تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    99

    افتراضي مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟

    قال ابن القيم في أحكام اهل الذمة :

    دار الإسلام هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها احكام الإسلام .


    السؤال لو حصل في هذه الدار تغيير في بعض احكام الإسلام ؟ فهل تبقى دار اسلام ؟

  2. #2

    افتراضي رد: مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟

    الضابط بين دار الحرب ودار الإسلام
    هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها العلماء , وسبب ذلك أن هذه المسألة لايوجد بها نص قاطع, وإنما هي أفهام للعلماء لنصوص مجملة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهي من المسائل النازلة بعد عهد الصحابة والتابعين.
    قال الدكتور عباس أحمد الباز في كتابه أحكام المال الحرام : والذي يبدو أن الأساس الذي قام عليه تقسيم الأقاليم إلى دار إسلام ودار كفر أو حرب هو أساس اجتهادي لا نصي حيث لم يرد بهذا التقسيم قرآن كريم , ولا حديث شريف إلا إشارات غير مباشرة وردت في بعض الأحاديث .
    أحكام المال الحرام (195)
    والذي يظهر من كلام بعض المحققين أن الاعتبار بظهور الكلمة وظهور شعائر الإسلام .
    جاء في حاشية الدسوقي على مختصر خليل : لأن بلاد الإسلام لاتصير دار حرب بأخذ الكفار لها بالقهر ما دامت شعائر الإسلام قائمة فيها.
    وقال : لأن بلاد الإسلام لا تصير دار حرب بمجرد استيلائهم عليها بل حتى تنقطع إقامة شعائر الإسلام عنها , وأما مادامت شعائر الإسلام أو غالبها قائمة فلا تصير دار حرب .
    حاشية الدسوقي (2|188)
    وقال الشوكاني رحمه الله : ودار الإسلام ما ظهرت فيه الشهادتان والصلاة , ولم تظهر فيها خصلة كفرية , ولو تأويلا إلا بجوار , وإلا فدار كفر ....
    أقول: الاعتبار بظهور الكلمة ؛ فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام ؛ فهذه دار إسلام , ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها لأنها لم تظهر بقوة الكفار, ولا بصولتهم كما هو مشاهد في أهل الذمة من اليهود والنصارى والمعاهدين الساكنين في المدائن الإسلامية, وإذا كان الأمر العكس فالدار بالعكس .
    السيل الجرار(4|575)
    وقال أيضا : وإلحاق دار الإسلام بدار الكفر بمجرد وقوع المعاصي فيها على وجه الظهور ليس بمناسب لعلم الرواية ولا لعلم الدراية .
    نيل الأوطار (8|179)
    على أنه يمكن أن يجتمع في الدار , وفي الشخص كفر وإيمان وفسق وإسلام كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
    فقد سئل رحمه الله
    عن بلد ماردين هل هى بلد حرب أم بلد سلم , وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة الى بلاد الإسلام أم لا, وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد اعداء المسلمين بنفسه أو ماله هل يأثم فى ذلك وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟
    فأجاب : الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا فى ماردين أو غيرها , وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه والا استحبت ولم تجب ...
    وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه , ويقاتل الخارج عن شريعة الاسلام بما يستحقه.
    مجموع الفتاوى (28|240)
    وقال شيخ الإسلام : فإذا تبين ذلك فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل ؛ فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال, وإنما يفعله جاهل , وكذلك كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهي جاهلية , وتلك كانت الجاهلية العامة .
    فأما بعد ما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار, وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية , وإن كان في دار الإسلام ؛ فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة.
    والجاهلية المقيدة قد تقوم في بعض ديار المسلمين , وفي كثير من المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتي من أمر الجاهلية, وقال لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ونحو ذلك .
    اقتضاء الصراط المستقيم (79)
    وهذا القول بأنه يجتمع في الدار كفر وإسلام قال به أيضا الشيخ الفوزان كما في فتاويه .
    والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟

    من المعلوم أنَّ كون الأرض دار كفرٍ، ودار إيمانٍ، أو دار فاسقين ليست صفةً لازمةً لها، بل هي صفةٌ عارضةٌ، بحسب سُكَّانها، فكُلُّ أرضٍ سُكَّانُها المؤمنون المتَّقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت، وكُلُّ أرضٍ سُكَّانُها الكُفَّار فهي دار كفرٍ في ذلك الوقت، وكُلُّ أرضٍ سُكَّانها الفُسَّاق فهي دار فُسُوقٍ في ذلك الوقت فإن سكَّانها غير ما ذكرنا، فإنْ تبدَّلَت بغيرهم فهي دارُهم.
    وقد قال الله  عن مكَّة لمَّا كانت دار كفرٍ: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ [النَّحل :112].
    فوصفها الله بأنَّها كَفَرَت بأنعم الله( )، مع كون مكَّة ما زالت في نفسها خيرَ أرض الله، وأحبَّ أرض الله إليه، وإنَّما أراد سكَّانَها.
    - وفي حديث عبد الله بن عديِّ بن الحمراءِ الزُّهري  قال: رأيتُ رسول الله  وهو على ناقته واقفٌ بِالْحَزْوَرَةِ ( )، يَقولُ: ((وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَاللهِ لَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ( ))).
     فبيَّن  أنَّها أحبُّ أرضِ الله إلى اللهِ ورسولهِ، مع كون مقامه بالمدينة، ومقام من مَعَه من المؤمنين أفضل من مقامهم بمكَّة؛ لأجل أنَّها دار هجرتهم.
     ولهذا كان أفضل الأرض في حقِّ كُلِّ إنسانٍ أرضًا يكون فيها أطوعَ لله ورسوله ، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، ولا تتعيَّن أرض يكون مقام الإنسان فيها أفضل، وإنَّما يكون الأفضل في حقِّ كُلِّ إنسانٍ بحسب التَّقوى والطَّاعة والخشوع والخضوع والحضور.
     وقد كتب أبوالدَّرداء  إلى سلمان الفارسيِّ : "هَلُمَّ إلى الأرض المقدَّسة"، فكَتَب إليه سلمان : "إنَّ الأرض لا تقدِّس أحدًا وإنَّما يقدِّس العبْدَ عملُهُ( )".
     وقال الله تعالى لموسى  عن بلاد الشَّام ومصْر( ): سَأُرِيْكِم دَارَ الفَاسِقِيْنَ [الأعراف :145]، وهي الدَّار التى كان بها أولئك العَمَالقة، ثمَّ صارت بعد هذا دار المؤمنين، وهي الدَّار التي دلَّ عليها القرآن من الأرض المقدَّسة، وأرض مصْر التي أورثها الله  بني إسرائيل.
     والمقصود أنَّ أحوال البِلاد كأحوال العِباد، فكما يكون الرجل تارةً مسلمًا وتارةً كافرًا، وتارةً مؤمنًا وتارةً منافقًا، وتارةً بَرًّا تقيًّا، وتارةً فاسِقًا، وتارةً فاجِرًا شَقِيًّا =وهكذا المساكن، فإنَّها تكون بحسب سُكَّانها.
    يُنظر: مجموع فتاوى ابن تيميَّة (18/281-284).
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  4. #4

    افتراضي رد: مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغُندر مشاهدة المشاركة
    السؤال لو حصل في هذه الدار تغيير في بعض احكام الإسلام ؟ فهل تبقى دار اسلام ؟
    على هذا فالديار اليوم دار كفر لأنه مامن بلد إلا ويحكم فيه بغير الشريعة ولو في بعض القضايا .. وعلى هذا فلا نلوم الخوارج اليوم .. ومن الطرائف أن أحدهم كان يفتي بأن كل الديار - التي نسميها دار إسلام - دار كفر .. فلما اعترض عليه بقول النبي ( لاهجرة بعد الفتح ) استدرك المسكين فقال إلا مكة والمدينة .. فقاتل الله الهوى .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •