تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    إنَّمـ الدُّنيا فنَاء ــا
    المشاركات
    121

    Lightbulb إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

    إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله .
    (تلكَ إذاً قسمةٌ ضيزى) !

    الحمدُ للهِ المتفرِّدِ بكمالِ الخصائص، والمُنَزَّهِ عن كافَّةِ النقائص ، والصَّلاةُ والسلامُ على نبيِّنا وحبيبنا وقُرَّةِ أعيننا محمدٍ ، وعلى آله وأصحابهِ وأزواجِه ومن سار على دربه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدين ؛ أمَّا بعد :

    فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون ، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون ، لوثةُ : (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و ....) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!] ، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً ، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين .

    وسَرَتْ هذه اللَّوثةُ وسارَ بها الرُّكبانُ ، وانتشرت انتشارَ النارِ في الهشيم ، فعرَّجتْ على كثيرٍ من صالحي القرنِ الرَّابعِ ، والخامسِ ، والسَّادس ، والسابعِ ...... إلى يومِنا هذا ، فرضعها الصغيرِ بالتلقين ، وأُشربَها الغلام مع " الجَوْهرَة " ، فأصبحَ كثيرٌ من العلماءِ - وكثيرٌ على خلافهم - على طرائقِ أهلِ الكلام في تقريرِ أصولِ الدِّين ، وأبحروا في علومِ الآلةِ ، وعلومِ الغايةِ ؛ من عربيَّةٍ ، وحديثٍ ، وفقهٍ ، وأصولٍ ، وتفسيرٍ ، وأدبٍ ، وجعلوا هذا البابَ من المزالِقِ !

    وهو - وفالقِ الحبِّ والنَّوى - مِنْ أشرفِ ما يُعلَم ويُدرك ، فبه معرفةُ اللهِ كما أحبَّ لنا أن نعرفَه ، بالقدرِ الذي أعْلَمَناه ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمِهِ إلاَّ بما شاءَ ؛ فنزداد معرفةً له ، وحُبّاً ، وشوقاً ، وتعظيماً .

    لَيْتَ شعري ، كيفَ يناجي ربَّه مَنْ أدخَل على نفسِهِ اللَّوازِمَ الباطلَةَ من الجهةِ والتحيُّزِ ونحوها ، وهو يقول : ( اللهمَّ إني أسألكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريم ) ؟ سبحانك ربِّي !

    مرَّ بي وأنا أقرأ كتابَ [ فتح الباري (2/606) ط : دار طيبة ] للحافظِ ابن حجرٍ رحمه الله رحمةً واسعة ، في مسألةِ " تسوية الصُّفوف " عند قوله : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) ، وهل رؤيةُ النبيِّ أصحابَه من ورائهِ حقيقةٌ ، أو مجازٌ قُصِدَ به العلم ؟

    قال - رحمه الله - : ( والمختار حملها على الحقيقة ) .

    وقال قبل ذلك (2/143) : ( والصَّوابُ المختار أنه محمول على ظاهره ، وأنَّ هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلى اللهُ عليه وسلَّم انخرقت له فيه العادة ) .

    وقال الزَّينُ بن المُنَيِّرِ - رحمه الله - : ( لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه [ أي التأويل هنا ] في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ ) .

    وقال القرطبيُّ - رحمه الله - : ( بل حملها على ظاهرها أولى ؛ لأنَّ فيه زيادةَ كرامةٍ للنبيِّ ) .

    قلتُ : أيهما أولى بالقطعِ من جهةِ الدِّلالة :

    قول النبيِّ : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) في الرؤية .
    أو قول الله تبارك تعالى : قال يا إبليسُ ما منعكَ أن تسجدَ لما خلقتُ بيديَّ في صفةِ اليدين ؟ أو قوله تعالى : والله يحبُّ المحسنين في صفةِ المحبَّة ؟ ..... إلخ .

    وهل - على عبارة الزَّين رحمه الله : لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ - وُجِدتْ ضرورةٌ لتأويلها بالنعمةِ أو القدرة ؟ أو المحبَّة بإرادةِ الإحسان ؟ ثم - على عبارته كذلك - أليس فيه تعطيل لفظ الشارع ؟!

    ألا يمكن أن يقولوا في قول النبيِّ : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) :
    1 - نقطع بعدم وجودِ عينين في خلفِ رأس النبيِّ .
    2 - ونقطع بعدمِ إمكان الإنسانِ - خِلْقَةً - أن يُبصرَ ما وراءَه من غيرِ التفاتٍ.

    فوجبَ تأويل ذلك بالعِلمِ بحالِ مَن وراءَه .

    بل جعلوا ذلكَ سهلاً مقبولاً ، أو معجزةً .

    واللهَ الكاملَ المتفرِّدَ بالجلال والكمالِ خِلْواً مما وصفَ به نفسَه إلاَّ قليلاً ؟!!

    سبحانَ اللهِ ، ما أضرَّ على الطالبِ دخول مهيعٍ نهى عنه السَّلَفُ .

    فإلى مَنْ حادَ عن نهجِ السَّلفِ ؛ بالتأويل ، أو التجهيل ، أو التعطيل أهمسُ في أذنَيْكَ :

    أنبيُّنا محمَّدٌ أعَزُّ عليكم من اللهِ ، واتخذتموه وراءَكم ظهريّاً ؟!

    اللهمَّ أحسنْ عاقبتنا في الأمورِ كلِّها ، وأجرنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة .

    خليل الفائدة
    سحر الجمعة 15 / 10 / 1431 هـ .
    ولمـَّا طعمْتُ لذَّةَ العلمِ صيَّرتْ سِواها من اللَّذاتِ عنديَ كالسّـمِّ
    ولمـَّا عشقتُ العلمَ عشْقَ درايةٍ سلوْتُ عن الأوطانِ والأهلِ والخِلْمِ !
    [ التُركزيّ الشنقيطيّ ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

    حياك الله أخونا الغالي ..

    قولك أن المؤلة معطلة كقول البعض الحنابلة مجسمة , أتمنى أننا نحترم علماءنا الأجلاء وألا نصفهم بالتعطيل وإنما نقول عنهم مؤولة وليسوا معطلة

    الأمر الثاني : الحنابلة قالوا التأويل لا يكون إلا بدليل , والأشاعرة قالوا التأويل يكون إما بدليل أو للضرورة واختلفوا في تحديد تلك الضرورة , وفي وجهة نظري : لا الحنابلة ولا الأشاعرة ألتزموا بما ألزموا به أنفسهم

    فالعلة عندهم الضرورة ولذا تلحظ قول الزين رحمه الله : "لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ " فالعلة انتفت ولذا انتفى الحكم وهو التأويل , أما صفات الله فهم يقولون أن الضرورة موجودة : كلزوم البعضية من إثبات اليدين لله ونحو ذلك

    ومسألة التأويل : لو الواحد يترك التعصب ويترك العوالق الموجودة في الذهن يجد أن السادة الحنابلة و الأشاعرة كل منهم يخالف قاعدته في مسائل الصفات ..والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تهامي من عسير مشاهدة المشاركة
    حياك الله أخونا الغالي ..

    قولك أن المؤلة معطلة كقول البعض الحنابلة مجسمة , أتمنى أننا نحترم علماءنا الأجلاء وألا نصفهم بالتعطيل وإنما نقول عنهم مؤولة وليسوا معطلة
    أخي الكريم
    أولا: ما هو التعطيل عندك؟
    ثانيا: الجهمية كانوا يؤولون صفات الله كتأويلهم لليد بالقوة، كما أخبر الترمذي رحمه الله عنهم، والسلف الصالح كانوا يسمون الجهمية بالمعطلة.
    عندما تؤول الصفة فإنك تعطلها لأنها لم تعد صفة، بل شيئا آخر.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

    الجهمية معلطة ليس لأنهم أولوا اليد , وإنما لأنهم عطلوا صفات الله سبحانه وجعلوه سبحانه بدون صفات كما هو الحال عند المعتزلة فالمعتزلة معطلة ..

    الناس طرفان ووسط .. طرف تجسيم وطرف تعطيل وأهل السنة وسط بينهما , وأهل السنة كذلك طرفان وكل طرف ينسب الآخر للطرف الذي يليه فالأشاعرة يقولون للحنابلة مجسمة والحنابلة يقولون عنهم معطلة , والحقيقة كلهم أخطؤوا (هذا عند متعصبيهم )

    كيف يجرؤ إنسان ويقول ابن حجر معطل !؟

    للأسف يا أختي الكريمة كثير من الطلاب لا يحترمون علماء السنة , قبل أسابيع كنت في المكتبة ولقيت كتاب اسمه "الرد على النووي وابن حجر " !!!!!!!!! أي جراءة عند هؤلاء !

    المقصود يا أختي المكرمة هذه المسائل مسائل إجتهادية أختلف علماء السنة فيها , عندما ترجعين إلى كتب التفاسير وشروح الحديث المعتمدة تجدين أن كلهم يذكرون - عندما تمر آية أو حديث في الصفات - "هذه الآية -أو الحديث- اختلف العلماء فيها على قولين : الأخذ بظاهرها , أو تأويلها " ونحو ذلك

    فهي مسألة كغيرها من المسائل الإجتهادية التي يجب أن نوسع صدورنا فيها

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله !

    لم أقصد أنهم سمّوا معطلة فقط لتأويلهم صفة اليد، ولكن لأنهم أولوا كل أو أغلب الصفات (فالجهمية عدة فرق وليست فرقة واحدة)، والمقصود هو أن تعطيلهم هو تأويلهم للصفات

    المقصود يا أختي المكرمة هذه المسائل مسائل إجتهادية أختلف علماء السنة فيها , عندما ترجعين إلى كتب التفاسير وشروح الحديث المعتمدة تجدين أن كلهم يذكرون - عندما تمر آية أو حديث في الصفات - "هذه الآية -أو الحديث- اختلف العلماء فيها على قولين : الأخذ بظاهرها , أو تأويلها " ونحو ذلك
    أخي الكريم
    هل أصول الاعتقاد مما يجوز فيه الاختلاف في الإسلام؟
    هل الحق واحد أم اثنان؟ ومتناقضان أيضا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •