في رحاب القران الكريم

بقلم فالح الحجية الكيلاني


بسم الله الرحمن الرحيم


( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعه ولايكاد يسيغه وياتيه الموت من كل مكان وما هوبميت ومن ورائه عذاب غليظ * مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد * الم تر ان الله خلق السموات والارض بالحق ان يشا يذهبكم ويات بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز * وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا مالنا من محيص * وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم * وادجل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام * الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار * يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياةالدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء* الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله واحلوا قومهم دارالبوار* جهنم يصلونها وبئس القرار* وجعلوا لله انداد ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار * قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة ومينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يوم لابيع فيه ولا خلال **)


سورة ابراهيم الايات \ 15- 31

الحمد لله \

المؤمنون استفتحوا بالخير والامان اما الكافرون من المتجبرين والمتكبرين في الارض وكل عنيد بعيد بعناده عن رحمة الله تعالى فيوم القيامة اعد الله تعالى لهم عذابا شديدا يجدونه بعد استمتاعهم في الحياة الدنيا ووراء موتهم يجدون جهنم تنتظرهم وكل واحد منهم قد هييئ له من العذاب ما لايعلمه الاالله تعالى ليدخل فيه ويذيقه جزاء عتوه واستكباره فهو مثلا اذا اراد الماء ليروي ضماه يسقى من ماء فيها الصديد وهو القيح المختلط بالدم ا و قل هو مزيج من الجراحة والدم نتن الرائحة قبيح المنظر كريه المذاق حكم عليه بشربه فيتجرعه ولايكاد يسيغه ومن يستطيع شرب القيح وتاتيه اسباب الموت في كل وقت فترهبه وتفزعه لكنه يبقى بين الموت والحياة في نارجهنم لايموت فيستريح بالموت فيها ولايحيا ولا يخفف عنه من العذاب فهو عذا ب متصل شديد لافتورفيه فهو كما وصفه الله تعالى عذا غليظ أي قوي شديد المتانة والقوة فمثل اعمال هؤلاء وهم اصحاب النار كمثل كومة من الرماد- وهو مايتخلف من حريق الاشجار والقش الخفيف - تهب عليها ريح شديدة وعواصف كثيرة في يوم او وقت تشتد به الريح فتنثرها في السماء وتبعثرها شذر مذر فهم لايقدرون على جمعها بعد التبعثر والانتثار كذلك اعمالهم يوم القيامة فلا يجدون لها ثوابا لما عملوه في الحياةالدنيا الا الخسران والاخفاق 0
او لم يعرفوا قدرةالله وعظمته وهو الذي خلق السموات وما فيها والارض وما عليها وما في داخلها خلقهما بالحق وله القدرة ان يميتهم ويجيء بخلق غيرهم وهذه الامور هينة سهلة على رب العالمين وليس صعبة عليه سبحانه وتعالى
وفي يوم القيامة يجتمع الخلائق كلها بما فيها الانسان فيقول الضعفاء من البشر الذين كانوا تحت سطوة المتجبرين والمستكبرين فيقولون لهم انا كنا تابعين لكم نعمل ما تامروننا به في الحياة الدنيا فهل لكم في تخفيف عذابنا او رفع العذاب عنا من شيء او عندكم نوع من مقدرة على ذلك فاجابوهم انا هنا كلنا في جهنم وفي العذاب مشتركون فلو كنا على الهدى لهديناكم معنا فلو هدانا الله تعالى في الحياةالدنيا لاهتديتم معنا لذا فنحن كلناا في الضلال البعيد والبعيد صفة لسعته وشدته فاليوم نتلقى العذاب جراء اعمالنا وسواء صبرنا على العذاب او لن نصبر فانا فيه ماكثون
وبعد الحساب ودخولهم جهنم بسوء اعمالهم فيجدون الشيطان فيها فيقول لهم ان الله تعالى وعدكم ووعده الحق ناجز فوفاه لكم وانا وعدتكم كذبا فاطعتموني وما كان لي عليكم من قوة اوسلطان الا القول وتلفيقه وتزينه بالكذب عليكم لاغوائكم فاطعتموني فانتم استجبتم لدعوتي من تلقاء انفسكم فلا تلوموني على شيء انما اللوم يقع عليكم وعلى انفسكم فاليوم لست استطيع استغاثتكم ولا تستطيعون مساعدتي في شيء فكلنا في العذاب مشتركون وان الله قد حكم بين العباد فا لظالمين في عذاب شديد قوي ونحن الظالمون
المؤمنون الذين ادخلهم الله تعالى الجنة بصالح أعمالهم اسكنهم فيها من حيث لم يحتسبوا ولم يخطر على بالهم من نعيم الجنة الوارف ظلالها الجارية من تحتهم انهارها في نعيم دائم خالد ومقيم بأمر من الله تعالى ويحييهم ملائكة الرحمن الموكلون بخدمتهم في الجنة بتحية الاسلام .
اما الكلمة الطيبة التي دعي المؤمنون اليها في لفظها ومعناها في حسن التكلم والتأدب بأداب المجالسة واصلاح الاخرين فما هي الا اشبه بشجرة كبيرة وارفة الظلال تظل الناس من حرارة الشمس في اليوم القائض الشديد الحر . جذورها ثابته في الارض واغصانها منتشرة في جو السماء كأنها ظلة ذات ثمار طيبة ودائمة طيبة دائمة الاخضرار . كل شئ فيها نافع تسر الناظرين . فالكلمة الطيبة شبيهة بهذه الشجرة وفائدتها مثل فائدتها بل أعظم (( كلمة طيبة خير من صدقة يتبعها أذى )) . فهي السبيل الى الفهم والتعقل والدرايه والخير بين الناس وسلوكيتهم في حياتهم ومن كانت سلوكيته العمل الصالح والنطق الطيب فهو من أصحاب الجنة .
اما الكلمة القبيحة مثل اثارة الفتن اونشرالمبادى ء السيئة الهدامة او الكلمة التي تلحق الاذى بالاخرين فمثلها كمثل شجرة موصوفة بخبث الرائحة وقبح المنظر ورداءة الثمر فهي لامجال لها في الحياة لذا تقطع لامحالة وكذلك الخلق السيء في البشر والكلام النابي البذيء واشاعات السوء والضلال فانها تؤذي الناس فانها الى الزوال فما لها من بقاء في الارض فالله تعالى يثبت المؤمنين الداعين الى الخير والساعين في النفع وفائدة الناس بالقول الثابت والايمان الصادق في حياتهم الدنيا لانهم لايقولون غير الحق والصدق والايمان ويانفون ا ن يقولون ما لايرضى من القول فالله تعالى يثبتهم على قول الحق في الحياةالدنيا ويثيبهم على اقوالهم في الاخرة فيدخلهم الجنة بفضله وجزاء ما قالوه فخدموا الناس بقولهم ويدخل في هذا المجال كل القول سواءالمشافهة او المكتوب او المنشور من الكتب والصحف والجلات او شبكة الانترنيت او غيره مما يقوله الناس اويفعلونه كل يعامل باقواله وافعاله وهذه من تلك .
فالذين يبدلون نعمةالله تعالى كفرا فلايشكرون الله تعالى عليها وكانوا سببا في ادخال اقوامهم في الهلاك والقتل والتشريد بفعل قولهم او مانشروه من كلام او امروا غيرهم بفعل ذلك فالله تعالى يحاسبهم في يوم القيامة على ما قالوهاو كتبوه فلهم جهنم فهي دارهم وماواهم الاخير والثابت فمثلهم كمثل المشركين او الكافرين الذين يجعلون لله تعالى شركاء سواء من البشر او الموتى او الالهة فهم فيه سواء وان هؤلاء مصيرهم يوم القيامة الى النار
فقل ياحبيبي يارسول الله لعبادي المؤمنين علبيهم باقامةالصلاة ويواظبون على قيامها في اوقاتها وحسن ادائها على افضل وجه ويتصدقوا على الفقراء من خالص اموالهم بالسر والعلانية بالقدرالذي لايؤثر على حياتهم العائلية وبما حدده الشرع او اكثر قبل ان يحل بهم يوم القيامة وهو يوم الفصل بكل الاعمال فعندها فلا تنفع فدية او صداقة انما اعمالهم هي الفصل بينهم 0 والله تعالى اعلم .

فالح الحجية الكيلاني
***************************