تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 115

الموضوع: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    بسم الله الرحمنالرحيم
    بسم الله الرحمن الرحيم:
    بينما أقرأ الكتاب الرائق لإمام البيان عبد القاهر الجرجاني -رحمه الله- (أسرار البلاغة ) ، بتحقيق العلامة محمود شاكر -رحمه الله(1)، ألفيت فيهمواطن تستدعي النظر، و الوقوف مع قراءة المحقق -لمتن الكتاب- على حذر،و قدقيدتها عندي في وريقات، و ضمنتها تنبيهات و توضيحات، سأنقلها طلبا للإفادةو الإنباه ، و راجيا النوال من عند الله ، و سائلا الرحمة لي و للمحقق يومالتلاق.


    ------------------------------------------------

    (1)
    ط: دار المدني، سنة:1991م، و هذا الكتاب هدية من الأخ المفضال عبدالرحمن المغربي ، أهداه لي لما زارني هو و الأخ الفاضل أبو صهيب السلفي،شكر الله لهما و بارك فيهما ، و غفر لي تقصيري في حقهما
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    أبتدأ إن شاء الله نقل ما سطرته في القراطيس،
    لما يسر الله لي الوقوف على كتاب "أسرار البلاغة" للشيخ الإمام عبد القاهرالجرجاني -رحمه الله-، بتحقيق الشيخ العلامة الأديب محمود شاكر -رحمهالله-،اغتبطت بهذا العلق النفيس و سررت به، و قرأته قراءى المشوق إلى لقطدرره و فوائده، و الشغوف بحمع شعث غرره و عوائده، و أثناء تيك القراءة،ألفيت بعض الأخطاء في التحقيق ، منها ما أقطع بخطئه و اعوجاجه، و منها ماأرجح كونها كذلك، لعدم وقوفي على النسخ المخطوطة للكتاب، و وقوع هذهالأخطاء في تحقيقات الأكابر، ليس بمنقص من أقدارهم، و لا بغامز في صحةأنظارهم، و لكن الجواد المجلي يكبو، والسيف العضب ينبو، و نسأل الله تعالىالعصمة من الزلل و الخلل، و الإخلاص في القول و العمل.

    و هناك أمران، أود التنبيه عليهما، و الإشارة إليهما، و هما :

    الأول: وهو أن مما يؤاخذ على المحقق إقدامه على التصرف في متن الكتاب ،بمجرد أنه استجاد و استصوب خلاف ما هو مثبت في المتن، و هذا فيه نقضللأمانة العلمية التي يجب على المحقق أن يلتزم بها أشد الالتزام ، و إلاعُد مغيرا على الكتاب محرفا له،و كان من الحري به أن يذر متن الكتاب كماهو ، ثم يذكر في حاشيته ما استجاده و استصوبه، لا أن يهوي على النص الذيأجمعت عليه الأصول المعتمدة بالتغيير و التصرف، فحينها يصير له حظ و نصيبمن تأليف الكتاب،و يغدو القارئ يطالع الكتاب بتعديلات و تنميقات "شاكرية" -إن صحة النسبة-، مع أن ما استجاده المحقق بخلاف ما ظنه في كثير منالمواطن ،كما سأبينه إن شاء الله تعالى.

    و الثاني: أنه لن يصفو نظر الواقف على هذه "النظرات" إلا بالرجوع إلىالكتاب الأصل، و مقابلته بما سطرته و قيدته، لأنني عند نقل كلام المؤلفاختصره اختصارا، لا يسعف من رام الحكم على هاته (النظرات) ، و الله الموفقللرشد و الصواب.


    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    الموطن الأول: قال المؤلف (ص:24):" ..،و الشذرةِ من الذهب، تراها بصحبة الجواهر لها فيالقلادة، و اكتنافِها في عنق الغادة، و وصلها بريق جمرتها و التهابجوهرها،بأنوار تلك الدرر التي تجاورها،..." .

    قال المحقق : " في المخطوطة و المطبوعتين :"و صلتها بريق حمرتها"، و ما أثبت من القراءة أجود."

    قلت: كذا قال المحقق مثبتا الجودة لما أثبته في المتن، و قبل بيان ضعف وبُعد ما جوَّده، أنقل كلاما للمحقق في عدم ركونه إلى تصحيحات الشيخ محمدعبده -رحمه الله- عند اعتماده على مطبوعة الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- للكتاب نفسه، فبين سبب ذلك قائلا:" ..، ما أعلمه من تسرع الشيخ عبده وطغيانه في التصحيح بغير دليل، اعتمادا على ذكائه، و حبه الظهور علىأقرانه،.."(ص:8).

    و هذا الكلام غير مستغرب من المحقق في حق الشيخ محمد عبده، إذ منثور كلامهفي مقدمته ينضح بمناوءته له، و لكني لا أروم رمي المحقق بما رمى به الشيخمحمد عبده، و لكنه وافقه في "اعتماده على ذكائه" ، إذ الإقدام على تغييرضبط متن أجمعت عليه النسخ المعتمدة في التحقيق، يدل على فرط الاستناد علىمجرد الذكاء و الفهم، و كذا ما استصوبته القريحة، و إن كان بغير موجبللتصحيح و التقويم ، كما الشأن في هذا الموطن، و أود إيراد متن النص كماورد في الأصول المعتمد عليها: "...،و الشذرةِ من الذهب، تراها بصحبة الجواهر لها في القلادة، و اكتنافِها في عنق الغادة،و صِلَتِها بَرِيقَ حُمرتهاو التهاب جوهرها،بأنوار تلك الدررالتي تجاورها،.."

    فالمعنى على هذا المنوال صحيح مستقيم، و هذا فيه كفاية لأهل التحقيق، إذتغيير متن نص صحيح المعنى و المبنى، فيه من الجسر ما لا يخفى على الناظر،كيف..، و هو أجود و أبلغ و أفصح مما أثبته المحقق، إذ الذهب معروف بحُمرةبريقه، و إذا انتظمت شذرة منه في سِلك درر و توسطته، كانت أشد وضاءة ولمعانا لبياض أنوار تلك الدرر، فيغدو بريقها أجلب للأنظار، و أنفذ إلىالأبصار، من بقائها فذة عن ذاك الدر المنتظِم، وعروا من ذاك السلكالملتئم، و هذا ما رام الجرجانيُّ إبرازه، و من وراء هذا المثال إنجازه، والله تعالى أجل و أعلم.

    و أما إثباته -أي المحقق- لـ(الوَصْلِ) مكان (الصِلَةِ) ، فهو من قبيلسابقه (أي إبدال "الحُمرة" بـ"الجمرة")، من غير عذر يرفع عنه الملام، و لامؤذن له في استباحة ذاك المَقام، إذ لو اختصرتَ كلام الجرجانيِّ ، وقلتَ:" و صِلة بريق حمرة الشذرة، بأنوار تلك الدرر.."، لكان الكلام غايةفي الاستقامة و الاعتدال، و هذا يجلي لك أن قراءة المحقق لهذا النص ،قراءة منآدة عن الجادة، لم يُهد فيها إلى سواء السبيل، و لو لا خشيةالتطويل، لأسعفت داعي النفس إلى التتميم و التذييل، و لكن إذا رام رائمذلك تلفعنا من البدار بدثار، و الله الموفق للرشد و الصواب.
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)


    الموطن الثاني: قال المؤلف (ص:27):"...،فإن هذه أصول كبيرة، كأن جل محاسن الكلام،..".

    قال المحقق:" في المطبوعتين و المخطوطة:(كان جل)، و الصواب ما أثبت".

    قلت: لقد أطلت الوقوف حُذاء هذا الموطن، تعجبا من إقدام المحقق على مخالفةالمطبوعتين و المخطوطة، من أجل أنه استصوب خلاف ما في تيك النسخ، و تصرفهفي هذا المتن أورث كلام الإمام الجرجاني في هذا السياق اضطرابا و قلقا، لايليقان بطالب وقف من بحر اللسان العربي على ضحضاحه،فكيف بمن تروَّى منعِذابه و مِلاحه،و غاص عميق غوره،و استجلى كمين قعره،و بيان ذلك كالآتي:

    فالمؤلف بين أن أولى أنواع البلاغة بالعناية هي:" التشبيه"و"التمثي ل"و"الاستعارة"، ذلك لأنها أصول كبيرة، ثم أورد كلامايستدل به لذلك ، و هو قوله:"..، كان جل محاسن الكلام- إن لم نقل كلها- متفرعة عنها، و راجعة إليها،.."

    فهو جعل هذا التفصيل كالدليل على أولوية العناية بتلك الأنواع،و أما إذاأبدلت (كان) بـ(كأن)، فإنها ستنزل بدليل المؤلف من درجة القطع و الجزم،إلى درك الظن و الشك.
    ومكمن الاختلال من حيث المعنى : أنه جزم بأن تلك الأنواع أصول كبيرة ، ثمبين وجه ذلك على الشك و الظن، الذي يهدم ما جزم به أولا ، كما أن هناكاختلالا من حيث الاستدلال، إذ (كأن) ليس فيها مقنع لذوي التحقيق والتمحيص، حتى يذعنوا لما بُني على أساسها، و هل مثل الجرناني الإمام يستندعليها، و يبني أصوله على أساسها؟

    و أما (كأن) الواردة بعد الموطن السالفِ ذكره، فهي بمعنى التشبيه، بخلاف(كأن) التي استصوبها المحقق ، فليس لها في التشبيه مدخل، و بالسياق يدركذلك، و الله تعالى أجل و أعلم.
    .
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    الموطن الثالث: قال المؤلف (ص:29):"..، عُطِف عِنانُ الشرحِ إلى الفصلين الآخَرَيْن،فَوُفِّيَا حقوقَهما ، و بُيِّن فروقُهما، ثم يُنْصَرفُ إلى استقصاءالكلام في "الاستعارة"."
    قال المحقق:"في المخطوطة و المطبوعيتن :(فوفى)، و الصواب ما أثبت."

    قلت: هذا الموطن يحذو حذو سابقِه، فالجَسْر كثَّر من عثرات المحقق ومزالقِه، فلفرْط اعتماده على فهمه ، جَسَر على تخطئة ما أجمعت عليه النسخ،حيث ضَبَطَتْ ما زعمه المحقق خطأً على هذا النحو :(فوفَّى حقوقَهما)، وأخذ يتكلف جعْلَ فعلَ (وفَّى) مبنيا لما لم يسمَّ فاعله، و ألصق به ألفالتثنية متسلطا بذلك على متن الكتاب، و قد أورث هذا الصنيع من المحقق كلامالمؤلف سماجة و ركاكة، تتجلى للناظر عند قراءة النص قراءة صحيحة ، ومقارنتها بقراءة المحقق الغثَّة، و بيان ذلك كالآتي:
    فإن ضمير فعل (وفَّى) من كلام المؤلف يعود على (عِنان الشرح)، و هذه هيالقراءة الصائبة لكلام المؤلف:"..، عُطف عِنان الشرحِ إلى الفصلينالآخَرَيْن، فوفَّى -أي عِنان الشرح- حقوقَهما،و بَيَّن فروقَهما، ثميَنْصَرِفُ-أي عِنان الشرح- إلى استقصاء الكلام في (الاستعارة)."

    فقارِنْ بينهما يَلُحْ لك نور الصباحة و الملاحة، يُبدد حُلْكة السماجة و الغثاثة ، و الله المستعان.

    و حتى قراءة المحقق المُعْوَجَّة لم تسلم من زيغٍ ينادي عليها بالسقوط والاختلال، و ذاك حيث أثبت :" ..،وبُيِّنَ فروقُهما،."، و الصحيح أنيُثْبِت :"..، و بُيِّنتْ فروقُهما،" لأن " الفروق" جمع كثرة و هو مؤنث، وأسأل الله تعالى العفو و الغفران لي و للمحقق.
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    الموطن الرابع : قال المؤلف (ص:152): "...،و وِزان ذلك ان القِطَع التي يجئ من مجموعها صورة الشَّنْف و الخاتم أو غيرهما من الصور المركبة من أجزاء مختلفة الشكل، لو لم يكن بينها تناسب، أمكن ذلك التناسب أن يلائم بينهما الملاءمة المخصوصة، و يوصَلَ الوصل الخاص، لم يكن ليحصل لك من تأليفها الصورة المقصودة. ألا ترى أنك لو جئت بأجزاء مخالفة لها في الشكل، ثم أردتها على أن تصير إلى الصورة التي كانت من تلك الأولى، طلبت ما يستحيل،.."

    قال المحقق:" في المخطوطة و المطبوعتين : ( الأول)، و هو لا يستقيم".

    قلت: كذا زعم المحقق مسقطا لما أثْبَتَتهُ النسخ بأجمعها، و ما ادعاه بين البطلان، إذ أن المؤلف قابَل بين "القطع" -في بداية كلامه- و "الأجزاء" حين قال: " ألا ترى أنك لو جئت بأجزاء مخالفة لها- أي لتلك القطع- في الشكل،.."، فقوله:".. التي كانت من تلك الأول،.." فتلك هنا إشارة إلى " القطع" الأُوَلِ (لا إلى الصورة كما ظن المحقق)، فكلمة " الأول" من كلام المؤلف تقرأ على أنها جمع لكلمة "الأَوَّل" ، لا على الإفراد كما صنع المحقق، حيث أوقع نفسه في الاشتباه و الإلباس، و كذا في الإغارة على متن الكتاب.

    و هذه العثرات و الهفوات البَيِّنة من مثل هذا الرجل لا تساغ إلا على مضض، و تحصَّل لي بعد تأمل، أن حب الإتيان بما لم يأت به من تقدمه في تحقيق هذا الكتاب، و كذا التفطن لما لم يتفطنوا له بظنه، هو الذي جرَّأ المحقق على التسلط على متن الكتاب، و سيأتي ما يدل على هذا .

    و مما يجدر بكل محقق استحضاره -و هو مما فات محققنا هنا- أن إلصاق التهمة بقراءته و ضبطه و فهمه أولى من إلصاقها بنسخة المخطوط أو ناسخ المخطوط، و لا تلصق التهمة بالمخطوط أو ناسخها إلا عن يقين، و شرح هذا يطول ،و أراه بينا.


    يتبع...،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    الموطن الخامس: قال المؤلف (ص: 179) :" ..، و نبه على أن بالمشبه حاجة إلى فضل فكر، و أن يكون فكره فكرَ من يراجع عقله و يستعينه على تمام البيان."
    قال المحقق: " في المخطوطة و المطبوعتين: (أن يكون فكره فكرة)، و الصواب المحض ما أثبت".

    قلت: كذا ادعى المحقق مُمتطيا جواد ذكائه، الذي سهَّل له الجوْس خلال متن الكتاب و أثنائه، مُسْتبيحا لِحُرَمه، و مُستصغِرا لتغيير كَلِمِه، و ضبطُ المحقق لكلام المؤلف على هذا النحو :"..، و أن يكون فِكْرُهُ فِكرَ من يراجع عقله..." مزلة كبا فيها جوادُه، و كان في مهاوي الزلل ارتيادُه،و لم يسعفه في قراءة المتن قراءةً صحيحة فهمُهُ و عتادهُ و زادُهُ، و هاك القراءة التي كان عنها فهم و ذكاء المحقق بمعزل: " ..، و نبه على أن بالمشبه حاجة إلى فضل فِكْرٍ، و أن يكون فَكَّرَهُ فِكْرةَ من يراجع عقله و يستعينه على تمام البيان."
    فهذه هي القراءة الصحيحة و الفصيحة، التي ليس بعدها إلا مهامه تودي بسالكها إلى الإغارة و العبث بمتن الكتاب، و ما تمحض للمحقق إلا قراءة مكدرة و مشوبة،بينها و بين الصواب حجاب مستور، و إذا أُبْتَ للقراءة الصحيحة و حملت كلمة (فِكَرة) على أنها اسم هيئة، و استرشدتَ بالرجوع إلى كلام المؤلف من مبدئه، لاحت لك أنجم البيان مُبِدِّدةً ما استصوبه المحقق، و ذابَّةً عن كلام المؤلف التغيير و التحريف، و بالله تعالى نستيعن.
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  8. افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    بارك الله فيك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    و هاك القراءة التي كان عنها فهم و ذكاء المحقق بمعزل: " ..، و نبه على أن بالمشبه حاجة إلى فضل فِكْرٍ، و أن يكون فَكَّرَهُ فِكْرةَ من يراجع عقله و يستعينه على تمام البيان."
    فهذه هي القراءة الصحيحة و الفصيحة
    هل يصحّ لغةً أن نقول: "فَكَّرْتُ الشيءَ" أو "أُفَكِّرُهُ"؟

  10. #10

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    بعض العبارات منك في حقه تحتاج إعادة نظر .
    «وأصل فساد العالم إنما هو من اختلاف الملوك والفقهاء، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد الملوك المسلمين وانفراد كل منهم ببلاد، وطلب بعضهم العلو على بعض» ابن القيم.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    بارك الله فيك
    و فيك بارك الله أيها الأخت الفاضلة..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    هل يصحّ لغةً أن نقول: "فَكَّرْتُ الشيءَ" أو "أُفَكِّرُهُ"؟
    شكر الله لك أخي الفاضل هذه المساءلة..، و لعل نقل مدار كلام المؤلف يحوي جوابا:
    "..، و لأجل هذه الدقة قال: (( يقول من فيها بعقل فَكَّرا ))، فمهد لما أراد أن يقول، و نبه على أن بالمشبه حاجة إلى فضل فكر، و أن يكون فكَّره فِكرة من يراجع عقله.."إلخ كلامه.

    بعض العبارات منك في حقه تحتاج إعادة نظر .
    شكر الله لك أخي الفاضل ..، و سأعيد النظر فيما نبهت عليه، و ستكون عباراتي ألين إن شاء الله ..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    هلاّ أبنتَ، أخي الكريم؟
    سؤالي واضح:
    هل يصحّ لغةً أن نقول: "فَكَّرْتُ الشيءَ" أو "أُفَكِّرُهُ"؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    : كذا ادعى المحقق مُمتطيا جواد ذكائه، الذي سهَّل له الجوْس خلال متن الكتاب و أثنائه، مُسْتبيحا لِحُرَمه، (إلخ)
    أين الأدب؟!
    (بصرف النظر عن موافقتك أو مخالفتك فيما ذهبت إليه من نقد)
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    هلاّ أبنتَ، أخي الكريم؟
    قصدي أن المؤلف استعار ذاك التعبير من "شطر البيت" حتى يكون شرحه أبين و أقرب، و أما حكمي عليه بالصحة و الفصاحة : فقد اعتمدت على قريحتي العليلة، و لا يقولن قائل أنني تلبست بما رميت به المحقق، فقد بنيت حكمي على أن ثلاثة قُراء أفذاذ لم يستشكلوا ما هو مثبت في النص، حتى أتى المحقق و تفرد بهذا الإستشكال، و هؤلاء القراء ، هم :

    الشيخ محمد عبده رحمه الله.
    إمام اللغة في عصره الشيخ محمد محمود الشنقيطي رحمه الله.
    الشيخ رشيد رضا رحمه الله.

    و لا أنس رابعا، وهو: المستشرق ( ريتير).

    و لا زال سؤالك "الواضح" يُعْوزه الجواب، و لعلك تفيدنا ، و من حياضك توردنا، فإني لا أدعي أن كل هاته "النظرات" عارية من الخلل و الخطل، و لكني أدعي أن ما أجمعت عليه الأصول هو الحق ، و إنما تحتاج لمن يقرأها قراءة صحيحة، و إني أبذل قصارى جهدي لتحقيق ذلك، و لا مانع إذا كان هناك من يعينني على خوض تلك المسالك،

    و هناك سبيل أسلكه مازحا، وهو : ألا ترى أن مثل تصرفات الجرجاني في اللغة، حجة في هذا الباب، بحيث لو سلمنا بصحة تلك القراءة، أفادنا الجرجاني أن فعل "فكَّر" متعد بنفسه (أحيانا).


    أين الأدب؟!
    شكر الله لك و بارك فيك..، هذه "النظرات" لا تخل من أدب ، و إن شيبت بحِدة و شدة، و لعل برد الانتصار لهذا الكتاب الجليل في بابه و لصاحبه، يغالب وقع تلك العبارات الممزوجة بالقسوة و الحدة، و هذا يحتاج لمنصف لا غير ...،

    و كذا الغيرة على التراث، و أما حبي لذاك الإمام فله بذور غرست منذ بلغت ست عشرة سنة، عندما ابتدأت دراسة البلاغة بضروبها
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    قصدي أن المؤلف استعار ذاك التعبير من "شطر البيت" حتى يكون شرحه أبين و أقرب، و أما حكمي عليه بالصحة و الفصاحة : فقد اعتمدت على قريحتي العليلة، و لا يقولن قائل أنني تلبست بما رميت به المحقق، فقد بنيت حكمي على أن ثلاثة قُراء أفذاذ لم يستشكلوا ما هو مثبت في النص، حتى أتى المحقق و تفرد بهذا الإستشكال، و هؤلاء القراء ، هم :
    الشيخ محمد عبده رحمه الله.
    إمام اللغة في عصره الشيخ محمد محمود الشنقيطي رحمه الله.
    الشيخ رشيد رضا رحمه الله.
    و لا أنس رابعا، وهو: المستشرق ( ريتير).
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    أخي الكريم:
    لا أحد من المشايخ الذين ذكرتَ ضبطها كما فعلتَ، بل هي في مطبوعة الشيخ رشيد رضا غير مشكولة. وعدم شكلها يمنح الجملة وجهًا محتملاً، لعلّه غاب عنك.
    أمّا لماذا جزم العلامة أبو فهر، رحمه الله، بأنّ الذي أثبتَه هو الصواب المحض، فتلك مسألة أخرى، تنمّ عن عبقريته في التحقيق، بدلَ أن تكون سببا للتجاسُر على مقامه...
    وكنت انزعجتُ مما سطره قلمك في حق هذا العلَم مذ قرأتُ أوّلَ "ملاحظاتك"، لكنني ألزمتُ نفسي بألاّ أعقِّب عليها إلى أن تنتهي منها جميعًا.
    وأوّلُ كلام وقع في نفسي لمّا قرأتُ ما سطرتَ هو هذا البيت:
    كَأنّ بناءَ القومِ ليس بقائمٍ --- سوى فوق أنقاضٍ لبيتِ الشّواكِرِ!

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    من ذا الذي ما ساء قطّ؟! ومن له الحسنى فقط؟!
    لعلي أتفق مع الأخ الفاضل في عدد من نقداته، بل لعل عندي أضعافها!
    ولكنَّ الذي أزعجني أنه لم يضع النقد في سياقه الصحيح، وهو أولاً: أن كل إساءة من الأستاذ شاكر - برَّد الله مضجعه - يقابلها مائة حسنة أو ألف حسنة! وثانياً: أن للأستاذ منهجاً خاصًّا في البحث العلمي وفي تحقيق النصوص، أسماه هو بمنهج التذوُّق. وخلاصته أن القارئ البصير يعايش النص بجميع حواسه ومداركه، فتسقط عن عينيه ستائر الزمان والمكان، ويرى الماضي كأنه يجري أمام عينيه. وهذه الرؤية هي عنده أصدق من روايات الرجال ونصوص المخطوطات.
    ومن أجل ذلك تراه يكتب على الغلاف (قرأه محمود محمد شاكر)، بدلاً من (حققه)، لأن (حققه) إنما تصلح عنده للذين يصرفون عنايتهم إلى تدوين أغلاط النسّاخ والفروق بين النسخ.
    وفي هذا "المنهج" كلام كثير ليس هذا موضعه، ولم يظهر له أثر ملموس عند تلاميذ الأستاذ شاكر.

    وفي أسلوب الناقد الفاضل جرأة على مقام أهل العلم أشار إليها الإخوة الكرام، ولو ألان القول وتلطف في العبارة لكان خيراً له وأقوم بحجَّته، ولا سيما أن في نقداته ما يشير إلى بصيرة وعلم وذوق.

    واما هذه الجملة (وأن يكون فكره فكرَ من يراجع عقله) فجُلّ الحق فيها مع الأستاذ شاكر، لأن (فكر) الأولى بمعنى تفكير، ولا يوجد مسوغ لجعلها فعلاً مضعَّفاً متعدِّيًا. ويبقى تغيير الأستاذ للكلمة الثانية واعتبار ذلك محض الصواب. وظاهر الحال أن لفظة "فكرة" صالحة للسياق، وقد أجمعت عليها النسخ. ولا يلزم أن تكون تكراراً للأولى، بل هي كما لو قلت (وأن يكون جلوسه جِلْسَةَ من يحترم أباه)، وفي تلوين العبارة بلاغة لا تخفى. ولعل في هذا التغيير مثال على منهج التذوق المشار إليه.

    وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
    وأهلا وسهلاً بأخينا الواحدي العزيز، فقد اشتقنا إلى علمه وأدبه!
    ومبارك عليكم رمضان.
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب مشاهدة المشاركة
    من ذا الذي ما ساء قطّ؟! ومن له الحسنى فقط؟!
    لعلي أتفق مع الأخ الفاضل في عدد من نقداته، بل لعل عندي أضعافها!
    ولكنَّ الذي أزعجني أنه لم يضع النقد في سياقه الصحيح، وهو أولاً: أن كل إساءة من الأستاذ شاكر - برَّد الله مضجعه - يقابلها مائة حسنة أو ألف حسنة! وثانياً: أن للأستاذ منهجاً خاصًّا في البحث العلمي وفي تحقيق النصوص، أسماه هو بمنهج التذوُّق. وخلاصته أن القارئ البصير يعايش النص بجميع حواسه ومداركه، فتسقط عن عينيه ستائر الزمان والمكان، ويرى الماضي كأنه يجري أمام عينيه. وهذه الرؤية هي عنده أصدق من روايات الرجال ونصوص المخطوطات.
    ومن أجل ذلك تراه يكتب على الغلاف (قرأه محمود محمد شاكر)، بدلاً من (حققه)، لأن (حققه) إنما تصلح عنده للذين يصرفون عنايتهم إلى تدوين أغلاط النسّاخ والفروق بين النسخ.
    وفي هذا "المنهج" كلام كثير ليس هذا موضعه، ولم يظهر له أثر ملموس عند تلاميذ الأستاذ شاكر.

    وفي أسلوب الناقد الفاضل جرأة على مقام أهل العلم أشار إليها الإخوة الكرام، ولو ألان القول وتلطف في العبارة لكان خيراً له وأقوم بحجَّته، ولا سيما أن في نقداته ما يشير إلى بصيرة وعلم وذوق.

    واما هذه الجملة (وأن يكون فكره فكرَ من يراجع عقله) فجُلّ الحق فيها مع الأستاذ شاكر، لأن (فكر) الأولى بمعنى تفكير، ولا يوجد مسوغ لجعلها فعلاً مضعَّفاً متعدِّيًا. ويبقى تغيير الأستاذ للكلمة الثانية واعتبار ذلك محض الصواب. وظاهر الحال أن لفظة "فكرة" صالحة للسياق، وقد أجمعت عليها النسخ. ولا يلزم أن تكون تكراراً للأولى، بل هي كما لو قلت (وأن يكون جلوسه جِلْسَةَ من يحترم أباه)، وفي تلوين العبارة بلاغة لا تخفى. ولعل في هذا التغيير مثال على منهج التذوق المشار إليه.

    وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
    وأهلا وسهلاً بأخينا الواحدي العزيز، فقد اشتقنا إلى علمه وأدبه!
    ومبارك عليكم رمضان.
    كثّر الله من أمثال هاته المشاركات ، و بارك الله في صاحبها و أحسن إليه، و لي عودة لما قبلها، و لما قُلتَه و بينتَه..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    جهد مشكور من الأخ الحميدي، وليست لي به معرفة، لكن أعرف أن الظفر بمثل هذا له نشوة لا تُنكر، ولو أنني أو غيري ممن عقَّبوا هنا فتحوا مثل هذا الموضوع لبدر منهم مثل هذه الألفاظ.
    استمر، وإن شاء الله وقد أسمعْتَ وانتبهنا يمكنك الآن خفض صوتك، وتليين الكلام.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ(أسرار البلاغة)

    عجبا لبلواي، التي تُلهب جواي، أُرْمَى بالتجاسر على الشيخ أحمد شاكر -رحمهالله- مع أني لم أتعرض لشخصه، و لا للتنقيص من علمه و فهمه و عقله، و كلهمنسوا أن تجاسري (لو صح) أهون من تساجر الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- علىمتن الكتاب و كلام مؤلفه، و لكنني لما كنتُ "نكرة" و أنتقد "العلم" بماهو حق، و أحكم على صنيعه -لا على شخصه-بما هو حق، وصموني بما أبرأ منه ، وهذه سبيل ضعاف طلبة العلم ، و لكنني أقول للواحدي (و من شاكله):
    إن علتْعلى سني سنُّك، فإني عند المقارضة قرينك و قِرنُك، فخلِّ عنك تلك السبيل،و دونك النظر في "النظرات" لا تلفيق التهم، و أبِنْ أن "عبقرية" المحقق فيتلك المواطن أصابت الغرض، لا كما قلتُه متعقبا و "متجاسرا" بزعمك واتهامك،و إلا فعندي من تجاسرك فيما سلف من المشاركات ما يقطع عنك الكلام، و يثخن فيك الكِلام، و يسقيك من أكؤس الحِمام، و هاك موطن آخر يجلي لك مدى تجاسر المحقق -رحمه الله- على تغيير متن الكتاب و تحريفه:
    الموطن السادس: قال المؤلف :"..،كقولك : (( هو كحنك الغراب في السواد))،.."
    قال المحقق :" في المطبوعتين و المخطوطة : (( كحلك الغراب ))، وهو صواب ، لأن الحلك السواد.
    و((الحنك)) منقار الغراب، و هو الأشهر في التشبيه، و سيأتي أيضا في الأسطر الآتية (( حلك الغراب)) فغيرتها جميعا."


    قلت: هذا الموطن يجب أن يدرج في "عجائب و غرائب المحققين" ، أذَرُ حجة المحقق و أتحدث عما أراه غاب عنه هنا، و هو أن ((حلك الغراب)) يضرب به المثل في شدة السواد أو قل مشهور في التشبيه، إن لم أقل هو أشهر مما ادعاه المحقق، و هاك الدليل ، فقد قال صاحب "مختار الصحاح،89" [ط:دار الغد الجديد] في مادة (ح ل ك) :"...يقال: أسود مثل حلك الغراب، و هو سواده،.."
    ولعل وجود هذه الصيغة من التشبيه في مثل هذا الكتاب ، يكفي في إثبات الشهرة و الذيوع و الشيوع لها.
    و نأتي لحجة المحقق، و نتساءل: هل حقا تكفي شهرة ذاك الأسلوب في التشبيه للإغارة على متن الكتاب و كلام المؤلف؟؟؟ هل تكفي دليلا لتغيير تعبير المؤلف التي أجمعت عليها النسخ ؟؟
    ماذا لو كان المؤلف يود النسج على غير المشهور و المألوف و المعهود، و إثبات عبقريته و ألمعيته بابتداع نهج مبتكر بديع ؟؟؟

    و ما غاظني من "المحقق" قوله :" فغيرتها جميعا" ، يعني تغيير متن الكتاب و التسلط عليه ، أمر سهل و هين عنده ، مادام أن قريحته استجادت خلاف ما هو مثبت في المتن و إن كان صوابا،
    نسأل الله تعالى العفو و الغفران لي و للمحقق..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •