أولا : ترجمة العلامة السيد إبرهيم محمد ثابت الآلوسي
ولد في شهر ربيع الأول عام 1308 في كربلاء حيث كان والده قاضيا فيها ،وقد أرخ ولادته عمه الحاج علي علاء الدين الالوسي في نظم بديع يخاطب جده العلامة نعمان الآلوسي رجمه الله مطلعها :
لك البشرى يامولاي في خير قادم *** بمولده وافت لك النعمة الكبرى
تلألأ نور اليمن حول جبينه *** واشرقت العليا بطلعته الغرا
كاني به يرتقى الى ذروة المنى *** ولقد تخذته الانجبون لها فخرا
تبدى لنا في شهر ميلاد جده*** وانعم بفال قد شرحت به صدرا
وعزز منه الفرقدين بثالث *** وكلا نراه في سماء العلى بدرا
فانت ابو الفرا الذين تسلسلوا***الى المرتض والام الزهرا
بشائر سعد لاتزال فارخوا *** ومولده ابراهيم زادت به البشرى
قراء القران في صباه في الإحساء لما كان والده قاضيا فيها، عاد إلى بغداد فأكمل الابتدائية والإعدادية، وقبل التخرج منها التحق بالمدرسة المرجانية ،ودرس على الشيخ محمد المانع النجدي ،والعلامة يحى الوتري وأجيز بالعلمية ،وتردد خلال ذلك على العلامة محمود شكري الالوسي – خاله –واخذ منه العلوم اللغوية كالنحو والصرف، واخذ منه الخط ،وقد تأثر كثيرا بخاله في الاعتقاد والمنهج كما سيأتي، ثم لازم العلامة علي علاء الدين الالوسي عمه وأجازه بالحديث والعلوم ،وقراء على مفتي بغداد العلامة يوسف العطاء، دخل مدرسة الحقوق العثمانية ونال شهادتها سنة 1921 ،ثم عين كاتبا للمحكمة الشرعية في الكاظمية ،وفي سنة 1339 هجرية عين إماما في جامع مرجان – وسط شارع الرشيد حاليا – ومحافظا للمكتبة العثمانية ،وبعد الاحتلال البريطاني صار وكيلا عن عمه الحاج علي علاء الدين في التدريس بمدرسة صندل العلمية ،وفي سنة 1340درس في مدرس سلطان علي – شارع السنك حاليا – ،ثم نقل إلى مدرسة مرجان إماما ومحافظا للمكتبة العثمانية سنة 1342 ،وعظ في جامع عادلة خاتون – الاعظمية –في شهر رمضان سنة 1930 ،عين نائبا لقاضي بغداد سنة 1357 ،وبعدها قاضي أول لبغداد سنة 1360 ورئيسا للمجلس العلمي في الأوقاف سنة 1947 ،ثم عين رئيسا في مجلس التميز الشرعي سنة 1947، توفي رحمه الله سنة 1951 ودفن في مقبرة معروف الكرخي ( ترجمة من كتاب تراجم علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري للشيخ يونس السامرائي بتصرف ص19 وما قبلها) .
ثانيا :الجانب العلمي :
يكاد يكون العلامة إبراهيم محمد ثابت الالوسي حلقة الوصل ،ومفتاح الباب لعلم الالوسيين فهو من نقل علومهم ودون معارفهم وذلك من خلال احتفاظه بعشرات المخطوطات للعائلة الالوسية ،وليس ذلك فحسب فخزانته تعتبر خزانة غنية بالمخطوطات القيمة النافعة ،ومما يلفت النظر ذلك الكم الهائل من المخطوطات التي حبرها ونسخها بيده ،وقد ساعده على ذلك وجوده في وظائف حكومية في الدولة العثمانية ،وتيسر له ما لم يتيسر لغيره من الإطلاع على ذخائر المكتبات والمخطوطات ،إضافة إلى الرغبة القوية التي تدفعه للمحافظة على تراث إبائه وأجداده، وقد تاثر كثيرا بجده نعمان وخاله محمود شكري ،وشيخه محمد المانع النجدي من خلال الإطلاع على ما ألفوه وكتبوه من مؤلفات تحث على التمسك بالمنهج السليم ،والرد على شبهات المنحرفين ،فاستفاد من علومهم وفهومهم ومعارفهم ،ولا ننسى أن العلامة إبراهيم عاصر جمهرة من العلماء والفقهاء من تلامذة محمود شكري ،ونعمان الالوسي ومنهم الحاج فؤاد الالوسي، وأخوه محمد الالوسي، وعبد الكريم الشيخلي الملقب بالصاعقة حامل لولاء العلم والدعوة إلى منهج السلف، فأضاف إلى رصيده من العلوم والمعارف من خلال صحبته واتصاله بهم ،وخاصة العلامة الصاعقة الذي نشر علم السلف في بلاد الرافدين كما سبق أن بينا ذلك في ترجمة الصاعقة في المجلس العلمي.
مدرسة صندل العلمية :
انتشرت في بغداد مدينة العلم والسلام مدراس عدة ومنذ زمن الرشيد رحمه الله حيث كانت تلك المدارس مركز الحراك العلمي والثقافي ،ومثوى أفئدة العلماء والفقهاء والأدباء، وقد كان غالب هذه المدارس العلمية تحمل أسماء من أسسها وأنشئها وعمرها،لتدل دلالة واضحة على مدى الترابط بين الأغنياء والأمراء وبين العلماء ،حيث كان الجميع يشترك في إحياء العلوم والدعوة إلى الخير، ومن تلك المدارس مدرسة نائلة خاتون، ومدرسة منورة خاتون ،والمدرسة المستنصرية، ومدرسة صندل العلمية المنسوبة للشيخ صندل بن عبد الله أبو اليمن الحبشي المقتفوي ت سنة 593 ،تقع في شارع حيفا حاليا ،وقد قام بالتدريس فيها عبد الرحمن الالوسي ت1284 ،والسيد علي علاء الدين،والسيد إبراهيم محمد ثابت الالوسي ،وقد ألغيت الدراسة في المساجد بقرار من الأوقاف عام 1965، لتحل محلها المدارس الحكومية النظامية
ثالثا :خزانة السيد إبراهيم محمد ثابت الالوسي
خزانة إبراهيم الالوسي الثرية بالمخطوطات واحد من عشرات الخزائن التي ترجع لذوات مثل :خزينة العلامة منير القاضي، والسيد عبد الله السندي المحامي ،وخزينة سلطان السيد علي صمت إلى مكتبة الأوقاف المركزية سنة 1970 ،وخزينة المؤرخ عباس العزاوي والتي حصلت عليها وزارة الأوقاف مؤخرا ،فقامت بضمها إلى المكتبة المركزية ثم نقلت إلى دار صدام للمخطوطات ،والتي حوت مئات من نفائس المخطوطات الأثرية، وقد قام احد الباحثين المهتمين بشان المخطوطات ،والحفاظ عليها بتصنيف مخطوطات العلامة إبراهيم محمد ثابت إلى مجموعات وهي كما يلي :
1- مجموعة من المخطوطات في علوم شتى ( 115 ) مخطوطاً .
2- مجموعة ثانية في شتى العلوم كانت على الشكل الآتي :-
3- التفسير وعلوم القرآن ( 17 ) مخطوطاً .
4- الحديث وعلومه ( 20 ) مخطوطاً .
5- الفقه وعلومه ( 30 ) مخطوطاً .
6- العقائد ( 7 ) مخطوطاً .
7- التصوف ( 11 ) مخطوطاً .
8- الفرق والردود ( 15 ) مخطوطاً .
9- كتب الأدب واللغة ( 105 ) مخطوطاً .
10- كتب المنطق ( 27 ) مخطوطاً .
11- كتب الفلك ( 4 ) مخطوطاً
وغالب هذا المخطوطات وجدنا أن إبراهيم الالوسي رحمه الله ختم عليها بتوقيعه المتمثل باسمه المشهور المعروف وهو( السيد إبراهيم نجل المرحوم المبرور السيد محمد ثابت الدين افندي الحسيني الالوسي البغدادي) ،وهذه جملة من مخطوطات مما وجدت عليها توقيعه على سيبل التمثيل لا الحصر. ومنها :
1- المسفر عن الميسر
2- فن المطالعة للعلامة عضد الدين مجموع رقم 5058 .3
- شرح منظومة العطار في علم الوضع محمود الالوسي مجموع رقم 5058.
4- المختصر في نخبة الفكر مجموع رقم 5058 .
5- شرح بيئ المنقولات لأحمد السجاعي مجموع رقم 5058 .
6- رسالة في فت البيان للشيخ أبي بكر النخوشي مجموع رقم 5058 .
7- قصيدة في المؤنثات السماعية لابن الحاجب مجموع رقم 5058 .
8- رسالة في التسبيح للعلامة محمود شكري الالوسي مجموع رقم 5058 .
9- مسائل متفرقة في علوم متنوعة مجموع رقم 5058 .
10- مجموعة أدعية رقمها 24218 .
11- فوائد منقولة من تفسير ابن كثير في التوحيد.مجموع رقم 5058
ملاحظة :سيتم رفع تلك المخطوطات جميعها خلال ايام .
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين .