المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي
وعند الترجيح بين رواية ابن خثيم، وداود؛ تترجحُ رواية داود المرسلة، لزيادة ضبطه وحفظه..
وهو ما سيأتي في المرة القادمة
وهذه أقوالهم في الرجلين:
داود بن أبي هند:
- قال ابن المبارك عن سفيان الثوري:"هو من حفاظ البصريين".
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعتُ أبي: "داود بن أبي هند ثقة ثقة"
- وقال: سألته عنه عن داود بن أبي هند فقال: "ومثل داود يُسأل عنه".
- وقال إسحاق بن منصور و عثمان بن سعيد عن يحي بن معين: "ثقة".
زاد عثمان عن يحي: "وهو أحب إلي من خالد الحذاء".
- وقال الدوري عنه:"أحب إلي من عاصم الأحول وهو ثقة"
- وقال أبو حاتم و النسائي: "ثقة".
- وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن داود وعوف وقرة فقال: "داود أحب إليَّ، وهو أحب إليّ من عاصم وخالد الحذّاء" ".
- قال البخاري عن علي بن المديني: "له نحو مئتي حديث".
- وقال أحمد بن عبد الله العجلي: "بصري ثقة جيد الإسناد رفيعٌ.وكان رجلا صالحا خياطا سمع منه يزيد بن هارون مئة حديث إلا حديثا، و قد سمعتها أنا من يزيد".
-وقال يعقوب بن شيبة:"ثقة ثبت".
انتهى من تهذيب الكمال 8/461
وقال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث".
وقال ابن خراش: "بصري ثقة".
ولما ذكره ابن شاهين في جملة الثقات؛ قال :قال عثمان [بن سعيد]: "داود ثبت"
وذكره ابن خلفون في "الثقات".
و وثقه الذهبي و الحافظ ابن حجر
قلتُ: استشهد به البخاري، وروى له الباقون، وخرّج حديثه ابن حبان في "صحيحه" وكذلك أبوعوانة والحاكم وابن الجارود والدارمي.
ولم يغمزْه أحدٌ، إلاّ ما جاء عنْ:
- أحمد في رواية الأثرم عنه: "كان كثير الاضطراب والخلاف".اه، وهو مخالفٌ لما رواه عنه ابنه.ولعل تفسيره اضطراب وخلاف الرواة عنه، فقد قال عبد الله في موضع آخر من العلل:"فقلت: أيهما أعجب إليك إسماعيل بن أبي خالد أو داود - يعني اين أبي هند- ؟ فقال: إسماعيل أحفظ عندي منه، قال: قلّ ما اختُلف عن إسماعيل وداود يُخْتَلَفُ عنه."
وقد سأله أبو جعفر بن الحسين البغدادي قال :سألت أحمد بن حنبل من أثبت في الشعبي داود بن أبي هند أو إسماعيل بن أبي خالد؟ فقال:ما فيهما إلا ثبت،ولداود أشباء يعرف بها على إسماعيل ولإسماعيل أشياء يعرف بها على داود" اه
- وقال الآجري عن أبي داود:" إلا أنه خولف في غير حديث". وهذا كقول أحمد:"وداود يختلف عنه."
- وابن حبان؛ قال: "روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه.وكان من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات إلا أنه كان يهم إذا حدّث من حفظه" و لا يستحق الإنسان الترك بالخطأ اليسير يخطئ و الوهم اليسير يهم حتى يفحش ذلك منه لأن هذا مما لا ينفك منه البشر.ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ بل الصواب في هذا ترك من فحش ذلك منه و الاحتجاج بمن كان فيه ما لا ينقك منه البشر".اه ، ولم أجد لابن حبان سلف في قوله: "كان يهم إذا حدّث من حفظه".
- وأشار الحافظ ابن حجر إلى أنه "كان يهم بأخرة". ولم أجد من أين أخذه ؟
* *
أما عبد الله بن عثمان بن خثيم، فقد تكلّموا فيه:
- قال ابن عدي في "الكامل" 4/161 : حدثنا أحمد بن علي بن بحر حدثنا عبد الله الدورقي قال:
قال يحي بن معين:"عبد الله بن عثمان بن خثيم أحاديثه ليست بالقوية" انتهى
- وقال النسائي في "المجتبى" 5/248 :"ليس بالقوي" .. "يحي بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن إلا أن علي بن المديني قال: "ابن خثيم منكر الحديث"، وكأن علي بن المديني خُلق للحديث ! " انتهى.
- ونقل الذّهبي عن النسائي أنه قال عقب حديثه:"عليكم بالإثمد": "لين الحديث" ["الميزان" 2/الترجمة 4442]
- وقال أبو حاتم:"ما به بأس صالح الحديث" ["الجرح والتعديل":5/الترجمة510]
- ونقل الذّهبي في عن أبي حاتم أنه قال:"لا يحتج به".["الميزان" 2/الترجمة 4442 ، "المغني" 1/493]
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سُئل أبي عن إسماعيل بن أمية، وابن خثيم فقال: إسماعيل أحب إليّ من ابن خثيم".انتهى ["العلل":2/48 رقم(1512)]
- وقال المروذي: وذكر(يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل) عبد الله بن عثمان بن خثيم فقال: روى عن عطاء في الطلاق ناسيا أنه يلزمه وقد روى عن ابن جريج عن عطاء خلافه.قلتُ: فكيف ابن خثيم ؟ قال:ابن جريج أثبت منه" ["سؤالاته" رقم(174)]
- وقال الفضل بن زياد: سمعتُ أبا عبد الله قال: نافعُ بنُ عمر أعجب إليَّ من ابن خثيم ،وابن خثيم يُحتمل." [ "المعرفة و التاريخ"للفسوي 2/174]
- وقال ابن عدي في الكامل" 4/162 : "هو عزيز الحديث وأحاديثه حسان مما يجب أن يكتب" انتهى.
- وذكره العقيلي في "ضعفائه"3/284 وقال: "كان يحي وعبد الرحمن لا يحدثان عنه انتهى. قال مغلطاي: "وهو معارض لما أسلفناه عن الفلاس و كأنه أشبه؛ لأن الفلاس روى عن عبد الرحمن عنه حديث الأئمة فيما ذكر ابن عدي."[ إكمال التهذيب 8/58]
- وقال ابن حبان : " كان يخطئ " [ "الثقات" 5/34 ]
- وقال الدّارقطني: "ابنُ خُثَيْمٍ ضَعِيفٌ" [ "التتبع" ص352]
(قاله لمّا روى ابن خثيم حديثَ الحوض عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، رجّح رواية نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر وعن عمرو.وضعّف ابن خثيم.
وقد تقدّم قول أحمد:"نافعُ بنُ عمر أعجب إليَّ من ابن خثيم ،وابن خثيم يُحتمل".
والحديث بالإسنادين أخرجهما مسلم في "صحيحه" قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله والذي يظهر أن مسلما رحمه الله ما ذكره إلا ليبين علته " اه -)
- وذكره ابن الجوزي قي "ضعفائه" 2/ترجمة 2070
- و الذهبي في المغني 1/493 ، وفي "الديوان" ص222
- و قال ابنُ حجر:"صدوق" [التقريب]
وجاء توثيقه عن:
- قال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحي بن معين: "ثقة حجّة".اه [ابن عدي:"الكامل" 4/161 ]
- وقال العجليُّ :"ثقة" اه ["ثقاته": ص ]
- وقال النسائي: "ثقة". ["تهذيب الكمال": 15/281]
- وقال ابن سعد: "كان ثقة وله أحاديث حسنة".اه ["طبقاته": 5/487]
وقد تقدّم عن ابن معين و النسائي تضعيفه.. فلم يبق إلا توثيق العجلي و ابن سعد.
* *
فأنت ترى أن ابن هند: أحفظ، وأتقن، وأوثق، من ابن خثيم ؛ فيُحْكَمُ لَهُ بما رَوَاهُ مُرْسَلاً على ابن خثيم.
ولا يُقال:
إِنَّ شَهْراً ضَعِيفٌ، وَالمُخْتَلِفَا نَ عَنْهُ ثِقَتَانِ، فَالأَوْلَى أَنْ لاَ نُخَطِّئَ أَحَدَهُمَا بِتَرْجِيحِ رِوَايَةِ الآخَرِ عَلَيْهِ، بَلْ نُلْزِقُ اخْتِلاَفَهُمَا -فِي إِسْناَدِهِ، وَإِرْسَالِهِ-: بِشَهْرٍ، فَهُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْهُمَا، وَأَشْبَهُ بِحَدِيثِهِ..فَك َمَ اِضْطَرَبَ شَهْرٌ فِيمَا رَوَاهُ ؛ يُسْنِدُ الحديثَ تَارَةً، ويُرْسُلِهُ تَارَةً أُخْرَى، وَمَا يُسْنِدُهُ لاَ يَكَادُ يَثْبُتُ فِيهِ عَلَى صَاحِبٍ وَاحِدٍ ..
لأننا نقول:
هَذَا يَكُونُ وَجِيهاً، وَشَبِيهاً بِالصَّوَابِ، لَوْ كَانَا المُخْتَلِفَانِ عَنْهُ مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الضَّبْطِ، وَالحِْفْظِ؛ بِحَيْثُ لَوْ أَتَيْتَ لِتُفَاضِلَ بَيْنَهُمَا، وَتُقَدِّمَ حَدِيثَ أَحَدِهِمَا عَلىَ الآخَرِ، أَوْ تَنْظُرَ فِيهِمَا لِتَرَى أَيَّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، وَأَعْجَبُ..مَا اسْطَاعَ قَلْبُكَ أَنْ يَحْكُمَ لأَِحَدِهِمَا، وَمَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَقْضِيَ بِتَكَافُئِهِمَ ا.
وأين ابن خثيم من ابن أبي هند ؟؟ لو رجح به لطاشت كفة ابن خثيم. بل لا أراه أمامه إلا ضعيفا.
ورحم الله الإمام الترمذي فقد قضى بينهما، وقسط في القضية، و حكم بينهما وعدل في الحكومة.. قال ررر:
" هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غريبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، وَرَوَى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ "انتهى
عاد السهم إلى النـزعة و الأمر إلى الوزعـة.
* *
هذا وقد يعترض معترض فيقول : ابن خثيم لم يتفرد بهذا الحديث عن شهر عن أسماء.. فقد تابعه ابن أبي حسين وهو ثقة عند الجميع . ؟؟ فهلا حمّلت شهرا هذا الاختلاف ..فإنه أولى وأوجه من توهيم رجلين ؟؟
وهو -لعمري- قولٌ قويٌّ جدّا ..ينهض للاعتراض على أصولهم ..و يصلح لنقض كلامي .
لكن:
يتبع إن شاء الله