بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
تعد دراسة التراث العلمي العربي والإسلامي من الدراسات التي تلقي الضوء على التطور التاريخي للعلوم العربية والإسلامية ، وما أنجزته العقلية العربية في هذا الميدان للمدة التاريخية التي ابتدأت بعصر صدر الإسلام وانتهت بالخلافة العباسية ثم نحاول جاهدين من خلالها أن نسلط الضوء على عَلَمٍ من أعلام هذه الأمة الذي برز وأبدع في جانبٍ من جوانبها النيرة وكان له الأثر والدور الفعال على هذا التطور.
ولابد لنا ونحن نستعرض الحياة الفكرية لهذا العَلَم أو ذاك يكون من الوفاء علينا أن نتناول حياته الشخصية لنسلط الوضوء على جوانب مهمة من أركان ترجمته وبحسب ما توفر لدينا من معلومات ،ثم ننتقل إلى آثاره العلمية التي أغنت المكتبة العربية الإسلامية ونفعت المسلمين ، وبيان كون هذا العَلَم كان مبتكراً أم ناقلاً عن غيره ، وبيان تأثره بمن سبق وتأثيره بمن جاء من بعده واقتبسوا منه أو طوَّر عمله هذا الذي به تصدر الريادة في هذا الميدان .
ونظراً لأهمية هذا الموضوع قررت الكتابة عن عَلَم من أعلام عِلم الرياضات الذي برز ولمع وأبدع فكان حديث أهل زمانه وأهل هذا العلم وغيره من العلوم ألا وهو أحد الأئمة المشاهير في علم الهندسة وهو الأستاذ المهندس محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل البوزجاني(ت 388هـ) فكانت خطتي في هذا البحث على النحو الأتي: درست حياته الشخصية تناولت فيها اسمه وكنيته ولقبه ونسبته ثم شيوخه وتلامذته وهم قليل، وتناولت شيئاً يسيراً عن رحلته إلى بغداد والتي درس وتعلم وبرز فيها ، ثم بينت آثاره العلمية وهي كثيرة وثمينة نفعتْ من عاصره ومن جاء بعده إلى يومنا هذا ،وكان له فيها السبق والريادة بشهادة القريب والبعيد من العرب والمستشرقين ، وأخيراً بينت الاختلاف في سنة وفاته والراجح منها ، واعتمدت في دراستي على عدد من المصادر التي تناولت حياته ولو بشيء من الإيجاز ومنها: كتاب الفهرست، وكتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء، وكتاب معجم البلدان، كتاب وفيات الأعيان وأنباء الزمان ،وكتاب سير أعلام النبلاء،وكتاب كشف الظنون وغيرها ومن المراجع كتاب الأعلام ، وكتاب معجم العلماء العرب ،وكتاب تاريخ العلوم عند العرب،وكتاب الرياضيات عند العرب وغيرها هذا ما اجتهدت أن أحصل عليه من معلومات فإن أصبت فذلك من الله وحده وإن أخطأت فذلك من نفسي وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء.
حيـاتـه
أولاً : في بيان اسمه ونسبه وكنيته ولقبه .
اسمه ونسبه :
محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البُوزْجَاني .
كنيته ولقبه :
اتفق العلماء ممن ترجم له على أن كنيته ( أبو الوفاء) .
وأما لقبه:فمنهم من سماه بالحاسب حامل لواء الهندسة ، ومنهم من أطلق عليه الأستاذ المهندس ، الحاسب .
ثانياً :ولادته .
أما بالنسبة إلى ولادته فقال ابن النديم:(كان مولده ببوزجان من بلاد نيسابور سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة يوم الأربعاء مستهل شهر رمضان ) ، وهذا ما قاله ابن خلكان أيضاً نقلاً عنه.
ثالثاً : نشأته . لم تسعفنا المصادر التي ترجمت له الشيء الكثير عن حياته ، لكن وجدت أشياءً بسيطة متناثرةً هنا وهناك منها: هو أحد الأئمة المشاهير في علم الهندسة وله فيه استخراجات غريبة لم يسبق بها وكان شيخنا العلامة كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس تغمده الله برحمته وهو القيم بهذا الفن يبالغ في وصف كتبه ويعتمد عليها في أكثر مطالعاته ويحتج بما يقوله ، وأنه عند بلوغه العشرين انقل إلى بغداد حيث لمع اسمه واشتهر ، وعرف في التأليف والتدريس والرصد
رابعاً: شيوخه .
كما ذكرت سابقاً فلقد أغفلت المصادر التي ترجمت له ذكر شيوخه ، بالرغم من مكانته العلمية ، وندرة اختصاصه واشتهاره بين العلماء ؛ سوى ما ذكره ابن النديم بقوله ( قرأ على عمه المعروف بأبي عمرو المغازلي وخاله المعروف بابي عبد الله محمد بن عنبسة ما كان من العدديات والحسابيات .
خامساً : تلامذته :
لم تذكر المصادر التي ترجمت له شيئاً عن تلامذته إنما جاء عن بعضهم ذكر لبعض المتأخرين ممن اهتم بعلم هذا العالم الجليل واقتنى عدداً من كتبه، وهذا ما ذكره ابن خلكان وغيره بقولهم : (وكان شيخنا العلامة كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس ـ تغمده الله برحمته ـ وهو القيم بهذا الفن يبالغ في وصف كتبه ـ المراد به كتب البوزجاني ـ ويعتمد عليها في أكثر مطالعاته ويحتج بما يقوله وكان عنده من تواليفه عدة كتب ) .
سادساً :رحلاته :
ذكرت المصادر أنه ارتحل إلى بغداد بقولهم: (وكان قد قدم العراق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ) حيث لمع اسمه واشتهر ، وعرف في التأليف والتدريس والرصد ،فقرأ عليه الناس واستفادوا منه .
سابعاً: آثاره العلمية ودوره في العلوم .
لقد كان أبو الوفاء أحد الرجال المعدودين في علم الهندسة، وله فيها آثار تعد في مسائل السبق العلمي، ولقد لفتت أنظار القدماء والمحدثين، وهو متعدد المواهب، فلقد كتب في الهندسة والجبر والمثلثات وفي الحساب وله في كل هذه العلوم زيادات وابتكارات .
يعد أبو الوفاء البوزجاني من المبدعين في العلوم الفلكية، الرياضية، والهندسية ، فلقد كان من الرجال المعدودين في علم الهندسة وله آثار كثيرة تعد من مسائل السبق العلمي والتي لفتت أنظار القدماء والمحدثين
وذكر ابن النديم عدداً من مؤلفاته منها :
1. كتاب ما يحتاج إليه العمال والكتاب من صناعة الحساب وهو سبعة منازل وكل منزلة سبعة أبواب :
أ ـ المنزلة الأولى في النسبة .
ب ـ المنزلة الثانية في الضرب والقسمة .
ج ـ المنزلة الثالثة في أعمال المساحات.
د ـ المنزلة الرابعة في أعمال الخراج.
هـ المنزلة الخامسة في أعمال المقاسمات .
وـ المنزلة السادسة في الصروف .
زـ المنزلة السابعة في معاملات التجار.
2. كتاب تفسير كتاب الخوارزمي في الجبر والمقابلة .
3. كتاب تفسير كتاب ديوفنطس في الجبر
4. تفسير كتاب ابن يحيى في الجبر .
5. كتاب تفسير كتاب ابرخس في الجبر.
6. كتاب المدخل إلى الارثماطيقى مقالة
7. كتاب فيما ينبغي أن يحفظ قبل كتاب ارثماطيقى .
8. كتاب البراهين على القضايا التي استعمل ديوفنطس في كتابه وعلى ما استعمله هو في التفسير.
9. كتاب استخراج ضلع المكعب بمال مال وما يتركب منهما مقالة .
10. كتاب معرفة الدائرة من الفلك مقالة .
11. كتاب الكامل وهو ثلاث مقالات المقالة الأولى في الأمور التي ينبغي أن تعلم قبل حركات الكواكب المقالة الثانية في حركات الكواكب المقالة الثالثة في الأمور التي تعرض لحركات الكواكب.
12. كتاب زيج الواضح ؛ ثلاث مقالات الأولى في الأشياء التي ينبغي أن تعلم قبل حركات الكواكب، الثانية في حركات الكواكب، الثالثة في الأشياء التي تعرض لحركات الكواكب .
13. كتاب المجسطي .
14. كتاب العمل بالجداول الستيني .
15. كتاب الهندسة؛ جعله على ثلاثة عشر بابا في عمل المسطرة والكونيا والبركار والاشكال .
16. شرح كتاب اقليدس ولم يتمه .
17. مطالع العلوم للمتعلمين .
ثامناً : إبداعاته:
لقد أكرم الله هذه الأمة الإسلامية بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالحق وبشر فكان هادياً مهدياً وكان معلماً للناس أجمعين وكانت رسالته واضحة كوضوح الشمس فكان رحمة للناس كما قال عنه سبحانه وتعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  (الانبياء:107)، وقال عن خصوص رسالته : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك 2/670(4221) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه ]، ثم سار السلف الصالح من رجالات هذه الأمة المحمدية يطوفون الأرض شرقاً وغرباً ينشرون رسالة الله على خلقه فيعلمون ويتعلمون .
وقد كان لهؤلاء الرجال إبداعات في ميادين عامة وخاصة ، والذي يخصنا في هذا المضمار هو إبداعات هؤلاء العلماء من المسلمين في ميدان الرياضيات بشكل عام ، وفي الهندسة والجبر والمثلثات بشكل خاص ، ولعل أول من أبد في هذا الميدان موسى بن شاكر وأبنائه الثلاثة فلقد أبدعوا في علم الفلك والرياضيات ، قال ابن النديم : طبقة المحدثين من المهندسين وأصحاب الحيل والأعداد وغير ذلك بنو موسى محمد وأحمد والحسن بنو موسى بن شاكر وكان أصل موسى بن شاكر ممن تناهى في طلب العلوم القديمة ، وبذلوا فيها الرغائب ، واتعبوا فيها نفوسهم ، وأنفذوا إلى بلاد الروم من إخراجها إليهم .فاحضروا النقلة من الأصقاع والأماكن بالبذل السني فأظهروا عجائب الحكمة، وكان الغالب عليهم من العوم الهندسية، والحيل ـ أي ـ الميكانيك ـ والحركات، والموسيقى، والنجوم ، وهو الأقل . وتوفي محمد بن موسى سنة (259هـ) أبو كامل شجاع الحاسب وسنان بن الفتح و أحمد بن محمد الحاسب ويعقوب بن محمد الرازي ويعقوب بن إسحاق الكندي، والمجريطي والبيروني والكرجي والبوزجاني وغيرهم ولنا وقفة عند إمامنا المبدع في هذا المجال الذي نال هذا الشرف العظيم بعلمه وبمؤلفاته العديدة لنتناول شيئاً من إبداعاته ولو بشيء من الإيجاز فنقول :لقد كان البوزجاني متعدد المواهب ، فقد كتب في الهندسة ، وفي الجبر والمثلثات والحساب ، وله في هذه العلوم زيادات وابتكارات ، وله في الهندسة استنباطات غريبة لم يسبق إليها أحد ، وظهرت عبقريته بكتابه المتون مثلاً " كتاب في عمل المسطرة والبركار والكونيا" ، وهو مكون من ثلاثة عشر باباً
1. في عمل المسطرة والبركارات .
2. في الأصول والكونيا( ) .
3. في عمل الأشكال المتساوية .
4. في عمل الأشكال في الدوائر .
5. في عمل الدائرة على الأشكال .
6. في عمل الدائرة في الأشكال .
7. في عمل الأشكال بعضها في بعض .
8. في قسمة المثلثات .
9. في قسمة المربعات .
10. في عمل مربعات من مربعات وعكسها .
11. في الدوائر المتماسة .
12. في قسمة الأشكال على الكرة .
وقد لاحظ الأستاذ طوقان بعد أن اطلع على كتاب البوزجاني أنه قد رسم مثلث متساوي الأضلاع داخل مربع ، ورسم مربعاً داخل مخمس منتظم ، ورسم مثلثاً متساوي الأضلاع داخل مخمس منتظم ، بطرق هندسية لا تختلف عن الطرق التي نجدها في كتب الرياضيات الحديثة .
ومن الملاحظ أن المستشرق (وبكة woepcke) أقر الطرق الهندسية التي استعملها البوزجاني لها أهمية كبرى في الرياضيات .
كما وأضاف البوزجاني زيادات على بحوث الخوارزمي ، والتي تعد تطويراً لعلاقة الجبر بالهندسة، إذ يعد هو أول من خالف الخوارزمي حيث كان يكتب الأعداد كاملة بالحروف بدل الأرقام الهندية ( ) .
وكتب في الجبر وزاد على بحوث ( أبي كامل شجاع بن أسلم الحاسب ت هـ) زيادات في علاقة الجبر بالهندسة ، وقد حل هندسياً المعادلتين :
1. س4 = حـ
2. س4+حـ س2= ب
وإليه يرجع الفضل في اكتشاف المماس أو استنباطه ، كما وأوجد طريقة جديدة لحساب جداول الجيب ، والتي كانت جداوله متقنة ،كما ووضع بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين فلقد أوضح أنَّ :
1. 2جا2 س/2 =1-جتا س
2. حاس=2حاس/2 جتا س/2
3. حا(س + ص)= حا2س-حا2س حا2ص
ومعظم فضل أبي الوفاء يرجع إلى أنه ساهم في تقديم حساب المثلثات الكرية ، إذ استعاض عن المثلث القائم الزاوية من الرباعي التام ، (نظرية منلاوس) مستعيناً بما يسمى ( قاعدة المقادير الأربعة ) وهي :
حااَ : حا حـَ = حا : 1
وبنظرية الظل :
ظا اَ : طا ا =حابَ :1
واستخرج من هاتين القاعدتين العلاقة الآتية:
جتاحـَ = جتا اَ×جتا بَ
ومن جهوده أيضاً أبحاثه في الفلك متصفة بالدقة الفائقة ، وهو المكتشف للاختلاف القمري الثالث الذي سماه (المحاذاه) ، وقد نسب عمله هذا زوراً إلى (طيكو براهة الدنماركي) ، بيحيث نجد إن المستشرقين (سيديو، وشارل وهوفر) هم الذين عدوا البوزجاني الممهد الأول لأعمال( طيكو براهة ) في الفلك .
ومن الأمور التي عالجها البوزجاني أيضاً ؛ استطاع أن يجد حولاً أخرى تتعلق بالقطع المكافيء ، وهذه الحلول وغيرها مهدت الطريق لكثير من العلماء سواء من المسلمين أم من غيرهم والتي قادتهم إلى خطوات واسعة إلى علم " التفاضل والتكامل" وهو علم واسع ساعد في التقدم التكنلوجي في عصرنا الحاضر كثيراً ونقل وشرح وعلل بالبراهين الهندسية لكتاب صناعة الجبر والذي يعرف "بالحدود" لمؤلفه ابرخس الزفني ، وله في استخراج الأوتار تصنيف جيد نافع .
تاسعاً: وفاته :اختلف المؤرخون في سنة وفاة الأمام محمد البوزجاني على قولين هما :
1ـ منهم من قال توفي سنة(377هـ) ، وقال ابن خلكان بهذا الصدد: (.وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة رحمه الله تعالى وكنت وقفت على تاريخ ولادته على هذه الصورة في كتاب الفهرست تأليف أبي الفرج ابن النديم ولم يذكر تاريخ وفاته فكتبت هذه الترجمة وذكرت تاريخ الولادة فأخليت بياضا لأجل تاريخ الوفاة لعلي أظفر به فإن قصدي في هذا التاريخ إنما هو ذكر الوفاة كما ذكرته في أول الكتاب ثم إني وجدت تاريخ الوفاة في تاريخ شيخنا ابن الأثير قد ذكرها في هذه السنة المذكورة فألحقتها وكان بين شروعي في هذا التاريخ وظفري بالوفاة أكثر من عشرين سنة والله تعالى أعلم .
2ـ ومنهم من قال توفي سنة (388هـ) مات سنة سبع وثمانين وثلاث مائة في بغداد وله تسع وخمسون سنة .
والذي أميل إليه أن وفاة الإمام محمد بن أحمد بن يحيى البوزجاني كانت سنة (388هـ) والله أعلم بالصواب .
الخاتمة
هاهي صفحات بحثي المتواضع تنتهي بهذه الخاتمة ولم يبقى لي إلا أن أجمع شتاتها وأُأَلِف بين موضوعاتها في خاتمة موجزة أبين النتائج التي وصلت إليها:
1ـ يعد أبو الوفاء البوزجاني من المبدعين في العلوم الفلكية، الرياضية، والهندسية ، فلقد كان من الرجال المعدودين في علم الهندسة وله آثار كثيرة تعد من مسائل السبق العلمي والتي لفتت أنظار القدماء والمحدثين.
2ـ لاحظ أهل الإختصاص أنَّ البوزجاني رسم مثلث متساوي الأضلاع داخل مربع ، ورسم مربعاً داخل مخمس منتظم ، ورسم مثلثاً متساوي الأضلاع داخل مخمس منتظم ، بطرق هندسية لا تختلف عن الطرق التي نجدها في كتب الرياضيات الحديثة .
3ـ كما استطاع البوزجاني أن يجد حولاً أخرى تتعلق بالقطع المكافيء وهذه الحلول وغيرها مهدت الطريق لكثير من العلماء سواء من المسلمين أم من غيرهم والتي قادتهم إلى خطوات واسعة إلى علم " التفاضل والتكامل" وهو علم واسع ساعد في التقدم التكنلوجي في عصرنا الحاضر كثيراً .
4ـ كما وأضاف البوزجاني زيادات على بحوث الخوارزمي ، والتي تعد تطويراً لعلاقة الجبر بالهندسة، إذ يعد هو أول من خالف الخوارزمي حيث كان يكتب الأعداد كاملة بالحروف بدل الأرقام الهندية .
5ـ وكتب في الجبر وزاد على بحوث ( أبي كامل شجاع بن أسلم الحاسب ت هـ) زيادات في علاقة الجبر بالهندسة .
6ـ ومن جهوده أيضاً أبحاثه في الفلك متصفة بالدقة الفائقة ، وهو المكتشف للاختلاف القمري الثالث الذي سماه (المحاذاه) ، وقد نسب عمله هذا زوراً إلى (طيكو براهة الدنماركي) ، بحيث نجد إن المستشرقين (سيديو، وشارل وهوفر) هم الذين عدوا البوزجاني الممهد الأول لأعمال( طيكو براهة ) في الفلك .
وأخيراً ، هذا المتواضع أطلعت على على علم من أعلام هذه الأمة العريقة بتراثها وتأريخها المشرق ، وهذا خير دليل على أن العرب المسلمين كان لهم الريادة في كل العلوم متخذين كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طريقاً ومنهاجا لبلوغ المرام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الكرام وسلم تسليماً كثيراً .
ثبت المصادر والمراجع :
1. أحمد نصيف الجنابي، الرياضيات عند العرب،دار الجاحظ (بغداد،1980) .
2. البغدادي إسماعيل باشا (1339هـ)، هدية العارفين،دار التراث العربي (بيروت، د.ت) .
3. حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي(ت 1067هـ) . كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، دار الكتب العلمية (بيروت،1413/1992) .
4. حكمت نجيب عبد الرحمن، تاريخ العلوم عند العرب، طبع على نفقة جامعة الموصل (الموصل،1397هـ/1977) .
5. الحموي، ياقوت بن عبد الله أبو عبد الله (ت 626هـ)، معجم البلدان،دار الفكر، (بيروت، د.ت) .
6. ابن خلكان، أبي العباس شمس الدين أحمد ابن محمد بن أبي بكر (ت 681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ،تحقيق د.إحسان عباس ،دار الثقافة ( بيروت ، د.ت) .
7. الذهبي، العبر في خبر من غبر، تحقيق د.صلاح الدين المنجد،ط2، مطبعة حكومة الكويت (الكويت،1948) .
8. الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز (ت 748هـ) سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي ،ط9،مؤسسة الرسالة (بيروت،1413).
9. الزركلي، خير الدين (ت 1410هـ)، الأعلام، ط5، دار العلم الملايين (بيروت،1980) .
10. طوقان قدري حافظ، تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك، دار القلم (القاهرة،1963).
11. ابن لعماد،عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي (ت1089هـ) شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار الكتب العلمية(بيروت ، د.ت ) .
12. القفطي، جمال الدين أبي الحسن علي بن القاضي بن يوسف (ت646هـ)، كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء، دار الآثار (بيروت،د.ت) .
13. كحالة،عمر رضا ( ت 1987م) معجم المؤلفين ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، مطبعة الترقي ( دمشق، 1380/1961) .
14. ****س عواد، معجم العلماء العرب،ط1،طبع بمساعدة اللجنة الوطنية (بغداد،1402/1982) .
15. ابن النديم، أبو الفرج محمد بن إسحاق (ت385هـ) ، الفهرست،دار المعرفة ( بيروت، 1398/ 1978) .
الدكتور طه عفان الحمداني الفلوجي