هذا سؤال موجه لفضيلة الشيخ العلامة محمد محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء والمدرس بالمسجد النبوي :
السؤال :
هل تندرج ثلاث أيام البيض مع الستة من شوال ..؟؟
الجواب :
أيام البيض تندرج تحت ست من شوال من جهة المعنى ، فإذا نُظر إلى أن الأيام مقصودة لذاتها ؛ لأن الأيام البيض يشتد فيها ضياء القمر ويكثر فيها السهر والأرق ، ولذلك قالوا إن الصيام يخفف من حدة الأرق وضغط الدم على الإنسان هذا ذكره الحكيم الترمذي في كتابه المنهيات ، بين فيه علل الأدلة التي وردت والسنن والأحاديث ؛ لأنه كان طبيباً ، وتكلم على هذه المسألة ، وقال : إن ليالي البيض تكون فيها شدة ضياء القمر ؛ ولذلك يكثر فيها الأرق وهذا مجرب فإن الشخص الذي ينام تحت سطح القمر في ليالي البيض يكثر أرقه ، ويقل نومه ، ولذلك قالوا إنها تخفف وتكسر الدم ، ولذلك شرع فيها الصيام ، من حكمها أنه يخفف ويكسر حدة الدم على البدن فعلى هذا الوجه يكون فيه معنى الرفق بالبدن ، فيستوي أن تكون لست من شوال أو غيرها لأنها قصدت بذاتها فيتحقق مقصود الشرع بالاندراج .
أما على الوجه الثاني الذي يقول إن الأيام البيض مُنَزَّلةٌ مَنْزِلَةَ الثلاث الأيام من كل شهر ، والثلاثة الأيام من كل شهر تكون تارة في سرر الشهر وهو أوله ، وتكون أيضاً في سرره في آخره ، وهي الليالي التي يستسر فيها الهلال ، ويكون خفياً ، تكون في أوله وتكون في آخره وتكون في أوسطه ، وهذا فيه أحاديث دلت عليه منها حديث أبي ذر رضي الله عنه واختاره بعض العلماء : أن الثلاث قصدت للشهر ، فعلى هذا الوجه الثاني تقصد الثلاث لمعنى آخر غير معنى الموضع ، وعلى هذا فإنه لايتحقق مقصود الشرع ، فيفصلها فإذا درجها له وجه ، لو درجها تحت ست من شوال استقام ، ولو أفردها احتياطاً فهو أولى وأفضل ، والله تعالى أعلم .