كثيرا ما يذكر الخلاف بين العلماء هل النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملا أو فسر ما يحتاج أصحابه رضي الله عنهم إلى تفسيره. وينسب القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله استنادا إلى ما ورد في مقدمته من قوله: ( يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه ). ولكن حسب فهمي أن كلام الشيخ رحمه الله لا يدل على ما نسب إليه. ومن أقوى الأدلة على ما ذكرته ما جاء في كتاب العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبدالهادي ما نصه: ( قال الشيخ أبو عبدالله بن رشيق وكان من أخص أصحاب شيخنا وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصا على جمعه كتب الشيخ رحمه الله نقول السلف مجردة عن الاستدلال على جميع القرآن وكتب في أوله قطعة كبيرة بالاستدلال ورأيت له سورا وآيات يفسرها ويقول في بعضها كتبته للتذكر ونحو ذلك ثم لما حبس في آخر عمره كتبت له أن يكتب على جميع القرآن تفسيرا مرتبا على السور فكتب يقول إن القرآن فيه ما هو بين بنفسه وفيه ما قد بينه المفسرون في غير كتاب ولكن بعض الآيات أشكل تفسيرها على جماعة من العلماء فربما يطالع الإنسان عليها عدة كتب ولا يتبين له تفسيرها وربما كتب المصنف الواحد في آية تفسيرا ويفسر غيرها بنظيره فقصدت تفسير تلك الآيات بالدليل لأنه أهم من غيره) العقود الدرية [ص 43]. ففي قوله: إن القرآن فيه ما هو بين بنفسه دلالة واضحه على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كاملا وبالتالي نسبة القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيها نظر وأرجوا مشاركة الإخوة الأفاضل في هذا الموضوع وجزى الله القائمين على الموقع خير الجزاء وشكرا