بسم الله الرحمن الرحيم.
قالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَا[1]{} الحَنْبَلِيْ الراجِيْ إلَهًا واحِدَا. حَمْدًا لِمَنْ زَيَّنَ أَوْضاعَ البَشَرْ {} بِحِلْيةِ التبْيانِ وِرْدًا مَعْ صَدَرْ.
ثُمَّ الصَلاةُ مَعْ سَلامٍ أَبَدَا {} علَى نَبِيٍّ قَدْ أتانَا بالهُدَى.
مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ {} الفائزِينَ في غَدٍ بِقُرْبِهِ.
وهذِهِ أُرْجُوزةٌ مَضْمُونُهَا {} رِسالَةُ الوَضْعِ بِذا يَدْعُونَهَا.
تُعْزَى إلى الحَبْرِ الهُمامِ الأَوْحَدِ {} الفاضِلِ المَوْلَى الإمامِ العَضُدِ.
نَظَمْتُها لِمَنْ يَرُومُ حِفْظَها {} ومَنْ نَوَى اسْتِحْضارَها بِلَفْظِها.
مَعْ أنَّنِي عارٍ عَنِ البِضاعَهْ {} يا ذا الحِجَى وكاسِدُ الصِناعَهْ.
ثُمَّ النظامُ قدْ حَوَى مُقَدِّمَهْ {} وبَعْدَها التَقْسِيم ثُمَّ الخاتِمهْ.
المقدّمـــة.
اللّفْظُ قَدْ يُوضَعُ لِلْمُشَخَّصِ {} مُلاحَظًا فيهِ الخُصُوصُ فافْحَصِ.
أوْ باعْتِبارِ ذي العُمُومِ المُشْتَركْ {} وذا بأنْ يُعْقَلَ أَمْرٌ مُشْتَركْ.
بَيْنَ مُشَخَّصاتِهِ ويُقْصَدُ {} بالوَضْعِ كُلُّ واحِدٍ إذْ يُفْرَدُ.
بحيثُ لا يُفادُ غَيْرُ واحِدِ {} مُشَخَّصٍ مِنْ غَيْرِ قَدْرٍ زائدِ.
وذلكَ التَعَقُّلُ الذي أَتَى {} مِنْ واضِعٍ لذِي العُمُومِ يا فتى.
كآلةٍ لِوَضْعِهِ ولمْ يرِدْ {} وَضْعًا لذِي العُمُومِ (يا ذا) فاتَّئدْ.
فالوَضْعُ كُلِّيٌّ وما له وُضِعْ {} مُشَخَّصٌ كاسْمِ الإشارةِ اقْتَنِعْ.
تنبيـــــه
لا بُدَّ مِنْ قَرِينةٍ مُفْهِمَةِ {} تَشَخُّصًا في مِثْلِ ذا فاسْتَثْبِتِ.
إذْ نِسْبةُ الوضْعِ (له) إلى السوَى {} فاحْفَظْ وكُنْ مِمَّنْ علَى العِلْمِ احْتَوَى.
التقسيــــم
اللفظُ كُلِّيٌّ وشَخْصِيٌّ يُرَى {} مَدْلُولُهُ وأَوَّلٌ تَقَرَّرَا.
تَقْسِيمُهُ للذَّاتِ أوْ لِلْحَدَثِ {} أوْ نِسْبَةٍ بينَهما فاكْتَرِثِ.
فأَوَّلٌ باسْمٍ لِجِنْسٍ قَدْ دُعِي {} والثانِ يُدْعَى مَصْدَرًا فاسْمَعْ وعِ.
وهذِهِ النِّسْبةُ إمَّا تُعْتَبَرْ {} مِنْ طَرَفٍ للذّاتِ أوْ أنْ تُعْتَبَرْ.
مِنْ طَرَفٍ لِحَدَثٍ ولَقَبِ {} مُشْتَقًّا اوْ فِعْلًا ولَكِنْ رَتِّبِ.
والثانِ أيْ ما كانَ شَخْصِيًّا أَتَى {} مُنْقَسِمَ الوَضْعِ كَمَا قَدْ ثَبَتَا.
إلى مُشَخَّصٍ يُرَى وكُلِّيْ {} والأَوَّلُ العَلَمُ يَا ذا الفَضْلِ.
فالثانِ إنْ مَدْلُولُه في الغَيْرِ {} يَظْهَرُ بِانْضِمامِ ذاكَ الغَيْرِ.
فالحَرْفُ أَوْ لا إنْ تَكُ القَرِينةُ {} فيهِ الخِطاب فالضميرُ مُثْبَتُ.
أوْ غَيْرهُ فإنْ تَكُنْ حِسِّيَّهْ {} فَهْوَ إشارَةٌ تَكُنْ عَقْلِيَّهْ.
فذاكَ بالمَوْصُولِ قدْ تَلَقَّبَا {} فاحْفَظْ تَكُنْ مِنَ الثِقاتِ النُجَبَا.
الخاتمة وتشتمل على تنبيهات
(و)هذهِ خاتِمةٌ تَضَمَّنَتْ {} بَيَانَ جَمْعٍ وافْتِراقٍ قَدْ ثَبَتْ.
الأوَّل
مَوْصُولُهُمْ واسْمُ إشارةٍ وما {} يُدْعَى بِمُضْمَرٍ كما قدْ عُلِما.
اِشْتَرَكَتْ في أنَّ مَعْناهُ اسْتَقَلّْ {} بِنَفْسِهِ ولكنِ الفَهْمُ اتَّكَلْ.
على انضِمامِ غيرِها فقدْ ظَهَرْ {} دَعْواهُمُ اسْمِيَتَها كما اسْتَقَرّْ.
الثاني
لا تُفْهِمُ الإشارةُ العَقْلِيَّهْ {} تَشَخُّصًا لأنّها كُلِّيَّهْ.
قدَ قيََّدَتْ مَعْنًى يُرَى كُلِّيَّا {} كَمِثْلِ مَوْصُولٍ غَدَا جَلِيَّا.
أمّا الذي بالحِسِّ والخِطابِ {} قُيِّدْ فَشَخْصِيٌّ بلا ارتِيابِ.
كاسْمِ إشارةٍ وكالضميرِ {} فافْهَمْ فإنّ الوَضْعَ عَنْ تَحْرِيرِ.
الثالث
والفَرْقُ بَيْنَ مُضْمَرٍ والعَلَمِ {} يُعْلَمُ ممّا قدْ مَضَى فَلْيُفْهَمِ.
وأنَّ جُزْئِيًّا هُوَ الذي قُسِمْ {} لِذَيْنِ معْ إشارةٍ كَمَا عُلِمْ.
ولا تَقُلْ بأنَّ ذا الإشاره {} ذُو كَثْرةٍ فَحَرِّرِ العِباره.
بلْ زَعْمُ (هذا) ظاهرُ الفسادِ {} لمْ يَخْلُ مُدَّعِيهِ مِنْ عِنادِ.
أَوْجَبَهُ تَوَهُّمُ العُمُومِ في {} ما هُوَّ مَوضُوعٌ له فلْيُعْرَفِ.
الرابع
وقولُهُمْ: ألْحَرْفُ ما دلَّ علَى {} معنًى بِغَيْرِهِ فذاك اشتَمَلا.
علَى تَساهُلٍ وإنَّ المعنَى {} ما لمْ يَكُنْ بنفْسِه ذا اسْتِغْنَا.
أيْ بِخِلافِ الاسمِ والفِعْلِ كَمَا {} يُعْلَمُ مِنْ كَلامِ مَنْ تَقَدَّمَا.
الخامس
وليسَ ضاربًا بِوارِدٍ علَى {} حَدٍّ، لِفِعْلِهِمْ بما قدْ نُقِلا.
عن النُّحاةِ إذْ عَلِمْتَ الفَرْقَا {} فيما مَضَى بالقُرْبِ فادْرِ الحَقَّا.
فالفِعْلُ فيهِ حَدَثٌ قدِ اعْتُبِرْ {} ولاحَظُوهُ أوَّلا كَمَا ذُكِرْ.
معْ نِسْبَةٍ ومعْ زمانٍ قدْ حَوَى {} لِحَدَثٍ فَلْيَرْوِ عَنِّي مَنْ رَوَى.
وضارِبًا لُوحِظَ فيه أوّلا {} ذاتٌ إليها نِسْبة قدِ انْجَلَى.
السادس
والفَرْقُ بَيْنَ عَلَمٍ لِلْجِنْسِ {} واسْمٍ له بادٍ بغيرِ لَبْسِ.
فعَلَمُ الجِنْسِ يُفِيدُ جَوْهَرُهْ {} تَعَيُّنًا مِنْ غَيْرِ ما تَعْتَبِِرُهْ.
والثانِ قدْ جاءَ له التَعْيِينُ {} مِنْ لامِ تَعْرِيفٍ بها التَبْيِينُ.
وأَوَّلٌ مِثالُهُ أُسامَهْ {} وأَسَدٌ للثانِ كُنْ عَلّامَهْ.
وفَهْمُ ذا ممّا مَضَى لا يَظْهَرُ {} أَوْمَأْ إليهِ السَمْرَقَنْدِي ْ الماهِرُ.
السابع
والفَرْقُ بَيْنَ الحَرْفِ والمَوْصُولِ {} تُدْرِكُهُ مِنْ سابِقِ التَفْصِيلِ.
مِنْ أنَّ مَوْصُولًا بِعَكْسِ الحَرْفِ {} يَعْلَمُهُ ذَوُو الذَكَا واللُطْفِ.
لَكِنْ كَلامُ الأَصْلِ في هذا المَحَلّْ {} لمْ يَخْلُ عندَ فاهِمٍ مِنَ الخَلَلْ.
يُوضِحُهُ ما قدْ مَضَى في الرابِعِ {} فاحْرِصْ علَى فَهْمِ الكَلامِ النافِعِ.
ومِنْهُ تَعْلَمُ اشْتِراكَ الفِعْلِ {} والحَرْفِ في الأفهامِ يا ذا الفَضْلِ.
أيْ أنّ مَعْنَيَيْهِما قدْ ثَبَتَا {} لِلْغَيْرِ فاعْن بالعلومِ يا فتَى.
ومِنْ هُنا لا يَحْسُنُ الإسنادُ {} إليهِما وحُقِّقَ المُرادُ.
التاسع
وقَدْ عَلِمْتَ منهُ أنّ الفِعْلا {} مَدْلُولُهُ كُلِّيْ حَوَيْتَ الفَضْلا.
تَحَقَّقَ المَعْنَى له في عَدَدِ {} مِنَ الذَّواتِ فادْرِ ذا لِتَهْتَدِي.
فجازَ أنْ يَكُونَ مُسْنَدًا إلى {} كُلٍّ مِنَ الذواتِ فادْرِ العِلَلا.
ولا كذاكَ[2] الحَرْفُ إذْ مَدْلُولُه {} مُسْتَنِدٌ لِغَيْرِهِ حُصُولُه. فلا يَصِحُّ أنْ يَكُونَ مُخْبَرَا {} به ولا يَكُونُ عنه مُخْبَرَا.
العاشر
وقدْ أَفادَ ما مَضَى التَنْظِيرا {} في جَعْلِ قَوْمٍ حَقَّقُوا الضَمِيرَا.
أيْ إنْ يَكُنْ لِغائبٍ كُلِّيَّا {} فعُدْ لَهُ تنظيرهُ جَلِيَّا.
الحادي عشر
مَفْهُومُ ذُو[3] كَفَوق وَضْعًا كافيْ {} ولكنِ اسْتِعْمالُهُ في الجَزْئيْ .... لكنَّ ذا لِعارِضِ الإضافَهْ {} فاعْمَلْ بذا ولا تَقُلْ خِلافَهْ.
الثاني عشر.
ولمْ يَكُنْ تَعاوُرُ الأَلْفاظِ {} مُجَدَّدَ الوَضْعِ لَدَى الحُفَّاظِ.
ووضْعُها مكانَ بَعْضٍ قدْ أَتَى {} وليسَ ناسِخًا لما قد ثَبَتَا.
مِنْ وَضْعِها الذي به قدْ حَكَمُوا {} وإنّنِي بِحَمْدِ ربِّي أَخْتِمُ.
مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا علَى النَبِيْ {} الهاشِمِيِّ الأَبْطَحِيِّ اليَثْرِبِيْ.
وآلهِ وصَحْبِه وعِتْرَتِهْ {} ومَنْ غَدَا مُتَّبِعًا لِسُنَّتِهْ.
تَبْيِيضُها تاريخُه وَضْعٌ قُصِدْ {} فَدُمْ علَى الدُعاءِ لي وإنْ تَجِدْ.
وصَلَّى اللهُ علَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ آمِين.