تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 139

الموضوع: * فوائد متنوعة متجددة :

  1. #61

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    في الدرر الكامنة [177/1] :
    قال الشهاب ابن فضل الله : " لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبعمائة : نزل عند عمي شرف الدين ، وحض أهل المملكة على الجهاد ، فأغلظ القول للسلطان والأمراء .
    ورتبوا له في مقر إقامته في كل يوم دينارا ومخفقة طعام ، فلم يقبل شيئا من ذلك ، وأرسل له السلطان بقجة قماش فردها .
    قال : ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال :( ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ) ، ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديها وأنشده إياها : ـ
    لما أتانا تقي الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ما له وزر
    على محياه من سيما الأولى صحبوا *** خير البرية نور دونه القمر
    حبر تسربل منه دهره حبرا *** بحر تقاذف من أمواجه الدرر
    قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
    وأظهر الحق إذ آثاره اندرست *** وأخمد الشر إذ طارت له شرر
    كنا نحدث عن حبر يجيء بها *** أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
    قال : ثم دار بينهما كلام ، فجرى ذكر سيبويه ، فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه ، فنافره أبو حيان وقطعه بسببه ، ثم عاد ذاما له وصير ذلك ذنبا لا يغفر.
    قال : وحج ابن المحب سنة ( 34 ) فسمع من أبي حيان أناشيد ، فقرأ عليه هذه الأبيات ، فقال : ( قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير ) ، فسأله عن السبب في ذلك فقال : ( ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه ، فقال : ( يفشر سيبويه ) .
    قال أبو حيان : ( وهذا لا يستحق الخطاب ) .
    ويقال : إن ابن تيمية قال له ( ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما ، بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت ) ، فكان ذلك سبب مقاطعته إياه ، وذكره في تفسيره البحر بكل سوء ، وكذلك في مختصره النهر .. " .
    قال شيخ الإسلام في النبوات [11/1] : ـ
    ( والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما لا يقدر عليه أحد في زمنه ، وليس هذا دليلا على النبوة .
    فكتاب سيبويه مثلا مما لا يقدر على مثله عامة الخلق ، وليس بمعجز إذ كان ليس مختصا بالأنبياء بل هو موجود لغيرهم ) .

  2. #62

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    غفر الله لهما ورحمهما
    نستفيد من القصة حفظ اللسان وما قد تؤدي اليه الكلمة

  3. #63

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    48 ـ قال مصطفى لطفي المنفلوطي : ( لا يزور العلم قلبا مشغولا بترقب المناصب ، وحساب الرواتب ، وسَوْقِ الآمال وراء الأموال ، كما لا يزور قلبا مقسما بين تصفيف الطرة ، وصقل الغرة ، وحسن القوام ، وجمال الهندام ، وطول الهيام بالكأسين : كأس المدام ، وكأس الغرام ) .
    [ العبرات / ص 241 ] .

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خيرا وزادك لنفسك وللمسلمين نفعا
    واصل شيخنا أبا معاذ إتحافنا بفوائدك القيمة والمنتقاة كما ينتقى الدر
    إستفدت منها وجمعتها مع فوائدي ... مع إذنك

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خيرا ما أحوجنا الى هذه الاخلاق السامية والرفيعة
    لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها
    فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها

  6. #66

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    49 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصبهانية [ ص 467 ] : ـ
    ( طرق السلف والأئمة الموافِقة للطرق التي دل القرآن عليها و أرشد إليها : هي أكمل الطرق و أصحها .
    و أكثر الناس صوابا في العقليات أقربهم إليهم ، كما أن أكثرهم صوابا في السمعيات أقربهم إليهم ... ) .
    قال أحد مشايخنا : ثم يأتي من يقول : إن السلف قصروا في العقليات و ابن تيمية تدارك الأمر .
    { المشايخ : أبو قتادة السلفي ، رضا الحملاوي ، أبو أنس الكردي : شكر الله لكم مشاركتكم ، ونفعنا وإياكم بما نسمع ونكتب } .

  7. #67

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :


    50 ـ قال في لسان العرب [ مادة / ث م ر ] : (وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب ، وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن .
    قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم .
    وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ ،قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة ( فَعُلَةٍ ) في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره... .
    والثُّمُرُ الذهب والفضة ، حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل: ( وكان له ثُمُر )؛ فيمن قرأَ به،
    قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة.
    التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: (
    وكان له ثُمُر )؛ قال: ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.
    وروى الأَزهري بسنده قال: قال سلَّام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: ( وكان له ثَمَر )؛ مفتوح جمع ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء.
    قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول : ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق ) ا هـ


  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله كل خيرٍ

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزاك الله خير يا خوي

  10. #70

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    51 ـ التكبير عقب الصلاة ثلاثاً :
    ـ في فتح الباري للحافظ ابن رجب [284/5] :
    حدثنا عليٌ : ثنا سفيان : ثنا عمرو : أخبرني أبو معبدٍ ، عن ابن عباسٍ ، قال : كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله بالتكبير ...قال حنبلٌ : سمعت أبا عبد الله يقول : ثنا عليٌ بن ثابتٍ : ثنا واصلٌ ، قال : رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا . قلت له : حديث عمرو ، عن أبي معبد ، عن ابن عباسٍ : كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله "بالتكبير" ، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟ . قال نعم .
    ذكره أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه الشافي .
    فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله عقب الصلاة المكتوبة : هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ .
    ويشهد لذلك : ما روي عن مسعرٍ ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن طيسلة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله : "من قال في دبر الصلوات ، وإذا أخذ مضجعه : الله أكبر كبيراً ، عدد الشفع والوتر ، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً - ، ولا إله إلا الله - مثل ذلك - كن له في القبر نوراً ، وعلى الحشر نوراً ، وعلى الصراط نوراً ، حتى يدخل الجنة" ... وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب إلى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) وقوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) ، ولقول النَّبيّ (لمن جهر بالذكر من أصحابه : (إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً) .

    قال شيخنا العلامة محمد علي آدم ـ حفظه الله ـ في ذخيرة العقبى [340/15] بعد أن نقل كلام الحافظ ابن رجب :
    (قد تلخص مما ذكر في كلام الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ ، وكذا ما تقدم من كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ أن الصواب هو الذي ذهب إليه أحمد وبعض السلف من أن رفع الذكر مستحب ... وأنه لادليل لمن حمل حديث ابن عباس على أن الجهر كان وقتا يسيرا للتعليم ، كما لا دليل لمن ادعى أن الجهر بالتأمين كان لأجل التعليم .
    وهذا ابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الناس بالسنة يخبرنا إخبارا مطلقا ، دون أن يقيده بوقت دون وقت ، وأيضا فإن فيه لفظة "كان" المشعرة بالمداومة والمواظبة .
    والحاصل أن أكثر عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد كان على رفع الصوت بالتكبير عقب المكتوبة .
    فتبصر بالإنصاف ، ولا تتحير بالاعتساف .
    والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ..
    "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"

  11. #71

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    52 ـ عجيبة من ابن حزم ـ رحمه الله ـ :
    قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في التقريب لحد المنطق [134] :
    (واعلم أنك لا تورث العلو إلا من يكسبك الحسنات وأنت ميت ، والذكرَّ الطيب وأنت رميم ، ولا يذكرك إلا بكل جميل , ولا تورثه بعدك ولا تصحب في حياتك في طريقه إلا كل فاضل ، ولست تصحب في طلب المال والجاه إلا اشباه الثعالب والذئاب.
    و أحدثك في ذلك بما نرجو أن ينتفع به قارئه إن شاء الله تعالى ، ذلك أني كنت معتقلا ... في مطبق [ سجن تحت الأرض ] وكنت لا أؤمن [الـ]ـقتل ... وكنت مفكرا في مسألة عويصة ... فطالت فكرتي فيها أياما وليالي , إلى أن لاح لي وجه البيان فيها , وصح لي وحق يقينا في حكمها وانبلج ، وأنا في الحال الذي وصفتُ , فبالله الذي لا إله إلا هو الخالق مدبر الأمور كلها أقسم ، الذي لا يجوز القسم بسواه ، لقد كان سروري يومئذ وأنا في تلك الحال بظفري بالحق فيما كنت مشغول البال به وإشراق الصواب لي = أشد من سروري بإطلاقي مما كنت فيه !! ، وما ألفنا كتابنا هذا وكثيرا مما ألفنا إلا ونحن مغربون مبعدون عن الوطن والأهل والولد ، مخافون مع ذلك في أنفسنا ظلما وعدوانا ، لا نستر هذا بل نعلنه ، ولا نمكن الطالب إبطال قولنا في ذلك ، إلى الله نشكو ، واياه نستحكم لا سواه ، لا إله الا هو ...)

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    أدخلت السرور على قلبي بعودة فوائدك الرائعة أخي محمد أبا معاذ البخاري
    واصل جزاك الله خيرا

  13. #73

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    53 ـ من آداب المعلمين :
    نقل ابن سحنون [ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام (سحنون) بن سعيد بن حبيب التنوخي (202- 256هـ ) فقيه مالكي مناظر، كثير التصانيف. انظر: الزركلي: الأعلام 6/204.] في كتابه : "آداب المعلمين" صـ 362 [وهو ملحق بكتاب التربية في الإسلام ، للدكتور أحمد الأهواني ] عن والده الإمام سحنون ، قوله : -
    (... وإذا أجدب الناس , واستسقى الإمام , فأُحِبَّ للمعلم أن يخرج بمن يعرف الصلاة من طلابه ، وليبتهلوا إلى الله بالدعاء ويرغبوا إليه ، فإنه بلغني أن قوم يونس -صلى الله على نبينا وعليه السلام- لما عاينوا العذاب خرجوا بصبيانهم, فتضرعوا إلى الله بهم ...) .
    في سياق كلام جميل جدا .

    [أفادنيها أحد الأحبة وفقه المولى وسدده , وأشكرك أخي الفاضل رضا متابعتك الطيبة وتشجيعك ..]

  14. #74

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    54 ـ "عدم الزيادة على الفرائض"
    - قال العلامة أنور الكشميري في فيض الباري بشرح صحيح البخاري في حديث الأعرابي :
    "قوله : (والله لا أزيد على هذا ولا أنقص) قيل في توجيهه : إنه محاروةٌ لتحفظ الأمور ، وقيل معناه : لا أزيدُ عددَ الفرائض ولا أنقُص منها ؛ وهو مهمل ، والأول ينتقض بما أخرجه البخاري في الصيام من طريق إسماعيل بن جعفر: "والله لا أتطوع" فإنه صريحٌ في نفي التطوع والقصْرِ على الفرائض ، فسقط ما أجاب به المجيبون ..
    والوجه عندي : أن هذا الرجل جاء إلى صاحب الشريعةَ واسترخَص منه بلا وَاسطة ، فرخَّصَ له الشارع خاصة ، فيصير مستثنى من القواعد العامة ، كما في الأضحية «ولا تجزىء عن أحد بعدك». وهذا أيضاً باب يعلمه أهل العرف، فلا أثر له على القانون العام ، فمن أراد أن يترخصَ برخصتِهِ فليسترخَّص من الشارع ، وإذ ليس فليس" اهـ .
    [204/1]

  15. #75

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    55 ـ "شطحة من ابن حزم" :
    قال ابن حزم في الفصل (2/283) : [مطلب : إطلاق الصفات] :
    (قال أبو محمد : وأما إطلاق لفظ الصفة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ، لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ، ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات ، نعم ، ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ، ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ، ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا ، فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده ، بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى : "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى" .
    قال أبو محمد : وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة ، وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
    ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه .
    وربما أطلق هذه اللفظة من متأخري الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر فيها ، فهي وهلة من فاضل وزلة عالم ، وإنما الحق في الدين ما جاء عن الله تعالى نصاً أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك أو صح إجماع الأمة كلها عليه ، وما عدا هذا فضلال ، وكل محدثة بدعة ، فإن اعترضوا بالحديث الذي رويناه من طرق عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجاء محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة رضي الله عنها في الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يسأل عن ذلك فقال : "هي صفة الرحمن فأنا أحبها" فأخبره عليه السلام أن الله يحبه ، فالجواب وبالله تعالى التوفيق :
    - إن هذه اللفظة انفرد بها سعيد بن أبي هلال وليس بالقوي قد ذكره بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل .
    - وأيضاً فإن احتجاج خصومنا بهذا لا يسوغ على أصولهم ، لأنه خبر واحد لا يوجب عندهم العلم
    - وأيضاً فلو صح لما كان مخالفاً لقولنا ، لأننا إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاته ، فأطلق لذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ، وعلى من أطلق إرادة وسمعاً وبصراً وحياة وأطلق أنها صفات ، فهذا الذي أنكرناه غاية الإنكار ، وليس في الحديث المذكور ولا في غيره شيء من هذا أصلاً ، وإنما فيه أن قل هو الله أحد خاصة صفة الرحمن ، ولم ننكر هذا نحن بل هو خلاف لقولهم وحجة عليهم ، لأنهم لا يخصون قل هو الله أحد بذلك دون القرآن ودون الكلام والعلم وغير ذلك ، وفي هذا الخبر تخصيص لقوله قل هو الله أحد وحدها بذلك ، وقل هو الله أحد خبر عن الله تعالى بما هو الحق ، فنحن نقول فيها هي صفة الرحمن لمعنى أنها خبر عنه تعالى حق ، فظهر أن هذا الخبر حجة عليهم لنا .
    - وأيضاً فمن أعجب الباطل أن يحتج بهذا الخبر فيما ليس فيه منه شيءٌ من يخالفه ويعصيه في الحكم الذي ورد فيه من استحسان قراءة قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى فلهذه الفضائح فلتعجب أهل العقول وأما الصفة التي يطلقون هم فإنما هي في اللغة واقعة على عرض في جوهر لا على غير ذلك أصلاً وقد قال تعالى : "سبحان ربك رب العزة عما يصفون " فأنكر تعالى إطلاق الصفات جملة ، فبطل تمويه من موه بالحديث المذكور ليستحل بذلك ما لا يحل من إطلاق لفظة الصفات ، حيث لم يأت بإطلاقها فيه نص ولا إجماع أصلاً ولا أثر عن السلف ، والعجب من اقتصارهم على لفظة الصفات ومنعهم من القول بأنها نعوت وسمات ، ولا فرق بين هذه الألفاظ لا في لغة ولا في معنى ولا في نص ولا في إجماع ..) انتهى .

    قلت : رحم الله الإمام ابن حزم ، فقد صدقت فيه مقولة ابن عبدالهادي أنه جامد في الفروع ، هارس في الأصول ، فهو ذا ينكر جواز إطلاق لفظ "الصفة أو الصفات" ويلوي لمذهبه في التعطيل الآية والحديث ، ويصرح بأن صفاته ليست متعلقة بذاته جل وعلا ، فهو سميع بلا سمع .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..

  16. #76

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    56 ـ "ابن حزم" :
    قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء 14 ص 291 :
    (ورأيت في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النواوي رحمه الله ، فقلت له : يا سيدي الشيخ لم لا أدخلت في شرحك المهذب شيئا من مصنفات ابن حزم ؟
    فقال ما معناه : إنه لايحبه
    فقلت له : أنت معذور فيه ، فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه ، أما هو في الفروع فظاهري جامد يابس ، وفي الأصول متول مائع قرمطة القرامطة ، وهرس الهرائسة ، ورفعت بها صوتي حتى سمعت ، وأنا نائم ثم أشرت له إلى أرض خضرا تشبه النخيل ، بل هي أردأ شكلا ، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي ، فقلت له : هذه أرض ابن حزم التي زرعها .
    قال : انظر هل ترى فيها شجرا مثمرا أوشيئا ينتفع به ؟
    فقلت : إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر .
    فهذا حاصل ما رأيته ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرت للشيخ محي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم وهو ساكت لا يتكلم .) اهـ .

    قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 18 / ص 184):
    (الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم...)
    وقال أيضا في (ج 18 / ص 186):
    (أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادا واستفادة، وأخذا ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجا في الرصف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزءون.)
    وقال أيضا في (ج 18 / ص 187):
    (وفيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكبا على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار.)


    قال شيخ الإسلام بن تيمية في نقض المنطق:
    (وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من ((الملل والنحل)) , إنما يستحمد بموافقته السنة والحديث , مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء , ونحو ذلك , بخلاف ما انفرد به من قوله بالتفضيل بين الصحابة , وكذلك ما ذكره في باب الصفات , فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة , وبعظم السلف , وأئمة الحديث , ويقول إنه موافق للإمام أحمد بن حنبل في مسألة القرآن وغيرها , ولاريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك , لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , فإن كان أبومحمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره , وأعلم بالحديث , وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره , لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك, فوافق هؤلاء في اللفظ, وهؤلاء في المعنى) .
    و قال في شرح العقيدة الأصفهانية :
    (وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة , قال : ولا فرق بين الحي وبين العليم , بين القدير في المعنى أصلاً , ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات , وقرمطة في السمعيات , فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور) .

    قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
    (قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
    لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
    وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
    ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
    وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
    وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
    وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ

  17. #77

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    57 ـ "من أخبار جمع الكتب" :
    - قال ابن الأبار ـ في ترجمته للحكم بن عبد الرحمن [تكملة الصلة 192/1] ـ : " .. ويستجلب المؤلفات من البلدان الشاسعة والأقاليم النائية , حتى غصت بها أماكنه , وضاقت عنها خزائنه , باذلا في ذلك الأموال الجليلة , ومتجشماً له الكلف الباهظة .. وقلما نجد له كتابا ولا ديوانا من خزائنه ألا وله فيها قراءة ونظر من أي فن كان .. ويأتي .. بغرائب لاتكاد توجد إلا عنده ؛ لكثرة مطالعته .."

    - في بغية الوعاة : [1/451] : وكانت لإسماعيل بن عبّاد الملقب بالصاحب ( 385 هـ ) مكتبة عظيمة ، وقد دعاه أحد الملوك لوزارته ، فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل .!!

  18. #78

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    58 ـ فائدة في التقاء الساكنين :
    من القواعد المشهورة : كسر الحرف السابق في حالة التقاء الساكنين ـ مالم يكن السابق حرف علة ـ يستثنى من ذلك ما ذكره العكبري في كتابه إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم صـ 6ـ حيث قال في فتح النون من قوله (أعوذ بالله منَ الشيطان) والأصل أن يكسر النون على القاعدة : ".. فإن قيل : لم فتحت النون في قولك (من الشيطان) وكسرت النون في قولك (عن الشيطان) ؟ , فالجواب في ذلك : أن النُّون حركت فيهما لالتقاء الساكنين , غير أنهم اختاروا الفتح في "من" لانكسار الميم , واختاروا الكسر في "عن" لانفتاح العين , فأما قولهم : "إنِ الله أمكنني من فلان" , فإنهم كسروا النون مع الهمزة لقلة استعمالهم إياه ." اهـ .

  19. #79

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    59 ـ أهل الخشية :
    قال العلامة بدر الدين بن جماعة في [تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم صـ 42 ] :
    " قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، وقال تعالى: { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } إلى قوله: { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
    فاقتضت الآيتان أن العلماء هم الذين يخشون الله تعالى , وأن الذين يخشون الله تعالى هم خير البرية , فينتج أن العلماء هم خير البرية .
    وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" ، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: "العلماء ورثة الأنبياء" , وحسبك هذه الدرجة مجدًا وفخرًا ؛ وبهذه الرتبة شرفًا وذكرًا ؛ فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف ؛ فوق شرف وارث تلك الرتبة ." اهـ .

  20. افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •