وهناك معترض آخر: قال: أن أبو هريرة هو بنفسه اعترف أن عبد الله بن عمرو بن العاص أكثر حديثا ًمنه ، وأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص لا تصل إلى سدس أحاديث أبي هريرة ,فباعتراف أبي هريرة أن عبد الله بن عمرو بن العاص أكثر حديثاً منه ، إذن المفترض أن أبا هريرة لا يكون له كل هذا الحديث !هذا الكلام من أين أتيت به؟ قال: جئت به من البخاري ، نعم فعلا ًهذا الحديث في البخاري في كتاب العلم قال أبو هريرة : ( ما أعلم أحداً أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب )
إذن أبو هريرة أولاً شهد أنه أكثر الصحابة حديثاً، إلا عبد الله بن عمرو لماذا؟ لأن عبد الله بن عمرو كان يكتب أما أبو هريرة فما كان يكتب.
رد الشيخ حفظه الله علي هذا الاعتراض :فنحن سنقول هنا الإستثناء الوارد في كلام أبي هريرة ، إستثناء منقطع أم متصل؟إذا قلنا استثناء منقطع انتهى الإشكال، فالاستثناء المنقطع أي لا يكون هناك علاقة ما بين طرفي الإستثناء ، ما قبله وما بعده ، ويكون أداة الإستثناء معناها لكن .إذن معنى الكلام : ما أعلم أحداً أكثر حديثا مني لكن كان عبدالله يكتب ولا أكتب.إذن هذه ليس لها علاقة بالمقارنة إذا كان الإستثناء منقطعا ًأما إذا كان متصلاً :
فنحن نقول أن أبا هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص بأسباب:1-أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان رجلاً عابداً شغلته العبادة عن كثير من التحديث,2-أن إقامة عبد الله بن عمرو بن العاص بعد فتوح البلاد كان أكثرها بمصر والطائف، ولم تكن الرحلة آنذاك إلى هذين البلدين كالرحلة إلى المدينة مثلاً ولا إلى مكة ، المدينة كان فيها أبو هريرة رضي الله عنه، فكانت رحلة أكثر الناس إلى المدينة ، أما الطائف كانت على جنب لم يكن أحد يذهب إلى الطائف ومصر كانت بعيدة ، فلم تكن الرحلة إليهما كالرحلة إلى المدينة,كثرة أصحاب أبي هريرة الذين نقلوا علمه ونشروه في الآفاق, رابعاً:أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وقف على وِقر بعير من كتب أهل الكتاب ، فكان ينظر فيها
إذن قلة أحاديث عبد الله بن عمرو بن العا ص عن أبي هريرة: هذه كانت أحد أسبابها والصحيح أن الإستثناء في هذا الكلام منقطع، ما أحد أكثر حديثاً مني من أصحاب النبي ﷺ إلا لكن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب كأنما قال أبو هريرة : فإن وجدتم حديثا ًعند عبد الله بن عمرو بن العاص وليس عندي فهذا مما كتبه ولم أكتبه أنا ، إذن المسألة ليس فيها مقارنة ما بين ما كان عند أبي هريرة رضي الله عنه وما كان عند عبد الله بن عمرو بن العاص.
lk hga من الشريط السابع والأربعين فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله