المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات
السؤال :
انتشر في هذه الأيام الأخيرة كثيرا الكلام في مسألة أنّ هؤلاء العلماء المتأخرين الذين لهم اشتغال في علم الحديث ، أو من يتقدمهم بقليل كالحافظ ابن حجر وغيره ، يقول بعض الناس ممن يتصدر للتدريس :
إنّ هؤلاء لا يعول على كلامهم !! لأنهم من المتأخرين ! ، إنما المعول على كلام المتقدمين !
فبهذا حصل تزهيد في هؤلاء العلماء ، وهم معروفون بالدفاع عن السنة ، والذب عنها ، وحرب أهل البدع ؛
فهل هذا الفعل صواب يا شيخ ؟!
الجواب :
( حسن القصد لا يدل على كمال العلم ، وكمال العلم لا يستلزم حسن القصد ! ، فهؤلاء الذين ذكرت أنهم يدافعون عن السنة ، وينكرون البدعة ، وما أشبه ذلك ، لا يستلزم أن يكونوا أعلم ممن سبقهم ؛ ولكن كوننا نطرح كلامهم ونقول : لا عبرة به ! هذا خطأ ، بل نحن نقلدهم ، إلا فيما تبين لنا خلاف كلامهم ، وإلا فنحن نقلد الألباني ، ونقلد ابن حجر ، ونقلد من سواهم من الحفّاظ ، ولكننا إذا تبين لنا الخطأ ما نقلد ، إنما لو تعارض تصحيح إمام سابق على هؤلاء مع تضعيف هؤلاء للحديث ، فنرجح من سبق ، لأنهم أصفى ذهنا ، وأوسع علما ، وقد يصححون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء ، مثل تلقي الأمة له بالقبول ، وقد يضعفون الحديث لأسباب لا يعلمها هؤلاء ! مثل شذوذه ، ونكارته ، وما أشبه ذلك .
لكن بدون تعارض لا يجوز أن نطرح قول هؤلاء أبدا .
هؤلاء أئمة حفّاظ معتبرون ، ونحن نقلدهم .
لكن ليس معنى أننا إذا قلّدناهم ، ورأيناهم أنهم أعلم منا أن نقبل منهم كل خطأ وصواب ، أو أن نعتقد أنهم معصومون من الخطأ ، هذا ليس بصحيح).اهـ.
العلامة العثيمين من شرح الزاد.
استمع لكلام الشيخ بتحميله من هذا الرابط :
http://flflh.com/download-19936-العلامة%20العثيم ن%20نحن%20نقلد%20ال ألباني%20وابن%20حج ر..rar.html
للأمانة: المشاركة منقولة، وليست من جهدي في التفريغ.
لمزيد من التوضيح :
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :وإلا فنحن نقلد الألباني ، ونقلد ابن حجر ، ونقلد من سواهم من الحفّاظ ، ولكننا إذا تبين لنا الخطأ ما نقلد.
قلت : وضع الأخ الناقل لكلام الشيخ اسم الألباني وابن باللون الأحمر ، وترك ما بعده.
وهو قوله" ونقلد من سواهم من الحفاظ".
فمقصود الشيخ بن عثيمين رحمه الله هو : أن المنهج الصحيح للعالم ولطالب العلم في حكمه على الحديث هو أن يأخذ بقول عالم الحديث في مسألة معينة وبذلك يكون مقلدا له في تلك المسألة ، مع اشتراط أنه إذا تبين له أن الصواب غير ذلك فلا يأخذ به .
لأن التقليد الذي عناه الشيخ ليس هو تقليد العامي للعالم ، وليس تقليد طالب العلم للعالم ، وإنما هو نقل العالم المجتهد لقول عالم الحديث في مسالة معينة.
فالشيخ بن عثيمين رحمه الله عالم مجتهد ، وإذا أخذ بقول الإمام أحمد بن حنبل في مسألة حديثية فهو مقلد له ، وإذا أخذ بقول ابن حجر في مسألة حديثية فكذلك ، وإذا أخذ بقول الألباني في مسألة حديثية فكذلك.
وهذا لا يدخل في مسألة تقليد العالم لمن هو أعلم منه بالمطلق ، فهذه مسألة أخرى ، وإنما المقصود هو أن الأخذ بقول المحدث في مسألة هو تقليد له في تلك المسألة .
فكان على الناقل أن يقوم بتلوين جملة ( وما سواهم من الحفاظ) .
ولاحظ كلمة (الحفاظ) ، لأن الكلام متعلق بعلماء الحديث.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
لكن بدون تعارض لا يجوز أن نطرح قول هؤلاء أبدا .
هؤلاء أئمة حفّاظ معتبرون ، ونحن نقلدهم .
قلت :المقصود تقليدهم فيما برعوا فيه لأنهم حفاظ معتبرون ، ولا يفهم من ذلك التقليد المطلق أبدا . (ومسألة تغطية الوجه معلومة)
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
لكن ليس معنى أننا إذا قلّدناهم ، ورأيناهم أنهم أعلم منا أن نقبل منهم كل خطأ وصواب ، أو أن نعتقد أنهم معصومون من الخطأ ، هذا ليس بصحيح).اهـ.
قلت : قوله أعلم منا ، أي في علم الحديث ؛ لأنه لا شك أن الشيخ الألباني رحمه الله برع في ذلك وتفرغ لذلك وتفوق على أهل زمانه والله أعلم.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله : ورأيناهم أنهم أعلم منا أن نقبل منهم كل خطأ وصواب ، أو أن نعتقد أنهم معصومون من الخطأ ، هذا ليس بصحيح.
قلت : لأن الشيخ بن عثيمين رحمه الله له منزلته الرفيعة أيضا في علم الحديث فلا يصح منه أن يقبل الخطأ ممن أخذ بقوله في مسألة معينة وقلده فيها ، أن يأخذ بقوله في كل مسألة وهو لا يعلم إن كانت خطأ أو صوابا .
والله أعلم.