السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
انتشرت في الفترة الماضية ، والأيام السابقة عدَّة موضوعات كان فيها من الشدَّة ما فيها ؛ مما أدى لوجود بعض الأشياء في القلوب - ولابدَّ - بين الإخوة ، وهذه الأشياء قد ظهرت جليَّة في كتابات بعض الإخوة ؛ فأحببتُ تذكير نفسي وإخواني بهذه النصيحة ؛ عسانا ننتفع .
إخواني الكرام !
ها نحن مُقبلون على شهرٍ عظيمٍ ، شهرٍ كريم ، فضائله معلومة ، والإنسان الفَطِنُ الذَّكِيُّ هو الذي يغتنم فضائل الأيام والأوقات .
ونحن لا ندري - إخوتي - ربما لا يدخل علينا الشهر إلا وقد فارقتُكم ، أو فارَقَنا أحدُ الأحبَّة ، ولابدَّ قبل الفراق أن يُسامح كلٌّ منَّا أخاه ، ولْيستسمِحْ أخاه ، حتى لا يُقبِلَ على الله وقد صار من المُفلِسين - نسأل الله العافية - .
ونحن نعلمُ جميعًا ما كان عليه سلفنا الصالح من ورعٍ حتى في كلامهم في الرجال ؛ وكان البخاري - رحمه الله - يخشى أن يلقى الله وقد جاء في ميزانه أحد هو قد اغتابه ، ويحيى بن معين - رحمه الله - يقول : إنَّا لنتكلَّم في رجالٍ لعلَّهم حطُّوا رحالهم في الجنة ، إلى غير ذلك مما يُعلَم .
ولمَّا اشتدَّ هذا الأمر في مجلسنا المبارك في الآونة الأخيرة ، حتى وصل الأمر بإيقاف بعض الأعضاء - ردَّهم الله سالمين - = وجدتُ أنَّه ينبغي علينا - ونحن مَنْ يُشار إلينا على أنَّا طلبة علمٍ عفا الله عنا - أن يُسامِحَ بعضُنا بعضًا لذلك الأمر .
وأبدأ أنا ؛ فأقول :
يعلمُ الله - جلَّ وعلا - أنِّي أُحِلُّ أيَّ أخٍ كريمٍ أساء إليَّ ، أو ظننتُ أنَّه أساء إليَّ ، وليس في قلبي أيُّ شيءٍ نحو أحدٍ من إخواني ، وإنَّما الحبُّ والوُدُّ ، ورجاء الخير للجميع ، والهداية والتوفيق .
وأنشُدُ إخواني كلَّهم بالله ؛ إن أسأتُ إلى واحدٍ منهم بكلمةٍ أو لفظٍ ، أو رأى منِّي مشاركةً استاء منها ، أو أيَّ شيءٍ من هذا القبيل = أن يُسامحني ، ويصفح عن ما وقعتُ فيه نحوه .
فكلُّنا سيُقبِلُ على ربِّه ؛ فمسرورٌ فرِحٌ بأعماله ، ومغبونٌ خاسرٌ بسوء فِعاله ، فنسأل الله السلامة والعافية .
وأوصي نفسي وإخواني بما أوصى الله به الأولين والآخرين ، كما قال في سورة النساء : " ولَقَدْ وصَّيْنا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيَّاكم أن اتقوا الله ... " الآية [ النساء : .. ] .
ومراقبته - سبحانه - في السرِّ والعلانية ، والإخلاص في كلِّ قولٍ وعمل ، والتوبة النصوح دائمًا ، والدعوة إلى الله بالرفق واللين ، وخفض الجناح لإخوانه وأحبابه ، وأن يظهر بسمتٍ طيِّبٍ غير مُشينٍ أو مُسيءٍ للسنة ، ويكون قلبًا وقالَبًا على وفق منهاج النبوة .
وأُنبِّه إلى أنِّي سأترُك الألوكة - والنت كلَّه - طوال هذه الفترة - أعني : الباقي من شعبان ، وشهر رمضان - ، ثم إن يسَّر الله - جلَّ في عُلاه - سيكون موعدنا بعد العيد - إن شاء الله - ، ولعلَّه قبل بنائي ، ومَنْ أحبَّ أن يحضر لأكل الوليمة ؛ فهذا مما يُشرِّفني (ابتسامة) .
ويعلمُ الله أنِّي أحبُّكم إخواني في الله ، ولا أحبُّ مفارقتكم ، ولكن هناك ما هو أولى .
ونسأل الله - بمنِّه وكرمه - أن يُبلِّغنا رمضان ، وأن يُعلِي هممنا ، وأن يزيد إيماننا ، وأن يجعله شهر مغفرة ورضوان ، وعتقٍ من النيران ، برحمته إنَّه الرحيم الرحمن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم المُحبُّ لكم في الله / أبو مالكٍ - الذي لم يأتِ بعدُ - رمضان بن عبد التواب بن رمضان المصري - غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ، ولمن قال : آمين - .