تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 139

الموضوع: * فوائد متنوعة متجددة :

  1. #1

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    1 ـ "أخلاق الكبار" :
    جاء في السير للذهبي ١١/٣١٧ :
    "قال عبدالله الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه رجل صالح، فقلنا:إنه يطعن عليك
    قال: فأي شيء حيلتي؟ شيخ
    صالح قد بلي بي "
    فما أعظم هذه النفس، إنها والله أخلاق الكبار!

  2. #2

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خيراً
    رحمم الله تعالى علماء المسلمين
    وليتنا نتأدب بهذا الأدب الرفيع.

  3. #3

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خيرا أخي محمد ، و السلف ـ رحمهم الله ـ قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التعامل مع العلماء ، و على رأسهم إمام أهل السنة : أحمد بن حنبل ، حتى إنه عفا عن كل من آذاه في الفتنة ـ فتنة القول بخلق القرآن ـ من أولياء الأمر على الرغم مما أصابه من قبلهم .
    رحم الله الجميع ، و جمع لنا بين العلم والعمل والخلق الحسن .

  4. #4

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    2 ـ أيوه !!
    في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
    (وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .

  5. #5

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    3 ـ كلمة حق أصابت محلاً خصباً فأثمرت :
    في العبر في خبر من غبر للذهبي [5/3] في أخبار سنة ثمان وأربعين وخمسمائة :
    (وفيها توفي ابن الطلاية أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن أحمد البغدادي ، الوراق الزاهد العابد ، سمع من عبدالعزيز الأنماطي وغيره .. وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية وتشاغل عنه بالصلاة ، وما زاده على أن قال : "يامسعود اعدل وادعُ لي ، الله أكبر" وأحرم بالصلاة ، فبكى السلطان وأبطل المكوس والضرائب وتاب ..)

  6. #6

    افتراضي فوائد متنوعة متجددة :

    4 ـ فضل الصدقة :
    في الترغيب و الترهيب للإمام المنذري : (2/74) :
    سأل رجل الإمام أبا عبدالرحمن عبدالله فقال له :
    -يا أبا عبدالرحمن قَرحَة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء فلم أنتفع ؟!
    فقال ـ له ابن المبارك ـ : اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء , فاحفر هناك بئراً , فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ , ويمسك عنك الدم .
    ففعل الرجل فبرأ .
    قال البيهقي : وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبدالله رحمه الله : فإنه قرح وجهه , وعاجه بأنواع المعالجة , فلم يذهب , وبقي قريبا من سنة , فسأل الأستاذ أبا عثمان الصابوني ,أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة , فدعا له و أكثر الناسُ التأمينَ .
    فلما كان يوم الجمعة ألقت امرأة في المجلس رقعة : بأنها عادت إلى بيتها , واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة , فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولي لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين .
    فجئ بالرقعة إلى الحاكم , فأمر بسقاية بُنيت على باب داره , وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجَمد [الثلج] في الماء , و أخذ الناس في الشرب , فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء , وزالت القروح , وعاش بعد ذلك سنين ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري مشاهدة المشاركة
    2 ـ أيوه !!
    في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
    (وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .
    ............
    • قال محمد العدناني في : معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة (41) : (( 118- إيْوَهْ : حين تسأل الناس : هل تصدَّقتم على الفقراء ؟ يجيبون : أَيْوَه ، والصواب : إيوه ، وهي مؤلفة من :
    (أ): من حرف الجواب (إي)؛ ومعناه : نعم .
    (ب): ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح : إِيوَ .
    (ج) : وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت؛ فتصير: إيوهْ.
    وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون)) انتهى نقل المراد منه.
    • قلت: الذي غلَّطه العدناني ، وهو ( أيوه ) بفتح الهمزة = هي لغة أهل مصر اليوم ، وأما كسر الهمزة فيها – وهي المصوَّبة – فهي لغة أهل مكة إلى الآن ؛ لكنهم على طريقتين ؛ فمنهم من ينطق هاء السكت ؛ فيقول ( إيوه ) ، ومنهم من يحذفها ؛ فيقول ( إيوَ ).
    http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.ph...1&postcount=15
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  8. #8

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    أحسن الله إليكم ـ شيخنا الفاضل ـ ورفع قدركم ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    بارك الله فيكم







  10. #10

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    5 ـ يحتاج ما تحتاجه "الذي" :
    في الكشكول للبهاء العاملي : (مرض ابن عنين ، فكتب إلى السلطان هذين البيتين :

    انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلافَ قبل تلافي
    أنا كـ"الذي" أحتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي

    فحضر السلطان إلى عيادته ، وأتى إليه بألف دينار وقال له : أنت "الذي" , وهذه الصلة , وأنا العايد...)

  11. #11

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    6 ـ قال البنوري في معارف السنن [2/387] :
    (بحث دقيق من قواعد العربية :
    "القراءة" و "المسح" و "الإيتار" كلها ألفاظ متعدية بنفسها في متعارف اللغة ، فإذا نقلتها الشريعة إلى عرفها وصارت ألقابا خاصة لمفهومات شرعية صارت لازمة ، فإذا أريد تعلقها بشئ خاص عديت بالباء ، ومن ههنا بحثهم في قوله تعالى : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" هل العلم هنا لازم أو متعد ؟ ، فإذن يحصل الفرق بين قولهم : "قرأها" وقولهم : "قرأ بها" فالأول على ما تعورف ، والثاني بمعنى أتى بها في جملة القراءة ، وكذا إذا ورد في الشرع "قرأ" فمعناه على هذا فَعَل فِعْل القراءة ، وبعبارة أوضح منه لك أن تقول : إن "قرأ" إذا عديته بنفسه فقلت : "قرأت سورة كذا" اقتضى اقتصارك عليها لتخصيصها بالذكر ، وأما إذا عديته بالباء فقلت : "قرأت بسورة كذا" أي قرأته في جملة ما قرأت ، فلا يقتضي الاقتصارَ عليها بل يشعر بقراءة غيرها معها ، وعلى ذلك فقوله صلى الله عليه وسلم : "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" نفسه من غير قوله "فصاعدا" إشارة قراءة ما عدا الفاتحة وهو السورة .) وأطال البحث في المسألة .. فراجعه ـ إن أحببت ـ .

  12. #12

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    7 ـ قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (84/4) :
    (قال ابن الحاجب فيما قرأت بخطه : حدثني زين الأمناء قال: حدثني ابن القزويني عن والده مدرس النظامية أبي الخير قال : حكى لنا الفراوي قال: قدم ابن عساكر فقرأ عليً ثلاثة أيام , فأكثر وأضجرني , وآليت على نفسي أن أغلق بابي , فلما أصبحنا قدم عليً شخص فقال : أنا رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إليك ؛ قلت: مرحبًا بك ، فقال: قال لي في النوم: "امضِ إلى الفراوي وقل له : قدم بلدكم رجل شاميٌ أسمر اللون يطلب حديثي , فلا تملًََََ منه".
    قال القزويني : فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ ـ ابن عساكر ـ . ) اهـ

  13. #13

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    8 ـ "نصيحة طالب الحديث"
    - قال المعلمي في مقدمته لكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (صفحة ب - صفحة ج): (ليس نقد الرواة بالأمر الهين , فإن الناقد لا بد أن يكون واسع الاطلاع على الأخبار المروية ، عارفاً بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية ، خبيراً بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم ، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب والموقعة في الخطأ والغلط ، ثم يحتاج إلى أن يعرف أحوال الراوي متى ولد؟ وبأي بلد؟ وكيف هو في الدين والأمانة والعقل والمروءة والتحفظ؟ ومتى شرع في الطلب؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع وكيف كتابه؟ ؛ ثم يعرف أحوال الشيوخ الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم وأوقات تحديثهم وعادتهم في التحديث ، ثم يعرف مرويات الناس عنهم ، ويعرض عليها مرويات هذا الراوي ويعتبرها بها ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ، ويكون مع ذلك متيقظاً ، مرهف الفهم ، دقيق الفطنة مالكاً لنفسه ، لا يستميله الهوى ولا يستفزه الغضب ، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفي النظر ويبلغ المقر ، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز ولا يقصر.
    وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها إلا الأفذاذ ..
    وقد كان من أكابر المحدثين وأجلتهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه ولا يلتفت إليه . قال الإمام علي بن المديني وهو من أئمة هذا الشان : (أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال ، هؤلاء لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه).
    وأبو نعيم وعفان من الأجلة ، والكلمة المذكورة تدل على كثرة كلامهما في الرجال ، ومع ذلك لا تكاد تجد في كتب الفن نقل شيء من كلامهما).
    انتهى كلام المعلمي .

  14. #14

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    9 ـ "العمل بالعلم" - قال حبيب بن عبيد الرحبي: (تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ، ولا تعلموه لتجملوا به ، فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه .) (اقتضاء العلم العمل ص33-34 وأخلاق العلماء 80) - قال الحسن : (تعلموا ما شئتم أن تعلموا ؛ فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعملوا ؛ فإن السفهاء همتهم الرواية وان العلماء همتهم الرعاية.) (جامع الخطيب 1/91) - قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر الآجري ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال: حدثنا الحسن بن عرفلة ، قال: حدثنا المبارك بن سعيد ، عن عباد بن كثير ، عن مالك بن دينار ، قال : (كنت مولعاً بالكتب أنظر فيها فدخلت ديراً من الديارات ليالي الحجاج فأخرجوا كتاباً من كتبهم فنظرت فيه ، فإذا فيه : يا ابن آدم لم تطلب علم ما لم تعلم وأنت لا تعمل بما تعلم.) (حلية الأولياء 3/166) .

  15. #15

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خيرا أيها المبارك .
    ومن باب المشاركة : ـ
    يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب و رافع الكلم الطيب ( ص 14 / 15 ـ ط دار عالم الفوائد ) : ـ
    ( فاستقامة القلب بشيئين :
    أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره :سبق حب الله تعالى حب ما سواه فرتب على ذلك مقتضاه .
    وما أسهل هذا بالدعوى وما أصعبه بالفعل !
    فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ، وما أكثر ما يقدِّم العبد ما يحبه هو ويهواه ، أو يحبه كبيره أو أميره أو شيخه أو أهله على ما يحبه الله تعالى .
    فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب ولا كانت هي الحاكمة عليها ، المؤمرة عليها .

    وسنة الله تعالى فيمن هذا شأنه : أن ينكد عليه محابه ، وينغصها عليه ،
    فلا ينال شيئا منها إلا بنكد وتنغيص ؛ جزاء له على إيثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى .
    وقد قضى الله عز وجل قضاء لا يُرَدُّ ولا يُدفع : أن من أحب شيئا سِواه عُذِّبَ به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك له فيه،ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد.
    الأمر الثاني : الذي يستقيم به القلب : تعظيم الأمر والنهى ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي ، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه .قال الله سبحانه وتعالى : { ما لكم لا ترجون لله وقارا } .
    قالوا في تفسيرها : ما لكم لا تخافون لله تعالى عظمة .
    وما أحسن ما قال شيخ الإسلام[ أي أبو إسماعيل الهروي في منازل السائرين ] في تعظيم الأمر والنهي : هو أن لا يعارضا بترخص جاف ، ولا يعرضا لتشديد غال ، ولا يحملا على علة توهن الانقياد ) .

  16. #16

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    أحسن الله إليك على المشاركة الطيبة , و أجزل لك الأجر و المثوبة ..

  17. #17

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    10 ـ أخذ العلم من الأكابر :
    قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم , فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا." (مصنف عبد الرزاق 20446)
    وقال أيضاً: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في ذوي أسنانكم ، فإذا كان العلم في الشباب أنف ذو السن أن يتعلم من الشباب." (العلم لأبي خيثمة ص35)

  18. #18

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    ـ استعمال العام في بعض أفراده :
    قال في حاشية العطار :
    (اسْتِعْمَالِ الْعَامِّ فِي الْخَاصِّ هُوَ حَقِيقَةٌ ، كَاسْتِعْمَالُ الدَّابَّةِ فِي ذَاتِ الْحَوَافِرِ أَوْ الْفَرَسِ فَلَا يَكُونُ مَجَازًا لُغَةً .
    وَذلك أَنَّهُ اُسْتُعْمِالَ فِيهِ مِنْ حَيْثُ تَحَقُّقُ الْعَامِّ فِيهِ لَا مِنْ حَيْثُ خُصُوصُهُ كَمَا هُوَ مَشْهُورٌ .
    - وَقَدْ قَالَ التَّفْتَازَانِ يُّ فِي شَرْحِ التَّلْخِيصِ : إذَا أُطْلِقَ لَفْظُ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ لَا بِاعْتِبَارِ خُصُوصِهِ بَلْ بِاعْتِبَارِ عُمُومِهِ ؛ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ الْمَجَازِ فِي شَيْءٍ ، كَمَا إذَا رَأَيْت زَيْدًا فَقُلْت : رَأَيْت إنْسَانًا أَوْ رَأَيْت رَجُلًا ؛ فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" لَمْ يُسْتَعْمَلْ إلَّا فِيمَا وُضِعَ لَهُ ، لَكِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي الْخَارِجِ عَلَى زَيْدٍ ، قَالَ : وَهَذَا بَحْثٌ يَشْتَبِهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُحَصِّلِينَ حَتَّى يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ مَجَازٌ بِاعْتِبَارِ ذِكْرِ الْعَامِّ وَأَرَادَ الْخَاصَّ ، وَيَعْتَرِضُونَ أَيْضًا بِأَنَّهُ لَا دَلَالَةَ لِلْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ ، وَمَنْشَؤُهُ عَدَمُ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ مَا يُقْصَدُ بِاللَّفْظِ مِنْ الْإِطْلَاقِ وَالِاسْتِعْمَا لِ ؛ وَبَيْنَ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ بِاعْتِبَارِ الْخَارِجِ ا هـ .
    قَالَ ابْنُ كَمَالٍ بَاشَا فِي حَاشِيَةِ التَّلْوِيحِ : وَفِيهِ بَحْثٌ وَهُوَ أَنَّك إذَا قُلْت رَأَيْت إنْسَانًا تُرِيدُ بِالْإِنْسَانِ مَا تَعَلَّقَ بِهِ رُؤْيَتُك وَمُتَعَلَّقُ الرُّؤْيَةِ هُوَ الْفَرْدُ الْمَوْجُودُ فِي الْخَارِجِ ؛ فَإِنَّ الْمَفْهُومَ تَتَعَلَّقَ بِهِ الرُّؤْيَةُ ، فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" فِي الْمِثَالِ الْمَذْكُورِ مُسْتَعْمَلٌ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ بِلَا شُبْهَةٍ ، بَقِيَ هَاهُنَا مَوْضِعُ بَحْثٍ آخَرُ ، وَهُوَ أَنَّ زَيْدًا إذَا اُعْتُبِرَ لَا بِخُصُوصِهِ لَا يَصِحُّ عِنْدَ سَلْبِ الْإِنْسَانِ لَا لُغَةً وَلَا بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَلَا يَكُونُ مَجَازًا بِلَا اشْتِبَاهٍ .
    وَأَمَّا إذَا اُعْتُبِرَ بِخُصُوصِهِ ؛ فَيَصِحُّ حِينَئِذٍ سَلْبُهُ عَنْهُ لُغَةً وَلَكِنْ لَا يَصِحُّ سَلْبُهُ عَنْهُ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ مَجَازًا أَيْضًا ؛ لِأَنَّ مِنْ خَصَائِصِهِ صِحَّةَ السَّلْبِ لَا بِحَسَبِ اللُّغَةِ فَقَطْ بَلْ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ أَيْضًا ؛ عَلَى مَا حَقَّقَهُ الْقَاضِي عَضُدُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْمُخْتَصَرِ .
    وَمُوجِبُ هَذَا التَّحْقِيقِ : أَنْ لَا يَكُونَ ذِكْرُ الْعَامِّ وَإِرَادَةُ الْخَاصِّ مِنْ قَبِيلِ الْمَجَازِ وَالْمَشْهُورُ خِلَافُ ذَلِكَ اهـ .
    قال العطار : وَهِيَ فَائِدَةٌ نَفِيسَةٌ فَاحْفَظْهَا .) اهـ بتصرف .

  19. #19

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    12 ـ :
    - قال الذهبي في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في (تذكرة الحفاظ) [3,4/1] وهي أول تراجم الكتاب:
    (إن الكذب أس النفاق وآية المنافق ، والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية ، لا على الخيانة والكذب ، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه ، وهو القائل : "إن كذباً عليّ ليس ككذب على غيري ، من يكذب عليَّ بني له بيت في النار ، ومن قال عليَّ ما لم أقل "، الحديث . فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه [صلى الله عليه وسلم] ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله ، فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعمد عليه الكذب ، وقوَّله ما لم يقل ؛ وقد قال عليه السلام : "من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". فإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ما ذي إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروي الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب .
    فحقٌّ على المحدث أن يتورع فيما يؤديه ، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته.
    ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً ؛ إلا بإدمان الطلب ، والفحص عن هذا الشأن ، وكثرة المذاكرة والسهر ، والتيقظ والفهم ، مع التقوى والدين المتين والإنصاف ، والتردد إلى مجالس العلماء ، والتحري والإتقان ؛ وإلا تفعل :
    فدع عنك الكتابة ؛ لست منها ولو سودت وجهك بالمداد ؛ قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
    فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً ، وإلا فلا تتعنَّ ؛ وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب ، فبالله لا تُتْعِب ؛ وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله ، فأرحنا منك ، فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
    فقد نصحتك ، فعلم الحديث صلف ، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب). انتهى كلام الذهبي.

  20. #20

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    13 ـ " إن التعليم في الصغر أشد رسوخا ، وهو أصل لما بعده " قاله ابن خلدون في مقدمته ط دار الباز ص 538 .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •