تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

  1. #1

    افتراضي السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد .
    فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى عظيم منزلته عند الله عزوجل كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة , وعلى علوه سبحانه على جميع خلقه , وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عرج به إلى السماوات , وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة فكلمه ربه بما أراد , وفرض عليه الصلوات الخمس . ومع ما لهذه الليلة من المزيه , والفضائل إلا أنه لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها , وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أهل العلم بالحديث .
    قال ابن القيم رحمه الله في الزاد وهو يتحدث عن ليلة الإسراء والمعراج (1/58) : (ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها , ولا على عشرها , ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطع به , ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر , فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , وفي
    الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنه أنزل فيها القرآن ) .
    وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح ( 7 /242 ) في معرض ذكره خلاف العلماء في تحديد هذه الليلة ( فإن في ذلك اختلافاً كثيراً يزيد على عشرة أقوال ) .
    1- فقيل : كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها النبوة اختاره الطبري .
    2- وقيل بعد المبعث بخمس سنين رجح ذلك النووي والقرطبي .
    3- وقيل كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة , واختاره العلامة المنصورفوي .
    4- وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً أي :في شهر رمضان سنة 12 من النبوة .
    5- وقيل قبل الهجرة بسنة وشهرين أي في المحرم سنة 13 من النبوة .
    6- وقيل قبل الهجرة بسنة أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة (انظر الرحيق المختوم ص 134) .
    فهكذا اختلف العلماء في تحديد هذه الليلة , ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها , وإن المشهور أن هذه الليلة كانت في شهر رجب , وقد ضعف هذا القول الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في ( البداية والنهاية ) ص ( 89/3 ) قال : ( وقد أورد الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته – حديثاً لا يصح سنده ذكرناه في فضائل شهر رجب وهي ليلة الرغائب التي أحدثت فيها الصلاة المشهورة , ولا أصل لذلك والله أعلم ) .
    وبعد إيرادنا لهذه الأقوال نقول للذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب – ثبت العرش ثم انقش – فمن أين لكم دليل على هذا التحديد ؟ .بل ذكر ابن كثير أن تحديد هذه الليلة بشهر رجب قول ضعيف لا يصح , ولا أصل له .
    ومع هذا فإنه لم يشرع لأحد من المسلمين تخصيص هذه الليلة بشيء من العبادات قال ابن القيم رحمة الله تعالى في الزاد(1/59) : ( ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليله الإسراء بقيام ولا غيره إلى أن قال : ولا يعرف عن أحد من المسلمين انه جعل لليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا ذلك المكان بعبادة شرعية بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي , وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصدة هو ولا أحد من أصحابة بعد النبوة مدة مقامة بمكة , ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي , ولا الزمان بشيء , ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك من أحواله ) .
    وقال الإمام ابن باز رحمة الله تعالى (1/183) من مجموع الفتاوى:( وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، فلم يجز لهم أن يحتفلوا بها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء ، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ؛ إما بالقول ، أو بالفعل ، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس ، وقد بَلَّغ الرسالة غاية البلاغ , وأدى الأمانة ، فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء ، وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها , وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شَرَّع في الدين ما لم يأذن به الله ) .
    وقال رحمه الله: ( وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد البعص أنها ليلة الإسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشئ من العبادات كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف وقول من قال أنها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة )
    ولقد أحسن من قال :
    وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
    وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في الخطب المنبرية ( 2 / 84 ) :
    (إن من البدع المحدثة ما يعمل في بعض الأقطار في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالاحتفالات وأنواع العبادات , فتخصيص هذه الليلة بالذكر والعبادة والأدعية بدعه لا أصل له , والإسراء والمعراج حق لكنة لم يقم دليل على تحديد ليلته , ولا على شهره ولوكان في تحديد ذلك الشهر أو تلك الليلة مصلحة لنا لبينه الله ورسوله , ولكان التعبد في تلك الليلة مشروعاً لفعله نبي الله وخلفاؤه وصحابته فهم أحرص على الخير , وأسبق إليه منا ) .
    وسئل شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى عن الاحتفال بالمولد والمعراج والرجبية بدعة أم سنة حسنة ؟ فأجاب رحمه الله قائلاً كما في إجابة السائل عن أهم المسائل : ( بدعة كل هذا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورب العزة في كتابة الكريم يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة يقول كما في الصحيحين :(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهورد ) فكل هذه منها محدثة لعله في القرن السادس ومنها ماهو أٌقل من ذلك وعلى كل فليس في الإسلام بدعة حسنة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"كل بدعة ضلالة " ويقول : " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته").
    وإن من المحدثات التي تلحق بهذه المسألة إقامة المحاضرات , و الندوات , بهذه المناسبة وقد سمعت أقوال الأئمة في بدعية الاحتفال بهذه الليلة مطلقاَ بأي عبادة كانت , وأزيدك فائدة فقد سئلت اللجنة الدائمة المكونة من الشيخ الإمام عبدالعزيز بن بـــاز , والشيخ العلامة / عبدالرازق عفيفي , و العلامة / عبدالله الغديان , والعلامة / عبدالله قعود .
    عن حكم الوعظ في يوم المولد النبوي – وقس على ذلك الوعظ في يوم الإسراء والمعراج أو في يوم بدر أو غيرها من المناسبات – فكانت الإجابة بما يلي : (وليس مولد النبي صلى الله عليه وعلى اّله وسلم في يوم من مقتضيات تخصيص ذلك اليوم بقربة من القرب , أو وعظ , وإرشاد , أو قراءة قصة المولد لأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم لم يخصه بذلك , ولو كان في تخصيصه بذلك خير لكان صلى الله عليه وسلم أولى بـه وأحرص عليه لكنه لم يفعل فدل على أن تخصيصه بالوعظ , أو بقراءة قصة المولد , أو بأي عبادة من البدع , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وكذا أصحابة لم يفعلوا ذلك , وهم أعلم بالسنة وأحرص على العمل بها رضي الله عنهم جميعاً ) فتاوى اللجنة ( 3 / 32 ) .
    فدلك هذا على بدعية هذه المحاضرات , والندوات التي تقام بهذه المناسبة حتى ولو قصد القوم بذلك الدعوة وإظهار شعائر الإسلام , ففي فتاوى اللجنة ( 3 / 24 )
    س :ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي , وبليلة الإسراء والمعراج بقصد الدعوة الإسلاميةوشعار الإسلام ؟ .
    الجواب : قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بالقول والعمل والجهاد في سبيل الله , وهو أعرف بطريق الدعوة إليه ونشرها إظهار شعائره , ولم يكن من هديه في الدعوة وإظهار شعائر الإسلام الاحتفال بمولده ولا الاحتفال بالإسراء والمعراج , وهو الذي يعرف قدر ذلك , ويقدره وقدره وسلك أصحابة طريقه , واهتدوا بهدية في الدعوة إلى الإسلام ونشره , فلم يحتفلوا بذلك , ولا بنظائره من الأحدث الكبار , ولا عرف الاحتفال بذلك عن أئمة الإسلام رحمهم الله , وإنما عرف ذلك عن المبتدعة في الدين , والغلاة من الرافضة وسائر فرق الشيعة , وغيرهم ممن قل علمه بالشرع المطهر , فالاحتفال بما ذكر بدعه منكرة لمخالفته لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , والخلفاء الراشدين , وأئمة السلف الصالح في القرون المفضلة رضي الله عنهم ) .
    وفي لقاءات الباب المفتوح - (208 / 7) للعلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى (السؤال: هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من البدع؟
    الجواب: لا, يقول: إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وشيئاً من حياته، هل يعتبر بدعة؟ الجواب: لا. لماذا؟ لأن هذه خطبة الجمعة موجودة وثابتة من قبل, أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من وسائل البدعة, بالنسبة للعام هذا لا توافق الجمعة الثاني عشر, الجمعة هي الحادي عشر, فعلى كل حال إذا كان أصل الخطبة مشروعة كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بأس؛ لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه عليه الصلاة والسلام ومولده, أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام فهذا من البدع, فإن لم يكن من البدع فهو حجة لأهل البدع)
    وقس على ذلك مايفعل في يوم الإسراء والمعراج من محاضرات وندوات بهذه المناسبة .

    وقال شيخنا المحدث مقبل الوادعي رحمه الله تعالى كما في إجابة السائل ( يجب أن يبتعد المسلمون عن هذه الموالد التي باعدتهم عن كتاب الله , وعن سنة رسول الله , ولا يجوز أن تقول أنا أغتنم الفرصة وأحضر وأعظ الناس بموعظة لا , إن كنت ستقول لهم أنهم على بدعة ضلالة فاتقوا الله , واتركوا هذه البدعة فذاك , أما أن تذهب وتبارك لهم بدعتهم فلا , أنت تكثر سوادهم , وتكون مشاركاً لهم في الإثم ) .
    وسئل سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن إظهار الفرح والسرور بليلة السابع والعشرين من رجب ؟ فأجاب أنه لا أصل له , وينهي عنه , ولا يحضر الإنسان أذا دعي إليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى وسلم : ( إياكم ومحدثات والأمور فأن كل بدعة ضلالة ) . انظر البدع والمحدثات وما لا أصل له ص : 606 .
    وفي الختام يتضح لك أيها الأخ الكريم أن الاحتفال بهذه الليلة , بشتى أنواع الاحتفالات كإقامة الموالد , والسهر إلى الفجر على الذكر الجماعي المبتدع , وقراءة مولد الديبعي , أو قصيدة البردة , وكالذبح في هذه الليلة واجتماع الناس على الطعام والشراب فرحاً بها , أو صيام يومها , وكذلك إقامة المحاضرات , والندوات بهذه المناسبة هو من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم , ومن الإحداث في دين الله , والتقول على الشريعة بالزور والبهتان .
    وبعد هذا فلا يبقى لذي لب حازم , ورأي جازم شك في بدعية هذا كله ومضاد ته لشريعة الله تعالى , وفيما أوردناه من أقوال الأئمة الإعلام , ومشايخ الإسلام من السابقين والمتأخرين , وحكمهم على الاحتفال بهذه الليلة أنه من البدع التي نهى عنها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كفاية , وإرشاد وهداية .

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
    وكتبه أبومالك عدنان المقطري
    اليمن ـ تعز .

    تحميل الملف على صيغة ورد


    تحميل الملف على صيغة بي دي إف


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    للرفع والتذكير .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    للرفع والتذكير .
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •