تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفرق بين اغفر لي إن شاء الله ؟ طهور إن شاء الله ؟

  1. #1

    افتراضي الفرق بين اغفر لي إن شاء الله ؟ طهور إن شاء الله ؟


    هذا سؤال وجه للشيخ صالح آل شيخ :


    س1/ كيف نجمع بين حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى إِنْ شِئْتَ ، ارْحَمْنِى إِنْ شِئْتَ ، ارْزُقْنِى إِنْ شِئْتَ ، وَلْيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ »(البخاري) وبين حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده فقال « لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله»(البخاري) قال قال الأعرابي: طهور؛ بل هي حمى تفور على شيخ كبير تُزِيرُهُ القبور، قال النبي صلى الله عليه وسلم « فَنَعَمْ إِذاً »؟


    الجواب / الحديثان المذكوران كلاهما في الصحيح، والعلماء جمعوا بينهما بأوجهٍ من الجمع:
    - من أحسنها أنَّ قوله صلى الله عليه وسلم « طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله) هذا من باب الخبر لا من باب الدعاء، فهو قال للأعرابي هذه الحمى طهور لك؛ طهور لك في دينك وطهور لك أيضا في بدنك فتصبح بعدها سالما، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.


    لأنَّ قوله (طهورٌ) مرفوع، والرافع له مبتدأ محذوف أو الابتداء المحذوف بقوله (هي طهور إن شاء الله) وليس المراد الدعاء لأنه لو كان دعاءً لصارت منصوبة اللهم اجعلها طهوراً.
    لو قال: طهوراً إن شاء الله؛ يعني: اجعلها اللهم طهوراً، فيكون دعاء.
    فالظاهر من السياق من اللغة ومن القصة أنَّ المراد الخبر.
    فإذا كان المراد الخبر فلا يعارض الدعاء بقول القائل اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّقَ الخبر بالمشيئة فقال « طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله»، كما قال - عز وجل - {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}[الفتح:27]، وكقوله - عز وجل - {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ}[يوسف:99]، فقوله اغفر لي إن شئت، هذا تعليق للدعاء بالمشيئة، والله - عز وجل - لا مُسْتَكْرِهَ له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد في خلقه - جل جلاله -.




    - الوجه الثاني وهو وجه حسن أيضاً أنَّ قول الداعي: اللهم اغفر لي إن شئت هذا على جهة المخاطبة، اغفر لي إن شئت.
    وأما إذا كان على جهة الغَيْبَةْ فإنه لا بأس به، فلو قال غَفَرَ الله له إن شاء الله، هذا أخف من التعليق بالمواجهة اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت.
    لأنَّ المخاطبة تقتضي الذل والتقرب إلى الله - جل جلاله - بما يحبه من نعوت جلاله وصفاته ومدحه سبحانه والثناء عليه.
    والتعليق بالمشيئة فيه نوع استغناء، فلهذا قال في آخره « إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ » وقال «إن الله لا مستكره له».


    وهذا الوجه الثاني قال به بعض أهل العلم ولكنه ليس في القوة كالأول فالأول ظاهر، والثاني قيل به وليس هو المختار.
    ..
    قال ابن عثيمين :


    النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة هو قول الإنسان: اللهم اغفر لي إن شئت، وهذه أقبح من قول: اللهم اغفر لي إن شاء الله. هذه واحدة. ثانياً: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس طهور إن شاء الله) وهذا خبر....."

    " إن في القلب لشعث " لا يلمه إلا " الإقبال على الله "

  2. #2

    افتراضي رد: الفرق بين اغفر لي إن شاء الله ؟ طهور إن شاء الله ؟

    جزاك الله خيراً

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •