعلي أن تنصروني إذا قدمت يثرب وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم .
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    مالمقابل لمابايعهم النبيr: عليه؟إذًا بايعهم علي ستة أشياء ، وأعطاهم في مقابل هذا الجنة . لما واحد يؤمر بالمعروف وينهي عن المنكر هذا ، ممكن يتأذي ويضرب وممكن يقتل أيضًا ؟! نعم ، إذًا هذا شيء حاضر أنا الذي سأذوقه ، عندما يقول لي: السمع والطاعة هذا شيء حاضر أنا سأحمله أنا وسأذوقه ، لما يقول: النفقة هذا شيء أنا سأخرجه من جيبي ، يقول: تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم هذا إذا أنا سأقاتل ، كل هذا أشياء حاضرة وقال: لكم الجنة هذا غيب ، كيف أنا أضحي بأشياء أنا عايش فيها وأنا الذي سأذوق مرارتها ، وبعد ذلك تقول لي الجنة التي لا أعرف عنها حاجة إلا مجرد أنه ورد ذكرها في الكلام الذي أنت تقول أنه من عند الله سبحانه وتعالي ، هذا هو الإيمان لا لا ينبغي أن يوضع مع الإيمان سن قلم:لأن في أشياء كثيرة ممكن يتخلص الإنسان منها لكن لم يضع الإيمان في الكفة ففشلت صفقته يشتغل مثلًا شغل محرم أو شيء ، وبعد ذلك نقول له: هذا حرام لا يجوز لك أن تظل في هذا العمل ، يقول: والله أنا سأظل فيه حتى أبحث عن عمل آخر ، أنت مكثت في المعصية ورزقك الله U ، هل تظن أن الله سبحانه وتعالي إذا أنت أضعته ضيعك ؟! ما الذي يجعلك تجبل ؟! ، لماذا لا تضع الإيمان ؟! ، يقول: أنا لو خرجت من الشغل الدنيا كلها فيها بطالة وفيها ناس لا يجدون شغل وإلي آخره ، فأنا لا أستطيع أن أضيع الأولاد ولا أضيع كذا ، لكن الذي أنت فيه محرم لو وضع الإيمان في الحسبة . فهنا جابر بن عبد الله النبيr طلب منهم ستة مواثيق في مقابل الجنة التي هي غيب ,وافقوا طبعًا جميعًا ويقول جابر: (كنا نبايعه) فكان أصغر واحد في السبعين صحابي جليل اسمه أسعد بن زرارة كان أصغر واحد في هؤلاء أول ما جابر ومعه البقية السبعين قائمين يبايعوه ,قال جابر:(فأخذ بيده أسعد بن زُرارة وهو أصغر السبعين) فقال: ( رويدًا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم أي مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قومٌ تصبرون ,علي السيوف إذا مستكم وعلي قتل خياركم ، وعلي مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم علي الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة أو جُبينة فذروه فهو أعذر لكم عند الله) كلام عاقل لكن لم يدخل فيه الإيمان , كما يقال: كلام منطقي أنتم الآن مجموعة من السبعين مجموعة من الغلمان آباؤكم يعارضونكم ، أعمامكم يعارضونكم ، أجدادكم يعارضونكم ، أخوالكم يعارضونكم ، جيرانكم يعارضونكم فأنتم أتيتم اليوم لكي تفدوا النبي r بإبائكم وأرواحكم لابد أن تعلموا الخطوة التي ستخطونها ، هل أنتم رجال فعلًا تتحملوا القضية كلها وتصبرون علي ما يصيبكم من أذي أم خائفين فترجعوا للوراء ؟! فقال لهم كلامًا صريحًا لكي يري القصة كيف تسير ، قال لهم: كون أنكم مع النبيr هذه معناها أنكم ستفارقون العرب كافة ، هل أنتم علي استعداد أن تحاربوا العرب ؟! لو لم ندخل الإيمان سنقول: لا ، لا نستطيع طبعًا العرب أصحاب السطوة ، والمال ، والسيادة والسلاح وغير ذلك وكل القبائل التي بجوارهم ستسمع كلامهم ولا تسمع كلام هؤلاء الشباب ، ومعني ذلك أنكم ستدخلوا في حرب فتقتل أبوك أو أبوك يقتلك سنتفاني أيضًا و ستذوق عض السيوف ومرارة الضرب ، فإذا كنتم ستصبروا علي القصة هذه كلها والله قوموا وبايعوه وأجركم علي الله لن تستطيعوا أن تصبروا علي هذا الكلام ليس من الضروري هذه البيعة فهو أعذر لكم عند الله إن أنت تبايعه ثم تخون ,قالوا له جميعاً (نح عنا يدك يا أسعد بن زرارة,هذه بيعة والله لا نذروها ولا نستقيلها) لن نترك الموضوع نحن ما خرجنا من بيوتنا إلا ونحن نعلم الكلام الذي تقوله: (ستعضون السيوف ، سنفرق العرب) سنفعل كذا وكذا نحن علي استعداد أن نفعل كل هذا (فأمط عنك يدك يا أسعد بن زرارة فو الله ما نذر هذه البيعة ولا نستقيلها) .
    يقول جابرt: (فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا علي ذلك الجنة) . إذًا هذا شأن الغرباء الأولين لأن كثير من الناس عنده حماسة ، ولكن لا يعرف حقيقة القضية هذه الفتن التي تحيط بالمسلمين ليست وليدة الساعة وليست جديدة ، ما من جيل من أجيال المسلمين في أي قرن من القرون الماضية إلا ومر بمثل هذا أو أشد .
    لكن المشكلة أن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة الغربة الأولي: الغرباء الأولون كانوا يتميزون بالصدق العالي ، وكانوا يعلمون يقينًا أن الله U ناصرهم ولذلك أقدموا علي الإيمان بالله سبحانه وتعالي ولم ينظروا إلي الأسباب المادية ، وكانت أسباب مادية مهمة لكن النظر إليها أحيانًا يضعف النفوس القوية وكثيرًا ما يفسخ عزائم الجماهير ، اليوم مثلًا عندما نأتي لقارن بين قوتنا وقوة خصومنا عندما أنا أقرأ مثلًا في الأخبار العسكرية وغير ذلك يقول: مثلًا اليهود عندهم مائتين وخمسين رأس ذرية ، وعندهم أكثر من ثلاث آلاف طائرة مقاتلة ، ولا أعرف كم طائرة هليكوبتر ، وعنده قنبلة ذرية وهيدروجينية ، وصواريخ بالستية ممكن تحمل رؤوس نووية ، وعنده كذا وعنده كذا ، وبعد ذلك عنده جواسيس ملئ الأرض ، وعنده قنوات فضائية وعنده مجلات وجرائد وعنده كذا وعنده كذا ، أنت ماذا لديك ؟! عندما تفعل حسبة ببساطة شديدة تجد أنه لا تكافؤ مطلقًا بين عدونا وبيننا ، لدرجة أنه وأنا كثيرًا ما أقرأ في هذه الأخبار ، أقرأ في جريدة الأخبار حتى أستطيع أن أنزل النصوص علي الواقع فتستفيد الجماهير منها ، أنا لا أقول للجماهير كلها أجلسوا واقرءوا أي حاجة ، لا ، لا تقرأ الجماهير إلا ما يفيدها في عقيدتها ويمتن هذه العقيدة ، إنما قراءة كل مخططات الأعداء والكلام هذا ينبغي لمن يتصدرون للإصلاح أن يكونوا علي علم بها لأن العلم عبارة عن دليل ومناط ، اليوم أنا لدي دليل ، كيف أستخدمه ؟! ممكن يكون الدليل صحيحًا وأستخدمه في غير محله فيحدث فساد ، فمتى أعرف أناور ويكون عندي مناورة ؟! ، كيف أستطيع أن أخدع الخصم مثلًا وأستخدم حقي أنا أو أستخدم القرآن والسنة ؟! لابد أن أعلم الاثنين لذلك حتى ابن القيم في( إعلام الموقعين )يقول: لابد للمفتي أن يكون عالمًا بالواقع الذي يُسأل عنه : لأنه ممكن يضع الدليل في غير مكانه فيحدث فسادًا .
    فأنا كثيرًا ما أقرأ كل المخابرات تقريبًا قرأتها ، كل كتب الساسة والخبراء والدبلوماسيين والكلام ,أقرأها في أوقات عندما يكون عندي حموضة في نفسي لا أستطيع أن أبحث ولا أستطيع أن أقرأ في العلوم الشرعية ، أنت تعلم الإنسان يأتي له فترات ملل من الإحباطات المستمرة الموجودة في العالم والكلام هذا فأحيانًا لا أستطيع أن أقرأ ، لا أضيع شيئًا من وقتي علي الإطلاق عندي مكتبة كاملة للكتب السياسية وبعد ذلك أنا لا أصدق كل شيء يقال ، لكي لا أحد يتصور أن كل الذي يقال صح ، لا ، كل واحد يجمع الصورة علي حسب حبه وكراهيته لصاحب الموقف ، لكن أنا أخذ من كل هذه إرهاصات وأخذ منها إلماعات أقدر أتبين طريقي ، لو أنا نظرت إلي قوة أعدائنا وأن اليهود في دولة فلسطين عملوا حسابهم أن يهزموا كل الجيوش العربية مجتمعة كلها لو اجتمعت ، لو هم قاموا كلهم عل بعضهم عندها السلاح عدد سلاح ككم سلام تغلب كل الدول العربية مجتمعة ليس فرادي هم متخيلين هكذا ، فأنا لو نظرت إلي هذا أصاب بالإحباط فأنا أريدك أن تنظر إلي كل غزوات النبي r وتذكر لي .
    متى كان المسلمون يستوون مع عدوهم سواء في العدد أو في العتاد ؟! ولا غزوة حتى غزوة حنين التي قال فيها الصحابة: " لن نهزم اليوم من قلة" أتغلبوا فيها كان عدد أعدائهم أضعاف عددهم ، وفي غزوة مؤتة كان عدد الروم مائتين ألف والصحابة ثلاث آلاف فقط أي واحد أمام سبعين ، ومع ذلك الصحابة غلبوا .
    ما الذي جعلهم يغلبوا ؟! هو الإيمان ، لذلك لا يصلح إطلاقًا إن أي حسبة لك في حياتك سواء كانت حسبة خاصة بك ، أو حسبة خاصة بالمجتمع الذي أعلي منك تخرج الإيمان إطلاقًا منها لأن الله هو مالك الدنيا والآخرة أنت عندك تسونامي الزلزال أو البركان الذي انفجر في قعر المحيط سخن ماء المحيط ، أنا أريد النظام العالمي الجديد وأريد العالم كله يأتي بالغاز والبوتاجاز والكهرباء والكلام هذا ويسخنوا ماء المحيط أو المحيطات ، لن يستطيعوا هذا بركان خارج من تحت ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ﴾ (الإسراء:59) سخن ماء المحيط ونحن رأينا وأنتم رأيتم الصور المياه تحمل الأتوبيسات كأن الأتوبيس ريشة وفي الشوارع أيضًا وتصل المياه للدور الخامس والسادس وهكذا هذا منكن ، وعندنا أيضًا الإعصارات التي دخلت علي أمريكا من كم سنة شردت الدنيا ومليارات الدولارات ذهبت علي الأرض.
    نحن نستطيع أن نهزم عدونا عندما نكون عبيدًا لله: نحن لا نستحق أن ننتصر ونحن في هذه الحالة وسنن الله الكونية لا تتخلف ,في سنن ثابتة لا تتخلف ولا يحاب بها أحد إطلاقًا أنظر نحن لدينا آيتين واحدة في سورة الأنفال وواحدة في سورة الرعد ، التي في سورة الأنفال ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الأنفال:53) وآية الرعد ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد:11) أنا عندي في الآية اثنين (ما ،) وما هذه كما يقول علماء الأصول: من صيغ العموم ، أنا أريد أن أحذف ما وأضع مكانها معناها تكون ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ ﴾ ما هنا ، معناها ؟! إن الله لا يغير مصيبة أنزلها علي قوم ﴿ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا ﴾ أي حتى يرفعوا المخالفة التي بسببها نزلت المصيبة هذا قانون لا يتخلف ، ولذلك أمرنا أن ننظر إلي الأمم السابقة ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ (الروم:42) لكي نعتبر ليس من الضروري أنا أذوق مرارة المر لكي أقول: نعم هو مر .
    كان بعض السلف يقول: (اللهم لا تجعلنا عبرة ، واجعل لنا عبرة ).لا تجعلنا عبرة، ليس ضروري أن تجرب بنفسك ، ولا أن تذوق المر بنفسك، أنظر لغيرك، أنظر كيف هلك، ثم تجنب مواضع العطب .
    سبب هلاك الأمم السابقة: هلكت بأشياء محددة ، يجمعها : مخالفة أمر الله ، وعصيان رسله,انتبه، إذا خالفت أمر الله U ، إذا عصيت رسول الله r ، إذن أن تعرف النتيجة، ماذا سيحدث لك,إذن ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ، هذه سنة ثابتة ، لكن نحن لا نستحق النصر بوضعنا الحالي، لأنه يخالف السنة الثابتة، والتي لا تتخلف، ﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ﴾ و ﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً ﴾.
    -أرجع إلى كلامي - الأسباب المادية : نجد أن العدو أقوى منا بكثير مادياً، ولكن الله U مالك الدنيا والآخرة، وإنما يتنزل النصر من عنده ، كما يتنزل الرزق .
    لو سألت أي واحد : أين الرزق في السماء أم في الأرض؟المغفل يقول : في الأرض لا الرزق في السماء، يتنزل كل يوم لصاحبه حتى لا يبقى له مثقال درهم ينفقه ليس له نفس يتنفسه، وليس له شربة ماء ، ولا لقمة يأكلها، إذن قضي أجله، لكن ما دام له أجل ينزل رزقه من السماء كما قال تعالى : ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾.
    فكما أن الرزق يتنزل من السماء، كذلك النصر :قال تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ﴾،( ما) و(إلا )من صيغ الحصر، كما يقول العلماء : النفي الاستثنائي يفيد الحصر، يعني النصر من عند الله وحده، لا عدد ولا عتاد ولا عدة، نعم هذا مهم فعلاً، وهو سبب من الأسباب،و لكن يتنزل النصر من عند الله I.
    أهمية الاعتبار بغزوة بدر:واعتبروا بوقعة بدر، وقعة بدر هذه ينبغي أن تدرس بعناية ، وألا نكف عن استخراج الفوائد الفرائد منها، لأن حالتنا اليوم تشبه ما كان عليه المسلمون الأوائل، يقول الله تعالى ممتنا على المسلمين في غزوة بدر : ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ والذلة والقلة رفيقان أو صنوان لا يفترقان.
    قليل يبقى ذليل، كما قال القائل:
    تُعيرنا أنا قليلٌ عديدُينا



    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ


    قالت له : كم أنتم؟قال: لها المسألة ليست كم، المسألة كيف، الكرام قلة، لكن واحد كريم يساوي أمة من اللئام، بل ليس أمة بل أمم من اللئام، بل لا توضع الأمم اللئام أمام رجل كريم.
    القلة والذلة دائماً متشابكان:ربنا يقول U: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ الصحابة عندما خرجوا في غزوة بدر، خرجوا ليعوضوا بعض الخسائر المادية التي أذن الله U في أخذها؛ لأن كل واحد هاجر من قريش ترك داره وترك عقاره وترك أرضه وترك تجارته، وهرب بجلده أو سافر وحيدا، هاجر وحيدا إلى النبي r بالمدينة، ولما يأخذوا داره وعياله وعقاره ويذهب مُمْلقًا إلى النبي r، فقيراً لا يملكن شيئاً،.
    لما أحل الله U لأمة محمد صلي الله عليه وسلم الغنائم؟ يكون هناك تعويض لهؤلاء، فأباح الله U لهم شيئاً حرمه على الأمم كلها من لدن آدم u إلى زمن النبي عليه الصلاة والسلام .
    فضل أهل بدر علي الأمة:فأهل بدر لهم فضل على الأمة كلها ، إلى أن تقوم الساعة، ذلك الله حرم الغنائم على كل نبي إلا النبي عليه الصلاة والسلام فأحلت الغنائم لنا إلى قيام الساعة، بفضل هذه الثلة الـ 314 فرد من الصحابة كان لهم بركة على مليارات من البشر إلى أن تقوم الساعة.
    لهذا نحن نحفظ لهم حقهم الذي حفظه لهم رسول الله r عندما قال : «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية »، وقال r: « لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ».
    الصحابة خرجوا للقاء عير قريش، أذن الله لهم في الغنائم، كما قال النبي r في الصحيحين من حديث أبي هريرة : « فلما رأى الله عجزنا وضعفنا أباحها لنا، وقال لم تحل الغنائم لسود الرءوس غيركم ».الصحابة جالسين، قال: سنخرج لنأخذ عير قريش ؟ فالصحابة قالوا نذهب لنأتي بالخيل والسلاح ولأمة الحرب، قال: لا ، سنذهب نأخذ العير ونرجع، فحامية العير أربعون رجلا، كل واحد معه سلاح خفيف، لكن فوجئ أبو سفيان وغيره إن الصحابة عددهم 314 و إذا التفوا على أربعين سيقضوا عليهم .. فأبو سفيان لما علم وأن الصحابة خرجوا لهم، استصرخ قريشا أنجدوا أموالكم والمسلمين سيأخذونها.
    ولكن أبو سفيان استطاع أن يأخذ ساحل البحر ، ونجي، وأرسل إلى قريش وقال لهم: لقد نجوت ولا داعي لخروجكم ..طبعا تعست أمة رأسها أبو جهل، أبو جهل قال: لا نرجع.
    القصة ليس قصة عير ولا غيره، القصة قصة إرهاب للعرب: أننا لابد أن نعرف العرب أن أي واحد يرمش بطرفه هكذا نحن سنؤدبه، فنخرج ألف واحد ومعنا السلاح والجمال والتموين والزاد، ونذهب إلى عين بدر ، وتغنين القيان، ونشرب الخمر، - فتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا- يريد يرعب كل من تسول له نفسه أن يقف لقريش يوما من الأيام,لكن غربت شمسه ولن تطلع مرة أخرى.
    النبي r خرج من الصحابة ليأخذ العير، العير هربت، أفلت أبا سفيان بالعير، والصحابة وجدوا أنفسهم بدون عير ولا شيء، ولكنهم وضعوا في موضع الحرب، وجدوا قريش أتت بألف رجل ومستعدة للحرب، لكننا لسنا مستعدين لحرب، وليس معنا سلاح، بدأ الصحابة يجادلون النبي r لما قال لهم إننا سنقاتل، بدئوا يجادلون النبي عليه الصلاة والسلام، أن يرجعوا ، وأن العير فاتنا، ولا نقدر على النفير ، لكن الله U أراد ذلك، وجمع بين المسلمين، وبين عدوهم على غير ميعاد,الصحابة لم يكن معهم إلا فرس واحد، فرس المقداد بن الأسود ، وبعض الروايات تقول ليس معهم شيء، خرجوا حُسراً لا دروع لهم، والكل يعلم أن الذي يدخل الحرب يضع على ذراعه لباس من حديد، وإلا قطعت يده مع ضربة سيف، خرجوا حسراً ليس معهم خوذة ؛ ليضعها على رأسه ليحميها، ولا لأمة الحرب التي يلبسها على ذراعه، وقريش جاءت تلبس الخوذ والدروع ومستعدين للحرب، والنبال والسهام والخيول وكل شيء..
    فليس هناك تكافؤ بين العدو وبين المسلمين:وأيضًا هناك شيء آخر ممكن يتسبب في هزيمة المسلمين، كما قال تعالى : ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾.﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾ العدوة الدنيا : أرض خبار رمل، تسوخ فيها الأرجل ويُمشى فيها بتعب ومشقة، ولما تريد أن تمشي على رمل تغوص رجل فيها ولا تستطيع أن تجري، فتخيل أن تركب فرسا والأرض خبار تحتك، كلها رمل ، كيف ستقاتل؟﴿ وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ﴾ العدوة القصوى : المكان الذي كانوا نزلوا فيه أرض صخرية، يستطيع أن يضرب ويجري ، وأنا إذا أردت أن أضربه غرز الخيل في الرمل.
    لما أنزل الله U المطر؟﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾ : يعني قريش عندها سبب مادي تستطيع أن تقاتل دونه وهو حماية العير، لكن المسلمين عن ماذا يقاتلون ؟ كلها أشياء معنوية، ليدخلوا الجنة، لكي يرضى عنهم ربهم، حتى الأرض لم تكن في صالح المسلمين، لأجل هذا أنزل الله U المطر ليثبت الأقدام، لما ينزل المطر على الرمل يصبح أقوى ومع السير عليه يصبح كالصخر.
    وجمع الله بينهم وبين عدوهم على غير موعد,:فالنبي نظر إلى الكفة ، فلم يجد إلا الدعاء، فجعل يدعوا الله U ويجأر إليه، ويبالغ في رفع يده مستسلما لربه تبارك وتعالى، ويقول: « اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم هذه قريش جاءت بخيلها ورجلها تحآدك وتحآد رسولك ». ونظر إلى أصحابة وقال: « اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فأكسهم، اللهم إنهم عالة فأحملهم ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض »، والنبي r رفع يديه -كما قلت- وبالغ rفي رفع يديه حتى سقط البُردُ من على منكبه، فأخذ أبو بكر t بمنكبيه وقال يا رسول الله، بعض مناشدتك ربك ، فإنه منجز لك ما وعد.
    تبسم النبي rوقال : هذا جبريل نزل على ثناياه النقع، ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ ..
    في قوله تعالى : ﴿ وَالْمُؤْتَفِكَ ةَ أَهْوَى ﴾ المؤتفكة هم قرى قوم لوط المؤتفكة: المنقلبة، وورد في بعض الأخبار أن جبريل u رفع قرى قوم لوط حتى سمعت الملائكة في السماء نُباح كلابهم، انظر أين السماء؟ رفع القرى إلى هذا البعد وقلبها وتركها تسقط على الأرض، هذا جبريل u وحده، ولو ستمائة جناح، حمل قرى قوم لوط -كما في بعض الأخبار الإسرائيلية- القرى كلها بجناح واحد من الستمائة.. ونقول هذا الكلام حتى إذا قرأت قوله تعالى ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ ﴾ الملائكة:جمع ملك ،وليس جبريل وحده، لكن معه جيش ، ﴿ أَنِّي مَعَكُمْ ﴾.
    فلا يمكن يغلب المسلمون على الإطلاق إذا كان رب العالمين معهم، الملائكة معهم.ولهذا نرجع فنقول : إن حالتنا الآن في القلة والذلة تشبه إلى حد كبير الحالة التي كان فيها الغرباء الأولون.
    الفارق بيننا وبين حال المسلمين الأول:لكن الفارق بيننا وبينهم، والذي جعلهم ينتصروا وهم قلة وأذلة، وبيننا ونحن مليار وأربعمائة مليار، الفرق بيننا وبينهم : الإيمان,هذا الفرق بيننا وبينهم، ولهذا لما يسألني أحد :
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    كيف نخرج من هذه الغربة؟أقول له: أولا: يجب أن تعلم برغم أن الغربة قلة وذلة، إلا أنها قوة ، يعني الغريب ليس ضعيفا، بالعكس الغربة قوة,يعني أنا أذكر في مطلع السبعينيات ، أول ما عرفنا السنة والإتباع والكلام الجميل الذي بثثناه في الناس والحمد لله بعد ذلك .. كان مثلا في المحافظة أربعة ملتحين فقط، المحافظة كانت حوالي مليون ونص، كان بها أربع ملتحين، كنت أعرفهم وأعرف بلدانهم، وأعرف أسماءهم بالكامل، وأعرف ذويهم ، وأولادهم ، وجيرانهم، كل شيء عنهم كنت أعرفه,كنا نقابل بعضنا في أي مدينة من المدن، واحد ملتحي وآخر ملتحي ، فنعبر الشارع ونأخذ بعض بالأحضان، وما اسمك فنتعرف، كنت أشعر في كل محافظة أن لي أخ,اليوم الالتزام الظاهري كثير جدا جدا، ومع ذلك لا تجد ذاك التآلف الذي كان بيننا قديما مع الوضع الجديد الموجود الآن بين المسلمين.
    وأنا كنت أذكر أنه في مطلع طلبي للعلم كنت فقيراً، لا أملك شيئاً، وبعد ذلك كان لي رفيق يطلب العلم معي، وكان فيه كتاب اسمه "شرح ثلاثيات الإمام أحمد بن حنبل للسفاريني الحنبلي" طبع المكتب الإسلامي، وهذا الكتاب كنت أتمناه ، أتمنى أن أراه بعيني,قُدر لي أن أشتريه وهو ثلاث مجلدات، وكان معي عجلة عادية ، وأخبرت رفيقي من شدة الفرح ، أنني وجدت شرح الثلاثيات، فقال لي : ألا تستطيع أن تأتي لي بنسخة؟ طبعًا لا أستطيع وكنت فقيرا، وادخرت من أموالي، واقترضت حوالي عشرة جنيهات لأستطيع أن آتي بالكتاب، وعندما قال لي تستطيع أن تأتي بنسخة؟ قلت له: إن شاء الله، وطبعا لم أستطع، وقمت بأخذ نسختي - التي بحثت عنها كثيرًا- وركبت العجلة وأعطيتها له هدية، هل آثرته على نفسه بهذا الكتاب الذي كان غاليا جدا علي، لكن وأنا ذاهب بالكتاب خطر ببالي شيء، قلت: سأحسب في كم سأذهب عليه؟ في كم من الوقت؟ وكان بيني وبينه حوالي خمسة كيلو مترات، فحسبت الساعة وانطلقت كالريح ، وذهبت إلى باب بيته في ربع ساعة، بالعجلة العادية، بعد ما من الله علي ، واشتريت سيارة ، جئت لأروح عليه ، فقلت أحسب في كم سأصل إليه؟وصلت إليه بالسيارة في ربع ساعة، فتعجب كيف؟ فالسيارة تسير أسرع من العجلة العادية بكثير جدا، فكيف أصل في ربع ساعة بالعجلة العادية، وأصل في ربع ساعة بالسيارة، فأخذت أفكر في هذه المسألة عدة شهور، إلى أن وصلت إلى نتيجة، قلت: الذي كان يحملني إليه - أيام الدراجة - ليست الدارجة وإنما الحب، هو الذي كان يحملني إليه.فالحب كان يوصلني في ربع ساعة، لأني كلما قطعت المسافة ، وقربتا المسافة وجدت رجلي تشتد في الحركة حتى أصل بسرعة ، فقلت : إن الحب هو الذي حملني إليه.
    فالغربة قوة ، وليست ضعفا كما يتصور الناس:، الغربة قوة ، على الأقل تتمايز الصفوف ، فاليوم ممكن أن تشك في كل شيء، بسبب الجواسيس المنتشرة كالأزر كالنمل في كل مكان ، وأيضًا يمكن أن يقابل رجل فضولي، وليس جاسوسا، فتعتبره جاسوسا، لماذا يسأل هذه الأسئلة؟يعني يقول لك : من أين أنت؟ وما اسمك؟ وأين تسكن ؟ ومن تعرف؟ ولمن تحضر ؟ هذا رجل أول مرة يقابل أو ثاني مرة ، ويسألك كل هذه الأسئلة، على الرغم ممكن يكون رجل من أفاضل الأخوة ، لكن رجل فضولي، فأنت تكتم المسألة لخوفك، هذا كله بسبب الزخم الشديد الكثير حولنا.
    أهمية النظر إلي الغُرباء الأوليين:فالغرب ليست ضعفًا، هذا ما أردت التنبيه عليه ، حتى لا يتراخى ويقول أنا غريب وماذا أفعل؟ لا أنت تستطيع أن تفعل الكثير، بشرط أن تنظر إلى الغرباء الأولين، الإشكال أننا ننظر إلى السقف المنخفض، كأن أنظر إلى عشر سنين ماضية، لا أريدك أن تنظر في هذا الماضي القريب، دائما تنظر إلى جيل الصحابة الأول، وبزوغ شمس الإسلام، كيف استطاع هؤلاء أن يكونوا دولة في عشر سنوات، ولم يحدث هذا لأي جيل من الأجيال منذ خلق الله U الأرض ومن عليها إلى أن بعث النبي r ، ليس هناك جيل صنع دولة في عشر سنوات، إلا جيل الصحابة وحدهم.
    بما نستطيع أن نسود العالم؟نستطيع أن نسود العالم، لكن نرجع فنرتدي رداء العبودية مرة أخرى، كلمة ـأنا حر، أنا مفلت - الذي يقولها الكثير، اعمل كذا يا بني ، يقول : أنا حر، أنا حر هنا ليس معناه الحرية ، لا ، معناه أنا منفلت، أفعل ما يعن لي، إذا كان هو حر ويعمل هذا الكلام، فالعقوبات التي تنزل إليه من ربه يتحملها.
    لكن لا أحد يتحمل عقوبة من الله I، :ونحن نريد الخير للمسلمين جميعًا، ونقول : عندنا في أمتنا مواهب كثيرة، وعندنا خير كثير ، ونحن منصورين بإذن الله على عدونا، هذا وعد الله لا يتخلف ، ولكن نسأل الله U أن يستعملنا في مراضيه,
    تهديد الله Uمن ينكُل عن أمره: لأن U هدد من ينكل عن أمره، قال: ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ في الجحود والنكران ، وفي التخلص من أمر الله U، وإتباع الشهوات والشبهات، لا ، يبعث عبادا له يقومون بحق العبودية له تبارك وتعالى.
    أرجو أن تكون كلماتي هذه قد وصلت إليكم، والكلام في هذا طويل الذيل، وربما الذي يتابعون موقعي ، يعلمون أن هذه المعاني أنا أدور حولها بصفة دائمة، أجدد الخطاب وأبدل، ويمكن أن آتي بأمثلة جديدة، لكن المعنى واحد، لماذا؟ لأن هذا داؤنا في هذا العصر الذي نعيش فيه، له.
    نصيحة الشيخ حفظه الله :أرجو من الإخوة والأخوات ش جميعًا وبارك فيهم وفي ذرياتهم أن يأخذوا هذا الكلام وينظروا إلى مصداقه من كتاب ربنا I وسنة نبينا r، وعليهم بالسيرة، سيرة النبي ، التي هي البيان العملي لحياته وحياة أصحابه.
    المحاور:جزي الله شيخنا ،وهناك الكثير والكثير من الفتاوى ، لكن نعتذر فلن نستطيع الرد على كل هذه الفتاوى..
    س1:أريد منكم أن تفيدوني : كيف أعيش في مجتمع لا أرى من حولي إلا المعاصي والشهوات، وكيف أثبت ؟ وأتنكب تلك المعاصي والوقوع في الذنوب، وما حولي -المقصود به الشارع الجامعة والشغل وخلافه ..
    س2:لا أجد زوجة صالحة ، هل أتنازل وأتزوج زوجة ناقصة -ناقصة الدين يعني -؟
    س3: أنا شاب ملتزم - أو هكذا يطلق الناس علي- ولكني مبتلى بفتنة النساء، وهذه هي فتنة الكبرى، ومعصيتي التي لا أستطيع أتخلص منها ، مع أنني أحافظ على مجالس العلم وحفظ القرآن، ولكن مع كثرة الفتن ينجرف المرء معها ، ثم يتوب إلى رشده، ثم ينغمس فيها ، وهذه المعصية قد كدرت علي حياتي ونغصتها علي فما نصيحتكم لي؟
    س 4:ماذا يمكن لمسلم في أول طريق طلب العلم أن يفعله في باب الدعوة وخصوصا الدفاع عن السنة في بلد السنة فيها غريبة، خصوصا مع الغياب الشبه التام لأهل العلم فيها ، هل الأولى أن يصرف نظره عن الواقع الذي هو فيه ، أم عليه أن يجاريها بالرغم من أن هذا قد يعطله ، وقد يوقعه في الخطأ وإن لم يقصد ؟
    س 5:أنا جديدة في الالتزام ، لكن ولله الحمد التزامي شديد ووثيق وعن اقتناع، ترتب على ذلك تغير كبير في نمط حياتي، وتغير شامل، وأنا ولله الحمد أمشي على نهج النبي r والسلف الصالح، وترتب على ذلك تركي لكثير من العلاقات بصديقاتي، لكني أحببت مجال الدعوة والانخراط به ، ووقعت حائرة بين تركهم لتجنب التأثير والدخول في بعض الذنوب ؛ بسبب السكوت والمجاملة، إلى أن أجد الفرصة المناسبة للتأثير عليهم، وبين وجوب أن أدعوهم للحق، فماذا أفعل؟
    بشرى :
    أبشر الأخوة والأخوات في العالم الإسلامي أجمع ممن يسمعونا أو يشاهدونا على الموقع، أن الشيخ بإذن الله تعالى هناك برنامج جديد ، أو خاص أو باب جديد خاص بالموقع، اسمه لست وحدك، هذا الباب خاص بمن كانت عندها مشكلة أو أخ كريم كان عنده مشكلة ، فيكتب إلينا بطريقة جيدة ، ثم بإذن الله تعالى في خلال وقت بإذن الله يكون قصير الشيخ يجيب عن هذه المشكلة بصوته ثم تكون موجودة بإذن الله على الموقع، وأيضًا تكون موجودة على قناة الحيونية على اليوتيوب ، وأيضًا ستنشر على البالتوك وعلى الإن سبيك، وعلى كل الأشياء الخاصة بالموقع.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على والصلاة والسلام على نبينا سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    الذي لاحظته الحقيقة من كثرة الأسئلة هو مسألة : المجتمع المخالف، كيف أستطيع أن أعيش في مجتمع مخالف؟ هل أنعزل تماما عن الناس؟ أم أنخرط معهم، وإذا انخرطت معهم وقعت في المعاصي؟
    فأقول: أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات:
    ديننا وسط ، واللخمة التي يقع فيها كثير من الناس، أنه كيف يعيش في مجتمع مخالف ولا يخالف ، السبب في ذلك أنهم لم يقرئوا النصوص الشرعية ، ولم يحسنوا استعمالها ، حتى لو قرؤوها لا يحسنون استعمالها، لذلك قلت قبل ذلك : العلم دليل ومناط، الذي يسمونها : العلم وسياسة العلم ، سياسة العلم : أي استخدام العلم.
    مثال: رجل يعمل في بنك ربوي ، ودعي مثلا أخاه للغداء ، أو الزوجة دعت أختها لتأكل عندها، هذا ملتزم وهذا ملتزم، وبعد ذلك يذهبوا هناك ليأكلوا عند الرجل الذي يعمل في بنك ربوي أو مرابي، فسيأكلون من أموال فيها ربا، فهكذا ندخل في المشكلة، فيمتنع من تلبية الدعوة، يقول له : أنا آسف أن آتي لأنك مالك حرام وأكلك حرام ، وشربك حرام وهذا الكلام، فيحصل قطيعة بينهم الاثنين، .
    حكم الأكل عند المُرابي:وربما كانت القطيعة بين أسر كبيرة,ما نطلع على النصوص الشرعية، ونطلع على تطبيق الصحابة واستخدامهم لمثل هذه الفتاوى، نجد أن المسألة فيها توازن,يعني هذه المسألة بعينها -مسألة أن تأكل عند واحد ماله فيه ربا؟ سئل ابن مسعود - والأثر صحيح - عن ابن مسعود عند عبد الرزاق وغيره في المصنف ، لما قال له رجل : إن واحد يتعامل بالربا ودعاني لآكل عنده، فهل آكل عنده؟ وألبي دعوته؟قال: نعم ، كلوا لكم المهنأ وعليه الإثم .
    أنا ليس لي علاقة بالقصة ، لكم المهنأ وعليه الإثم، المهنأ: أن تأكل وتملأ بطنك، وهو الذي يحمل الإثم.
    واحد يقول: هكذا معناه أنني راضي عن عمله، وهكذا سيستمر، والمفروض أني أتخذ منه موقفا، حتى يعرف أن هذا حرام، وأني لما لا آكل عنده يؤثر في نفسه، فيترك الحرام إلى آخره ...لكن ابن مسعود له فتوى أخرى ، واحد سأله نفس السؤال : فقال له : الإثم حواز القلوب.الإثم حواز القلوب، يعني إذا تركت نفسك للإثم، حازه قلبك، فصار القلب أيضًا ممتلئا بالإثم ، يعني هكذا ابن مسعود يقول له لا تأكل، فكيف في الفتوى الأولى قال : كلوا لكم المهنأ وعليه الإثم، وهنا يقول له : الإثم حواز القلوب.
    فلما نوازن بين القلوب: كأن ابن مسعود يقول : إذا علمت أو طمعت أنك إذا لبيت له الدعوة ودعوته إلى البنك أو ترك العمل بالربا أو ترك لأي عمل محرم، يستجيب لك، لا مانع أن تأكل ، بشرط أن تقوم بواجب الدعوة في هذا الموضع.
    هو لا يقبل دعوة ولا كلام، وأول ما نحدثه يهيج ويرغي ويزبد وهذا الكلام، لكن إن لم أذهب سيصبح هناك قطيعة، إذن أنا ألبي الدعوة ، وآكل حاجات بسيطة وأنهي الموضوع.لكن ليس معنى هذا أنه كلما دعاني ذهبت ، ودعاني مرة أخرى فأذهب، وأنا ساكت، لماذا؟ لأنه حينئذ سيحوز القلب الإثم ويتبدل هذا القلب.
    إذن ابن مسعود الفتوى الأولى أنزلها على واقع، والفتوى الثانية أنزلها على واقع آخر، الزجر بالهجر قاعدة يتبعها أهل العلم في الإنكار على أهل المعاصي، ولكنهم أحاطوها بسياج متين من الضوابط.
    يعني واحد يعمل معصية وأنا أنكرت عليه سيزيد فيها أم سينتهي؟ إذا أنكرت عليه فأكثر في المعصية فلا أنكر عليه، وأنظر كيف أنكرها ، أأنكرها أنا بذاتي ولا أسلط عليه أحد أصحابه ولا أحد آخر، المسألة هنا تحتاج إلى حيلة ؛ لأن القصد من الزجر بالهجر الاستصلاح، أن استصلح هذا الشخص، الهجر في ذاته محرم ولكن .................إلى آخر الدنيا، يعني تبقى على خصامه إلى أن تموتا أنتم الاثنين.
    ولدينا حديث كعب بن مالك ، لما النبي r هجره مع أخويه، المجتمع كله هجر كعب بن مالك، وأخويه : هلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ، خمسين ليلة ، فلا يقول : أنه لا يجوز الهجر أكثر من ثلاث أيام ، هذه الثلاث أيام في أمور الدنيا ، لكن في أمور الدين ، لا ، إذا نزع وترك المخالفة فأهلا به وسهلا، نعود مرة ثانية أحبة، مش إني تركته لمخالفة دينية، والرجل ترك المخالفة الدينية وأنا ما زلت أخاصمه ، هذا لا يجوز ولا يحل، لأني يوم هجرته هجرته لمعنى شرعي وليس لمعنى دنيوي.
    أريد أن أقول : المجتمع العاصي ، نحن كلنا نعيش في مجتمعات شبيهة ببعضها، يعني لما نلتزم ونأخذ السنة، وندعو الناس إلى الله I، فنحن نعيش في وسط مجتمع مخالف، تجد أقرب الناس إلينا من المخالفين، يمكن يكون أبوك ، عمك ، خالك ، أختك ، أخوك، جارك ، صاحبك ، كل هذه المخالفات موجودة ومع ذلك مطلوب أن نستقيم على أمر الله U، وأن ندعو إلى الله I.
    هناك ما يسموه "العزلة الشعورية " ، وهي مثل إبراهيم u كان يعيش في قوم كلهم يعبدون الأصنام ، وكان يعيش وحده، شعوريا، يعيش في وسطهم ببدنه، لكن شعوريا هو متجنب هؤلاء.
    ليس ضروريا لأتجنب شخص ، أعمل معه مشكلة، ويحدث خصام، لا، لأني في الأصل إنما أدعو إلى I، والناس بضاعتي، فأنا لو دخلت السوق وأنا رجل تاجر، وكل ما أدخل سوق أفقد ألف جنبيه ولا ألف يورو، ولا ألف درهم ولا دينار، يوشك رأس مالي أن يذهب، فأي تاجر يدخل السوق يدخل السوق ليربح.
    طيب الداعية أو الإنسان المتصدر للدعوة، وليس بالخصوص أن يكون شيخاً، كلنا يدعو بحسبه، كلنا دعاة إلى الله U، أو هكذا ينبغي أن نكون ، كل واحد يدعو بحسبه ....................
    بإذن ربي أن أفعل كذا وكذا، الرسالة التي قرأت في أول المجلس ، الأخ الذي يشرب الخمر، ويقول : أنا لا أستطيع أن أنتهي عن الخمر وإلى آخره،.
    أنا أورد لك حكاية حدثت لبعض الشباب مع بعض العلماء:جاء شاب كان عاصيا وتاب ، وحسن توبته، فبدى له أن يسأل بعض أهل العلم عن بعض المعاصي التي كان يرتكبها، فالعالم أعطاه الفتوى، ووعظه ، فالشاب انصرف من عنده، وبعد ذلك خطر ببال الشاب أن يسأل العالم سؤالا، فرجع إليه مرة ثانية، وقال له: أكان الله يراني وأنا أفعل هذا ؟
    قال: نعم، قال: " فصعق " أغمي عليه، لماذا؟ لأنه لم يتصور أن كل الموبقات التي فعلها يمكن أن يكون ربه يراه، ومطلع عليه، تخيل لو إنسان يريد أن يفعل أي فاحشة وعرف أن أحدهم ينظر إليه من ثقب الباب، أيستطيع أن يفعل هذه الفاحشة ؟
    لا يمكن، لو علم أن هناك كاميرات موجودة في المكان، وتسجل له ، ممكن يعمل هذا لكلام ؟ لا يمكن، فلماذا استقل نظر الله U إليه، لا تقل لا أستطيع، هذه كلمة ألقاها الشيطان عليك، لأن كل محرم حرمه الله U على الإنسان يستطيع أن يتركه، ليس هناك محرم لا يترك، وإلا هكذا نقول أن الله كلفنا ما لا نستطيع، والتكليف بما لا يطاق ليس من مذهب أهل السنة.
    وهذا الكلام يكون في الأوامر، وليس في النواهي، النواهي كل ما نهى الله عنه ففي مقدورك وفي استطاعتك أن تتركه، لكن لابد من اللجوء إلى الله U ، وتعلم أنك لن تنتهي عن هذا لا بحولك ولا بقوتك، بل اطرح حولك وقوتك، ومرغ خديك على عتبة عبوديته، واجأر إليه جأر المسكين الذليل الذي لا يملك لنفسه من أمره شيئا.


    وهل هناك من هو أشرف من يوسف u في زمانه ، يوسف u وقصته مع امرأة العزيز في سورة يوسف يقول : ﴿ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ قال: ﴿ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ ﴾ أعظم فتنة وضعت في طريق الرجل، لأن الدنيا كلها رجل وامرأة، والمرأة زينة أيضًا، والرجل تخطفه الزينة، ولذلك شُرع للرجل أن يذهب ليخطب المرأة وليس العكس، لماذا لا تذهب المرأة لتخطب الرجل وتنظر إليه؟ لأن المرأة العاقلة تبحث عن شخصية والرجل عن شخص ، أرجو أن تدققوا معي في العبارة ، الرجل يبحث عن شخص ، والمرأة تبحث عن شخصية، بمعنى:
    أن الرجل يبحث عن شخص ، الذي يستهويه المرأة الجميلة، يمكن تكون فقيرة ، و كذا وكذا ، لكن أهم شيء أن تكون جميلة، لو كانت ذات حسب ونسب ومعها مال كثير، ممكن يزهد فيها لو لم تكن جميلة .
    لذلك المرأة زينة، فقيل للرجل : أنظر إليها، لأنه يريد أن ينظر إليها فتسره، كما في الحديث الذي تعرفونه، لما سئل النبي r عن الخير النساء ، قال: « إذا نظر إليها سرته » ولم يقل العكس، لأن المرأة تبحث عن شخصية.
    المرأة تبحث عن شخصية: يعني مجموعة الصفات التي يتميز بها الرجل، المرأة لا تبحث عن رجل جميل ، ناعم وأبيض ، وكذا ... لا ، المرأة لا تنظر لهذا، يمكن يكون أخشن وكذا وكذا ، والمرأة تكون جميلة، فيقول الناس هذه المرأة الجميلة تأخذ هذا الرجل، وتجدها تقبل يده وتخدمه بكافة جوارحها، ويستغرب الناس مما تفعله ، لأن الست عاقلة بحثت عن شخصية مجموعة صفات يتميز بها الرجل: الكرم والأخلاق والحلم ، وكذا ، فالمرأة عندما تبحث عن شخصية تسعد، الرجل يبحث عن شخص ، يكتفي فقط بالأشياء الظاهرة، أن الأخت منتقبة، وتصلي ، وأهلها ملتزمين، وكذا ، ولا يبحث عن أكثر من ذلك، ولا يبحث أكثر ، ويمكن أن تكون المرأة على عكس ما يريد.
    فأكبر فتنة وضعت في طريق الرجل ، المرأة : كما قال r ، حتى لا يخرج علينا أحد يقول إن المشايخ لديهم هوس جنسي، فكلما تكلمنا عن فتنة النساء، يقولون : كل فكركم جنسي ، لا تفكرون إلا في الجنس، يا أخي المرأة كذا وكذا ، وهم أكثر الناس وقوعا في الجنس، ولا يفيقون ، وكل يوم له عشيقة، وكل يوم له فضيحة ، ويرمي الأبرياء بهذه التهم .
    هذا الكلام ليس كلامنا ، هذا كلام النبي r، الذي قاله كما في حديث أسامة بن زيد ب في الصحيحين : « ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء ».ليس كلامي ، كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ، فيوسف u إذا كان فيه إنسان ممكن يتنزه عن الفواحش ، لنبله ولمعدنه ، ولكرم نسبه وعظيم محفده، وكل الصفات ... لكان يوسف u ، أليس هو من قال فيه رسول الله : « هو الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم »، أهناك أحد ضارب الجذور في عراقة النسب كيوسف ، يوسف النبي ، ابن النبي، ابن النبي ، ابن النبي ..يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ومع ذلك لم يرتكن إلى نسبه، ولم يقل كبعض الناس: أنا مروءتي تمنعني من هذا، ونسبي يمنعني من هذا ، لا ، قالها صريحة ﴿ وَإِلاَّ تَصْرِفْ ﴾ أي أنت يا رب ﴿ عَنِّي كَيْدَهُنَّ ﴾ لن ينفعني نسب ولا شرف ولا مروءة ولا هذا الكلام ﴿ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴾..
    فنقول للأخ الذي يشتكي من فتنة النساء، أنت لم تأخذ بالأسباب الشرعية، أنت تارك عينيك، لو أنك التزمت وصية النبي r ، أولاً: بغض البصر، ثانيًا: بالصيام.وصدق رسول الله r وكذب من يقول بغير ذلك ، قال : « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لا ، فعليه بالصوم فإنه له وجاء » وجاء يعني وقاية، الذي يقول أني أصوم كل يوم ، ولا أجد فائدة، إذن هذا الرجل عنده خلل، أنت تصوم وتمنع بصرك، ولا تصوم تحرم نفسك، وبعد ذلك ترسل طرفك.لا، النبي r إذا قال « له وجاء » أي وقاية، فهو له وجاء يعني وقاية، صدق رسول الله ، وكذب من يقول بغير ذلك.
    مثل قصة العسل، لما أتى رجل يشتكي ، قال: أخي بطنه بتمغص عليه، وعنده استطلاق، قال : « اسقه عسلا » قال: سقيته ولم يفلح ، قال : « اسقه عسلا » ، قال: سقيته ولم يفلح، قال: « صدق الله وكذبت بطن أخيك ».
    فنحن نريد لا يرسخ المسألة عند العبد إلا الجانب الإيماني، أنني أعلم يقيناً - وأنا أصوم ليس همي في الجوع ، لأن الجائع شهوته تقل، لا، أنت هكذا لا تعان، لكن وأنت تدخل تعلم يقيناً أنك إن فعلت وصية النبي عليه الصلاة والسلام أنك لا بد أن تحرز الوعد الذي وعدك به ، إذن تدخل بهذه الروح.
    الأخ الذي أرسل يقول : أشرب الخمر، ويأخذ الصدقات يشرب بها الخمر، يعني ... عظِّم نظر الله إليك، واستحضر قول النبي r : « من مات على شيء بعث عليه » وهذا أخطر شيء في المعصية، لأن المعصية في حد ذاتها يمكن أن تتوب منها ، لكن المشكلة أن تموت وأن تفعلها ، هذا هو الإشكال، تُبْعَثُ بين يدي الله يوم القيامة وأنت تمسك الكأس، وأنت ....................
    تُبْعَثُ بين يدي الله U وأنت على بطن امرأة لا تحل لك ، ماذا تقول لله؟ تُبْعَثُ يوم القيامة وأنت تفتح خزنة أو تسرق بيتاً، ماذا تقول لربك؟ تُبْعَثُ يوم القيامة وأنت تضرب أباك على وجهه، مثلاً ، أو تقذف بأمك من الشرفة أو أنك تقطعين زوجك بالسكين ستة عشر كيساً ، يُبْعَثُ المرء على هذا .فخطورة المعصية أن يموت المرء وهو يفعلها، من أعظم خطورات المعصية، لأنه سيُبْعَثُ على هذا الذي يفعله.
    لذا أقول لإخواني: ما من معصية إلا وهي في استطاعة المرء أن يتجنبها ؛ لأن الله لم يأمرنا بمستحيل، لم يأمرنا بما لم نطيق، خاصة في باب المناهي، لأن المناهي لا يقال انتهى الرجل حتى ينتهي مرة واحدة ، بخلاف الأمر، الأمر ممكن تحاول مرة واثنين وثلاثة وعشرة ومائة إلى أن تأتي به ، وتبقى مكرم ومأجور أنك تحاول أن تصل إلى قبة الأمر، بخلاف النهي.
    لذلك النبي r فرق بين الأمر والنهي لما قال : « ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عن شيء فانتهوا » ، لم يقل فانتهوا منه ما استطعتم؛ لأنه لا يصح أن يسمى منتهيا إلا إذا انتهى على الفور ، بخلاف الأوامر، هناك أمور تفيد الوجوب وأخرى تفيد الاستحباب، والإنسان يحاول أن يترقى قدر ما يستطيع، إنما النهي لابد أن يكون على الفور.
    لذا أقول لإخواني استعينوا بالله ربكم I، استحضروا عظمة الله U في قلوبكم ، الزموا الصحبة الإيجابية الصالحة الصادقة ، الزموا الصلوات في المساجد بالنسبة للإخوة، بالنسبة للأخوات الصلاة في مواقيتها، اجتناب الغيبة والنميمة، الالتحام مع الأخوات الإيجابيات... الذي قال الحسن البصري قال صفته : "صاحبك من إذا ذكرت الله أعانك، وإن نسيته ذكرك ".
    الكلام طويل جدا ، أنا سأحاول أطبع الأسئلة التي وردت إلي، وأنظر الأسئلة المتكررة التي تكون ظاهرة، وتعد ظاهرة بين المسلمين على اختلاف بلدانهم، وسأحاول إن شاء الله في المرة القادمة أن استجلب ما أعلمه من الكتاب والسنة ومن أقوال السلف الصالح، ومن أفعالهم حتى نكون عونًا لكم إن شاء الله تبارك وتعالى في هذا الزمان، زمان الغربة الثانية.
    اسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيكم، وأن يستعملنا وإياكم لنصرة دينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، والحمد لله رب العالمين.
    انتهي اللقاء بفضل الله ومنته تقبل الله منا ومنكم ونسألكم الدعاء(أختكم أم محمد الظن)


    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    يرفع للفائدة
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    أسأل الله أن يجزيك خيرًا وأن يجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك ، بارك الله فيك.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ لقاء الشيخ أبي إسحاق الحويني عبر موقعه

    اللهم آمين ولك بمثل أخي الكريم
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •