السؤال المهم ، وفي نظري هو مهم جداً :
هل تفاصيل علوم الحديث كمسألة التدليس والمرسل والتفرد مبناها على النص الشرعي أم على الاجتهاد والنظر ؟
ويتفرع عنه سؤال آخر :
هل اختلف المتقدمون في مسائل من علوم الحديث ، أم أنهم كلهم على رأي واحد ؟
ثم لماذا يوصف المنهج بالمتقدم هل تميزه لمجرد كونه من عصور قديمة أليس هناك تميز آخر هو الذي دعانا للتمسك به ؟
عند التأمل والتمعن أجد أن المراد الحقيقي من التمسك بمنهج المتقدمين المقصود به منهج أئمة العلل والجرح والتعديل وليس كل من تقدم !
حسناً أجيبوني عن هذا السؤال : لو قال قائل : أنا متبع لمنهج أئمة العلل هل تقولون له : كلا قل أنا متبع لمنهج المتقدمين لأن بين العبارتبين فرقاً ؟ فما الفرق ؟ أم ان الخلاف لفظي بين العبارتين .
المسألة في تقديري أصبحت شعارات ضررها أكثر من نفعها خاصة في أوساط طلبة علم نعرف منهم يقيناً أنهم من أهل الدقة في علم العلل ، وإلا كيف تفسرونا لنا وضع الشيخ أحمد معبد والشيخ سعد الحميد والشيخ مساعد الراشد ( رد الله غربته ) والشيخ الجديع في حوزة غير حوزة الدكتور المليباري وغيره ، التفريق بين هؤلاء إما أن يكون له ثمرة عملية أو لا يكون ؟
قد تقول : ولكنهم يختلفون ، أقول بالجواب نفسه الذي قرأته للإخوان في عدد من المنتديات : هو اختلاف تطبيق لا اختلاف منهج . وهذا جواب ممكن يقال حتى بين اختلاف الشافعي وأحمد مثلاً في الفروع فأصولهم متقاربة في أكثرها فاختلافهم اختلاف فهم في التطبيق إذن .
وقل مثل ذلك بين مالك والشافعي ، وقد كان الشافعي ينافح عن مالك في كل مؤلفاته ويسميه صاحبنا في مناظراته مع محمد بن الحسن الشيباني ...
إذا قبلت جواباً لنفسك ، فمن العدل أن تقبله لمخالفيك ممن تتفق معهم في أصول التلقي الشرعية .أعني القول : ( اختلاف المتقدمين هو اختلاف في التطبيق وليس في الأصول ) جواب عائم هلامي يمكن استعماله في أشياء كثيرة كخط رجعة .