قال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن يقول: سمعت عمي أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى التميمي يقول: «استلقبنا الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد لما ورد نيسابور مع ابن خزيمة، ومعنا أبو بكر بن إسحاق، وقد تقدمنا أبو عمرو الخفاف ومعه جماعة من مشايخ البلد فيهم أبو بكر الجارودي، فوصلنا إليه وأبو عمرو عن يمينه، والجارودي عن يساره، والأمير يتوهم أن الجارودي هو ابن خزيمة؛ لأنه لم يكن قبل ذلك عرفهم بأعيانهم، فلما تقدمنا إليه سلم ابن خزيمة عليه، فلم يلتفت إليه الالتفات إلى مثله، وكان أبو عمرو يساره، وهو يحدثه، إذ سأله عن الفرق بين الفيء والغنيمة، فقال له أبو عمرو: هذه من مسائل شيخنا أبى بكر محمد بن إسحاق، فاستيقظ الأمير مما كان فيه من الغفلة، وأمر الحاجب أن يقدمه إليه، واستقبله وعانقه واعتذر إليه من التقصير فى أول اللقاء، ثم سأله ماالفرق بين الفيء والغنيمة فقال: قال الله تعالى: ( واعلموا أنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى ) ثم جعل يقول: حدثنا وأخبرنا، ثم قال: قال الله عز وجل: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى ) وأخذ يقول حدثنا وأخبرنا.
قال عمي: وعددنا مائة ونيفا وسبعين حديثا سردها من حفظه في الفيء والغنيمة»[1].
من هو الحسين بن الحسن، وأبو زكريا يحيى بن محمد؟ وماأبرز المصادر التي ترجمت لهما؟
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/117