ذكر أن ذا الرمة كان يشبب بميِّ و كانت أجمل الناس و كانت لم تره قط فجعلت عليها لله بدنه إن رأته فلما رأته وجدته رجلا دميما أسود فقالت و اسوأتاه .
أَلا حَبَذَا أَهْل الْمَلا غَيْر أَنَه
إِذَا ذُكِرَت مَيٌّ فَلَا حَبَذَا هِيَا
أَيَا مَيُّ قَد أشمَت بِي وَيْحَك الْعِدَا
و قَطَعْت حَبْلا كَان يَا مَي بَاقِيَا
فَيَا مَيُّ لا مَرْجُوْع لِلْوَصْل بَيْنَنَا
و لَكِن هَجْرَا بَيْنَنَا و تَلَاقَيَا
عَلَى وَجْه مَيٌّ مَسْحَة مِن مَلَاحَة
و تَحْت الثِّيَاب الْخِزْي لَو كَان بَادِيا
أَلَم تَر أَن الْمَاء يُخْلُف طَعْمُه
إِذَا كَان لَوْن الْمَاء أَبْيَضَا صَافِيَا
إِذَا مَا أَتَاه وَارِد مِن ضَرُوْرَة
تَوَلَّى بِأَضْعَاف الَّذِي جَاء ظَاميَا
كَذَلِك مُيٌّ فِي الثِّيَاب اذَا بَدَت
و أَثْوَابِهَا يُخْفِيْن مِنْهَا الْمَخَازِيَا
فَلَو أَن غَيْلان الْشَّقِي بَدَت لَه
مُجَرَّدَة يَوْما لِمَا قَال ذَا لِيَا
كَقَوْل مَضَى مِنْه و لَكِن لِرَدِّه
إِلَى غَيْر مَيٌّ أَو لَأَصْبَح سَالِيَا
فَيَا ضَيْعَة الْشِّعْر الَّذِي لَج فَانْقَضَى
بِمَيٍّ و لَم أَمْلِك ضَلَال فُؤَادِيَّا