الموضوع: كمْ يعظُم طالبُ العلم والعالم ، حين يتراجع ؟! - مشاهد حيَّة -!!

...
باسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله .
وبعد .

فوالله ِ الذي لا إله إلا هو / إن الرجلَ ليعظُم ، ويكبُر في نفوس أقرانه ، وتلاميذه ، في أحوال عدة ، من أعظمها :

الرجوعُ عند معرفة ِ الحقَّ ، والانقياد له ، دون تحرِّج ٍ ومثنويَّة / وهي صفةٌ مفتقدةٌ عند كثيرٍ من طلاب ِ العلم ، فتراه يرقِّع لرأيه وبحثه ترقيعات فاسدة !، فلا يضيره أن يقول ( أخطأت ) أو ( وهمت ) أو على الأقل ( أراجع المسألة ) !

لكن كم يرتقي ويسمو طالبُ العلم في نفوس أقرانه ، والعالم في نفوس تلاميذه ، حين تجده مصرحاً معلناً غيرَ سائلٍ بتخطئته ، أن يقولَ عن نفسه ( أتراجع عن ذلك ) ( أستغفرُ الله ) ( هذا وهمٌ مني ) .!

وليُعلم أن دين المرء لن يكون دينًا حقًا ، إلا إن خضع للحق وانقاد له كالبعير المذلل .
ولا عيبَ أن يخطئ الإنسان فـ (خيرُ الخطائين التوابون ) ولكن العيب الإصرار على الخطأ ، والتمادي في الباطل .

ومما وجدتُه كمثالٍ حيٍّ هنا في - ملتقى أهل الحديث - الأخ الفاضل / أبو مسلم العقاد :
في هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1398247 )
الشاهد من كلامه /
وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.

• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى، وَأَشْكُرُهُ أَنْ قَيَّضَ أَخًا فَاضِلاً أَدَّى حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَبَيَّنَ وَجْهَ الصَّوَابِ، بِأَدِلَّةٍ عِلْمِيَّةٍ رَصِينَةٍ، وَبِعِبَارَةٍ جَزِيلَةٍ، تَدُلاَّنِ عَلَى طُولِ بَاعِ صَاحِبْهِمَا، وَمَعْرِفَتِهِ بِالْعِلَلِ وَدَقَائِقِ الْأَسَانِيدِ.

• لِذَا أَقُولُ لِلشَّيْخِ الْحُمَيْدِيِّ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، وَلِأَخِيكَ نَصَحْتَ، وَلِلْحَقِّ أَرْشَدْتَ. فَلِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ نَصِيحٍ إِذَا وَعَظَ، بَلِيغٍ إِذَا لَفَظَ!

اهـ كلام أخينا الفاضل .

وقفَّ شعري حينما سمعتُ شيخنا عبد الله السعد - قبل قليل - وهو يقول :

قلنا من قبل ( إن المرأة تنقض شعرها في غسل الحيض فقط ، لكني أتراجع عن ذلك فذكرني أحدُ الإخوان أن الحديث المستدل به هو في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنقض شعرها وتغتسل .
لكن نبهي أحد الإخوان : أن هذا في الإحرام ، لا أنها طهرت من الحيض ، فأتراجع عن القول بوجوب أن تنقض المرأة رأسها في غسل المحيض ) .

وقال بعدها :

وذكرنا في الدرس الماضي قول النبي لعلي بن أبي طالب ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وقلنا : إن المقاتلة -في الغالب - يلزم منها البغض ، فإذًا معاوية ومن معه على هذا الحديث ، قد لا يخلون من النفاق ، وذكرنا أن النفاق عملي ،
لكني أتراجع عن القول ، -وإن ذكر بعض العلماء أن لا يخلو أحد من النفاق - لكن لما للصحابة من مكانة عظيمة ، ولا ينبغي أن يقال عنهم ذلك ، فأنا أتراجع وأستغفر الله وأتوب إليه ) .

لطائف في الرجوع إلى الحق ، من ذكر علماء السلف والخلف - منقول - :

*عن عكرمه قال :أتيَ عليٌّ بزنادقه فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس .
فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبى ( لا تعذبوا بعذاب الله ) ولقتلتهم لقول رسول الله (من بدل دينه فاقتلوه ) وفى رواية للترمذي ( فبلغ ذلك عليٌ فقال صدق ابن عباس ).

* قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا فى جنازه فسألت عبيد الله بن الحسن العنبرى عن مسأله فغلط فيها فقلت له : أصلحك الله : أتقول فيها كذ وكذ ؟
فأطرق ساعه ثم رفع رأسه .
فقال : ادن !
أرجع وأنا صاغر لا أن اكون ذنباً فى الحق ... أحب إليَّ أن أكون رأسًا فى الباطل .



وحدَّثنا فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ / عمر بن سليمان الأشقر ، في زيارةٍ لنا ، أمتعنا فيها بذكرياته مع كثير ٍ من مشايخه ، ومنهم :
الشيخ المحدث ناصر السنة / ناصر الدين الألباني ، فقال لنا :
كان الشيخ الألباني قد أوتي حجة في الحوار ، وكان يصرُّ ويعكف على رأيِه ، إن هضمَ المسألة ، وبلعها ، ولم يبقَ للشكٍّ موضعاً .
أما إن لم يكن متحريٍّا ، أو قد غلط ، فلا أسهل من أن يتراجع ، وذكر أمثلة كثيرة ، لا يسعني ذكرها ، لكن يكفي تراجعاته في تجديده علمَ الحديث .


اعتذار / كتبتُ الموضوعَ على عجلة ٍ من أمري ، فعذرًا إن وجدتم في المقال خلطًا وخبطًا - كما هي العادة - والله المستعان .

أخوكم المحب / أبو الهمام البرقاوي
ذو الحجة - 1431 - هـ .

جزاك الله خيراً أخي الحبيب

بارك الله فيكم

جزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته................
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم وفي علمكم.
أسأله سبحانه أن يرزقنا هذه الفضيلة .
هل توافقوني الرأي في أن من يعرف الحق ولا يرجع إليه هو أحد هولاء:
1- متكبر مغتر بنفسه.
2-جاهل .
3-ضعيف إيمان.
4-ضال أضلته معاصيه وغلب على قبه الرّان.
5-جبان.
6-متبع هواه - وينفي هذا الإخلاص-.

والله أعلى وأعلم
ونحن لا نزعم السلامة من هذا كله ولكن ندعوا الله سبحانه أن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه و يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، والعبرة ليست بالقول بل بالفعل.
كما أن النصيحة لها آدابها التي بينها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك حتى لاتتحول إلى فضيحة ويصبح الناصح آثما بدل أن يكون مأجورا.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الرفاتي

جزاك الله خيراً أخي الحبيب

وإياك أخي الفاضل أبا الحسن .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد

بارك الله فيكم

وفيكم .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة القادر

جزاكم الله خيرا

وإياكم .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم أمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته................
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم وفي علمكم.
أسأله سبحانه أن يرزقنا هذه الفضيلة .
هل توافقوني الرأي في أن من يعرف الحق ولا يرجع إليه هو أحد هولاء:
1- متكبر مغتر بنفسه.
2-جاهل .
3-ضعيف إيمان. - يدخل في القسمين الأوليَـيْن -
4-ضال أضلته معاصيه وغلب على قبه الرّان. - ومثله -
5-جبان. - مثلهما -
6-متبع هواه - وينفي هذا الإخلاص-.

والله أعلى وأعلم
ونحن لا نزعم السلامة من هذا كله ولكن ندعوا الله سبحانه أن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه و يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، والعبرة ليست بالقول بل بالفعل.
كما أن النصيحة لها آدابها التي بينها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك حتى لاتتحول إلى فضيحة ويصبح الناصح آثما بدل أن يكون مأجورا.

آمين ـ بارك الله فيكم وحفظكم .

جلسنا حينا عند الشيخ الدكتور / ..
فحدَّثنا عن رسالته المقدمة لنيل الدكتواره في اللغة فقال :
أنهيتُ الفصل الأول من الرسالة ، ثم أحضرتها للمشرف عليها ، فدعاني بأخرة ، فقال لشيخنا الدكـتور ( لم يعجبْي ما كتبتَه يا .. ) فقال الشيخ ( من أفكارها ! أم من نمقها المكتوب ؟ ) فقال ( لا لا ، كتاباتك تشبهُ كتابات طه حسين والرافعي ، لكنك أفكارك لم تعجبني ) .

فقال الشيخ ( مثل ماذا ؟ ) فقال المشرف ( زعمتَ أنَّ القرآن كلَّه معجز وليس كذلك ) .
ثم تعاركا قليلاً !

فقال شيخنا ( ما رأيك أن نعدَّ يوما نتناقش فيه ؟ )
فقال المشرف ( لا ، أنتَ رجلٌ أعطيتَ الجدل ، وأنت قنوع ، ولا أريد أن أقتنع بعد عمري هذا ) وكان قد جاوز تسعين سنةً .

انتهى بلا تعليق!

مقال جميل يستحق التثبيت..بارك الله فيك
وأوافق الفاضلة مريم..على ما قالت

حفظكم الله أخي الحبيب أبا القاسم .
وبارك فيكم وفي أعماركم .

وقالَ الخطيبُ البَغداديُّ في «تاريخه» (4/301):
حكَى أبو الحسنِ الدَّارَقُطْنيّ ُ أنَّه حَضَرَ العلاَّمةَ اللُّغويَّ أبا بكرٍ الأنباريَّ في مجلسٍ أملاه يومَ جُمُعةٍ، فصحَّفَ اسْمًا أوردَه في إسنادِ حديثٍ -إمَّا كان (حبان)، فقال: (حيان)، أو (حيان)، فقال: (حبان)-. قال أبو الحَسَنِ: فأعظمتُ أن يُحْمَلَ عن مثلِهِ في فَضْلِهِ وجَلالتِهِ وَهْمٌ، وهِبْتُهُ أنْ أُوقِفَهُ علَى ذلكَ، فلمَّا انقضَى الإملاءُ؛ تقدَّمْتُ إلى المُسْتَمْلِي، وذكرتُ لَهُ وَهْمَهُ، وعَرَّفْتُهُ صَوابَ القَوْلِ فيهِ، وانصرفتُ، ثم حضرْتُ الجُمُعةَ الثَّانِيةَ مجلسه، فقال أبو بكرٍ للمُسْتَمْلِي: عَرِّفْ جماعةَ الحاضرين أنَّا صَحَّفْنَا الاسمَ الفُلانيَّ لَمَّا أَمْلَيْنَا حديثَ كذا في الجُمُعةِ الماضيةِ، ونَبَّهَنا ذلك الشَّابُّ علَى الصَّوابِ، وهو كذا، وعرِّفْ ذلك الشَّابَّ أنَّا رَجَعْنَا إلى الأَصْلِ، فوجدناه كما قالَ) انتهَى.

نقلا عن الأخت عائشة

الرجوع إلى الحق فضيلة، و منقبة عظيمة لصاحبه.
و ترقيع الباطل بخِرَقِ الحيلة و المراوغة مذمَّةٌ و شِيَةُ عارٍ - أعاذنا الله منها -.
و مما يلحق بالبابةِ: التصريح بالجهل في المسألة المعروضة، و نَسْبُ الفائدة إلى صاحبها إن نقلها عنه مادام أنه كان جاهلاً بها غير عارف ببرهانها، إذ الرحى لا تدور إلا على هذا المقدَّس _ البرهان _، فجدير بالرجل ذي المروءة و العقل و ذي الحكمة و الرأي السديد أن يتواضع في الموضع الذي تدعوه فيه نفسه إلى الكِبْرِ و المفخرة بالفضل العميم، و أن لا يسحب حكم فضله و يطرده في جميع الأحوال، بل هو إن كان يكفر بالعصمة - لغير صاحبها -فلا بدَّ من هذا الموقف المشرِّف.
و إلا فهو في تهمة ادِّعاء العِصمة.
جزاك الله خيرًا أبا الهمام!

مهِمٌّ جدّاً نعم
بارك الله فيكم

و قد قرأتُ ما أحلتَ عليه في ذلك الملتقى من مشاركات الفاضل الأديب أبي مسلم - أجزل الله له المثوبة و رفع قدره -، فلم يكمل عجبي من كلامه و ردِّه على الحميديِّ - وفَّقه الله - حتى أوقفني شاهدٌ آخر على صحة حديثك يا أبا همام، و ذلك أن أبا مسلم - ذا الفاضل الزكيَّ - يكتب في توقيعه بيتين لا أراني إلا جازمًا بأنهما ظاهرانِ فيه و أنه عاملٌ بهما:

• تَواضعْ تكنْ كالبَدرِ لاحَ لنَاظرٍ ... علَى صَفَحاتِ الماءِ وهو رَفيعُ
• ولاَ تكُ كالدُّخَانِ يَعلو تجبُّرًا ... علَى طَبَقاتِ الجوِّ وهو وَضيعُ
فجزاه و جزاك الله خير الجزاءِ.
و أسأل الله أن نقتديَ بأهل الفضلِ.
فـ:
إن التَشّبُّهَ بالكِرامِ فَلَاحُ.

بورك خطاك اخي الفاضل كلام سليم وجميل اجزل الله لك المثوبه

بارك الله فيكم إخواني ( الطيب صياد / رضا الحملاوي / الأصيلة )
وجزاكم الله خيرا .

بارك الله فيكم ..
على أنّ أكمل حالات التراجع يكون حينما يكون في مراجعة الأوهام المتعلّقة بالمنهج و ما يتبعه من التصنيف , من غير المحرِّرين من الشباب المتسرّع خاصّة !
ذلك أنّه تراجع عن بعض كيان الإنسان نفسه ! و ما أشقّه !
و على الغيارى من أهل الحقائق لا الرسوم و الألفاظ المسارعة إلى نقد أولئك ليتوقّفوا عن التكلّم باسم المنهج فيسيئوا إليه نفسه !؟!

بارك الله فيك ، حقيقة مُرّة تؤرق أتباع التغريبين المنتسبين للعلم.

ولا بد أن يتذكر هؤلاء الذين يشعرون بمعاناة شديدة قول مروان بن الحكم :

فمَن يشا الرحمن يَخفِضْ بقدرهِ.............. وليس لِمن لم يرفع الله رافعُ

بوركتم .