تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Arrow تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    ِ
    إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
    أَمَّا بَعــــــد.
    فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار ، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.
    سَأَلَنِي سَائِلٌ فَقَال عَدَد لِي أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه تَعَالَي.
    فَقُلْت لَه: أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه تَعَالَي كَمَثَل أَنْفَاس الْبَشَر ، لِكُل أَمْر وَضِدُّه عُبُوْدِيَّة ، لِلْفَرَح عُبُوْدِيَّة وَلِلْحُزْن عُبُوْدِيَّة ، ولِلْيَقَظَة عُبُوْدِيَّة وَلِلْنَّوْم عُبُوْدِيَّة،وَ لِلْغَضب عُبُوْدِيَّة وَلِلْرِّضَا عُبُوْدِيَّة وَهَكَذَا دَوَالَيْك حَتَّى تَسْتَوْعِب كُلَّ صِفَات الْبَشَر ، وَلَابُدَّ لِلْعَبْد أَن يُحَرزَ نَصِيِباً مِن كُل الْعُبُوْدِيَّة ،وَالْنَّاس يَتَفَاوِتُون عَلَى حَسب الْهِمَم ، فَلَا يَتَسَاوَى الْأَنْبِيَاء مَع غَيْرِهِم ، وَلَا يَتَسَاوَى الْأَوْلِيَاء مَع مِن دُوْنَهِم كُلٌ بِحَسَبِه .
    وَأَضْرِب لَك مَثَلا: أَنْتُم تَعْرِفُوْن الْفُضَيْل بْن عِيَاض: الْإِمَام الْرَّبََّّانِي وَالْعَلَم الْمُفْرَد ، الْزَّاهِد الْعَابِد ، الْمُحْدِّث الْكَبِيْر ، أَحَد الْثِّقَات الْأَثْبَات مِمَّن لَم يَخْتَلِف أَحَدٌ مِن الْعُلَمَاء عَلَى فَضْلِه وَعِلْمِه وَزُهْدِه ، كَان لَه وَلَدٌ يُقَال لَه عَلِي ، وَكَان يُحِبُّه غَايَة الْحُب وَكَان عَلِيٌ هَذَا عَلَى صِغَر سِنِّه مَن كْبَار الْأَوْلِيَاء وَمِمَّن شُهِد لَهُم بِالْإِخِبَات لِلَّه ، وَكَان عَلِيٌ هَذَا يَقُوْل لِأَبِيْه الْفُضَيْل( يَا أَبَتي سَل الْلَّه الَّذِي وَهَبْنِي لَك فِي الْدُّنْيَا أَن يَهَبَنِي لَك فِي الْآَخِرَة )، وَكَان مِن رِقَّة قلب عَلِيٌ هَذَا أَنَّه كَان إِذَا سَمِع آَيَات الْعَذَاب يُغْشَى عَلَيْه ,فَكَانَت أُمُّه أَعِنِّي( امْرَأَة الْفُضَيْل) تَقُوْل لِلْفُضَيْل إِذَا رَأَيْت عَلَياً خَلْفَك بِالْصَّف فَلَا تَقْرَأ بِآَيَات الْعَذَاب وَذَات مَرَّة نَظَر الْفُضَيْل فَلَم يَجِد عَلِياً فَقَرَأ آَيَات فِيْهَا عَذَاب ، جَاء عَلِيٌ مُتَأَخِّراً بَعْدما كَبَّر أَبُوْه ، فَلَمَّا وَقَعْت هَذِه الْآَيَات فِي سَمْعِه أُغْشّي عَلَيْه.
    كَيْف نَجْمَع بَيْن بُكَاء الْنَّبِي _صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلم_ عِنْد مَوْت ابْنِه و ضحِك الْفُضَيْل بْن عِيَاض عِنْد مَوْت ابْنِه؟
    هَذَا الْوَلَد الْبَار الْمَحْبُوْب مَات فِي حَيَاة أَبِيْه ، فَمَشَى الْفُضَيْل فِي جِنَازَة ابْنَه وَهُو يَضْحَك فَاسْتَغْرَب بَعْض الْمُتَأَخِّرِي َن مِن هَذَا وَقَالُوْا كَيْف يَبْكِى رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- ابْنَه إِبْرَاهِيْم بَيْنَمَا يَضْحَك الْفُضَيْل فِي جِنَازَة ابْنَه ، وَأَيُّهُمَا أَوْلَى بِالْرِّضَا ألْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَم الْفُضَيْل ، فَوجَّه هَذَا الْسُّؤَال إِلَى شَيْخ الْإِسْلام بْن تَيْمِيَّه- رَحِمَه الْلَّه نْعَالِي- ، لِأَن هُنَا إِشْكَال الْفُضَيْل يَضْحَك أَي رَاضِي ، وَالْنَّبِي يَبْكِي أَي كَأَنَّه غَيْر رَاضِي .
    فَقَال شَيْخ الْإِسْلَام- رَحِمَه الْلَّه-: (كَمَا هِي عَادَتْه وَكَان مَفْتُوْحاً عَلَيْه مُوَفِّقاً ، قَال: (هُدِي نَبِيِّنَا أَكْمَل ، لِأَن نَبِيَّنَا- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَدَّى الْعُبُوْدِيَّة عَلَى وَجْهِهَا ، فَهُنَاك عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة وَهُنَاك عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا ، فَأَدَّى عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة فَبَكَى عَلَى ابْنِه ، وَأَدى عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا فَقَال:" وَلَا نَقُوُل مَا يُغْضِب الْرَّب " ، لَكِن ضَاق قَلْب الْفُضِيل بْن عِيَاض عَن اسْتِيْعَاب الْعُبُوْدِيَتَ ين جَمِيْعاً فَقَدِم عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا عَلَى عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة )
    فَهَدَي نَبِيِّنَا أَكْمَل ، وَالْبُكَاء لَا يُعَد مِن عَدَم الْرِّضَا ، إِنَّمَا الْبُكَاء رَحِمَه وَلِذَلِك قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" إِن الْلَّه لَا يُعَذِّب بِدَمْع الْعَيْن"
    إِذاً الْعُبُوْدِيَّة تَسْتَغْرِق حَيَاتِك كُلَّهَا .
    كَمَا قُلْت فِي عَدَد أَنْفَاسِك فَإِذَا كَان الْأَمْر كَذَلِك فَلَا يَجُوْز لِأَحَد أَن يَرْفَع قَدَّمَه أَو يَضَعَهَا إِلَّا بِإِذْن ، وَهَذَا هُو مَعْنَى الْعَبْد
    الْمُرَاد بِالْعبد.عَبْد أَي لَه سَيِّد آَمِر ، وَنَحْن مَعَاشِر الْبَشَر فِيْمَا يَتَعَلَّق بِمَسْأَلَة الْعُبُوْدِيَّة تَعَلَّقَت أَحْكَامٌ بِهَا .
    مَا يَتَعَلَّق بِّعُبُوْدِيَّة الْبَشَر مِن أَحْكَام.
    مَثَلاً: لَو أَنَّك تِمْتَلِك عَبْداً أَو أَكْثَر ثُم قَسَوْت عَلَى هَذَا الْعَبْد فَهَرَب مِنْك ، يَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي هَذَا الْعَبْد الَّذِي هَرَب مِن سَيِّدِه الْقَاسِي لا تُقَبَل لَه صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا أَي طَاعَة حَتَّى يَرْجِع إِلَى سَيِّدِه ، وَحَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَة- رَضِي الْلَّه عَنْه- كَان لَه عَبْد وَكَان يَقسُّوْ عَلَيْه ، فَذَهَب مَرَّةً إِلَى الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَشْتَكِي حَاطِباً ، فَقَال: ( يَا رَسُوْل الْلَّه وَالْلَّه لَيَدْخُلَن حَاطِبٌ الْنَّار _ بِسَبَب قَسْوَتِه عَلَيْه _فَقَال لَه الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" كَذَّبَت إِنَّه شَهِد بَدْرا ),وَالْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَقُوْل:" أَيُّمَا عَبْد تَزَوَّج بِغَيْر إِذْن مَوَالِيْه فَهُو عَاهِر" ، أَي زَانِي ، هَذَا فِيْمَا يَتَعَلَّق بِنَا كَبَشَر عَبْد مَع عَبْد .
    فَلَا يَجُوْز لُإِنْسَان أَن يَنْفَك مِّن الْعُبُوْدِيَّة مُطْلَقاً.
    فَمَا بَالُك إِذَا كُنَّا نَحْن مَع رَب الْعَالَمِيْن- تَبَارَك وَتَعَالَى- ، فَلَا يَجُوْز لُإِنْسَان أَن يَنْفَك مِّن الْعُبُوْدِيَّة مُطْلَقاً ، إِمَّا أَن يَكُوْن عَبْداً بِالِاخْتِيَار وَهَذَا أَرْفَع الْدَّرَجَات ، أو أَن يَكُوْن عَبْداً بِالْقَهْر وَالْإِذَلال بِحُكْم الْسُّنَّة الْعَامَّة﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾(مريم:93) .
    مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه.
    طَالَمَا أَن أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة كَثِيْرَة ، وَأَنَّهَا بِعَدَد أَنْفَاس الْبَشَر ، فَلَا يَزَال الْمَرْء يَتَقَلَّب فِي عُبُوْدِيَّة بَعْد أُخْرَى وَهُو يَسِيْر إِلَى رَبِّه ، هَذِه الْأَنْوَاع مِن الْعُبُوْدِيَّة اسْمُهَا مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه ، ينَزِّل فِي مَنْزِلَة ، أُصِيْب بِمُصِيْبَة فَنَزَل فِي مَنْزِلَة الْحُزْن ، فَلَابُد أَن يَنْظُر مَا الَّذِي يَجِب عَلَيْه فِي هَذَا ، تَبَدَّلَت مُصِيبَتَهُ بِفَرَح فَلْيَنْظُر مَا الَّذِي يَجِب عَلَيْه فِي هَذَا؟ .
    وَلَا يَزَال يَتَقَلَّب كَمَا قُلْت فِي مَنَازِل.
    مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد.
    وَمَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد عَلَى الْطَّرِيْق الْطَّوِيْل. فَلَو افْتَرَضْنَا أَن هُنَاك طَرِيْق سِتّمِائَة كِيْلُو وَلَيْس فِي هَذَا الْطَرِيْق مَحَطَّة وَقُوْدٌ وَاحِدَة ، أَيُمْكِن أَن تَسْلُك هَذَا الْطَّرِيْق ؟ لَا تَسْتَطِيْع ، لِمَاذَا ؟ لِأَنَّك أَوَّلا تَحْتَاج إِلَى مَاء ، تَحْتَاج إِلَى طَعَام ، وَالْسَّيَّارَة تَحْتَاج إِلَى وَقُوْد ، فَلَا تَسْتَطِيْع أَن تَسْلُك هَذَا الْطَّرِيْق الْطَّوِيْل إِلَا إِذَا كَان فِيْه مَحَطّات وَقُوْد ، تَمُر عَلَى الْمَحَطَّة تَتَزَوَّد لِنَفْسِك وَلِلْسَّيَّّار َة ثُم تَمْضِي وَإِذَا كَاد زَادَك أَن يَنَفذ ، فِي مَحَطَّة أُخْرَى تُزوِّد الْسَّيَّّارَة بِالْوُقُود وَتَمْضِي حَتَّى تَصِل إِلَى غَايَتِك ,فَمَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه- عَز وَجَل- كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد.
    حَدِيْث الْيَوْم وَمَنْزِلَة الْتَّوْبَة.
    الْمَنَزَّلَة الَّتِي أُرِيْد أَن أَتَكَلَّم عَنْهَا الْيَوْم هِي مَنْزِلَة لَا يَنْفَك الْعَبْد عَنْهَا لَا فِي أَوَّل الْطَّرِيْق وَلَا فِي وَسَطِه وَلَا فِي آَخِرِه ، وَهِي مُلَازِمَة لَه كَمُلَازَمَة الْنَفَس لهُ أَيْضاً ، لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا الْعَبْد مُطْلَقاً ، أَلَّا وَهِي مَنْزِلَة الْتَّوْبَة .
    لِمَاذَا لَا يَنْفَك الْعَبْد عَنْهَا ؟
    لِأَن الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" كُل بْن أَدَم خَطَّاء " كُلُّنَا أَصْحَاب ذُنُوْب .
    أنواع الناس أمام الْتَّوْبَة وَالذَّنْب.
    وَالْنَّاس أَمَام الْتَّوْبَة وَالذَّنْب ثَلَاثَة أَنْوَاع مَذْكُوْرَة فِي كِتَاب الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي- ، قَال الْلَّه- عَز وَجَل-:﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾(النساء:18،17)
    النوع الأول:﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾ .
    النوع الثاني:﴿ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾
    الصِّنْفَان اللذان لَا تُقبَل تَوْبَتُهُم.
    الصِّنْفَان اللذان لَا تُقبَل تَوْبَتُهُم ، تَوْبَة الْمُعَايِن ، وَتَوْبَة الْكَافِر، الْمُعَايِن الَّذِي رَأَى مَلِك الْمَوْت ، قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" تَُقبل تَوْبَة الْعَبْد مَا لَم يُغَرْغِر"
    وَالْغَرْغَرَة: ( هِي وُصُوْل الْرُّوْح إِلَى الْحُلْقُوْم )، مَا هِي إِلَا كَلَمْح الْبَصَر وَتُخْتَطَف رُوْحُه ، الَّذِي يَقُوْل إِنِّي تُبْت الْآَن لَا يُقْبَل مِنْه .
    مِثَال لِتَّوْبَة الْمُعَايِن.كَت وْبَة فِرْعَوْن ، مَاذَا قَال فِرْعَوْن لَمَّا دَاهَمَه الْمَوْت وَانْظُر إِل كَبر فِرْعَوْن وَهُو يَغْرَق يَقُوْل:﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ (يونس:90) ، لَايُرِيد أَن يَقُوْل: إِلَا الْلَّه ﴿إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ ، الَّذِي آَمَنَت بَنُو إِسْرَائِيْل هُو مِن ؟ لِمَا لَا تَنْطِق ؟ قُل لَا إِلَه أَلَا الْلَّه ، قُل: آَمَنْت أَنَّه لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه ، حَتَّى التَّكَبُّر وَهُو يَمُوْت أَيْضا ﴿ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. ﴾
    فقال الله- عز وجل- له:﴿ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾(يونس:92،91) .
    هَل تُقَبِّل تَوْبَة الْمُعَايِن وَمَن مَات عَلِي الْكُفْر؟
    لَا تُقْبَل تَوْبَة الْمُعَايِن وَكَذَلِك الْكَافِر الَّذِي يَمُوْت وَهُو كَافِر ، لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- فِي الْآَيَة الْأُوْلَى يَقُوْل، وَهُو يُبَيِّن لَنَا الْفِرَق بَيْن هَذَيْن الْنَوْعَيْن وَالْنَّوْع الْأَوَّل ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾
    الْمُرَاد بِقَوْلِه مِن قَرِيْب.
    كُل مَن تَاب قَبْل الْمَوْت فَقَد تَاب مِن قَرِيْب لَاسِيَّمَا لَا أَنَا وَلَا أَنْت نَعْرِف مَتَى سَنَمُوت ، وَإِذَا أَمَََّّل الْعَبْد الْحَيَاة وَتَاب فَقَد تَاب مِن قَرِيْب وَإِذَا مَرِض مَرَضاً يُخْشَى عَلَيْه مِن الْمَوْت وَتَاب فَقَد تَاب مِن قَرِيْب الْمُهَم أَن يَتُوْب قَبْل أَن يُغَرْغِر قَبْل الْغَرْغَرَة هَذَا هُو الْمَعْنِي بِقَوْلِه:﴿مِنْ قَرِيبٍ ﴾ .
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    الْمُرَاد بِقَوْلِه بِجَهَالَة.
    ﴿يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾ ، بَعْض الْنَّاس قَد يّتَصَوّر أَن الْجَهَالَة هُنَا مَعْنَاهَا الْجَهْل الَّذِي يُسَاوِي عَدَم الْعِلْم ، وَنَقُوُل: لَا ، عَدَم الْعِلْم بِالْشَّيْء لَا يُؤَاخَذ الْمَرْء بِه ، فَعَل شَيْئاً وَّلِا يَعْلَم أَنَّهُ حَرَام فَلَمَّا بَلَغَتْهُ الْحُرْمَة انْتَهَي ، هَذَا هُو الْجَهْل الَّذِي يُسَاوِي عَدَم الْعِلْم ، وَهَذَا لَيْس هُو الْمَقْصُوْد فِي الْآَيَة ، إِنَّمَا قَوْلُه تَعَالَى:﴿ِبجَهَالَةٍ﴾ مَعْنَاه بِحُمْق وَكُلُّ مَن عَصَى الْلَّه- عَز وَجَل- إِنَّمَا يَعْصِيَه بِجَهَالَة ، لِأَنَّه لَو عَلِم قَدْر رَّبِّه مَا عَصَاه ، وَلِذَلِك يَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-
    :" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن ، وَلَا يَسْرِق حِيْن يَسْرِق وَهُو مُؤْمِن ، وَلَا يَشْرَب الْخَمْر حِيْن يَشْرَبُهَا وَهُو مُؤْمِن "لأَنَّه لَو كَان مُؤْمِناً فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي بَاشَر الْفِعْل فِيْه لَحَجْزِه الْإِيْمَان عَن الْفِعْل .
    الإِيْمَان يَزِيْد بِالْطَّاعَة وَيَنْقُص بِالْمَعَاصِي.
    لَكِن الإِيْمَان يَزِيْد وَيَنْقُص، يَزِيْد بِالْطَّاعَة وَيَنْقُص بِالْمَعَاصِي ، يَزِيْد حَتى يَصِيْر هَكَذَا وَيَنْقُص حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْه شَيْء ، فِي حَال انْخِفَاض الْإِيْمَان يَنْسَى الْعَبْد كَثِيْراً مِن مُعْطَيَات الْإِيْمَان وَمَن مَعَانيْه فَيُرْتَكَب الْمَعْصِيَة لِذَلِك الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن " ، أَي فِي حَال زِنَاه لَا يَكُوْن مُؤْمِناً .
    هَل صَار كَافِراً نَقُوُل لَا،لَيْس مُؤْمِن وَكَافِر ، فِيْه مُسْلِم فِي الْمُنْتَصَف َتَخَيَّل مَرَاتِب الْدِّيْن الْثَّلاثَة كَثَلاث دَوَائِر مُتَدَاخِلَة ، إِحْسَان ثُم إِيْمَان ثُم إِسْلَام ثَلَاثَة دَوَائِر مُتَدَاخِلَة أَصْغَر دَائِرَة ثُم أُكَبر مِنْهَا ثُم أَكْبَر مِنْهَا فَإِذَا خَرَج مِن الْإِحْسَان كَان فِي الْإِيْمَان وَإِذَا خَرَج مِن الإِيْمَان كَان فِي الْإِسْلَام ، وَإِذَا خَرَج مِن الْإِسْلَام كَان فِي الْفَضَاء الْوَاسِع وَهُو الْكُفْر ، وَهَذَا الَّذِي لَيْس بَعْدَه ذَنْب .
    فَيَكُوْن " لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن " ، أَي لَا يَخْرُج مِن دَائِرَة الْإِيْمَان فَيَقَع فِي دَائِرَة الْإِسْلَام ، وَيَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" إِذَا زَنَا الْعَبْد نُزِع مِنْه الْإِيْمَان وَكَان كَالَّظُّلَّة "_ كَالْشَّمْسِيَّ ة الَّتِي تَضَعُهَا عَلَى رَأْسَك مِن الْشَّمْس أَو الْمَطَر _ فَإِن تَاب رَجَع الْإِيْمَان إِلَيْه وَإِلَا لَم يَعُد " .
    الَّذِي يَتُوْب مِن قَرِيْب تُقْبَل تَوْبَتُه.
    إِذاً الَّذِي يَتُوْب مِن قَرِيْب قَبْل الْمَوْت تُقْبَل تَوْبَتُه ، فَكُل مَن عَصَى الْلَّه عَصَاه بِجَهَالَة ، يَسْتَحِيْل أَن يَكُوْن عَالِماً بِالْلَّه وَيَسْتَحْضِر عِلْمَهُ بِاللَّه ثُم يَعْصِيَه ، لَا يَسْتَطِيْع ، وَانْظُرُوْا إِلَى يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- لِمَا رَاوَدَتُّه امْرَأَة الْعَزِيْز ، وَكَانَت كُل مُقْتَضِيَات، الْزِّنَا مَوْجُوْدَة . مَع يُوَسُف .
    مُقْتَضَيَات الْزِّنَا الَّتِي كَانَت مُتَوَفِّرَة لِيُوَسُف_عَلَي ه الْسَّلَام_ وَرَد فِعلَه حِيَال ذَلِك.
    الْمُقْتَضَى الْأَوَّل: كَان شَاباً عَزَباً لَم يَكُن مُتَزَوِّجَاً ، فَهُو فِي كَامِل فَتَوَّتِه الْشَّاب الْعَزَب أَكْثَر انْدِفَاعاً فِي طَلَب هَذَا مِن غَيْرِه .
    الْمُقْتَضَى الْثَّانِي: كَان عَبْداً وَالْعَبْد يَفْعَل مَا يَأْنَف الْحُر أَن يَفْعَلَه .
    الْمُقْتَضَى الْثَّالِث: كَان غَرِيْباً ، وَالْرَّجُل يَفْعَل فِي دَار الْغُرْبَة مَا لَا يَسْتَطِيْع أَن يَفْعَلَه بَيْن أَهْلِه وَإِخْوَانِه .
    الْمُقْتَضَى الْرَّابِع: أَن الْمَرْأَة هِي الَّتِي تطْلَب ذَلِك ، أَي رَجُل فَاجِر فِي الْدُّنْيَا يَخْشَى أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا رُبّمَا كَانَت عَفِيْفَة فَتَصْرُخ وَتَفْضَحُه ، فَلَا يَسْتَطِيْع أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا إِلَا إِذَا فتحَت لَه الْمَرْأَة الْبَاب ، لَا يُوْجَد امْرَأَة فِي الْدُّنْيَا كُلِّهَا يُمْكِن أَن ترْتَكَب جَرِيْمَة الْزِّنَا إِلَا إِذَا كَانَت هِي الَّتِي فَتَحَت الْبَاب لِلْرَّجُل ، وَإِلَا عُد الْرَّجُل مُغْتَصِبِاً ، لِأَجْل هَذَا لَمَّا تَنْظُر فِي قَوْلِه تَعَالَي فِيْمَا يَتَعَلَّق بِالْزِّنَا ، قَال تَعَالَي:﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي﴾(النور:2) فَقَدِم الْزَّانِيَة عَلَى الْزَّانِي لِأَنَّهَا هِي الْسَبَب، أَمَّا فِي الْسَّرِقَة قَال:﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾(المائدة:38) ، لِأَن الْلُّصُوْص رِجَال ، تِسْعَة وَتِسْعُوْن فِي الْمِائَة رِجَال ، فقدم الْسَّارِق عَلَى الْسَّارِقَة ,هُنَا الْمَرْأَة هِي الَّتِي تَطْلَب ذَلِك فَيَكُوْن أَمِن عَلَى نَفْسِه لِأَن الْمَرْأَة حَرِيْصَة عَلَى أَن تُغْطِّي عَلَى الْأَمْر كُلِّه فسَيَفْعل الْفِعْل وَلَا أَحَد يَعَلِّم ، أَرْبَعَة مُقتضيات كُلَّهَا تَقُوْل هَيْت لَك
    الْمُقْتَضَى الْخَامِس: أَنهَا سَيِّدَته وَتَهَدِدَه إِذَا لَم يَفْعَل ، فَيَكُوْن قَد دَخَل فِي دَائِرَة الْإِكْرَاه ، حَتَّى إِن نَجَا مِن الْمُقْتَضَى الْأُوَل وَالْثَّانِي وَالْثَّالِث وَالْرَّابِع مُمْكِن يَقُوْل لِنَفْسِه مَاذَا أَعْمَل ؟ أَنَا بَذَلْت كُل قِوَاي ، لَكِن مَاذَا أَعْمَل ؟ سْتَضَعَنِي فِي الْسِّجْن أَو تَقْتُلَنِي وَأَنَا بِذَلِك مُكْرَه فَلَيْس عَلَي شَيْء ,خَمْس مُقْتَضَيَات كُلَّهَا تَدْعُوَ إِلَى الْفِعْل ، وَمَع ذَلِك مَا الَّذِي قَالَه يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام - ؟ ،﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾(يوسف:23) .
    فِتْنَة الْنِّسَاء لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنْهَا إِلَا بِاللَّه .
    لَا يَقُوْل وَاحِد فِيْهَا أَنَا رَجُل ، وَلَا يَفْتَح صَدْرَه فِي هَذِه الْفِتْنَة ، تَأْخُذُه مُبَاشَرَة ، كُلُّنَا إِلَا أَن يَعْصِمَه الْلَّه ، فَيَوْسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- مَعْصُوْم لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- قَال فِيْه:﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾(يوسف:24) .وَلَيْس الْمُخْلِصِيْن ، لَا هُنَاك فَرْق بَيْنَهُمَا كَالْفِرْق بَيْن الْقَدَم و الْفَرْق .
    الْفَرْق بَيْن الْقَدَم وَالْفَرَق ؟
    الْقَدَم: أَنْت تَعْرِفُه ، وَالْفَرْق: أَي فَرْق الْشِعَر ، أَي كَالْفرْق بَيْن الْرَّأْس وَالْقَدَم .
    الْفَرْق بَيْن الْمُخْلَصِينَ والْمُخْلِصِيْن .
    الْمُخْلَصُون بِفَتْح الْلَّام: أَي الَّذِيْن أَخَلَِّصُهُم الْلَّه لِنَفْسِه وَانْتْقَاهُم وَعَصَمَهُم وَصَانَهُم ، وَهَؤُلَاء الَّذِي لَا يَسْتَطِيْع الْشَّيْطَان أَن يُفْعَل مَعَهُم شَيْئاً, لِأَن الْشَّيْطَان قَال:﴿إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾(الحجر:40) هَؤُلاء لَا أَسْتَطِيْع أَن أَقْتَرِب مِنْهُم ، لِأَنَّهُم فِي حِمَى الْمُلْك .
    الْمُخْلِصُوْن بِكَسْر الْلَّام: مَن أَخْلَص نَفْسَه لِلَّه ، فَيُمْكِن أن ينزل إِيْمَانِه فيرْتَكِب الْمَعْصِيَة ، فَنَجَا يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- وَحَقَّقَّ عُبُوْدِيَّّة الْوَفَاء ،﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي ﴾
    أَقْوَال الْعُلَمَاء فِي رَبِّي.
    قَوْلَان:
    الْقَوْل الْأَوَّل: هُو رَب الْعَالَمِيْن- تَبَارَك وَتَعَالَي- .
    الْقَوْل الْثَّانِي: الْعَزِيْز ، أَي الْعَزِيْز رَبَّانِي كَيْف أَخْوَنُه فِي عِرْضِه .
    انْتُشِل مِن قَاع الْجُب وَدَخَل فِي قَصْر الْمَلِك ، أَيَكُوْن مِن جَزَاء الْرَّجُل الَّذِي آوَانِي وَأَكْرِمْنِي وَأَكْرِم مَثْوَاي أَن أَخْوَنُه فِي عِرْضِه قَانُوُن الْوَفَاء يَأْبَى ذَلِك ، فَيَكُوْن يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- هُنَا حُقِّق نُوْعاً مِن أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي .
    فَيَكُوْن عِنْدَنَا:" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن " ، أَي يُنْزِع الْإِيْمَان مِنْه ، يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- حقَقَ فِي هَذَا مَرْتَبَة الْإِحْسَان وَأَهْل الْإِحْسَان قَلِيْلُوْن لَيْسُوْا كَثْرَة ، يَخرج من الْإِيْمَان وَيُنَزِّل إِلَى الْإِسْلَام ثُم يَخْرُج مِنْه فَيَكُوْن كَفَر بِالْلَّه وَانْتَهَى .
    طَالَمَا أَنَّنَا كُلُّنَا مُدَانُوْن بِالْذُّنُوْب فَلَابُد مِن تَوْبَة .
    الْتَّوْبَة هِي وَالْأَوْبَة وَالْمَئَاب،كُل هَذَا مَعْنَاه الْرُّجُوْع .
    الْتَّوْبَة مَعْنَاهَا: الْتَّرْك وَالْنَّزْع وَالْإِيَاب .
    فَضْل مَنْزِلَة الْتَّوْبَة.
    مَنْزِلَة الْتَّوْبَة هَذِه أَيُّهَا الْأُخْوَة الْكِرَام كَمَا قُلْت لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا أَحَد إِطْلَاقاً ، لَو لَم يَكُن مِن فَضْلِهَا إِلَا أَن يَفْرَح الْلَّه بِك لَكَان كَافِياً قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي الْحَدِيْث الَّذِي رَوَاه جَمَاعَة مِن الَصَّحَابَة مِنْهُم أَنَس- رَضِي الْلَّه عَنْه وَغَيْرِه وَالْحَدِيْث فِي الْصَّحِيْحَيْن وَالسِّيَاق لِمُسْلِم ، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" لِلَّهُ أَفْرَح بِتَوْبَة عَبْدِه مِن أَحَدِكُم كَان بِأَرْض فَلَاة " سَيَضْرِب الْمَثَل ، وَالْعُلَمَاء يَقُوْلُوْن الْأَمْثَال مِن بَاب الْمُبَيَْن ، أَي لَيْس هُنَاك مَثْل يَخْفَى مَعْنَاه عَلَى أَحَد إِلَا إِذَا كَان قَلِيْل الْعَقْل ، لَابُد لِلْمَثَل أَن يَكُوْن وَاضِحاً .
    " كَرَجُلٍ بِأَرْض فَلَاة " وَأَرْض فَلَاة: أَي الْصَّحْرَاء الَّتِي لَا آخِر لَهَا لَا تَعْرِف فِيْهَا شَيْئاً، هَذَا الْرَّجُل كَان يَرْكَب رَاحِلَتَه وَمَعَه زَاده ، فَرَأَى شَجَرَةً فَأَرَاد أَن يَسْتَرِيْح وَيَنَام قَلِيلاً فِي ظِلِّهَا ، نَام الْرَّجُل وَاسْتَيْقَظ فَلَم يَجِد رَاحِلَتَه وَعَلَيْهَا طَعَامُه وَشَرَابُه ، فَبَحَث عَنْهَا حَتَّى يَأْس مِنْهَا سَيَمُوْت ، لِأَن الَّذِي يَمْشِي فِي الْصَّحْرَاء وَلَا يُعْرَف الْخُطُوط فِيْهَا ولَا يَعْرِف طُرُق الْسِيَر فِيْهَا يَضِل وَيَمُوْت ,فَلَمَّا يَأْس مِنْهَا قَال: أَرْجِع إِلَى مَكَانِي، أَمُوْت فِي الْظِّل، فَلَمَّا رَجَع إِلي الْشَّجَرَة لِيَمُوت وَقَد أَيْقَن بِالْهَلاك ، إِذَا بِه يَجِد رَاحِلَتَهُ وَعَلَيْهَا طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ تَحْت الْشَّجَرَة فَأَرَاد أَن يَشْكُر رَبَّهُ – تَبَارَك وَتَعَالَي- بِحَرَارَة فَقَال:" الْلَّهُم أَنْت عَبْدِي وَأَنَا رَبُّك ، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" أَخْطَا مِن شِدَّة الْفَرَح" الْمُفْتَرَض أَن يَقُوْل: الْلَّهُم أَنْت رَبِّي وَأَنَا عَبْدُك ، لَكِنه أخطأ .
    فَأَنْت عِنْدَمَا تَكُوُن صَاحِب ذَنْب أَنَا وَأَنْت ، وَنَعْلَم أَن الْلَّه يَفْرَح بِنَا وَهُو مُسْتَغْن عَنَّا إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْه ، مَا الَّذِي يَمْنَعُك أَن تَتُوْب ؟ لَو لَم يَكُن مِن فَضَائِل الْتَّوْبَة إِلَا هَذَا لَكَان كَافِياً ، دَعْك مِن الْنَّار وَعَذَاب الْنَّار أَمَام فَرِح الْلَّه بِك.
    فَلِذَلِك الْعُلَمَاء يَقُوْلُوْن كَلِمَة بَعْض الْنَّاس يَفْهَمُهَا خَطَأ .
    يَقُوْلُوْن: مِن عِلَل الْتَّوْبَة الالْتِفَات إِلَى الْذَّنْب ، وَهَذَا الْكَلَام يَحْتَاج إِلَى تَفْصِيْل .
    فَمَا مَعْنَى: (مِن عِلَل الْتَّوْبَة الالْتِفَات إِلَى الْذَّنْب )؟
    أَي كُلَّمَا أَرَدْت أَن تَتُوْب تَتَذَكَّر ذُنُوْبُك الْقَدِيْمَة ، رَجُل مُتَلَبِّس بِمَعَاصِي زِنا وَشُرْب خَمْر وَقَتَل وَسَرِقَة وَمُخَدِّرَات وَهَذَا الْكَلَام ، إِذَا أَرَاد أَن يَتُوْب قَال لَه الْشَّيْطَان: تَتُوب مِن مَاذَا ؟ مِن ذَلِك أَو ذَاك أَو ذَلِك ، سَنُواتُك كُلَّهَا ذُنُوْب ، لَن يَقْبَل مِنْك ، كَيْف تَتُوْب ؟ أَلَا تُذَكِّر يَوْم كَذَا وَكَذَا فَعَلَت كَذَا وَكَذَا ، وَيَوْم كَذَا وَكَذَا فَعَلَت كَذَا وَكَذَا فَهَذَا يَحْمِل الْعَبْد عَلَى أَن يَيْأَس مِن الْتَّوْبَة ، وَيَظُن أَنَّه لَن يُقْبَل مِنْه فَيَتَمَادَى فِي الْعُدْوَان ,هَذَا مَعْنَى الْكَلَام .
    مِن عِلَل الْتَّوْبَة الِالْتِفَات عَلَى الْذَّنْب ،و لَكِن الْكَلَام كَمَا قُلْت لَكُم فِيْه تَفْصِيْل ، بِمَعْنَى مَاذَا ؟ .
    بِمَعْنَى: لَيْس كُل الْنَّاس هَذَا الْرَّجُل ، هُنَاك نَاس مِن أَصْحَاب العَزَائِم وَأَصْحَاب الْهِمَم ، إِذَا الْتَفَّت إِلَى ذَنَبِه جَدَّ فِي الْعَمَل حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْه ثُم يَلْتَفِت فَيَجِد ذَنْبَهُ فَيَجِدُّ فِي الْعَمَل أَكْثَر حَتَّى يَتَخَلَّص مِن الْذَّنْب فَلَا يَزَال يَنْظُر إِلَى ذَنَبِه حَتَّى يَكُوْن مُنْتَهَاه الْجَنَّّة ، وَهَؤُلَاء هُم أَصْحَاب الْهِمَم ، بخلاف نوع من الناس عِنْدَهَا يَأْس سَرِيْع مجرد أن يَلْتَفِت إِلَى الْذَّنْب فيستكثره ،فَلَا يَتُوْب .
    الْعُلَمَاء هُنَا يَقُوْلُوْن: فِي الْنَّوْع الْثَّانِي كُلما التفت الْمَرْء إِلَى الْذَّنْب يَجِد فِي الْعَمَل حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْه ، يَقُوْلُوْن: ( رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَت ذُلاً وَانْكِسَاراً ، وَرُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً ).
    رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَت ذُلاً وَانْكِسَاراً: ذَل الْذَّنْب ، فَالَعَبْد عَمِل الْذَّنْب يَظَل مُنْكَسِر ، وَلَا يَقْدِر أَن يَرْفَع رَأْسَه ، هَذَا الذُّل يُدْخِلْه الْجَنَّة .
    وَرُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً : رَب طَاعَة تُدْخِل صَاحِبَهَا الْنَّار وَرُبَّ ذَنْب يَأْخُذ بِنَاصِيَة صَاحِبِه إِلَى الْجَنَّة .
    الْعَبْد الْمُطِيع بِصِفَة دَائِمَة قَد يَغْتَر ، وَيَقُوْل الْحَمْد لِلَّه أَنَا أعمل كِل شَيْء ،أَتَصَدَّق وَأَحْج كُل سَنَة وَأَعْتَمِر وَأَزْوَج الْشَبَاب ، وَأَرْصُف الْطُّرُق ، وَأَعْمَل مُسْتَشْفَيَات ، وَأَعْمَل غَيَّر ذَلِك ، هَل هُنَاك مِثْلِي الْحَمْد لِلَّه ، وَيُقَبِّل يَدَه ظَهْراً وَبَاطِناً ، أَنَا هَكَذَا مِائَة بِالْمِائَة ، فَلَا يَزَال يَغْتَر بِأَنَّه لَم يَعْصِ الْلَّه- عَز وَجَل- حَتَّى يَدْخُل الْنَّار بِالْطَّاعَة الَّتِي اغْتَر بِهَا بِخِلَاف الْآَخَر .
    إِذاً: عَلَى كُل دَاع إِلَى الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَى- وَهُو يُخَاطِب الْنَّاس فِي مَوَاطِن الْإِجْمَال لَابُد أَن يَفْصِل ، فَلَا تَحْقِرَن إِذاً عَمَلاً ، طَالَمَا أننا كُلُّنَا عُصَاة لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئاً ، لِأَنَّك لَا تَدْرِي هَذَا الْمَعْرُوْف رُبمَا كَان سَبَباً فِي نَجَاتِك وَلَو كَان قَلِيْلاً .
    أَبُو مُوْسَى الْأَشْعَرِي و صَاحِب الْرَّغِيف.
    وَهُنَاك قِصَّة صَحِيْحَة عَن أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي- رَضِي الْلَّه عَنْه- رَوَاهَا بْن أَبِي شَيْبَة وَغَيْرُه بِإِسْنَاد صَحِيْح ، وَأَبُو مُوْسَى الْأَشْعَرِي يَحْتَضَر كَان أَبْنَاؤُه حَوْلَه ، فَقَال لَهُم: (يَا بَنِي أُذْكُرُوْا صَاحِب الْرَّغِيف ، فَقَالُوَا: يَا أَبَانَا مِن صَاحِب الْرَّغِيف ؟) فَحُكِي لَهُم هَذِه الْحِكَايَة .
    كَان هُنَاك رَجُل رَاهِب عَبْد الله- عَز وَجَل- سَبْعِيْن سَنَة ، وَكَان يَنْزِل عَلَى فَتَرَات إِلَى الْبَلَد ، وَأَنْت تَعْرِف الرُّهْبَان اعْتَزَلُوْا الْنَّاس وَعَمِلُوْا صَوَامِع وَكَانُوْا يَحْبِسُون أَنْفُسَهُم فِيْهَا ، وَأَنْتُم طَبْعا تَعْرِفُوْن قِصَّة جُرَيْج الْعَابِد ، وَكَان لجُرَيْج الْعَابِد صَوْمَعَة ،دَوْرَيْن ، الدَّوْر الْأَوَّل مُغْلَق لَيْس لَه بَاب وَهُو يَسْكُن فَوْق ، فَكَان إِذَا أَرَاد أَن يَنْزِل رَبَط الْحبْل مِن فَوْق وَيَتَدَلَّى عَلَى الْحَبَل وَيَنَزِّل ، وَعِنْدَمَا يُرِيْد أَن يصعد إِلَى الْصَّوْمَعَة يُمْسِك بِالْحَبْل وَيَصْعَد ثُم يَأْخُذ الْحَبْل مَعَه حَتَّى لَا يَصْعَد إِلَيْه أَحَد .
    فَالرُهْبَان كَانُوْا يَعْتَزِلُوْن الْنَّاس ، فَهَذَا الْرَّاهِب كَان يَنْزِل إِلَى الْبَلَد أَحْيَاناً ، فَفِي يَوْم مِن الْأَيَّام لَقِي امْرَأَة جَمِيْلَة فَظَل مَعَهَا سَبْعَة أَيَّام ، أَي فِي الْزِّنَا ، وَهَذَا عَبْد الْلَّه سَبْعِيْن سَنَة ثُم زَِلْت قَدمُهُ سَبْعَة أَيََّّام ، ثُم أَفَاق مِن الْغَيْبِوَبَة الَّتِي حَدَثَت لَه ، مَا الَّذِي فَعَلْتَه ؟ فَهَام عَلَى وَجْهِه فِي الْأَرْض ، لَا يَخْطُو خُطْوَة إِلَّا سَجَد ، يُرِيْد أَن يُكَفِّر عَن ذَنْبِه ، لَا يَخْطُو خَطْوَة إِلَّا سَجَد ، ظَل يَمْشِي ، وَيَمْشِي ، وَيَمْشِي حَتَّى وَجَد جَمَاعَة مِن الْمَسَاكِيْن ، اثْنَي عَشَر مِسْكِيْناً ، فَرَّمِي بِنَفْسِه بَيْنَهُم .
    وَكَان فِيْه رَاهِب يَأْتِي كُل يَوْم بِاثْنَي عَشَر رَغِيْفاً عَلَى مِقْدَار عَدَد الْمَسَاكِيْن ، لَكِن الْيَوْم الْعَدَد صَار ثَلَاثَة عَشَر نَفَراً ، فَالرَّاهِب يَأْتِي وَيَرْمِي لِكُل وَاحِد بِرَغيفَه ، وَالْضيْف الْجَدِيْد أَخَذ رَغِيْف ، وَتَبْقَى وَاحِد بِلَا رَغِيْف ، فَقَال هَذَا الْوَاحِد للراهب أَيْن رَغِيْفِي ؟ قَال: أَنَا مَا كَتَمْت عَنْك شَيْئاً ،هُم اثْنَي عَشَر رَغِيْف أَحْضَرَهُم كُل يَوْم ووَزَعَتِهُم لَا رَغِيْف لَك عِنْدِي ، مِّن الَّذِي أَخَذ الْرَّغِيف ؟الْرَّاهِب الْضَّيْف الْجَدِيْد فَهَذَا الْرَّاهِب لَمَّا سَمِع هَذَا الْمِسْكِيْن يَقُوْل: أَيْن رَغِيْفِي ؟ قَال: لَا رَغِيْف لَك ،رَمَى لَه بِالْرَّغِيف ، فَمَات هَذَا الْرَّاهِب ، فَوُزِنَت عِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة بِسَبْع لَيَال فِي الْزِّنَا فَرَجَحْت الْسَّبْع لَيَالِي ، تَُصَوِّر سَبْع لَيَالِي ضَيَّعْت عِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة ، وَوُضَِعَ الْرَّغِيف فِي مُقَابِل هَذِه الْسَّبْع لَيَالِي فَرَجَح الْرَّغِيف ، فَنَجَا لَيْس بِعِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة إِنَّمَا بِرَغِيْف كَم يُسَاوِي هَذَا الْرَّغِيف ؟ لَا يُسَاوِي شَيْئاً ، لَكِنَّه كَان سَبَباً فِي نَجَاتِه .
    فَلَا تحَقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئاً .
    قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" بَيْنَمَا امْرَأَة بَغِي مِن بَنِي إِسْرَائِيْل نَزَلَت بِئْراً لِتَشْرَب ،صَعَدَت فَإِذَا كَلْب يَلْهَث الْثَّرَى مِن الْعَطَش ، فَنَزَعَت مُوْقَهَا - أَي حِذَاءهَا-، َمَلأَتِه بِالْمَاء وَسَقَت الْكَلَب فَشَكَر الْلَّه لَهَا فَغَفَر لَها "
    امْرَأَة بَغِي: أَي امْرَأَة تُتَاجِر بِعَرْضِهَا ، عَمِلَهَا هَكَذَا تَعْمَل بِالْزِّنَا ، مُنْذ عِشْرِيْن سَنَة ، أَو مُنْذ ثَلَاثِيْن سَنَة ، سُقْي كَلْب تُسقط عَنْهَا كُل هَذِه الْأَوْزَار ، نَحْن بَيْنَنَا وَبَيْن أَنْفُسَنَا مُمْكِن نِقُول لَو سَقْت كِلَاب الْدُّنْيَا لَا تَسْقِط مَرَّة وَاحِدَة مِن الْزِّنَا ، هَذِه سَقَت كَلْباً فَكَان سَبَباً فِي دُخُوْلِهَا الْجَنَّة ، وَالْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- .يَقُوْل : " بَيْنَمَا رَجُل يَمْشِي إِذ وَجَد غُصْن شَوْك فَنَحَّاه جَانِباً فَشَكَر الْلَّه لَه فَغَفَر لَه "
    مَاذَا يَعْنِي غُصْن شَوْك ؟ سَوْف يَدْخُل فِي قدم أحد، وَأَنْت تَمْشِي فِي الْطَّرِيْق يُمْكِن أن تَجِد بَعْضاً مِّن الْزُجَاج الْمَكْسُوْر ، بِطَرِيْقَة لَا إِرَادِيَة تَجِد نَفْسَك انْحَنَيْت وَأَخَذَت الْزُجَاج وَرَكَنْتَهُ عَلَي جَنْب ، لَم يَكُن لَك نِيَّة وَ وَلَا غَيْر ذَلِك لَكِن لَا يَدْخُل فِي رَجُل وَاحِد تَجْرَحُه ,تَُصَوِّر أن مَثَل هَذَا الْفِعْل قَد يَغْفِر لَك الْذَّنْب الْكَبِيْر بِسَبَبِه ، آَدَم- عَلَيْه الْسَّلَام- خَرَج مِن الْجَنَّة بِذَنْب وَاحِد ، وَإِبْلِيْس صَار خَالِداً فِي الْنَّار بِذَنْب وَاحِد ، فَمَا يُؤَمِّنُك أَن تؤخذ بِالْذَّنْب الْوَاحِد ؟ لَا تَحْقِرَن ذَنْباً تَفْعَلُه،وَلَا تَحْقِرَن مَعْرُوْفاً تَفْعَلُه أَنْت مُحْتَاج إِلَي كُل شَيْء وَأَنْت لَا تَدْرِي الْمَوَازِيْن كَيْف هِي ؟ .
    قِصَّة أَصْحَاب الْغَار.
    أَنْتُم تَعْرِفُوْن قِصَّة أَصْحَاب الْغَار ، الْثَّلاثَة الَّذِيْن نَزَلَت عَلَيْهِم الْصخرة هَؤُلَاء الْثَّلاثَة فَعَلُوْا أَشْيَاء لَا يَكَاد أَحَد يَفْعَلُهَا .
    الْرَّجُل الْأَوَّل: قَال:" الْلَّهُم أَن كُنْت تَعْلَم أنه كَان لِي أَبَوَان شَيْخَان كَبِيْرَان ، وَكُنْت لَا أَغْبَق قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلَا مَالاً "
    الْغَبوق: شَرَاب الْلَّبِن بِالْلَّيْل .
    الْصَّبُوْح: شَرَاب الْلَّبِن بِالْصَّبَاح .
    فرَاعِي الْغَنَم يَطْلُب الْمَرْعِي ، يَظَل يَمْشِي يَمْشِى حَتَّى يَجِد الْمَرْعَِي فَفِي يَوْم مِن الْأَيَّام لَم يَجِد الْمَرْعِي قَرِيْباً ، ابْتَعَد وَمَشْي مَسَافَة طَوِيْلَة جِدا ، وَبِالتَّالِي وَهُو رَاجِع قَطَع نَفْس الْمَسَافَة الْطَّوِيْلَة فَلَمَّا رَجَع وَجَد أَبَوَيه قَد نَامَا ، قَال: "فَوَقَفْت وَالْإِنَاء عَلَي يَدِي ،وَكَرِهْت أَن أُوْقِظَهُمَا فَيُفْسِد نَوْمِهِمَا وَّأَبْنَائِي يَتَضَاغَوْن تَحْت قَدَمَي .
    يَتَضَاغَوْن: يَبْكُوْن مِن شِدَّة الْجُوْع ، وَكُل وَاحِد يُمْسِك فِي رَجُل أَبُوْه ، الَّذِي يُمْسِك فِي قَمِيْصِه ، وَالْمَلَابِس ، وَالَّذِي يُمْسَك فِي رِجْلَيْه وَيَبَكُوا يُرِيْدُوْن أَن يَشْرَبُوْا ، قَال: " وَكَرِهْت أَن يَشْرَب أَحَداً قَبْلَهُمَا فَظَلِلْت هَكَذَا وَاقِفاً حَتَّى بَرَق الْفَجْر ، الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّنِي فَعَلْت هَذَا ابْتِغَاء مَرْضَاتِك فَفَرَّج عَنَّا مَا نَحْن فِيْه ، فَانْفَرَجَت الْصَّخْرَة قَلِيْلاً غَيْر أَنَّهُم لَا يَسْتَطِيْعُوْن الْخُرُوْج "
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    مَحَبَّة الْوَالِد لِلْوَلَد مَحَبَّّة فِطْرِيَّة ، وَمَحَبَّة الْوَلَد لِلْوَالِد مَحَبَّة مُكْتَسَبَة.
    أَوَّلا: لَو سقي الْوَلَد أَبْنَاءَه قَبْل أَبَوَيْه حَرَام عَلَيْه ؟ أَبَدا ، بِالْعَكْس أَنَا مَازِلْت مُسْتَغْرَباً مِن جَسَارَة قَلْب هَذَا الْوَلَد ، لِأَن الْأَب مَنَنَّا لَا يَكَاد يَحْتَمِل بُكَاء وَلَدِه ، لِأَن مَحَبَّة الْوَالِد لِلْوَلَد مَحَبَّّة فِطْرِيَّة ، وَمَحَبَّة الْوَلَد لِلْوَالِد مَحَبَّة مُكْتَسَبَة ، وَالْفَرْق بَيْنَهُمَا كالْفِرَق بَيْن الْسَّمَاوَات وَالْأَرْض الْأَب يُحِب ابْنَه محبة فِطْرِيَّة أَي مَغْلُوْب عَلَي مَحَبََّّة ابْنَه تَجِد الْوَلَد فَاسِد وَيَمْشِي غَلَط ، ويأتي بِالْفَضَائِح لِأَبِيْه ، كُل يَوْم قَسَم الْشُّرْطَة يُرْسِل لِأَبِيْه ، الْوَلَد سَرَق ، الْوَلَد عَمل ، الْوَلَد شَرِب بِانْجُو ، الْوَلَد كَذَا وَأَبُوْه مُمَكِّن أَن يَكُوْن إِنْسَان مُحْتَرَم ، وَلَه مَرْكَز اجْتِمَاعِي وَغَيْر ذَلِك
    وَمَع ذَلِك يَأْتِينِي مَثَلا يَقُوْل: وَاللَّه يَا عَم الْشَّيْخ الْوَلَد كُل يَوْم تَعِبْنِي وَقَسَم الْشُّرْطَة يُرْسِل لِي ، مَاذَا أَفْعَل فِيْه ؟ أَقُوْل لَه: اطْرُدُه ، يَقُوْل: لَا أَقْدِر اطْرُدُه أَيْن أَرْسَلَه ؟ قَلْبِي لَا يُطِيْعُنِي ، لَا أَسْتَطِيْع أَن اطْرُد الْوَلَد وَهُو يُتْعِبُه جِداً ، يَمْرَض الْوَلَد فَيُنْفِق وَالِده كُل أَمْوَالِه عَلَيْه حَتَّى وَلَو كَان مِلْيُوْنِيْر ، مِلْيَارْدِير ، تَجِدْه يَطُوْف الْأَرْض ، قَارّات الْأَرْض كُلِّهَا يَقُوْلُوْا لَه: الدُّكْتُوْر فُلَان فِي اسْتُرَالِيَا ، الدُّكْتُوْر فُلَان فِي أَمْرِيْكَا الدُّكْتُوْر فُلَان فِي أُوْرُوبَّا ، فِي رُوْسِيَا ، يَأْخُذ وَيُسَافِر ، وَفَنَادِق وَإِيْجَار وَغَيْر ذَلِك ، وَبَعْد ذَلِك أَطْبِاء الْأَرْض كُلُّهُم يَقُوْلُوْا لَه: يَا فُلَان ابْنِك لَا أَمَل فِي شِفَائه ارْجِع بِه وَأَنْتَظِر الْمَوْت .
    الْأَب لا يُسَلِّم أَبَداً ، يَقُوْل: لَا ، كُل هَؤُلَاء بَشر لَا يَعْرِفُوْن الْحَيَاة مَن الْمَوْت ، الْأَعْمَار بِيَد الْلَّه وَيُنْفِق مَاله ، وَيُفَلِّس أَيْضاً ، وَيَسْتَدِيْن الْأَمْوَال مِن الْنَّاس ، وَالْأَطِبَّاء كُلُّهُم قَالُوْا لَه: الْوَلَد لَا أَمَل فِيْه سَيَمُوْت كُل هَذَا وَهُو انْفِق مَالَه ، وَاقْتَرَض مِن الْنَّاس ، وَبَعْد ذَلِك يَمُوْت الْوَلَد لم يَنْدَم أَبُوْه لِأَنَّه لَم يَسْتَمِع إِلَي نَصِيْحَة الْأَطِبَّاء وَهُو يَدْفِنُه يَبْكِي عَلَيْه الْدَّمْع الْهَتُون ، لَا يَقُوْل: يَا لَيْتَنِي سَمِعْت كَلَام الْأَطِبَّاء ، وَأَرَحْت نَفْسِي وَوُفرَت فْلُوسِي ، وَ لم أقترض مِن الْنَّاس ، مَا يَنْدَم الْوَالِد أَبَداً أَنَّه أَنْفَق مَالَه ، وَيَدْفِنَه وَيَبْكِي عَلَيْه .
    اعْكِس الْصُّوَرَة: الْأَب مِلْيُوْنِيْر ، وَالْابْن يَرْعَى فِي مَال أَبِيْه ، الْأَب مَرِض ، الْابْن بَدَأ يَطَّوف عَلَى الْدُّنْيَا بِأَمْوَال أَبِيْه وَلَيْس بِمَالِه هُو فَيُقَابِلَه وَاحِد وَيَقُوْل لَه: مَا أَخْبَار أَبِيَك ؟ يَقُوْل يَا أَخِي أَدْعُوْ لَه رَبِّنَا يُرِيْحُه مَا مَعْنَى يُرِيْحُه ؟ أَي يَمُوْت ، طَالَمَا هِي كَلِمَة خَرَجَت مِنْك فَقُل أَدْعُو الْلَّه أَن يَشْفِيَه ، وَلِذَلِك لا تَجِد وَالِداً يَقْتُل وَلَدَه إِلَا إِذَا جُن ، إِنَّمَا الْابْن مُمْكِن يقْتَل أَبُوْه لِيَرِث،أَبُوْه يُهَوِّن عَلَيْه ، إِنَّمَا الْأَب لَا يَهُوْن عَلَيْه الْوَلَد أَبَداً ، لِأَن مَحَبَّتَه فِطْرِيَّة .
    لِذَلِك قَال الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" لَا يُقَاد لِلْوَالِد مِن وَلَدِه "
    الشاهد من الحديث: أَي أَن الْأَب لَو قَتَل الْابْن لَا يُقْتَل الْأَب بِه لِأَنَّه فِي هَذِه الْلَّحْظَة يُكَوِّن قَد جُن ،إِنَّمَا الْوَلَد يُمْكِن أن يقْتَل أَبِيْه .
    يَعَرِّض الْشَّيْخ_حَفِظ ه الْلَّه_مُشْكِل ة مِن صُوَر عُقُوْق الْأَبْنَاء لِلْآَبَاء.
    وَأَنَا جَاءَت لِي مُشْكِلَة ، وَاحِد مِن أَصْحَاب المَلَايِيْن كَان رَأْس مَالُِه حَوَالَي سَبْعِيْن مِلْيُوْن دُوَلَار أَو مِثْل ذَلِك ، وَلَه وَلَد وَحَيْد ، وَهَذَا الْرَّجُل كَان يَعْمَل فِي الْبِتْرُوْل ، عِنْدَه حَفَّارَات بِتْرُول عِمْلَاقَة تسْتَخْرَج الْبِتْرُوْل مِن بَاطِن الْأَرْض ، وَهَذَا الْرَّجُل رَزْقَه الْلَّه بِامْرَأَة سُوَء ، وَأَخَس الْرِّجَال مِن تُؤَدِّبُه امْرَأَة ، الْمَرْأَة عَيْنُهَا فَارِغَة ، وَعِنْدَهَا كُل مَا تِتْصَوره تَذْهَب وَتَشْتَرِي فَخَّارَة وَيَقُوْلُوْن هَذِه مِن أيَّام خُوِّفَو ، كَم ثَمَن هَذِه الْفَخَّارَة عَشْرَة أَلَاف دُوَلار ، فَتَأْتِي بِهَذِه الْفَخَّارَة لِأَن خَوْفُو كَان يَرْكَن عَلَيْهَا ، أَو أَي حَاجَة ، تَضَعُهَا كَتُحْفَة .
    الْبَيْت كُلِّه تُحَف ، وَالسَّجَّادَة مَثَلا بِمِائَة أَلْف وَهَذَا الْكَلَام ، وَمَع ذَلِك عَيْنُهَا فَارِغَة لَا تَرْضَى ، أَنْت تَعْرِف الزوجة عِنْدَمَا تَكُوُن غَاضِبَة مِن زَوْجِهَا تَجْلِس تَبْكِي لِلْأَوْلَاد ، وَأَبُوْك عَمِل فِيْه كَذَا وَكَذَا وَاللَّه لَوْلَاك مَا كُنْت جَلَسَت مَعَه ثَانِيَة وَاحِدَة كُنْت طَلَّقْت مِنْه وَاسْتَرَحْت لَكُن الَّذِي جَعَلَنِي أَصْبِر عَلَي الْمُر أَنْت ، فَيَشب الْوَلَد شَارِباً مِن أُمِّه كُل فِتْرَة تَبْكِي ،شبَّ الْوَلَد كَارِهاً لِأَبِيْه , هذا الْوَلَد الْوَحِيد لَو مات الْأَب هُو الَّذِي سيرث , لكنه اسْتَعْجَل ، وَرَفَع عَلَي أَبِيْه قَضَيَّة حَجَر أنه مَجْنُوْن وَلَا يَجُوْز لَه أَن يَتَصَرَّف فِي الْأَمْوَال , اسْتَعْجَل وَذَهَب لِلْقُضَاة وأعْطِي هَذَا عَشَرَة مْلْيُوْن ، وَهَذَا ثَلَاثَة مْلْيُوْن ، وَهَذَا أَرْبَعَة مْلْيُوْن وَعَملُوْا قَضِيَّة حَجر عَلَي الْوَالِد ، الْوَالِد وَجَد نَفْسَه بَعْد المَلَايِيْن هَذِه كُلَّهَا وَلَا ملِيْم ، فَكَان لَه دِيْن عِنْد رَجُل آخَر مَن الْعُمَلَاء إِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن جِنِيْة ، قَال: أَفْضَل ، أَطَّلِع بِهِم مِّن الْدُّنْيَا بَدَل مِن أَن أَتَسَول لِأَن هُو عَيْنُه فَارِغَة هُو أَيْضاً، لَا يَأْكُل إِلَّا فِي أَفْخَم الْمَطَاعِم وَالْكَلَام هَذَا ، فَإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن هَذِه قَال: حَاجَة قَلِيْلَة أَتَبَلَّغ بِهَا ,فَوَضَع الْإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن فِي حِسَاب أَخِيْه ، الَّذِي هُو عَم الْوَلَد ، بِحَيْث لَا يَكُوْن لَه أَي حِسَاب بِاسْمِه فِي أَي بَنّك ، الْوَلَد يَعْرِف أَن وَالِدِه وضِع هَذِه الْأَمْوَال الْقَلِيْلَة فِي حِسَاب عَمِّه ، فَأَخَذ المُسَدس وَذَهَب إِلَي عَمِّه قَال لَه: الْإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن أُرِيْدُهُم حَالِاً ، فأَتَوْا لِي يَسْتَفْتُوْنِي فِي مَسْأَلَة الْعَم هَل الْعَم يُعْطِيْه أَم لَا وَغَيْر ذَلِك ؟ أَنَا سَمِعْت الْقِصَّة وَأَنَا مَّذْهِوْل ، نعْم الْابْن يفْعَل فِي أَبِيْه هَكَذَا لَكِن الْأَب لَا ، لِذَلِك كَان نَوْعاً مِن الْبِر لَا يَكَاد يَفْعَلَه أَحَد مِن بَنِي آَدَم ، لِذَلِك تحَرِّك الْحَجَر
    هَل عَنْدَمَا انْطَبَقَت الْصَّخْرَة هَل هَذَا الْوَلَد جَلَس يَبْحَث وَنَوَى نِيَّة وَغَيْر ذَلِك أَم قَالَهَا بِطَرِيْقَة عَفَوِيَّة ؟ قَالَهَا بِطَرِيْقَة عَفَوِيَّة ، اخْتَار مِن أَعْمَالِه عَمَلاً خَلْفِه نِية أَنَّنِي عَمِلَت كَذَا وَكَذَا يَوْم كَذَا وَكَذَا ، هَذَا حَرَّك الْحَجَر .
    الْثَّانِي: هَذَا فِعْل شَيْء لَّا يَكَاد يَفْعَلُهَا إِلَا مُجَاهِد ، قَال: الْلَّهُم إِنَّه كَان لِي ابْنَة عَم ، وَكُل هَذَا يَا إِخْوَانَنَا تَحْقِيْق لِمَعْنَي ، عُبُوْدِيَّة بِر الْوَالِدَيْن لِأَننا نُعَانِي مِن الْعُقُوق ، أَوْلَاد لَا يَعْرِفُوْن فَضْل أبائهم وَالْأَيَّام دُوَل رَبَّنَا سَيَرْزُقُه بِوَلَد لَا يفْعَل بِه مَا فَعَل فِي أَبِيْه أطُم مِن هَذَا لِذَلِك أَنَا أَقُوْل لِلْأَبْنَاء الَّذِي وَالِدِه لَا يَزَال حياً ، وَأُمَّه مَازَالَت حَيَّة يُقْبَل قَدَمَيْهِمَا أَذْهَب وَقَبْل رِجْلَه ، وَأَطْلُب رِضَاه .
    " الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّه كَان لِي ابْنَة عَم ، وَكُنْت أُحِبُّهَا كَأَشَد مَا يُحِب الْرِّجَال الْنِّسَاء"_عَاشِق أَصَابَتْهَا سنة مَجَاعَة ، احْتَاجَت إِلَي مَال جَاءَتْنِي تَطْلُب مَالا رَاوَدْتُهَا عَن نَفْسِهَا ، لَئِيْم هَذِه ابْنَة عَمِّك يَعْنِي لَحْمُك ، كَيْف تُرَاوِدُها عَن نَّفْسِهَا وَهِي ابنة عَمِّك وَهِي لَحْمُك ؟ الْمَفْرُوْض أَنْت الَّذِي تُقَاتِل عَن عَرْضِهَا فَأَبَت _ قَال:" ثُم جَاءَتْنِي تَطْلُب ثُم هَذِه لَا تُفِيْد التَّرْتِيْب ، إِنَّمَا تُفِيْد التَّرَاخِي ، كَلِمَة:( ثُم ) هَذِه كَأَنَّهَا ذَهَبَت إِلَي أُنَاس آُخَرِيْن"تَطْلُب مَالا فَلَم تَجِد عِنْدَهُم فَرَجَعْت إِلَي ابْن عَمِّهَا مَرَّة أُخْرَي تَطْلُب مَالا ، قَال:" فَرَاوَدْتُهَا عَن نَفْسِهَا فَرَضِيَت وَأَعْطَيْتُهَا سِتِّيْن دِيْنَاراً ، قَال: فَلَمَّا قَعَدْت مِنْهَا مَقْعَد الْرَّجُل مِن امْرَأَتِه ، قَالَت: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَفُض الْخَاتَم إِلَّا بِحَقِّه _ فِي رِوَايَة أُخْرَي الْحَدِيْث هَذَا رَوَاه بْن عُمَر ، وَالْنُّعْمَان بْن بَشِيْر ، وَعَلِي بْن أَبِي طَالِب رَضِي الْلَّه عَن الْجَمِيْع ، وَجَمَاعَة مِن الْصَّحَابَة _ قَال: فَقُمْت عَنْهَا وَهِي أَحَب الْنَّاس إِلَي ، و تَرَكَت لَهَا الْمَال ".
    وَفِي الْرِّوَايَة الْأُخْرَى: قَال: "فَلَمَّا قَعَدْت مِنْهَا مَقْعَد الْرَّجُل مِن امْرَأَتِه ارْتَجَفَت ، فَقُلْت لَهَا: مَالَك ؟ فَقَالَت: إِنِّي أَخَاف الْلَّه ، فَقَال لَها: أَنَا أَحَق أَن أَخْشَاه ، خِفَّتِي الْلَّه فِي الْشِّدَّة ، وَلَم أَخَفْه فِي الْرَّخَاء ، فَقُمْت عَنْهَا وَهِي أَحَب الْنَّاس إِلَي ، الْلَّهُم إِن كُنْت فَعَلْت هَذَا ابْتِغَاء مَرْضَاتِك فَفَرَّج عَنا مَا نَحْن فِيْه ، قَال: فَانْفَرَجَت الْصَّخْرَة قَلِيْلا ، وَلَكِنَّهُم لَا يَسْتَطِيْعُوْن الْخُرُوْج " هَذَا مُجَاهِد .
    أَكْبَر عقْبَة فِي طَرِيْق الْرَّجُل هِي الْمَرْأَة.
    لأن أَكْبَر عَقْبَة فِي حَيَاتِه هِي الْمَرْأَة ، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- الْكَلَام هَذَا لَيْس كَلَامِي طَبْعا ، كَلَام الْنَّبِي- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- كَمَا فِي حَدِيْث أُسَامَة بْن زَيْد- رَضِي الْلَّه عَنْه- ، قَال: " مَا تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَة أَضَر عَلَي الْرِّجَال مِن الْنِّسَاء " ، الَّذِي يَقُوْل لَك: أَنَا بَطَل وَوَاحِد آخَر امْرَأَتَه تَعْمَل مَع الْرِّجَال فِي وَظَائِف ، وَيَقُوْل لَك: أَنَا امْرَأَتَي لَو زَرَعْتُهَا فِي فَدَّان رِجَالُه هِي رجِل ، لِمَاذَا هَل هِي مِلْك كَرِيْم ، أَو مَعْصُوْمَة مِن الْخَطَأ ؟
    أَنَا عِنْدِي حِكَايَات لَو قُلْتَهَا تَضْرِب كَفاً بِكَف ، أَكْبَر عَقْبَة هِي عقْبَة الْمَرْأَة فِي طَرِيْق الْرَّجُل ، لِذَلِك لَابُد أَن تَحْتَاط لِنَفْسِك بِمِائَة سَد لَيْس سَد وَاحِد ، وَلَا اثْنَيْن ، وَلَا ثَلَاثَة ، وَلَا أَرْبَعَة ، بِمِائَة سَد ، نَحْن مَازِلْنَا نَقُوُل قِصَّة الْرَّجُل الَّذِي عَبَد الْلَّه سَبْعِيْن سَنَة وَقَع ، فَلَا أَحَد فِيْنَا شُجَاع إِلَا إِذَا عَصَمَه الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي- .
    الْرَّجُل الْثَّالِث: قَال:" الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّه كَان لِي أُجَرَاء ، وَبَعْد ذَلِك اشْتَرَط عَلَي الْأُجَرَاء كُل وَاحِد يَعْمَل بِأُجْرَة مِن أَوَّل الْنَّهَار إِلَي آَخِرِه مَثَلا ، فَجَاء رَجُل عَمِل بِأُجْرَة لَكِن عَمَل عَمِل رَجُلَيْن ، كَان عِنْدَه هِمَّة وَنَشَاط وَهَذَا الْكَلَام ، عَمِل عَمَل رَجُلَيْن ، فَعِنْدَمَا وُزِّع عَلَيْهِم الْأُجُور فَرَق مِن أَرْز ، أَو ذَرَّة أَو غَيَّر ذَلِك فَسَخِط أَجْرُه ، قَال: عَمِلَت عَمَل رَجُلَيْن وَتُعْطِيْنِي أَجْر رَجُل وَاحِد ؟ قَال: أَنَا أُعْطِيَك مَا اتَّفَقْنَا عَلَيْه ، أَنَا قُلْت لَك: اعْمَل بِفَرَق مِن أَرْز ، أَنْت عَمِلْت عَمَل رَجُلَيْن ، ثَلَاثَة ، أَرْبَعَة ، هَذِه قُصَّتِك أَنْت لَيْسَت قِصَّتِي ، وَلَيْس مَوْضُوُعِي ، فَتَرَك الْفَرَق الْأَرْز غَاضِبا وَمَشْي .
    فَعِنْدَمَا أَفَلَس هَذَا الْرَّجُل ، جَلَس يَبْحَث فِي دَفَاتِرِه الْقَدِيْمَة ، أَنَا لِي فْلُوس عِنْد مَن ؟ قَال: لِي فَرَق مِن أَرْز ، سَأَذْهَب لِلْرَّجُل وَأَخَذ مِنْه الْمَال ، فَذَهَب إِلَيْه فَقَال لَه: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَجَحَدْنِي حَقِّي أَنَا لِي عِنْدَك فَرَق مِن أَرُز أَو ذَرَّة أُعْطِيَه لِي ، قَال لَه: تَعَالَي أَصْعَد مَعِي فَوْق هَذَا الْبَيْت ، صَعِد فَوْق الْبَيْت وَإِذَا الْرَّجُل يَجِد وَادِي مِن الْأَبْقَار وَالأَغَنَام ، وَالْإِبِل ، وَغَيْر ذَلِك ، قَال: مَاذَا تَرَي ؟ قَال لَه: أرِي أَبْقَار وَإِبِل ، قَال: كُل هَذَا لَك هَذَا هُو أُجْرَتَك عِنْدِي
    قَال: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَسْتَهْزِئ بِي ، أَنَا لَم آتِي لَأَمْزَح ، أَنَا أُرِيْد فَرّق مِن أَرْز ، لَا تَلْعَب بِي وَتَقُوْل الْوَادِي ، وَالْإِبِل ، وَالْغَنَم وَالْبَقَر وَغَيْر ذَلِك ، اتَّق الْلَّه وَلَا تَسْتَهْزِئ بِي ، قَال: هُو مَا أَقُوْل لَك مَاذَا فَعَل الْرَّجُل هَذَا ؟ بَاع الْفَرَق مِن أَرْز ، وَاشْتُرِي بِه غَنَم ، وَالْغَنَم يُوْلَد ، وَيَبِيْع الْغَنَم وَيَأْتِي بِبَقَر ، وَيَأْتِي بِإِبِل وَغَيْر ذَلِك ، فَلَمََّّا عَلِم الْرَّجُل أَن كُل هَذَا مُلْكِه أَخَذَه كُلَه ، أَنْت يَا أَخِي اسْتِحِي وَأُعْطِي لَه نِصْف الْحَاجَة عَلَي أَسَاس أَنَّه تَعِب فِيْهَا ، وَرَبَّاهَا ، وَنَمَاهَا ، لَا ، مَا تَرَك لَه غُنْمُه وَاحِدَة .
    الْلَّه- عَز وَجَل- عِنْدَمَا وَصَف الْإِنْسَان قَال:﴿ وَإِنَّه لِحُب الْخَيْر لَشَدِيْد ﴾ (الْعَادِيَات: 8) ، كُلُّنَا نُحِب وَسُفْيَان الْثَّوْرِي عَلَي وَرَعُِه وَزُهْدِه ، وَعِبَادَتِه ، رَأَوْه مُرَّة فِي الْسُّوْق يَشْتَرِي مَعَه دَنَانِيِر ، فَقَالُوَا: يَا أَبَا عَبْد الْلَّه أَلَدَيْك هَذَا وَأَنْت زَاهِد ، عَابِد وَغَيْر ذَلِك ، أَنْت أَيْضا مِّثْلْنا مَعَك فْلُوس وَتَذْهَب لِلْسُّوْق وَتَشْتَرِي ، وَتَأْكُل الَّذِي فِي نَفْسِك وَهَذَا الْكَلَام ، فَقَال لَه: اسْكُت لَوْلَاهَا ، أَي لَوْلَا الْمَال لَتَمَنْدَل بِنَا الْمُلُوْك ، كَانُوْا يُعَامِلُونَنا مِثْل الْمَنَادِيْل ، الْمِنْدِيْل بَعْدمَا تَنْشَف وَتَمْسَح بِه أَيْن تَضَعُه ؟ تَضَعُه عَلَي الْرَف فِي الدُّوَلاب أَم تَرْمِيْه فِي الزُّبَالَة ؟ تَرْمِيْه فِي الزُّبَالَة ,فَلَوْلَا هَذَا الْمَال الَّذِي حَفِظ الْلَّه بِه مَاء وُجُوْهَنَا لَتَمَنْدَل بِنَا الْمُلُوْك كُلُّنَا نُحِب الْمَال .
    كَيْف تَغَلَّب هَذَا الْرَّجُل عَلِي هَذِه الْأَثَرَة وَحُب الْمَال؟
    وَأَعْطَاه الْمَال كُلِّه وَلَم يَأْخُذ مِنْه شَيْئا ؟ هَذَا عَبْد حَقَّق عُبُوْدِيَّة الْإِيْثَار كَمَا حقق الْعَبْد الَّذِي قَبْلَه عُبُوْدِيَّة الْعِفَّة فَهَذَا نَوْع مِن الْبَشَر أَنَا فِي فَهْمِي لَا أَظُن أَن الْوَاحِد مِنْهُم تَعِب كَثْيِرا فِي الْبَحْث عَن عَمَل يَقُوْل أَنَا عَمِلْتُه هَكَذَا وَأَخَذ يَبْحَث ، إِنَّمَا قَال عَلَى سَجِيَّتِه .
    هَذَا الْكَلَام كُلُّه أَنَا أُرْجِعَه إِلَي قَوْلِي لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئا غُصْن شَوْك مُمْكِن يَكُوْن سَبَب فِي نَجَاتِك ، تَرَى أَنَّنَا كُلُّنَا أَصْحَاب ذُنُوْب ، قُل أَي شَيْء مُفِيْد ، مُر بِأَي مَعْرُوْف وَإِن كَان قَلِيْلاً ، إِنَّه عَن أَي مُنْكَر وَإِن كَان قَلِيْلاً ، لَا تَتْرُك شَيْئاً إِلَّا وَتَضْرِب فِيْه بِسَهْم ، إِمَّا أَن تَقِف عَلَى حُدُوْد رَبُّك فَلَا تَتَجَاوَزُهَا ، وَإِمَّا أَن تَفْعَل مَعْرُوْفاً .
    فَنَحْن نَكُوْن بِذَلِك حَقَّقْنَا مَنْزِلَة الْتَّوْبَة ، وَالْتَّوْبَة تَحْتَاج كَمَا قُلْت لَكُم دَائِما إِلَى عَمَل مُسْتَمِر سَوَاء كَان صَغِيْراً أَم كَبِيْراً ، فَأَنْت لَا تَدْرِي أَيُقَبِّل الْلَّه عَمَلُك أَم لَا ,وَلَا تَنْظُر إِلَى عَمَلِك أَبَدا ، عَلَى أَسَاس أَنَّك تَأَنَّقَت وَعَمِلَت ، وَفِيْه حَدِيْث مَشْهُوْر وَلَكِنَّه ضَعِيْف ، أَنَا لَا أْسَوْقُه عَلَى أَنَّه حَدِيْث وَبِه.


    ختام الكلام ( نَمُوْذَج لِلْعِز وَالاسْتِكْبَار الَّذِي جَاء بِسَبَب الْطَّاعَة)
    أَخْتِم الْكَلَام ، وَلَكِن أْسَوْقُه كَحِكايَة مَقْرِبه ، وَهَذَا الْحَدِيْث رَوَاه الْحَاكِم وَغَيْرِه ، أَن رَجُلاً عَبَد الْلَّه فِي جَزِيْرَة فِي الْبَحْر سِتّمِائَة عَام أَنَبْت الله لَه مِن الْصَّخْر قَحْفاً مِن الْرُّمَّان ، شَجَرَة رُمََّّان طَلَعَت فِي الصَّخْر ، وَأَخْرَج لَه مِن الْمَاء الْمَالِح بِمِقْدَار الْأُصْبُع مَاء عَذْباً ، كَان يَأْكُل الْرُّمَّان وَيَشْرَب الْمَاء وَيُصَلِّي ، وَسَأَل الْلَّه أَن يَقْبِضَه وَهُو سَاجِد وَتَحَقَّقَت أُمْنِيَّتِه وَقَبْض وَهُو سَاجِد .
    فَقَال الْلَّه- عَز وَجَل-: أَدْخِلُوَا عَبْدِي الْجَنَّة بِرَحْمَتِي ، قَال: لَا بِعَمَلِي أَدْخِلُوَا عَبْدِي الْجَنَّة بِرَحْمَتِي ، قَال: لَا بِعَمَلِي ، بِرَحْمَتِي ، لا بِعَمَلِي طَالَمَا أَنَّك تُرِيْد أَن تَدْخُل الْجَنة بِعَمَلِك ، قَايِّسُوْا نِعَمِي عَلَى عَبْدِي الْمَسْأَلَة مَسْأَلَة مُوَازِيِن ، ضَعُوا نعْمِي عَلَى عَبْدِي فِي كِفَّة وَهَّاتُوْا عِبَادَتِه وَضَعُوْهَا فِي كِفَّة ، فبدئوا بِنِعْمَة الْبَصَر ، وَضَعُوْهَا فِي كِفَّة وَوَضَعُوَا عِبَادَة سِتَّمِائَة سَنَة فِي كِفَّة أخري لَم يَهْتَز الْمِيْزَان ، وَلَو قَلِيْل فَطَاشَت عِبَادَة سِتّمِائَة عَام فِي مُقَابِل نِعْمَة الْبَصَر فَقَط ، فَسَحِبُوه إِلَى الْنَّار ،فَجَعَل يَقُوْل يَا رَب بِرَحْمَتِك ، لَيْس بِعَمَلِي,قَال: أَرْجَعُوه ، قَال: عَبْدِي مِن خَلْقَك وَلَم تَك شَيْئا بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك ؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب ، قَال: مَن أَخْرَج لَك قحْف رُمَّان مِن الْصَّخْر ؟ بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك ؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب ، قَال: مَن أَخْرَج لَك الْمَاء الْعَذْب مِن الْمَاء الْمَالِح بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك ؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب قَال مَن قَوَّاك عَلَى عبَادَة سِتّمِائَة عَام بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك ؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب قَال: فَبِرَحْمَتِي أَدْخَل الْجَنَّة يَا عَبْدِي كُنْت نِعْم الْعَبْد
    فَلَا يَفْتَخِرَن أَحَد بِعَمَلِه ، كَمَا قُلْت قَبْل ذَلِك( رُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً )، وَهَذَا نَمُوْذَج لِلْعِز وَالاسْتِكْبَار الَّذِي جَاء بِسَبَب الْطَّاعَة
    وَالْكَلَام عَن مَنْزِلَة الْتَّوْبَة ، وَالْكَلَام عَن عَدَم احْتِقَار الْعَمَل ، سَوَاء كَان رَدِيْئاً أَو كَان جَيِّداً كَلَام طَوِيْل ، إِنَّمَا أَرَدْت أَن أَكُوْن تَذْكِرَة لِنَفْسِي أَوَّلا ، ثُم تَذْكِرَة لِإِخْوَانِي .
    وَأَسْأَل الْلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَى- أَن يَنْفَعُنِي وَإِيَّاكُم بِمَا عَلِمْنَا ، وَأَن يُعَلِّمُنَا مَا جَهِلْنَا ، وَأَن يَجْعَل مَا قُلْتُه لَكُم زَاداً إِلَى حُسْن الْمَصِيْر إِلَيْه وَعْتَادّاً إِلَى يَمُن الْقُدُوْم عَلَيْه ، إِنَّه بِكُل جَمِيْل كَفِيْل وَهُو حَسْبُنَا وَنِعْم الْكَفِيْل ، وَصَلَّى الْلَّه وَسَلَّم وَبَارَك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد ، وَالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن .
    تمت بحمد الله نسألكم الدعاء بالإخلاص والقبول.(أختكم أم محمد الظن)

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10387
    الرابط الصوتي للمحاضرة
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  5. #5

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    جزاكم الله خيرا وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم وحفظ الله الشيخ العلامة أبي إسحاق الحويني.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    دولة الكويت
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    قرأتها كلها و استفدت منها كلها ثم ذكرت بعض فوائدها لصديق فأسال الله أن يكتب لك الأجر و المثوبة
    قال النبي: { من قال: سبحان الله و بحمده ،في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر } رواه مسلم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    الله يُحسن إليكِ أيتها الحبيبة ، كنتُ أبحث عنها ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني

    تقبل الله منا ومنكم صالح العمل ورزقنا واياكم الإخلاص
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •