ويحسن هنا التذكير برأي الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي
وهذا شيء من كلامه في هذا الباب مما نقله الأستاذ الذي سمى نفسه الفهم الصحيح أذكره مع تعقيب الأستاذ عليه:
وقال [الشنقيطي] - رحمه الله - في < الحماسة السَّنية الكاملة المزية .... > صـ 101: ( ... ومن فَهْمِ ذلك الفرد [يعني نفسه] الذي يقوم مقام الجمع بل الجموع، الذي لم يفهمه، ولم يعلمه أحد من سائر العلماء شرقا وغربا من عهد سيبويه والفراء؛ ابطال قاعدة " فُعَل العَلم المعدول " كعمرٍ وسائر أمثاله، فإنه تتبعه بالاستقراء التام فوجد كل ما ذكروه من منعه وعدله عن فاعل باطلا لا أصل له في كلام العرب قاطبة، و وجد تلك القاعدة التي أسسوها ليست مؤسسة على شئ، وقد هدمها ونص على ذلك في قصيدته الميمية السالفة الذكر في القسم الأول من هذا الكتاب.
وخص عمرًا خصوصا بتأليف مفرد لم يسبق بمثله ضمنه نيفا ومائة شاهد على صرف عمر للجاهلية والمخضرمين والاسلاميين الخلص والمولدين، ولم يترك فيه قولا لقائل يميل به إلى غير التسليم والانقياد، وسيطبع إن شاء الله تعالى عن قريب ...).
وبعد: فقد شغلت مسألة صرف عمر وثعل وأخواتهما العلامة اللغوي النسابة محمد محمود بن أحمد التركزي العبشمي الشنقيطي كثيرًا ... وكانت من أسباب خصومات وخلافات كثيرة بينه وبين علماء الحجاز ... حتى نسب إليها فأسماه بعض مخالفيه " ثعل الشنقيطي "، وعرض به أحد علماء مكة في منظومة له قائلا:
وصنته جهدي من التخليط فلم يكن كثعل الشنقيطي
ثم سبقته هذه المسألة إلى مصر ... فكانت من بين أسباب خلافه مع مشايخ مصر ... وعلى رأسهم الشيخ حمزة فتح الله ... ثم في آخر عمر الشيخ ابن التلاميد جاء مصر الأديب أحمد بن الأمين الشنقيطي صاحب الوسيط ... فجمع رسالته < الدرر في منع عمر > ... فصادفت مللا من ابن التلاميد في بحث المسألة ... ومع هذا فقد ردّ عليه ردا مقذعا في إحدى الدوريات كعادته ... فزادت الجفوة بينهما بسبب هذا وغيره ... فكان تحامل من أحمد الأمين على ابن التلاميد في ترجمته من الوسيط ... والبون شاسع بين الرجلين في حفظ كلام العرب والمعرفة به ... وفي صفاء العقيدة وسلامة المنهج ...
وللشيخ ابن التلاميد رسالتان خطيتان حول مسألة صرف عمر ... الأولى منظومة بعنوان < عذب المنهل والمعل، والمسمى صرف ثعل > توجد نسخة منها بدار الكتب المصرية تحت رقم: ( 68 ش ) ... والثانية أسماها: < الحق المبين المضاع، في ردّ اختلاف الجهلة الأوغاد الوضاع > كتبها ردًا على الشيخ أحمد دحلان ... يرد فيها ما أبداه في منع صرف لفظ ثعل الوارد في قول الشاعر:
وسل بني ثعل أسمى الرماة وهم منا لأروع خوف السبي من ثعلا
وهي مخطوطة أيضا بدار الكتب تحت الرقم السابق.
وما أدري بم أجاب الشيخ ابن التلاميد وهو بصدد التقعيد لما ذهب إليه من مخالفة جماعة النحاة في هذه المسألة على قوله تعالى فعدة من أيام أُخَرَ
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=82403