- فَرْقٌ بين من ثبت له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً
فالشيعي ثبت له أصل الإسلام فهو في ظاهره على الإسلام ويعامل معاملة المسلمين ، ثم يُنظر بعد ذلك : هل وقع منه ما يخرجه من الإسلام أم لم يثبت لنا وقوع ذلك منه ؟
أما اليهودي والنصراني فهو لم يدخل في اٍلاسلام أصلاً .
فكيف يسوغ لنا أن نسوي بين مَن ثبتَ له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً ؟!!
فإذا ثبتَ لنا كفر هذا الداخل في الإسلام ( شيعياً كان أو سنياً ) فحينها نسوِّي بينه وبين اليهودي والنصراني وغيرهم من ملل الكفر .
3- أما( البلاغ المبين ) فليس من أحدٍ يخالف في أن الله تعالى ارتضاه حجةً على العباد ، ولكن البحث في ( ماهو ) البلاغ المبين الذي يعتبر حجة على الناس ؟ أي : متى يكون البلاغ مبيناً ومتى لا يكون مبيناً ؟ فهل البلاغ المبين هو مطلق التلفظ الشفهي بالدعوة للإسلام باللسان أيَّاً كان ذلك الكلام ؟
بمعنى : هل تعتبر دعوتنا للسُنة بلساننا العربي مقيمةً للحجةِ على ملايين العجم من الشيعة الذين لا يحسنون العربية ؟!
هل يكفي أحدَنا أن يقف أمام جمعٍ من شيعة فارس فيخاطبهم بغير لسانهم ثم يرى أنه قد أقام عليهم حجة الله تعالى ؟! ثم يرتب على عدم استجابتهم الحكمَ بكفرهم واستحلالِ أموالهم وإقامةِ حدِّ الردة عليهم ؟!!
لا أظننا - أخي أبا معاوية - سنختلف أن مناظرات قناة المستقلة ليست ( بلاغاً مبيناً ) في حق ملايين من عجم الشيعة في فارس وباكستان وأذربيجان وغيرها ممن لعلهم لم يعلموا أن هناك مناظرةً أقيمت ولو بلغةٍ غير لغتهم .
بل ليست بلاغاً مبيناً ( بإطلاق ) في حق عرب الشيعة من عجائز ومراهقين وشباب ضائع شغلتهم مشاغلهم عن متابعة هذه المناظرات ، فنحن نعلم جميعاً أن هناك الملايين من أهل السنة الذين شغلتهم دنياهم وشهواتهم عن الانشغال بمتابعة هذه المناظرات ، فليس غريباً - بل هو الواقع - أن في الشيعة من شغلته دنياه وشهواته عن هذه المناظرات .
وما نقلته - أخي الكريم - عن شيخ الإسلام ابن تيمية فهو يؤكد على أن البلاغ المين يختلف باختلاف أزمان الناس واختلاف احوالهم واختلافهم فهمهم للآثار النبوية وحينها لايمكن أن تكون هذه المناظرات بلاغاً مبيناً لأجهل الناس بالآثار النبوية وهم العوام والعجم منهم على وجه الخصوص .
ولمزيدٍ من الفائدة : فهذا بحث علمي حول موقف ابن تيمية من الرافضة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...D1%C7%DD%D6%C9
4- سألتني أخي الكريم عن الرافضة الإثني عشرية هل هم كفار ؟
فأقول لك : لفظة ( الرافضة الاثني عشرية ) ليست كلمة شرعية رتَّبَ عليها الشارع حكماً شرعياً ، وإنما الكلمات الشرعية في هذا الباب هي ( الشرك والكفر ) . وعليه أقول :
الشركُ شركٌ في كل زمان ومكان ، ومِن أيِّ طائفةٍ صَدَرَ هذا الشرك : سواء تسمَّوا بأهل سنة أو بالشيعة أو بالصوفية أو غيرها من الطوائف ، فإن هذه المسميات لا تغير من حقيقة الشرك شيئاً .
أما الأشخاص و الأعيان في كل طائفة من أهل الإسلام فكلٌّ بحسَبِه ، فقد يكون منهم الكافر ومنهم المؤمن وما بين ذلك .
ومَن قرأ قصص العائدين من الرفض إلى السنة عرف أن في الشيعة مَن يتسمَّى باسم الشيعة وهو في حقيقة أمره رافض لكثير من شركيات الرافضة وليس بينه وبين السنة سوى الانتساب إليها فقط ، فهو في حقيقته : (شيعيٌ في الظاهر سنيٌ في الباطن ) .
هذه بعض تنبيهات أرى أنها تحتاج منَّا إلى تأملٍ وتدبر ووزنها بميزان العلم والشرع .
وفَّقني الله وإياك .