تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 29

الموضوع: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

  1. #1

    افتراضي علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    يقول الشيخ الدكتور /خالد الحائك حفظه الله
    في موقعه
    مانصه
    علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر))/ حديثٌ بصريٌّ مرسلٌ أسنده شاميّ! وفوائد تتعلق به.
    بقلم: خالد الحايك.

    روى الترمذي في ((الجامع)) (5/547) من طريق عليّ بن عياش الحمصي وأبي عامر العَقدي. وابن ماجة في ((سننه)) (2/1420) من طريق الوليد بن مسلم. وأحمد في ((المسند)) (2/132) و (2/153) عن عليّ بن عياش وعصام بن خالد وسليمان بن داود. وأبو يعلى في ((مسنده)) (9/462) من طريق أبي داود سليمان بن داود. والحاكم في ((المستدرك)) (4/286) من طريق عاصم بن عليّ. وعليّ بن الجعد في ((مسنده)) (ص489)، ورواه من طريق ابن الجعد: أبو يعلى في ((مسنده)) (10/81)، وابن حبان في ((صحيحه)) (2/394)، وابن عَدي في ((الكامل)) (4/281). كلّهم عن عَبْدِالرَّحْمَ نِ ابْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)).
    ووقع عند ابن ماجة ((عبدالله بن عَمرو)) وهو وهم، والصواب: ((عبدالله بن عمر ابن الخطاب)) (نبّه عليه المزي في تحفة الأشراف: 5/328، وابن كثير في تفسيره).
    قَالَ أَبُو عِيسَى: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
    وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
    وقال ابن القطان في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)): "هذا الحديث عندي يحتمل أن يقال فيه صحيح، إذ ليس في إسناده من تكلم فيه إلا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان. فقال ابن معين: صالح الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ووثقه أبو حاتم، وقال ابن حنبل: أحاديثه مناكير، وأظن أن الترمذي لم يصححه من أجله".
    قلت: وقد ردّ الحافظ الناقد الإمام الذهبي كلام ابن القطان هذا وضعّف الحديث، وصلّح إسناده في موضع آخر من كتبه!!
    قال في ((نقد الوهم والإيهام)) (ص122): "قلت: بل هو منكر! ضعفه ابن معين في رواية عثمان بن سعيد، وقال مرة: ليس به بأس، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يُكتب حديثه على ضعفه. قلت: ومكحول مدلِّس فأين الصحة منه".
    وقال في ((سير أعلام النبلاء)) (5/160): "هذا حديثٌ عالٍ، صالحُ الإسناد". وذكر هذا الحديث في مناكير عبدالرحمن من ترجمته من ((الميزان)) (4/265) وقال: "حسنه الترمذي". وذكره ابن عدي في مناكيره أيضاً.
    وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي)) رقم (2802)، وفي ((صحيح ابن ماجة)) رقم (4253)، وتبعه الدكتور بشار أثناء تحقيقه لكتاب الترمذي (5/507).
    وحسّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط أثناء تحقيقه لصحيح ابن حبان: (2/395)، وأثناء تحقيقه لسير النبلاء: (5/160)، وكذلك أثناء تحقيقه لمسند أحمد رقم (6160)، وحسنه كذلك الشيخ حسين سليم أسد أثناء تحقيقه لمسند أبي يعلى: (9/462).
    قلت: هذا الحديث منكر! أخطأ فيه عبدالرحمن بن ثوبان، ولعل أصله من مراسيل الحسن البصري.
    فقد أخرج ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (7/173) عن أبي خالد الأحمر، والطبري في ((تفسيره)) (4/302) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن عوف، عن الحسن، قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)).
    وقد ذكر صاحب كتاب ((تخريج الأحاديث والآثار)) (1/294): "عن الحسن: إن إبليس قال حين أهبط إلى الأرض: وعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام روحه في جسده. فقال: وعزتي لا أغلق عنه باب التوبة ما لم يغرغر".
    قال: "قلت: هذا رواه الثعلبي عن الحسن مرفوعاً لا موقوفاً، أخرجه عن المسيب ابن شريك عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أهبط إبليس إلى الأرض قال: وعزتك إلى آخره".
    وقد اختلف أهل النقد في حال عبدالرحمن بن ثابت، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه.
    قال العباس بن محمد الدُّوري عن يحيى بن معين قال: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: صالح".
    وقال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سئل أبي عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "ثقة".
    قال: وسئل أبو زرعة عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "شامي، لا بأس به".
    وقال ابن حبان في ((الثقات)) (7/92): "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي، يروي عن الحسن بن أبي الحسن وجماعة من التابعين. روى عنه الوليد بن مسلم وغسان ابن الربيع".
    وقال ابن عدي: "وكان رجلاً صالحاً، ويُكتب حديثه على ضعفه".
    وقال محمد بن علي: سمعت أحمد بن حنبل، قيل له: عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان كيف هو؟ قال: "لم يكن بالقوي في الحديث".
    وقال الأثرم: سمعت أبا عبدالله يقول: "ابن ثوبان أحاديثه مناكير".
    وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: "ضعيف"، قلت: يكتب حديثه؟ قال: "نعم على ضعفه".
    وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "عبدالرحمن ضعيف، وأبوه ثقة".
    وقال النسائي: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: ليس بالقوي". وقال أيضاً: "ليس بثقة".
    وقال يعقوب بن سفيان في ((المعرفة والتاريخ) (2/228): حدثنا العباس بن الوليد، عن أبيه قال: "لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب، خرجنا ليلاً إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا، ومعنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: فسلَّ سيفه، فقال: إنّ الله قد جد فجدوا! قال: فجعلوا يسبونه ويؤذونه وينسبونه إلى الضعف، قال: فقال الأوزاعي: إني أقول أحسن من قولكم: عبدالرحمن قد رُفع عنه القلم، أي أنه مجنون".
    وقال ابن حجر في ((التقريب)) (ص337): "صدوق يخطىء ورمي بالقدر وتغير بأخرة".
    قلت: كان فيه سلامة، وكان صالحاً، ولكنه في الحديث ليس بقويّ، فهو إلى الضعف أقرب، وقد تفرد برواية أحاديث عن أبيه عن مكحول، وغالبها مناكير، وكثير منها عند الطبراني في ((مسند الشاميين)).
    وقد يكون ما حصل له أن هذا الحديث عنده عن الحسن البصري مرسلاً، وقد قال ابن حبان إنه يروي عن الحسن (-110هـ)، وعبدالرحمن ولد سنة (75هـ) ومات سنة (165هـ)، فعندما حدّث به أخطأ فيه، فدخل له إسناد في إسناد، فرواه هكذا!
    وكان أبوه ثابت قد صحب نافعاً مولى ابن عمر، فلو كان هذا الحديث معروفاً عن ابن عمر لوجد عند نافع، فكيف يتفرد به هذا الشامي! وهذا معنى قول الإمام الناقد البصير صالح بن محمد المعروف بجزرة: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: شامي دمشقي، صدوق إلا أن مذهبه مذهب القدر، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول مسندة، وحديث الشامي لَـيُضم إلى غيره يتعرف خطؤه من صوابه".
    فهذا الحديث ليس عند أهل الشام، وهو من المنكرات التي قصدها الإمام أحمد لابن ثوبان عن أبيه عن مكحول، وقصد صالح جزرة أن هذه الأحاديث التي يسندها عن مكحول هي في أصلها مرسلة أو منقطعة من غير حديث الشاميين. وقد أصاب الذهبي في ردّه على ابن القطان في أن هذا الحديث منكر.
    وقد رجّحت قول الذهبي هذا على قوله في ((السير)) مع أن كتاب ((السير)) من أواخر ما صنّف، وقد حرر فيه تحريراً كثيراً؛ لأن كتاب ((نقد بيان الوهم والإيهام)) فيه تحرير خاص لكتاب بعينه، فلا يمكن أن يكون ضعفه في نقده لكتاب ابن القطان ثم مشى إسناده في ((السير)) مع كلامه الشديد في ابن ثوبان.
    فالغالب تقديم كتاب ((السير)) على غيره ما لم تأت قرينة تصرف عن ذلك، ومن القرائن هنا أن كتاب ((السير)) قد أتمّه، وكتاب نقد بيان الوهم لم يتم؛ فكأنه بدأ به بعد ((السير)).
    ثُم إن ظاهر كلام أهل العلم في الرجال أنهم إذا مشّوا حال راو، ثم جاء عن الواحد منهم أنه جرحه، فإن الجرح يُقدّم، والله أعلم.
    وعلى كلّ حال فإنّ ابن ثوبان لا يحتج بحديثه إذا انفرد! وقد تفرد به هنا! بل قال العقيلي: "لا يُتابع عبدالرحمن إلا من هو دونه أو مثله".
    فالحديث أصله مرسل عن الحسن. وقد ذكر ابن كثير في ((تفسيره)) (1/465) رواية الحسن المرسلة، ثُم قال: "هذا مرسلٌ حسنٌ عن الحسن البصري".
    قلت: بل ضعيف؛ فقد ضعّف الأئمة النقاد مراسيل الحسن؛ لأن كان يأخذ عن كلّ أحد، وإلاشارة السابقة من كتاب تخريج الأحاديث والآثار توحي بأن أصله من الإسرائيليات، والله أعلم.
    وقد رُوي أيضاً من قول الحسن.
    رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3/899) من طريق حَوْشب، عن الحسن في قوله {ثم يتوبون من قريب}، قال: "ما لم يُغرغر".
    وقد روى عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان حديثاً آخر بلفظ قريب منه، عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم حدّثه عن أسامة بن سلمان: أن أبا ذر حدثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب. قالوا: يا رسول الله، وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة)).
    وقد رواه أحمد في ((المسند)) (5/174). ورواه الحاكم في ((المستدرك)) (4/286) وقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه".
    وصححه ابن حبان (2/392) فرواه من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن أسامة بن سلمان، قال: حدثنا أبو ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
    ثم قال ابن حبان: "ذكر البيان بأن مكحولاً سمع هذا الخبر من عمر بن نعيم عن أسامة كما سمعه من أسامة سواء"، وساقه من طريق عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم: حدثهم عن أسامة بن سلمان: أن أبا ذر.
    هكذا رواه الوليد بن مسلم لم يذكر في إسناده عمر بن نعيم! وقد خالفه جماعة فرووه عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم عن أسامة بن سلمان منهم: علي بن الجعد وزيد بن الحباب وعلي بن عياش وعاصم بن علي والهيثم بن جميل البغدادي نزيل إنطاكية. (تاريخ دمشق: 8/87).
    قال البزار في ((مسنده)) (9/444): "وهذا الكلام لا نعلمه يُروى إلا عن أبي ذر بهذا الإسناد".
    فكيف يكون عند عبدالرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول حديثان في مسألة التوبة؟! وروايته عن أبيه عن مكحول منكرة، فلا يصح أيّ حديث منهما، وكلاهما منكر. والآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
    وابن ثوبان يروي أيضاً عن الحسن بن الحرّ الكوفي الثقة (ت133هـ)، فقد يكون ابن حبان وَهِمَ في ذكره أنه يروي عن الحسن البصري! ولا مانع أن يروي عن كليهما، وليس بالضرورة أن ننفي روايته عن الحسن البصري لأن من صنّف في الرجال لم يذكروا في ترجمتهما ذلك! فهؤلاء لم يستوفوا جميع الروايات وكذلك لم يستوعبوا كلّ تلاميذ الشيوخ، وخاصة إمام كبير كالحسن البصري، فإن الرواة عنه بالمئات، ولعلهم لم يذكروا ابن ثوبان في الرواة عنه؛ لأنهم لم يقفوا على روايته عن الحسن، فيبقى ما ذكره ابن حبان له وجه، والله أعلم.
    وجُبير بن نُفير لا يُعرف أنه سمع من ابن عمر! ولم يأت أنه روى عنه إلا في هذا الحديث!!
    وقد روى الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4/249) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير عن عبدالله بن عمر: ((أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين. قال: هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
    قلت: هو عن جبير بن نفير عن عبدالله بن عمرو بن العاص، سقط منه (الواو). وهو حديث معروف ومشهور من حديثه، أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (3/1647) من طريق يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث: أن ابن معدان أخبره: أن جبير بن نفير أخبره: أن عبدالله بن عمرو بن العاص أخبره قال: ((رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
    وروى ابن حبان في ((صحيحه)) (5/26) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء ابن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير: أن عبدالله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا، فقال عبدالله: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه فوضعت على رأسه أو عاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)).
    والعلاء بن الحارث من أصحاب مكحول، وكان قد تغير واختلط، ولو صح الإسناد لما دلّ الحديث على أن جبير بن نفير حضر تلك الحادثة، وإنما يكون قد رُويت له فأخبر بها.
    ورواه الطبراني في ((مسند الشاميين)) (1/279) من طريق عيسى بن يونس، عن ثور ابن يزيد، عن أبي منيب الجرشي قال: رأى ابن عمر فتى يصلي قد أطال الصلاة وأطنب، فذكره.
    ورواه أبو نُعيم في ((حلية الأولياء)) (6/99) من طريق إسحاق بن راهويه، عن عيسى بن يونس، به.
    قال أبو نُعيم: "غريب من حديث أبي المنيب وثور، لم نكتبه إلا من حديث عيسى بن يونس".
    قلت: فلو صحت هذه الرواية لدلت على أن قصة ابن عمر والفتى هذه عند الشاميين وكانوا يرسلونها، والله أعلم.
    وعلى كلّ الأحوال فإن حديث عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان منكرٌ! وقد صرّح صالح جزرة أنهم استنكروا له أحاديثاً رواها عن أبيه عن مكحول. وأبوه سمع من مكحول.
    قال الآجري: سمعت أبا داود يقول: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به بأس، وكان أبوه وَصي مكحول، وكان عبدالرحمن على المظالم ببغداد ولاه ابن أبي جعفر - يعني المهدي".
    ولحديث ابن عمر في قبول توبة العبد ما لم يغرغر شواهد ضعيفة لا يتقوى بها الحديث؛ لأن الحديث الذي رواه ابن ثوبان معلول، وهذه الأحاديث الضعيفة لا تقوي المعلول.
    ومنها:
    1- روى الحاكم في ((المستدرك)) (4/286) من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: سمعت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بيوم قبل الله منه)). قال: فحدثت بذلك رجلاً آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف يوم قبل الله منه))، فحدثت بذلك رجلاً آخر فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بضحوة قبل الله منه))، قال: فحدثت بذلك رجلاً آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه)).
    قال الحاكم: "هكذا رواه عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم"، ثُم ساق الحديث عن عبدالرحمن بن البيلماني عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث.
    ثُم ساقه من طريق المؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: كتبت إلى [محمد بن] عبدالرحمن بن البيلماني أسأله عن حديثٍ يحدّث به عن أبيه، فكتب إليّ: أن أباه حدثه أنه جلس إلى نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل موته بسنة تاب الله عليه))، فقال له آخر... الحديث بطوله.
    قال الحاكم: "سفيان بن سعيد وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عن زيد بن أسلم عن ابن البيلماني عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شفى عبدالله بن نافع المدني فبيّن في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم،ا وبصحة ذلك"، ثُم ساق رواية عبدالله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد ابن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من تاب قبل موته بعام تيب عليه. حتى قال: بشهر، حتى قال: بجمعة، حتى قال: بيوم، حتى قال: بساعة، حتى قال: بفواق. فقلت: سبحان الله، أو لم يقل الله عز وجل [وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن] فقال عبدالله: إنما أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
    قلت: ترجيح الحاكم بين هذه الروايات ليس في محله؛ لأن سفيان الثوري يرويه عن محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه، ورواية هشام بن سعد والدراوردي عن زيد بن أسلم عن عبدالرحمن.
    ورواية عبدالله بن نافع التي سمى فيها الصحابي لا تصح؛ وعبدالله وإن كان صدوقاً إلا أن في حفظه شيء، وجعفر بن عون أوثق منه بكثير.
    وقد رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) (5/362) عن أسباط بن محمد القرشي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
    قلت: فهذه متابعة لجعفر، ولم يذكر أسباط فيها سماع عبدالرحمن من الصحابي، وهذا أشبه، وكأن هشام بن سعد كان يضطرب في هذه الرواية، وحديثه فيه لين، وقد ضعفه بعض الأئمة، فحديثه يكتب ولا يحتج به. وقد خالفه محمد بن مطرف أبو غسّان المدني الثقة الثبت.
    رواه الإمام أحمد في ((المسند)) (3/425) عن حسين بن محمد المروذي، عن محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، الحديث.
    قلت: فتبيّن بهذا أن الحديث مرسل. وقد ضعّف الأئمة عبدالرحمن بن البيلماني، وقد أنكر صالح جزرة أن يكون سمع من أحد من الصحابة إلا سرق. وقد تتبعت بعض أحاديثه فما رأيت فيها إلا منكرات مرسلة، فكأنه كان لا يبالي عمّن أخذ.
    قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (5/216): "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر. سمع من ابن عمر. روى عنه سماك بن الفضل وزيد بن أسلم. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه؟ فقال: هو لين".
    وقال صالح جزرة: "حديثه منكر! ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سرق". قال ابن حجر معقباً: "قلت: فعلى مطلق هذا يكون حديثه عن الصحابة المسمّين أولاً مرسلاً عند صالح" (تهذيب التهذيب: 6/135).
    قلت: ذكروا أنه روى عن ابن عباس وابن عمر وعبدالله بن عمرو ومعاوية وعمرو بن أوس وعمرو بن عبسة وسرق، فعلى كلام صالح جزرة فتكون روايته عن هؤلاء مرسلة إلا روايته عن سرق، وهذا الذي أميل إليه.
    وقال الدارقطني: "ضعيفٌ لا تقوم به حجة". وقال الأزدي: "منكر الحديث يروي عن ابن عمر بواطيل".
    قلت: نعم، كثير مما يرويه فيه نكارة، ولكن حديثه عن ابن عمر إنما جاءت النكارة فيه من ابنه محمد. قال ابن حبان في كتاب ((المجروحين)) (2/265): "كان ممن أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، حدث عن أبيه بنسخة شبيهاً بمئتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب". ثُم ساق له من هذه النسخة عن أبيه عن ابن عمر (12) حديثاً، كلها موضوعة.
    وقد ذكر ابن حبان عبدالرحمن في ((الثقات)) (5/91) فقال: "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر بن الخطاب، يروي عن ابن عمر. روى عنه زيد بن أسلم وسماك بن الفضل. وهو عبدالرحمن البيلماني من الأبناء، وكان ينـزل بحران. مات في أول ولاية الوليد بن عبدالملك. لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه؛ لأن ابنه محمد بن عبدالرحمن يضع على أبيه العجائب".
    قلت: إذا كانت العهدة في ما يرويه ابنه عنه على ابنه محمد، فعلى من العهدة فيما يرويه غير ابنه عنه، فإن ما يرويه غير ابنه عنه مناكير أيضاً، والأئمة على تضعيفه؛ وكما ذكرت كأنه كان لا يبالي عمن أخذ الحديث، فكان يروي المناكير، وكأن هذه المناكير أخذها من الضعفاء من أهل حرّان عندما نزلها، لأنها غير معروفة عند أهل المدينة، وهم أهل الحديث في ذلك الزمان، والله أعلم.
    قال ابن حجر في ((التقريب)) (ص337): "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر، مدني نزل حرّان. ضعيف".

    2- روى الطبري في ((تفسيره)) (4/301) عن محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي أيوب بُشير بن كعب: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)).
    قلت: إن صحت هذه الرواية عن قتادة فتدلّ على أنه لم يدلسه؛ لأن قتادة يروي عن العلاء وعن بُشير، وبُشير بن كعب تابعي بصري ثقة، وقد أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث مرسل، وكأن هذا الحديث كان منتشراً بالبصرة، ولكن لم يسنده أحد، فيبقى ضعيفاً بسبب الإرسال.
    وقد روى الإمام مسلم في ((مقدمة صحيحه)) (1/13) بإسناد صحيح إلى مجاهد قال: جاء بُشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدّث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه. فقال: يا ابن عباس، ما لي لا أراك تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: "إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركِب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف".
    قلت: فهذا يدل على انتشار الأحاديث المرسلة في زمن مبكر، وكان من بين هذه الأحاديث ما لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما حدا بابن عباس –رضي الله عنها- أن ينبه إلى إسناد هذه الأحاديث وعدم إرسالها؛ لانتشار الكذب وغيره، فابن عباس رفض أن يسمع لهذا التابعي لإرساله الحديث.
    قال العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص58): "فهذا ابن عباس رضي الله عنهما لم يقبل مراسيل بشير بن كعب، وهو من ثقات التابعين الجلة الذين لم يتكلم فيهم أحد".
    قلت: وقد أحسن الإمام مسلم في وضع هذه الحكاية تحت عنوان: ((باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها)).

    3- روى الطبري في ((تفسيره)) أيضاً (4/301) عن محمد بن بشار قال: حدثنا عبدالأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عبادة بن الصامت: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله.
    ورواه إسحاق بن راهوية في ((مسنده)) والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (2/154) عن طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبادة.
    قلت: وهذا مرسلٌ أيضاً. فقتادة لم يسمع من عبادة، وهو مدلس، والعلاء الذي روى الحديث السابق يروي عن عبادة مرسل أيضاً.
    وهذا الإسناد الذي ذكره ابن راهوية والقضاعي هو الإسناد نفسه للحديث السابق، فأخشى أن يكون معاذ بن هشام قد دخل له إسناد في إسناد؛ وهو صدوق وكان يغلط في الشيء بعد الشيء! وعلى كلّ حال فيبقى الحديث مرسلاً.

    4- قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، قال: حدثنا عمران ابن عبدالرحيم، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)) (ذكره ابن كثير في التفسير: 1/465).
    ورواه أبو الشيخ في ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/124) عن أبي صالح بن المهلب، عن الحسن بن عبدالرحمن، عن عثمان بن الهيثم، به.
    قلت: هذا حديث معلول، أخطأ فيه عثمان بن الهيثم وسلك فيه الجادة عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فهذا الإسناد مشهور معروف وقد أخرج البخاري في ((صحيحه)) عن عثمان بهذا الإسناد عدة أحاديث.
    وقد خالفه محمد بن أبي عدي وأبو خالد الأحمر، فروياه عن عوف عن الحسن مرسلاً –كما سبق ذكره- وهو المحفوظ.
    قال الدارقطني: "عثمان صدوق كثير الخطأ".
    وقال الساجي: "ذكر عند أحمد فأومأ إليه أنه ليس بثبت، ولم يحدث عنه".
    وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6/172) في ترجمة ((عثمان بن الهيثم)): "روى عنه أبي وسألته عنه؟ فقال: كان صدوقاً، غير أنه بأخرة كان يتلقن ما لقن".
    قلت: فيحتمل أن بعضهم لقنه هذا الإسناد.
    وقال ابن حجر في ((التقريب)) (ص387): "ثقة تغير فصار يتلقن".
    قلت: أخرج له البخاري بعض ما صح من حديثه. قال ابن حجر في ((هدي الساري)) (ص424): "له في البخاري حديث أبي هريرة في فضل آية الكرسي، ذكره في مواضع عنه مطولاً ومختصراً، وروى له حديثاً آخر عن محمد، وهو الذهلي عنه عن ابن جريج، وآخر في العلم صرح بسماعه منه، وهو متابعة".
    هذا وقد تكلم محقق كتاب ((طبقات المحدثين بأصبهان)) عبدالغفور البلوشي على هذا الحديث فلم يحسن الكلام عليه، والله المستعان.
    وقد قال الشيخ شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد أثناء تحقيقهما لمسند أحمد وهما يتكلمان على حديث رقم (21522) فضعفاه، قالا: "ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله بل توبة العبد ما لم يغرغر))"، ثُم ذكرا حديث ابن عمر وعبادة وبشير بن كعب، ثم قالا: "ولا يخلو إسناد واحد منها من مقال، لكن بمجموع طرقها يحسن الحديث باللفظ المذكور".
    قلت: أنّى ذلك!! فهذه الطرق واهية، ولا تقوي بعضها البعض، والحديث الذي ضعفاه حديث حسن، ويغني عما قالا إن هذا الحديث يغني عنه كما بينته في موضع آخر، ولله الحمد والمنة.

    فائدة:
    سُئِل الدّارقطني في ((العلل)) (13/150) عن حديث جُبير بن نُفير، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليقبل توبة عبده ما لم يغرغر))؟
    فقال: "يرويه [عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان. واختلف عنه]: فرواه موسى بن [داود، عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول]، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر.
    والصحيح: عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول.
    كذلك رواه علي بن الجعد وغيره".
    قلت: هكذا في العلل، وما بين المعقوفات بياض في الأصل كما ذكر المحقق، وأشار إلى هذا من كتاب ((المختارة)) (13/152)، وقال بأنه سقط منه: "عن أبيه"، وهو في المخطوط (ق/132/ب).
    والذي في مطبوع المختارة: "قال الدارقطني: روي عن موسى بن داود عن عبدالرحمن ابن ثابت بن ثوبان عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر. والصحيح: عبدالرحمن ابن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول. كذلك رواه علي بن الجعد وغيره".
    قلت: لا شك أن هناك خلل في كلا النّصين! فالدارقطني أراد أن يبيّن الاختلاف على عبدالرحمن بن ثابت، وهو غثر واضح من هذين النصين!
    ثُمّ إن موسى بن داود (ت216 أو 217هـ)، لا يروي عن عبدالرحمن (ت165هـ)، وبينهما واسطة، وهو: الهيثم بن جميل الأنطاكي، وهذا الذي أراد الدارقطني بيانه.
    وقد رواى ابن عساكر في ((تاريخه)) (11/114) من طريق الهيثم بن جميل عن ابن ثوبان، عن مكحول، عن عبدالرحمن بن جبير، عن ابن عمر، مرفوعاً، فذكره.
    قال ابن عساكر: "كذا جاء في هذه الرواية، وإنما يرويه مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر".
    قلت: فالظاهر أن الدارقطني أراد أن يبيّن مخالفة الهيثم بن جميل لغيره ممن رووه عن ابن ثوبان، ولهذا صحح رواية الجماعة.
    وتصحيحه لهذا الإسناد لا يعني أنه يصحح الحديث – كما توهمه بعض الجهلة النكرات ممن قرأت لهم على بعض المنتديات!!
    فمنهج الدارقطني معروف في أنه يبين الاختلاف في الأسانيد على الرواة، ثم يرجح الأسانيد الصحيحة من تلك الاختلافات على الراوي أو الاختلافات من الرواة على شيخهم، وأما تصحيح الحديث أو عدمه، فذلك أمرٌ آخر.


    والحمد لله أولاً وآخراً.

    وكتب خالد الحايك.
    7/5/1429هـ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    اخي الكريم :يكفينا ان صححه الائمة الحفاظ كالترمذي و الحاكم وابن حبان
    وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي)) رقم (2802)، وفي ((صحيح ابن ماجة)) رقم (4253)،
    وحسّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط أثناء تحقيقه لصحيح ابن حبان: (2/395)، وأثناء تحقيقه لسير النبلاء: (5/160)، وكذلك أثناء تحقيقه لمسند أحمد رقم (6160)، وحسنه كذلك الشيخ حسين سليم أسد أثناء تحقيقه لمسند أبي يعلى: (9/462). والمحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/476


    وقول الاخ الذي ضعف الخديث :الآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
    اقول :ومنها هذه الاية ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن))
    وهي دالة على صحة ما ذكر في الحديث والله اعلم
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو محمد الغامدي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي مشاهدة المشاركة
    اخي الكريم :يكفينا ان صححه الائمة الحفاظ كالترمذي و الحاكم وابن حبان
    وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي))......
    قديكفيك ولكن غيرك قد لايكفيه
    ونحن ملزومون بالتباع من معه الدليل الصحيح والأقوى فقط -إن استطعنا معرفة ذلك -
    وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
    ولو ثبت لدينا أن الحق مع من صحح الحديث سوف نتبعه والعكس بالعكس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي مشاهدة المشاركة
    وقول الاخ الذي ضعف الحديث :الآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
    ضعف الحديث ليس معناه ضعف معناه
    فكم من حديث ضعيف بل ومكذوب ولكن معناه صحيح قطعا
    والشيخ الدكتور حفظه الله يتحدث عن ضعف الحديث من ناحية هل ثبت عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله أم لا

    وقد سرد من الأدلة والبراهين ما يكفي لثبوت ضعفه

    أما معناه فالذي يظهر لى أن معناه صحيح لأن الغرغرة إنما عُني بها الموت
    ولامانع من التخصيص بما ثبت من مُخصص

    والله الموفق .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    336

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    للحديث شاهد قرآني يصحح معناه

    قال تعالى في سورة يونس :

    وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91}

    فدل ذلك على عدم قبول التوبة في اللحظات الأخيرة من حياة الانسان

    والحديث يكفيني فيه تحسين أهل العلم له

    كالترمذي (3537) : قال حسن غريب
    والعلامة الالباني ( صحيح الجامع 1903) , (صحيح الترغيب والترهيب 3143 )( مشكاة المصابيح 2282)
    والشيخ شعيب الارناؤوط ولجنته ( مسند أحمد - 6160)
    والعلامة أحمد شاكر ( عمدة التفسير - 1/475)(مسند أحمد 9\18)

    يكفيني تحسين هؤلاء , واعتذر عن تقليدي لهم
    ونشكركم على نقل الاجتهاد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    بارك الله فيكم وفي الشيخ خالد
    مبحث جيد وكلامه في حديث ابن عمر صحيح

    لكن من يقبل مراسيل الحسن يصحح الحديث
    وقد صحح مراسيل الحسن أئمة كبار كالقطان وابن المديني وأبي زرعة الرازي وغيرهم
    وذكر القطان أن كل مراسيل الحسن وجد لها أصلاً إلا حديثاً أو حديثين
    وقال أبو زرعة إلا أربعة أحاديث
    وهذا يدل على تتبع واعتناء بمراسيل الحسن
    وضعفها أحمد وغيره لأن الحسن كان يأخذ عن كل أحد
    وروي عن الحسن من عدة طرق أنه كان إذا حدثه واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سماه وإذا حدثه اثنان وفي رواية أربعة لم يذكرهم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ولما أنكر عليه كثرة إرساله قال لقد غزونا ومعنا ثلاثمئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

    ومرسل الحسن هذا مشدود بمرسل بُشير
    وبضعاف الأحاديث المرفوعة

    وهو حديث في الفضائل ولا يُعلم ما يعارضه
    فالأظهر قبوله وحكايته ولا حرج والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا (3/ 1201):
    597- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (بْنِ) البَيْلَماني ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَوْبَتَهُ)، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ إلا قبل الله توبته)، (قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَاكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بضَحْوة إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ) ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ (مِنْهُ) ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ تُغرْغِرَ نَفْسُهُ فِي شِدْقِهِ، إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ توبته).

    قال محققو سنن سعيد بن منصور:
    سنده ضعيف لضعف ابن البَيْلَماني، ومعناه صحيح كما سيأتي.
    وذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1 / 463 - 464) من رواية الإمام أحمد في "المسند"، ثم قال: ((وقد رواه سعيد بن منصور عن الدراوردي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عبد الرحمن بن البيلماني، فذكر قريبًا منه)) .
    وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5 / 398 - 399 رقم 7069 / تحقيق زغلول) ، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال: ((لسمعت)) بدل قوله: ((لقد سمعت)) ، وقال: ((قبل أن يغرغر نفسه)) .
    وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4 / 258) من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد، به نحوه.
    وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3 / 425) من طريق محمد بن مطرف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عبد الرحمن بن البيلماني قال: اجتمع أربعة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -، فقال أحدهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - يقول ... ، فذكره بنحوه.
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10 / 197) : ((رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الرحمن وهو ثقة)) .
    قلت: لم يوثق عبد الرحمن أحد، سوى أن ابن حبان ذكره في الثقات، فالذي يظهر أن الهيثمي اعتمد عليه.
    وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5 / 362) .
    والحاكم في "المستدرك" (4 / 257) .
    والبيهقي في الموضع السابق برقم (7068) .
    أما الإمام أحمد فمن طريق أسباط، وأما الحاكم والبيهقي فمن طريق جعفر بن عون, كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم ... ، به نحو لفظ المصنف.
    وخالفهما عبد الله بن نافع، فرواه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن البيلماني، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو رضي الله عنهما يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((من تاب قبل موته بعام تيب عليه ... )) ، حتى قال بشهر، حتى قال بجمعة، حتى قال بيوم، حتى قال بساعة، حتى قال بِفُوَاق، فقلت: سبحان الله! أو لم يقل الله عز وجل: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} ؟ فقال عبد الله: إنما أحدثك بما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -.
    أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4 / 258 - 259) مستدلاً به على تسمية الصحابي المبهم راوي الحديث، فقال بعد أن أخرج الحديث بإبهام صحابيه: ((وقد شفى عبد الله بن نافع المديني، فبين في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما)) .
    قلت: عبد الله بن نافع خالف أسباطًا وجعفر بن عون عن هشام، وخالف عبد العزيز الدراوردي ومحمد بن مطرف عن زيد، فإنهم رووا الحديث ولم يذكروا صحابيّه، ومع ذلك فقد خالفهم في متن الحديث، فمتن الحديث مروي عن أربعة من الصحابة، فجعلهم عبد الله بن نافع واحدًا.
    وأخرجه الحاكم في الموضع السابق من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان الثوري، قال: كتبت إلى عبد الرحمن بين البيلماني أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إلي أن أباه حدثه أنه جلس إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، فقال أحدهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - يقول، فذكره بنحو لفظ المصنف، إلا أنه قال: ((قبل موته بساعة)) بدل قوله: ((قبل أن يموت بضحوة)) .
    وقال الحاكم عقبه: ((سفيان بن سعيد - رضي الله عنه - وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني، ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن الْبَيْلَمَانِي ِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)) . اهـ.
    قلت: ليس الخطأ من سفيان الثوري ولا من روايته إجازة ومكاتبة، وإنما الخطأ ممن دونه؛ وذلك أنه روى الحديث من غير طريق زيد بن أسلم، فقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" (2 / ل 119 / من طريق شيخه علي بن الحسن بن موسى الهلالي، عن عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، قال: كتب إليّ محمد بن عبد الرحمن - قال: هو عندي البيلماني -، قال: حدثني أبي، قال: جلست إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - بالمدينة، قال: فقال رجل منهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - يقول ... ، فذكر الحديث بنحو لفظ المصنف، مع الفرق الذي سبق ذكره في رواية الحاكم للحديث.
    فمدار الحديث إذًا على عبد الرحمن بن البيلماني، ورواه عنه ابنه محمد وزيد بن أسلم، وعبد الرحمن ضعيف كما سبق.
    وله شاهد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2 / 206) فقال: ثنا عفان، ثنا شعبة، قال: إبراهيم بن ميمون أخبرني، قال: سمعت رجلاً من بني الحارث، قال: سمعت رجلاً منا يقال له أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو يقول: ((من تاب قبل موته عامًا تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه)) ، حتى قال يومًا حتى قال ساعة، حتى قال فُواقًا، قال: قال الرجل: أرأيت إن كان مشركًا أسلم؟
    قال: إنما أحدثكم كما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول.
    وأخرجه أيضًا أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص301 رقم 2284) .
    وابن جرير الطبري في "تفسيره" (8 / 99 - 100 رقم 8863) .
    وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2 / ل 119 / أ) .
    ثلاثتهم من طريق شعبة، به نحوه، إلا أنه سقط بعض إسناد الطيالسي في المطبوع من "مسنده"، وقد أخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من طريق علي الصواب.
    قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في حاشيته على "مسند الإمام أحمد": ((إسناده ضعيف لإبهام الرجل من بني الحارث)) .
    وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))
    أخرجه الإمام في "المسند" (2 / 132 و 153) .
    والترمذي في "سننه" (9 / 521 رقم 3603 و 3604) في الدعوات، باب منه.
    وابن ماجه (2 / 1420 رقم 4253) في الزهد، باب ذكر التوبة.
    والحاكم في "المستدرك" (4 / 257) .
    جميعهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن ابن عمر، به.
    قال الترمذي: ((حسن غريب)) .
    وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
    وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في حاشيته على "المسند" (9 / 17) : ((إسناده صحيح)) .
    وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2 / 151 رقم 1899) .
    ويشهد لمعناه ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (4 / 2076 رقم 43) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، من حديث أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -: ((من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)) .
    وعليه يتضح أن معنى الحديث صحيح بهذه الشواهد، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وفي مسند أحمد:
    6160- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    (إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ).
    __________
    قال محققو المسند:
    إسناده حسن من أجل ابن ثوبان، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي، وبقية رجاله ثقات. علي بن عياش: هو الألهاني، وعصام بن خالد: هو الحضرمي، ومكحول: هو الشامي.
    وأخرجه الترمذي (3537) ، وأبو نعيم في"الحلية"0/195، والبيهقي في "الشعب" (7063) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد.
    وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
    وأخرجه الحاكم 4/257، وأبو نعيم في"الحلية"5/190 من طريق عاصم بن علي، وابن الجعد في "مسنده" (3529) ، ومن طريقه ابن حبان (628) ، وابنُ عدي في"الكامل"4/1592، والبيهقي في "الشعب" (7064) ، والبغوي (1306) ، وأخرجه الترمذي (3537) من طريق أبي عامر العَقَدي، وابن ماجه (4253) من طريق الوليد بن مسلم، أربعتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.
    قلنا: وقع في "سنن ابن ماجه" عبد الله بن عمرو، وهو وهم، إنما هو عبد الله بن عمر، نبه عليه المزي في"تحفة الأشراف"5/328، والذهبي في"سير أعلام النبلاء"5/161.
    وسيأتي برقم (6408) .
    وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد (6920) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
    قوله: ما لم يغرغر، أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض، والغرغرة: أن يُجعل المشروب في الفم، ويردد إلى أصل الحلق، ولا يُبلع.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وأذكر أن ابن العربي المالكي ضعفه!
    لكن لا يحضرني المصدر الآن.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وأذكر أن ابن العربي المالكي ضعفه!
    لكن لا يحضرني المصدر الآن.
    وجدته الآن ولله الحمد.
    قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله في كتاب "الناسخ والمنسوخ" - وهو مطبوع، لكنه ليس في يدي الآن، وأخذته بواسطة "فتح وهاب المآرب" 3/ 662 -:
    حديث: "يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر". ضعيف، ومعناه صحيح..اهـ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وجدته الآن ولله الحمد.
    قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله في كتاب "الناسخ والمنسوخ" - وهو مطبوع، لكنه ليس في يدي الآن، وأخذته بواسطة "فتح وهاب المآرب" 3/ 662 -:
    حديث: "يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر". ضعيف، ومعناه صحيح..اهـ
    الحمد لله على توفيقه
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    نعم، أحسن الله إليك أبا البراء.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    229

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    جزاك الله خيرا هو في المطبوع (2 /157) كما
    أخذته بواسطة "فتح وهاب المآرب" 3/ 662

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    وجزاك مثله أخانا الفاضل.

  15. #15

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    1) عثمان بن عثمان الثقفي


    جاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 1965، رقم: 4940):
    أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمٍ [ثقة مأمون نبيل]، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ
    ثنا أَبُو زُرْعَةَ [هو عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي، ثقة حافظ مصنف]،
    ثنا أَبُو الْيَمَانِ [هو الحكم بن نافع البهراني، ثقة ثبت، قال الإمام أحمد: أما حديثه عن صفوان بن عَمْرو وحريز، فصحيح]،
    ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ [ثقة ثبت]،
    عَنْ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ [هو الجرشي، ثقة]،
    عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بِشَهْرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بِيَوْمٍ»، حَتَّى قَالَ: «قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ».
    وذكره ابن حجر في الإصابة (7/ 101، رقم: 5472) في ترجمة عثمان بن عثمان الثَّقفي رضي الله عنه، وقال ابن مَنْدَه: كان أميرا على صنعاء الشام، وساق له من طريق حريز بن عثمان، ... الحديث.
    وهذا إسناد صحيحٌ، موقوفٌ، له حكم الرفع.

  16. #16

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    2) رُوِيَ من طريقِ جبيرٍ بن نفير عن ابن عمر
    فرواه الترمذي في سننه (5/ 438، رقم: 3537):
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الحِمْصِيُّ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.
    وقال: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ،
    عَنْ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ).
    ورواه جمع عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان منهم:
    ابن الجعد في مسنده (ص: 489، رقم: 3404): أنَا ابْنُ ثَوْبَانَ،
    وفي مسند أحمد (10/ 300، رقم: 6160): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ،
    وفيه أيضا (10/ 461، رقم: 6408): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَابِتٍ،
    وفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص: 267، رقم: 847): ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ
    وفي سنن ابن ماجه (5/ 322، رقم: 4253): حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، أَخبَرنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ،
    وفي مسند أبي يعلى الموصلي (9/ 462، رقم: 5609): حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا عَبدُالرَّحمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ
    وغيرهم
    فطرقه كثيرة إلى ابن ثوبان، فهو صحيح إن شاء الله إليه.

    لكن في هذه الحديث ثلاث علل:
    الكلام في ابن ثوبان، وعنعة مكحول، والاختلاف على ابن ثوبان، وسيأتي الكلام عليه في حديث أبي ذر.
    أما الكلام في ابن ثوبان فهو مختلف فيه، فقد
    حسَّنَ له الترمذيُّ هذا الحديث، وفيه تحسين لحديث ابن ثوبان ضمنا.
    وصحح ابن حبان له هذا الحديث في صحيحه (2/ 394، رقم: 628).
    وكذا صحح هذا الحديث الحاكم في المستدرك (4/ 286، رقم: 7659)، وعلق عليه الذهبي: (صحيح)
    وقال ابن عدي في الكامل (5/ 462): (ولعبدالرحمن بْن ثابت بْن ثوبان: أحاديث صالحة ...، وقد كتبتُ حديثَه، عنِ ابن جَوْصَا وأبي عَرُوبة من جمعيهما، ويبلغ أحاديث صالحة، وكان رجلا صالحا، ويكتب حديثه على ضعفه).
    وقول الذهبي في الرد على ابن القطان (ص: 58، رقم: 81) يستبعد الصحة، لما قيل في ابن ثوبان، ولذا قال في آخره: (فَأَيْنَ الصِّحَّة مِنْهُ؟)، والذي يظهر أن الأقرب أن يكون رأيه هو تحسين الحديث، كما قال في السير (5/ 160): (هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ، صَالِحُ الإِسْنَادِ).
    وحين أورد الذهبي هذا الحديث في ميزان الاعتدال (2/ 551، 4828) مما أنكر على ابن ثوبان أعقبه بـ(حسنه الترمذي).
    وكأن الذهبي مال إلى توثيقه، فذكره فيمن تكلم فيه وهو موثق (ص: 324، رقم: 206)، وهل يلزم من توثيقه الصحة أم الحسن؟، ويؤيد أنه الحسن قوله في المغني في الضعفاء (2/ 377، رقم: 3537): (صَدُوق رمي بِالْقدرِ).
    وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص: 337، رقم: 3820) (صدوقٌ، يخطئ، ورمي بالقدر، وتغير بأخرة)، فيعني أن الأصل أنه حسن الحديث إلا أن يثبت أن رواية ما مما رويت عنه بعد التغير، أو أنه أخطأ فيها، ولذا حسن له الحافظ في نتائج الأفكار (4/ 198، رقم: 341) وذكر حديثا غير هذا من رواية ابن ثوبان هذا، ثم قال: (هذا حديث حسن، أخرجه أحمد عن علي بن عياش، وعن زيد بن الحباب فرقهما، كلاهما عن ابن ثوبان وهو عبدالرحمن بن ثابت).
    وكذا البوصيري حسّن حديثه، فقال في مصباح الزجاجة (4/ 75): (هَذَا إِسْنَاد حسن، ابْن ثَوْبَان -اسْمه عبدالرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان-: مُخْتَلف فِيهِ).

    فتبقى علة عنعنة مكحول، ولم أقف فيما تتبعته من أسانيد هذا الحديث أنه صرح بالسماع، إلا أن يقال فيها ما قيل في عنعنات المدلسين التي في الصحيحين؛ لتحسين الترمذي له.
    والعجيب أن ابن حبان حين ذكر هذا الحديث في صحيحه، ذكره معنعنا، ولم يذكر له ما يدل على وصله، مع أنه ذكر حديثا قبله فيه عنعنة مكحول عن ابن نعيم، ثم قال (2/ 393): (ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَكْحُولًا سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أُسَامَةَ كَمَا سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ سَوَاءً) وذكر ما يدل على اتصاله، ولم يأت لهذا الحديث ما يدل على اتصاله.
    فالله أعلم.

  17. #17

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    3) رواية البيلماني عن رجل من الصحابة:
    عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ الْبَيْلَمَانِي ِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ، إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَوْبَتَهُ» ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ، إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ» [ص:1202]، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَاكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ» ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ تُغَرْغِرَ نَفْسُهُ فِي شِدْقِهِ، إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ»
    ولفظ أحمد: اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ " فَقَالَ الثَّانِي: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ " فَقَالَ الثَّالِثُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ " قَالَ الرَّابِعُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ بِنَفَسِهِ ".

    رُوِيَ بطريقين:
    الأول عن زيد بن أسلم عن عبدالرحمن ابن البيلماني
    فراه سعيد بن منصور في التفسير من سننه (3/ 1201، رقم: 597 ): نا عَبْدُالْعَزِيز ِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
    والإمام أحمد في مسنده (24/ 256، رقم: 15499): حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
    و(38/ 166، رقم: 23068):حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
    وابن أبي الدنيا في التوبة (2/ 197، رقم: 148) بسنده إلى مُحَمَّد بْن مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْد
    وغيرهم.

    والطريق الثاني: عن سفيان الثوري عن محمد بن عبدالرحمن ابن البيلماني عن أبيه.
    فرواه ابن المنذر في تفسيره (2/ 606، رقم: 1484): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَ نِ، قَالَ: هُوَ عِنْدِي الْبَيْلْمَانِي ُّ، قَالَ:
    والسمرقندي في تنبيه الغافلين (ص: 103، رقم: 106) أَنْبَأَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مُعَاذٍ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ، عن سُفْيَانَ.
    وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3148، رقم: 7246): حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُاللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ الْبَيْلَمَانِي ِّ، وَزَعَمَ: أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ.
    وغيرهم.
    لكن محمد بن عبدالرحمن ابن البيلماني متفق على تضعيفه، وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان بالكذب.
    فروايته عن أبيه ضعيفة جدا.

    إذًا، لا يصح من هذه الطرق إلا طرق: زيد بن أسلم إليه، ويبقى الكلام في ابن البيلماني، وهو تابعي مشهور، لكن اختلفوا فيه.
    ففي سنن الدارقطني (4/ 157): (وَابْنُ الْبَيْلَمَانِي ِّ ضَعِيفٌ لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ إِذَا وَصَلَ الْحَدِيثَ، فَكَيْفَ بِمَا يُرْسِلُهُ)، وقال في الضعفاء والمتروكون (ص: 170، رقم: 455) وذكر ابنه محمدا، ثم قال: (وأبوه [أي: عبدالرحمن] يعتبر به).
    وقد نقل ابن بطال في شرح صحيح البخارى (8/ 565) إجماع أهل الحديث على ترك المتصل من حديث ابن البيلماني!.
    وهذا معارّضٌ، فقد وثقه آخرون من المتقدمين والمتأخرين، فمن المتقدمين ابن حبان؛ إذ ذكره في الثقات، وممن وثقه من المتأخرين الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 197) فقال في هذا حديث: (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِالرَّحْمَ نِ، وَهُوَ ثِقَةٌ).
    وحين ذكر الحاكم هذا الحديث في المستدرك (4/ 286، رقم: 7661، 7662) لم يصرح بتصحيحه كعادته، وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
    لكنه روى في المستدرك (4/ 531، رقم: 8492) غير هذا الحديث من طريق ابن البيلماني، ثم قال: (هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ) فتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: (ابن البيلماني ضعيف).
    وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 146): (وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِي ُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِي ِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ، وَابْنُ الْبَيْلَمَانِي ِّ ضَعِيفٌ جِدًّا، وَأَبُوهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا).

    وفي علل الحديث لابن أبي حاتم (6/ 552، رقم: 2748) وذكر حديثا ثم قال: (قلتُ لأَبِي: فإسماعيلُ بنُ عيَّاش سَمِعَ من عبدالرحمن بْنِ البَيلَماني؟
    قَالَ: مَا أَدْرِي ما هذا! إنَّ عبدالرحمن بْنَ البَيلَماني يحدِّث عَنْهُ حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ويحدِّث عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وسِماك بْنُ الفَضْل.
    قلتُ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟
    قَالَ: قَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا! يحدِّث عنه أهلُ الْمَدِينَةِ: رَبِيعَةُ الرَّأْي، وابنُ المُنكَدِر، ويحدِّث عَنْهُ محمَّد ابنُه، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: حَبيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمِنْ أَهْلِ اليَمامة: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: سِماكُ بنُ الفَضْل، وَقَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا: مَنْ أَدْرَكَ؟ وَمِنْ أَيِّ بلدٍ هُوَ؟ وَقَدْ رأيتُ فِي حديثٍ: «ابْنِ البَيْلَماني مَوْلَى عُمَرَ»).

    فالظاهر أن هذا الحديث ضعيف لضعف ابن البيلماني، لكن يعتبر به كما قال الدارقطني، فيكون شاهدا لغيره.

    فائدة:
    جاء في مشيخة ابن حيويه (ص: 9، رقم: 8) بسند ضعيف جدا التصريح باسم أحد هؤلاء الصحابة:
    أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْدَانَ [عنده عجائب عن حم ومناكير، وثقه أبو علي النيسابوري]،
    ثَنَا حَمُّ بْنُ نُوحٍ [تعرف وتنكر من روايته، وذكره ابن حبان في الثقات]،
    ثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ [اتفق المحدثون على تضعيف رواياته]،
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ [هو ابن طهمان، ثقة يغرب، وتكلم فيه للإرجاء]، وَثنا بِهِ
    عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [ثقة عالم]،
    عَنْ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ البيلماني [ضعيف]،
    عَنْ جَابِرٍ، وَثَلاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ قَبِلَ اللَّهُ تَعَالَى تَوْبَتَهُ».
    ولم يتابع أحدٌ من أصحاب زيد بن أسلم ابنَ طهمان.
    وسيأتي أيضا رواية أخرى لابن البيلماني، وفيها التصريح باسم عبدالله بن عمرو.

  18. #18

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    4) الحسن البصري
    روي مرسلا عن الحسن، بطرق إلى عوف بن أبي جميلة، منها:
    ما رواه القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (1/ 263، رقم: 481)
    حدثنا مروان [هو ابن معاوية الفزاري، ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ]
    عن عوف [هو ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري، ثقة].
    عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر بنفسه».
    ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (19/ 333، رقم: 36225)
    حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ [هو سليمان بن حيان الأزدي الكوفي، صدوق يخطئ]،
    عَنْ عَوْفٍ الحديث، ولفظه: «إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يعد».
    وابن جرير الطبري في تفسيره (6/ 515)
    حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ،
    قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ،
    عَنْ عَوْفٍ، الحديث، بلفظ مروان، إلا أنه ليس فيه: «بنفسه»
    فهذه أسانيد صحيحة إلى الحسن رضي الله عنه، وهو من مراسيل الحسن.
    وتعضد الأحاديث أخرى.

    وله أيضا شاهدٌ، لكنه موقوف على الحسن، فقد روى ابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 899، رقم: 5009):
    حدثنا أبي ،
    ثنا أحمد بن عبيد الله بن صخر الغداني [صدوق]،
    ثنا مسكين بن عبدالله الطاحي أبو فاطمة [هو أبو فاطمة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: وَهَن أمر مِسكين أبي فاطمة بهذا الحَديث؛ حَديث أَبي أُمامة في الغُسل يوم الجُمعة، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث]،
    ثنا حوشب [هو ابن مسلم الثقفي، صدوق]،
    عن الحسن في قوله: ﴿ثم يتوبون من قريب﴾ قال: (ما لم يغرغر).
    وهذا حديث فيه ضعف؛ لضعف مسكين، وهو موقوفٌ على الحسن.
    لكن له علة أخرى، وهو اضطراب أبي فاطمة، فقد رواه عبدالله ابن الإمام أحمد في الزهد (ص: 216، رقم: 1509) من زوائده:
    حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ [هو الجهضمي، ثقة حافظ]،
    حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الطَّاحِيُّ ،
    حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدَةَ، صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِي ِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ
    فرواه مسكين عن أبي عبدة [أو عبيدة] صاحب الدستوائي، ولم أقف على ترجمته.
    وهذا لا يضر؛ إذْ صَحَّت الأسانيدُ إلى الحسن إرساله الحديث، كما سبق.

  19. #19

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    5) حديث أبي أيوب بشير بن كعب مرسلا

    رواه الطبري في تفسيره (6/ 514)
    حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [هو محمد بندار، ثقة]، قَالَ:
    ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ [صدوق ربما وهم]،
    قَالَ: ثني أَبِي [هو هشام الدستوائي، ثقة ثبت]،
    عَنْ قَتَادَةَ [ثقة]،
    عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ [هو ابن مطر، ثقة]،
    عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ [ثقة، مخضرم]:
    أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»

    وهذا سندٌ ظاهره حسنٌ إلى أبي أيوب، لكنه مرسل.
    وفيه علة ، وهو أن أبا سعيد، كُرْبُزَان، عبدالرحمن الْحَارِثِيُّ رواه عن مُعَاذ بْن هِشَامٍ عن أَبِيه عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»،
    والحارثي وإن كان أضعف من ابن بشار؛ إلا أنه توبع، فرواه ابْنُ بَشَّارٍ هذا عن عَبْدالْأَعْلَى السامي، عن سَعِيد بن أبي عروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
    وكأن سند أبي أيوب بشير -إن لم يكن محفوظا- فهو من أوهام معاذ بن هشام الدستوائي والله أعلم.

  20. #20

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    6) أبو هريرة

    رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 124، رقم: 279) في ترجمة الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ، مَاتَ فِي مُحَرِّمٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، ومن طريقه ترتيب الشجري في الأمالي الخميسية (1/ 260، رقم: 896):
    حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحِ [هو محمد بن الحَسَن] ابْنُ الْمُهَلَّبِ [المديني، ت 322 هـ، له مصنفات]، قَالَ:
    حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَ نِ [هو ابن الإمام المحدث رستة ابْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ الأصبهاني، (ت 263 هـ)، ترجموا للحسن ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا]، قَالَ:
    ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ [ثقة، تغير فصار يُلَقَّن]، قال:
    ثنا عَوْفٍ [هو ابن أبي جميلة، ثقة رمي بالقدر]،
    عَنْ ابْنِ سِيرِينَ [هو محمد، ثقة ثبت]،
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ سبحانه يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»

    وله متابع جيد، رواها أبو عمرو الداني في الرسالة الوافية (ص: 184، رقم: 85):
    حدثنا محمد بن خليفة الإمام [هو ابن عبدالجبار البلوي القرطبي، شيخ ابن عبدالبر، ضعّفه ابن الفرضي ولم يَهْدِرْهُ]، قال:
    نا محمد بن الحسين [هو الآجري، صاحب التصانيف، ثقة]، قال:
    نا عبدالله بن سليمان [بن الأشعث، هو أبو بكر ابن أبي داود السجستاني] قال:
    نا إسماعيل بن عبدالله [ابن مسعود] الأصبهاني، [سمويه، ت 267 هـ، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق، وقال في السير (13/ 10): الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ]، قال:
    نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ بسنده ولفظه.


    وله شاهدٌ عند البزار كما في كشف الأستار (4/ 79، رقم: 3243)، ومختصر زوائد مسند البزار (2/ 911، رقم: 2209):
    حدثنا أحمد بن منصور،
    ثنا يحيى بن يزيد بن عبدالملك النوفلي [كلام ابن حجر مشعر بأنه حسن الحديث]،
    ثنا أبى [ضعفوه، وروى الدارمي عن ابن معين: لا بأس به]،
    عن داود بن فراهيج [مختلف فيه بين الضعف والحسن]،
    عن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لايزال الله تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر بنفسه».
    قال البزار: (علته يزيد بن عبدالملك)، وهذا الإسناد وإن كان ضعيفا، لكنه صالح للاعتبار.

    فيكون حديث أبي هريرة إن شاء الله حسنا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •