تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: :: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ :: ( 5 ) الإخلاص بوصلة = = الطريق = =

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    Lightbulb :: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ :: ( 5 ) الإخلاص بوصلة = = الطريق = =

    :: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ :: ( 5 ) الإخلاص بوصلة الطريق = = =

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرسالة الخامسة

    الإخلاص بوصلة الطريق..!




    ألاَ ما أخفى مسارب الشيطان إلى النفس، وما أشقاها!

    ألا ما أشدها التواءً وما أدهاها!
    وإن شئت فقل:

    ألا ما أظهرها وأبينها لمن يراها!
    وما أضعفها عند من كان لله عبداً، وما أوهاها!



    وإن حصون الدعوة الإسلامية في الأمة، لهي أول ما يقصده الشيطان بالإغارة والحصار..!
    وإن قوافل الدعاة وصفوف العاملين للإسلام، لهي أول ما يرميه إبليس بفتن التشتيت والتفتيت، وعواصف التشريد والتبديد!
    وإن قطار الصحوة الإسلامية لهو أول ما يرومه اللعين بتضليل الاتجاه، وتحريف المسار..!
    وإن مسلما ابتلي بشيء من هذا العمل الإسلامي، لا يجعل هذه الحقيقة الكبرى نصب عينيه؛ لهو مهدد بالخسران المبين والعياذ بالله!

    أيها الشباب المكابد لحقائق القرآن!
    أيها الجيل المستسقي من ربيع القرآن!
    يا أبناء مدرسة القرآن الكريم!
    يا حُمَّالَ كلمات الله!
    أيها السائرون على أثر قافلة الأنبياء! تضربون في زمن الظلام، رجاء إيصال بصيص من نور إلى المستضعفين الحائرين!

    ألاَ وإنها لنعمة كبرى – أيها الأحباب! - أن يكون المسلم منخرطا في مدرسة القرآن، يتتلمذ على عين الله، يتلقى رسالات القرآن، ويتزكى بكلمات الله!
    لكن مدرسة القرآن – أيها الأحبة! - لها شرط إلهي عظيم،
    به تُنَاطُ كل طلبات الانتساب، ورغبات الانخراط.. وإنما الله - جل جلاله - هو وحده الذي يقضي فيها؛ فيقبل ما يشاء ويرد ما يشاء! هو وحده رب المدرسة، وهو صاحب الأمر فيها. وإن ذلك الشرط القرآني العظيم مسطور في كتاب الله، موضح ببلاغه المبين لجميع الراغبين.. ذلك هو:
    التحقق بمنـزلة الإخلاص!


    يا جيل القرآن المجيد!
    لقد أتى علينا حين من الدهر في خضم العمل الإسلامي،
    نجري ونلهث، ولكن بلا جدوى!
    لقد كنا نسلخ من الأعمار السنوات تلو السنوات، ثم ننظر إلى آثار السير تحت أقدامنا؛ فنجد أنفسنا
    ما نزال لم نبرح مواقعنا الأولى..
    تلك المواقع التي انطلقنا منها قبل أن نشيب!
    بل لقد وجدنا الأرض تغوص تحت أقدامنا!
    ووجدنا حصوننا الأولى تساقط أركانها الواحد تلو الآخر..
    وكانت الصدمة شديدة؛ عندما تساءلنا عن أربعين عاما أمضتها الحركة الإسلامية في التبشير بشعاراتها؛
    فوجدنا أنفسنا قد تأخرنا – بدل أن نتقدم - أربعين خريفا من الزمان!
    وأدركنا أن شيئا ما في محرك السيارة ليس على ما يرام!

    والخطر الأكبر أن المحرك كان مشتغلا يملأ الفضاء بالضجيج والعجيج!

    وأمعنا النظر إلى العجلات، فوجدنا أنها كانت فعلا تسير، ولكن إلى وراء..!

    ووجدنا أنفسنا نتلقى الصفعات تلو الصفعات..
    ولكننا لا ننتبه إلى رسالاتها ولا نفهم إشاراتها!

    والقليل منا من عاد إلى "كطالوج" العمل الإسلامي، وبوصلته الدقيقة؛ قصدَ المراجعة: القرآن المجيد!

    لقد كان الشيطان – كلما تساءلنا: أين الخلل؟ - يبادرنا بإلقاء أسباب منطقية كاذبة – ومن المنطق ما هو كاذب -
    تعمية عن جواب القرآن الواضح المبين!..

    وكنا – مع الأسف الشديد – نصدق الشيطان!
    لأننا كنا ننسى ونغفل عن وجود شيء اسمه "الشيطان"!

    ولا نكاد نتذكر وجوده إلا عندما نقرأ بعض آيات من القرآن! وما لنا وللشيطان؟ إنه بعيد عنا.. إنه هناك في أعالي البحار النائية! ونحن هنا نشتغل في دعوة الإسلام!

    فلا يخطر بالبال أنه هو يدير معركة الشر من هناك،
    ويقود جنده في أوساطنا،
    بل في أعماق أنفسنا!

    ولقد انتصبت راية التحذير من هذا الشر الْمُبِيرِ في القرآن:
    (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ!)
    (فاطر: 6)
    وننسى أن قرناء السوء من شياطين الجن يعملون لحساب إبليس في كل مكان! وأنهم يلابسون الأنفس ويخالطونها،
    يزينون لها الشهوات والشبهات!
    وننسى ونسى! ولا نتذكر إلا قليلاً!.. أم أن الشيطان غير موجود؟ أم أن القرين وهم؟

    هل نحن في حاجة إذن إلى إعادة بناء أصول الإيمان في أنفسنا، وتعلم أبجديات الدين من جديد؟

    كلا، كلا!

    نحن مسلمون مؤمنون، ولكن شدة الغفلة تكاد تخلط أحوالنا بأحوال غير المؤمنين والعياذ بالله!
    وكفى بذلك علامة كبرى على انحراف السير..!
    !
    ؟
    !



    ثم قرأت القرآن،
    فوجدت أن دعوة الإسلام دين! دينٌ يُعْبَدُ به الله الواحد القهار، وليست شئا آخر! ما هي بانتماءات ولا شعارات، ولا أحزاب، ولا ألقاب! إنها دعوة للناس كل الناس، دعوة للتعرف إلى الله، وإلى رعاية حقوق الله قبل حقوق الإنسان!
    وإن الدين لا يسمى "دينا" - على الحقيقة - إلا إذا كان عبادة لله رب العالمين! وإن العبادة لا تكون كذلك إلا إذا كانت خالصة لله!

    وهنا وجدت جواب القرآن: الإخلاص!

    وجدت جواب القرآن سيفا صارما يفصل ما بين الحقيقة والتمثال!
    وأبصرت هذا الفرقان العظيم:
    (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ!)
    (الزمر: 2-3)
    وكذلك:
    (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ!)
    (الزمر: 11)
    ومثله قوله سبحانه:
    (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ!)
    (البينة: 5)
    ومثل هذا وذاك من الفرقان كثير!
    نعم هكذا هو الأمر إذن:
    (أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ!)
    وما ليس بخالص فليس له! وإنما هو لمن توجه إليه به صاحبه!.. ومعنى الخالص: النظيف الصافي على أكمل ما يكون الصفاء! كاللبن الصافي إذا لم يخلطه شيء ولو نقطة! كان لبنا خالصا، فإن وقع فيه شيء، ولو مقدار ذرة؛ فَقَدَ معنى كونه خالصاً!

    ثم راجعت ما سلخت من عمري فشعرت بمقارض الحسرة والندم تمزق كبدي! فواأسفاه! واأسفاه!
    وأبصرت أن قطار العمل الإسلامي كان يسير بنا مائلا منذ زمان.. حتى انحرفت عجلاته أخيراً عن سواء الطريق!..

    وأبصرت أننا كنا نقدم دعوتنا وحركتنا ونضالنا، لا لله، ولكن لأنفسنا!
    لقد كنا نلبي نرجسية ذواتنا في التلميع والتسميع!
    وبهرتنا شهوة الميكروفون، والصور البطولية الكبيرة!
    ومضينا في طريقنا نستعرض عضلاتنا تحت شعار العمل الإسلامي، والمشروع الإسلامي!
    ودبجنا قاموسا من المصطلحات "النضالية" و"الحركية"، التي ضخمها الشيطان في قلوبنا، واستهوتها النفس المغرورة!
    وأنشأنا "علم كلام الحركي"، كلاماً نضيع به أعمارنا وأعمار الشباب!.. وبدل أن نجعل أنفسنا خادمة للدين؛ جعلنا الدين خادما لأنفسنا! نشاهد فيه انتصاراتنا نحن لا انتصارات الإسلام! وما أعظم الفرق بين شَفَقٍ مُشْرِقٍ وشَفَقٍ غَارِبٍ! ولكنهما يتداخلان ويختلطان على من ضل عنه تحديد بوصلة الزمن!
    وأدركنا أننا قد ملأنا عقول أجيال من الشباب بفقاعات "الكلام"، وما أسسنا في قلوبهم ولا لبنة واحدة من حقائق القرآن!


    فتخرج طابور كبير من المتكلمين! وبقيت ساحة الدعوة الإسلامية خالية من العاملين!

    لقد كان الصف الإسلامي – وما يزال - ينظر إلى قامته الطويلة العريضة، فيعجب بظله العالي العريض! وينسى أن الله وحده هو الذي يمد الظل ويقبضه! ويستمتع المتكلم منا في الجماهير، بحرارة التصفيق الملتهب بين يديه! وينتشي بتفوقه وبطولته! ثم ينصت جيداً إلى أنغام المديح والشعارات، ويطرب طرباً!

    فتتضخم في نفسه "أناه" الشخصانية والحزبية، أو الجماعية!

    ثم يلتفت ليرى أثر قدمه في الساحة، وصيت جماعته الكبير، فينتشي ويتلذذ بأناه.. ألاَ ما أشقاه!

    ويسب آخرون الظلام بقوة، ويلعنون الطاغوت والطغيان!
    فينصتون إلى آثار تصريحاتهم على جمهور العوام، حتى إذا سكروا من تلقي كلمات الإعجاب، ومشاعر الانبهار؛ انتفخ الشيطان في نفوسهم فانتفخت عضلاتهم! ثم خرجوا يستعرضون ذواتهم على الناس!
    وهذا رسول الله سيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام - يفتح الله له مكة، عاصمة الطاغوت الأكبر يومئذ، فيدخلها مطأطئ الرأس فوق ناقته، ساجد القلب؛ تواضعا لله الواحد القهار!
    كما تذكر كتب السيرة. قال ابن إسحاق في روايته عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، في فتح مكة: (وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عُثْنُونَهُ [يعنى طرف لحيته] ليكاد يمس واسطةَ الرَّحْلِ!)(1) لشدة انحنائه فوق ناقته عليه الصلاة والسلام!

    إن العمل الإسلامي الخالص لا يمجد الرموز والقيادات، التي تتحول في قلوب الأتباع إلى أوثان معنوية!

    وإنما يمجد الله الواحد القهار..! وإن المؤمن ليرى ببصيرته النافذة أن الشأن الدعوي، إنما يدبره الله وحده من فوق سبع سماوات، وما العاملون في صف الإسلام إلا عبيد وجنود..!

    فمن جَرَّدَ قَصْدَهُ لله تولاه الله،
    ومن خَلَطَ رَدَّ الله عليه عملَه، وفضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله!


    ويكفي المؤمنَ الكَيِّسَ الفَطِنَ – وإنما المؤمنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ – أن يقرأ حديث: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى! فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ!)(2)؛ يكفيه هذا ليمتلئ خوفا وإشفاقا أن تتلوث أعماله الدينية والدعوية بشيء غير قصد الله!


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: :: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ :: ( 5 ) الإخلاص بوصلة = = الطريق = =

    خذ هذه ، ولاتخبر فيها أحدا .. تمعن فيها جيدا وتفكر وقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. حينها ستدرك ياشيخي أن الاخلاص شئ غالٍ جداً جداً جدا ..!!! جميلة هي شهوة الميكروفونات .. جربتها ذات مرة فاستهوتني وسحرتني .. ..
    تابع معي /
    قال الله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )النحل66
    من أين يخرج ..؟؟؟؟
    من بين فرث ...!!!!!!! ودم ....!!!!!!!!!!
    فرثٌ أخضر + دمٌ أحمر= لبنٌ ابيض
    سبحان الله ...!!!!

    قدرة إلهية تتوقف أمامها الأنظار مندهشة وممسكة بعنان عقلها الصغير ، حيث لاإدراك ولاكيفية ..!!!!
    لو قمت بإهداءك كوب لبن .. وقبل أن أضعه بين يديك سقطت فيه نقطة فرث هل ستشربه ..؟؟؟
    حتماً لا ...!!!!
    أيضا ولو سقطت فيه نقطة دم هل ستشربه ..؟؟؟؟
    حتماً لآ ...!!!!!!
    لعلي أوصلت المقصود ....
    هذا هو الإخلاص ...!!!
    ـــــــــــــــ ــــــــ
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: :: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ :: ( 5 ) الإخلاص بوصلة = = الطريق = =

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الطريف مشاهدة المشاركة
    خذ هذه ، ولاتخبر فيها أحدا .. تمعن فيها جيدا وتفكر وقلبها ذات اليمين وذات الشمال ..
    و هل أصبحتَ ذلك الأعرابي الذي قال :
    " اللهمّ ارحمني و محمّدًا و لا ترحم معنا أحدًا " ؟ ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •