ليس هناك حاجة للمواقف لأن اللغة مختلفة. لغة العلوم الحديثة التي انفصلت بدورها عن لغة العلوم الفلسفية ليست هي لغة العلوم الدينية. العلوم الفلسفية كانت تبحث في الطبيعيات هدف التفسير الكلي و ربط هذا الكلي بالفلسفة العليا و هي التي اصطلح عليها فيما بعد بالميتافيزيقيا. العلوم الحديثة تبحث في الطبيعيات هدفها تفسيرات جزئية و قابلة للحساب أو التجريب و التكذيب. أما لغة الدين فهي لغة مختلفة لا تضع تصورات كلية مجردة للانسان و لا نظريات جزئية، بل تصور للانسان بما يفهمه هذا الانسان من خلال ما يشاهده و يستوعبه و يتخيله لهدف آخر مستقل عن أهداف العلم الحديث و الفلسفة، و هو التفكر في القيم المعنوية لمعرفة الله و التقرب إليه، وهذا التصوير الديني للأشياء ممكن أن يكون أيضا تصوير معنوي أدبي وفني لا من خلال ما يفهمه و يشاهده الانسان و يعرفه كما يحدث في تصوير أحوال الغيب.
هذه الرمزية و المعنوية غابت عن الكنيسة فحدث ما حدث بينها و بين العلماء الذين حاربتهم.
بارك الله فيك ، صحيح أن اللغة مختلفة لكن قد يحصل هناك تقاطع وقد يكون تقاطع صوري (لفظي) عند البعض وقد يكون تقاطع جوهري كما يراه البعض!
فمثلاً عندما يكون الكلام عن سبع سماوات وسبع أراضين من ناحية النقل نجد هناك رؤى مختلفة من ناحية الفهم الكوزمولوجية (علم الكون والفلك) فيكون هناك جدل بين أهل العلم الطبيعي وبين أهل العلم الشرعي؟!
هذا فيما يخص العالم الفضائي ونفس الإختلافات قد تحصل حتى في الجانب البيولوجي كنظرية التطور وغيرها