المتتبع لدعاء الأنبياء يلمح التواضع والخشية وهضم النفس كقول ابراهيم عليه السلام : ولا تخزني يوم يبعثون ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، وكقول يوسف : توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وغير ذلك مما هو جلي لمتتبعه .
إلا أن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عند البخاري ، يوحي بمعنى مغاير عندي ، إذ يرشد الى طلب الانسان لأعلى درجات الجنة والتي لم نر من الأنبياء من يطلبها قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِين َ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ .
وأرجو من الاخوة الافاضل المساعدة في التوفيق بين المعنى المذكور وبين الحديث .