قالَ الشَّاعرُ :
لكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نقْصانُ **** فلا يغرَّ بطيبِ العيش إنسانُ
فهل هذا البيتُ مصرعٌ أم مقفى ؟
قالَ الشَّاعرُ :
لكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نقْصانُ **** فلا يغرَّ بطيبِ العيش إنسانُ
فهل هذا البيتُ مصرعٌ أم مقفى ؟
البيت مصرَّع يا شيخنا.
ومصطلح التصريع أولى مع شطري البيت إذا اتَّفقا ولو لم يكن هو مطلع القصيدة.
أما مصطلح التقفية فيكون مع أكثر من بيت، ولو كانت مجزوءة.
هذا ما لدي، ومنك نستفيد فقد عرفناكم بالعلم والفضل والإفادة.
السلام عليكم ورحمة الله..
المقَفَّى: ما تساوت عروضه وضربه وزناً وقافيةً دون تغيير .
أما التَّصْـريع: فهو أن تغَـيِّر العروض لتلائم الضرب وزناً وقافيةً بزيادةٍ أو نقص.
وعلى هذا فإن البيت مصرع؛ لأن تفعيلة العروض غُيّرت من فعلن ---5 إلى فعْلن -5-5 لتناسب تفعيلة الضرب.
أخي في الله القارئ المليجي ،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأما عن البيتِ المسئول عنه فهو مصرَّعٌ حقًّا كما أجبتم ؛ ولكنْ لم ؟ أجابَ عن ذلكَ أخونا أبو سلمى المصري فأفاد وأجاد ؛ بيان ذلك ـ يا أخي ـ أن المصرَّعَ هو ما غُيِّرتْ عروضُه عما تستحقُّه بالزيادةِ أو النقص ؛ لتلْتَحِقَ بضربها في الوزن والروي ؛ فله ـ أي المصرَّع ـ إذن شرطانِ أولهما : خروجُ العروض عن حالتها ؛ لتشبهَ الضربَ ، وثانيهما أنْ توافقَ بعد التغيير الضربَ وزنا ورويا ، أما إذا تغيَّرت العروضُ ولم تتفقْ مع الضربِ فهذا هُو المجمَّعُ ؛ فهو ما تهيأ مصْراعُه الأولُ للتصريعِ بقافيةٍ معينةٍ وأتى المصراعُ الثاني بقافيةٍ أخرى ، كما لو قُدِّر أنَّ الشاعرَ قالَ بعدَ قوله :( قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ) قال : ( بسقط اللوى بين الدخول فحومل ) , فقد تركَ القبضَ الواجبَ في عروضِ الطويل ، وجاء بها تامة لأجْل أنْ تكونَ مثلَ ضربٍ تام يأتي بعدها ، فعنَّ له بعد ذلك أن يأتي بضربٍ مقبوضٍ قافيتُه ليست على قافية العروض فقال ما تقدَّم ، وهذا نادرٌ وهو مَعيبٌ ،
أما إذا اتفقت العروضُ مع الضرب وزنا ورويا وضعا أي بلا تغيير في العروض فهذا البيتُ هو المقفى كقول عنترة :
هل غادر الشعراءُ من متردم ***** أم هل عرفت الدار بعد توهم
فهذا البيت من الكامل التام : عروضه تامة ، وضربه كذلك ، وقد شابهته في الروي ؛ فهو إذن مقفًّى ، وقيلَ ـ أيُّها الأخُ الفاضل ـ لو اتفقت العروضُ والضرب مع التغيير في العروض فهو أيضا مقفى ؛ وعلى هذا فكلُّ مصرًّعٍ مقفًّى ، وليس كلُّ مقفًّى مصرَّعًا ؛ إذ كان لابد للتصريع من التغيير في العروض ،وقد كنتُ أشرتُ إلى هذه المعاني قديما بقولي :
ما غيَّروا عروضَه لتلْتَحِقْ **** بضربه مصرَّعٌ لا ما اتفقْ
فشرْطُه التغييرُ للعروض ***** عمَّا استحقتهُ من المفروض
وأنْ توافقَ العروضُ الضربَ في **** رويِّهِ ووزنه فلتعرفِ
فإن تغيَّرت ولمْ يتفقا ***** فذا مجمَّعٌ وهذا مُتَّقى
وإنْ تكنْ قد وافقته وضعا ***** في هذه فبالمقفى يُدعى
وقيلَ لو يتفقانِ وصفا ***** ولو مع التغيير فالمقفَّى
ومن هنا فكلُّ ما قد صُرِّعا **** يُدعى مقفى لكن العكس امنعا
وعلى ذلك الرأي الأخير ـ يا أخي الفاضل ـ فالبيتُ المسئولُ عنه مصرَّع ومقفًّى ، والله أعلم
ثم اعلمْ ـ يا أخي الكريم ـ أنني كنتُ قديما طويلب علم ، ثم شغلني عنه ما ترى الآن من مشاغل الحياة ؛ فتركته ، ولكن أحن إليه أحيانا ؛ وعليه فما كان ينبغي لك أن تقولَ لي : يا شيخنا ، بلْ أنت واللهِ الأولى بذلك ؛ فأنت شيخُنا وأستاذُنا علمًا وفضلا وإفادة ، والله الموفق والسلام .
أستاذنا الفاضل/ محمود محمد مرسي.
سامحك الله وإياي، وغفر لي ولك.
يقولُ ليَ المحمودُ وهْو مصدَّقٌ * * * ولكنَّه في هذهِ قد يُراجَعُ
بأنِّيَ أستاذٌ وشيْخٌ لمثلِه * * * وهذا بديعٌ منْه - واللهِ - رائعُ
فلوْ بايعوا نفسي لهذا فإنَّني * * * إذا كان لي صوتٌ فلستُ أُبايعُ
ولو شايعوني للإمامةِ جُهَّلا * * * بحالي فإنِّي دونَهم لا أُشايعُ
حنانَيكَ يا أستاذُ إنِّيَ عالمٌ * * * بِحالي ويَدريهِ كذا مَن يُطالِعُ
للرفع، والتذكير بمناسبة الانتخابات ، ولتكبير الخط:
يقولُ ليَ المحمودُ وهْو مصدَّقٌ * * * ولكنَّه في هذهِ قد يُراجَعُ
بأنِّيَ أستاذٌ وشيْخٌ لمثلِه * * * وهذا بديعٌ منْه - واللهِ - رائعُ
فلوْ بايعوا نفسي لهذا فإنَّني * * * إذا كان لي صوتٌ فلستُ أُبايعُ
ولو شايَعوني للإمامةِ جُهَّلا * * * بحالي فإنِّي دونَهم لا أُشايعُ
حنانَيكَ يا أستاذُ إنِّيَ عالمٌ * * * بِحالي ويَدريهِ كذا مَن يُطالِعُ