الْتَّعَبُّدُ بِالْأُخُوَّةِ مِنْ أَعْلَىَ الْمَرَاتِبِ خاطرة من دروس الشيخ أبي إسحاق حفظه الله
الْتَّعَبُّدُ بِالْأُخُوَّةِ مِنْ أَعْلَىَ الْمَرَاتِبِ :ويندُر أن يفعلها إلا ذو دين ومرتبتها عليَّة ، كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: " بينما رجل خرج ليزور أخاً له في الله إذا جعل الله على مدرجته ملكًا ،_ مدرجة الطريق ، قارعة الطريق ملكًا _فقال له: إلى أين ؟ قال: أنا ذاهب لأزور أخاً لي في الله في قرية كذا ، قال: هل لك من نعمة تردها عليه ، قال: لا ، غير أني أحببته في الله ، فقال له: أنا رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته " .الأصل أنك تستر على أخيك إن كانت له زلَّة ، لاسيما إن كان من أهل الفضل ، أو كان من أهل العلم ، أخطأ خطأً تنبهه سرًا ، أو تكاتبه تجتهد في أنك تحصل رقم هاتفه وتقول له الوضع كذا وكذا وتفعل كذا وكذا والصحيح في المسألة كذا وكذا ، فإن كان رجلاً العلم أدبه كما سنتكلم إن شاء الله- عز وجل- يرجع مباشرةً ويشكر صاحبه ويحمل له الجميل لكن ليس على طول يكون هو صاحب الغلط وهو المخطئ وهو الذي يسب ، نتعلم هذا من بن الجوزي . يقول: (وهذا إذا صَحَ عنه) الأصل تقول: إذا صح ، ثم تقول فإن صح لك أن تقول ما تقول ، لكن لا تستخدم العبارات القوية ، واستخدم العبارات الفاضلة ، لماذا ؟ لأن العبارات القوية تزرع عداوة في النفوس فيُرفَض الحق الذي عندك بسبب أنك ركبت جواد العدوان ، هو الذي يهمك من التعقب هو أن الحق يصل إلى أخيك ، وأخوك يعتقد هذا الحق ويبلغه إلى الناس ، أليس هذا هو الذي يهمك في الموضوع ؟ فلماذا تزرع العداوة بينك وبينه حتى يرد الحق بالعصبية ؟
__________________