تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

  1. #21

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أخي الفاضل .. وفقك الله.

    هل من الممكن أن تراجع تكرمًا كتاب "ابن حزم وموقفه من الإلهيات .. عرض ونقد" من صفحة 232- 240؟؟

    ستجده في المكتبة الوقفية.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    إن شاء الله تعالى ..
    لكن إن كان عندك توضيح فأخبرنا به جزاك الله تعالى كل خير .
    وبخصوص هذا الإلزام الباطل :
    جادلت واحدا من فرقة الأحباش عن إثبات المكان لله تعالى واستلزام نفيه نفي وجود الخالق سبحانه وتعالى
    يكفي هذا الكلام لبطلانه أن يقال : هل الخالق سبحانه وتعالى لم يكن موجودًا قبل استوائه على العرش والعياذ بالله !!!
    والله عز وجل خلق كل شىء
    والمكان شىء
    فهل يقال إن الله عز وجل قبل خلق المكان لم يكن موجودًا
    أستغفر الله العظيم
    على المسلم أن يتق الله في أقواله وأن لا يتفوه بشىء يخص رب العالمين من عقله القاصر !! يكفي ما جاء في الكتاب والسنة .
    ونصيحة لله ..
    لا نقيس الله عز وجل بخلقه ثم نقول على الذي ينكره عقلنا إنه لا شىء أو مستحيل !!!
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  3. #23

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أخي الكريم ..

    عندما تقرأ الكتاب، وتعرف مذهب أهل السنة، ثم يتبقى شيءٌ يمكن عندها التوضيح بصدده، والعودة للكتاب لن تأخذ من وقتك كثيرًا فيما أحسب، بينما المناقشة هكذا قد تأخذ من وقتي ووقتك الكثير!

    وليتك أخي تمسك عن وصم كلام غيرك بالبطلان، لأنك لم تفهمه على وجهه كما هو واضح، ولعلك تعود أخرى فتقرأ مشاركات الإخوة لتعلم أنّ الكلام ليس عن المكان المخلوق أصلًا، وراجع المشاركة الأولى للشيخ أبي الفداء حفظه الله.

    وفقكم الله، وأقر عينك بشفاء أخيك!

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أخي صدى الذكريات أنا لا أخاطب العوام والمخالفين بالمنهج الذي ذكرته في هذا الموضوع
    فكل قوم لهم منهج في الخطاب
    ومسألة المكان مسألة عقلية يجهلها كثير ممن يدرس العقيدة فيظنه موجودا خلقه الله مستقلا بذاته عن غيره وهذا ليس بصحيح إن هو إلا دلالة لغوية ليتعارف الناس فيما بينهم ويفهم بعضهم بعضا ليس أكثر ولا أقل والمكان لا يكون جسما مستقلا له جرم إلا إذا أريد به المخلوقات السماوات والأرض وأما غير ذلك فإن تعريف المكان : هو كل ما كان فيه كائن
    فهو لا يكتسب اسم المكان إلا بكون الكائن فيه والله سبحانه كائن فامتنع نفي المكان عنه وهذا من باب اللغة وهو أمر لفظي وإلا فنحن ولله الحمد مقرون أن الله خارج العالم سواء سميناه مكانا أو لم نسمه وأقرب مثال لذلك أن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق القلم فالحيز الذي شغله القلم من العدم يسمى مكانا في لغة العرب -فهي دلالة لغوية للتفاهم لا أكثر ولا أقل-
    ولو قلنا بما فهم أخونا صدى الذكريات لقلنا إن القلم كان بلا مكان لأن المكان لم يكن مخلوقا بعد -فالقلم هو أول المخلوقات- وهذا باطل
    ولا أدل على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم -لما سئل أين كان الله قبل أن يخلق الخلق- : (كان الله ولم يكن شيء غيره ) فمع كونه لا يوجد مخلوق آن ذاك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كان الله بلا مكان
    وراجع في هذا الأمر كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي مع أن المرزوقي رحمه الله يقول بقول المعتزلة إلا أن القارئ لكتابه يعرف أنه لم يقله إلا اجتهادا منه فهو يظن أن ابن عباس فسر الاستواء بالاستيلاء وذكر ذلك في كتابه

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    الذي أقصده أنّ معنى سؤالك أنّك تسلم له أنّه قبل خلق السماوات والأرض والليل والنهار، فإنّ العقل يعقل انعدام الظلمة والنور، ولكنّه لا يتصوره، وهذا تنزّل جزئيّ لا داعي له فيما أرى، فإما أن نسلم له بالمعقولية والتصور وهو الوجه الذي ذكرتُه، أم نبطل له المعقولية والتصور وهو ما نقله الفاضل عدنان البخاري عن شيخ الإسلام، أما أن نصحح له مذهبه في التصور مع الاحتفاظ بصحة مذهبنا في المعقولية، فهل ترى هذا زاد عن عكس كلامه بغير حجة؟؟
    أخي حسام أنا لا أراه تنزلا ولا تصحيحا لمذهبه وإنما مقتضى العقل وليس لك الاحتكام إلى كلام شيخ الإسلام رحمه الله لأنه ليس في سياق شبهة كالتي نتحدث عنها وهو كذلك عن الليل والنهار وليس عن النور والظلمة فالنور والظلمة أعم وأشمل وتعليق النور والظلام بالموجودات -السماوات والأرض- فيه نظر......الظلام :هو السواد والنور : ما سواه فحتى مع انعدام السماوات والأرض لا يستطيع الإنسان أن يتصور لا سواد ولا بياض ولا أي لون ، مع أنها كلها حادثة مخلوقة -أعني الألوان- .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    يعني قولك (فنحن نعقل زمن ليس فيه نور ولا ظلمة - لأنهما لم يكونا قبل أن يخلقهما الله - ولكن لا نتصوره وأما قول إن الله لا داخل العالم ولا خارج العالم فهذا لا نتصوره وكذلك لا نعقله) فيرد هو عليك: ولكني كذلك أعقل أن يكون الله موجودًا لا داخل ولا خارج العالم، ولا أتصوره، كما أنّك تعقل زمانًا ليس فيه نور ولا ظلمة، ولا تتصوره؟؟ هل سيخرج جوابك عليه عن الوجهين السابقين؟؟
    لن يقول هذا الكلام إذ لو كان قائله لقاله منذ البداية لما قلنا له إن هذا الأمر لا يعقل لرد علينا وقال : أنا أعقله .
    ولما أتعب نفسه بالقياس والأمثلة

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    بارك الله تعالى فيك ..
    أنت لما كتبت الألزام ( الباطل ) لم تبين وتوضح وتفسر ما هو مقصودك بالمكان !
    فمثل هذا الكلام الذي هو كلام باطل :
    جادلت واحدا من فرقة الأحباش عن إثبات المكان لله تعالى واستلزام نفيه نفي وجود الخالق سبحانه وتعالى
    من الأفضل لك إنك تعلن البراءة منه لأنك تجعل وجود الله عز وجل مرتبط بوجود المكان فإن ما كان فيه مكان فلا وجود للخالق سبحانه وتعالى عندك !! والعياذ بالله ، وهذا كلام باطل والكلام على ذات الله سبحانه وتعالى ووجوده لا يكون بكلام محتمل لأكثر من معنى باطل لأن هذا الكلام يحتمل المعنى الباطل عند الجميع ويحتمل المعنى الصحيح عندكم والذي هو عندى باطل أيضًا .
    ومسألة المكان مسألة عقلية يجهلها كثير ممن يدرس العقيدة فيظنه موجودا خلقه الله مستقلا بذاته عن غيره وهذا ليس بصحيح إن هو إلا دلالة لغوية ليتعارف الناس فيما بينهم ويفهم بعضهم بعضا ليس أكثر ولا أقل والمكان لا يكون جسما مستقلا له جرم إلا إذا أريد به المخلوقات السماوات والأرض وأما غير ذلك فإن تعريف المكان : هو كل ما كان فيه كائن
    فهو لا يكتسب اسم المكان إلا بكون الكائن فيه والله سبحانه كائن فامتنع نفي المكان عنه وهذا من باب اللغة وهو أمر لفظي وإلا فنحن ولله الحمد مقرون أن الله خارج العالم سواء سميناه مكانا أو لم نسمه وأقرب مثال لذلك أن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق القلم فالحيز الذي شغله القلم من العدم يسمى مكانا في لغة العرب -فهي دلالة لغوية للتفاهم لا أكثر ولا أقل-
    ولو قلنا بما فهم أخونا صدى الذكريات لقلنا إن القلم كان بلا مكان لأن المكان لم يكن مخلوقا بعد -فالقلم هو أول المخلوقات- وهذا باطل
    ولا أدل على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم -لما سئل أين كان الله قبل أن يخلق الخلق- : (كان الله ولم يكن شيء غيره ) فمع كونه لا يوجد مخلوق آن ذاك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كان الله بلا مكان
    الخلاف واقع على أول الخلق ، وإن كان الراجح هو الماء و العرش وبعدهما القلم ،
    للأحاديث :
    ( إن الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء - قال الألباني اسناده جيد )
    وحديث : ( أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء ).
    وحديث : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ) .
    والقول بأن القلم فوق العرش هو قول وجيه لأن اللوح المحفوظ فوق العرش
    لحديث : ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي ) البخاري .
    وعلى فرض أن القلم هو أول المخلوقات !!
    لماذا لا يقال إن القلم نفسه هو مكان بالتقسيم الذي ذكرته ؟
    حيث قلت :
    والمكان لا يكون جسما مستقلا له جرم إلا إذا أريد به المخلوقات السماوات والأرض وأما غير ذلك فإن تعريف المكان : هو كل ما كان فيه كائن
    والقلم مخلوق مثل اللوح المحفوظ و العرش والكرسي والسموات والأرض .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    وفقكم الله، وأقر عينك بشفاء أخيك!
    لا أدري ما سبب علامة التعجب هذه !!
    كان الأفضل إنك تدعوا له أن يشفيه رب العالمين ويشفي كل المسلمين بدون تعجب او شىء !!
    على كل حال
    عندما تقرأ الكتاب، وتعرف مذهب أهل السنة، ثم يتبقى شيءٌ يمكن عندها التوضيح بصدده، والعودة للكتاب لن تأخذ من وقتك كثيرًا فيما أحسب، بينما المناقشة هكذا قد تأخذ من وقتي ووقتك الكثير!

    وليتك أخي تمسك عن وصم كلام غيرك بالبطلان، لأنك لم تفهمه على وجهه كما هو واضح، ولعلك تعود أخرى فتقرأ مشاركات الإخوة لتعلم أنّ الكلام ليس عن المكان المخلوق أصلًا، وراجع المشاركة الأولى للشيخ أبي الفداء حفظه الله.
    الإلزام الذي تدافع عنه = قولك إن الله عز وجل سبحانه وتعالى بلا مكان = لا شىء والعياذ بالله .
    والذي ذكرته لا نعرفه لا في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة .
    فإن كان عندك دليل على وصف مكان من الأمكنة سواء كان من الناحية اللغوية أو غيرها إنه لم يخلقه الله سبحانه وتعالى وأنت علمته !! ابرزه لنا !!
    أما نحن فقد علمنا أن كل ما سوى الله سبحانه وتعالى هو (( مخلــوق )) .
    وفوق العرش رب العالمين ، ولا يوجد شىء مطلقًا قط ألبتة فوق العالم إلا رب العالمين ، الغني عن العالمين .
    ولا يقاس رب العالمين بخلقه ويقال إن المكان مرتبط بوجود الله سبحانه وتعالى كما أن كل مخلوق مرتبط به المكان .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  8. #28

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أخي الكريم ابن عروسي: خيرًا! فاذهب فضع جوابك على محك التجربة وانظر ماذا ترى، وإن كنتُ أرى أنّ جواب شيخ الإسلام يحتاج منك مزيد تأمل!

    أخي الكريم صدى الذكريات: لو عرفتَ شيئًا عن مواضع استعمال علامة "!" لوجدتها توضع بعد الدعاء، دون أن تعني أني أتعجب أو شيء، وأنا أبغض سوء الظنّ والمبادرة بالاعتراض، وأحب للمرء أن يتعلم قبل أن يتكلم، وألا يركب رأسه وهو يعلم أنّه لا يعلم إلا ظنًّا، والسلام!

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم ابن عروسي: خيرًا! فاذهب فضع جوابك على محك التجربة وانظر ماذا ترى، وإن كنتُ أرى أنّ جواب شيخ الإسلام يحتاج منك مزيد تأمل!

    أخي الكريم صدى الذكريات: لو عرفتَ شيئًا عن مواضع استعمال علامة "!" لوجدتها توضع بعد الدعاء، دون أن تعني أني أتعجب أو شيء، وأنا أبغض سوء الظنّ والمبادرة بالاعتراض، وأحب للمرء أن يتعلم قبل أن يتكلم، وألا يركب رأسه وهو يعلم أنّه لا يعلم إلا ظنًّا، والسلام!
    أستغفر الله العظيم
    طيب يا أخي بعتذر على الفهم الخاطىء ، وأرجوا أن تسامحني ..
    لكن يبقى الحال على إن هذا الإلزام باطل ويجب على من ذكره أو أيده أن يعلن البراءة من ذلك .
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  10. #30

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    ما حملت منك أولًا حتى أسامحك آخرًا، وإنما نحن إخوة، والسلام عليك!

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أخي الفاضل اللبيب (صدى الذكريات)، يعلم الله أني أحبك في الله، ولكنني أعيب عليك – وأخوك من نصحك – مسارعتك بالخوض في بعض المسائل دون استيفاء ما يلزم لذلك من التحقيق والتأني والدراسة..
    اعلم – رحمني الله وإياك – أن لفظة (مكان) أسوأ أحوالها أن تكون لفظة مشتبهة تحتمل حقا أو باطلا، فلا يجوز نفيها ولا إثباتها لله تعالى إلا بعد الاستفصال عن مراد صاحبها منها (كما هو مذهب شيخ الإسلام رحمه الله وسيأتي النقل عنه).
    فإذا قال قائل إن نفي المكان عن الله تعالى يلزم منه نفي وجوده لأنه لا موجود إلا وله مكان، هذا لا يقال له إنك جئت فرية من القول كبيرة وعليك أن تتوب إلى الله وتكف عن هذا وكأنما جاء ببدعة ضلالة! وإنما يُنظر فيما يقصد بمعنى المكان أولا! وأراك تقبل هذا المعنى في حال وجود السماوات والأرض بعد خلقهما، فتشهد بأنه لا موجود الآن إلا وهو موصوف بإحدى خصلتين لا ثالث لهما: إما أنه في داخل الكون المخلوق أو في خارجه، أما ما ليس في داخله ولا في خارجه فليس بموجود. فإذا قلنا إن ما في خارج السماوات والأرض (أيا كان) يصح أن يوصف بالمكان – من حيث المعنى اللغوي المجرد – فهل يلزمنا أن نثبت وجود السماوات والأرض أولا حتى نقبل أن نصف هذا الذي في خارجها بأنه مكان؟ أو بعبارة أخرى: هل يمتنع شرعا أو عقلا أن نسأل عن مكان الله تعالى فيما قبل الخلق؟
    الجواب لا! فهذا أبو رزين رضي الله عنه يسأل النبي عليه السلام يقول (أين كان ربنا قبل أن تخلق السماوات والأرض)، فيجيبه (كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء) كما أورده أصحاب السنن.
    يقول ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين، معلقا على هذا الحديث:
    "وصح عنه صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أين كان ربنا قبل أن تخلق السموات والأرض فلم ينكر على السائل وقال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ذكره أحمد"
    فانظر معي الآن، عن أي معنى يسأل السائل بقوله (أين كان ربنا)؟ لا أظنك تخالف في أنه يسأل عن المكان! أين كان = المكان. فهل تفرق أنت – لغة - بين السؤال عن مكان الشيء، والسؤال عنه بأين كان (أيا كانت حقيقة ذلك الشيء)؟ ما دليلك على هذا التفريق ومن سبقك إليه؟؟
    كلمة مكان في اللغة إنما هي لفظة مشتقة من (كان)، تفيد الجواب عن السؤال (أين)! وكل ما ثبت له معنى الوجود، أيا كانت حقيقته وكيفيته، صح السؤال عنه بأين.. وأظهر دليل على ذلك أنك لا تنكر على من يسأل عن ذات الله بهذا السؤال، وتجيبه بل وتشير إلى جهة السماء في جوابك.. فهذا الذي فيه الله تعالى، من حيث المعنى اللغوي مكان أم ليس بمكان؟ فلو كان صحيحا ما تقوله من أن المكان لا يكون إلا مخلوقا، لامتنع أن يسأل النبي عليه السلام الجارية (أين الله)، ولوجب أن ينكر على الصحابي هذا السؤال ولا يجيبه!
    المكان هذا إطلاق معنوي مجرد عن الهيئات والكيفيات: أي شيء يصح أن يوصف في اللغة بأنه كائن (موجود) = يصح بالتبعية أن يُسأل عنه بأين، وأن يكون الجواب بتعيين مكانه! هذا هو الأصل الذي يطرده العقل على جميع الموجودات بلا توقف، أيا كانت حقيقتها، ولا يصح - على هذا المعنى للمكان - أن نستثني ذات الله تعالى منه لا قبل الخلق ولا بعده. فالمكان ليس شيئا مخلوقا ننفيه عن الله تحرزا من إحلاله في خلقه! نقول: من أطلق هذه اللفظة وأراد بهذا ذلك المعنى (الذي هو قياس على أمكنة المخلوقين وأحوالهم فيها) فإننا نمنعه، ونقول لا يصح أن نثبت المكان (بهذا المعنى) لله جل وعلا! ولو أننا تكلمنا عن حال من أحوال الوجود ليس فيه إلا الله وحده جل وعلا، لا سماء ولا ماء ولا عرش ولا شيء معه البتة، لم يصح أن نقول إنه ليس في مكان!! وإنما يقال إنه سبحانه كان في تلك الحال لا يوجد أي كائن غيره في أي مكان، أو لا مكان لشيء في الوجود سواه.
    أما وقد خلق الله الخلق واستوى على العرش، فقد صار ثمّ الآن ما يوصف بأنه مكان داخل الخلق (أو مكان المخلوقات)، ومكان خارجه (مكان ما ليس بمخلوق).. فنحن ننزه الله عن الأول (ولا مشاحة في أن نسمي هذا بالمكان المخلوق أو مكان المخلوقات ما دام المعنى مفهوما) ونثبت له الثاني. أما أن نقول إن معنى المكان يتعطل فيما قبل خلق الخلق، لأن الأين لم يتأين إلا بعدما خلق الله ما خلق، فهذا عين صنيع المعطلة في قولهم إنه لا يُسأل بأين عن الذي أيَّن الأين، ومن ثمّ قولهم إن معنى المكان يتعطل فيما هو خارج السماوات والأرض، فلذا تراهم إذا ما سألتهم أين الله قالوا لا داخل العالم (لأنه لا يجوز أن يكون داخل خلقه) ولا خارجه (لأن ما خارج العالم ليس بمكان أصلا إذ المكان عندهم مخلوق)!! فتأمل بارك الله فيك.
    إن الإشكال يأتي في تلك المسائل الدقيقة من الخلط بين المعنى اللغوي المجرد المستعمل في الكلام عن الله تعالى – سواء في وصف ثابت أو في إخبار وبيان - والمعنى الإضافي المتعلق بالكيفية، أي كيفية تحقق ذلك المعنى المجرد. فقولنا ينزل ربنا = هذا معنى مجرد، يفهمه العاقل على لسان العرب دونما التزام لكيفية مخصوصة، إذ الكيفية معنى إضافي، يصح لنا السؤال عنه وتصوره قياسا في حالة المخلوق ولا يصح بل يحرم في حالة الكلام عن الخالق جل وعلا. فالحاصل أن من أثبت معنى المكان ونظائره (كالجهة) لله تعالى – وقد كان ذلك من كثير من أئمة السلف وأهل السنة كما يأتي في كلام شيخ الإسلام – فإنه لا يُعترض عليه بتقرير أن المكان مخلوق، وقبل خلق المخلوقات لم يكن للمكان وجود! فإن هذا الاعتراض من جملة أقوال المخالفين التي ردها أئمة السنة.
    يقول الرازي في الاستدلال لنفي الجهة عن الله تعالى: (إن الشرف الحاصل بسبب الجهة لها بالذات وللحاصل فيها بالعرض).. فيفرق الرازي تفريقا عقليا وهميا بين الجهة وما هو كائن فيها من حيث شرف هذا وذاك، لينفي الجهة عن الله لكونها في حقه – على هذا المعنى - حصولا بالعرض لا بالذات! فكأنما جعل الجهة كائنا مستقلا عن المتجه فيها، (أو الصفة عموما كائنا مستقلا عن الموصوف بها) يلزم أن يكون في منزلة دونها لمجرد هذا! وقد أجاب عن هذا التصور شيخ الإسلام رحمه الله في درء التعارض جوابا ماتعا، بدأه بنفي معنى (الوجودية) عن معنى الجهة أو المكان، بمعنى أن الجهة ليست شيئا له وجود مستقل في الخارج وإنما هي صفة معنوية، ثم راح يفصل في أوجه تلك الصفة المعنوية ليبطل كلام الرازي من ستة وجوه.
    فهذا جوابه أنقله إليك بتمامه – على طوله – وأرجو منك أن تقرأه بروية، بارك الله فيك.
    يقول رحمه الله:
    " فجوابه من وجوه :
    إن هذا إنما يمكن أن يقال إذا كانت الجهة أمرا وجوديا فأما إذا كانت أمرا عدميا - والمراد بذلك أنه فوق العالم مباين له ليس معه هناك موجود غيره - لم يكن هناك شيء موجود غيره يستحق العلو لا جهة ولا غيرها فضلا عن أن يستحق غيره العلو والشرف والذات. وهؤلاء يتكلمون بلفظ الجهة والحيز والمكان ويعنون بها تارة أمرا معدوما وتارة أمرا موجودا ولهذا كان أهل الإثبات من أهل الحديث والسلفية من جميع الطوائف فمنهم من يطلق لفظ ( الجهة ) ومنهم من لا يطلقه وهما قولان لأصحاب أحمد و الشافعي و مالك و أبي حنيفة وغيرهم من أهل الحديث والرأي.
    وكذلك لفظ ( المكان ) منهم من يطلقه ومنهم من يمنع منه
    وأما لفظ ( المتحيز ) فمنهم من ينفيه وأكثرهم لا يطلقه ولا ينفيه لأن هذه ألفاظ مجملة تحتمل حقا وباطلا
    وإذا كان كذلك فيقال : قول القائل ( إن الله في جهة أو حيز أو مكان ) إن أراد به شيئا موجودا غير الله فذلك من جملة مخلوقاته ومصنوعاته فإذا قالوا : إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه امتنع أن يكون محصورا أو محاطا بشيء موجود غيره سواء سمى مكانا أو جهة أو حيزا أو غير ذلك ويمتنع أيضا أن يكون محتاجا إلى شيء من مخلوقاته : لا عرش ولا غيره بل هو بقدرته الحامل للعرش ولحملته فإن البائن عن المخلوقات العالي عليها يمتنع أن يكون في جوف شيء منها
    إذا قيل : إنه في السماء كان المعنى إنه في العلو وهو مع ذلك فوق كل شيء ليس في جوف السماوات فإن السماء هو العلو وكل ما علا فهو سماء. يقال : سما يسمو سموا أي علا يعلو علوا وهذا اللفظ يعم كل ما يعلو لم يخص بعض أنواعه بسبب القرينة.
    فإذا قيل : فليمدد بسبب إلى السماء فقد يراد به السقف وإذا قيل : نزل المطر من السماء كان نزوله من السحاب وإذا قيل : العرش في السماء فالمراد به ما فوق الأفلاك وإذا قيل : الله في السماء فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها أو يراد : أنه فوق السماء وعليها فأما أن يكون في جوف السماوات فليس هذا قول أهل الإثبات أهل العلم والسنة ومن قال بذلك فهو جاهل كمن يقول : إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه أو يقول : إنه يحصره شيء من مخلوقاته فهؤلاء ضلال كما أن أهل النفي ضلال. وإن أراد بمسمي الجهة والحيز والمكان أمرا معدوما فالمعدوم ليس شيئا فإذا سمى المسمى ما فوق المخلوقات كلها حيزا وجهة ومكانا كان المعنى : أن الله وحده هناك ليس هناك غيره من الموجودات : لا جهة ولا حيز ولا مكان بل هو فوق كل موجود من الأحياز والجهات والأمكنة وغيرها سبحانه وتعالى.
    الوجه الثاني
    إن يقال : لو عارضكم معارض وقال : الجهة وإن كانت موجودة فهي مخلوقة له مصنوعة وهي مفتقرة إليه وهو مستغن عنها فإن العرش مثلا إذا سمي جهة ومكانا وحيزا فالله تعالى هو ربه وخالقه والعرش مفتقر إلى الله افتقار المخلوق إلى خالقه والله غني عنه من كل وجه فليس في كونه فوق العرش وفوق ما يقال له جهة ومكان وحيز - وإن كان موجودا - إثبات شرف لذلك المخلوق أعظم من شرف الله تعالى، وهذا قد يجيب به من يثبت الخلاء ويجعله مبدعا لله تعالى
    الوجه الثالث
    إنه إذ كان عاليا على ما يسمى جهة ومكانا كان هو أعلى منه فأي شرف وعلو كان لذلك الموجود بالذات أو بالعرض فعلو فعلو الله أكمل منه
    الوجه الرابع
    أن يقال : لا نسلم أن العلو الحاصل بسبب الجهة هو لها بالذات ولغيرها بالعرض إذ الجهة تابعة لغيرها سواء كانت موجودة أو معدومة وعلوها تبع لعلو العالي بها فكيف يكون العلو للتابع بالذات وللمتبوع بالعرض ؟ !
    وقولنا : ( عال بالجهة ) مثل قولنا : عال بالعلو وعالم بالعلم وقادر بالقدرة أو عال علو المكانة أو عال القهر فليس في ذلك ما يوجب أن تكون المكانة والقهر والعلو والعلم أكمل من القاهر العالم العالي ذي المكانة العالية ومهما قدر أنه يسمى جهة فإما أن يكون عدما فلا شرف له أصلا وإما أن يقدر موجودا : إما صفة لله وإما مخلوقا لله وعلى التقديرين فالموصوف أكمل من الصفة والخالق أكمل من المخلوق فكيف تكون الصفات والمخلوقات أكمل من الموصوف الخالق سبحانه وتعالى ؟ !
    الوجه الخامس
    أن الجهة قد نعني بها نسبة وإضافة كاليمين واليسار والأمام والوراء فالعلو إذا سمي جهة بهذا الاعتبار كان العالي بالجهة معناه : أن بينه وبين ما هو عال عليه نسبة وإضافة أوجبت أن يكون هذا فوق هذا فهل يقال : إن هذه النسبة والإضافة التي بها وصف العالي بأنه عال أكمل من ذاته العالية الموصوفة بهذا العلو والنسبة
    الوجه السادس
    أن يقال : هذا الذي قاله إنما يتوجه في المخلوق إذا علا على سقف أو منبر أو عرش أو كرسي أو نحو ذلك فإن ذلك المكان كان عاليا بنفسه وهذا صار عاليا لما صار فوقه بسبب علو ذلك فالعلو لذلك السقف والسرير والمنبر بالذات ولهذا الذي صعد عليه بالعرض
    فكلامهم يتوجه في مثل هذا وهذا في حق الله وهم وخيال فاسد وتمثيل لله بخلقه وتشبيه له بهم من صفات النقص التي يتعالى عنها
    وهؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام والخيالات الفاسدة ويصفون الله بالنقائص والآفات ويمثلونه بالمخلوقات بل بالناقصات بل بالمعدومات بل بالممتنعات فكل ما يضيفونه إلى أهل الإثبات الذين يصفونه بصفات الكمال وينزهونه عن النقائص والعيوب وأن يكون له في شيء من صفاته كفوا أو سمي فما يضيفونه إلى هؤلاء من زعمهم أنهم يحكمون بموجب الوهم والخيال الفاسد أو أنهم يصفون الله بالنقائص والعيوب أو أنهم يشبهونه بالمخلوقات هو بهم أخلق وهو بهم أعلق وهم به أحق فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال إلا وقواه يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولمثيله بالمخلوقات وتجده قد توهم وتخيل أوهاما وخيالات فاسدة غير مطابقة بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش كان محتاجا إلى العرش كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه
    وهذا عين التشبيه الباطل والقياس الفاسد ووصف الله بالعجز والفقر إلى الخلق وتوهم أن استواءه مثل استواء المخلوق أو لا يعلمون أن الله يجب أن نثبت له صفات الكمال وننفي عنه مماثلة المخلوقات ؟ وأنه : { ليس كمثله شيء } [ الشورى : 11 ] لا في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله ؟ فلا بد من تنزيهه عن النقائص والآفات ومماثلة شيء من المخلوقات وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال والتمام التي ليس فيها كفو لذي الجلال والإكرام
    وبيان ذلك هنا أن الله مستغن عن كل ما سواه وهو خالق كل مخلوق ولم يصر عاليا على الخلق بشيء من المخلوقات بل هو سبحانه خلق المخلوقات وهو بنفسه عال عليها لا يفتقر إلى علوه عليها إلى شيء منها كما يفتقر المخلوق إلى ما يعلو عليه من المخلوقات وهو سبحانه حامل بقدرته للعرش ولحملة العرش
    وفي الأثر : أن الله لما خلق العرش أمر الملائكة بحمله قالوا : ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك ؟ فقال : قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله
    فإنما أطاقوا حمل العرش بقوته تعالى والله إذا جعل في مخلوق قوة أطاق المخلوق حمل ما شاء أن يحمله من عظمته وغيرها فهو بقوته وقدرته الحامل للحامل والمحمول فكيف يكون مفتقرا إلى شيء ؟ وأيضا فالمحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العالي سقط هو والله أغنى وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك
    وأيضا فهو سبحانه خلق ذلك المكان العالي والجهة العالية والحيز العالي إذا قدر شيئا موجودا كما لو جعل ذلك اسما للعرش وجعل العرش هو المكان العالي كما في شعر حسان :
    ( تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما )
    فالمقصود أنه خلق المكان وعلاه وبقوته صار عاليا والشرف الذي حصل لذلك المكان العالي منه ومن فعله وقدرته ومشيئته فإذا كان هو عاليا على ذلك وهو الخالق له وذلك مفتقر إليه من كل وجه وهو مستغن عنه من كل وجه فكيف يكون قد استفاد العلو منه ويكون ذلك المكان أشرف منه
    وإنما صار له الشرف به والله مستحق للعلو والشرف بنفسه لا بسبب سواه فهل هذا وأمثاله إلا من الخيالات والأوهام الباطلة التي تعارض بها فطرة الله التي فطر الناس عليها والعلوم الضرورية والقصود الضرورية والعلوم البرهانية القياسية والكتب الإلهية والسنن النبوية وإجماع أهل العلم والإيمان من سائر البرية ؟"

    انتهى المقصود من النقل، ومعه المقصود من الرد،
    والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    الشيخ الكريم الحبيب ، أحبك الله عز وجل الذي أحببتني فيه ،
    وأنا والله أحبك في الله وجزاك الله تعالى عني كل خير وعلى نصيحتك الطيبة الأخوية ،
    بارك الله تعالى فيك وفي عمرك .
    الإستفسار فقط يا شيخ من أجل أن تتضح لي الصورة ..
    هذا المكان بالصورة التي ذكرتها عند تصنيفه ماذا يكون ؟
    الذي جاء في ذهني الآن أمور هي :
    قائم بنفسه - قائم بغيره - صفة - حال - معنويات- ماديات - شىء- لا شىء - موجود - معدوم .
    إلى غير ذلك ..
    فأرجوا أن تبين لي تصنيف هذا المكان بالصورة التي ذكرتها ، وتبين لي ما هو المخلوق في كل ما ذكرت وما هو الغير مخلوق .
    جزاك الله تعالى عنا كل خير .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    الذي جاء في ذهني الآن أمور هي :
    قائم بنفسه - قائم بغيره - صفة - حال - معنويات- ماديات - شىء- لا شىء - موجود - معدوم .
    إلى غير ذلك ..
    فأرجوا أن تبين لي تصنيف هذا المكان بالصورة التي ذكرتها ، وتبين لي ما هو المخلوق في كل ما ذكرت وما هو الغير مخلوق
    بارك الله فيك.. المكان صفة معنوية نسبية ملازمة للموجودات، فما من موجود إلا والعقل يتصور له مكانا بالنسبة إلى غيره من الموجودات. فإن قلنا - مثلا - إن موجودا من الموجودات (س) قائم فوق موجود آخر من الموجودات (ص )، فإن هذا المعنى يصح أن يقال فيه إن كلا من الموجودين (س) و( ص) على كيف واحد، كما يصح أن يقال إن كلا منهما على كيف مغاير وحقيقة مغايرة للآخر، ولا يغير ذلك التباين شيئا في معنى الفوقية عند السؤال عن مكان (س) بالنسبة إلى (ص ). فكل موجود حقيقي هو ذات مستقلة الكينونة يصح أن يُسأل عن مكانها - بالنسبة إلى السائل أو إلى موجود آخر - بأين. ولهذا فإننا نعقل - وبصورة فطرية سوية لا نزاع فيها - أن الله تعالى في جهة العلو، أو في مكان العلو فوق العرش المخلوق، ونبطل إلزامات المخالفين إذا ما قالوا إن نسبة العلو الحقيقي (أو معنى الجهة أو المكان) إليه سبحانه يلزم منها التجسيم، بإبطال التلازم الذي يتوهمونه بين الكيف المخلوق وبين معنى العلو (الذي يدخل في اللغة تحت أقسام معاني المكان والجهة).
    ولو أني وصفت لك شيئا فقلتُ إنه ليس داخل هذه الغرفة ولا خارجها - مثلا - ولا هو الغرفة نفسها، لا هو فوق ولا تحت ولا في أي جهة من الجهات من حولك، فأي شيء تتصور أن يكون ذلك الموصوف؟ لا شيء! هذا عدم لا وجود له! الشيء الذي ليس في مكان (وهو المعنى الذي يميزه الناس بنسبة الموجودات إلى بعضها البعض بمعاني الجهات المعقولة في اللغة) = لا يعقل الإنسان له وجودا أصلا.
    فالقصد أيها الحبيب أن معنى المكان معنى مجرد، مرتبط بالموجودات الحقيقية - أيا كانت كيفيتها وحقيقتها - ملازم لها في أذهان الناس، يصف علاقة معنوية نسبية فيما بينها، يجاب بها عن السؤال (أين)، فلا تُجرد منه ذات في الذهن إلا صارت عدما، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    انا ذكرت لفظة المكان هنا على فهم الأحباش : لا داخل العالم ولا خارج العالم وكان المفترض علي أن أذكر ذلك والله المستعان.
    ثم ندخل في الموضوع
    المكان : اسم لما يشغله الشيء من العدم فهو لا يكون مكانا للشيء إلا بكون ذلك الشيء فيه وكل موجود يشغل شيئا من العدم أو من الفراغ فلذلك لا يصح نفي المكان عن الله تعالى حتى قبل أن يخلق الخلق مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أين الله قبل أن يخلق الخلق قال : (كان الله ولم يكن شيء غيره) ولم يقل كان بلا مكان وعلة هذا الجواب أن كل شيء تريد أن تخبر عن مكانه لابد أن تستعين بأمور خارجية ومعالم ثم تقرنها بالدلالات مثل فوق وتحت ويمين وشمال وأمام وخلف وبالقرب من ....إلى آخره ولما لم يكن غير الله سبحانه وتعالى لم يكن من سبيل للجواب على ذلك إلا بقول (كان الله ولم يكن شيء غيره) ولكن بعد أن خلق الخلق تغير الجواب لأنه وجدت معالم خارجية يستعان بها ليخبر عن مكان الله فكان الجواب : (في السماء) أي في العلو
    وقضيتك يا صدى الذكريات قضية لفظية وإلا فنحن موقنون أنك مؤمن بعلو الله على خلقه وأنه فوق العرش ولكن أنت لست متأكد هل ينفى عنه المكان أو لا ؟؟ وقد بينا لك والحمد لله
    وأما قولك إن أول المخلوقات العرش فلا مشاحة سواء العرش أو القلم أو غيره فإنه سيجاب عليه بمثل ما قلت من قبل هل كان بلا مكان ؟؟؟
    وأما قولك لم لا نقول عن القلم مكان مثل السماوات والأرض الجواب لأن السماوات والأرض مكان باعتبار أن داخلها كائنات فهل يوجد شيء داخل القلم ؟؟؟ إن قلنا نعم فيصح تسميته بالمكان

    وأما قولك إن الكتاب المذكور في الحديث هو اللوح المحفوظ فمن أين جئت بذلك ؟؟
    مع العلم أن في رواية النسائي وأحمد (كتب على عرشه رحمتي سبقت غضبي) قال بعض أهل العلم الكتابة مكتوبة على نفس العرش .
    والله أعلم

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    أحسن الله تعالى إليكم وبارك فيكم ..
    في الحقيقة بخصوص هذه الجملة : (( جادلت واحدا من فرقة الأحباش عن إثبات المكان لله تعالى واستلزام نفيه نفي وجود الخالق سبحانه وتعالى )) هذه الجملة لا ينبغي أبدًا أن تقال لأن نفي المكان ليس بلازم منه نفي وجود الله سبحانه وتعالى لأنه سبحانه هو القادر على كل شىء ، وهذا الإلزام لم يرد لا في الكتاب ولا في السنـة ! وهذا الأمر الخطير المترتب القول به استلزام نفي وجود رب العالمين لا يكون إلا بالكتاب والسنة ، ويكفي إنها كلمة مجملة فقد يراد بها إن الله عز وجل متحيز في مكان وقد يراد بها المكان الذين تقولون أنه غير مخلوق ، ونحن لم نعلم كيفية ذات الله عز وجل ، وطالما أنه قد يفهم من هذه الجملة تنقص لرب العالمين بتحيزه في المكان ، والذي قصدته أنت من هذا المكان هو معنى دقيق جدًا كما ذكرتم ، فكيف يكون هذا الأمر الموهم المجمل الظاهر منه تنقص لرب العالمين ، والمعنى الدقيق جدًا هو المراد منه عندكم ! فوصف الله عز وجل بها وصف خاطىء فضلاً على أن نجعل وجود رب العالمين مرتبط بوجود هذا المكان فإن لم يوجد مكان عندكم فإنه لا يوجد إله والعياذ بالله !!
    والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن : أين الله ، وضح للسائل ولم يتركه وبين له في رواية : إن الله عز وجل كان ولم يكن معه شىء ، وأخرى: ( لم يكن شىء غيره ) ، فهذا صريح في نفي المكان عن الله عز وجل ، كما قال الشيخ الألباني حيث قال : (( الله منزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام لماذا ؟ لأن الله كان ولا شيء معه وهذا معروف في الحديث الذي رواه البخاري ( كان الله ولاشيء معه)معناه كان ولا مكان له لأنه هو الغني عن العالمين )) انتهى .
    وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية لم يكن قبل خلق المخلوقات ، بل كان السؤال بعد خلق المخلوقات ، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم هو إجابة الجارية بأن الله عز وجل في السماء ، فالله سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته في العلو ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم اثبات ذلك واختبارها عن طريق السؤال ، وقد أجابت الجارية بذلك ولله الحمد ، ولم يكن مراد النبي صلى الله عليه وسلم اثبات المكان بسؤاله بأين ، فالجواب بين المراد ولله الحمد .
    وإن كنت تقصد : العلو ، فلماذا لا تصرح باللفظ الشرعي الذي عليه أكثر من ألف دليل فى الكتاب ، وتلزم الناس بكلمة مضافة لله عز وجل لا هي في الكتاب ولا في السنة ، وتحمل معاني باطلة ؟!
    بل حتى في العلو الصفة الذاتية الشرعية ، لا يصح أن يقال : إن نفي علو الله سبحانه وتعالى مستلزم نفي وجود الله عز وجل ، لأنه بالتحاكم إلى العقل الذي مدار الكلام كله عليه يقال :
    إن الله عز وجل قبل خلق الخلق كان الله ولم يكن شىء غيره ، فالعلو هنا بالعقل غير منضبط لأنه ما في موجود غير الله سبحانه وتعالى ، فعلى أي شىء سيكون العلو ؟ ولم تكن الجهات أصلا ـ ولا الأزمان ولا الأمكنة ، لأننا لا نعلم كيفية ذات الله سبحانه وتعالى ، لذلك نقول للعقل تنحى أنت جانبًا ، فنحن نثبت لله عز وجل صفة العلو لأن الله هو العلى فله العلو المطلق سبحانه وتعالى ، كما أخبر هو سبحانه وتعالى عن نفسه ، وقد يكون العلو صفة ذاتية من حيث كون العلو لا ينفك عن الله سبحانه وتعالى ولا يشترط أن يكون أزلي ـ طالما أن صفة العلو لا تنفك عن الذات فهي صفة ذاتية .
    أما المكان : فبالتحاكم إلى العقل : الله عز وجل الذي هو الأول قبل المكان والزمان ، وهو الذي أوجد المكان سبحانه وتعالى، والمكان حادث والذي أحدثه رب العالمين والذي أحدث قوانين المخلوقات من مكان وزمان هو رب العالمين وهو الأول فالله عز وجل كان بلا مكان لا شىء غيره سبحانه وتعالى هذا بالدليل العقلي ، فالعقل ينفي أن يكون الله عز وجل بمكان قبل خلق الخلق لأنه هو الذي خلق المكان ، فلو قلنا للعقل تنحى أنت جانبًا كما فعلنا مع صفة العلو ، فكيف نثبته بالدليل الشرعي السمعي على إنه صفة ذاتية ؟ ! ما هو الدليل على ذلك ؟!
    وبما أن الكلام هو كلام عقلي محض ، فالجواب يكون بالعقل أيضًا .
    فالذي أعرفه أن الله سبحانه وتعالى هو : ( الأول ) فكل ما سوى الله ليس هو الأول ، وكل ما سوى الله سبحانه وتعالى الذي أوجده هو رب العالمين سواء كان هذا الموجود : ( صفة – حال- شىء - المعنويات – قائم بنفسه –قائم بغيره – الوجود – العدم – الحكمة – الرحمة- الإرادة –العظمة – الذهن – التفكير – اللا شىء – إلى غير ذلك ، فكل ما هو معلوم سواء كان في الذهن أو خارج الذهن ، سواء كا يشار إليه أو لا يشار إليه فهو موجود و موجود .ات المكان صفة لله سبحانه وتعالى نطلب من مثبتها الدليل على ذلك وإلا رددناها يل من الكتاب والسنة ها وهذه الصفات هي المسوالذي أوجده هو الله سبحانه وتعالى ، وإلا ما كنا علمناه أصلاً ، ولا كان له اسم ، فالذي علمنا إياه هو الله سبحانه وتعالى .
    وصفات الكمال هي التي موصوف بها رب العالمين والذاتية منها هي صفة أزلية لم يزل ولا يزال الله سبحانه وتعالى متصف بها أو التي لا تنفك عن الله سبحانه وتعالى وهذه الصفات المضافة إلى الله سبحانه وتعالى ليست مخلوقة ولكنها صفات لله سبحانه وتعالى وقد جاء بها الدليل من الكتاب والسنة فنحن نثبتها لله عز وجل كما أثبتها الله سبحانه وتعالى لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم .
    وأي صفة أخرى نقول أنها ذاتية لله سبحانه وتعالى نطلب من مثبتها الدليل على ذلك وإلا رددناها ، والقول بأن المكان بالصورة التي ذكرت هو صفة لله سبحانه وتعالى ، وإن كان المكان بالصورة التي ذكرت هو صفة ذاتيه لله سبحانه وتعالى كما فهمته لأن الذي فهمته من الكلام هو إن المكان لا ينفك عن أي موجود من الموجودات حتى ولو كان هذا الموجود هو رب العالمين فيكون المكان هو صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى لا ينفك عنه ولم يزل ولا يزال الله عز وجل متصفا بالمكان لأن العقل لا يتصور موجود من الموجودات إلا وله مكان .
    فيقال : لا يكفي في إثبات هذه الصفة لله عز وجل العقل ، بل لا بد من دليل سمعي شرعي نثبت به هذه الصفة العقلية ، بجانب الدليل العقلي .، فما هو الدليل على أن المكان صفة ذاتية لله عز وجل ؟
    ويقال أيضًا: إن الدليل العقلي الذي ألزمت به وجود رب العالمين على وجود المكان ، غير مسلم به وهو متعقب بالعقل أيضًا .
    فعندما نقول : (( ولا يصح - على هذا المعنى للمكان - أن نستثني ذات الله تعالى منه لا قبل الخلق ولابعده ))
    فما هي المميزات التي نثيتها لوجود الله عز وجل الغير مماثل ولا مشابه لوجود المخلوقات ، وكيف نفهم قول الله عز وجل : (( ليس كمثله شىء )) ، وأنتم تقيسون الله عز وجل بمخلوقاته ،أو قياس وجود الله عز وجل بوجود خلوقاته ،
    وعدما قلنا : ( فإن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا لا يعني حلوله فيها ولا يلزم منه ذلك، ولايكون مكانه إذ ينزل وقتما ينزل سبحانه = حالا في السماء الدنيا كحلول المخلوقات! فكيف ينزل (إلى السماء الدنيا) ومع ذلك لا يكون حالا فيها؟ هذا لا يجوز السؤال عنهولا طلب معرفته، فهو من خصائص ذات الله التي لا تقاس على ذوات المخلوقين، وقد أهلكنفسه من تكلف التأمل في هذا الأمر، فخرج منه إما بالتجسيم أو التعطيل!! نحن نقولليس كمثله شيء، والله أعلم كيف ينزل إلى السماء دون أن يختلط بها أو يحل فيها، لأنهلا يعلم كيف ذات الله إلا الله. وانتهت القضية ولا نزيد )
    يقال أيضًا مثل هذا الكلام :
    لا يقاس الله عز وجل بخلقه ولا يقاس وجوده بوجود خلقه ، لأن قوانين المكان والزمان تنطبق على المخلوقات ولا تنطبق على واجد المخلوقات سبحانه وتعالى لأنه هو الذي خلق المكان والزمان .
    لأنه من الممكن ان يقال : أن العلم البديهي العقلي يقول : إن نزول الموجود من العلو إلى السفل لا يفهم بالعقل في كل الموجودات إلا بالنزول الحقيقي الذى هو انتقال الموجود وتحركه من المكان العالي إلى المكان الأقل علوًا ، وهذا لا يختلف عليه أحد من العقلاء ، ووجود الموجود في مكانين اثنين هذا محال !! فإن قلتم إن هذا نزول المخلوق ، قلنا وهذا مكان المخلوق ، وإن قلتم نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول أحد من خلقه لأنه ليس كمثله شىء سبحانه وتعالى ، قيل لكم وهذا وجود الخالق سبحانه وتعالى ليس كوجود أحد من خلقه ، ولا نحكم على الله عز وجل بالقوانين الذي خلقها هو سبحانه وتعالى لأنه ليس كمثله شىء سبحانه وتعالى وهو واجد الوجود أصلاً .
    أما الكلام عن خارج العالم وداخل العالم ، فهو كلام بعد خلق العالم ، وليس قبل خلق العالم ، فيصح أن نقول أن الله عز وجل فوق عباده ومخلوقاته ، والله عز وجل فوق العالم .
    وقول القائل : إن الله سبحانه وتعالى لم يكن موجودًا إلا بمكان ، يبطل معنى الوجود الذي أوجده الله سبحانه وتعالى ، ويوحي بأن هناك خالق آخر أوجد هذا المكان وهذا يكفي لبطلانه قوله .
    هذا ما رأيت فيه الحق ، ونبرأ إلى الله عز وجل من أي خطأ أو تقول على رب العالمين وربنا يغفر لنا جميعا اللهم آمين .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: كيف الرد على هذه الخرافة الجهمية ؟؟

    هذه الجملة لا ينبغي أبدًا أن تقال لأن نفي المكان ليس بلازم منه نفي وجود الله سبحانه وتعالى لأنه سبحانه هو القادر على كل شىء ، وهذا الإلزام لم يرد لا في الكتاب ولا في السنـة
    لا شيء في العلم اسمه "هذا الإلزام لم يرد في الكتاب ولا في السنة"!! وما أسهل أن يرد عليك واحد من المعتزلة بمثل ما ترد به علينا الآن!!!
    فما هي المميزات التي نثيتها لوجود الله عز وجل الغير مماثل ولا مشابه لوجود المخلوقات ، وكيف نفهم قول الله عز وجل : (( ليس كمثله شىء )) ، وأنتم تقيسون الله عز وجل بمخلوقاته ،أو قياس وجود الله عز وجل بوجود خلوقات
    هذا غاية ما خرجت َبه من كل ما سلف؟ أننا نقيس الله بمخلوقاته؟؟ الله المستعان.
    وهذا الأمر الخطير المترتب القول به استلزام نفي وجود رب العالمين لا يكون إلا بالكتاب والسنة ، ويكفي إنها كلمة مجملة فقد يراد بها إن الله عز وجل متحيز في مكان وقد يراد بها المكان الذين تقولون أنه غير مخلوق
    ما هذه العبارة؟ الأمر الخطير الذي حقيقته تستلزم نفي وجود الله = يجب ألا يكون إلا بالكتاب والسنة؟؟ يا أخي أنصحك في الله أن تعيد القراءة والتأمل فيما تكتب طويلا قبل أن تضغط على زر (أضف الرد السريع).
    إن كنتَ تشهد بأنها كلمة مجملة، فما بالك تقاتل في سبيل إبطالها مطلقا؟؟ نحن لم ندع إلى إثباتها كصفة خبرية يُتعبد بها، ولا قلنا للناس استعملوها بدلا من لفظة العلو!! وإنما قلنا إن معناها المجرد يصح الإخبار به عن الله تعالى على الوجه الذي حررناه! فإن اللفظة المجملة إنما يحاكَم قائلها بمراده منها بعد الاستفصال، فإن أراد بها المكان المخلوق الذي يحاط فيه الشيء بالمخلوقات فنحن ننفيها عن الله قطعا.. أما إن أراد المكان الذي لا نعرفه إلا بنسبة جهته إلى المخلوق (كما في قولنا: فوق العرش)، فهذا من معاني المكان أو الجهة لغة ونحن نثبته لله تعالى.. أما إن أراد المكان الذي كان الله فيه قبل خلق السماوات والأرض فإن الذي اختلف بعد خلق السماوات والأرض أن صارت لهذا المكان نسبة نعقلها إلى مكاننا المخلوق بأنه سبحانه الآن في جهة العلو بالنسبة إلينا، أما قبل ذلك فلم يكن ثمّ شيء من الموجودات يُعرف مكانه سبحانه بالنسبة إليه. فإن قلتَ أنت إن المكان إنما عُرف بعدما خلق الله الخلق، إذ لا يكون للمكان تصور في أذهاننا إلا بنسبة الموجود إلى موجود آخر على الأقل لنعرف مكان أحدهما بالنسبة إلى الآخر، وفي حال عدم الموجودات خلا الله تعالى فإنه لا يتحقق لنا شرط معرفة المكان، لأنه ليس ثمّ مرجع قياسي يُنسب إليه فيعرف به، إن حررتَ هذا الاعتراض، قبلتُه منك، ولكن ليس هو بما يُلزم مخالفك بنفي معنى المكان كلية، إذ يمكن حمله على نفي قدرتنا نحن على تصور ذلك المكان ومعرفته، فتأمل.
    وقد سقتُ إليك حديث أبي رزين رضي الله عنه، الذي فيه قول النبي عليه السلام (كان في عماء)، وفيه روايتان (وإن كان الحديث في سنده كلام، ولكن من أهل العلم من صححه ومنهم من حسنه)، إحداهما جاءت اللفظة فيها (عما) بلا همز، فعلى نفي الهمزة يكون المعنى أنه سبحانه كان في مكان مُعمَّى عن الخلق، أي أن الخلق لا يمكنهم أن يتصوروا ذلك المكان ولا يمكن أن يوصف لهم لأن سبيلهم إلى إدراك المكان سبيل نسبي وفي غياب الموجودات الأخرى خلا الله تعالى، فإن هذا السبيل يكون منقطعا. لذا فمن قال "كان الله بلا مكان" (أي قبل الخلق) فإننا لا نقبل منه ولا نرد حتى نستفصل، وكذلك نفعل إن قال القائل: "إن نفي المكان عن الله يلزم منه نفي الوجود"!
    وقد نقلتُ إليك من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن من أهل العلم (أهل الحديث والسلفية) من أثبت معنى المكان لله تعالى ومنهم من نفاه عنه، ومرد ذلك إلى تصور معنى المكان نفسه، فهون عليك يا أخي الحبيب.
    هذا ولا يفوتني تنبيهك إلي أنه ليس الإثبات والنفي هنا المراد بهما إثبات الصفات الخبرية حتى يقال لنا يلزمكم النص في هذا! إنما نقصد بالإثبات: تصحيح الإخبار عن الله تعالى عند الحاجة بهذا اللفظ أو ذاك، وهذا المعنى أو ذاك.. فإثبات الصفات الخبرية شيء، وإثبات المعاني الصحيحة الصالحة للإخبار عن الله تعالى شيء آخر!
    على أي حال أرى أن في هذا القدر من الحوار كفاية.
    شكر الله لكم مشاركاتكم.
    والحمد لله رب العالمين ..
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •