أُحاذِرُ أنْ أحْيا حياةً عديمةً * * * فلا أنا ذُو لهْوٍ ولا أنا عابِدُ
لسانيَ من أهْلِ الزَّهادةِ والتُّقَى * * * وقلبيَ يُدميه الهوى والمَواجدُ
أُسابق أهلَ اللَّهوِ إن كنتُ فيهمُ * * * وإني لأرْباب التبتُّل رائدُ
أُحاذِرُ أنْ أحْيا حياةً عديمةً * * * فلا أنا ذُو لهْوٍ ولا أنا عابِدُ
لسانيَ من أهْلِ الزَّهادةِ والتُّقَى * * * وقلبيَ يُدميه الهوى والمَواجدُ
أُسابق أهلَ اللَّهوِ إن كنتُ فيهمُ * * * وإني لأرْباب التبتُّل رائدُ
هذا رجـلٌ عفيف يخشى الفتنة ويتجنبها
أرغبُ عنكُمْ لأنَّكمْ بِيضُ * * * وخَدُّكمْ للشِّفاهِ تَحريضُ
طرْفاكُمُ يَستبِي مُحبَّهما * * * تكسُّرٌ فيهما وتَمريضُ
أعجبُ أنِّي أخافُ رُؤيَتَكمْ * * * وليس لي في الغرام تفْويضُ
مضَيتُ لَم ألتفِتْ إلى أحدٍ * * * وإن بدا للوقوف تعْريضُ
حذَّرني الشَّيخُ من محبَّتِكمْ * * * فليس للعاشقينَ تعْويضُ
المدرِّس المسكين في أوَّل الدراسة تعرَّف على تلاميذه وتِلميذاته، ومن بينهم تلميذة أخبرتْه أن أباها (كبابجي)، حاول المدرس ألا يبدي اهتمامًا بالأمر، وأن يبدو منصرفًا إلى مهامّ أخرى، لكنه ظل طول اليوم يتفكر في نفسه، وفي آخر اليوم كان قد أعدَّ ورقة كتب بها:
سأكتُبُ يا دعاءُ إليكِ شيئًا * * * غريبًا فاقرئيهِ في غيابي
أنا نَهِمٌ أحبُّ الأكْلَ جِدًّا * * * وحبُّ اللَّحمِ أفقدَني صوابي
وما أبصرتُ في دُنيايَ شيئًا * * * أحبَّ إليَّ من أكْل الكبابِ
سأطلُبُ من أبيكِ الشَّهمِ يومًا * * * يُجاملني به تحت الحساب
وأمُّك رُبَّما تَرثِي لحالي * * * كذاكَ أبوكِ إن قرأا كتابي
المدرس خارج من المدرسة بعد الدوام، وحوله وعلى مقربة منه بعض التلميذات.
فجأةً أسرعتْ إحداهُنَّ نحوه تَحتمي به.
فقد راعها وخوَّفها رؤية حمارٍ يَجري قريبًا منها، فكتب المدرس:
زميلتُكُمْ تخافُ من الحِمارِ * * * وإن يظْهرْ تُسارعْ بالفرارِ
فكيف إذا رأتْنِي حين أعْدو * * * على فرَسٍ يَطير على الغُبارِ
سنابِكُه تقُدُّ الصَّخرَ قدًّا * * * وسرعتُه أشدّ من القِطارِ
وكيفَ إذا رأتْ يومًا أُسودًا * * * تُصارِعُني وتشعُر بانكِسارِ
فكم صارعْتُ ليثًا بعد ليْثٍ * * * بمعركةٍ وأخْرجُ بانتِصارِ
= = = =
فديتُكِ يا أرقَّ النَّاس حِسًّا * * * من الحيوانِ والكُرَب الكِبارِ
فلوْ مرَّ النَّسيمُ عليْكِ يومًا * * * سريعًا تشْتكين من الدّوارِ
ولو سطعتْ عليْكِ الشَّمسُ يومًا * * * أخاف عليك من شمسِ النَّهارِ
= = = =
ولكنْ لو أذِنْتِ فلي سؤالٌ * * * يُحيِّرني ويُفقِدني وقاري
ألستِ الآنَ أجْملَ من غزالٍ * * * فهل يَخشى الغزالُ من الحِمارِ!
جميلاتٌ منك يا أبا ورش، أكيد كتبتهم - خصوصًا الرابعة - بعد معارِكك في مُشارَكاتك الأخيرة (ابتسامة).
وما الذي رابك من فتح الكاف أخي النحوي؟
صحيح أنا كثيرًا ما أتعلم منك، لكن خذ هذه:
قال ابن هشام في "أوضح المسالك":
"وإذا كان المشارُ إليه بعيدًا، لحِقتْه كافٌ حَرْفية، تتصرَّفُ تَصَرُّفَ الكاف الاسميَّة غالبًا، ومِن غير الغالب: (ذَلكَ خَيْرٌ لَكُمْ) [المجادلة].
ما رأيك يا صديقي؟!
وانظر أيضًا:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء: 59].
(وَأَوْفُوا الكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [الإسراء: 35].
ما رابني شيء في فتحها يا مولانا، وكلامي لم يشر إلى ريبة، وإنما كنتُ أعتذر لأبياتك بفتح الكاف أنها ملتَفَتٌ بها إلى غير الفتاة، ودمتم!
أيُّ فتاة يا سيدنا!!
قد قلتُ إنها تلميذة ...
وليس في أبياتي - محلّ كلامنا - ما يحتاج إلى اعتذارٍ من الجهة التي تومئ إليها ...
كلامنا كان على قصيدة الكباب.