إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ثم أما بعد:بإذن الله u نبدأ في مدارسة كتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية» يعني الأخوة في مادة المنهج والقضايا الفكرية، وقع اختيارهم على كتاب وأنا أظن أنه اختيار موفق جدا، كتاب لفضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله تعالى، ألا وهو كتاب «الأصول العلمية للدعوة السلفية»، وهذا الكتاب له مكانة خاصة في قلوب كثير من الإخوة بل والمشايخ، نظرا لأنه كتاب كان في طليعة الكتب التي تتكلم عن المنهج السلفي في فترة كانت المؤلفات في هذا الجانب قليلة وفي نفس الوقت أن الكتاب من شيخ حبيب إلى القلوب ألا وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه u، الكتاب مطبوع وأشهر طبعة عليه دار الإيمان بالإسكندرية، ليت الإخوة تقتني الكتاب ،وأظن أن له طبعات ثانية، لكن الطبعة المشهورة طبعة دار الإيمان وهو كتاب يسير وصغير ولكنه جامع شامل إن شاء الله لما نريد أن نتكلم فيه، وأظن قبل أن نبدأ في مدارسة الكتاب أو تصفح صفحاته، ينبغي علينا أن نتعرف على المؤلف وإن كان الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هو نار على علم لكن لا بأس أن نذكر إخواننا بهذا الشيخ الكريم،. ترجمة مختصرة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله:مولده: ولد في مصر في قرية تسمى عرب الرمل من قرى محافظة المنوفية في يوم 25 رجب 1358هـ الموافق يوم 9/9/1939م. عمره:يقترب الآن من ثلاثٍ وسبعين عامًا، أمده الله بالصحة والعافية. قبيلته التي نشأ بها:ترجع جذور قبيلته وعائلته إلى قبيلة آل زهير في اليمن وهاجر أجداده واستوطنوا مصر ونشئوا فيها. عقيدته: يذكر الشيخ في ترجمته يقول: (نشأت يوم نشأت وفتحت عيني على العقيدة السلفية والدعوة السلفية،) فكان منذ نشأته سلفيا خالصا ويذكر أن أباه رحمه الله كان سلفي المعتقد، ويقول:أن أباه وإخوانه هاجروا إلى المدينة سنة 1928م، حينما دخلت في حكم آل سعود لعلمهم أو ظنهم أن هذا الحكم الإسلامي ولإيمانهم بالدعوة السلفية والعقيدة الصافية التي كانت تتبناها الدولة السعودية آنذاك ويقول أول ما بدأت أفتح عيني على الحياة تفتحت على المعارك بين والده وبين عباد القبور، فكانت بداية نشأته على الصراعات في مسألة عقيدة التوحيد ومؤولة الصفات وعباد القبور ويقول:عشت هذه القضايا منذ الصغر واضطر الوالد إلى الدخول في محاكمات لأنه كان يقول إن الله عز وجل في السماء،و منع والده من الصلاة في بعض المساجد في مصر بسبب ذلك،.من وصايا والده رحمه الله u له: أنه كان يقوله يا بني: «عليك بكتب ابن القيم وابن تيمية» ولذلك نجد دائما ما يستشهد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ، بكلام ابن القيم وابن تيمية لأنه تربى على ذلك،. نشأته العلمية وشيوخه: تربى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ودرس على أيدي علماء ومربين أعلام، درس بالجامعة الإسلامية بالمدينة وكان ممن درس على أيديهم الشيخ العلامة القرآني الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، الشيخ عبد الرحمن الدوسري، الشيخ محمد بن الوهاب البنا، الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ما زال حيا.رحلاته الدعوية: جاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق العالم في رحلات دعوية كثيرة منها السودان وبعدها ذهب إلى أمريكا، ثم إلى بريطانيا، ثم إلى جنوب شرق آسيا ومكث فترة في اندونيسيا وباكستان، ثم في النهاية استقر به المقام في الكويت. ودرس فترة في الجامعة الإسلامية في المدينة، أي أنه درس بها ودرّس بها، فترة من الفترات الذهبية للفترة الذهبية للجماعة الإسلامية،عندما كان فيها الشيخ الألباني وكان فيها الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيميين هؤلاء أساطين العلم في ذلك الزمان كانوا يدرسون في الجامعة الإسلامية في المدينة وفي ذلك الوقت أيضا درس فيها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله،. تأسيسه للدعوة السلفية بالكويت:بعد ما استقر المُقام بالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في الكويت ،وأسس بها الدعوة السلفية المباركة،ابتدأت دعوته في الكويت بدخوله في يوم 23 ربيع أول 1385هـ، موافق 21/7/1965م، مكث بالكويت ما يقرب من سبع وأربعين عاما،عمل إماما لعدة مساجد بها وانشغل بالخطابة والتدريس والتأليف.بسم الله الرحمن الرحيمالأصول العلمية للدعوة السلفيةللشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه اللهالدرس الأول