تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حكم نتف الحواجب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    191

    افتراضي حكم نتف الحواجب

    بسم اللهالرحمن الرحيم
    حكم نتف الحواجب
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علىسيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الأمينeوعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأزكي تسليم ، ثم أما بعد ،،،
    لعل عنوان هذا المقال غريب إلى حدما ، لكن يا ترى لماذا هو غريب؟
    أقول:ليس له إلا جواباً واحداً ، وهو : أنه لغفلة كثير من الناس عنه، ولا أبالغ إن قلت : تهاون كثير من الناس فيه.
    لذلك :قبل الشروع في المقصود من كلامي في هذا الأمر ، افتتح القول بدليلين مع شرحهما، وهما :

    الأول: من القرآن الكريم:
    قول اللهعز وجل -: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 31 ) {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }.{ سورة آل عمران الآيات: ( 31-32 ) }.
    ­ قال الإمام ابن كثير –رحمه الله- :هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله ، " وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌرَّحِيمٌ " أي : باتباعكم الرسولe، ثم قال تعالى آمراً لكل أحد من عام وخاص " قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْا ْ" أي: خالفوا عن أمره " فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب اللهويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي. { المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير . ( ص:214 ) }.
    ­ وقال الشيخ السعدي – رحمه الله- :هذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها،فقال " قل إن كنتم تحبون الله " أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لا بد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن، فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى،وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته، ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له إتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها، وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، وقال: بل يدخل في طاعته وطاعة رسوله اجتناب ما نهى عنه، لأن اجتنابه امتثالا لأمر الله هو من طاعته، فمن أطاع الله ورسوله، فأولئك هم المفلحون. { تيسير الكريم الرحمن( ص:128 ) }.

    الثاني: من السنة النبوية:
    الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم – رحمه الله- في صحيحه بسنده إلى أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول اللهe " مَنْ عَمِلَ عَمَلًالَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ رَدٌّ ". { أخرجه البخاري برقم ( 2697 )، ومسلم برقم ( 4383 ) و ( 4384 )، وأبو داود برقم ( 466 ) ،وابن ماجة برقم ( 14 )، وأحمد برقم ( 26092 ) واللفظ لمسلم }.


    ­ قال الإمام ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : " لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا " إشارة إلى أن أعمال العاملين كلهم ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة ، وتكون أحكام الشريعة حاكمة عليها بأمرها ونهيها فمن كان عمله جارياً تحت أحكام الشرع موافقاً لها فهو مقبول ، ومن كان خارجاً عن ذلك فهو مردود. { جامع العلوموالحكم ( ص:69 ) }
    ­ وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله- :من عمل أي عمل سواء كانعبادة ، أو كان معاملة أو غير ذلك ، ليس عليه أمر الله ورسوله فإنه مردود عليه ،وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام دل عليه قوله تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِيمُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنسَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.{ الأنعام الآية:153 }.وقد اتفق العلماء –رحمهم الله- أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:
    أولهما:الإخلاص.
    والثاني:المتابعة للرسولe.{ الشرح الكبير على الأربعينالنووية ( ص:151 ) }.
    ­ أقول:لعله من خلال هذين الدليلين يتضح أتم الوضوح ، بأنه واجب عليك اتباع شريعة محمدeمن غير زيادة ولانقصان ، فشريعة الله قد اكتملت منذ سالف الأزمان فما عليك أيها المسلم إلا أن تكون طائعاً لله ربك ، متبعاً لمحمدٍ نبيكe.

    وابدأبالبيان عن الموضوع الذي حديثنا بصدده ، سائلا الله التوفيقوالإعانة.

    اعلم أيها القارئ الكريم :أن شريعة محمدeهي من أعظم الشرائع التي من سار عليها بقلب صادق مخلص باحث عن الحق ، فإن الله سبحانه وتعالى سيهيئ له من كل أمرٍ رشداً ، وسيرى بإذن الله نور الحق والهدى.

    لذلك :لماذاابتلينا في هذه الأزمنةبأن بعض القلوب قد تحجرت عن فهم بعض النصوص المحمدية حق فهمها كما فهمها سلفناالصالح – رضوان الله عليهم- ، رغم أن بعض النصوص بل غالبها واضح من تلقاء نفسه ولايحتاج إلى بيان؟ولماذاأصبحنا نفهم بعض النصوص الشرعية على مرادنا وفهمنا ؟ ولماذاوصل الحال ببعض المتقاعسين ، أن يقول : أنا لا شأن لي بذلك ، فلان أفتاني!! وهو يتحمل الإثم؟ وأنتيا مسلم ، أين عقلك الكريم، الذي أكرمك الله به ، وجعلك مميزاً به عن غير دوابالأرض.
    يا عبدالله .. يا مسلم..اتق الله فأنت محاسب على كل ذنب صغيراً كان أم كبيراً، وفقني الله وإياك إلى طريق الحق و الهداية ، وأبعد الله عني وعنك شر الباطل والغواية.

    روى الإمام مسلم-رحمه الله- في صحيحه بسنده إلى عبد الله بن مسعودtقال: " لَعَنَ اللَّهُالْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِ مَاتِ وَالْمُتَنَمِّص َاتِ وَالْمُتَفَلِّج َاتِلِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تعالى ، وَمَا لِى لاَ أَلْعَنُ مَنْلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ في كِتَابِ اللَّهِ ، وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ". { أخرجه البخاري ( 4886 ) و ( 4887 ) و ( 5931 ) و ( 5939 ) و ( 5943 ) و ( 5948 ) و مسلم برقم ( 5466 )، وأبو داود برقم ( 4169 )،والترمذي برقم ( 2782 ) ، والنسائي برقم ( 5252 )، وابن ماجه برقم ( 1989 )، و أحمدبرقم ( 4343 ) و ( 4434 ) }.

    ومقصودنا من الحديث كلمة( الْمُتَنَمِّصَا تِ )وقد ورد في بعض روايات أخرىللحديث لفظ( الَْنَامِّصَةِ )و( الْمُتَنَمِّصَة ِ )، وسنأتي لبيان هاتينالكلمتين مع توضيحهما ، ونقل كلام العلماء عليهما ، مع ذكرحكم النمص.

    ­ قال الإمام ابن حجر العسقلاني-رحمه الله- :و النماص إزالة شعر الوجه بالمنقاش ويسمى المنقاش منماصاً لذلك ويقال إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما قال أبو داود في السنن النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه ذكر فيه حديث بن مسعود الماضي في باب المتفلجات قال الطبري لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن لا للزوج ولا لغيره. { فتح الباري شرح صحيح البخاري( 13/395 ) }.
    ­ وقال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- :لا يجوز أخذ شعر الحاجبين ، ولا التخفيف منهما ، لما ثبت عن النبيeأنه لعن النامصةوالمتنمصة. { فتاوى كبار علماء الأمة في المسائلالعصرية المهمة ( ص:135 ) }.
    ­ وقال الشيخ محمد بن صالحالعثيمين –رحمه الله- : إزالة شعر الحاجبين إن كان بالنتف ، فإنه هو النمص ، وقد لعن النبيeالنامصة والمتنمصة ،وهو من كبائر الذنوب ، وخص المرأة لأنها هي التي تفعله غالباً للتجمل ، وإلا فلو صنعه رجل لكان ملعوناً كما تُلعن المرأة والعياذ بالله .{ أسئلة تهم المرأة.( ص:54 ) }.
    ­ وقال –رحمه الله- :إذا كان الشعر كثيراً على الحواجب، بحيث ينزل إلى العين فيؤثر على النظر ، فلا بأس بإزالة ما يؤذي منه. { الفتاوى المهمة ( ص:800 ) }.

    ­ أقول:وهذه هي الحالة الوحيدة التي استثناها العلماء ، لما في هذا الشعر من إيذاء على العين، ويجب أن يكون هذا الإيذاء متحققاً وإلا فلا يجوز رفعه أو تخفيفه. والله أعلم.
    ­ وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني–رحمه الله- :ما تفعله بعض النسوة من نتفهن حواجبهن حتى تكون كالقوس أو الهلال ، يفعلن ذلك تجملاً بزعمهن ، وهذا مما حرمه رسول اللهeولعن فاعله. { آداب الزفاف في السنة المطهرة ( ص:201-202 ) }.
    ­ وقال الشيخ صالح الفوزان –حفظه الله- :يحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين ، أو إزالة بعضه ،بأي وسيلة من الحلق أو القص ، أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه ، لأن هذا هو النمص الذي لعن النبيeمن فعلته . وقال : والنامصة: هي التي تزيل شعر حاجبيها أو بعضه للزينة في زعمها ، والمتنمصة: التي يفعل بها ذلك ، وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد الشيطان أن يأمر به بني آدم حيث قال كما حكاه الله عنه : " وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنّ َ خَلْقَ اللّهِ". { سورة الأنعام :الآية: 119 } ، وقد ابتلي بهذه الآفة الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب كثير من النساء اليوم حتى أصبح النمص كأنه من الضروريات اليومية ، ولا يجوز أن تطيع زوجها إذا أمرها بذلك لأنها معصية. { تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات.( ص:17- 18 ) }.

    أقول:وكلنا يعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
    وقد عده االإمام الذهبي –رحمه الله-من الكبائر. { انظر كتاب الكبائر ( ص:96 ) }.
    أقول: يتضح الحكم الواضح الجلي بعد هذا البيان والتفصيل والإيضاح.

    فيا أيتها الغافلة:أما آن لكِ أن تتوبي من هذا الفعل المحرم ، ألا تعلمي ما معنى اللعن ؟! إنه الطرد والبعد من رحمة الله –سبحانه وتعالى- ، فهل تريدين أن تكوني مطرودة من رحمة الله ، إني أجزم أننا جميعاً نُريد أن نحشر في رحمة اللهسبحانه-.
    أختناالكريمة :اجعلي تقوى الله ومخافته بين عينيك ،وتوكلي على الله وابحثي عن الحق واثبُتي عليه ، وأخلصي نيتك لله –سبحانه- ، وستصلين بإذن الله إلى بر الأمان.
    ختاماً:هذه نصيحة المشفق عليكم ، الذي والله الذي لا إله إلا هو إني لا أريد لك إلا كل خير ، وكل ما يقربك من ربك ، ويبعدك عن سخطه.

    وفقني اللهوإياك لما يحب ويرضى


    وصلى الله وسلموبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    بقلم/ أخوكم:
    أبو عبد الرحمن أسامة

  2. #2

    افتراضي رد: حكم نتف الحواجب

    أحسنت جزاك الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •