تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 42

الموضوع: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

  1. #21

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    أخي الكريم أبا القاسم ..
    لا يغيب عن مثلك -أحسبك- أنّ هذا الكلام العام لا يصلح هاهنا، فلا تسكب ظلال "الدفاع عن الخطأ وتسويغه" على كل كلامي، وأنا صاحب الكلام لا أعرف ما الذي تقصده، فكيف بمن سواي؟؟ أتقصد كلامي عن الآية أم عن كون الاعتقاد بالمؤامرة العالمية ليس من ثوابت الدين، أم بأني لا أعلم كتب العقيدة التي تشرح "نظرية المؤامرة"، أم بكلامي عن معنى العنصريين في الفقرة المنقولة من كلام المسيري؟؟! أم شيء آخر؟؟

  2. #22

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    أخي الكريم أبا القاسم ..
    إن كان كلامك عن عموم الحال، فهو على العين والرأس ..
    وقد قلت:
    (ولستُ أمنع أن تتوجه للمسيري بما تشاء عن علم وفهم، وبإنصافٍ وعدل، والرجل لمن عرفه - ولابد أنك تعرفه!- كان ثم أصبح، ومثل هذا للإنصاف معه سبيلٌ ثقيل، وتفصيل مثقل، لا يصبر عليه إلا القليل!)

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    اخي الكريم

    اختلفنا على كلمة مؤامرة فقط على قتلة الأنبياء الكفرة !!!

    المراد بأنهم أهل كيد وخبث ومكر وتآمر على المسلمين مع النصارى وكل ملل الكفر

    هل توافق المسيري بان اليهود لم يكيدوا للرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟

    ولم يحاولوا قتله بالسم !!

    ولم يكيدوا للمسلمين من ابن سبأ والفرق الباطنية إلى الماسونية في العصر الحديث

    حتى عقيدة الجهمية مأخوذة من اليهود .

    وأزرى به وموسوعته المشبوهة اتهامه لأنبياء الله سليمان وموسى وهارون بالشرك ومنافاة التوحيد


    وتكذيبه لكلام الله تعالى

    وجهله القبيح بالنبوة ومكانتها

    وغير ذلك من البلايا...

  4. #24

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    حيدة عن الجواب، واستباق للحكم، ومحاكمة الناس لفهمك الخاص!
    اذهب يا أخي فأذن في الناس أن المسيري يدافع عن اليهود، فلن أمنعك بعد الآن!

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    لي تعليق ربما ينفع في مثل هذه الحوارت
    وهو انه قد يكون للرجل المعين قولا قديما تراجع عنه حديثا في كتاب او في تسجيل
    فالنظر في الكتابات الجديدة مهم جدا
    المسيري مثلا في كل كتاباته المهمة جدا والجديدة كتب ناقدا لماركس والمادية الجدلية والنتشوية وكل الفلسفات المادية الغربية وحمل عليها حملة علمية عنيفة جدا فكيف يقال الان انه مع الماركسية
    ان كاتب ذلك لم يقرأ اغلب كتابات المسيري او اغلب كتبه
    ومذكراته تتكلم بنفسها وبصراحة عن تحولاته وانه كما قال كان ماركسيا ثم اعلن اسلامه او العودة الى الايمان والعقيدة الربانية
    ان مذكراته من اهم ماكتب وفيها كلام غالي جدا وثمين
    فيجب استيعاب ماكان عليه وماصار اليه وماتراجع عنه وماوقف عليه ولم يتراجع ثم يمكن تقديم اطروجه!
    اما هكذا كلام ومن موسوعته وهي موسوعة قديمة جدا
    كتب المسيري بعدها كتب في الاسلام
    يجب ان ننظر هل كتبها في فترة الماركسية وهو في امريكا ام بعد اعلانه الرجوع الى الاسلام
    هذا امر غاية في الاهمية
    فهل بعد رجوعه من امريكا بقي عليه بل قبل خروجه من مصر بقليل هل كان عليه؟
    الامر جد خطير
    والقراءة مهمة
    وليس القراءة فقط
    وانما قراءة الشخص المعين بماكان عليه وماصار اليه
    لو وقفنا عند القديم لقلنا ان شيخ الاسلام ابن تيمية عظم ابن عربي
    وهو فعلا عظمه !
    لكن قديما!
    كما قال هو
    ولكن لما تبين له ماهو عليه على الحقيقة كتب الحقيقة
    يجب ان ننظر في كتابات المسيري هل تراجع عن شيء في الموسوعة
    ولما تركها تنشر وهو حي
    هل عدل فيها
    امور مهمة
    وحتى لو لم يغير فيها وكتب كتب جديدة تنقد مافيها فما الحكم وكيف نتعامل مع هكذا امر
    انا مثلا توقفت قديما في موضوع الدكتور عبد الرحمن بدوي واحترت مع مذكراته -وقد نبهت لذلك في مقدمة كتابي اقطاب العلمانية1 الصادر عام 2000-ففيها انواع من الاباحية -مثل ان يصاحب الانسان امراة ويعاشرها وانها حرية ولو بلازواج-وهي مخالفة لما صار اليه من كتابه دفاع عن القران ودفاع عن محمد رسول الله
    فما الحل هل هو تناقض هل هو لبس علينا
    يجب الرجوع الى المواضيع التي كتب فيها كلامه عن العلاقة بلاضوابط شرعية متي كتبها
    صحيح انه وضع هذه الكتابات في مذكراته التي نشرت في اخر حياته مع او في توقيت صدور الدفاع عن القرآن وعن الرسول-على مااظن
    فهل نتهم الرجل بالنفاق
    ام انه كان مثلا قد دفع بمذكراته منذ فترة للمطبعة ثم لم يستطع استرجاعها للتصحيح ام غفل عنها او امور اخرى يمكن النظر فيها مثل انه كان مريض جدا ولم يكن معه مال للطعام وغيره امور مهمة
    ومع ذلك نترحم عليه فالرجل عمل على اذلال العلمانيين وضربهم ضربة قاصمة اشتكوا منها دهرا والى الان
    ايضا موسوعة المستشرقين له صدرت اخيرا قبل موته اظن وفيها امور تحتاج نظر وربما كتبها او اجزاء منها او بقيتها بعد كتابة الدفاع عن القرآن
    امور شائكة
    ولو اتهمنا كل احد لسبب التصيد او عدم معرفة القديم والجديد لشخص ما خصوصا هؤلاء العائدون للاسلام في احرج فتراتهم اي قبل الموت مثل مثلا زكي نجيب محمود الذي قال عنه احد العلمانيين انه اراد اختراق التراث فاخترقه التراث
    امور مهمة تحتاج لتفكير
    وعدم العجلة في القاء الاتهامات المستعجلة
    وانا طبعا لااؤيد الباطل من كلام المسيري او غيره
    لكن هناك امور نظن انه قالها قديما مؤيدا وربما قالها شارحا
    وشيخ الاسلام له كلام في الجهة او الجسم وهو لايقصد به مايرمي اليه المخالف وانما يورد ذلك كما تعلمون على سبيل الالزام
    اما موضوع سليمان عليه السلام
    فقد قرات ايضا لاحمد شلبي في كتابه عن اليهودية كلاما شبيها والى الان لم اراجعه بدقة واستغربت منه لكن معلوم ان الرجل كتب دفاع عن الاسلام ةالانبياء والحضارة فهل اخطأ فيما كتبه او فهمته انا خطأ؟
    ولايعنيهذا الدفاع عن اخطاء قديمة او جديدة لكائنا من كان

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من ضلالات المسيري في موسوعته عن اليهود

    ويقول أيضاً:م2/ج4/ ب1/ معـــاداة اليهـــود: الأســباب وتكــوين الصــور النمطــية:





    " والواقع أننا لو أخذنا بالتفسير الصهيوني وجعلنا من مختلف الأحداث التي تُعبِّر عن العداء لليهود ظاهرة واحدة، لأصبح العنصر الثابت الوحيد هو اليهود، وحينذاك يصبح اليهود هم المسئولين عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم، وهو تحليل عنصري مرفوض طرحه محامي أيخمان بشكل خطابي أثناء الدفاع عنه في إسرائيل. فاليهود يُشكِّلون جماعات مختلفة وغير متجانسة لكلٍّ منها ظروفها ومشاكلها".
    قلت: لماذا يحاول المسيري دوماً أن يتهم من يقولون بأن اليهود هم المسؤولون عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم بأنه تفسير صهيوني؟؟، وحسب كلامه فهل هذا يعني أن معنى آيات القرآن صهيوني أيضاً (حاشا لله) لأن الله تعالى قال: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ..." [الأعراف:167]، ومعلوم أن الله تعالى لا يعاقب أحداً إلا بذنب، ويقول الله أيضا: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" [آل عمران:112]. فكيف نرمى القرآن من خلف ظهورنا ونرفض ذمه لليهود في سلوكهم وطباعهم وتآمرهم على العالم؟، هل هذه هي المرجعية الإسلامية التي ينطلق منها؟؟
    ويقول أيضاً: م2/ ج4/ب3/ العداء العربي لليهود واليهودية:
    " ورغم أن اليهود (وبني إسرائيل) أتى ذكرهم في القرآن عشرات المرات وتحت مسميات مختلفة في سياقات معظمها سلبي، إلا أن رؤية الخلاص الإسلامية لم تعط اليهود أية مركزية خاصة، ولذا لم يكن اليهود يمثلون إشكالية خاصة بالنسبة للفقه الإسلامي. وقد ظهرت بعض الأعمال الأدبية والفكرية داخل التشكيل الحضاري العربي والإسلامي تحاول اختزال أعضاء الجماعات اليهودية من خلال صور إدراكية نمطية سلبية، إلا أن اليهود لم يحتلوا أي مركزية خاصة في الوجدان الأدبي والثقافي العربي والإسلامي. وقد استقر وضع أعضاء الجماعات اليهودية داخل الحضارة العربية والإسلامية في إطار مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم.
    ولكن الوضع تغيَّر بشكل حاد في العصر الحديث، فيُلاحَظ انشغال عربي وإسلامي كبير بالشأن اليهودي (وإن كان يُلاحَظ أن الأعمال الأدبية العربية، بما في ذلك الفلسطينية، لا تكترث بأعضاء الجماعات اليهودية). وبدأت تظهر أدبيات كثيرة كتبها عرب ومسلمون تدور في إطار مفاهيم ومقولات عنصرية (معظمها مستورد من العالم الغربي). ومن بين هذه المقولات أن اليهود مسئولون عن كل أشرار العالم، كما هو مدوَّن في بروتوكولات حكماء صهيون (الذي يقرأه الكثيرون)، وفي التلمود (الذي لم يقرأه أحد). وبدأ الحديث عن المؤآمرة التي يحيكها اليهود ضد المسلمين والعرب، وارتبط اليهود بالشيطان وبالصور الإدراكية النمطية الاختزالية السلبية في عقل كثير من العرب والمسلمين. وبدأت تظهر في الصحف والمجلات وعلى أغلفة الكتب صورة اليهودي ذي الأنف المعقوف الذي تقطر أظافره دماً والذي يمتص دماء الآخرين وأموالهم. بل بدأت تظهر تهمة الدم في أرجاء متفرقة، وهو أمر لم يكن معروفاً في العالم الإسلامي من قبل. وتُرجمت البروتوكولات التي يعتقد البعض أنها من كتب اليهود المقدَّسة، كما نُشرت مقتطفات متفرقة من التلمود. بل بدأ بعض المسلمين يرون أن «اليهودية» صفة بيولوجية تورَّث، أي أن اليهودي - حسب هذه الرؤية - هو من وُلد لأم يهودية، وهو تعريف قد يتفق مع العقيدة اليهودية ولكنه لا يتفق ألبتة مع العقيدة الإسلامية التي لا تنظر للدين باعتباره أمراً يورَّث، وإنما هو رؤية يؤمن بها من شاء".
    قلت: وهذا نص آخر واضح فيه ما فيه من التعاطف مع اليهود. ثم إن رؤية ( اليهودي هو من ولد لأم يهودية ) ليست رؤية بيولولوجية، بل رؤية تربوية، حيث تحرص الأم اليهودية على تربية أولادها على العقيدة اليهودية بالسر، والتظاهر بديانة الأب بالعلن.
    ويقول أيضاً في الموسوعة: م1/ ج1/ ب1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
    " ولإنجاز كل هذا، قمنا بتفكيك مقولات مثل «اليهودي العالمي» و«اليهودي المطلق» و«اليهودي الخالص» و«المؤآمرة اليهودية» و«التاريخ اليهودي»... إلخ) لنبيِّن المفاهيم الكامنة فيها، فهي تفترض أن اليهود لا يتغيرون بتغير الزمان أو المكان، وحتى إن تغيَّروا فإن مثل هذا التغيُّر يحدث داخل إطار يهودي مقصور على اليهود داخل حركيات وآليات التاريخ اليهودي".
    وأيضاً في: م2/ ج1/ ب2/ الوعــــي اليهــــوديJewish Consciousness:
    " «الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه، وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان)".
    وأيضاً في:م 4/ ج1/ ب1/ احتكار دور الضحية (من المسئول ومن الضحـية؟)
    Monopolizing the Role of the Victim:
    " من الأسئلة التي تثار دائماً في دراسة تواريخ الجماعات اليهودية محاولة تحديد المسئولية عما حدث لليهود عبر التاريخ، وهل هم المسئولون عن العنف الذي يحيق بهم، أم أنهم ضحية لهذا العنف؟ ...
    ويحاول الصهاينة توظيف دور اليهود كضحية في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري، فيطالبون ألمانيا بأن تدفع بلايين الدولارات تعويضاً لليهود عما وقع لهم من مذابح، بل يصبح احتلال فلسطين وطرد سكانها منها مجرد تعويض عما حاق باليهود من أذى على يد النازيي.وقد ركَّز المدعي العام الإسرائيلي إبان محاكمة أيخمان على هذه القضية، وعلى دور اليهود كضحية أزلية، عبر الزمان والمكان. وقد كان رد محامي الدفاع على أطروحة المدعي العام ذكياً للغاية، فقد تساءل عن هذا الشعب الذي يضطهده الجميع في كل زمان ومكان، ألا يمكن أن يكون هو المسئول عما يحدث له؟ وقد أصيبت قاعة المحكمة بالذهول حين طرحت القضية على هذا النحو غير المتوقع. ويجيب المعادون لليهود على هذا السؤال بالإيجاب قائلين: « نعم إن اليهود هم ولا شك المسئولون ».
    وكل من الطرحين الصهيوني والمعادي لليهود يتسم بعدم إدراك لتركيبية الظواهر الاجتماعية، فسؤال من المسئول ومن الضحية يفترض أن الظواهر الاجتماعية في جميع جوانبها نتاج وعي الإنسان وإرادته، مع أن هناك جوانب كثيرة في الواقع تتشكل خارج إرادة الإنسان ووعيه، بل تؤثر في وعيه أحياناً دون إدراكه. فاشتغال اليهود بالربا داخل سياق الحضارة الغربية حوَّلهم إلى مستغلين للجماهير ولكنهم أصبحوا كذلك لا بقرار واع منهم أو من النخب الحاكمة الأوربية وإنما نتيجة مركب من الأسباب".
    ويقول أيضاً في: م1/ج2/ب2/النموذج التوليدى والنموذج التراكمى:
    " ونحن، إن تخلينا عن النموذج التوليدي في التفسير، سنلاحظ أن هناك مجموعة من الأفكار المتشابهة يتداولها أعضاء الجماعات اليهودية، فنجد أنفسنا نتجه نحو التفسير التآمري إذ نرى أن اليهود أينما كانوا يقومون بدس نفس الأفكار ونشرها والترويج لها فنظن أنها مؤآمرة عالمية كبرى ".
    2- الرد على نفي المؤآمرة اليهودية العالمية من خلال حقائق وردت في موسوعة المسيري:
    إن كل تلك النصوص السابقة تعبر عن رؤيته التي يريد طرحها في الموسوعة، ولكن يوجد في موسوعته أيضاً معلومات وحقائق واقعية لا تعبر عن رأيه ورؤيته، بل هي تناقض رؤيته لو أنه أخذها بعين الإعتبار في تشكيل رؤيته ومنها مثلاً عن نفوذ اليهود في أمريكا، حيث يقول في: م4/ ج3/ ب17/ نهاية المرحلة اليديشية وظهور اليهـود الأمريكيين (1929-1945) (The End of the Yiddish Era and the Emergence of American Jews (1929-1945:
    "... أما الطبقة الوسطى اليهودية، فازداد تركُّزها في المهن والأعمال التجارية الصغيرة ووظائف الياقات البيضاء. ويذهب بعض الدارسين إلى أن هذا يعني أن الجماعة اليهودية بدأت تلعب مرة أخرى دور الجماعة الوظيفية الوسيطة، وإن كان السياق قد اختلف، وإلى أن اختلاف الشكل مجرد تعبير عن اختلاف السياق.
    تزايد عدد الشباب من أعضاء الجماعة اليهودية الذي يذهب إلى الجامعات الحكومية أو الخاصة. ففي نيويورك، كان 49% من مجموع طلبة الجامعات يهوداً، وبلغ عدد الطلبة اليهود في مختلف الجامعات الأمريكية مائة وخمسة آلاف، أي 9% من عدد الطلبة. ويُعَدُّ توجُّه الطلبة عند تخرُّجهم نحو الأعمال التجارية والمهن مؤشراً جيداً على التحولات التي بدأت تحدث في هذه المرحلة والتي بدأت تصوغ الهيكل الوظيفي لليهود بما يتفق مع وضعهم في المجتمع الأمريكي...
    ...وبدأ أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة يفقدون كثيراً من تنوعهم، ويكتسبون شيئاً من التجانس، إذ أصبح أعضاء الجماعة اليهودية مواطنين أمريكيين اكتسبوا هوية أمريكية واضحة يتحدث معظمهم الإنجليزية ويذهب أولادهـم إلى معاهـد تعليم أمريكية يسـتوعبون فيهـا القيم الأمريكية. بل يبدو أن الجماعة اليهودية المهاجرة كانت أسرع الجماعات المهاجرة تخلياً عن تراثها الثقافي ومنه اللغة، وفي التأمرك، وفي تبنِّي لغة المجتمع الجديد. وكان المدرسون من أعضاء الجماعة اليهودية من أنشط دعاة تعليم الإنجليزية للمهاجرين. وبدأت تنظيمات المهاجرين تتحول إلى بقايا أثرية. ولهذا، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية بدأوا يلعبون دوراً في الحياة السياسية. وقد وجدوا أن الحزب الديموقراطي هو الإطار الأمثل للتعبير عن مصالحهم، شأنهم في هذا شأن معظم المهاجرين والأقليات، فانضموا إليه بأعداد كبيرة. وهذه سمة جديدة ظلت لصيقة بالسلوك السياسي لأعضاء الجماعة اليهودية حتى الوقت الحالي. فقد أعطى ما بين 85 و90% من اليهود أصواتهم لروزفلت في الفترة 1933 ـ 1945. وبدأ أعضاء الجماعة يحققون بروزاً في الحياة الأمريكية، فكان منهم أحد الوزراء وثلاثة قضاة في المحكمة العليا، وأربعة حكام ولايات ومئات من كبار الموظفين الموجودين على مقربة من صانع القرار.
    ويُلاحَظ أيضاً أن عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة اليهودية كان يوجد في صفوف الأحزاب الثورية. وكما قيل، فإن 50% من أعضاء الحزب الشيوعي كانوا من اليهود، كما أن كثيراً من أعضاء المؤسسة الثقافية اليسارية كانوا، في فترة الثلاثينيات، من اليهود. وهذه سمة استمرت أيضاً لصيقة باليهود حتى الستينيات، وأخذت بعدها في الاختفاء.
    ... وشهدت هذه المرحلة ظهوراً متزايداً للمنظمات التي تقوم بجمع التبرعات من اليهود بشكل منتظم لصالح الجماعة اليهودية ثم لصالح إسرائيل. ومن أهم هذه التنظيمات جماعة النداء اليهودي الموحَّد عام 1939، وتأسَّس مجلس يهودي عام لمنظمات الدفاع اليهودية الذي أصبح اسمه (عام 1941) المجلس القومي الاستشاري لعلاقات الجماعة اليهودية (بالإنجليزية: ناشيونال كوميونتي ريلشنز أدفيسوري كاونسيل National Community Relations Advisory Council). وقد بلغ عدد أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة خمسة ملايين حسب بعض التقديرات، المُبالغ فيها، من مجموع السكان البالغ مائة وأربعين مليوناً."
    وفي النص التالي أيضاً اعتراف من المسيري بأن أمنية اليهود وأملهم قديما أن يسودوا العالم:م5/ ج2/ ب5 /الأنبيـــــاء والنبـــــوةProphets and Prophecy :
    " ...وتُعَد الإصحاحات الأخيرة في كتاب دانيال بداية كتب الرؤى. ويُفسَّر هذا التغير على أساس أن الروح النبوية عادت لبعض الوقت بعد العودة من بابل، ولكن الهيكل الثاني لم يحقق أياً من أمنيات اليهود وآمالهم المشيحانية إذ أنهم لم يسودوا العالم. وقد حلت الإمبراطورية اليونانية محل الإمبراطورية الفارسية، فأدَّى تحطُّم الأمال إلى تصاعُد الحمى وتكاثر كتب الرؤى بنهجها التعويضي ونزوعها الحلولي".
    أما هذا النص من المسيري أيضا، فيظهر قوة وأخطبوتية شبكة اليهود العالمية: م2/ ج3/ ب3/ يهود البلاط:
    " وقد لعب يهود البلاط دوراً مهماً للغاية في اقتصاديات الإمارات والدويلات التي كانوا يقومون على خدمتها، خصوصاً أثناء حرب الثلاثين عاماً (1618 ـ 1648). وذلك بسبب الشبكة التجارية اليهودية الممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي في ذلك الوقت. ففي القرن السابع عشر الميلادي، كان هناك نظام يهود الأرندا في بولندا، التي كانت تُعَدُّ أكبر مصدر للمنتجات الزراعية آنذاك وكان يهود الأرندا يقومون بتصديرها. كما ظهرت في الوقت نفسه الجماعة اليهودية السفاردية القوية في هولندا وغيرها من الدول الأوربية المهمة والتي كانت تربطها صلات قوية باليهود السفارد في الدولة العثمانية. ومما وسع من نطاق هذه الشبكة أنها ضمت العديد من يهود المارانو الذين كانوا يتحركون بسهولة باعتبارهم من المسيحيين، كما أن عدداً منهم كان مسيحياً فعلاً من أسر يهودية تربطهم صلة قربى وعمل بعائلاتهم اليهودية. وكانت هذه الشبكة السفاردية الإشكنازية متعددة الجنسيات عابرة القارات ظاهرة فريدة من نوعها داخل أوربا آنذاك، فكانت تمتد من شرقها إلى غربها ومن وسطها إلى سواحلها على الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
    وتشكل حرب الثلاثين عاماً نقطة مهمة وحاسمة في تطور الجماعات اليهودية في أوربا وازدهارها الاقتصادي، إذ أن كثيراً من يهود البلاط راكموا الثروات أثناء هذه الحرب التي عصفت بأوربا، فقد كانت الجيوش المتحاربة تحتاج إلى المؤن والمال في غضون فترة وجيزة، وذلك في عالم لم تكن فيه وسائل الاتصال على درجة كبيرة من الكفاءة والسرعة. ومن هنا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وفي تزويدها بالقمح والماشية والأخشاب والعلف وغيرها من المؤن. وكان يهود الأرندا في بولندا يمدون يهود البلاط بالمنتجات الزراعية التي تحتاج إليها الجيوش المتحاربة، فيقوم يهود البلاط بتوزيعها وترتيب الاعتمادات المالية اللازمة من خلال أثرياء الجماعة اليهودية في هولندا وغيرها من الجماعات. وكان بمقدورهم الحصول على السلع التَرفيِّة من يهود الشام والدولة العثمانية. كما كان يهود البلاط على استعداد دائم لشراء غنائم الجنود ـ بغض النظر عن انتمائهم ـ بأسعار مخفضة. كما أن هناك صغار التجار اليهود الذين كانوا يسيرون خلف القوات المتحاربة للمتاجرة مع الجنود ".
    قلت: تظهر هذه النصوص تناقض تفسيرات المسيري مع الحقائق الواقعية، حتى تلك التي يوردها في موسوعته !!، وهكذا فقد شكل اليهود شبكة تجارية يهودية ممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي، وذلك بانتشارهم (شتاتهم) على هيئة جماعات مترابـطة.
    والأهم من ذلك أنهم استخدموا هذه الشبكة لبثّ الفتن والمؤآمرات والحروب بهدف السيطرة على إقتصاديات الدول تمهيداً لإسقاطها ثم بسط سيطرتهم عليها كما حصل لاحقاً، ولهذا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وهم كذلك من أشعل نار الحرب بينهم كما قال الله عز وجل عنهم: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا..." [المائدة:64]، فاحذروا من الغفلة عن مؤآمرة اليهود العالمية إلى يكتمل نجاحها، فهي أضعف من بيت العنكبوت، ومن المستحيل أن تنجح إذا بقينا واعين لوجودها.
    ومن أغرب موضوعاته أيضاً:
    المسيري يبرّيء اليهود من مؤآمرة ابن سبأ والرد عليه:
    ومن أعظم مظاهر تعاطف د.عبد الوهاب المسيري العجيب مع اليهود، هو تبرئة اليهودي عبد الله بن سبأ بل وكل اليهود من اغتيال أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ومن الفتن والمؤامرات الرهيبة اللاحقة، في محاولة لتفسير ظهور الحركة السبأية بطريقة تؤدي لتبرئة اليهود من مؤآمرة صنعوها بهدف الثورة على الدولة الإسلامية الجديدة للقضاء عليها، حيث يقول في: م5/ ج3/ ب3/ عبد اللـه بــن سـبأ (القرن السابع الميلادي):




    " عبد اللـه بــن سـبأ (القرن السابع الميلادي) ويُسمَّى أيضاً ابن السوداء. وهو عربي يهودي من أهل صنعاء في اليمن. وقد ادَّعى ابن سبأ بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الماشيَّح الذي سيرجع مرة أخرى...
    وقد ذهب عبد الله بن سبأ إلى القول بالتناسخ. وبحسب قوله، فإن روح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تمت مع محمد بل استمرت حية تتعاقب في ذريته، فروح الله التي تبعث الحياة في الرسل تنتقل بعد وفاة أحدهم إلى آخر، وأن روح النبوة بصفة خاصة انتقلت إلى عليّ واستمرت في عائلته، ومن ثم فعليّ ليس مجرد خلف شرعي للخلفاء الذين سبقوه، وهو ليس في مستوى واحد مع أبي بكر وعمر اللذين اندسا مغتصبين بينه وبين الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخذا الخلافة بغير وجه حق، إنما هي «الروح القدسية» تجسدت فيه وهو وريث الرسالة، ومن ثم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن للأمة، تلك الأمة التي يجب أن يكون على إمامتها مثل حيّ لله.
    وقد استطاع ابن سبأ تكوين خلايا سرية في عديد من الأمصار الإسلامية التي مرَّ بها (الحجاز والبصرة والكوفة والشام ومصر)، وجرت بينه وبين أعضاء هذه الخلايا مكاتبات، وحاك ابن سبأ المؤامرات ووضع مخططات للثورة. ...
    وقد أسَّس ابن سبأ الطائفة السبئية التي تقول بألوهية عليّ. ...
    ويمكن القول بأن النسق الفكري الذي يُنسَب إلى اسم بن سبأ نسق حلولي غنوصي كامل يستحق الدراسة من هذا المنظور:
    ...
    2 ـ ويتضمن النسق الديني الحلولي إلغاء فكرة محمد خاتم المرسلين، ....
    3 ـ يمكن أن يتحقق الحلول الإلهي في شخص بدرجة مركزة بحيث يصبح هذا الشخص إلهاً لا يموت، وهذه هي صفات عليّ (رضي الله عنه) في النسق السبئيّ أو صفات محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي لابد أن يعود أو صفات من يتحقق فيه الحلول الإلهي عبر التاريخ. ...
    ويمكننا الآن أن نسأل: ما مصدر هذه الحلولية؟ وما جذورها التاريخية وربما البيئية؟ وللإجابة عن هذا السؤال، قد نحتاج إلى بحث مكثف. ويمكن أن نذهب هنا إلى أن المنظومة ذات أصول يمنية، ولعل المؤرخين الذين جعلوا عبد الله بن سبأ يمنياً كانوا يشيرون إلى هذا. وفي هذه الحالة، لابد أن ندرس بتعمق أنماط اليهودية التي كانت منتشرة آنذاك في جنوب الجزيرة العربية، ومدى اختلاطها بعناصر وثنية من العبادات العربية المجاورة، وهو أمر متوقع تماماً لسببين: أولهما أن يهودية الجزيرة العربية كانت منعزلة إلى حدٍّ كبير عن المراكز والحلقات التلمودية سواء في فلسطين أو بابل.
    كما أن الطبيعة الجبلية لليمن تضمن استمرار كثير من العبادات والعادات ذات الطابع البدائي الجيولوجي المتحجر (وهذه طبيعة المناطق الجبلية كما هو الحال في الشام وبلاد شبه جزيرة القوقاز). ويُلاحَظ أن الفرس قد احتلوا اليمن لبعض الوقت، والفكر الحلولي سمة أساسية في العبادات الفارسية. ولعلنا لو اكتشفنا قوة الطبقة الحلولية داخل اليهودية الموجودة في اليمن لأمكننا إلقاء مزيد من الضوء على الإسرائيليات وعلى تطوُّر اليهودية نفسها.
    والواقع أن التشابه بين المنظومة السبئية والمنظومة الغنوصية تشابه يثير التساؤل ويدعم نظريتنا القائلة بأن الغنوصية ليست مجرد حركة ظهرت في زمان ومكان معينين (الشرق الأدنى في القرن الأول الميلادي) وإنما هي رؤية كامنة في داخل الإنسان وتظهر في كثير من الحضارات وتعبِّر عن فشل الإنسان في تجاوز الوثنية والحواس، كما تعبِّر عن الرغبة في الذوبان في السيولة الكونية الأولية للوصول إلى عالم الواحدية الكونية، حيث لا حدود ولا هوية، ولا أعباء أخلاقية أو نفسية، ولا مسئولية من أي نوع....".
    قلت: لماذا ركز المسيري على الجانب الحلولي في تفسير ظهور الحركة السبئية المشبوهة المغرضة مع أنه جانب سطحي؟؟، ولماذا عزل هذه الحركة عن سياق الأحداث؟؟





    والتي لا يخفى على أحد ما آلت إليه من فتن وثورة واغتيال لأمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والكثير من القلاقل والاضطرابات في محاولة واعية (وليست عفوية أو كامنة) للتآمر بهدف القضاء على الإسلام والخلافة الإسلامية الراشدة.


    ولقد أشار المسيري إلى هذه الثورة إشارة عابرة، ولكن لماذا لم يذكر لنا عن أي ثورة يتحدث؟؟ هل لأنه لو ذكر ذلك ستنهار تفسيراته؟؟ ، وهل كان ذكر تلك الثورة بصورة عابرة ذرّاً للرماد في العيون؟؟،


    وهل يمكن تفسير كل تلك الأحداث والثورة فقط بمجرد فكرة حلولية انتشرت عفوياً؟!!
    كما أنه لم يركز في دراسته وتفسيره على الجانب المركزي في فكر الحركة وهو ادعاء الوصاية لعلي رضي الله عنه، ورغم أنه ذكرها، لكن لم يأخذها في الإعتبار في تحليله، بل ركز فقط على الحلولية التي هي مجرد وسيلة لتفسير الوصاية وإعطائها الشرعية وليست هي مقصودة لذاتها، فلماذا ركز عليها؟ أما كلامه عن مصدر تلك الحلولية وأنها ذات أصول يمنية ومنعزلة عن الحلقات التلمودية في فلسطين وبابل، فيتناقض مع حقيقة أن عبد الله بن سبأ قد طاف في البلاد والأمصار ولم يكن فكره الماكر وليد تلك العزلة اليمنية المزعومة.
    كما أن رؤيته لا تشير لدوافع الحقد اليهودي والفارسي الساساني على الإسلام بعد انتصاره عليهم، فالقضية في حقيقتها لم تكن مجرد (أنماط حلولية منعزلة عن المراكز والحلقات التلمودية عن فلسطين أو بابل)!!، لأن الأحداث التالية تظهر عمق وتشعب المؤآمرة، وأن هذه الحلولية والتمسّح بعلي وآل البيت (رضي الله عنهم) لم تكن سوى مجرد واجهات وأكاذيب لإخفاء الوجه الحقيقي للمؤآمرة اليهودية الفارسية.



    التي أستغرب لماذا أخفقت هذه الموسوعة المتخصصة بشؤون اليهود في كشفها!!.



  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    الباب السادس: موضوعات متنوعة خطيرة في الدفاع عن اليهود:

    من أخطر الموضوعات:

    1- مخالفة القرآن في تفسيره لطرد اليهود من المدينة النبوية:

    ليس من العجيب فقط أن المسيري يتجاهل عن حقائق التاريخ، بل تعدى ذلك إلى إغماض عيونه عن آيات القرآن الكريم. حيث يقول في: م2/ج4/ ب2/ طـــرد اليــــهود Expulsion of Jews:

    " وكان طرد اليهود من المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يعود إلى أسباب خاصة بحركيات الدين الجديد ومحاولة الدولة الإسلامية الجديدة تأمين مركزها وقلبها بضمان عدم وجود أقليات لا تدين لها بالولاء".





    قلت: هذه الرؤية التفسيرية للمسيري جاءت مخالفة للسياق التاريخي للأحداث التي أدت لطرد اليهود، وقد كانت في المدينة ثلاث قبائل يهودية، وقد طُردت اثنتان عندما نقضوا العهد مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأُبيدت الثالثة. والسياق التاريخي للأحداث السابقة للطرد يبين لنا مؤشراتٍ قطعية على عدم ولاء اليهود حتى قبل طردهم، وأنه كان من المتوقع مسبقاً أنهم سينقضون العهد، ومن هذه الأحداث محاولات التحريش بين الأوس والخزرج لإحياء الحرب الأهلية مجدداً، ثم إعلانهم السافر عن الحرب لدى عودة المسلمين منتصرين من معركة بدر، ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) صبر عليهم حتى أوقع صائغٌ منهم الحرب عليهم باعتدائه على امرأة مسلمة،


    فكان طردهم عقوبةً لهم كما قال الله عز وجل عنهم: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ...""ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"[الحشر:2+4].





    وهنا يظهر أيضاً مخالفة الرؤية التفسيرية لموسوعة المسيري مع آيات القرآن، لأن القرآن علّل الطرد (بأنهم شاقوا الله ورسوله).



    2- ينفي مؤآمرة اليهود لإفساد الأخلاق بالرقص والسينما:

    م3/ ج2/ ب1/ ثقافات أعضاء الجماعات اليهـودية: تعريف وإشكالية:

    " وإذا أردنا بلورة وجهة نظرنا بشكل أكثر حدة (وربما طرافة) وإذا أردنا أن نبيِّن المقدرة التفسيرية لنموذجنا المقترح (مقابل النموذج الصهيوني القائل بالثقافة اليهودية ووحدتها)


    فلننظر إلى ظاهرة مثل الرقص الشرقي



    (الذي يُقال له البلدي؛ أي هز البطن).

    كان هناك العديد من الراقصات المصريات اليهوديات في كاباريهات القاهرة، في فترة الأربعينيات.




    ويوجد عدد لا بأس به منهن الآن في الولايات المتحدة (خصوصاً كاليفورنيا). ويُوجَد عدد من الراقصات «البلدي» في الدولة الصهيونية، بل توجد مدرسة متخصصة لتدريس هذا « الفن» في إسرائيل. وقد أثار المتدينون اليهود قضية بدلة الرقص الفاضحة أثناء إحدى جلسات الكنيست.



    فهل أصبح الرقص الشرقي بذلك «فناً يهودياً» وجزءاً من «التراث اليهودي» أم أنه ظل فناً شرقياً، ولا يمكن فهمه أو حتى فهم اشتغال بعض اليهوديات به إلا في إطار آليات وحركيات الحضارة العربية؟ "



    وأيضا:

    م3/ ج2/ ب6/ السينمـــــا وأعضــــاء الجماعــــــات اليهوديـــــة :





    "يحلو للبعض أن ينظر إلى الدور الذي يلعبه أعضاء الجماعات اليهودية في عالم السينما باعتباره مؤآمرة يهودية تضاف إلى سلسلة المؤآمرات التي يحيكونها ضد العالم منذ بدء الخليقة، والتي تهدف إلى تدمير الأخلاق وتقويض المجتمع.


    ولتفـسير عـلاقة اليهود بصناعة السينما، لابد أن نجرد بعض السمات الأساسية لهذه الصناعة. ويمكن القول بأن السينما عند بداية ظهورها كانت مهنة لا يرتادها سوى المنبوذين ولا يمتهنها سوى الهامشيين والباحثين عن المغامرات، مهنة مشينة لا يليق بالمحترمين امتهانها. ولكنها كانت في الوقت نفسه مصنع الوهم ومخزن الحلم، فكانت السينما تمثل ازدواجية المرغوب/المرفوض، وبالتالي أصبحت السينما تمثل مهنة المُحتَقر على مستوى الواقع والمرغوب فيه على مستوى الحلم، وأصبحت المجال الذي يتحوَّل فيه المنبوذ إلى بطل ورجل أعمال ناجح. ولذا، فليس من الغريب أن يتجه عدد كبير من المنبوذين والهامشيين إلى السينما، وفي مقدمتهم المهاجرون (اليهود وغير اليهود) الذين لا يتقنون الإنجليزية، ولكنهم يجيدون المحاكاة لهذا السبب ذاته. ولذا، كانوا عنصراً مناسباً تماماً للسينما الصامتة. ...

    لكل ما تقدم، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية لعبوا منذ الأعوام الأولى للسينما، دوراً أساسياً في تطور هذه الصناعة وكانوا بارزين في كل فروعها. وكان المهاجرون من اليهود في الولايات المتحدة من أوائل من قاموا بتأسيس واحتلال دور العرض الرخيصة أو «النيكلوديون» (نسبة إلى النيكل أو النكلة). وساعدهم ميراثهم كجماعات وظيفية ذات خبرات مالية وتجارية في ارتياد هذه الصناعة البكر حيث كانت لا تزال صناعة هامشية تفتقد إلى تقاليد ومعايير الصناعات الأخرى".



    قلت: إذا كان من الثابت أن اليهود هم صانعوا السينما، وإذا كان من المعروف أن السينما من أكبر مفسدات الأخلاق، وإذا لم يكن اليهود هم المسؤولون عن هذا الإفساد حسب قوله، فمن يكون إذن؟!!




    ويقول أيضاً في: م3/ ج2/ ب6/ السينما اليهودية والصهيونـية واليديشية:

    " ويرى البعض أن اليهود سيطروا على صناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية لكي يروجوا لما يُسمَّى «الدعاية الصهيونية». لكن كثرة عدد أعضاء الجماعات اليهودية في السينما والمسرح في الولايات المتحدة، ليس ضمن أي مُخطَّط يهودي أو صهيوني،



    وإنما يرجع إلى هجرة يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة بعد عام 1881. كما يجب أن نشير إلى شيء أساسي في يهود العالم الغربي وهو اضطلاعهم بدور الجماعة الوظيفية الهامشية المالية، وقد ترك هذا أثره فيهم إذ نجدهم يتركزون في الصناعات الخفيفة القريبة من المستهلك البعيدة عن قاعدة الهرم الإنتاجي (الصناعات الأولية) كما أنهم يتركزون في قطاع الإعلام. وصناعة السينما تنطبق عليها كل هذه المواصفات. كما أن المهاجرين اليهود إلى الولايات المتحـدة ينجـذبون عادةً، شأنهم شأن المهاجرين كافة، إلى قطاعات اقتصادية مثل السينما وعالم الفنون الاستعراضية، وهي قطاعات لا يحتاج المرء لكي يعمل فيها أن ينتمي إلى طبقة معيَّنة أو يحصل على درجة معينة من التعليم أو حتى رأس المال. والدارس لتاريخ صناعة السينما في مصر يعرف أنها بدأت على يد عناصر غير مصرية (من بينها يهود) عندها من الخبرة والحركية ما يمكِّنها من ريادة هذه الصناعة الجديدة القريبة من المستهلك التي تحقق عائداً سريعاً دون استثمار كبير".

    قلت:



    كيف لا تكون هذه السينما ضمن أي مخطط يهودي وهي تفسد الأخلاق؟؟،


    وكيف لا تكون ضمن مخطط صهيوني وهي أحيانا تنتج أفلاما تدافع عن اليهود والصهيونية وإسرائيل علناً؟؟.



    ثم ألم يشمل قول الله تعالى عن اليهود:


    "ويسعون في الأرض فساداً" كل أصناف الفساد منه الإفساد الاخلاقي؟



    وأين قول الله تعالى فيهم:



    "لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيراً"،



    وهاتان المرتان من الإفساد كان معهما العلو الكبير، أما الإفسادات الاخرى التي دأب عليها اليهود حيث حلوا فهي لا تنقطع إلا بانقطاع جنسهم.



    ويقول أيضاً في:م3/ ج2/ ب6/ وودي أليــــن (1935-):

    " ويمكننا الآن أن نتناول«يهودية» وودي ألين. وكما أسلفنا، هناك بُعد يهودي قوي في أفلامه. فثمة إشارات واضحة أو كامنة، إلا أن أبطاله يهود (في العادة)...





    ولكن شخصياته، سواء كانت يهودية أو كانت غير يهودية، فإنها تتجاوز وضعها الخاص لتصبح جزءاً من نمط إنساني عالمي يمكن للجميع المشاركة فيه والإحساس به. ولهذا، فإن يهودية وودي ألين (حينما تظهر) ليست استبعادية، وإنما هي رمز لمعاناة الإنسان في مجتمع فقد المعنى والقيمة، ذلك هو الموضوع المباشر البارز في العمل، بينما الموضوع غير المباشر والكامن موضوع ذو طابع إنساني عام. وهذا يثير، بلا شك، إشكالية يهودية وودي ألين، إذ أن تناوله الموضوع اليهودي قد لا يختلف كثيراً عن تناول أي مخرج آخر، إلا إذا أخذنا في الاعتبار أن ألين ينظر إلى الموضوع من الداخل باعتبار أن الموضوع اليهودي يخصه بشكل شخصي ومباشر، فأبطاله على علاقة وثيقة بسيرته الشخصية.




    وألين لا يختلف كثيراً عن فنانين يهود آخرين، مثل مارك شاجال وإسحق بابل، حيث لا يشكل العنصر اليهودي سوى تلك المادة الخام التي يتناولونها في أعمالهم بشكل إنساني عام. وهذا يجعل بوسعنا التعاطف مع الضحايا من اليهود، والوقوف إلى صفهم، والتمتع بما في مثل هذه الأعمال الفنية من جمال وإدراك لحالة الإنسان في العصر الحديث".





    قلت: إذن لا يمانع بالتعاطف مع اليهود والوقوف إلى صفهم، بل يتمتع بذلك.



    3- التشكيك بقدرة اليهود على التآمر:





    م12/ب3/ النموذج الاختزالي:



    "( أ ) ولنبدأ بالنماذج التآمرية التي ترى أن خصوصية اليهود تكمن في شرهم الأزلي وطبيعتهم الشيطانية التي لا تتغيَّر. ولكن إذا كان اليهود أشراراً متآمرين بطبيعتهم، وإذا كان اليهود والشر صنوين، فكيف نُفسِّر ظهور بعض اليهود الخيرين المعادين للصهيونية (أمثال الحاخام إلمر برجر وأعضاء الناطوري كارتا) المؤمنين بالإله الواحد والمعادين للصهيونية أكثر من عداء معظم العرب لها؟ وكيف نُفسِّر نجاح الجماعة اليهودية في الأندلس (إسبانيا الإسلامية) في الانتماء الكامل للحضارة العربية الإسلامية والتفاعل معها والإسهام فيها؟ بل تذهب كثير من المراجع إلى أنهم قاموا بمسـاعدة الفاتحين الإسـلاميين لشـبه جزيرة أيبريا، تماماً كما فعل اليهود السامريون أثناء الفتح الإسلامي لبيت المقدس. كما يُقال إن يهود العالم العربي ساعدوا العرب أثناء حروب الفرنجة بتسريب الأخبار لهم عن الاستعدادات العسكرية في أوربا وعن الحملات التي كانت تجردها أوربا (وكانت هذه هي أحد الأسباب التي حدت بالوجدان الغربي في العصور الوسطى إلى الربط بين اليهودي والمسلم)".





    قلت:عجباً من تعبير المسيري الذي يصف به الحاخام ناطوري كارتا ومن شاكله (من الخيّرين حسب تعبيره)، بسبب معاداتهم للصهيونية؟ هذه المعاداة التي تندرج تحت الخلاف اليهودي اليهودي، لأجل تحقيق المسألة اليهودية، خلاف في الأساليب وليس الأهداف، واليهود فرق عديدة بلغت (إحدى وسبعي فرقة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. ثم لم يقل أحد بأن كل اليهود على الإطلاق متآمرين، كما أنه لا يُشترط أن يكون كل أفراد اليهود متآمرين حتى تكون هناك مؤآمرة، بل يكفي وجود قيادة من المتآمرين، وتتبع لها أغلبية طائعة، ولا يؤثر عليهم شذوذ نسبة قليلة منهم تركوا عقيدتهم أو ضعف ارتباطهم بها لأسباب شخصية تعود إلى بعض الأفراد منهم، أما قول الله تعالى: "وَقَطَّعْنَاهُم ْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ" [الأعراف: 168]، فهذه تنطبق على المسلمين من اليهود قبل الإسلام، أما بعد مجىء الإسلام فلا عذر لهم إلا بالانقياد لأمر الله، "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".

    أما مساعدة اليهود للفاتحين أو في حروب الفرنجة، فكانت لمصالح وأغراض مؤقتة ثم انقلبوا عليهم وساعدوا الإسبان في العودة. ويذكرنا هذا بمساعدة اليهودي لينين للمسلمين في روسيا عام 1917م للقضاء على حكم القياصرة هنالك، فلما نجحت الثورة البلشفية الشيوعية اليهودية، وتمكنت انقلب لينين على المسلمين. وأباد هو ومن بعده من الزعماء الماركسيين اليهود عشرات الملايين، واحتل كامل الاراضي الإسلامية فيها. فهل يقال بعد هذا أن لينين اليهودي قد ساعد المسلمين ضد النصارى؟!




    ويقول أيضاً في مواضع أخرى: م2/ ج4/ ب2/ بروتوكـــولات حكمـــاء صهيــون:

    " وهنا، يمكن أن نثير قضية مهمة هي قضية الوسائل: هل للجماعات اليهودية في العالم من القوة ما يمكنها من تنفيذ هذا المخطط الإرهابي العالمي الضخم؟ إن الدارس لتواريخ الجماعات اليهودية يعرف أنها كانت دائماً قريبة من النخبة الحاكمة لا بسبب سطوتها أو سلطانها وإنما بسبب كونها أداة في يد النُخب ولأنها لم تكن قط قوة مستقلة أو صاحبة قرار مستقل".





    أقول: من المستحيلات أحيانا توضيح الواضحات، لماذا لم يذكر المسيري أبشع عبادة اتقنها اليهود والتزموا بها، ألا وهي (الجاسوسية) التي أرسى دعائمها كل من التوراة المحرفة والتلمود والبروتوكولات.



    وطبعاً كلام المسيري هذا غير صحيح، فيكفي أنهم كانوا محترفين في تمرير المشورة والنصيحة المنمّقة للنخب الحاكمة وفق مصالحهم وكثيراً ما كانوا ينجحون.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    31

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    ظننت بانها موسوعة مفيدة وهذه ليست اخطاء بل اكبر من ذلك بورك فيك

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    جزاك الله خيراً

    وكثير من الشباب يظن بها خيراً وقد كشف الكاتب بلايا هذه الموسوعة

    4- نفي تحريف الأديان والعلوم عن اليهود وإلصاقه بالغرب:
    م5/ج3/ب9/الهـرمنيوطـــيق ا المهرطقـــة والمثقفــون اليهــود
    Heretical Hermeneutics and Jewish Intellectuals:
    يقدم أولاً تعريفاً للهرمنيوطيقا المهرطقة وهي التحريف:




    " الهرمنيوطيقا المهرطقة (حسب تصوُّر دعاة ما بعد الحداثة من أعضاء الجماعات اليهودية وغيرهم) تعبير عن رغبة اليهود في الانتقام لأنفسهم بسب ما حاق بهم من كوارث تاريخية وبسبب حالة النفي والتبعثر التي يعيشونها وعملية الإحلال التي فُرضت عليهم. ... ولذا، فهم رداً على ذلك، يفرضون على النص المقدَّس «التفسير» و«سوء القراءة» المتعمد، الذي هو في واقع الأمر تفكيك وتقويض له وفرض الصيرورة عليه. ولكن التفسير المهرطق، رغم هرطقته، يدَّعي أنه هو نفسه النص المقدَّس حتى يتسنى له أن يحل محله،


    أي أنها مؤآمرة تتم من الداخل باسم التفسير، وهي في واقع الأمر تقويض



    والمثقفون اليهود المحدثون - حسب هذه الرؤية - ينتمون إلى تقاليد الهرمنيوطيقا المهرطقة، فهم يقعون خارج التراث الغربي (المتمركز حول اللوجوس (يحاولون تحطيمه (ماركس والمجتمع - فرويد والذات البشرية - دريدا والفلسفة - بلوم والأدب)، فهم أيضاً يغوصون في ظلمات النفس البشرية ويصلون إلى عناصر الهرطقة المكبوتة التي تتحدى المعيارية القائمة، فيقومون باكتشافها وبلورتها ودفعها نحو المركز".




    ثم ينفي أن هذا التحريف الديني والعلمي الدنيوي مصدره من اليهود، بل من التقاليد الغربية برأيه. حيث يكمل القول:



    " وهذه الرؤية للمثقفين اليهود تُشيِّئهم تماماً وتجعلهم قوة فريدة من قوى الظلام. ولعل المدافعين عن مثل هذه الرؤية لو دققوا قليلاً لوجدوا أن هؤلاء المثقفين لا ينتمون إلى تقاليد يهودية وإنما إلى تقاليد غربية علمانية. ونحن نذهب إلى أن الحضارة الغربية العلمانية الحديثة هي في جوهرها حضارة تفكيكية. فحين أعلنت هذه الحضارة إلغاء فكرة الإله أو تهميشها، لم يكن هناك بُد من تفسير الإنسان في إطار طبيعي/مادي، فأصبح جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة/المادة يُردُّ في كليته إليها، فيتحول من كائن إنساني متجاوز للطبيعة/المادة إلى كائن مادي يمكن تفكـيكه إلى عناصـره المادية الأولية. وهذا هو ما فعله توماس هوبز غير اليهودي الذي أعلن أن الإنسان (الذي يعيش في عالم الطبيعة/المادة وحسب) إن هو إلا ذئب لأخيه الإنسـان. وجـاليلو، ومن بعده نيوتن، كانا «مسيحيين»، وأنكرا على الإنسان أية مركزية، وجاء داروين غير اليهودي، قَبْل فرويد «اليهودي»، واكتشف الظلمات في الطبيعة وفي النفس البشرية. وجاء بعد فرويد عشرات المحللين النفسيين من غير اليهود ممن تبنوا الرؤية الفرويدية بحماس بالغ، وقاموا لا بتطبيقها وحسب وإنما بتعميقها كذلك (هذا مقابل عشرات المثقفين من أعضاء الجماعات اليهودية ممن رفضوا هذه الرؤية التفكيكية العدمية مثل إريك فروم). وهكذا فإن تقاليد التفكيك التقويضي المهرطق، هي تقاليد راسخة في الحضارة العلمانية الغربية.





    يُسقط دعاة ما بعد الحداثة من أعضاء الجماعات اليهودية كل هذه الاعتبارات ويجعلون الهرمنيوطيقا المهرطقة ظاهرة يهودية، وهم في هذا لا يختلفون كثيراً عن رؤية بروتوكولات حكماء صهيون التي تجعل اليهود قوة من قوى الظلام والدمار".


    قلت: لكنه في عرضه السابق نسي أن من أكبر أسباب انتشار العلمانية التفكيكية عند الغرب هم اليهود أنفسهم، فهم مخترعوا التحريف والتزييف بلا منازع قال الله تعالى عنهم: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [البقرة: 75"مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" [النساء: 46]، واليهود أيضاً وراء مساعدة المفكرين المهرطقين من المسيحيين على انتشار أفكارهم وترويجها، مثل نظرية داروين وغيرها، فلولاهم لما انتشرت في الآفاق، ولظلت في طي النسيان والرفض.




    ويتمادى المسيري كثيراً في التعاطف مع اليهود ونفي التحريف عنهم، ويدعي أن أنبياء اليهود المذكورين في كتب اليهود المقدسة المحرفة، هم غير الأنبياء المذكورين في القرآن حتى لو تطابقت أسماؤهم وبعض تفاصيل حياتهم!!، ويترتب على ذلك أن يبرئ اليهود من الطعن والدس الشائن في قصص وحياة الأنبياء!!، حيث يقول في: م5/ ج2/ ب5/الأنبيـــــاء والنبـــــوة Prophets and Prophecy:




    " وفي مجال التفرقة بين الموقف الإسلامي والموقف اليهودي (الحاخامي) من النبوة والأنبياء يمكن أن نذكر العناصر التالية:
    ...
    3ـ ويذكر الدكتور علي وافي أن ثمة اختلافاً جوهرياً في بنية القصص في أسفار العهد القديم وقصص القرآن الكريم، فأسفار العهد القديم قد تناولت كل قصة من قصص الأنبياء في صورة سلسلة كاملة من الأجزاء مترابطة الحوادث (كما تفعل كتب التاريخ) وتناولتها لغرض تاريخي بحت. على حين أن القرآن يكتفي بذكر مواقف من هذه القصص، باستثناء قصة يوسف، ولكنه على كل حال لا يذكرها للتاريخ وإنما يذكرها للعظة والذكرى على وجه الخصوص وبحسب المناسبات. فقد يذكر القرآن موقفاً من قصة لمناسبة خاصة، ثم يذكر موقفاً آخر من القصة نفسها في سورة أخرى لمناسبة أخرى.
    وعلى هذا الأساس، يجب على القارئ المسلم أن يميز بين أنبياء اليهـود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفـس الاسم. فموسى (موشيه) القائد الحربي «القومي» ليس هو سيدنا موسى عليه السلام. وداود (ديفيد) قاطع الطريق والملك ليس هو سيدنا داود عليه السلام. وسليمان (شلومو) قاتل منافسيه ليس هو سيدنا سليمان عليه السلام. فرغم الاتفاق في الأسماء وفي بعض تفاصيل القصص، فإن السياق والبناء العقائدي والديني والقصصي الذي ترد فيه هذه الأسماء يختلف اختلافاً جوهرياً، والسياق والبناء وحده هو الذي يحدد المعنى العام والشامل".
    قلت: عجباً !! انظر إلى ما وصل من التعاطف مع اليهود واليهودية، أو قل إن شئت عن التوراة المحرفة التي أساءت إلى العديد من الأنبياء وألصقت بهم العديد من الصفات الذميمة، حين أوجب على القارئ المسلم أن يميز بين أنبياء اليهـود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفـس الاسم. أما كلام الدكتور علي وافي فهو صحيح، في حين كلام المسيري يعبر عن سوء فهم له، وتحميله ما لا يحتمل، وكل ذلك لا شك يصب في مصلحة اليهود من حيث ربما لا يقصد.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    جزاكم الله خيرا على الاهتمام بهذه المسائل الخطيرة التي وقع فيها المسيري في موسوعته القديمة!
    وعلى الباحث على كل حال ان يرجع الى مااستجد على فكر المسيري في زمن مابعد كتابة هذه الموسوعة وتعلق هذا كله بماضيه الفكري والايديولوجي وحاضره-الذي مر فيه بمراحل- الذي قد يكون نقض فيه كثير او كل هذه الاختيارات القديمة التابعة لموقفه القديم(كان المسيري ماركسي في ايامه القديمة)
    طبعا مسألة نفي كتاب بروتوكولات عن اليهود ليس قضية عقدية وان كان ماارتبط بها من نفي مؤامرة اليهود المستمرة يحتاج لنقد علمي اصيل
    ان مايمكن توجيه النقد به الى بعض ارتباطات فكر المسيري بنفي نسبة بروتوكولات صهيون الى اليهود هو وجود سور كاملة حملت على اليهود حملة شديدة ليسمعها ويتلوها المسلمون يوميا في المساجد والبيوت كوسيلة من الاعلام الرباني الفرقاني القرآني المواجه للاعلام الغربي الشيطاني الملفق لقضايا والمزور والمزدوج المعايير وبصورة فظة جدا
    ولعلم الله عز وجل بالمستقبل جعل فضح التحريف اليهودي والمسيحي في اغلب سور القرآن خصوصا أكبر سوره وأولها في ترتيب المصحف وكأنها مفتتح ومدخل كبير لاتخاذ موقف -علمي وايماني -من المحرفين المبطلين المتخرصين من الكهنة والرهبان ومن شابههم !
    مرة اخرى اذكر ان العلم الحقيقي هو في ذكر الجديد من فكر صاحب القضية حتى يعلم الناس ماكفر به وماظل مؤمنا به حتى الموت وهذا من الامانة التي نزلت في جذر قلوب الرجال ومن الامانة العلمية
    وليس بغريب ان نقرأ من شيخ الاسلام ابن تيمية انه قال ان الغزالي في اواخر حياته قرأ البخاري!(مع كلام كثير له مهم في قضية الغزالي وماوقع فيه وماخرج منه برحمة من الله
    ثم يجب النظر الى فتوى ابن تيمية ردا على سؤال عن الغزالي وكيف قال في الفتوي بتعزير من قال في الغزالي قولا باطلا واذاع حكما باطلا عنه
    لكم الحوار مهم والبحث وهذا البحث يفتح الاذهان الا انه يحتاج لاضافات كثيرة كما وضحت سابقا
    والله تعالى اعلى واعلم
    وربنا يكرمكم كثيرا

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    أخي الكريم :

    جزاك الله خيراً

    هل قرأت بأن المسيري ترك فكره القديم ؟ وهل تبرأ مما في موسوعته من الضلالات ؟

    والذي اعرفه بأنه اختصر موسوعته في مجلدين قبل وفاته بدون تغيير لما فيها من طوام وضلالات .

    فماالذي تغير من فكره وعقيدته ؟

    بارك الله فيك وجعلنا ممن يبتغي الوصول إلى الحق .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    اضافة الى ماتقدم من كلامي
    فهذه روابط لكتب المسيري عن اليهودية والصهيونية خصوصا
    وهي في ظني اتت بعد الموسوعة
    فيجب النظر فيها ايضا ومقارنة ماجاء في الموسوعة بماجاء فيها فربما تغير شئ!!
    فان تغير موقف للرجل فمن الانصاف الاشارة اليه والا فكتمانه من كتمان الحق
    وهاهي الكتب
    http://www.4shared.com/dir/GnpE0kvS/__sharing.html

    وردا على ماكتبه اخي السليماني كسؤال
    فالاجابة عليه اخي هو ان عليك قراءة تراث مابعد الموسوعة واقامة الدليل من المختصر لها على انه لم يتغير
    هذا مهم
    وهو ليس للجدال وانما لبيان الحق
    اسأل الله لك التوفيق

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    1,334

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    أهل السنة والجماعة من أعدل الناس مع من خالفهم, فينبغي عليك أيها الكريم الفاضل أن تقرأ ما كتبه المسيري بعد موسوعته, وأن تركز أكثر على آخر كتاباته, أما أن تحاكم الرجل على موسوعته ونحن نعلم طبيعة العمل الموسوعي إذ يصعب على الإنسان أن يلتزم بمنهجه الذي اختطه قبل البدء في الكتابة, والأمثلة على ذلك كثيرة تغني عن الذكر.
    وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    إخواني الكرام :

    أهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق ويغارون على دين الله وأنبياء الله ورسله

    وطوام المسيري ومنهاجهله أو تجاهله لعصمة الرسل

    فقد جوز عليهم الشرك ومنافاة التوحيد وعبادة العجل

    بل وقدجعل من سليمان عليه السلام (ملك صغير الشأن ) والعياذ بالله


    وهذا تكذيب للقرآن لايرضى به مسلم

    فهل يعذر به مثل هذا الرجل ؟

    ولو رجع عن ذلك وكتابه يطبع وفيه هذه الضلالات فيجب التحذير منها نصيحة لله ولكتابه ولعوام المسلمين الذين قد يغتر أحدهم بكلامه الباطل الخطير .

    ويظهر لي أن الإخوان لم يطلعوا على بداية المقال وهم أغير مني على دين الله عزوجل .

    وأسأل الله لي ولهم التوفيق والثبات على السنة .

    -----------------
    - دفاعه عن بعض التهم الخطيرة الموجهة لليهود:




    م2/ج4/ ب1/ الصور الإدراكية النمطية المعادية لليهود منذ القرن الثامن عشر:
    " ويجب أن نضيف أن ما دعم الصور النمطية الإدراكية هو وضع اليهود المتدني حضارياً واقتصادياً وثقافياً. فالجيتو كان من أقذر الأماكن في أوربا، كما أن المتسول اليهودي كان ظاهرة عامة. ومع نهاية القرن، كانت الجماعات اليهودية في الغرب في حالة انكسار وانحلال، بعد أن تم ضرب قيادتها الدينية التقليدية وبعد أن فُرض عليها التحديث والعلمنة بكل قسوة وسرعة.





    وكذلك، كان القَوَاد اليهودي والبغي اليهودية يمثلان حقائق مادية صلبة. وكانت الحركات الثورية تضم في صفوفها أعداداً كبيرة من الشباب اليهودي. وكان كثير من الفضائح المالية وأعمال الغش يرتكبها يهود. كل هذا يعني أن الصور الإدراكية كانت ذات أساس واقعي، ولكنه كان أساساً واقعياً مجرداً تماماً من سياقه التاريخي حتى بدا وكأنه حقيقة كاملة.




    لكن العنصر الأساسي الذي ساهم في ترسيخ الصور الإدراكية الكريهة عن اليهود، وفي تصاعد الهجمات ضدهم، هو الظاهرة الإمبريالية".




    قلت: أي أنه حتى لو كانت كل الأدلة والشواهد والحقائق تدل على أن اليهود يتآمرون للسيطرة على العالم وإفساد الأخلاق، فإن هذا عند المسيري كله )مجرّد وهم يبدو كأنه حقيقة! وأنه قد تم تجريده من سياقه التاريخي و...ألخ) من هذا الكلام الفلسفي غيرالمنطقي، ثم ألا نلاحظ أن فكرة المؤآمرة التي يحاول المسيري إبعادها عن الخلق اليهودي، نراه يؤمن بأنها حقيقة واقعة في الطرف الغربي (الإمبريالي). وهنا يتجلى تأثير الماركسية على فكر المسيري في تحريفها الكلام والحقائق لصالح اليهود وضد الغرب والنصرانية!!.




    ويقول أيضاً في موضع آخر:م2 /ج4/ ب2 /تهمـة الــدمBlood Libel:




    "«تهمة الدم» هي اتهام اليهود بأنهم يقتلون صبياً مسيحياً في عيد الفصح سخرية واستهزاء من صلب المسيح.





    ونظراً لأن عيدي الفصح المسيحي واليهودي قريبان، فقد تطورت التهمة وأصبح الاعتقاد أن اليهود يستعملون دماء ضحيتهم في شعائرهم الدينية وفي أعيادهم، وبخاصة في عيد الفصح اليهودي، حيث أُشيع أن خبز الفطير غير المخمر (ماتزوت) الذي يُؤكل فيه يُعجَن بهـذه الدمـاء...




    ...وقد وُجِّهت أول تهمة دم لأعضاء الجماعات اليهودية في إنجلترا في القرن الثاني عشر، في وقت كانوا يمارسون فيه نشاطهم التجاري والمالي والربوي، وهو ما كان يعني أن هناك أفراداً كثيرين اقترضوا أموالاً من المرابي اليهودي ولم ينجحوا في تسديدها وأن ملكية بعض أراضيهم أو ربما منازلهم قد آلت إليه. ففي عام 1144، اتُهم أعضاء الجماعة اليهودية في نورويتش بأنهم ذبحوا طفلاً يُدعَى ويليام عمره أربعة أعوام ونصف في الجمعة الحزينة (وقد نُصِّب قديساً فيما بعد).





    كما ذكر أحد اليهود المتنصرين أن من المعتاد أن تقوم إحدى الجماعات اليهودية في إحدى مدن أوربا بذبح طفل مسيحي في يوم عيد الفصح المسيحي (إيستر) الذي يقع عادةً في التاريخ نفسه الذي يقع فيه عيد الفصح اليهودي (بيساح). ثم وُجِّهت تهم دم أخرى في مناطق مختلفة من إنجلترا بين عامي 1168 و1192. أما في فرنسا، فقد وُجِّهت التهمة إلى الجماعة اليهودية في بلوا عام 1171. كما وُجِّهت خمس عشرة مرة في القرن الثالث عشر، ومن بينها حالة هيو من بلدة لنكولن عام 1255 والتي يذكرها تشوسر في حكايات كانتربري.





    وقد استمر توجيه التهمة حتى منتصف القرن العشرين، ومن أشهرها حادثة دمشق عام 1840، وقضية بيليس عام 1911. وتُعَدُّ حادثة دمشق التي حدثت في العالم الإسلامي استثناءً، إذ أن الظاهرة تكاد تكون مقصورة على العالم المسيحي. "




    قلت: إذا كان اليهود أينما حلوا في أي زمان ومكان يتعرضون لنفس التهمة، تهمة الدم، فهل يُعقل أن تكون كل تلك الشعوب التي اتهمتهم على اختلاف أماكنها وأزمانها قد اتفقت على اتهام اليهود بنفس التهمة بالذات زوراً وبهتاناً؟!!،



    أم أن اليهود فعلاً يمارسون هذه الجريمة أينما حلوا ثم يتم اكتشاف جريمتهم؟!،




    بالله عليكم أليس هذا التعاطف العجيب مع اليهود يفوق ما يمكن تصوره؟؟!!

    الباب السابع: الإدعاء بأن اليهود في العصر الحديث غير اليهود المذكورين في القرآن!!:




    لم يكتف المسيري بدعوة المسلمين بوجوب التمييز بين أنبياء اليهـود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفـس الاسم !!.




    بل ذهب كذلك إلى أن اليهود الملحدين هم (يهود غير يهود)





    أو يهود بالإسم، وأن هؤلاء اليهود (اليهود الجدد) في العصر الحديث مختلفين عن اليهود في العصر القديم المذكورين في القرآن!!،


    ولكن للمفارقة فقد احتوت موسوعته على معلومات وحقائق تناقض النتائج التي يراها، ولذلك لن نحتاج لمراجع أخرى. فكثير من هذه الحقائق موجودة في الموسوعة ولكن في مجلدات وأبواب غير تلك التي تعاطف فيها مع اليهود، بل وحتى أحياناً في نفس الأبواب وكأن الحقيقة تأبى إلا أن تظهر.
    - رؤيته عن هوية "اليهود الجدد" في العصر الحديث:


    حيث يقول في: م1/ ج1/ ب1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:


    " اكتشفنا الحقيقة البديهية (والتي غابت عن الكثيرين): أن الظاهرة اليهودية ابتداءً من عصر النهضة في الغرب تحوَّلت تدريجياً إلى ظاهرة غربية بالدرجة الأولى، أي أن السياق الأساسي للجماعات اليهودية في العالم أصبح هو الحضارة الغربية الحديثة. وفي داخل هذا الإطار، اكتشفنا أن تجربة يهود بولندا هي أهم التجارب التاريخية للجماعات اليهودية ..".




    وأيضا: م6/ج3/ب2/ الصوت اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية:




    " وفي الوقت الحاضر، يُلاحَظ أن أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة، على عكس ما هو شائع، من أكثر الأقليات اندماجاً وتأمركاً حيث يتبدَّى هذا في تزايد معدلات العلمنة. فقد لوحظ أن عدد اليهود الذين يمارسون شعائر عقيدتهم لا يزيد عن 50%، ووصلت معدلات الزواج المُختلَط في بعض الولايات إلى ما يزيد على 50%. ولذا، فنحن نسميهم «اليهود الجدد»، فهم مختلفون بشكل جوهري عن يهود أوربا ويهود عصر ما قبل الاستنارة في أواخر القرن الثامن عشر. ولفهم سلوكهم الانتخابي والسياسي الحقيقي، لابد أن نضعهم داخل سياقهم الأمريكي خارج الأساطير الصهيونية التي يرددها بعض العرب".




    م2/ ج2 /ب3 / الهوية اليهودية الجديدة في المجتمعـات الغربية الحديثةNew Jewish Identity in Modern Wester Societies:




    " «الهوية اليهودية الجديدة» مصطلح قمنا بصكه لوصف الهوية اليهودية الجديدة التي نشأت تدريجياً في العالم الغربي بعد عصر الانعتاق وتَصاعُد معدلات العلمنة حتى أصبحت النموذج السائد فيه... لكن يهود العالم الغربي، شأنهم شأن بقية قطاعات المجتمع الغربي، خضعوا بعد القرن التاسع عشر لعملية ضخمة من العلمنة والتحديث، ووجدوا أنفسهم يتفاعلون مع بيئة حضارية وسياسية مختلفة تماماً عما ألفوه من قبل، فقد تزايد معدل العلمنة في المجتمعات الغربية إلى أن أصبحت المجتمعات تُهيمن عليها العقيدة العلمانية (الشاملة) التي لا تتبنى أية معايير دينية أو أخلاقية للحكم على الفرد...
    …وداخل هذا الإطار، ظهرت الهوية اليهودية الجديدة، التي نطلق على أصحابها مصطلح «اليهود الجدد» لنميزهم عن يهود ما قبل القرن التاسع عشر وعن يهود مرحلة ما قبل الانعتاق... والأمريكيون اليهود هم أهم قطاعات هؤلاء اليهود الجدد وأكبرها، إذ يشكلون نحو 90% منهم، ويمثلون جماهير الصهيونية الغربية وعمودها الفقري ويؤثرون في صنع القرار الأمريكي، وحيث إن يهود أوربا الغربية بل ويهود أوربا الشرقية أيضاً آخذون في التلاشي (باستثناء يهود فرنسا التي هاجر إليها يهود المغرب)، فإننا نستخدم أحياناً مصطلح «اليهود الجدد» كمرادف لمصطلح «الأمريكيون اليهود». ...
    فعلى المستوى الديني، نجد اليهودي الجديد «المتدين» (باستثناء قلة صغيرة) ينتمي عادةً إلى فرقة من الفرق اليهودية الجديدة (الإصلاحية أو المحافظة أو التجديدية) التي تؤمن بصياغة مخففة للغاية من اليهودية. وهو قد يُصنِّف نفسه يهودياً متديناً ومع هذا لا ينتمي إلى أي من الفرق...




    ... ولكن الشكل الأساسي للهوية المعلنة بين الأمريكيين اليهود واليهود الجدد بشكل عام هو إعلان انتمائهم الصهيوني بشكل متشنج حتى يضفوا ما يشبه المضمون الإيجابي الصلب على هذه الهوية اليهودية الجديدة الهشة السطحية، فهي تجعل الأمريكي اليهودي فرداً من الشعب اليهودي القديم فخوراً بتراثه ورموزه القومية، خصوصاً الرمز القومي الأكبر، أي الدولة الصهيونية".




    قلت: في البحث التالي "الرد على فكرة اليهود الجدد" أوردتُ نصوصاً من موسوعة المسيري تثبت أن اليهودية الإصلاحية فقط ربما تؤمن بصياغة مخففة من العقيدة اليهودية، أما اليهودية المحافظة وغيرها فتؤمن بالعقيدة اليهودية الكاملة.
    - رؤيته عن "اليهود الجدد" في الإسلام والقرآن: م2/ ج2/ ب4/ بنـو إسرائيلBanu Israel :




    " «بنو إسرائيل» عبارة ترد في القرآن الكريم (وفي كثير من الكتب الفقهية الإسلامية) للإشارة إلى اليهود.




    كما تُوجَد كلمات أخرى، مثل: «أهل الكتاب» و«الكتابيون» و«أهل الذمة» و«الذميون» لتشير إلى كل من اليهود والمسيحيين.



    وقد عُرِّف النطاق الدلالي لكلمة «بني إسرائيل» إسلامياً بشكل واضح ومحدد، فهي تشير إلى جماعة محددة الأوصاف يؤمن أصحابها بالإله والتوراة.



    ومن ثم، فإن هذا المصطلح لا ينطبق على غالبية يهود العالم في الوقت الحالي.




    لكن هؤلاء هم موضع الدراسة في هذه الموسوعة، ومن ثم فإننا لا نستخدم هذه العبارة".




    ويقول في: م2/ ج2/ ب4/ يهـودي Jew:
    "...ومع أن الشرع اليهودي قد عَرَّف اليهودي بأنه من وُلد لأم يهودية أو تَهوَّد، فإن الشرع الإسلامي لم يقبل، في جميع مراحله التاريخية، بهذا التعريف العرْقي، فكان يُعرِّف اليهودي تعريفاً دينياً وحسب، أي أنه عرَّفه بأنه من يعتنق اليهودية سواء كان من الحاخاميين أو القرّائين أو السامريين. وثمة اختلاف جوهري بين التعريفين، فأحدهما عقائدي محض والآخر ديني عرْقي، وبالتالي تنشأ مشكلة من هو اليهودي، وهل اليهودي هو الذي يعتقد أنه كذلك من منظور يهودي أم أنه اليهودي الذي نسميه نحن كذلك انطلاقاً من عقيدتنا؟ "
    ويقول في كتابه: "اليد خفية" /ص286:
    " ومع أن اليهود لم يلعبوا دوراً متميِّزاً مماثلاً في الإسلام، فقد كانوا أهل كتاب وذوته، إلا أنه من خلال تفسير حرفي يطابق بشكل هندسي بين ما جاء في القرآن ووقائع التاريخ المتناثرة، تم الربط بين ما جاء في القرآن والسنة عن اليهود وبين يهود العالم في العصر الحديث. ومن ثم، تَحوَّل اليهود إلى مقولة ثابتة غير زمانية، وتم اختزالهم مرة أخرى إلى بُعـد واحد رغم المفاهيم الإسلامية الحاكمة الخاصة بالفطرة والتدافع وقبول الآخر".
    أما أهم الأفكار فهي في النص التالي: م41/ ب1 / الاســتمرار اليهـــودي: منظــــور إســلامي Jewish Continuity: An Islamic Perspective:


    "1ـ إشكالية المجال الزمني لمصطلح «يهودي» (هل يشير إلى كل يهود العالم في كل زمان ومكان، في الماضي والحاضر والمستقبل، أو إلى يهود المدينة أيام البعثة المحمدية وحسب؟): ...
    من الواضح أن القرآن الكريم لا يفترض وجود استمرارية بين يهود العالم، ولذا وردت هذه المصطلحات غير المترادفة ليعبِّر كل مصطلح عن وضع زماني ومكاني مختلف. فالقرآن يُفرِّق تفرقة واضحة بين اليهود الذين عاشوا في الجزيرة العربية وتعامل المسلمون معهم في فترة البعثة المحمدية من جهة وبين بني إسرائيل من جهة أخرى. فمصطلح «بني إسرائيل» جاء مخصصاً للحديث عن يهود عصر موسى وعيسى وأنبياء بني إسرائيل، ...
    ومن هنا تكون التفرقة بين يهود عصر موسى ويهود المدينة، ومن هنا تكون ضرورة افتراض عدم وجود استمرار يهودي، فلابد من التفرقة بين يهود الماضي من جهة ويهود العالم الحديث في أيامنا هذه من جهة أخرى، فالمجالان الدلاليان لكلمتي «يهودي» و«بني إسرائيل» كما وردتا في القرآن محددان ولا ينطبقان بالضرورة على يهود العصر الحديث".
    قلت: إذا افترضنا أن مصطلح "بني إسرائيل" يدل على يهود عصر موسى وعيسى (عليهما الصلاة والسلام) فقط، فهذا لا يعني بالضرورة أن مصطلح "يهود" يدل على يهود فترة البعثة النبوية فقط، بل على عكس ذلك، لأن القرآن جاء لكل زمان ومكان، وقد ذكر لنا عن الديانات السابقة؛ اليهودية والنصرانية والصابئة والمجوس، فنجد أنه قد ذكر أهل الكتاب (يهود ونصارى) في (99) آية، وذكر النصارى والنصرانية في (60) آية، وذكر الصابئة في (3) آيات، وذكر المجوس في آية واحدة، بينما اختص ذكر اليهود من بين الأمم والديانات بـ (278) آية([1])، فلماذا كل هذا إذا كان يهود عصر النبوة سيتغيرون في المستقبل؟
    ثم إن هناك آيات في القرآن تدل على استمرار اليهود ليس فقط إلى العصر الحديث، بل إلى يوم القيامة قال تعالى: "... وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين" [المائدة: 64] وأيضاً: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ" [الأعراف: 167] وهذه الآيات تتحدث عن اليهود، وهناك الحديث المتفق عليه "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود". إذن لماذا يفصل المسيري بين بني إسرائيل ومصطلح اليهود؟ فما القصد من هذا العمل من المسيري؟ ستلاحظ أن هذا يؤدي لصرف استدلال المسلم بالقرآن الكريم والاستشهاد بآياته على سوء يهود هذا العصر بحجة أن يهود اليوم قد اختلفوا عن يهود الأمس. وبهذا يتجلى تعاطف المسيري مع اليهود. ويكمل قائلا:
    " 2 ـ التناقض بين تعريف العقيدة اليهودية لليهودي والتعريف الإسلامي له: كلمة «يهود» في الإسلام تعني «أتباع الكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام». ورغم أنهم قاموا بتحريفه أو أصروا على اتباع المحرَّف منه إلا أن ثمة مبادئ أساسية وردت فيه لم يتم تحريفها من بينها الإيمان بالله واليوم الآخر.
    هذا التعريف الإسلامي لو طُبِّق على يهود العالم الحديث لتم استبعاد ما يزيد عن 90% منهم، أو إذا توخينا الدقة لقلنا لاستُبعد 50% منهم (الملحدون واللاأدريون) ولتَعَذَر تَقبُّل 40% (الإصلاحيون والمحافظون والتجديديون) كيهود، ولربما قُبل الـ 10% الأرثوذكس فقط كيهود. وحتى هذا أمر خلافي بسبب تَزايُد النزعة الحلولية التي هيمنت على اليهودية الحاخامية. والمسلم لا يمكنه إلا أن يستبعد أولئك الذين لا ينطـبق عليهم التعـريف الإسـلامي لليهودي، حتى لو سـموا أنفسـهم «يهوداً»، وحتى لو قبلتهم الشريعة اليهودية كيهود".
    قلت: في البحث التالي "الرد على فكرة اليهود الجدد" أوردت نصوصا من موسوعة المسيري فيها حقائق تثبت أن اليهود الملحدين يظلون يهوداً، وأن الفرق اليهودية الجديدة هم يهود أيضاً، ربما عدا الإصلاحيين الذين لا يزيدون عن (30%) أما الباقي فكلهم يهود. ويكمل:
    "3 ـ التناقض بين مفهوم الاستمرار اليهودي ومفهوم الفطرة في الإسلام:
    افتراض الاستمرار اليهودي، البيولوجي والثقافي، يتناقض مع إحدى القيم الحاكمة الكبرى في الإسلام، ونقصد به مفهوم الفطرة. فالإنسان ـ حسب التصور الإسلامي ـ يُولَد على الفطرة، وإن كان ثمة صفة وراثية فهي الفطرة الإنسانية والاستعداد لعمل الخير، وهو مفهوم يضع على الفرد عبء المسئولية الخلقية ويطرح إمكانية التوبة الدائمة (من جانب المخلوق) وإمكانية المغفرة (إن شاء الخالق). ومن ثم فإن فكرة الاستمرار اليهودي تُشكّل سقوطاً في المنطق العنصري العلماني الشامل الذي يرى الإنسان محكوماً بموروثه البيولوجي أو الاقتصادي أو العرْقي أو مجموعة من الحتميات المادية الأخرى. ومن الواضح أن النص القرآني حذَّر من ذلك ففرَّق بين اليهود عموماً من ناحية وبين الصالحين والطالحين منهم من ناحية أخرى، وحكم على كل فريق منهم بما يستحقه من خير أو شر، مُلتزماً في ذلك طريقة العدالة والصدق. والإنسان المسلم مُلزَم أولاً وأخيراً بالتعامل مع اليهود والمسيحيين من خلال مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم وأكد المساواة الكاملة والمطلقة بينهم وبين المسلمين، ولم يطرح تصوراً لوجود استمرار بيولوجي أو ثقافي بينهم".
    قلت: هذا ليس بتناقض لأن مفهوم الفطرة في الإسلام هو أن كل مولود يولد على الفطرة ولا يرث عقيدة أبويه بيولوجيا، ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه بالتربية، وهذا العنصر الهام التربية الدينية قد أغفله المسيري، أما عن التوبة فإن التاريخ يرينا أنه من النادر أن يسلم اليهود أو يتوبوا، وكثيرا ما يكون تغيير دينهم عملا جاسوسياً وليس عن إيمان حقيقي لأن عقيدتهم تأمرهم بذلك.
    أما عن تفريق القرآن بين اليهود الصالحين واليهود المفسدين، فإننا نجد أن الغالبية الساحقة من الآيات تتحدث عن اليهود المفسدين بصيغة التعميم على الجميع، ثم تأتي آية واحدة أو اثنتان لتسثني نزراً يسيراً جداً من اليهود الصالحين ممن أسلموا وآمنوا في زمن أنبيائهم، أما ما يقوله المسيري، فيوحي بأن أغلب اليهود صالحين وقلة منهم مفسدين، وهذه مخالفة واضحة للقرآن لمن عنده حد أدنى من العلم به. ثم لو تدبر المسيري ومن يؤيده في رؤيته هذه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " [الروم 30]. فهذا الحديث واضح الدلالة في تعميم كلمة (يهودانه) الى آخر الزمن. ويكمل:
    " 5ـ اليهودية كنموذج عام: إن وصف القرآن لليهود وللعقيدة اليهودية هو في واقع الأمر وصف لأتباع أية عقيدة حلولية. وقد لاحظ كثير من المفسرين تشابه وصف اليهود في القرآن مع بعض سمات الإنسان العلماني الشامل الحديث الذي يتوثن ويتأله ويصبح هو ذاته مرجعية ذاته، ويعيش في عالم الحواس الخمس يرفض تَجاوُزه. فكأن كلمة «يهودي» هنا تصف الإنسان الحلولي الكموني الذي يتصف بهذه الصفات، يهودياً كان أم مسيحياً أم مسلماً أم ملحداً. ولعل هذا التماثل هو الذي يجعل البعض يتصور أن اليهود مسئولون عن الشرور كافة، وما فاتهم أن وصف اليهودية في القرآن هو وصف لعقيدة حلولية وأن وصف اليهود هو وصف لأتباع عقيدة حلولية، وأن هذا الوصف لا ينطبق على اليهود ممن يدورون في إطار الحلولية وإنما ينطبق كذلك على كل أتباع العقائد الحلولية المختلفة، سواء كانوا من أتباع عقيدة الشنتو اليابانية، أو الفلسفة النيتشوية الألمانية، أو العلمانية الشاملة".
    قلت: في البحث التالي أوردت نصوصاً من موسوعة المسيري تثبت أن اليهود الملحدين والفرق اليهودية الجديدة كلها تدور في إطار الحلولية، أما عقيدة الشنتو اليابانية والنيتشوية النازية الألمانية فكلها قد انتهت، أما الحلولية العلمانية فهي حلولية تشمل حلول اﻹله أو القوة المطلقة،في كلالكون وفي كافة الشعوب الأخرى بخلاف الحلولية اليهودية العنصرية المقتصرة على الشعب اليهودي.
    ثم إن الكلام الأخير فيه اعتراف ضمني أن اليهود في العصر الحديث تنطبق عليهم أوصاف القرآن لأنهم لا زالوا أصحاب عقيدة حلولية وهذا اﻹعتراف مناقض لرؤيته الأولى، لكن لماذا يريد هذه المرة أن يقحم معهم بعض أصحاب العقائد الحلولية بدون تمييز بين من يعتقد بحلولية الإله بكل الكون، ومن يعتقد بحلولية الإله في شعبه وأرضه فقط مثل اليهود؟؟؟، مع العلم أن هذا التمييز بين النوعين من الحلول قد فصّل فيه المسيري في "م1/ ج3/ ب2/ الحلولية الكمونية بين الثنائية الصلبة والسيولة الشاملة"، وما بعده من موضوعات، وهذا الإعتراف يناقض ما قاله في النقاط السابقة، أي إذا كان كلامه هذا صحيحاً، فكلامه السابق خاطئ أو العكس!! وكأنه يريد أن يقول بأن آيات القرآن إما لا تنطبق على اليهود ولا على غيرهم، أو تنطبق على اليهود ومعهم غيرهم كثير، وهذا جعلني أشك بوجود نية مبيّتة في الدفاع عن اليهود حتى في التعامل مع آيات القرآن الواضحة.
    - الرد على فكرة "اليهود الجدد":
    إن هذا الطرح الجديد عما يسميه المسيري «اليهود الجدد» خاصة في أمريكا والذي يكثر من استخدامه في كثير من استنتاجاته حول مختلف الموضوعات التي يتعاطف فيها مع اليهود، ستسغربون للغاية إذا علمتم أن المسيري يعترف بحقائق علمية في مواضع مخصصة من الموسوعة تطيح بكل هذا الطرح وبكل ما بنى عليه من استنتاجات ملأ بها الموسوعة ليدفع القارئ للتعاطف مع اليهود.

    [1] ()راجع نسخة القرآن الكريم، ذات الفهارس الكاملة للمواضع والألفاظ، من إعداد الدكتور محمد حسن الحمصي، دمشق ـ بيروت.

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    - الرد على فكرة "اليهود الجدد":
    إن هذا الطرح الجديد عما يسميه المسيري «اليهود الجدد» خاصة في أمريكا والذي يكثر من استخدامه في كثير من استنتاجاته حول مختلف الموضوعات التي يتعاطف فيها مع اليهود، ستسغربون للغاية إذا علمتم أن المسيري يعترف بحقائق علمية في مواضع مخصصة من الموسوعة تطيح بكل هذا الطرح وبكل ما بنى عليه من استنتاجات ملأ بها الموسوعة ليدفع القارئ للتعاطف مع اليهود.
    أولا: بالنسبة لليهود الملحدين والمرتدين:
    يقول المسيري في: م5/ ج1/ ب1/ مظاهر ونتائج تحــول اليهــودية إلى تركـيب جيولوجــي تراكمــي:
    " ومن الملاحَظ أن نصْف يهود العالم لا يلتزمون الحد الأدنى من الإيمان، ومن ذلك الإيمان بالإله. ومع هذا، فإننا نجدهم مستمرين في إطلاق عبارة «يهود إثنيون» على أنفسهم، ورغم ذلك فقد قبلتهم المؤسسات الدينية اليهودية التي عرَّفت اليهودي بأنه من وُلد لأم يهودية".
    وفي: م5/ج1/ ب1/ (اليهـــودية: بعض الإشـكاليات) يقول:
    " فمن الممكن، حسب الشريعة اليهودية، أن يكون المرء ملحداً ويهودياً معاً في الوقت نفسه نظراً لأن الشريعة ترى أن اليهودي هو من وُلد لأم يهودية، وهذا أمر لا يوجد في المسيحية ولا في الإسلام، حيث تنتفي صفة الانتماء للدين إذا أنكر الإنسان وجود الإله، حتى ولو وُلد لأبوين مسيحيين أو مسلمين".
    وفي: م5/ج1/ب1/ العقــائد (بمعنى أصـول الدين وأركانـه):
    " وقد ظلت اليهودية، رغم هذا التناقض، نسقاً دينياً يتعايش داخله هذا التناقض وتترسب فيه أفكار دينية أخرى (بالطريقة الجيولوجية التكاملية). وظلت مجموعة من الممارسات الدينية، مثل الأوامر والنواهي، تستند إلى فتاوى الحاخامات أو إلى قرارات السلطة الدينية المركزية دون أن تكون هناك أركان واضحة للإيمان تنبع منها الممارسات. وظلت اليهودية عبر تاريخها مجموعة من الشعائر والممارسات، ودون تحديد للعقائد. وقد عرَّف المشرعُ اليهوديَ بأنه كل من وُلد لأم يهودية، فكأنه لا يحتاج للإيمان بعقيدة. وجاء في كتاب السنهدرين 44أ "حتى حينما يرتكب الإثم فهو يظل يهودياً"".
    وأيضاً يتحدث عن فرقة الصدوقيين اليهودية في: م53/ ب1/ (الصدوقيون):
    " وارتباط الصدوقيين بالعناصر الحلولية البدائية في التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي واضح، فهم لا يؤمنون بالعالم الآخر ويرون أنه لا توجد سوى الحياة الدنيا وينكرون مقولات الروح والآخرة والبعث والثواب العقاب. ومن المهم أن نشير إلى أنهم، برغم رؤيتهم المادية الإلحادية، كانوا يُعتبَرون يهوداً، بل كانوا يشكلون أهم شريحة في النخبة الدينية القائدة. وقد اعترف بيهوديتهم الفريسيون، وكذلك الفرق اليهودية الأخرى كافة رغم رفضهم بعض العقائد الأساسية التي تشكل الحد الأدنى بين الديانات التوحيدية.
    ولعل هذا يعود إلى طبيعة العقيدة اليهودية التي تشبه التركيب الجيولوجي التراكمي، وإلى أن الشريعة اليهودية تُعرِّف اليهودي بأنه من يؤمن باليهودية، أو من وُلد لأم يهودية حتى ولو لم يؤمن بالعقيدة. وحينما كان فيلسوف العلمانية باروخ إسبينوزا يؤسِّس نسقه الفلسفي المادي، أشار إلى الصدوقيين ليبرهن على أن الإيمان بالعالم الآخر ليس أمراً ضرورياً في العقيدة اليهودية، وأنه لا توجد أية إشارة إليه في العهد القديم".
    ويقول في: م5/ج3/ب3/ الارتداد (خصوصاً التنصر):
    " 3- عرَّفت الشريعة اليهودية اليهودي بأنه « من وُلد لأم يهودية »، وإن ارتد اليهودي عن دينه فإنه يظل يهودياً".
    ثانيا: بالنسبة للطوائف اليهودية الجديدة:
    في النصوص التالية من موسوعة المسيري سنرى أنه ليس فقط اليهودية الأرثوذكسية (9%) يهود فعليون كما يقول في النصوص السابقة، بل أيضا اليهودية المحافظة (33%) يهود هم أيضا يهود فعليون، بل هم أقرب إلى الأرثوذكسية وليس إلى الإصلاحية كما يحاول تصنيفهم في النصوص السابقة، وهناك (26%) ليس لهم علاقة بأي فرقة دينية، وهؤلاء غالباً يهود لأنهم حتى لو كانوا ملحدين فهم يهود كما أثبت في البند السابق، أما التجديدون فهم فقط (2%) وهم شبيهون بالمحافظين، ويبقى حوالي (30%) يهودية إصلاحية فقدوا جوهر يهوديتهم حسب ما يورد وأعتقد أنه مخطئ، ولكن حتى لو أخذنا بكلامه سيكون المجموع حوالي (70%) من اليهود في هذا العصر فعلاً يهود.
    1- اليهودية الأرثوذكسية:
    م5 / ج3/ ب6/ اليهودية الأرثوذكسية: تاريـخ Orthodox Judaism History:
    " «اليهودية الأرثوذكسية» ويشار إليها باعتبارها «الأصولية اليهودية» حينما تطبق داخل الدولة الصهيونية، واليهودية الأرثوذكسية فرقة دينية يهودية حديثة ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وجاءت كرد فعل للتيارت التنويرية والإصلاحية بين اليهود. وتُعتبر الأرثوذكسية الامتداد الحديث لليهودية الحاخامية التلمودية. ...
    ويُلاحَظ أن عدد اليهود الأرثوذكس في الولايات المتحدة ضئيل للغاية، إذ لا يزيد على 9% من يهود أمريكا (مقابل 65% إصلاحيون ومحافظون وتجديديون، و26% لا علاقة لهم بأية فرقة يهودية) حسب ما جاء في الكتاب اليهودي الأمريكي السنوي لعام 1992... والأرثوذكس لا يؤمنون بالتبشير بين الأغيار. ولكن عددهم، مع هذا، لا يتناقص (على خلاف الإصلاحيين والمحافظين) بسبب خصوبتهم المرتفعة، وبسبب انخفاض معدلات الزواج المُختلَط بينهم وإقبالهم على الزواج في سن مبكرة".
    2- اليهودية الإصلاحية:
    م5/ج3/ ب5/ اليهودية الإصلاحية: تـاريخ Reform Judaism: History :
    " «اليهودية الإصلاحية» فرقة دينية يهودية حديثة ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر في ألمانيا، وانتشرت منها إلى بقية أنحاء العالم، وخصوصاً الولايات المتحدة...
    …ويشكل الإصلاحيون 30% من كل يهود أمريكا المنتمين إلى إحدى الفرق اليهودية (مقابل 33% محافظين و9% و26% لا علاقة بهم أى فرقة دينية أرثوذكس) ومع هذا تذكر أحد المراجع أن عدد اليهود الإصلاحيين مليون و300 ألف".
    ويقول في: م5/ج3/ب5/ اليهــودية الإصــلاحية: الفــكر الديني
    Reform Judaism: Religious Thought:
    "… وبالنسبة لليهودية الإصلاحية، فهي توسع نطاق نقطة الحلول بحيث يصبح المطلق (روح العصر) إطاراً يضم كلاًّ من اليهود والأغيار. وبذلك تكون اليهودية الإصلاحية قد وصلت إلى صيغة معاصرة لليهودية تلائم العصر، وتتخلص من آثار الحلولية الحادة والجامدة التي كانت تدور في فلكها اليهودية الحــاخامية والتي عــزلت اليهـود عن مجتمعاتهم وجعلت معتقــداتهم الدينيـة عبئاً ينوءون بحمله، وجعلت تعايشهم مع المطلــق الجديد (الدولــة العلمانية الحديثة) مسـتحيلاً...
    ... وقـد عَـدَّل الإصلاحيون بعـض الأفكار الأساسـية في الديانة اليهودية، فمثلاً نادى جايجر بحذف جميع الإشارات إلى خصوصية الشعب اليهودي من كل طقوس الدين وعقيدته وأخلاقه وأدبه، مطالباً بالتخلي عن الفكرة الحلولية الخاصة بالشعب المختار كلية. وقد حاولوا الإبقاء على هذه الفكرة، مع إعطائها دلالة أخلاقية عالمية جديدة، فجعلوا الشعب اليهودي شعباً يحمل رسالته الأخلاقية لينشرها في العالم حتى يستطيع من يشاء أن يؤمن بها. كما يؤكد الإصلاحيون أيضاً أن اليهود شُتتوا في أطراف الأرض ليحققوا رسالتهم بين البشر، وأن النفي وسيلة لتقريبهم من الآخرين وليس لعزلهم عنهم.
    وأضفى الإصلاحيون على فكرة العودة والماشيَّح طابعاً إنسانياً إذ رَفَض ممثلوهم، في مؤتمر بتسبرج، فكرة العودة الشخصية للماشيَّح المخلِّص، وأحلوا محلها فكرة العصر المشيحاني، وهي فكرة تربط بين العقيدة المشيحانية وروح العصر. فالعصر المشيحاني هو العصر الذي سيحل فيه السلام والكمال ويأتي الخلاص إلى كل الجنس البشري وينتشر العمران والإصلاح ويتم كل هذا من خلال التقدم العلمي والحضاري. فالفكرة المشيحانية هنا فُصلَت تماماً عن الشعب اليهودي وعن شخص الماشيَّح وارتبطت بكل البشر وبالعلم الحديث".
    قلت: رغم أن اليهودية الإصلاحية قد تخلت عن عقيدة الشعب المختار إلا أنه لا يمكن عمليا الوثوق بها بهذه بسهولة، لأن اليهود لديهم فكرة التخفي والتقية التي تبيح لهم الكذب من أجل تحقيق أهدافهم، كما أن الإصلاحيين أيضاً لا يختلفون عن باقي اليهود في دعم إسرائيل وحتى الهجرة إليها، ثم لاحظ كلامه "فجعلوا الشعب اليهودي شعباً يحمل رسالته الأخلاقية لينشرها في العالم حتى يستطيع من يشاء أن يؤمن بها"، إذن هذا التغيير قد يكون حقيقة وقد يكون خديعة، ولاحظ أيضاً قوله "وأحلوا محلها فكرة العصر المشيحاني"، أي عصر مسيح اليهود الدجال، فإذا كانوا قد تخلوا عن شخص المسيح فهم لم يتخلوا عن فكرة عصر المسيح. وعلى كل حال حتى لو تغير هؤلاء تغييراً حقيقاً، فهذا لا يعني الكثير لأن نسبتهم لا تزيد عن (30%).
    3- اليهودية المحافظة:
    م5/ج3/ب7/ اليهـــودية المحافظــة: تـــاريخ
    Conservative Judaism: History:
    " «اليهودية المحافظة» فرقة دينية يهودية حديثة نشأت في الولايات المتحدة، أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كمحاولة من جانب اليهودية للاستجابة لوضع اليهود في العصر الحديث في العالم الجديد وهي أهم وأكبر حركة دينية يهودية في العـالم، وأهـم مفكريها سولومون شـختر... وترى اليهودية المحافظة أن هدفها الأساسي هو الحفاظ على استمرارية التراث اليهودي، باعتباره الجوهر، أما ما عدا ذلك من العبادات والعقائد فهو يظهر بشكل عضوي وتلقائي متجدد...
    .. .وقد تزايد عدد اليهود المحافظين في أنحاء العالم، وخصوصاً في أمريكا اللاتينية. ولكنها، مع هذا، تظل أساساً حركة أمريكية، ويبلغ عددهم الآن 33% من كل يهود الولايات المتحدة (مقابل 30% إصلاحيون و9% أرثوذكـس و26% لا علاقة لهم بأية فرقة دينية) ومع هذا تذهـب إحدى المراجـع إلى أن العدد هو 2 مليون ويبلغ عدد الأبراشيات المحافظة 800 أبراشية."
    ويقول: م5 / ج3/ ب7/ اليهوديـــة المحافظــــة: الفكـــر الدينـــي
    Conservative Judaism: Religious Thought:
    " ...المحافظون إذن يودون إحداث تغيير دون الإخلال بروح الفولك اليهودي، فهذا هو الجوهر اليهودي أو المطلق موضع الحلول الذي ينبغي الحفاظ عليه. وهذه الرغبة في التغيير مع الميل إلى المحافظة تسمان كل أفكارهم. فهم يؤمنون على اختلاف اتجاهاتهم بأن الشعب اليهودي قد تطوَّر عبر تاريخه، وبأن اليهودية لم تتجمد أبداً، وأنها كانت قادرة على التكيف مع اللحظة التاريخية ومع روح العصر، ولهذا فهي ليست مجموعة ثابتة من العقائد وإنما هي تراث آخذ في التطور التاريخي الدائم...
    ...وتطبيقاً لهـذا الموقف الوسـط بين اليهودية الإصلاحية والأرثوذكسية، يؤمن المحافظون بأن الأمل في العودة إلى صهيون فكرة أثيرة لدى اليهودي لابد من المحافظة عليها. ومع هذا، لا يتنافى هذا الأمل، بأية حال، مع الولاء للوطن الذي يعيش فيه اليهودي.وهم لا يؤمنون بالعودة الفعلية والشخصية للماشيَّح، ويطرحون بدلاً منها فكر العصر المشيحاني الذي سيتحقق بالتدريج. ويصبح تأسيس الدولة اليهودية، داخل هذا الإطار، خطوةً أولى نحو تحقيق هذا العصر. ...
    ورغم تماثُل الجذور الفكرية لليهودية الإصلاحية والمحافظة، فإن تشابه اليهودية المحافظة بنيوياً مع اليهودية الأرثوذكسية واضح وقوي. بل إن الفروق بينهما طفيفة وغير جوهرية، فكلتاهما تدور في إطار الحلولية التقليدية دون أن توسع نطاقها لتضم غير اليهود (كما فعلت اليهودية الإصلاحية). ولذا، نجد أن كلاًّ من اليهودية المحافظة واليهودية الأرثوذكسية تؤمنان بالثالوث الحلولي: الإله (أو التوراة)، والشعب، والأرض."
    قلت: يظهر لنا أن فكرة المسيري "اليهود الجدد" تناقض الحقائق التي يذكرها هنا عن اليهودية المحافظة، ويبدو أنه لم يتوقع أن قارئاً سيقرأ مثل هكذا نصوص المتباعدة، أو أن أحداً سيحاول الربط بينها ليكتشف تناقضها مع رؤيته. وهكذا يتبين لنا أن المسيري فعلاً يتعمد التعاطف مع اليهود، وذلك باستنتاجه آراءً تناقض الحقائق الواقعية حتى تلك التي يذكرها!!، فتنبه أخي القارئ واحذر من القول بعدم خطورة اليهود، فهم أخطر الخطر، وأخطر منهم من يتستر على خطرهم.
    4- قيادات الحركة الصهيونية وهرتزل والجيل اليهودي الجديد في إسرائيل هم أيضاً يهود غير يهود!!:
    حيث يقول في: م6/ ج2/ ب5/ الصهيوني اليهودي غير اليهودي
    Non-Jewish Jewish Zionist:
    " «الصهيوني اليهودي غير اليهودي» مصطلح قمنا بصياغته لوصف بعض زعماء الحركة الصهيونية في مرحلة تأسيسها، كما يمكن استخدامه لوصف كثير من جماهير الصهيونية في الوقت الحالي. و«اليهودي غير اليهودي» هو يهودي فقد الإيمان الديني، ومن ثم فإنه لا يمارس شعائر دينه، كما أنه اندمج تماماً في مجتمعه بحيث لم يَعُد يتسم بأية سمات إثنية يمكن أن يُطلَق عليها «يهودية» إذ لم يبق من هذه الهوية إلا قشرة رقيقة لا أهمية لها، ولكنه رغم ذلك يُصنَّف باعتباره يهودياً إما لأن الآخرين يقومون بتصنيفه كذلك رغماً عنه أو لأنه يدَّعي ذلك.
    ونحن نذهب إلى أن مؤسسي الحركة الصهيونية من ذوي الخلفية الألمانية (هرتزل ونوردو ونوسيج) هم يهود غير يهود فقدوا كل ما يربطهم باليهودية، ولكنهم وجدوا أنفسهم، بسبب هجرة يهود اليديشية، قد أُعيد تصنيفهم كيهود …
    ... وبعد تأسيس الدولة، وبعد استيلاء الصهيونية على مقاليد الأمور بالنسبة للجماعات اليهودية والغرب، حَدَث تطوُّر من نوع آخر إذ ظهر في الغرب اليهودي غير اليهودي مدَّعي اليهودية. وقد انضمت أعداد كبيرة من هؤلاء للحركة الصهيونية للحفاظ على بقايا هويتهم. وقد قبلتهم الحركة الصهيونية حتى يمكنها الاستمرار في ابتزازهم مالياً وتوظيفهم في دعم المُستوطَن الصهيوني وفي الضغط السياسي من أجله... ولذا، يمكن القول بأن صهيونية اليهود غير اليهود (رغم اختلاف جذور اليهودية المزعومة من القسر الخارجي إلى الادعاء الذاتي) لم تتغيَّر، وهي امتداد غربي داخل اليهود واليهودية وليست امتداداً يهودياً داخل الحضارة الغربية".
    قلت: إذا كان هؤلاء يهوداً ويدعون أنهم يهود وتقبلهم الشريعة اليهودية والحركة الصهيونية، وإذا كان دعمهم لإسرائيل بالمال والضغط ضروري لوجود إسرائيل، فكيف يعتبرهم امتداداً غربياً داخل اليهودية وهم يهود وليسوا مسيحيين؟؟، أليس هذا من أعجب الأعاجيب في المبالغة بالتعاطف مع اليهود وقلب الحقيقة لصالحهم؟
    ويقول أيضاً في :م6/ ج2/ ب8/ هرتزل: حياته (1860-1904)
    Theodor Herzl: Biography:
    " هو مؤسِّس الحـركة الصهـيونية... ... فهو يهودي غربي مندمج لم يبق من يهوديته سوى قشرة، أي أنه يهودي غير يهودي. ومع هذا، فهو يصنف على أنه يهــودي... ...وفي عام 1889، تزوج هرتزل من جولي نتشاور وكانت من أسرة ثرية كان يأمل هرتزل أن يحل من خلالها بعض مشاكله المالية. ولكن الزواج لم يكن موفقاً بسبب ارتباط هرتزل الشديد بأمه التي غذت أحلامه، فقد قامت نشأته على تصوُّر من ينتدب نفسه لتحقيق عظائم الأمور ويحلم بأنه صاحب رسالة في الحياة. ويبدو أن مما عقَّد الأمور، عدم حماس الزوجة للتطلعات الصهيونية لدى زوجها...
    ... أما تَصوُّره للإله، فلم يكن يستند إلى العقيدة اليهودية بقدر استناده إلى فلسفة إسبينوزا بنزعته الحلولية التي توحِّد الإله والطبيعة، فهي حلولية وحدة الوجود أو حلولية بدون إله (وقد طُرد إسبينوزا نفسه من حظيرة اليهودية ولم يَتبنَّ ديناً آخر، ولهذا فإنه يُعَدُّ أول يهودي إثني في العصر الحديث). وقد تأثر هرتزل بتعاليم شبتاي تسفي الماشيَّح الدجال وظل مشغولاً به وبأحداث حياته. ...
    ولكن، ورغم ابتعاده عن الثقافة اليهودية، نجده متأثراً بعقيدة الماشيَّح المخلّص، ونجد أن ذكرها يتواتر في مراسلاته ومذكراته بأسلوب ينم عن الإيمان بها وإن كان الأمر لا يخلو من السخرية منها في آن واحد. وكان اهتمامه ينصب على الماشيَّح الدجال شبتاي تسفي. وقد اسـتخدم هرتزل كلمـة «الخروج» التوراتية ليشـير إلى مشروعه الاستيطاني، الأمر الذي يدل على أن الأسطورة التوراتية كانت تشكل جزءاً من إطاره الإدراكي".
    قلت: في هذا النص نجد أن المسيري يرى أن قادة الحركة الصهيونية وخاصة هرتزل لم ينطلقوا من العقيدة اليهودية، ولكن يبدو أن استنتاجه يناقض الحقائق التي تلى ذكرها، مثل تربية والدته على حلم تحقيق عظائم الأمور، وتأثره بعقيدة المسيح اليهودي المخلص (الماشيّح) وغير ذلك. ولا شك أن هرتزل قام بحركته لإنشاء الدولة اليهودية انطلاقا من التوراة التي تريد أرض فلسطين نقطة انطلاق لبقية أرض ما بين الفرات والنيل. واقرأ أيضا النصوص التالية لترى المزيد من الحقائق التي ترد عليه:
    م5/ج3 / ب6/ اليهودية الأرثوذكسية والصهيونية
    Orthodox Judaism and Zionism:
    " وتستمدُّ اليهودية الأرثوذكسية قوتها من قوة اليهودية الأرثوذكسية في إسرائيل ومؤسساتها، فهم الفريق الوحيد المُعترَف به في الدولة الصهيونية. ومعظم اليهود الأرثوذكس أعضاء في جمعية أجودات إسرائيل، أو في حركة مزراحي. والأولى لا تؤيد الصهيونية وغير مُمثَّلة في المنظمة الصهيونية العالمية، ومع هذا فلها أحزابها في إسرائيل، وممثلوها في الكنيست. أما حركة المزراحي، فقد ساهمت منذ البداية في النشاط الصهيوني. وقد كُشف النقاب مؤخراً عن أن هرتزل (اللاديني) كان وراء تأسيس حركة المزراحي، وأنه دفع نفقات مؤتمر المزراحي الأول من جيبه".
    قلت: لاحظ، هرتزل (اللاديني بحسب تصوره) أسس حركة المزراحي الدينية الأرثوذكسية المتطرفة!!.
    ويقول أيضاً في: م7/ ج1/ ب2/ الدولة الصهيونية الوظيفية: التعاقدية والنفع والحياد:
    " وحينما نشر هرتزل كتابه دولة اليهود، اتهمه بعض اليهود بأنه تقاضى مبلغاً ضخماً من شركة أراض بريطانية كانت تود القيام بأعمال تجارية في فلسطين فتم تفسير الحلم القومي على أنه مشـروع تجـاري. وعلـَّق هو على هذا الاتهـام بقوله: "إن اليهـود لا يصـدقون أن أي شـخص يمكن أن يتصرف مدفوعـاً باقتنـاع أخلاقي".
    قلت: إذن حتى هرتزل يعترف أنه يعمل لإقامة دولة لليهود بدافع أخلاقي، أو بالأحرى عقيدي يهودي، والمسيري يرى رغم ذلك أنه مدفوع بدافع المصالح الغربية!!.
    أما عن (الصابرا) أول جيل يهودي تربى في إسرائيل فيقول في:
    م7/ج5/ب1/ أزمــة الهويــة اليهوديـة:
    "(د) ومما يزيد مسألة الهوية تعقيداً، ظهور هوية إسرائيلية جديدة بين جيل الصابرا من الإشكناز تتسم بسمات عديدة من بينها احتقار عميق ليهود العالم (وعقلية المنفى) وعدم الاكتراث بالقيم التي يُقال لها «يهودية» في القول الصهيوني. ومن هنا، كان وصف عالم الاجتماع الفرنسي جورج فريدمان للصابرا بأنهم "أغيار يتحدثون العبرية"، ويجد البعض صعوبة بالغة في تصنيف هوية هؤلاء على أنها "يهودية". هذا وتشهد الدولة الصهيونية تصاعداً حاداً في مستويات التهويد والعلمنة الأمر الذي يعمق من حدة التناقضات".
    م7/ج5/ ب3/ما بعد الصهيونية: تعريـــف:
    "... وعلى مستوى التطور التاريخي لوحظ أن جيل الصابرا كان قد بدأ يبتعد عما يُسمَّى «التراث اليهودي» مما دعا جورج فريدمان إلى الإشارة لهم بأنهم «أغيار يتحدثون العبرية»".
    قلت: إذا كان أول جيل ولد وتربى في إسرائيل ليس يهودياً!! إذن فماذا يكونون، هل أصبحوا عرباً؟ ولماذا لا زالوا يقتلوننا بنفس وحشية آبائهم؟؟!!، أليس كلام المسيري هذا من أعجب مشاهد التعاطف مع اليهود و حتى الإسرائيليين.

    الباب الثامن: إدعاء أنه لا توجد علاقة مباشرة بين دين اليهود وسلوكهم:
    حيث يقول في:م1/ ج1/ ب1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
    " وأوضحنا كذلك أن من المستحيل أن نفهم سلوك اليهود، وآلامهم وأشواقهم وخيرهم وشرهم، من الداخل، أي بالعودة إلى كتبهم المقدَّسة (التوراة والتلمود) أو شبه المقدَّسة (القبَّالاه) أو غير المقدَّسة (البروتوكولات كما يزعم المعادون لليهودية) أو بالعودة إلى تصريحات الصهاينة وغيرهم".
    قلت: لماذا مستحيل؟؟، هل لأن هذا سيقودنا لمعرفة ان حقيقتهم هي الخبث والمكر والتآمر؟؟، تماما كما تقودنا إلى ذلك أيضا المرجعية الإسلامية في القرآن الكريم في وصفه لليهود.
    م41/ب1/الرؤية الصهيونية للتاريخ:
    " والحديث عن التاريخ اليهودي، مثل الحديث عن «الأدب اليهودي» و«الشخصية اليهودية» وغير ذلك، يفترض أن العنصر الأساسي الذي يحرك اليهودي ويشكل شخصيته هو أساساً إيمانه بالدين اليهودي أو انتماؤه إلى التراث اليهودي. وفي هذا تقليل من شـأن اليهود، وتضـييق لإنسـانيتهم ومسـاهمتهم في الحضـارة البشرية".
    قلت: الأصل فيمن يريد الحكم على الفرق أو الأفراد بداية أن يأخذ بعين الاعتبار دراسة عقيدة الفرقة الفلانية أو الفرد الفلاني. وطالما أن سلوك اليهود يتفق مع عقائدهم التي في كتبهم، فلماذا يريد أن يفسر المسيري سلوكهم بأسباب أخرى؟، في حين لو كان سلوكهم يختلف عن عقيدتهم فهنا يجب البحث عن أسباب أخرى شخصية لتفسير ذلك، أليس هذا قمة التعاطف مع اليهود!!؟
    ويقول أيضاً: م6/ ج2/ب6/ التلمــود وأعضــاء الجماعــات اليهوديـــة:
    " يفترض المعادون لليهود الذين يهاجمون أعضاء الجماعات اليهودية بسبب ما جاء في التلمود، أن كل يهودي قد درس التلمود بعناية فائقة، وأنه يُخْضع كل حركاته وسكناته لما ورد فيه من تعاليم سلبية. لكن هذا تصوُّر ساذج وتبسيط آلي، فما يحدد سلوك فرد ما، يهودي أو غير يهودي، ليس كتبه الدينية ومُثُله العليا وحسب وإنما مركب هائل من الأسباب التاريخية (الاقتصادية والاجتماعية) التي تختلف باختلاف الزمان والمكان".
    قلت: أثبت الواقع إن العقائد والأيديولوجيا هي المحدد الرئيس للسلوك، أما تأثير العوامل الأخرى فهو ثانوي، لا كما يقول المسيري، إضافة إلى أنه ليس من الضروري أن يدرس كل يهودي التلمود الضخم بعناية، بل يكفي إطلاعهم على المبادئ الأساسية التي يمكن تلخيصها بوريقات قليلة عن العقيدة اليهودية.
    ويقول أيضاً: م2 / ج1/ ب4/ العزلة اليهودية:
    " «الانعزالية اليهودية» عبارة تفترض أن اليهود يعيشون في حالة عزلة عن الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها... ولا يمكن، بطبيعة الحال، إنكار أهمية بعض جـوانب النسـق الديني اليهودي مثل عقيدة الشــعب المختـار، وكذلك كثرة الشـعائر الدينية، في تشجيع اليهود على العزلة. وقد وصل هذا الاتجاه في النسق الديني اليهودي إلى ذروته في القبَّالاه اللوريانية الدينية، حيث تُطرح فكرة أن اليهود خُلقوا من طينة مغايرة للطينة التي خُلق منها البشر. ولكن علاقة الأفكار الدينية، وأية أفكار، بسلوك الإنسان ليست علاقة سببية بسيطة. فالأفكار لا تحدد سلوك الإنسان أبداً ولكنها تخلق لديه استعداداً كامناً أو قابلية ليسلك سلوكاً معيَّناً ويبتعد عن أنماط معينة من السلوك. كما أن من الصعب بمكان تحديد ما إذا كانت فكرة مثل فكرة الشعب المختار هي التي أدَّت إلى عزلة اليهود أو أن الفكـرة هي نتيجة هذه العزلة، أو أن العلاقة هي علاقة تأثير وتأثر، وما مدى التأثير وما عمق التأثر".
    قلت: إذا كان سلوك اليهود الإنعزالي أمر نتفق عليه مع المسيري، وإذا كان وجود العقائد والشعائر الدينية الداعية إلى ذلك أيضاً أمر نتفق عليه معه أيضاً، فلماذا يرفض أن تكون العقائد هي سبب العزلة، لماذا يصر على أسباب أخرى؟!
    - من أكبر الأدلة على بطلان كلامه هو اهتمام إسرائيل بالتلمود وطباعته ونشره وتعليمه:
    م5/ ج2/ ب6/ التلمود: تاريخ:
    " وقد صدرت في إسرائيل موسوعة تلمودية ضخمة تُسهِّل عملية الوصول إلى الأحكام الفقهية. ورغم ذلك، ففي إحصاء أُجري عام 1987، قرر 84% من الإسرائيليين أنهم لم يقرأوا التلمود قط ولم يطلعوا على أي جزء منه.
    وأثر التلمود والشرع التلمودي واضح في قوانين الأحوال الشخصية في إسرائيل، فالتشريعات التي تضبط قضايا الزواج والطلاق فيها لا تختلف عن الأحكام التلمودية الواردة في أسفار سدر ناشيم. وفي شئون الطلاق، لا يزال سفر جيطين المصدر الأساسي للأحكام المتعلقة بوثيقة الطلاق (جيط) التي يكتبها الزوج. وفي مسائل الزواج وتسجيل المواليد، لا تزال أحكام الشريعة التي حددها التلمود هي الشريعة السائدة، فاليهودي هو المولود لأم يهودية، أو من اعتنق اليهودية على يد حاخام أرثوذكسي. وعملية التهود ليست هينة، إذ يصر الحاخام على التقيد بالشعائر التلمودية، ومن بينها الحمام الطقوسي الذي يجب أن تخضع له الأنثى التي تريد التهود، فتدخل الحمام عارية تماماً، بحضور ثلاثة من الحاخامات وتحت أنظارهم.
    وكذلك تُطبَّق في إسرائيل الشرائع التلمودية الخاصة بقوانين الطعام والقـوانين الزراعية التي وردت في سـفر براخوت من سـدر زراعيم. ويُدرَّس التلمود في إسرائيل، وتقتصر الدراسة في المدارس والمعاهد الدينية على دراسته، كما أن جامعة بار إيلان تشترط على طلابها تحصيل معرفة تمهيدية بالتلمود".

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    الجزائر...بلد الإسلام والمسلمين
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...............

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصباح المنير مشاهدة المشاركة
    أهل السنة والجماعة من أعدل الناس مع من خالفهم, فينبغي عليك أيها الكريم الفاضل أن تقرأ ما كتبه المسيري بعد موسوعته, وأن تركز أكثر على آخر كتاباته, أما أن تحاكم الرجل على موسوعته ونحن نعلم طبيعة العمل الموسوعي إذ يصعب على الإنسان أن يلتزم بمنهجه الذي اختطه قبل البدء في الكتابة, والأمثلة على ذلك كثيرة تغني عن الذكر.

    جزاكم الله خيرا.
    أسمعت لو ناديت حيا.


    (سيدي الفاضل السليماني هذا ما استنتجته من عدم إكتراثك بتعليقات ونصائح إخوانك -فمعذرة إن أزعجك كلامي-ولكنها الحقيقة.)
    والله المستعان وهو الأعلم بما تخفي الصدور والقلوب.
    قال تعالى :{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    جزاكم الله خيراً

    وعدل أهل السنة لايلزم منه السكوت عن باطل الجهلة وأهل الأهواء

    من طعن في أنبياء الله عزوجل ومخالفة صريحة لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في حقيقة اليهود قتلة الأنبياء

    وكون الرجل جاهل بالشرع كالمسيري وأمثاله لايجيز له القول على الله بغير علم وهو أعظم من الشرك عن العلماء

    فيجب التحذير من هؤلاء الوراقين فجنايتهم على الشريعة عظيمة
    .

    ومايذكره الإخوان من قراءة للموسوعة ومعرفة آخر كلامه وغير ذلك ليس بلازم ومتعذر

    فمن نشر كلاماً وطبعه ثم اختصره بدون تغيير فهو راض به

    ومنهج السلف في ذلك واضح .


  18. #38
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    184

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    السلام عليكم
    أود التطرق إلى مسألة واحدة وهي كيف ألف المسيري موسوعته فما أعلمه أنه ليس الكاتب المباشر للمواضيع ولكنه صاحب الإطار العام والتصميم والإشراف ومراجعة المواد
    والله أعلم
    قال ابو العلاء:
    إذا قال فيك الناس ما لا تحبه*** فصبرا يفىء ود العدو إليكا
    وقد نطقوا مينا على الله وافتروا*** فما لهم لا يفترون عليكا؟

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    الباب التاسع: الصهيونية فكرة غربية لا يهودية!!!



    كثيرة هي مواقف المسيري الواضحة في موسوعته في التعاطف مع اليهود واليهودية، أما الصهيونية فهو يقول بأنه يناهضها، ولكنه (ربما بغير قصد) يتسبب بتعاطف القاريء معها أيضاً ﻷنه يهون من خطرها بشكل ما، ويرى أنها فكرة غربية غير نابعة من العقيدة اليهودية.




    يقول في:م5/ج2/ ب6/ الموضوعات الأساسية الكامنة في التلمود:

    " ورغم أن ثمة عناصر صهيونية في التلمود، إلا أنه لا يمكن القول بأنه تسبَّب في ظهور الصهيونية. فالصهيونية حركة سياسية تهدف إلى استعمار فلسطين عن طريق توطين عنصر سكاني غريب فيها، وتعود جذورها أساساً إلى الفكر الألفي الاسترجاعي البروتستانتي وإلى وضع اليهود داخل الحضارة الغربية كجماعة وظيفية وإلى الإمبريالية الغربية".




    م6 / ج3/ ب2/ اللوبي اليهودي والصهيوني: تلاقي المصالح الإستراتيجية بين العالم الغربي والدولة الصهيونية:




    " ويجب ألا يثير هذا الوضع دهشتنا فتاريخ الحركة الصهيونية ليس جزءاً من «تاريخ يهودي عالمي وهمي» ولا هو جزء من التوراة والتلمود (رغم استخدام الديباجات التوراتية والتلمودية) وإنما هو جزء من تاريخ الإمبريالية الغربية".




    م1/ ج1/ ب1/ حدود الموسوعة:




    " تُبيِّن الموسوعة أنه لا يوجد تاريخ للصهيونية مستقل عن تاريخ الحضارة الغربية الحديثة، ولا تاريخ للصهيونية غير اليهودية منفصل عن تاريخ الصهيونية بين اليهود، ولا تاريخ للصهيونية منفصل عن تاريخ العداء لليهود، ولا تاريخ للفكر اليهودي الغربي بمعزل عن تاريخ الفكر الغربي. ورغم إدراكنا للوحدة النهائية، إلا أننا طوَّرنا مفهوماً للوحدة الفضفاضة لا يَجُبُّ استقلالية كل ظاهرة عن الأخرى".




    م1/ج2/ب2/النموذج التصنيفي:




    " وهذه الموسوعة تطرح نموذجاً تفسيرياً جديداً، ومن ثم فإن منطقها التصنيفي مختلف عن الدراسات الأخرى. على سبيل المثال، نحن نرى أن الصهيونية حركة ليست ذات جذور يهودية وإنما حركة ذات جذور غربية استعمارية تهدف إلى تخليص أوربا من اليهود عن طريق توطينهم في فلسطين، ومن ثم فنحن نرى أنها لا تُوضَع (أو تُصنَّف) كمقابل ظاهرة العداء لليهود وإنما هي امتداد لها".




    م5/ج3/ب9/ الصهيونيــة وما بعــد الحداثــة:




    " والصهيونية، في جوهرها، حركة فكرية وسياسية غربية، أي أنها إفراز من إفرازات النموذج الغربي العلماني الشامل، ولذا فثمة علاقة بنيوية وثيقة بينها وبين ما بعد الحداثة، شأنها في هذا شأن معظم الحركات الفكرية السياسية الغربية. بل إنه يمكننا القول بأن كثيراً من مقولات ما بعد الحداثة، كحركة فلسفية متبلورة، كانت قد تبدت في الفكر الصهيوني قبل ظهور ما بعد الحداثة".




    قلت: لاحظ معي كيف يحمّل المسيري الغرب والإمبريالية كل إفسادات اليهود وسوء أخلاقهم، وقد تكرر هذا الأمر منه كثيراً،


    ومن رصد ذلك نرجح أن المحرك الأول للمسيري في دراسة اليهودية والصهيونية هو الفكر الماركسي وليس المرجعية اﻹسلامية، فلو أخذ بها لأخذ بكتاب الله وما أخبر عن سوء خلق اليهود.



    لذا فقوله: "أنا ماركسي على سنة الله ورسوله"


    هي ربما لذر الرماد في العيون وللخداع، فالذي يبدو من فكره أنه ماركسي، والماركسية هي يهودية الأصل والفصل،



    أما الإلحاد الموجود في الماركسية فليس أمرا أساسيا فيها، وما هو إلا دجل ينشره اليهود بين الناس فقط من دونهم، فعقيدتهم تبيح لهم التظاهر بالإلحاد وبالإباحية والإفساد تقربا الى الله بزعمهم، ل


    كن بعد فشل اﻹلحاد في اجتذاب الناس للفكر الماركسي تخلى قادة الماركسية عنه، وﻷن حتى بعد التخلي عن الإلحاد لم ينجحوا كثيرا، فقد اضطروا لركوب موجة الدين، لنشر جوهر الماركسية المتلبس بلباس ديني،


    فهل كان المسيري يطبق ذلك بتظاهره بالمرجعية اﻹسلامية في الظاهر واعتماد الفكر الماركسي في واقع اﻷمر؟؟!! .




    ثم يتجاهل المسيري في هذا التحليل الحقيقة التي مفادها أن اليهود أينما حلوا وبأي جنسية تجنّسوا يبقى ولاؤهم الأول للعقيدة اليهودية والشعب المختار والعودة لأرض الميعاد، وذلك رغم أنه يعترف بهذه الحقيقة في موضع آخر من الموسوعة ويعترف أيضاً بأن هذه العقيدة هي المسؤولة عن الصهيونية وقيام دولة لإسرائيل ودعم يهود العالم لها.



    يقول في:

    م5 / ج1/ب4/ إشكالية علاقة اليهودية بالصهيونية:




    " ولكن السبب الأساسي الذي أدَّى إلى نجاح الصهيونية في تحقيق أهدافها هو تصاعُد معدلات الحلولية داخل اليهودية. وتدور الرؤية الحـلولية الكمونية حـول ثلاثة عناصر: الإله والإنسان والطبيعة. وفي إطار الحلولية اليهودية، يتحول الإنسان إلى الشعب اليهودي، وتتحول الطبيعة إلى الأرض اليهودية (إرتس يسرائيل ـ أرض الميعاد)، أما الإله فيتحوَّل إلى المبدأ الواحد الذي يحل فيهما معاً. ولا تختلف هذه الرؤية الحلولية الكمونية عن الصهيونية إلا في بعض التفاصيل وفي الطريقة التي تُسمَّى بها العناصر التي تكوِّن دائرة الحلول".




    قلت: إذن ها هو يناقض نفسه مرة أخرى، مع العلم أن كلامه الأول هو السائد والمعبر عن رؤيته، أما الكلام الأخير فهي حقائق في الزوايا أبت إلا أن تظهر وهي نادراً ما تظهر، وربما يكون السبب أن هنالك أجزاءً من موسوعة المسيري كتبت من أكثر من شخص، بحيث ظهرت بعض الحقائق عن سوء أفعال اليهود وبعض الحقائق التي ضربت أختها وتناقضت معها.

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود

    <b>
    الباب العاشر: نفي الجوهر اليهودي:
    </b>

    <b></b>

    يصرّ المسيري في كافة موضوعات موسوعته وتحليلاتها على القول بعدم وجود "جوهر يهودي" وعدم وجود ما يعني الجوهر اليهودي من نتائج مثل أنهم لا انتماء لهم ويعتقدون بعقيدة شعب الله المختار ويتآمرون على غيرهم...ألخ، وهذا من أكبر تعاطفاته مع اليهود. وهذا مثال صارخ كيف أن المسيري ينفي الجوهر اليهودي، رغم اعتراف فرويد عالم النفس اليهودي به، حيث يقول في:م2/ ج1/ ب1/ الجوهـر اليهودي Jewish Essence :
    " «الجوهر» هو مجموعة الخصائص الثابتة في ظاهرة ما أو هو ما لا يتغيَّر بتَغيُّر المكان أو الزمان. وفكرة الجوهر اليهودي الخالص (الثابت) هي فكرة كامنة وراء عديد من المفاهيم والمصطلحات والنماذج التفسيرية المُستخدَمة في دراسة الجماعات والعقائد اليهودية، مثل: «التاريخ اليهودي»، و«الشخصية اليهودية»، و«العبقرية اليهودية»، و«الجريمة اليهودية»، و«الشعب اليهودي»، و«العرْق اليهودي»، و«الإثنية اليهودية». فكل هذه المصطلحات تفترض وجود هذا الجوهر اليهودي الخالص الثابت الذي يجعل من يهودية اليهودي النقطة المرجعية الأساسية لتفسير سلوكه. ..




    وهذا النموذج التفسيري الذي يفترض وجود الجوهر اليهودي، هو نموذج صهيوني بشكل واع أو غير واع حيث إن كلاًّ من الصهاينة والمعادين لليهود يُسقطون عن اليهود إنسانيتهم ولا يرونهم بشراً يتسمون بالقدر نفسه من الخير والشر الذي تتسم به بقية البشر. لكن مفهوم الجوهر اليهودي هو تعبير عن نموذج اختزالي عنصري، مقدرته التفسيرية منخفضة للغاية، إذ أنه يستبعد كثيراً من تفاصيل الواقع ومستوياته وبنيته. .. وقد يكون هناك بعض الأنماط المتكررة والسمات المشتركة التي تسم وجود كثير من الجماعات اليهودية. ولكن هـذه السمات ليست أساسية، وبالتالي فإن مقدرتها التفسيرية ضعيفة. وهذه السمات مرتبطة بعشرات التفاصيل والسمات الأخرى النابعة من البيئات المختلفة التي يوجد فيها أعضاء الجماعات اليهودية."



    قلت:


    كالعادة، يتهم أي شيء من حقائق صفات اليهود بأنه مفهوم صهيوني اختزالي عنصري، وكأنها لم تكن معروفة لأحد قبل ظهور الصهيونية!!،


    لكن بالرغم من ارتباط اليهود وتاريخهم بكثير من البيئات والأزمنة المختلفة، فإن جوهر سلوكهم التآمري ضد غير اليهود هو ذاته، أما الإختلاف في التفاصيل والحيثيات فهو عائد لاختلاف الزمان والمكان،



    مثلاً جوهر تآمرهم في عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو نفسه في هذا الزمان سواء في روسيا أو في أوروبا أو في أمريكا أو في فلسطين أو في تركيا من قبل بالقضاء على الخلافة أو ألخ..،

    وهو نفسه في زمن عيسى (عليه الصلاة والسلام)

    حيث تآمروا في محاولة صلبه، أما التفاصيل والحيثيات فهي التي تختلف باختلاف الظروف والزمان وليس الجوهر.


    ويرد عليه عالم النفس اليهودي الملحد فرويد، وهذه النصوص المقتبسة أوردها المسيري في موسوعته:

    م 3/ج2/ب14/ البعد اليهودي في رؤية فرويد:
    "... فقد أشار أحد أصدقائه إلى درجة ابتعاده عن « دين آبائه » بل عن كل دين آخر، وإلى أنه نبذ كل الخصائص المشتركة مع « قومه »، ثم سأله: « أي شيء تَبقَّى لك من اليهودية؟ »


    (وهو سؤال شديد الوجاهة، لم تتمكن الدولة الصهيونية حتى وقتنا هذا من الإجابة عليه: من اليهودي؟).



    وكان رد فرويد مبهماً إلى أقصى حد: "لم يبق لي الكثير منها، ولكن ما تَبقَّى على الأرجح هو الجوهر".


    ولكن يظل السؤال هو: ما هذا الجوهر اليهودي، الذي بقي بعد أن تساقط كل شيء آخر؟ لم يستطع فرويد الإجابة على هذا السؤال إذ أكد: "أنه يعجز عن تفسير هذا الجوهر"..".

    قلت: لا يهمنا هنا أن المسيري اعتبر كلامه مبهما، فهو مبهم عنده لأنه ينكر مسبقاً وجود الجوهر اليهودي،


    أما لدينا فهذا الجوهر اليهودي معروف وبديهي ومذكور في المرجعية الإسلامية في القرآن، ونعتبر كلام فرويد هذا اعترافاً أو زلة لسان انكشفت منها الحقيقة، وهو ليس بعاجز عن تفسيره بل حاول إخفاءه بعد أن أخطأ بكشفه.



    رقم الصفحة / يقول د. علي خليل في كتابه : "اليهودية بين النظرية والتطبيق- مقتطفات من التوراة والتلمود" في الفصل الثالث - الغدر والخيانة،- الانحلال الخلقي:



    "إنّ من يقرأ الأسفار التوراتية، يخلصُ إلى نتيجة مفادها أنّ الغدر والخيانة والانحلال الخلقي كانت من الثوابت التي سار عليها أسلاف اليهود اليوم، وهذه الثوابت جوهرية في الفكر الديني اليهودي.



    فقد بنيت اليهودية على مبدأ التوّجس من الأغيار والاستعلاء والعدوان والعنصرية. وهذه النزعات لا بدّ وأن تطبع الروح اليهودية بصفات الغدر والخيانة والانحلال الخلقي، فاليهودي يحقّ له أن يسرق.. لكن ليس يهودياً مثله، بل أي شخص من الأغيار، وكذلك الأمر بالنسبة للزنى والقتل والغدر والخيانة وغيرها.



    من هذه الزاوية الضيّقة يتعامل اليهود مع الأغيار، إنّها ثوابت جوهرية من أصول الدين اليهودي المدّون في كتابي التوراة والتلمود والذي يُدّرسُ في مدارس إسرائيل اليوموفي المدارس الخاصّة لليهود في أماكن إقاماتهم في دول العالم . وعليه يتربى الأطفال اليهود،



    لتنمو في عقولهم الباطنة أفكار اللامساواة والعدوان والغدر والتوّجس والاستعلاء والعنصرية" أ . هـ.‏




    ويقول المسيري أيضاً في: م 3/ ج1/ب3/ المســألة اليهوديـــةThe Jewish Question :



    "«المسألة اليهودية» مصطلح يتواتر في الكتابات الصهيونية وفي غيرها بصيغة المفرد، وهو مصطلح يفترض أن ثمة مشاكل محدَّدة ثابتة لا تختلف تقريباً باختلاف الزمان والمكان، يواجهها اليهود وحدهم ولا يواجهها غيرهم من أعضاء الجماعات أو الأقليات الدينية أو الإثنية...



    ... هو أمر يتناقض مع الواقع التاريخي الحي المركب. فالمشاكل التي واجهها يهود الإمبراطورية الرومانية هي جزء من تاريخ هذه الإمبراطورية، والمشاكل التي واجهها يهود المدينة أيام الرسول (عليه الصلاة والسلام) ناجمة عن وجودهم داخل التشكيل الحضاري الإسلامي في الجزيرة العربية، كما أن المشاكل التي واجهها يهود روسيا في القرن التاسع عشر الميلادي كانت نابعة من وجودهم داخل التشكيل السياسي الروسي في عهد القيصرية، تماماً كما أن المشاكل التي واجهوها بعد عام 1917 هي جزء من تاريخ روسيا السوفيتية. أما من هاجر من يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة، فقد أصبح تاريخه وكذلك مشاكله جزءاً من تاريخها. ومع أن هذا لا ينفي وجود مشاكل خاصة نابعة من خصوصية وَضْع أعضاء الجماعة اليهودية داخل هذه التشكيلات، فإنه لا يوجد عنصر مشترك واحد يجمع بين هذه المشاكل الخاصة، إذ أن هذه الخصوصية نفسها مستمدة من طبيعة علاقة الجماعة اليهودية بالمجتمع الذي تعيش في كنفه (وتتشكَّل في إطاره) وليس لها علاقة بخصوصية يهودية تشمل كل اليهود...

    ...كما أن تواتر المسائل اليهودية داخل المجتمعات البشرية لا يعني بالضرورة أن هذه المسائل متشابهة أو أن الواحدة لها علاقة بالأخرى. فقد تتشابك المسائل كما حدث حينما هاجر يهود اليديشية بأعداد كبيرة إلى ألمانيا وقوضوا وضع يهود ألمانيا ومكانتهم. ولكن، مع هذا، تظل كل مشكلة أو مسألة يهودية مستقلة ولا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى سياقها التاريخي والحضاري والاجتماعي".



    قلت:


    إن مصطلح "المسألة اليهودية" يشير في الواقع لمشكلة يهودية رئيسة واحدة مشتركة عندهم بغض النظر عن مشاكلهم الثانوية المختلفة، وهي تطبيق عقيدتهم الباطلة بأنهم "الشعب المختار، والأرض ملك لهم، والبشر حيوانات لخدمتهم، والعودة لصهيون"، ف


    المشكلة أن هذه العقيدة غير مطبقة على الواقع لذا يريدون تطبيقها وهم يواجهون صعوبات كبيرة وكثيرة، ولن يتمكنوا من ذلك إن شاء الله.



    أما كلام المسيري هذا عن المسألة اليهودية فهو غالبا يؤدي لخلط وتضييع للحقيقة، ويدل على مدى ما وصلت إليه نتائج أفكاره من احتراف رفيع في خلق التعاطف مع اليهود لدرجة قد تصل للدفاع عنهم برأي بعض من اطلعوا على فكره.



    ويقول المسيري أيضاً في نفي الخصوصية اليهودية: م2 / ج1 / ب4/ الخصوصية اليهودية Jewish Specifcity:



    "«الخصوصية اليهودية» تعبير ينطلق من أن هناك سمات وخصائص ثابتة يُفتَرض أنها مقصورة على أعضاء الجماعات اليهودية ومن ثم تمنحهم خصوصيتهم. وهذه الفكرة كامنة في جميع الأدبيات الصهيونية والأدبيات المعادية لليهود، إذ أن كلاًّ منهما يرى أن ثمة طبيعة بشرية يهودية أو تاريخاً يهودياً خاصاً مقصوراً على اليهود. ولكن دارس الجماعات اليهودية في العالم سيرى أن مفهوم الخصوصية اليهودية ليس له ما يسنده في الواقع، إذ يتسم أعضاء الجماعات اليهودية، بل والنسق اليهودي الديني ذاته، بعدم التجانس...
    لكل هذا، لا يمكن الحديث عن خصوصية يهودية واحدة عالمية مُستمَدة من معجم حضاري واحد، بل يمكننا أن نقول إن هناك خصوصيات يهودية شتى اكتسبها أعضاء الجماعات اليهودية لا من تراث يهودي عالمي أو من خلال حركيات حضارية يهودية عامة، وإنما من خلال التفاعل مع عدة تشكيلات حضارية، ومن خلال التكيف معها بطرق مختلفة، ومن خلال الاندماج فيها في نهاية الأمر....
    ...وقد يُقال إن ثمة رابطة دينية قوية بين أعضاء الجماعات اليهودية، وإن الخصوصية اليهودية تكمن في هذه العقيدة الفذة. ولكننا لو دققنا النظر لوجدنا أن العقيدة اليهودية لا تختلف كثيراً عن الإثنية اليهودية، فالعقيدة اليهودية ذاتها تأخذ شكل تركيب جيولوجي غير متجانس تتراكم داخله أنساق دينية مختلفة، بعضها توحيدي وبعضها الآخر حلولي أو تشاوبي (انظر الباب المعنون «اليهودية باعتبارها تركيباً جيولوجياً تراكمياً»).
    والرؤية اليهوديـة في الصـين اكتسـبت مضموناً صينياً صريحاً، وانغمس اليهود تحت تأثير الكونفوشيوسية ... وفي الهند تأثرت اليهودية بنظام الطوائف المغلقة وبالعديد من الشعائر الخاصة بالنجاسة، تحت تأثير الهندوكية. أما في إثيوبيا، فقد تأثرت اليهودية هناك بكل من الإسلام والمسيحية، ... ألخ، وقد حدا هذا ببعض الدارسين إلى الحديث عن «يهودية كاثوليكية»، و«يهودية بروتستانتية»، و«يهودية إسلامية»، ويمكن أن نضيف «يهودية كونفوشيوسية» وأخرى «هندوكية» وثالثة «أفريقية»، فهذه كلها يهوديات تستمد خصوصياتها من محيطها الديني".



    قلت:




    رغم كل هذا التأثر بالبيئات المحيطة، ورغم ما يسميه التركيب الجيولوجي للعقيدة اليهودية، إلا أنه ظل هناك جوهر واحد مشترك لدى أغلبية اليهود وهو عقيدة الشعب المختار الحلولية،


    كما أن يهود الصين والهند وأثيوبيا وإيران وغيرهم، لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة جداً من اليهود بالنسبة ليهود السفارد ويهود الإشكناز ويهود العالم العربي.



    وإليك هذه الحقائق التي تناقض رأيه أوردها المسيري في مواضع أخرى من الموسوعة نفسها ففي:



    م 1/ ج2/ ب2/ نموذج التركيب الجيولوجى التراكمى، يقول:



    " وتوجد داخل العقيدة اليهودية طبقات مختلفة متصارعة أهمها الطبقة التوحيدية والطبقة الحلولية الكمونية. وتاريخ اليهودية هو تاريخ الصراع بين هاتين الطبقتين والذي انتهى بانتصار الحلولية الكمونية وهيمنتها.".



    م 5/ ج1/ ب1/ اليهـــودية: بعض الإشـكاليات:



    " رغم أن العقيدة اليهودية تتضمن نزعة توحيدية قوية، إلا أن معدلات الحلولية أخذت تتصاعد داخلها حتى أصبحت الطبقة الحلولية (داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي) أهم الطبقات طراً، وانتهى الأمر بأن هيمنت الحلولية على العقيدة اليهودية فأصبحت عقيدة توحيدية اسماً، حلولية فعلاً، وأصبحت عقيدة ذات نزعة غنوصية قوية".



    م 5/ ج1/ ب1/ اليهــودية باعتبارهـا تركيبــاً جيولوجــياً تراكمــياً: التعـريف:
    " ومع هذا، يمكننا أن نقول إن أهم الطبقات داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي هي الطبقة الحلولية التي ترى الإله حالاًّ في الكون (الإنسان والطبيعة) كامناً فيهما، وهو ما يؤدي إلى الواحدية (المادية) الكونية التي تنكر التجاوز على الإله بحيث يصبح لا وجود له خارجها".
    قلت:

    كل هذه النصوص تفيد بأن ما يسميه "التركيب الجيولوجي التراكمي" لطبقات التلمود والعقيدة اليهودية, قد تغلبت فيه طبقة العقيدة الحلولية "عقيدة حلول الإله في الشعب المختار"


    وسادت على باقي الطبقات والعقائد، وهذا يعود بنا إلى إثبات صحة وجود رابطة دينية قوية موحدة بين اليهود, وهي العقيدة الحلولية الغالبة, وأن الخصوصية اليهودية تنبع منها.



    أي أن الخصوصية اليهودية تنبع من رابطة دينية مكونة من الطبقة الحلولية "عقيدة شعب الله المختار" المهيمنة على باقي الطبقات والعقائد اليهودية المختلفة في التلمود وذلك ثابت حتى باعتراف المسيري.



    ويقول أيضاً في موضوعات مشابهة للخصوصية اليهودية: م 21/ ب1/طبيعـــــة اليهــــــود The Nature of the Jews :



    "«طبيعة اليهود» عبارة تتواتر في كثير من الدراسات التي تُكتَب عن الجماعات والعقائد اليهودية، وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً كامناً في أي يهودي يُعبِّر عن نفسه من خلال «طبيعة يهودية» ويتجلى في العقائد اليهودية ويحدِّد رؤية اليهود للواقع وسلوكهم.



    ولذا، فإن أعضاء الجماعـات اليهودية ـ حسب هذا المفهوم ـ يعملون بالتجارة والربا والأمور المالية بسبب طبيعتهم، وهم يعيشون في عزلة ويرفضون الاندماج للسبب نفسه. لكن هذا المفهوم تعبير عن نموذج تفسيري اختزالي عنصري يتبناه الصهاينة والمعادون لليهود، ويُبْرز اليهود كتجمع بشري يتمتع بقدر عال من الوحدة والاستقلال وله حركيات مستقلة عن بقية البشر. وغني عن القول أن هذا المفهوم يُفسِّر الواقع كله بصيغة واحدة بسيطة جاهزة، ومن ثم فهو يتجاهل واقع أعضاء الجماعات اليهودية المُركَّب غير المتجانس، وهو واقع لا يخضع لقانون عام ولا ينضوي تحت نمط متكرر واحد".
    م 21/ ب2/ الاســتقلال اليهــوديJewish Independence :
    "«الاستقلال اليهودي» عبارة تفترض أن لليهود شخصيتهم اليهودية المستقلة وتاريخهم اليهودي المستقل عن تواريخ الأغيار. وتشير الأدبيات الصهيونية إلى مؤسسات الإدارة الذاتية، مثل القهال ومجلس البلاد الأربعة، باعتبارها مؤسسات الحكم الذاتي، كما تشير إلى اللهجات التي يتحدث بها أعضاء الجماعات اليهودية باعتبارها لغات اليهود. وتستند كل من العقيدة الصهيونية ونزعة معاداة اليهود إلى المفهوم الواحد نفسه، فيتحدث أعداء اليهود عن حب اليهود للعزلة ورفضهم الاندماج وتفضيلهم الجيتو على الحياة مع الأغيار، بل ويتحدثون عن سمات جوهرية داخل الطبيعة البشرية اليهودية تجعلهم مستقلين عن باقي البشر ومختلفين عنهم. ومن المفارقات أن القبَّالاه اللوريانية تذهب إلى درجة من التطرف حيث تطرح تصوراً لليهود باعتبارهم قد خُلقوا من عجينة مغايرة لتلك التي خُلق منها الأغيار، وهذا يتناقض مع قصة الخلق في العهد القديم.
    وغني عن القول أنه لا يوجد استقلال يهودي، إذ تدل القرائن التاريخية على أن أعضاء الجماعات اليهودية اندمجوا وانصهروا في مجتمعاتهم ، وأن ما يتمتع به أعضاء الجماعات اليهودية من استقلال أو انفصال نسبي عن مجتمع الأغلبية لا يختلف بأية حال عما يتمتع به أعضاء أية أقلية دينية أو إثنية في أي مجتــمع، وخصــوصاً في المجتمعات التقليــدية. ويعود شيــوع مفهــوم مثل مفهــوم اســتقلال اليهــود إلى اضطــلاع أعضــاء الجماعات اليهودية في كثير من المجتمعات، خصوصاً في العالم الغربي، بوظيفة الجماعة الوظيفــية التـي يعيــش أعضـاؤها في عزلــة عن بقــية أعضاء المجتمع".
    قلت: للوهلة الأولى يبدو استقلال اليهود لا يختلف عن الأقليات الأخرى، ولكن الواقع أنهم يشكلون دولة داخل الدولة، بل وأحياناً إمبراطورية، والجميع يعلم ذلك ويقر به إلا المسيري!!، فلماذا؟؟،


    ويقول أيضاً في:
    م 2/ ج1/ ب2/ الوعــــي اليهــــوديJewish Consciousness :
    "«الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه، وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان). ومثل هذه النظرة تتجاهل عدم تجانس الجماعات اليهودية، وخاصيتها الأساسية كتركيبة جيولوجية، وانفصالها الواحدة عن الأخرى عبر التاريخ. كما تتجاهل الصراعات الحادة التي نشبت بين هذه الجماعات، لا بسبب اختلاف المصالح وحسب وإنما بسبب اختلاف الهوية والرؤية. وفي الحقيقة، فإن الصراع بين السفارد والإشكناز، ذلك الصراع الممتد منذ القرن السابع عشر حتى الوقت الحاضر، هو تعبير عن هذا الاختلاف الذي يجعل من مقولة الوعي اليهودي الواحد أمراً محالاً".
    م 2/ ج1/ ب2/ عـدم الانتماء اليهـوديJewish Rootlessness:
    "«عدم الانتماء اليهودي» عبارة تفترض وجود انتماء يهودي مستقل للجماعة اليهودية يتبدَّى في شكل ولاء كامل للشعب اليهودي وعدم انتماء للشعوب أو الأوطان الأخرى. ونحن نرى أنه إن كان ثمة انتماء يهودي فهو انتماء إلى العقيدة أو العقائد اليهودية، إذ لا يوجد تراث أو ماضٍ يهودي مشترك، فماضي أو تاريخ كل جماعة يهودية هو ماض أو تاريخ المجتمع الذي توجد فيه.
    ومن الإشكاليات الأساسية التي تُثار في الأدبيات الغربية (اليهودية وغير اليهودية) إشكالية الانتماء اليهودي. وقد طُرح السؤال منذ البداية كما يلي: هل ينتمي اليهودي إلى الجنس البشري ككل أم إلى الشعب اليهودي المختار أو (المقدَّس)؟ وهل الخالق هو إله اليهود وحدهم (كما يتصور بعض اليهود) أم إله العالمين؟ والإجابة القاطعة عن هذا السؤال داخل النسق الديني اليهودي غير ممكنة؛ فهناك من القرائن ما يؤيد النزعة العالمية والانتماء إلى الجنس البشري، وهناك من القرائن ما يساند الرأي المناقض. ففي تراث القبَّالاه، أصبح التمييز بين الشعب اليهودي والأغيار حاداً إلى أقصى درجة، حتى أن القبَّاليين ذهبوا إلى أن اليهود قد خُلقوا من طينة مختلفة عن تلك التي خُلق منها بقية البشر وإلى أن الأغيار خُلقوا على شكل الإنسان حتى يمكنهم القيام بخدمة اليهود. وفي فكر الاستنارة، وفي اليهودية الإصلاحية، بل وفي التلمود ذاته، ما يناقض هذا الموقف، وذلك بالتأكيد على الانتماء الإنساني العالمي لليهود".
    قلت: رغم الإختلافات في التلمود فإن الغالب فيه هو عقيدة الحلول، أي حلول الإله في الشعب اليهودي وحده أو الشعب المختار، وهذه العقيدة هي الغالبة أيضاً بين اليهود، رغم وجود ما يناقضها ولكنه قليل، وذلك كما أوردت في النصوص السابقة، ويقول أيضاً في:



    م 2/ ج1/ ب2 / الـولاء اليهـودي المـزدوج Jewish Double Loyality:
    "«الولاء اليهودي المزدوج» مصطلح يستخدمه المعادون لليهود والصهاينة الذين ينطلقون من الإيمان بأن اليهود لا يدينون بالولاء إلا لوطنهم القومي ومصالحهم اليهودية، لأنهم لا جذور لهم في مجتمعاتهم ولا ينتمون إليها انتماءً حقيقياً، فاليهود شعب عضوي مرتبط بأرضه. لذلك فهم دائماً موزعو الولاء، يمارسون إحساساً عميقاً بازدواج الولاء.
    ... يشير أعداء اليهود إلى قرائن عدة تدل على عدم انتماء اليهود مثل كمية الأموال التي تُرسل إلى إسرائيل من أعضاء الجماعات اليهودية في العالم وتحديد هذه الجماعات اليهودية لمواقفها السياسية بطريقة تتفق ومصالح إسرائيل، ووقوف كثير من المفكرين اليهود الليبراليين والثوريين ضد حرب فرنسا في الجزائر وحرب الولايات المتحدة في فيتنام في الوقت الذي يؤيدون فيه إسرائيل في حروبها العدوانية ضد العرب.
    ولا يمكن الحديث عن ولاء يهودي محدد ومطلق، فولاء أعضاء الجماعات اليهودية يتحدد بحسـب مركب تاريخي طبقي إنسـاني أخلاقي، كما لا يمكن تحديد كيفية تصرف أعضاء الجماعات اليهودية مسبقاً، وكأنهم كائنات بسيطة تعيش بمعزل عن التاريخ الإنساني. وتدل تواريخ أعضاء الجماعات اليهودية على أن ازدواج الولاء ليس سمة أساسية أو لصيقة بهم، وعلى أنهم في كثير من الأحيان أخلصوا لأوطانهم (التي يعيشون في كنفها) وانتموا إليها انتماءً كاملاً واندمجوا فيها، وتمثلوا قيمها واستبطنوها تماماً...


    وعلى كل حال، لم يكن هناك احتمال لازدواج الولاء لعدم وجود حكومة أو دولة يهودية يدين لها اليهودي بالولاء."




    قلت: لكن تاريخ اليهود يدل على أنهم كانوا دائماً دولة داخل الدولة، وكلامه هذا قد يدل على شدة تعصبه وتعاطفه مع اليهود،

    فرغم اعترافه ببعض الحقائق عنهم إلا أنهم يجب أن يكونوا في تحليله الأخير ملائكة أطهاراً !!.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •