الدعابة العفوية أوالنابعة من القلوب الصافية لها جمالها وحسنها وطرافتها ، فالدُّعابة بديع الممازحة ونقيض الجد ، فالذي يجمع إلى الجد - الذي يسعى إليه - روح الدعابة ومفاكهة الحديث وعذوبة المنطق ، وترفه الحكمة يملك القلوب بجاذبية حديثه ، ويأسر النفوس بلطيف معشره وكريم مداعبته .
فهذا الإمام الطبراني – رحمه الله - قال له يوماً حسن العطار – تلميذه - من هذا الآتي - يعني : ابنه - ؟ فقال : أبو ذر ، وليس بالغفاري .
وبعد :
جاء في كتاب " مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - ". تأليف : محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي ، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي ( ص 41) :
« ويُذكر أن أحد الحاضرين من جماعة الوالد .. سئل عن مسألة ( رؤية الرجل لمخطوبته ) فقال : يا شيخ هل يحل لي إذا كان عندي بنت وجاء أحد يخطبها وطلب مني شوفة البنت ( النظر إليها ) فهل أسمح له يشوفها ؟ فقال الوالد : لا بأس ما دام هناك محرم ، ومن الأحسن له ولها ، وهذا مأمور به في السنة ، وبه يطمئن خاطر البنت والرجل . فكان في هذا المجلس أحد كبار طلبة الشيخ ، الوالد علي الزامل – رحمه الله - ، وهو مرجع للشيخ وأهل عنيزة في ( النحو واللغة العربية ) وكان – رحمه الله – كفيف البصر ، فقال للشيخ الوالد وهو يمازحه : يا شيخ وحنا ( ونحن ) يا كفيفين البصر ما نقدر نعرف عن البنت شيء ، هل هي زينة أو شينة ، فهل يصح لنا أننا نلمس بأيدينا ؟
فضحك الحاضرون في المجلس وضحك الشيخ الوالد من هذا السؤال وهو يعرف أنه يمزح .
والشيخ علي المحمد الزامل عُرف بدروسه العلمية والرد على أسئلة المستفتين وله طلبة كثر في أهل عنيزة . توفي – رحمه الله – في عام 1418هـ » أهـ