لاشك أن المواهب نعم تلفت الأنظار وتستهوي الناس وقد تجر أصحاب القلوب المريضة إلى حسد أهلها وربما الغدر بهم ! وفي التاريخ أمثلة كثيرة أذكر منها ماوقع لشاعر زمانه ابن الرومي ؛ فقد تميز شعره بحلاوة السبك وتوليد المعاني والتمكن من أبواب الشعر ؛ فكان رأسا في الوصف والمدح والرثاء والهجاء ‘ وكان يخشى هجاءه بعض الوجهاء ، فدعاه إلى طعام ودس له السم في قطعة من الخبز المملوء بالسكر واللوز ، فلما أحس بالسم وثب ، فقال له هذا الوجيه :إلى أين ؟ فقال : إلى الموضع الذي بعثتني إليه ( كأنه يعني المقبرة ) !
قال : سلم على أبي !!
قال : ماطريقي على النار !! فبقي أياما ثم مات .