تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتمايلون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتمايلون

    بسم الله الرحمن الرحيم


    تخريج أثر علي - رضي الله عنه - : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أمـا بعد .
    فقد وقفت على مقال لبعض المتصوفة يستدل على جواز التمايل يمينا وشمالا عند ذكر الله تعالى بأثر مروي عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يصف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أنهم كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح ) .
    ثم إني رأيت الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - قد قام بتخريج هذا الأثر فأحببت نقل كلامه ثم أضيف عليه بعض ما فاته ، قال - رحمه الله - : " و بهذه المناسبة لابد من التذكير نصحا للأمة , بأن ما يذكره بعض المتصوفة عن علي - رضي الله عنه - أنه قال و هو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح " .
    فاعلم أن هذا لا يصح عنه - رضي الله عنه - , فقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 , 76 ) من طريق محمد بن يزيد أبي هشام ، حدثنا : المحاربي ، عن مالك بن مغول ، عن رجل من ( جعفي ) ، عن السدي ، عن أبي أراكة عن علي .

    قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم .
    1 - أبو أراكة ، لم أعرفه ، ولا وجدت أحداً ذكره ، و إنما ذكر الدولابي في " الكنى " ( أبو أراك ) و هو من هذه الطبقة , و ساق له أثراً عن عبد الله بن عمرو , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا كعادته .
    2 - الرجل الجعفي لم يسم كما ترى فهو مجهول .
    3 - محمد بن يزيد قال البخاري : " رأيتهم مجمعين على ضعفه " ).انتهى كلامـه - رحمه الله تعالى - ، السلسلة الصحيحة: ( 3 / 307 )

    أقـول: أبو أراكـة ، قد ذكره أيضاً البخاري في: " كتاب الكنى " ( ص: 30 ) ، وابن أبي حاتم في: " الجرح والتعديل " ( 9 / 336 )، وسكتا عنه .
    وذكره ابن حبان في: " الثقات " ( 5 / 584 )، كعادته في ذكر المجاهيل .
    وقال أبو أحمد الحاكم: " حديثه في الكوفيين " الأسامي والكنى: ( 2 / 87 ).
    وأمَّـا الرجل الجعفي فهو: عمرو بن شمر الجعفي الكوفي كما جاء مصرحاً به في بعض الطرق .
    فقد روى ابن أبي الدنيا في: " كتاب التهجد وقيام الليل " ( رقم: 205 )، ومن طريقـه الخطيب البغدادي في: " الموضح " ( 2 / 296 )، والحافظ ابن عساكر في : " تاريخه " ( 42 / 491 – 492 )، قال: حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني: عمرو بن شمر ، عن السدي ، عن أبي أراكة ، قال : صليت مع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - صلاة الفجر ، فلما سلم انفتل عن يمينه ، ثم مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح ، قال: وحائط المسجد أقصر مما هو الآن قال : ثم قلب يده ، وقال : ( والله لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى اليوم شيئاً يشبههم ، لقد كانوا يُصْبِحون صُفراً غبراً بين أعينهم أمثال ركب المعزى ، قد باتوا سجداً وقياماً يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم ، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح ، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم ، والله لكأن القوم باتوا غافلين ) .ثم نهض فما رئي بعد ذلك مفتراً يضحك ، حتى ضربه ابن ملجم عدو الله الفاسق .

    ورواه الخطيب البغدادي في: " الموضح " ( 2 / 296 ) - من غير طريق ابن أبي الدنيا - قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، أخبرنا: أبو محمد ابن ماسي ، حدثنا: محمد بن عبدوس ، حدثنا: علي بن الجعد بـه … فذكره .

    فتبين أن الجعفي المذكور عند أبي نعيم هو عمرو بن شمر
    ومما يدل عليه أيضاً ، ما جاء عن ابن معين ، أنه قال : ( قال لي ابن نُمَيْر: سمع مالك بن مغول من عمرو بن شمر حديث أبي أراكة " التاريخ – رواية الدوري -: ( رقم: 2759 ).

    وعمرو بن شمر هذا متروك الحديث.
    قال البخاري: ( منكر الحديث ) التاريخ الكبير: ( 6 / 344 ).والتاريخ الأوسط: ( رقم: 1085 ).
    وقال عمرو بن علي الفلاس: ( منكر الحديث ، حدَّث بأحاديث منكرة ) الجرح والتعديل: ( 6 / 239 ).
    وقال العباس بن محمد الدّوري سمعتُ يحيى بن معين يقول : ( عمرو بن شمر ، ليس بثقة ) الجرح والتعديل: ( 6 / 239 ) ، والدوري: ( 2 / 446 ) ، وانظر رواية ابن محرز: ( 1 / رقم: 60 ).
    وقال أيضا: ( عمرو بن شمر وعمرو بن المقدام ، لا يكتب عنهم ) التاريخ – الدوري -: ( 2 / 446 ).
    وقال أبو حاتم الرازي: ( منكر الحديث جدًا ، ضعيف الحديث ، لا يشتغل به تركوه ) الجرح والتعديل: ( 6 / 239 – 240 ).
    وسئل أبو زرعة عنه فقال: ( ضعيف الحديث ) الجرح والتعديل: ( 6 / 240 ).
    وقال ابن سعد : ( كان ضعيفاً جداً ، متروك الحديث ) الطبقات ( 6 / 356 ).
    وقال النسائي: ( متروك الحديث ) الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 451 ).
    وقال ابن حبان : ( كان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله ص وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب ) المجروحين: ( 2 / 75 ).
    وقال الدارقطني: ( متروك الحديث ) لسان الميزان : ( 4 / 367 ).

    وانظر : " لسان الميزان ( 4 / 367 )" لتقف على بقية أقوال العلماء فيه .

    وأما أبو هشام محمد بن يزيد فقد توبع .

    فالأثر لا يثبت عنه – رضي الله عنه – وذلك من أجل عمرو بن شمر وأبـي أراكة .
    وقد خالف عمرو بن شمر الجعفي هذا عمر بن سعد النصري فلم يذكر موضع الشاهد وهو: التمايل يمينا وشمالا عند ذكر الله تعالى .
    فقد روى أبو أحمد الحاكم في كتابه: " الأسامي والكنى " ( 2 / 87 )، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، نا: إسماعيل – وهو ابن موسى الفزار-، نا: عمر – يعني: ابن سعد – النصري ، عن السدي ، عن أبي أراكة ، قال: صليت مع علي الفجر يوم الجمعة فلما قضى صلاته وضع يده على خده كئيباً حزيناً ، حتى إذا صارت الشمس على حائط المسجد قيد رمح أو رمحين قلب يده ، ثم قال: " لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما رأيت أحدًا يشبههم اليوم ولقد رأيتهم يصبحون شعثًا غبراً صفراً قد باتوا لله ركعا سجداً " .

    وفي إسناده عمر بن سعد النَصْري ، مجهول ، لم أقف على من تكلم فيه ، ذكره عبد الغني الأزدي في: " مشتبه النسبة : ( ص: 5 )، وغيره ، وقال: ( كوفي حدّث عنه إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي وغيره ). وانظر الإكمال لابن ماكولا: ( 1 / 390 ) ، وتبصير المنتبه : ( 1 /158 )

    وخلاصة البحث أن أثر علي - رضي الله عنه – الذي فيه ذكر التمايل يمينا وشمالا عند ذكر الله تعالى غير ثابت عنه ، وهو مروي بإسناد ضعيف جداً ، فيه عمرو بن شمر الجعفي ، وهو متروك ، وأبو أراكة مجهول الحال ، وخالفه عمر بن سعد النصري ، فلم يذكر تلك اللفظة وفي الإسناد أيضاً أبو أراكة وعمر النصري وهما مجهولا الحال

    والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    للشيخ خليفة الكواري حفظه الله
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتما

    إضافة الدكتور ماهر الفحل حفظه الله

    أحسنت يا أبا عبد العزيز ، وليتك حكمت عليه بالوضع ، وهذا الأثر أورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم كما في الجزء الثاني صفحة 572 قال ابن رجب : (( وصف عليٌّ يوماً الصحابة ، فقال : كانوا إذا ذكروا الله مادُوا كما يميد الشجرُ في اليوم الشديد الريح ، وجرت دموعهم على ثيابهم )) .
    وقد قلت هناك : ((هذا باطل موضوع مكذوب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، والخبر فيه عدة علل وعلته الرئيسة عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي قال عنه الجوزجاني : (( زائغ كذاب )) ، وقال ابن حبان : (( رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات )) ، وقال البخاري : (( منكر الحديث )) ، وقال النسائي والدارقطني وغيرهما : (( متروك الحديث )) ، وقال السليماني : (( كان عمرو يضع على الروافض )) .
    أخرجه : ابن أبي الدنيا في "التهجد" ( ق 170/أ ) ، والدينوري في " المجالسة " ( 1466 ) ، وابن عدي في " الكامل " 1/447 ، وأبو نعيم في " الحلية " 1/76 ، والخطيب في " الموضح " 2/330 ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 42/491-492 ، وابن الجوزي في " التبصرة " 1/500 ، ولم يصنع صواباً المصنف حينما ذكره .
    انتهى كلامي هناك . وجامع العلوم والحكم طبعنا منه 2100 نسخة في بلدنا الجريح ووزعت مجاناً ، ونحن نطبعه الآن في دار ابن كثير في الشام ، وطبعة أخرى في دار ابن عمر في مصر وثالثة في دار ابن خزيمة في السعودية .

    المصدر http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=1529
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتما

    بارك الله فيكم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتما

    وفيك بارك يا استاذ علي

    وأشكر لكم مروركم الكريم

    أخوك الصغير
    أبو ريان
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتما

    أجزل الله لكم الثواب ، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى . وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتما

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر الفحل مشاهدة المشاركة
    أجزل الله لكم الثواب ، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى . وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .

    آمين آمين

    شيخنا الكريم وفيك بارك ووفقك لكل خير

    ووفقك للحق حيث كان

    أخوك الصغير
    أبو ريان
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر - محافظة الشرقية - مدينة الإبراهيمية
    المشاركات
    1,463

    Lightbulb

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ريان المدني مشاهدة المشاركة
    تخريج أثر علي - رضي الله عنه - : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح )
    كنتُ قد كتبت بحثًا حول هذا الأثر؛ فقلت ما نصه :

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن واله، ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه؛ أما بعد :

    فمن الأحاديث «الموضوعة» التي يحتج بها فرقة الصوفية! على مشروعية «التمايل والرقص أثناء الذِّكْرِ» :

    ما رواه أبو أَرَاكَةَ / أراك / راكة ؛ قال:
    «صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قِيدَ رُمْحٍ؛ قَلَبَ يَدَهُ، وَقَالَ: "وَاللَّهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أَرَى الْيَوْمَ أَحَدًا يُشْبِهُهُمْ، وَلَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثًا صُفْرًا غُبْرًا، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ أَمْثَالُ رُكَبِ الْمِعْزَى، قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ ((مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ))، وَهَمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تُبَلَّ - واللهِ- ثِيَابُهُمْ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ"، ثُمَّ نَهَضَ، فَمَا رُئِيَ مُفْتِرًّا يَضْحَكُ، حَتَّى ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجِمٍ، عَدُوُّ اللَّهِ الْفَاسِقُ»

    والأثر قد أخرجه ابن معين كما في «تاريخ الدُّوري» (3/ 562) بإسناده دون متنه -ومن جهته ابن عدي في «الكامل» (1/ 447)- من طريق عبد الله بن نمير، وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (1/ 76) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي؛ رواه كلاهما (ابن نمير والمحاربي)، عن مالك بن مغول.
    قال ابن نمير: ذهب بي مالك بن مغول إلى السدي، فحدثنا عن عمرو بن شمر، عن أبي أراكة عن علي رضي الله عنه.
    وقال المحاربي: عن رجل من جعفي، عن السدي، عن أبي أراكة عن علي رضي الله عنه بنحوه.

    قال العلامة الألباني -رحمه الله-:
    «ما يذكره بعض المتصوفة عن علي رضي الله عنه أنه قال وهو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " كانوا إذا ذكروا الله؛ مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح".
    فاعلم أن (هذا لا يصح) عنه رضي الله عنه.
    فقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1، 76) من طريق محمد بن يزيد أبي هشام حدثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من (جعفي) عن السدي عن أبي أراكة عن علي.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم :
    1 - أبو أراكة: لم أعرفه ولا وجدت أحدا ذكره وإنما ذكر الدولابي في " الكنى " (أبو أراك) وهو من هذه الطبقة، وساق له أثرًا عن عبد الله بن عمرو، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا –كعادته-.
    2 - الرجل الجعفي: لم يسم -كما ترى- فهو مجهول!...»اهـ عن «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (3/ 307-308).

    قلتُ –أبو رقية- :
    ===========
    بل الأثر «باطل = موضوع»!!
    فإن مداره على ذلك الجعفي المبهم!، وهو (أبو عبد الله عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي)؛ كما أخرجه ابن أبي الدنيا في «التهجد وقيام الليل» (204)، و«مقتل علي» (6) -ومن جهته الدينوري في «المجالسة» (1466)، والخطيب في «موضح الأوهام» (2/ 330)، وابن قدامة في «الرقة والبكاء» ص (51)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 491)-، وابن الجوزي في «التبصرة» (1/ 500)؛ من طريق علي بن الجعد حدثنا عمرو بن شمر حدثنا إسماعيل السدي قال سمعت أبا أراكة عن علي بأنحاء متقاربة.

    وعمرو بن شمر الجعفي:
    قال فيه ابن سعد: «كان ضعيفًا جدًّا متروك الحديث»، وقال يحيى بن معين: «ضعيف ليس بثقة لا يَحِلُّ أن يكتب حديثه»، وقال الجوزجاني: «زائغ كذاب»، وقال عمرو الفلاس: «منكر الحديث حدث بأحاديث منكرة»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو حاتم الرازي: «منكر الحديث جدا ضعيف الحديث لا يشتغل به تركوه»، وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: «متروك الحديث»، وقال ابن حبان: «كان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب»، وقال السليماني: «كان عمرو يضع على الروافض»، وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه غير محفوظ»، وقال الحاكم: «كثير الموضوعات الفاحشة»، وقال أبو نعيم: «يروي الموضوعات المناكير».

    انظر :
    «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 380)، «تاريخ يحيى بن معين» برواية الدوري (3/ 279، 366، 439، 456)، وبرواية ابن محرز (1/ 57)، و«التاريخ الكبير» (6/ 344)، و«التاريخ الأوسط» (2/ 204) -كلاهما للبخاري-، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (6/ 239-240)، و«الضعفاء والمتروكون» للنسائي (451)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (3/ 275)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (6/ 226-230)، و«سؤالات الآجري لأبي داود» ص (142)، والمجروحين» لابن حبان (2/ 75)، و«الضعفاء والمتروكين» (939)، و«سؤالات البرقاني» (371)، و«العلل» (14/ 219) –ثلاثتها للدارقطني-، و«المستخرج على صحيح مسلم» لأبي نعيم (1/ 75)، و«نصب الراية» للزيلعي (1/ 344)، و«ميزان الاعتدال» (3/ 268-269)، و«تاريخ الإسلام» (4/ 171) –كلاهما للذهبي-

    أما أبو أراكة -راوي الحديث عن علي رضي الله عنه-:
    فلم يرو عنه غير السدي؛ (فهو مجهول)!!.
    وقد ترجم له البخاري في «الكنى الملحق بتاريخه» (9/ 31)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 336)، وأبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» (2/ 86-87)، وابن منده في «الكنى» (630) –ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلاً-، وأورده ابن حبان في «الثقات»!! (5/ 584) على عادته في توثيق المجهولين!.

    فلذلك قال شيخنا الدكتور ماهر الفحل في «حاشيته على "جامع العلوم والحكم لابن رجب"» (3/ 1291):
    «هذا باطل موضوع مكذوب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين»اهـ
    .
    .
    ثم وقفت على طريق آخر!:
    أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» (2/ 87) من طريق عمر بن سعيد النصري، عن السدي، عن أبي أراكة؛ قال:
    «صليت مع علي الفجر -يوم الجمعة-، فلما قضى صلاته؛ وضع يده على خده كئيبًا حزينًا!، حتى إذا صارت [يعني: الشمس] على حائط المسجد قيد رمح أو رمحين؛ قلب يده، ثم قال: "لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما رأيت أحدًا يشبههم اليوم، ولقد رأيتهم يصبحون شعثًا غبرًا صفرًا قد باتوا لله ركعا سجدًا"».

    وليس فيها زيادة الجعفي: «مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ»!!

    قلتُ –أبو رقية-:
    ===========
    و«إسناده ضعيف جدًّا»؛ فإن –بالإضافة إلى جهالة أبي أراكة!- مداره على عمر بن سعد بن أبي الضيزم النَّصْرِيُّ؛ وهو مجهول!، بل هو للضعف ما هو أقرب!!.

    فقد قال فيه البخاري: «لم يصح حديثه»اهـ، وقال أبو جعفر العقيلي: «عمر بن سعد لا يتابعه إلا من هو دونه، أو مثله!»اهـ، وقال البيهقي في حديث يرويه: «راويه مجهول!، وإسناده منقطع [قال الحافظ العراقي –وعنه ابن حجر-: يريد البيهقي براويه = عمر بن سعد؛ فإن بقية رواته معروفون -إما بالثقة وإما بالضعف-]»اهـ، وقال الهيثمي: «عمر بن سعيد! النصري ضعيف»اهـ، وأقر تضعيفه العلامة الألباني.

    انظر:
    «التاريخ الكبير» للبخاري (6/ 158)، «الضعفاء الكبير» للعقيلي (3/ 161-162)، و«دلائل النبوة» للبيهقي (2/ 404)، و«الإكمال في رفع الارتياب» لابن ماكولا (1/ 390)، و«مجمع الزوائد» للهيثمي (5/ 199)، و«ذيل ميزان الاعتدال» للعراقي ص (164)، و«لسان الميزان» (6/ 106/ غدة)، و«تبصير المنتبه» (1/ 158) –كلاهما لابن حجر-، و«سلسلة الأحاديث الصحيحة» (6/ 236).

    وقد تصحف اسم عمر بن سعد النصري –كما عند ابن حجر- إلى (عمرو)، وتصحف اسم أبيه –كما عند الحاكم والهيثمي وغيرهما- إلى (سعيد)، كما تصحفت نسبته –في كثير من المراجع- ما بين (النضري) و(البصري) و(المصري)-!!، وقد أدى ذلك التصحيف إلى وقوع بعض الذين ترجموا له في الوهم!؛ كما نبه العلامة الألباني على شيء من ذلك -مما وقع للحافظ ابن حجر-. فالله أعلم.

    وبذلك يكون الحديث -على أحسن أحواله- «ضعيفًا جدًّا»
    !؛ إن لم يكن «موضوعًا»!!.

    ثم إنه على اعتبار صحة رواية (عمر بن سعد النصري) –وليس كذلك!!-:
    فإن تلك الزيادة التي يحتج بها الصوفية! على مشروعية التمايل والرقص أثناء ذكر الله –وهي قوله: «مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ»-؛ ليست موجودة في روايته –وهي أحسن الروايات حالاً على ضعفها الشديد!!-؛ فهي زيادة (مكذوبة) تفرد بها عمرو بن شمر الجعفي -الكذاب!- وحده!!؛ كما تقدم بيانه.
    .
    .

    والله أعلم
    .
    .
    وكتبه راجي عفو ربه الْْمُمَجَّد
    علاءُ بنُ جمالٍ بنِ محمد
    أبو رقية الذهبيُّ

    حامدًا ومصليًّا عَلَى النبي
    .
    عصر يوم الثلاثاء
    لعشر بقين من شهر جمادى الأولى
    للعام 1439هـ

    المصدر :
    https://www.facebook.com/Golden3la2/posts/1756053447748521

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج أثر علي رضي الله عنه:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا الله يتمايلون

    كتب الله للجميع الأجر والمثوبة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •