عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: صفحة تفريغ الأصول العلمية للدعوة السلفية للعام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه ا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي صفحة تفريغ الأصول العلمية للدعوة السلفية للعام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه ا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأصول العلمية للدعوة السلفية
    للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله
    الدرس الأول
    إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ثم أما بعد:بإذن الله u نبدأ في مدارسة كتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية» يعني الأخوة في مادة المنهج والقضايا الفكرية، وقع اختيارهم على كتاب وأنا أظن أنه اختيار موفق جدا، كتاب لفضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله تعالى، ألا وهو كتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية»، وهذا الكتاب له مكانة خاصة في قلوب كثير من الإخوة بل والمشايخ، نظرا لأنه كتاب كان في طليعة الكتب التي تتكلم عن المنهج السلفي في فترة كانت المؤلفات في هذا الجانب قليلة وفي نفس الوقت أن الكتاب من شيخ حبيب إلى القلوب ألا وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه u، الكتاب مطبوع وأشهر طبعة عليه دار الإيمان بالإسكندرية، ليت الإخوة تقتني الكتاب ،وأظن أن له طبعات ثانية، لكن الطبعة المشهورة طبعة دار الإيمان وهو كتاب يسير وصغير ولكنه جامع شامل إن شاء الله لما نريد أن نتكلم فيه، وأظن قبل أن نبدأ في مدارسة الكتاب أو تصفح صفحاته، ينبغي علينا أن نتعرف على المؤلف وإن كان الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هو نار على علم لكن لا بأس أن نذكر إخواننا بهذا الشيخ الكريم،. ترجمة مختصرة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله:مولده: ولد في مصر في قرية تسمى عرب الرمل من قرى محافظة المنوفية في يوم 25 رجب 1358هـ الموافق يوم 9/9/1939م. عمره:يقترب الآن من ثلاثٍ وسبعين عامًا، أمده الله بالصحة والعافية. قبيلته التي نشأ بها:ترجع جذور قبيلته وعائلته إلى قبيلة آل زهير في اليمن وهاجر أجداده واستوطنوا مصر ونشئوا فيها. عقيدته: يذكر الشيخ في ترجمته يقول: (نشأت يوم نشأت وفتحت عيني على العقيدة السلفية والدعوة السلفية،) فكان منذ نشأته سلفيا خالصا ويذكر أن أباه رحمه الله كان سلفي المعتقد، ويقول:أن أباه وإخوانه هاجروا إلى المدينة سنة 1928م، حينما دخلت في حكم آل سعود لعلمهم أو ظنهم أن هذا الحكم الإسلامي ولإيمانهم بالدعوة السلفية والعقيدة الصافية التي كانت تتبناها الدولة السعودية آنذاك ويقول أول ما بدأت أفتح عيني على الحياة تفتحت على المعارك بين والده وبين عباد القبور، فكانت بداية نشأته على الصراعات في مسألة عقيدة التوحيد ومؤولة الصفات وعباد القبور ويقول:عشت هذه القضايا منذ الصغر واضطر الوالد إلى الدخول في محاكمات لأنه كان يقول إن الله عز وجل في السماء،و منع والده من الصلاة في بعض المساجد في مصر بسبب ذلك،.من وصايا والده رحمه الله u له: أنه كان يقوله يا بني: «عليك بكتب ابن القيم وابن تيمية» ولذلك نجد دائما ما يستشهد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ، بكلام ابن القيم وابن تيمية لأنه تربى على ذلك،. نشأته العلمية وشيوخه: تربى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ودرس على أيدي علماء ومربين أعلام، درس بالجامعة الإسلامية بالمدينة وكان ممن درس على أيديهم الشيخ العلامة القرآني الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، الشيخ عبد الرحمن الدوسري، الشيخ محمد بن الوهاب البنا، الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ما زال حيا.رحلاته الدعوية: جاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق العالم في رحلات دعوية كثيرة منها السودان وبعدها ذهب إلى أمريكا، ثم إلى بريطانيا، ثم إلى جنوب شرق آسيا ومكث فترة في اندونيسيا وباكستان، ثم في النهاية استقر به المقام في الكويت. ودرس فترة في الجامعة الإسلامية في المدينة، أي أنه درس بها ودرّس بها، فترة من الفترات الذهبية للفترة الذهبية للجماعة الإسلامية،عندما كان فيها الشيخ الألباني وكان فيها الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيميين هؤلاء أساطين العلم في ذلك الزمان كانوا يدرسون في الجامعة الإسلامية في المدينة وفي ذلك الوقت أيضا درس فيها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله،. تأسيسه للدعوة السلفية بالكويت:بعد ما استقر المُقام بالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في الكويت ،وأسس بها الدعوة السلفية المباركة،ابتدأت دعوته في الكويت بدخوله في يوم 23 ربيع أول 1385هـ، موافق 21/7/1965م، مكث بالكويت ما يقرب من سبع وأربعين عاما،عمل إماما لعدة مساجد بها وانشغل بالخطابة والتدريس والتأليف.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: صفحة تفريغ الأصول العلمية للدعوة السلفية للعام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه

    الجمعيات التي أسسها:
    من أبرز الجمعيات التي أسسها مع مجموعة من إخوانه جمعية (إحياء التراث الإسلامي الكويتية)، هذه الجمعية جهودها ومعروفة ومشكورة في خدمة العلم الشرعي وفي خدمة المسلمين في كل أنحاء العالم. وُضع للشيخ القبول في قلوب الناس،وسمعنا عن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وطالعنا مؤلفاته وانهلنا من علمه وهو مقيم في الكويت.

    موقفه من الدعوة السلفية:
    كان الشيخ من المنافحين عن الدعوة السلفية ومن المؤصنين لها وقد تصدى للمبتدعة من متصوفة وأشاعرة ورافضة ولكم أن تتخيلوا دولة مثل الكويت بها تيار شيعي رافضي قوي جدا يتصدى لهم الشيخ حفظه الله
    u ثم تصدى للصوفية في مصر وفي غيرها من دول العالم وللأشاعرة في الأزهر وغيره وتصدى لغلاة التكفير وتصدى للمتطاولين على العلماء وألجمهم بمؤلفات ومناظرات كثيرة فجزاه الله خير الجزاء.

    مؤلفات الشيخ:
    بالنسبة لمؤلفات الشيخ فهى كثيرة جدا من أبرزها الكتاب الذي بين أيدينا :
    1-كتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية» وكان هذا الكتاب من بواكير الكتب التي تكلمت في هذه المسألة ، ووضع له القبول في الأرض وطبع عشرات الطبعات وتلقفته أيدي طلبة العلم في كل مكان بالدراسة والبحث.والتدريس.
    2-كتاب «الشورى في ظل نظام الحكم الإسلامي».
    3- كتاب «والسلفيون والأئمة الأربعة»،كان يرد به على من يتهم السلفيين بالإساءة إلى الأئمة الأربعة أو مسألة العمل بصحيح الدليل ورد أقوال العلماء المخالفة للدليل يمكن أن يكون فيها انتقاص من العلماء، فاتهم السلفيون في الكويت وغيرها من أنحاء العالم الإسلامي أنهم ينتقصون من قدر الأئمة مثل الإمام أبو حنيفة وغيره، فالشيخ رد على هؤلاء بكتابه السلفيون والأئمة الأربعة.
    4- كتاب «الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات».
    5- كتاب
    «الإلحاد أسباب هذه الظاهرة طرق علاجها».
    6- كتابه الماتع «فضائح الصوفية».
    7-كتاب «لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية».
    8- كتاب «في أصول في السياسة الشرعية وجوب تطبيق الحدود الشرعية».
    9- «القواعد الذهبية في حفظ القرآن وتدبره».
    10-«مشروعية العمل الجماعي».
    11- «الحد الفاصل بين الإيمان والكفر».
    12-«المقاصد العامة للشريعة الإسلامية».
    13- «أحكام التصوير في الشريعة الإسلامية».
    14- «حقيقة الصوفية» 15-«الفكر الصوفي في الكتاب والسنة».
    16-
    «الأحكام الفقهية للمريض».
    وكتب أخرى.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: صفحة تفريغ الأصول العلمية للدعوة السلفية للعام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه

    تلاميذه: تخرج على يد الشيخ طائفة كبيرة من العلماء والدعاة الذين صاروا بعد ذلك من العلماء المشهورين، ولعل أشهرهم الشيخ عثمان الخميس حفظه الله، الشيخ عيسى مال الله فرج، والشيخ نواف السالم، عادل المطيرات، الشيخ عبد الله السبت.الكتاب له عدة طبعات، في مقدمة الطبعة الثانية، التي بين أيدينا جميعا، يذكر الشيخ أن هذا الكتاب وضع له القبول في الأرض وتلقفته أيدي طلبة العلم بالمدارسة والبيان، ثم يتكلم في مقدمة الكتاب عن قضية أثيرت لما نشر الكتاب، يعني هو يقول نحن نشرنا الكتاب باسم «الأصول العلمية للدعوة السلفية» وهاجمه بعض الناس أو اعترض بعض الناس على المسميات ومثل هذا وقال: لما تتسمون باسم السلفيين، وهذا يجرنا لقضية يمكن أن تكون محور لقاءنا اليوم قبل ما ندلف للكتاب أو لبداية الكتاب في المرة القادمة إن شاء الله ألا وهي قضية التسمية، تسمية باسم السلفيين أو السلفية أو الدعوة السلفية التي هي عنوان الكتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية»، فهذا الأمر الشيخ حفظه الله u يرد عليه ويتكلم عن مشروعية التسمي بالسلفية وأصل هذه الكلمة.

    معنى كلمة السلفية في اللغة: كلمة السلفية مأخوذة من المصدر الثلاثي «سلف» مأخوذة من سلف يعني تقدم، والسالف المتقدم. قال u: ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ ﴾ [الزخرف: 56]، قال الجوهري: في اللغة سلف يسلف سلفا مثل طلب يطلب طلبا، أي مضى وسلف الرجل أباؤه المتقدمون، فنقول سلف الرجل: أباؤه المتقدمون. والسلف أيضا: من تقدمك من أبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل. وأحدهم: سالف منه.أحد هؤلاء الذين يتقدمونك سالف لك، ومنه قول الطفيل الغنوي يرثي قومه:مضوا سلفا قصد السبيل عليهم وصرف المنايا بالرجال تقلبوا. مضوا سلفا: يعني تقدموا علينا وسبقونا، أراد أنهم تقدمونا، وقصد السبيل علينا: أي نموت كما ماتوا، فنكون سلفا لمن بعدنا، كما كان هم سلفا لنا. وقيل سلف الإنسان من تقدمه بالموت من أبائه وذوي قرابته،فالسلف: هم من سبقوك من أبائك وذوي قرابتك، لذلك سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح،فأتت الكلمة ممن تقدموك وكانوا قبلك لذلك سمي الصدر الأول من التابعين،السلف الصالح، ومذاهب السلف مذاهب المتقدمين من الإسلام،.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: صفحة تفريغ الأصول العلمية للدعوة السلفية للعام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه

    السلف شرعًا:كل من يقلد ويقتفى أثره في الدين،ويكون مرضيا عنه في دينه من عموم المسلمين ومن أئمة الدين. هل وردت كلمة سلف في القرآن والسنة؟.كلمة سلف في القرآن:ورد لفظ سلف معنى تقدم أو مضى في القرآن في عدة مواضع، منها قوله U: ﴿ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾ [البقرة: 275]. أيضا في قول الله U: ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [النساء: 22]. وقال تعالى: ﴿ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [النساء: 23]. وقال الله U: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ﴾ [المائدة: 95]. وقال تعالى: ﴿ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال: 38]. يعني ما قدم مضى.﴿ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ﴾ [يونس: 30]. يعني ما قدمت. وقال تعالى: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]. وقال U: ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ ﴾ [الزخرف: 56].فكلمة سلف في القرآن إتيان لفظ سلف وكلها بمعنى ما مضى وما تقدم، وما عمله الإنسان في أعماله في الدنيا.كلمة سلف في السنة: قول النبي r لفاطمة ابنته رضي الله عنها أنه قال لها: «كنت لك خير سلف» يعني النبي يكون قبلها موتا .كلمة سلف من الناحية التاريخية: فمعنى كلمة السلف هم الصحابة والتابعون وتابعوهم من وافق الكتاب والسنة، فمن خالف برأيه الكتاب والسنة فليس بسلفي وإن عاش بين أظهر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فنحن نتكلم عن القرون المفضلة القرون الخيرية الثلاثة هؤلاء هم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، وطبعا إجمالي هذه الحقبة التاريخية هم سلفنا، لكن لاشك أن فيهم أفراد بعينهم لا ينتمون إلى هؤلاء لأنهم خالفوا الكتاب والسنة، ونحن نعرف أن في أواخر عهد الصحابة بدأت تظهر البدع الكلامية والبدع حتى العملية كبدعة الخوارج وبدعة التشيع وغيرها، فهؤلاء قطعا ليسوا سلفا لنا، فمن وافق الكتاب والسنة في هذه القرون فهم سلفنا الصالح الذين نقصدهم بهذا الكلام. المعنى الاصطلاحي لكلمة السلف أو لكلمة السلفية: نقول المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهد لهم بالإمامة وعرف عظم شأنهم في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف. مثل :الأئمة الأربعة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وعبدالله بن المبارك، والنخعي، والبخاري، ومسلم، وسائر أصحاب السنن: أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، دون من رُمي بالبدعة أو شُهر بلقب غير مرضي، كالخوارج والروافض والمرجئة والجبرية الجهمية والمعتزلة، فكل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة الأمثلة التي ذكرناها ويعني الأسماء أكثر من ذلك بكثير يعني هذا من باب ضرب المثل أو ذكر الأسماء المشهورة وإلا من سيراجع كتاب مثل «سير أعلام النبلاء» للإمام الذهبي رحمه الله ويتطلع في التراجم والحقبة التاريخية التي هي القرون الثلاثة الأولى يجد أئمة الإسلام وأئمة العلم وأئمة العالم كثير يعني ألوف من العلماء والأئمة في العصر الذهبي للإسلام وللأمة الإسلامية، كل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة كان منسوبا إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان. فالسلفية دائما هي منهج إتباع ومنهج تلقي ومنهج عمل عن السلف الصالح رضوان الله عليهم الذين تلقت الأمة عملهم بالقبول ورضيت عن سيرتهم وشاع نفعهم في الناس لذلك كل من التزم بهذا فهو سلفي وإن لم يتسم بذلك. لأن السلفية ليست نادي له كونية عضوية وليست جماعة لها اشتراك وإنما هي منهج انتسب له من انتسب وعمل به من عمل وإن لم يتسم بهذا الاسم، لأن بعض الناس تظن إن السلفية جماعة و كيف يكون دخولها، ومثل هذا، لابد أن ينبه أن السلفية هي منهج وهي الفهم الصحيح للإسلام، والذي أدخلنا في هذا الأمر هو مقدمة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رده على من يشنعون على السلفيين بالتسمي بغير اسم الإسلام، يقولون: أن الله U قال: هو سماكم المسلمين فلماذا تبتدعون أسماء أخرى لم تكن في زمان النبي r؟ والجواب على هذا: أن النبي r لم يلحق بربه إلا وقد بين للأمة ما يلزمها وما يقربها من ربها وحذرها مما يقربها من النار، ثم نشأت بعد وفاة النبي r الخلافات في أواخر عهد الصحابة كما ذكرت لكم، لكن كان التيار العام للمسلمين الذي هو الأصل وبدأت تظهر شواذ وشذوذات وانحرافات جزئية عن بعض الناس، مثل تيار الخوارج أو فرقة الخوارج، وفرق الرافضة التي نشأت في أواخر زمان علي بن أبي طالب t.لكن كان الأصل أن كل المسلمين اسمهم المسلمين، ثم بعد ذلك بدأ الفرق الكلامية وبدأت يشتد عود هذه الفرق المخالفة للأصل، فكان لابد لأهل الحق أن يتميزوا عليهم بإتباع منهج معين في التلقي فظهر في فترة أو في حقبة زمنية مصطلح أهل الحديث، أهل الحديث هؤلاء هم الأصل لكن كانوا يتميزون بذلك عمن يرفضون حديث النبي r أو لا يعملون به أو لا يعتنون بحفظه ومدارسته، فكان العلماء الربانيين الذين تلقت الأمة أعمالهم بالقبول، كانوا يهتمون بهذا الأمر رواية ودراية مثل الإمام يحيى بن معين، والإمام الفضل بن دكين، والإمام البخاري، والإمام مسلم، وغيرهم، فهؤلاء سموا بأهل الحديث، لماذا؟ اهتموا بالحديث رواية ودراية كانوا يحافظون على سنة النبي r، ثم دارت دورة الزمان وصار في فترة من الفترات تسمى هذه الطائفة المنصورة باسم أهل السنة والجماعة، أنا أضرب هذه الأمثلة لأقول أن التسمي كان في الصدر الأول، يعني أن يتسمى المسلمون باسم يميزهم عن غيرهم من أهل البدع هذا لم يكن مذموما وكان الأئمة يقولون فلان من أهل الحديث الإمام أحمد إمام أهل الحديث، ثم بعد ذلك صار إماما لأهل السنة قاطبة، فأنا أقول إن التسمي بغير اسم المسلمين لم يكن مستقبحا في الصدر الأول. التسمية بالمسلمين لا ينفي التسمية بغيره، طالما الاسم الجديد بعد اسم الإسلام، لا يخالف الاسم الأول، فهو سماكم المسلمين وفي زمان النبي r كان يخاطب المهاجرين والأنصار، يعني ما فيه إشكال ولا تعارض ما بين أن يكون هناك اسم المسلمين واسم تحته اسمه المهاجرين والأنصار، والنبي r كان يخاطبهم بذلك، يقول: لسيد الأنصار اجمع لي الأنصار، لم يكن هذا تفريق للمسلمين للمهاجرين والأنصار ولا تحزب ولا تشتيت للمسلمين ولا هذا يضاد التسمي باسم الإسلام، لكن التسمي بأسماء تحت اسم الإسلام فرضته ظروف الواقع وفرضته الأحداث التي شهدتها الأمة الإسلامية بظهور بعض الفرق والبدع، فرق تدعي أنها على الحق وتنبذ حديث النبي r، فيأتي أهل السنة يقولون لا، نحن الأصل ونهتم بحديث النبي r فسموا بأهل الحديث، ثم بعد ذلك ، بعض الفرق تأتي ويعني تنفصل عن جماعة المسلمين وتؤسس جماعات منفصلة عن الجماعة الأم أو عن التيار العام للمسلمين فيأتي أهل الحق ويقولوا نحن المحافظون على عقائد الأمة، ونميزها عن من خرج عليهم فنقول نحن أهل السنة والجماعة، انتسابا إلى سنة النبي r ومحافظة على التيار الكبير، الذي هو جماعة المسلمين الكبرى، وتميزا لهم عن من شذ عليهم من أهل البدع والأهواء كالخوارج والمرجئة والمعتزلة والرافضة، يبقى إذن في العصر الحديث، أيضا دعت الحاجة للتميز المنهج في التلقي، وفي الإتباع وفي العقيدة عن غيرها من الفرق المخالفة الموجودة في هذا الزمان فصار اسم السلفية كمدلول على اقتداء بالنبي r وإتباع لهديه وهدي الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان من القرون المفضلة الأولى، يبقى إذن السلفية ليست من تأسيس البشر،أو يمكننا أن نقول أن السلفية مؤسسها هو النبي r لأن السلفية هي الإسلام. أو ممكن بشكل أدق نقول: أن السلفية هي الفهم الصحيح للإسلام. وفي العصور التالية كان هناك مجددون ورموز بينت هذا المنهج ونافحت عنه ومن أبرز هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فشيخ الإسلام ليس مؤسس السلفية ولكنه كان من أبرز المدافعين والمنافحين والمؤصلين للمنهج السلفي وتبيينه ومناظرة له، ثم بعد ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله U فكلام حضرتك إن مؤسس السلفية الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو من يدعون ذلك يعني كلام غير صحيح، الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يؤسس مذهبا مستقلا وإنما كان متبعا للسلف مبينا لعقائد الأمة الأولى، كان له دور كبير في تبيين المنهج السلفي وتأصيله ونبذ البدع والخلافات التي كانت قد انتشرت في الجزيرة العربية في ذلك الزمان لكنه لم يكن مؤسسا لمذهب أو لمنهج مستقل.
    انتهى الدرس الأول أختكم أم محمد ال
    المحاضرة ملف ورد من معهد شيخ الإسلام العلمي

    http://www.iti.s146.com/catplay.php?catsmktba=167
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •