تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 120

الموضوع: جامع الردود على من أحل المعازف والغناء.

  1. #1

    افتراضي جامع الردود على من أحل المعازف والغناء.

    الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
    فهذا تلخيص ميسر لمحاضرة عن الغناء وحكمه, لخصتها لأن الحاجة تدعو لهذا الموضوع, خاصة في مثل هذه الأوقات, مع تفتح كثير من العوام على الفضائيات والصحف, وتلقفهم لكل ما ينشر فيها من فتاوى ومقالات, ليكون طالب العلم على دراية بأدلة القوم واحتجاجاتهم, وقد لخصتها على عجل, وجعلتها على نقاط, وقد نقلت نص كلام الشيخ بلا أدنى تصرف, وعذراً على عدم الإجادة, وشيءٌ أفضل من لاشيء, والله نسأله التوفيق في الدنيا والآخرة,,,
    التلخيص:
    1- من نظر إلى النصوص من أفعال الصحابة وكذلك أشعار العرب وجد أنهم يطلقون الغناء ويريدون به الشعر والحداء، حتى اشكل ذلك على كثير من المتأخرين، وظنّوا أن ما يطلق من أقوالهم يراد به الغناء باصطلاح المتأخرين، وهذا غاية الجهل وسوء الفهم، فإن هذا لم يكن عندهم مطلقاً.
    وقد طرأ سوء الفهم عند بعضهم في إطلاقات بعض السلف، وما جاء في النصوص من كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- , وكلام الصحابة عند بعض الأئمة من الفقهاء، ولذلك؛ لما ذكر ابن رجب رحمه الله في" ذيل طبقات الحنابلة " عند ترجمته لعبد الرحمن بن نجم الشيرازي المشهور بـ ( ابن الحنبلي) وهو من كبار الفقهاء في مذهب الإمام أحمد، حتى لما قدِم إلى ابن قدامة عليه في العام الذي توفي فيه، قال له ابن قدامة: لقد سررت بمقدمك، فإني خشيت أن أموت فيقع وهَنٌ بالمذهب ويقع الخلافٌ بالأصحاب .
    لما استشكل وخلط بين الغِناء والحداء– أي الغناء الذي وقع عند المتأخرين وبين الحداء الذي جاء عن بعض السلف والصحابة وغيرهم – وكتب ابن الحنبلي في ذلك كتاباً عنّف عليه ابن قدامة بقوله: ( وشرع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيع من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا ) .
    والذي قال هذا القول هو نفسه الذي قد ذكر في كتابه " المغني " أن الغناء محلُّ خلاف عند العلماء من الأصحاب، فأي غناءٍ أراد ؟
    الجواب : أراد الحداء، فإنه قبل وفاته بعامٍ قد شنّع على ابن الحنبلي وذكر اتفاق العلماء على تحريم الغناء .
    2-
    قال الإمام ابن الجوزي: " كان الغناء في زمانهم إنشادَ قصائدَ الزهدِ إلا أنهم كانوا يُلحِّنونها ".
    3-
    قال بعض الفقهاء بحضرة الرشيد لابن جامع: الغناء يفطر الصائم, فقال: ما تقول في بيت عمر بن أبي ربيعة إذ أنشد:
    أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبْكِرُ ** غداة غـد أم رائح فـمـهـجـر!
    أيفطر الصائم؟
    قال: لا. قال: إنما هو أن أمد به صوتي, وأحرك به رأسي.
    4-
    لم يظهر الغناء باستعمال آلات الطرب واللهو إلا في أواخر القرن الثالث.
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( لم يكن في القرون الثلاثة المفضلة؛ لا في الحجاز ولا في الشام ولا في اليمن ولا في مصر ولا في العراق ولا في المغرب ولا في خرسان عند أهل الصلاح ,وأهل الزهادة, وأهل العبادة الاجتماع على مثل المكاء والتصدية، إنما نشأ ذلك في أواخر المائة الثانية ).
    5- ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء, فالمراد به الأشعار, وما يسمى في وقتنا بالأناشيد.
    وقد نص على هذا التعريف غير واحد من الأئمة؛ من أئمة اللغة وغيرهم؛ كأبي عبيد القاسم بن سلاّم، بل نص عليه الإمام الشافعي.
    6- روى الإمام البخاري في " الصحيح " فقال : قال هشام بن عمّار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ ، قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر، ووالله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)) .
    يقول ابن قدامة وغيره: آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشبابة آلة للمعصية بالإجماع. وقد أعلّ ابن حزم الأندلسي, وكذلك ابن طاهر ابن القيسراني هذا الحديث وحكما عليه بالضعف، وذلك أنه في حكم المعلّق في " صحيح الإمام البخاري " .
    فيقال: أن هذا فيه نظر, ولا يجري على قاعدة ابن حزم بنفسه، وذلك أن ابن حزم قد صرّح في غير ماموضع من كتبه – منها في كتاب " الإحكام " – أن الراوي إذا حّدث عن راوٍ عدلٍ مثله- وكان قد سمعه_ بأي صيغة كانت سواء بالتحديث, أو بإنباء, أو قوله ( عن فلان ) أو قوله ( قال فلان ), أن ذلك محمول على السماع ، وهذا منها .
    إضافةً إلى ذلك أن هشام بن عمّار من شيوخ الإمام البخاري المعروفين، وقوله: ( قال ) لا يُردُّ إلا إن كان البخاري من أهل التدليس، وليس كذلك.
    وعلى القول بأنه معلّق وأن البخاري لم يسمعه منه، فقد جاء موصولاً عن هشام بن عمّار من طُرقٍ عدّه، رواها نحو عشرة من الرواة عن هشام بن عمّار موصولةً.
    فقد رواه أبو ذرّ – راوِيَةُ " صحيح البخاري " – فقال : حدثنا العباس بن فضل، قال : حدثنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا هشام بن عمّار، وساقه بتمامه .
    وكذلك رواه الحسن بن سفيان - ومن طريقه: أبو بكر الإسماعيلي في" مستخرجه " - عن هشام بن عمار به .
    وكذلك قد رواه الطبراني في " معجمه " من حديث جعفر بن محمد الفريابي ، وموسى بن سهل الجوني عن هشام بن عمّار عن صدقه بن خالد به .
    وكذلك قد رواه أبو نعيم في " مستخرجه " من حديث أبي بكر الباغندي وعبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمّار به .
    وكذلك قد رواه ابن حبان في " الصحيح " من حديث الحسين بن عبد الله القطان عن هشام بن عمّار به .
    وكذلك قد رواه الطبراني في " مسند الشاميين " من حديث محمد بن يزيد بن عبد الصمد عن هشام بن عمار به .
    وكلّها أسانيد صحيحة عن هشام بن عمار، وهذا الحديث صحيح بلا ريب.
    وأما من أعلّه بـ صدقة بن خالد فيجاب عنه بأنه قد تابعه ( بشر بن بكر ) عند أبي داود في " سننه " عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك أو أبي عامر .
    وقد رواه البيهقي والإسماعيلي في " الصحيح " من حديث بشر بن بكر بتمامه, كما رواه الإمام البخاري .
    وإن كان أبو داود قد رواه في " سننه " مختصراً ، إلا أنه بتمامه, وتمام سياقه قد جاء عند البيهقي، وعند أبي بكر الإسماعيلي بذكر( المعازف) .
    وقد أعلّه ابن حزم أيضاً بالاضطراب في إسناده، وذلك أن الراوي قال : حدثني أبو مالك أو أبو عامر الأشعري .
    قال: ولم يضبط اسمه، مما يدل على أنه مجهول، فهو مردود.
    ومنهج ابن حزم الأندلسي أنه لا يقبل المجاهيل ممن لم يسمَّ من الصحابة ، وهذا قول مردود، ولا حجّة به، ولا أعلم أحداً من المعتبرين من الأئمة النّقاد من ردَّ مجاهيل الصحابة، بل هم مقبولون قاطبة .
    ومازال العلماء قاطبة يحتجّون بمجاهيل الصحابة ، كيف وقد سُمّو وعُرِفُوا ؛ فأبو مالك الأشعري : صحابي مشهور .
    والصواب أن الإسناد إليه، وأن الوهم من عطية بن قيس، ولذلك أخرج الحديث الإمام أحمد في " مسنده " وابن أبي شيبة في " مصنفه "، والبخاري في " التاريخ الكبير " من حديث مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (( ليشربنّ أُناس من أُمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف)) .
    وجزم بذلك الإمام البخاري- رحمه الله- كما في " التاريخ " وقال:( إنما يُعْرف عن أبي مالك الأشعري) أي: من غير شك وهو الصواب.
    وعلى كلٍّ فردُّ ابن حزم الأندلسي لهذا الحديث بجهالة الصحابي وعدم الجزم به ليس في محله.
    وابن حزم الأندلسي رغم جلالته وفضله وعلمه وحفظه وسعةِ إدراكه؛ إلا أنّه كثير الوهم والغلط في الرواة، ولذلك رد بعض الأحاديث الصحيحة، وحكم بالوضع على بعض الأحاديث في الصحيحين، وله رسالة ذكر فيها حديثين، وجعلهما موضوعَين، وحكم عليهما بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما في الصحيحين .
    وقد نص الأئمة على وهم ابن حزم وغلطه في هذا الباب, كما نص عليه ابن عبد الهادي في كتابة " طبقات علماء الحديث " .
    وكذلك قد نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابة " التهذيب " وكذلك في " اللسان " وكذلك في " الفتح ".
    ولما ترجم الحافظ ابن حجر للإمام الترمذي في كتابه " تهذيب التهذيب " قال:( قال ابن حزم: محمد بن عيسى بن سَورَة الترمذي مجهول).
    قال ابن حجر: ( وأما ابن حزم فقد نادى على نفسه بعدم الاطلاع ) .
    وقد يقول قائل أنه لم يعرفه ولم يطّلع على شيء من كتبه، ولا على سعة حفظه، فإن ابن حزم قد حكم بالجهالة على أُناسٍ من الأئمة معروفين، كأبي القاسم البغوي ، وإسماعيل بن محمد الصفار، وابي العباس الأصم وغيرهم .
    ومن قاعدة ابن حزم الأندلسي- رحمه الله-: أن من لم يعرفه بداهة يحكم عليه بالجهالة، وقد حكم على رواةٍ كُثُرٍ، وقد تتبّعها بعض الأئمة في مصنّف, وهو الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من ( المحلى )، ولا أعلم أهو مطبوع أم لا ؟
    ومن نظر في كتاب " المحلّى " ونظر إلى من حكم عليه بالجهالة من الرواة المعروفين عرف ذلك، بل حتى من الصحابة، فقد حكم على يعلى بن مرّه أنه مجهول، وهو صحابي معروف.
    ولذلك قال الزيلعي رحمه الله- حينما علّق على أوهام بن حزم في ردّه للأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحكمه على أحاديث بأنها معلولة وهي ظاهرة الصحة- قال الزيلعي:( ولابن حزم من ذلك مواضع كثيرة جداً من الوهم والغلط في أسماء الرواة ) .
    يقول ابن القيم في كتابه "الفروسية" : (تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله) .
    وقول ابن القيم هذا ظاهر جلي لكل منصف، عرف كتب ابن حزم، وما أعلّ به ابن حزم الأندلسي هذا الحديث فإنه ليس بمعتبر مطلقاً، مع ظهور الأدلة، ووضوح الإسناد، ونقاوته، فهو كالشمس صحةً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
    7- من أحلّ المعازف والغناء المحرم فقد نص بعض الأئمة على تكفيره. نص بعض أصحاب أبي حنيفة على تكفيره فقالوا: إن سماع الغنى فسوق، والتلذّذ به كفر.
    وكذلك القاضي عياض، وكذلك إمام الحنابلة ابن قدامة حكاه عنه ابن الحنبلي، حكم بكفر من أباح الغناء، ومن حكم بكفر مستحل الغناء كذلك البزازي وزين الدين الكرماني من الحنفية.
    وقد تعقّب ابن الحنبلي- رحمه الله- كما في " ذيل طبقات الحنابلة " ابن قدامه، وذكر أنه غلوّا.
    * وحمل بعضهم الاستحلال في حديث أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه- على المبالغة فيه بالسماع حتى يُظن أنه ممن يرى إباحته.
    * وحمله بعضهم – وممن نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية – على أن المراد بالاستحلال: الأخذ بالتأويل وبالشبهات لإباحة الغناء، كمن يقول إن الغناء إنما هو أصوات وألحان, كأصوات الطير وأصوات الريح وأصوات الإنسان، حينما يمشي في الأرض، وكطرق الأبواب والضرب على الحديد، فإنما هي تُجمع ويؤلف بينها لا غير، فهي أصوات من الطبيعة .
    8- ومما جاء عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من النص على تحريم الغناء: ما رواه الإمام أحمد في " مسنده " وأبو داود في " سننه " من حديث عبد الكريم الجزري, عن قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ)) .
    والكوبة: قيل: هي الطبل، وقيل : نوع من أنواع المعازف، وقيل: إنها اسم يطلق على سائر أنواع المعازف .
    و إسناده صحيح .
    وفي إسناده عبد الكريم الجزري، وقد تابعه علي بن بذيمه عند الإمام أحمد في " مسنده "؛ عن قيس عن عبد الله بن عباس .
    وجاء في ذلك: ما رواه أبو عبيد القاسم بن سلاّم والبيهقي أيضاً من حديث حبيب بن الشهيد وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة: (( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كسب الزمارة)) .
    وإسناده صحيح .
    ومن نظر إلى هذه النصوص وجدها صريحة في تحريم المعازف.
    9- جاء عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- كما رواه أبو داود في "سننه" من حديث نافعٍ, عن عبد الله بن عمر: (( أنه سمع مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه، فقال لابنه نافع: أتسمع صوتاً ؟ فقال: لا، فقال: إني كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ففعل ما فعلت )) . وإسناده قد تكلم فيه، وصححه ابن رجب -رحمه الله- في رسالته " السماع".
    10- لا يزال العلماء على مرِّ العصور ينقلون إجماع السلف والخلف على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب، فمن نظر إلى العلماء في كل قرن وجد أنهم يتتابعون على نقل الإجماع مقرين له. ولا أعلم قرناً من القرون خلا من عالمٍ ينقل إجماع العلماء على تحريم الغناء والمعازف.
    ولذلك قد نقله زكريا بن يحي الساجي في كتابه "اختلاف العلماء" في القرن الثالث إذ جل حياته فيه.ونقله الآجري رحمه الله في القرن الرابع. ونقله أبو الطيب الطبري وابن عبد البر في القرن الخامس. ونقله ابن قدامة وأبو القاسم الدولعي الشامي الشافعي في القرن السادس.
    ونقله ابن الصلاح والقرطبي والعز بن عبد السلام في القرن السابع. ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية والسبكي وابن رجب وابن القيم وابن مفلح وغيرهم في القرن الثامن. ونقله العراقي والبزازي الحنفي في القرن التاسع. ونقله ابن حجر الهيتمي في القرن العاشر. ونقله الآلوسي وأحمد الطحطاوي في القرن الثالث عشر. ونقله الغماري في القرن الرابع عشر.
    ولا يزال العلماء على شتى مذاهبهم؛ من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة مطبقين على تحريم الغناء والمعازف.
    ولذلك فمن نظر إلى من حكى الإجماع وجد اختلاف بلدانهم، وتباين مذاهبهم.
    فمن المالكية: ابن عبد البر في " التمهيد "، والقرطبي في " تفسيره "، وابن القطان الفاسي في كتابه " الإقناع في مسائل الإجماع ".
    ومن الشافعية: جماعة وخلق كثير كابن الصلاح، والعز بن عبد السلام، وابن حجر الهيتمي، والعراقي، والطرطوسي وغيرهم.
    ومن الحنابلة": ابن قدامة، وابن رجب، وابن تيمية، وابن القيم، وابن مفلح، وغيرهم.
    ومن الحنفية: الفقيه الحنفي محمد البزازي في "المناقب"، وزين الدين الكرماني، وشيخ الحنفية أحمد الطحطاوي في مصر في "حاشيته على مراقي الفلاح".
    وكذلك أئمة المذاهب بأنفسهم: قد نصوا على التحريم، وحكى الإجماع من أهل المذاهب على اختلاف بلدانهم.
    * فابن عبد البر والقرطبي في الأندلس.
    * وابن القطان الفاسي والغماري في المغرب .
    * وابن قدامة وابن الحنبلي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن رجب وابن القيم في الشام .
    * وابن حجر الهيثمي والطحطاوي الحنفي في مصر .
    * والعراقي والآلوسي في العراق.
    * وفي بلاد الترك والبلغار: الفقيه الحنفي محمد البزازي الكردي، في "الفتاوى البزازية" . وغيرهم خلق كثير على اختلاف بلدانهم .
    ومن حكى خلافاً في هذه المسألة فقد غلب عليه هواه.
    يقول ابن حجر الهيتمي: في كتابه " كف الرعاع " : ( ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهِمَ وغَلِط ، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه ) .
    ومن نظر إلى الأئمة الأربعة وجد نصوصهم متضافرة على تحريم الغناء بالنص.
    فالإمام مالك: قد روى الإمام أحمد في كتاب " العلل " والخلال في " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " من حديث إسحاق بن عيسى الطبّاع، قال: ( سألت مالكاً عن سماع الغناء ؟ فقال: إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق ) .
    وأما الإمام أحمد: فقد نقل عنه ابنه عبد الله في كتابه " المسائل " قال: ( سألت أبي عن الغناء ؟ فقال: ينبت النفاق في القلب، لا يعجبني )، ثم نقل قول الإمام مالك رحمه الله: ( إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق ) .
    قال أبو حنيفة رحمه الله: ( وأما الغناء فهو محرّم عند سائر الأديان). ورد شهادة المغنّي الأئمةُ من أتباع مذهبهِ.
    وأما الإمام الشافعي- رحمه الله- فقال: الغناء لهوٌ مكروه، ويشبه الباطل والمحال، وقد نص في كتابه " أدب القضاء " وكذلك في كتابه " الأم " على أن المغنّي ترد شهادته.
    وأعْجَبُ مِنْ قول من يقول: إن رد الشافعي لشهادة المغني مع قوله" لهو مكروه يشبه الباطل" ليس بصريح في التحريم. وإن قول الإمام مالك: ( إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق ) ليس بصريح في التحريم.
    وإن قول الإمام أحمد: ( ينبت النفاق في القلب ) ليس بصريح بالتحريم!! فأي تحريم يثبت في الشرع عنهم حينئذٍ إن لم يكن هذا القول صريحاً بالتحريم ؟؟
    وإن كنا نعلم بل نتيقن أن أقوال الأئمة من الأئمة الأربعة وغيرهم ليست نصوصاً من الوحي، وأن كلامهم ليس بحجه، وأنه بحاجة إلى أن يحتج له لا أن يحتج به، ولكن تساق أقوال الأئمة- رحمهم الله- ليُعْلم الإجماع والإطباق، فإن الإجماع معتبر،ولا يكون إلا على نص.
    ونقل تكفير من أباح الغناء عن أئمة من ثلاثة مذاهب متبوعة.
    قال بعض أصحاب أبي حنيفة : ( سماع الغناء فسق، والتلذذ به كفر)، والتصريح بكفر مستحل الغناء قال به من الحنفية: حافظ الدين الفقيه محمد البزازي في "الفتاوى البزازية"، وزين الدين الكرماني.
    قال البزازي في "فتاويه": ولما عُلِمَ أنّ حرمَتَهُ بالإجماع لزم أن يكفّر مُسْتَحِلَّه .
    وقال به القاضي عياض المالكي،بل حكى الإجماع على كفر مستحله.
    وحكاه ابن الحنبلي، كما نقله ابن رجب- رحمه الله- في كتابه " ذيل طبقات الحنابلة " عن ابن قدامه.
    وإن كان هذا القول ليس على الصواب، بل أن فيه تشدداً، وذلك أن الكفر بعيد، وإنما هو هوى وجرمٌ وذنبٌ، وقد عدّه غير واحد من الأئمة من كبائر الذنوب كابن النحّاس في كتابه " تنبيه الغافلين "، وابن حجر الهيتمي في كتابه " الزواجر " عدّوا سماع الغناء من الكبائر .
    11- ينقل العلماء أن السماع هو مذهب أهل الحجاز، فأي سماع أرادوا ؟ الجواب : أرادوا السماع الذي قد أطبق عليه الناس الآن في وقتنا عامّة، من المبالغة بسماع الحداء والأناشيد وغيرها.
    وقد سُئِل الإمام مالك- رحمه الله- عن الغناء فقال: ( إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق ) .
    وسُئِل الإمام الشافعي- رحمه الله–: حيث سأله يونس ، فقال: سألت الشافعي عن السماع الذي أراده أهل المدينة ؟ فقال الشافعي - وهذا نقل نفيس عنه - : ( لا أعلم أحداً من أهل المدينة كره السماع إلا ما كان على الأوصاف، وأما ما كان من إنشاد الشعر والحداء وذكر المرابع، فإنه مباح) ، إذاً المراد بذلك كلّه لا يخرج عن الكلام الملحّن.
    ويوهم كثير من النقلة أن المراد بالسماع عند أهل المدينة هو المعازف وآلات الطرب، وهذا جهل شنيع ، فما قال بذلك أحدٌ معتبر.
    بل قال ابن حجر الهيتمي في كتابه " كف الرعاع ": ( لم يحفظ عن أحد ولم يرو عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة المجتهدين من قال بإباحة المعازف) .
    وقد لبس – أولُبِّس على - كثير ممن صنّف في إباحة اللهو والغناء حيث أدخلوا عن هوى أو شبهة مسألة المعازف والموسيقى فيها، ولا علاقة لها فيه.
    وقد نظرت في المصنفات التي صنّفت في هذا الباب، فرأيت أن من ذكر الموسيقى فيها لا دليل في كتابه كلّه على شيء من ذلك، وأنه يستدل ببعض الألفاظ التي جاء فيها ذِكر الغناء ، وذلك لا يعدو كونه شعراً وحداءً، ومن نظر إلى أشعار العرب وكتب اللغة وجد ذلك ظاهراً.
    12- يستدل المجيزون ببعض الأحاديث التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمنها ما جاء في الصحيح من حديث عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: دخل عليَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بغناءٍ بعاث ، فدخل أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- فقال: أمزمار الشيطان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (( دعهما)) . مغنيتان تغنيان: المراد بالغناء هو الحداء، وهذا معلوم ولا ريب فيه، ولم يخالف في ذلك أحد من أهل اللغة، وإنما خالف فيه من جَهِل الاصطلاح ممن تأخر.
    فيقال أولاً: إن ذلك ليس فيه دليل، فليس ثمّة آلة لهوٍ؛ لا مزمار ولا طبل ولا غيرها .
    الأمر الثاني: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان سامعاً، ولم يكن مستمعاً، ومعلوم أن ثمّة فرق بين السماع والاستماع.
    فالسماع: هو أن ينفذ إلى سمع الإنسان شيء من غير اختياره ومن غير إنصات.
    فإن الله عز وجل قد حرّم الغيبة والنميمة وحرّم الاستماع إليها، والجلوس عند من يخوض في كلام الله عز وجل استهزاءاً، وقد ينفذ إلى مسَامِعِهِ شيء من الحرام ولا يأثم بذلك .
    وهذا نظير المُحرم حينما يأتي إليه من رائحة الطيب مما لا يتعمّده شمّاً، ولا يلحق في ملابسه فليس عليه شيء.
    ويقول ابن قدامة رحمه الله: ( ومن لا يفرّق بين السماع والاستماع فإن ذلك جاهل، وليس أهلاً للفتيا) .
    13- سماع عائشة للمغنيتين اللتين تغنيان عندها بغناء بعاث ليس المراد بذلك المعازف بالإطلاق، وذلك أن عائشة تنكر الزيادة في الإطراب بالقول، فكيف بالمعازف أيضاً ؟ فقد روى البيهقي – كما تقدم – من حديث بكير بن الأشج عن أم علقمة: ( أن عائشة قد خُفِضت بنات أخيها– القاسم بن محمد – فتألمنَ، فقيل: نأتي بمغني يلهيهنَّ، فقالت: ائتوا بفلان، فجيء به فأخذ يغني، فرأته عائشة وهو يهز رأسه وشعره طويل، فقالت: أخرجوه! شيطان شيطان) .
    14- وحينما يستدل البعض ببعض المرويات مما جاء عن بعض السلف كعبد الله بن عمر، أو عبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب، أنه كان يستمع الغناء ونحو ذلك، فيقال: ما المراد بالغناء هنا ؟ نص القشيري في رسالته: (أن ما روي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب من جملة سماع الأشعار بالألحان).
    ليس المراد بذلك –قطعاً - الغناء المحرم والمعازف.
    ولذلك يقول ابن رجب في رسالته في " السماع " (( وقد روي عن بعض السلف من الصحابة وغيرهم ما يوهم عند البعض إباحة الغناء، والمراد بذلك هو الحداء والأشعار)).
    وابن قدامة- رحمه الله- قد عنّف على ابن الحنبلي إذ فَهِمَ منه غير ذلك الفهم .
    هذا ما تيسر تلخيصه, والله أسأل التوفيق والسداد في الدارين,,,

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: تلخيص ميسر لمحاضرة الشيخ الطريفي عن الغناء:

    جزاك الله خيرا
    هل هي محاضرة مسجلة او مكتوبة .؟
    اللهم اسلل سخيمة قلبي

  3. #3

    افتراضي رد: تلخيص ميسر لمحاضرة الشيخ الطريفي عن الغناء:

    أهلاً أخي الفاضل.
    مسجلة.

  4. #4

    افتراضي كلام العلامة البراك حول من يجيز الغناء:

    اللهم ارفع مقام هذا الشيخ.
    تجد الملف في المرفقات
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم وقع ناظري وأنا أزور موقع الشيخ الفاضل عبد العزيز السدحان- حفظه الله - هذه الكليمات في نصيحة عادل الكلباني - أعاده الله إلى رشده _ فأحببت أن أنشرها هنا لما فيها من اﻷسلوب الجميل في النصيحة وإن كنت لم أتحمل هذا التلطف صراحة ولكن لعلي بنقلها هنا أستفيد شيئا من أدب الشيخ السدحان - وفقه الله - فمع النصيحة .
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فهاتان رسالتان خاصة وعامة .

    أما الخاصة فللشيخ عادل الكلباني سلمه الله تعالى وقد أرسلتها إليه منذ سنتين أو ثلاث حسب ظني – ولم يأتني جواب منه ورأيت إعادة نشرها للمصلحة المرجوة . لأن من السياسة الشرعية أن ما شاع واشتهر يكون جوابه بمثله من إشاعته وإشهاره

    وأما الرسالة العامة ـ وقد كتبتها هذه الأيام ـ فهي إلى الذين يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء .

    الرسالة الخاصة :

    فضيلة الشيخ / عادل بن سالم الكلباني ... حفظه الله تعالى ورعاه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :

    فيا أخي الكريم ... أحببتُك في الله قبل أن أراك ؛ لما سمعتُ عنك من حُسن تلاوة وقبل ذلك حُسن أدب , وقد زاد حُبِّي لك بعد رؤيتي لك ومعرفتي بك , فقد لمستُ من شخصك الكريم تواضعاً ورحابة صدر , زادكم الله تعالى توفيقاً وسداداً .

    ثم أخي الكريم الشيخ عادل زاد حُبِّي لك لحرصك على اقتفاء السنّة في صلاة التراويح من حيث الترتيل بتأنّ مع طول نسبيّ , خلافاً لكثير – بل لأكثر – الأئمة وفقهم الله تعالى .وقد ذكرتُ في أثناء كلمة ألقيتُها في مسجدكم بعد التراويح أنّ صلاتكم للتراويح من أقرب الصلاة إلى السنّة , وقد بلغني أن فضيلة الشيخ ابن جبرين – أثابه الله تعالى – قد أشار إلى ذلك . وهذا من فضل الله تعالى عليك .

    أخي الحبيب الشيخ عادل ... ليقيني بمحبتك لي ومحبتي لك , ولعلمي بسعة صدرك ومن باب زكاة ثمرة الأخوة والمحبة في الله ... كتبتُ لك هذه الرِّسالة التي اللهَ أسأل أن تلاقي مكاناً في قلبك الواسع , وأحسب أنها ستكون كذلك .

    فضيلة الشيخ عادل ... ترامى إلى مسامعي خبرٌ مفاده أنكم ترون جواز آلات الغناء , بل إنّ الخبر تلقته الألسنة ولاكته الأفواه حتى كاد يكون مضغة في لسان بعضهم .

    ولقد عنفتُ على بعض النقَلَة من جهتين :

    الأولى : التثبت في صحّة النقل على مراد المنقول عنه .

    والثانية : لزوم المسلك الشرعيّ في النصح لمن أراد المناصحة .

    فضيلة الشيخ ... في خطابي هذا لن أباحثكم في أدلة تحريم الغناء ومن خالف فيه, لكن مرادي – بعد دعائي لكم سابقاً ولاحقاً – أن أذكر لكم أموراً لعلّ شخصكم الكريم يتأمَّلها , واللهَ أسأل أن يرزقنا وإياكم التقوى في القول والعمل في السرِّ والعلَن :

    أولاً : أن فضيلتكم قد عُرف بالقراءة والإقراء , وهذا ليس من باب الشهرة بل من باب التواتر , جعلكم الله تعالى ممَّن يشملهم قوله  : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) أخرجه الإمام البخاري عن عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه , وأنعِمْ بهذا الوصف من كرامة وشرف تفوق النسب والحسَب .

    ثانياً : من ضوابط المروءة التي أشار إليها أهلُ العلم أن يحرص المرء على ترك ما يُذمُّ به من قول أو فعل , وهذا الأمر يفتح باباً من الذمّ والنقد .

    فضيلة الشيخ ... لك أن تقول : وليكن ذلك منهم . ولكن لي أن أقول – لمحبَّتي لك – : شخصُك أغلى من أن يكون سهاماً للذمّ , وهذا الأمر – أخي الكريم – لا يلزمك شرعاً – بل ولا عقلاً – إظهارُه بين الناس , وفي ذِكره مضرَّة عليك دون منفعة لك , وبخاصة – كما أشرت لكم سابقاً – أنّ مقامكم عند الناس من الثلّة المقدَّمة في القراءة , وهذا – فضيلةَ الشيخ – مما يجعل هذا القول منكم مستهجناً ليس عند المانعين للغناء فحسب , بل حتى عند سواد الناس عموماً من المستمعين للغناء – هداهم الله تعالى – وغيرهم .

    واجعل نصب عينيك – أخي رعاك الله تعالى – قولَه  : (( إياك وما يُعتذَر منه)) . وقد ورد عن عليّ رضي الله تعالى عنه مقولة بهذا المعنى : (( إياك وما يسبق إلى القلوب إنكارُه وإن كان عندك إعتذارُه )) .

    ثالثاً : فضيلة الشيخ ... لا يخفاكم – رعاكم الله تعالى – ما يواجهه المجتمع من عداء متنوِّع , فحصوننا مهدّدة من داخلها وخارجها , والهجمة الشرسة على ثوابت الإسلام وآدابه وأخلاقه مستمرة آناء الليل وأطراف النهار , حتى أصبحت الأقلام المعادية تتبارى وتتنافس في الطعن في الثوابت والتشكيك في حٍكَم الشريعة وأحكامها .

    ولا يقال هذا من باب اليأس والقنوط ... معاذ الله , حاشا وكلاّ

    ولكن يذكر ذلك من باب قوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) . فمثل الشيخ عادل ومحرابه ومنبره واجتماع الآلاف للصلاة خلفه وإلقاء الكلمات التعليمية والوعظية في أولئك الجموع سببٌ عظيمٌ للتكاتُف والترابط بين أهل الخير والفضل .

    رابعاً : فضيلة الشيخ ... والحاذق من اعتبر بغيره , فَتْوَاكم بجواز آلات الغِناء سيجعلها بعض أهل الأهواء مطيةً له في تحسين صورة شبهاته وشهواته تارةً من طرفٍ خفيّ , وتارةً من طرفٍ جليّ .

    خامساً : فضيلة الشيخ تأمَّل في هذه النصوص النبوية :

    1- لما شفى الله نبيَّه  من أثر السِّحر وأراد بعض أصحابه – رضي الله تعالى عنه – منه  أن ينتقم من الساحر اليهوديّ ويُعاقبه قال  - فيما معناه - : أكره أن أثير على الناس شرَّا .

    ذكر بعض الشرَّاح أن مراد النبي  من ذلك : أنّ الله تعالى قد عافاه من

    مرض السِّحر وهذا هو المراد , وأمَّا عقوبة الساحر اليهوديّ فقد تفتح باباً

    من الشرّ بين الصحابة واليهود , فترك ذلك أولى لمراعاة المصلحة العامّة,

    وانظر – رعاك الله تعالى – كم تفتح مثل تلك الأقوال من الشرّ على

    أصحابها ؟!

    2- قول معاذ رضي الله تعالى عنه : يا رسول الله , أفلا أبشر الناس ؟ قال : (( لا تبشرهم فيتكلوا )) . مع أنّ عصر المجتمع النبوي هو العصر الذهبي للأمّة , لوجود النبيِّ  معهم . مع أن الأمر عقديّ , ولكن خشية النبيّ  كانت أن يفهم سواد الناس هذا الحديث على ظاهره دون لوازمه , ثم أخبر بذلك معاذاً خشية كتم العلم وقد رسخ في الناس فهم معنى الحديث .

    أخي الشيخ عادل ... إني – والله شاهد – لك محبّ ولك ناصح وعلى نفسي وعليك مشفق , تأمّل في هذه المسألة ثم تأمّل كتب مقاصد الشريعة – مبحث المصالح والمفاسد – , وكذا انظر بتمعُّن في مسألة المعازف وكلام أهل العلم الذي يكاد أن يكون واحداً في ذمِّها والتشنيع عليها شرعاً وعقلاً ؛ لما يترتّب على مقدِّماتها من نتائج وخيمة .

    ختاماً ... أخي الحبيب الشيخ عادل ... اللهَ أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا وإياك مبارَكين أينما كنّا , إنه تعالى سميعٌ مجيب .

    والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    الرسالة العامة

    أما الرسالة العامة فهي كما سبق آنفاً إلى الذي يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء .

    أولاً : أن يكون مقصدُ صاحب الرد مرضاةَ الله تعالى .

    ثانياً : لغة العلم والنصح لا مكان في محيطها للألفاظ النابية والمبتذلة .

    ثالثاً : من قبيح ما يكون في بعض الردود والتعاليق التعرض للأنساب والأقاليم قدحاً وتهكماً وازدراءً وهذا فيه لوثة من خصال أهل الجاهلية .

    رابعاً: لا يلزم من صلاح النية صلاح العمل فقد يكون الراد سليم القصد لكنه ضعيف التحصيل العلمي فمثل هذا لا يشفع له صلاح نيته وسلامة قصده في أن يتكلم في مباحث العلم فعليه أن يمسك لسانه ويكسر قلمه وأن يسأل أهل العلم .

    خامسا : الرد على قسمين : رد إجمالي ورد تفصيلي .

    الرد الإجمالي : أن يحكي قول من يثق بعلمه ولا يزيد فيقول مثلاً : الشيخ فلان من العلماء المعتبرين وهو يفتي بخلاف ما تقول .

    الرد التفصيلي : ويكون ذلك بمناقشة حجج القول الآخر وتفنيد تلك الحجج بعلم , ثم سياق أدلة القول الذي انتصرت له , مع مراعاة الأدب والنقاش وظهور قوة الحجة في الرد على أدلة القول الآخر .

    أخوكم ومحبُّكم

    عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    حيثُ أكون
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    الحل ليس في الرسائل، جربها الكثير مع العبيكان والكلباني فما أفلحت، الحل كما قال الشيخ السديس في خطبة الجمعة بالأمس:
    (... ياله مِن وعيد يدكُّ صلد الصعيد، وهو عام يشمل الراعي مع رعيته، وربُّ البيت مع أسرته، والمسؤول في وظيفته، تحذيرا من كلِّ غشٍّ وتقصير مُنتاب، وحثًّا لهم على الطُّموح الوثاب، وكذا غش الأمة دينها ومصادر تلقيه في وقت كثر فيه المتعالمون والمنتقون لصهوة القول على الله بغير علم والمتقحمون لمقامات الفتيا وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع ومآلاتها في الأمة في حل سحرا ورضاعا وغناءا واختلاطا وسواها متناسين أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (ما أنت بمحدث قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة) ولعل من الحزم الحجر على امثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان).
    "آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله،
    وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله"
    مواضيع متنوعة عن الرافضة هـــــــــــــن ــــــا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    بارك الله فيك والله أثرت في كلمات الشيخ السديس أمس الجمعة وكان لها أشد الوقع فلاأدري عن المخاطبين , فضلا هل لديك رابط خطبته أمس .

  8. #8

    افتراضي يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)

    يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59)
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعد:
    ليس الكلباني أول من تكلم بإباحة الغناء، هو مسبوق من غيره من المتقدمين والمتأخرين، ومن سبقه لا يخرج من أحد رجلين:
    (1) إما عالمٌ متأول اتفق أهل العلم والتحقيق على بطلان قوله.
    (2) وإما جاهل فاسق قلبه مفتون بالغناء ونغم المعازف.
    والكلباني أعيذه بالله من أن يكون من الفريق الثاني.
    ومع ذلك لم يُعرف عند أهل العلم في ميدان الفريق الأول –ميدان العلماء- فهو في منزلة بين المنزلتين!
    فلو كان فاسقاً ماجناً لقلنا: مفتون يعبر عن رأيه.
    ولو كان من أهل العلم المحققين لقلنا: عالم تزاحمت الأمة على باب بيته ومسجده، فعاد إلى الكتاب والسنة، وجمع كلام أهل العلم، وصدر بهذا الرأي بعد نظر واجتهاد.
    ولكن الواقع خلاف هذا كله، فما الذي حمل الكلباني على إصدار هذا القول؟
    وهو في سعة قد كفاه الله تعالى بغيره؟
    يا عادل الكلباني وأمثاله (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)(يون س:59) فهل أذن الله تعالى لك بالتصدر والفتوى وليس لك قاعدة علمية راسخة تؤهلك للتصدر في بيان الحلال والحرام؟
    ما نسبك العلمي؟
    لا نسألك عن القرآن وإقرائه وأنعم بذلك وأكرم، ولكن للحلال والحرام رجال، وللقراءات رجال، وكم من عالمٍ بارز في باب، وهو ضعيف في باب آخر، فعاصم بن أبي النجود إمام في القراءات مضعف في الحديث، والواقدي أخباري شهير وهو ساقط في الحديث.
    قال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ": فكم من إمام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلًا إمام في النحو ولا يدري ما الحديث، ووكيع إمام في الحديث ولا يعرف العربية، وكأبي نواس رأس في الشعر عري من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام في الحديث لا يدري ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما القراءات، وكحفص إمام في القراءة تالف في الحديث، "وللحروب رجال يعرفون بها" انتهى.
    فلست من أهل الشأن ولا من فرسان هذا الميدان، فيا ليتك اشتغلت بما يعود نفعه عليك في دينك ودنياك وآخرتك.
    وقد أنصفك شيخنا اللحيدان حينما نصحك بالتفرغ إلى ما أنت عليه من إمامة وقراءة للقرآن، وصادق القلب يعلم مراد شيخنا من نصيحته، فقد أرشدك إلى ما هو خير لك، لأن شيخنا إمام عالم كالطبيب الذي يرشدك إلى ما ينفعك، وقد أرشدك إلى ما ينفعك لأنه أعلم بدينك منك بنفسك!
    أما تعلم يا عادل الكلباني أن العالم كما قال محمد بن المنكدر: بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم؟
    فأنت الآن بين الله وبين خلقه، فماذا أنت صانع؟ ونحن نرى أبناء وبنات المسلمين وغرقهم في حب المعازف، والهيام بنار الغرام تحت غناء الماجنين والماجنات؟
    فهل ستكون بينهم وبين الله؟
    ألا ترى أمة كان شعارها الله أكبر، وذكرها التكبير والتهليل، ولذتها بالقرآن الكريم، وعزة مجدها في الجهاد في سبيل الله، ثم اليوم نرى شبابها يتمايلون في حفلات الغناء، ومراقص الخنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    يكفيك دلالة على بطلان هذا القول أنه قد طار به هنْ بن منْ، وهيَّان بن ميَّان، فلو كان القائلُ بحلّ الغناء فاسقاً ماجناً ما تناقلته وسائل الإعلام بهذه القوة، ولكن يكفيك دلالة على فساد قولك، أنهم طاروا به وظهر منهم من حيث لم يشعروا غرابة صدور هذا القول من رجل صالح، ظهر بحب القرآن وقراءته والإجازة به!
    وأنت -ولله الحمد- محجوج بالقرآن الكريم وما فيه من الترهيب من اللهو واللعب، والاشتغال بكل ما يضل عن سبيل الله، وعن المكاء والتصدية.
    ومحجوج بصريح السنة النبوية الصحيحة الدالة على تحريم المعازف والغناء، والسماع إلى القينة.
    ومحجوج بإجماع الصحابة على الترهيب من الغناء والمعازف.
    ومحجوج بما أجراه الله تعالى من عادة الفضلاء وابتعادهم عن سفاسف المعازف، وغثاء الغناء.
    ومحجوج بمقاصد الشريعة في الفتوى، وأن بعض الأقوال تطوى ولا تروى عند انفلات زمام المراقبة، وإقبال الأمة على المنكرات، وتهاونهم في أداء الواجبات، فكأنك تزيد نار المنكرات إضراماً، وغاية الإجرام إجراماً، فقد أنف عقلاء الفنانين -إن كان فيهم عاقل- من الغناء المعاصر، وما فيه من فجر وقبحٍ وبعدٍ عن معنى (الطرب الذي يسعون إليه) إلى الاتجاه إلى معنى (الدعارة) والفسق والمجون، وعرض العاهرات، والدعوة إلى العلاقات المحرمة، والانسلاخ من الأخلاق، ومن كافة المبادئ والقيم.
    فوالله لو كان هذا القول قولاً معتبراً ولكنه مرجوح ما جاز لك شرعاً بثّه بين الناس وهم على هذا الحال الساقط، كيف وهو قول شاذٌ مردود؟!
    فأسأل الله تعالى أن يمنّ عليك بتوبة تنجو بها بين يدي الله تعالى، وتعود بها إلى رشدك، وتسلك جادة الحق، خشية عليك من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (النحل:25) ، والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلْخَيْرِ مِغْلاَقاً لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلشَّرِّ مِغْلاَقاً لِلْخَيْرِ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه)، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    كتبه
    بدر بن علي بن طامي العتيبي
    عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
    الخميس 12 رجب 1431هـ

  9. #9

    افتراضي رد: يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)

    جزاك الله خيرا.
    وجزى الله تعالى الشيخ بدرا خيرا على ما بين وعلى ما نصح.

  10. #10

    افتراضي رد: يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)

    وأنت كذالك اخي أبو أحمد المهاجر
    واشكرك على الزيارة المباركة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    535

    افتراضي رد: يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)

    مقال جيد وهادف والله يفتح قلب الكلباني لمثل هذا النصح كما فتح قلبه لحفظ القرآن
    مشكلة البعض أنه إذا رأى رأياً ولو كان مخطئاً شنع على مخالفيه بأنهم مصابون بجرثومة
    التحريم كما حصل من الشيخ عادل وهذا دليل الضعف ؟!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    535

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    الشيخ عبدالعزيز السدحان مدرسة في أدب طلاب العلم، جمع بين العلم والأدب، ولا غرابة فهو تلميذ كبار المشايخ سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز، وسماحة العلامة عبدالله بن جبرين وغيرهما ولهذا استفاد الأدب قبل العلم.
    وأتمنى من الشيخ عادل أن ينهج هذا النهج في بحثه ونقاشه، أصلحه الله ودله على اتباع الحق.
    وكفاه شر نفسه وشر المحيطين به !

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    152

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التبريزي مشاهدة المشاركة
    الحل ليس في الرسائل، جربها الكثير مع العبيكان والكلباني فما أفلحت، الحل كما قال الشيخ السديس في خطبة الجمعة بالأمس:
    .

    مقارنة الشيخ العبيكان بالقارئ الكلباني أو الدكتور في المحاسبة الغامدي = خطأ .
    فالأول (العبيكان) أهل للفتوى ومعروف بدروسه ومؤلفاته ، والآخران ليسا كذلك .
    والأول أفتى بحل السحر وإرضاع الكبير للحاجة وله سلف في هذا ، والمسألة اجتهادية ،
    أما الغناء بالمعازف وكثيرا مما ذكره الغامدي في مقاليه عن الاختلاط فخطأ قطعًا ، والمسألة إجماعية ، فالكلباني والغامدي خالفا الإجماع فيما ذكراه ، بخلاف الشيخ العبيكان .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    مقارنة الشيخ العبيكان بالقارئ الكلباني أو الدكتور في المحاسبة الغامدي = خطأ .
    فالأول (العبيكان) أهل للفتوى ومعروف بدروسه ومؤلفاته ، والآخران ليسا كذلك .
    والأول أفتى بحل السحر وإرضاع الكبير للحاجة وله سلف في هذا ، والمسألة اجتهادية ،
    أما الغناء بالمعازف وكثيرا مما ذكره الغامدي في مقاليه عن الاختلاط فخطأ قطعًا ، والمسألة إجماعية ، فالكلباني والغامدي خالفا الإجماع فيما ذكراه ، بخلاف الشيخ العبيكان
    عجيبٌ هو الزمان !
    احلال السحر أصبح مسألة اجتهاديّة ، و الغناء مسألة إجماعيّة ، يا أخي ما لقيت مثل يومي هذا !!

  15. #15

    افتراضي رد: يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)

    اخي بدر بن طامي ناقش الرجل مناقشة علمية محكمة بالديل من القران ومن السنة ةبدون رسائل لافائدة منها حتى يستفيد المتابع اما الكلام الارتجالي فهذا لايسمن ولا يغني من جوووع
    وفق الله الجميع للخير

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    حيثُ أكون
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراق الحموي مشاهدة المشاركة
    عجيبٌ هو الزمان !
    احلال السحر أصبح مسألة اجتهاديّة ، و الغناء مسألة إجماعيّة ، يا أخي ما لقيت مثل يومي هذا !!
    إي والله عجيب!!
    السحر فيه قولان!!
    وتحريم الغناء مسألة مجمعٌ عليها،
    ورضاع السائق (الذي لا يقدر الأمومة) لا بأس به، حتى تأخذ كفيلته راحتها في الحديث والخلوة!!
    من قال إن العبيكان ليس أهلا للفتوى فهو محق، فهو يتتبع الإثارة، ويفتي بما يثير الفتنة..
    أليس رأي مشايخ السعودية أن الرضاع لأكثر من حولين غير مؤثر في الحكم حسب الدليل الصريح الصحيح؟

    ليس لمثله إلا الحجر، ونرجو أن تنفذ كلمة الشيخ السديس في مثيري فتاوي الشغب
    "آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله،
    وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله"
    مواضيع متنوعة عن الرافضة هـــــــــــــن ــــــا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    77

    افتراضي وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء، للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي

    وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء، للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وبعد، فقد طلب مني بعض الإخوة الفضلاء أن أعلق على الرسالة الموسومة بـ تشييد البناء في إثبات حل الغناء، والتي كتبها الكاتب عادل الكلباني وفقه الله، وذهب فيها إلى إباحة الغناء مطلقا، فأجبته إلى ذلك رجاء حصول النفع، وبيناً لما أعتقده من الحق، فأقول مستعيناً بالله:
    لي مع هذه الرسالة عدة وقفات:
    الوقفة الأولى: وهي مع عنوان هذه الرسالة: تشييد البناء في إثبات حل الغناء، فهذا العنوان لا يتلاءم مع المقصود منها، إذ إن الظاهرَ من العنوان يدل على أن الكاتبَ يهدف من رسالته إلى العملِ على إثبات الحلِ للغناء، وجاء في تضاعيف سطورها ما يناقض ذلك، ونصه:((ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا على الإجماع )). اهـ .
    الوقفة الثانية: لم يعمل الكاتب على توضيح المراد بالغناء في مقدمة رسالته، وهذا الأمر قد أوقع كثيرا من العامة في الفهم الخاطئ، فهم في الغالب لا يعرفون من لفظ الغناء، إلا ما كان مصحوبا بشيء من المعازف، والأمر على خلاف ذلك، فالغناء في اللغة يطلق على: الصوت المطرب الملحن، ومنه النشيد، وغناء الأعراب المسمى بالحداء، وكان المتعين على الكاتب البيان، ولا سيما أنه قد عمل على نشر رسالته في وسائل الإعلام، وهو بهذا يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع، والحال أنه على غير دراية بصحة فهمهم، وقد وقفت على بعض العامة ممن قرأ الرسالة، وهو يقول: أن عمر رضي الله عنه يرى جواز الغناء، فلما سألته عن ذلك فسره بالموسيقى، وقبل ثلاث سنوات اتصل عليّ أحد العامة يسألني عن حكم الغناء، فأجبته في ذلك، وذكرت له أن الغناء غير المصحوب بشيء من المعازف حكمه الجواز، إذ هو من أمور العادات، والقاعدة في الفقه: [ أن الأصل في العادات الإباحة ]، أما إذا كان مصحوبا بشيء من ذلك فلا يجوز، وذكرت له حديث المعازف الذي سوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، فلما فرغت من الجواب ذكر لي ذلك العامي أن الشيخ الكلباني يقول بالجواز مطلقا، فطلبت منه رقم الشيخ فاتصلت به، وعرفته بنفسي، وسألته عن الغناء فقال: هو جائز، فقلت: يا شيخ ولو كان مصحوبا بشيء من المعازف، قال: لا، لا يجوز إذا كان كذلك، فقلت له: يا شيخ اتصل علي أحد العامة، وذكرت له القصة، وأنه قد فهم منك الجواز، فقال: هذا بسبب فهمه الخاطئ، فقلت له يا شيخ: هذا فهم أغلب العامة، فقال لي: ماذا أفعل لهم، قلت له: يا شيخ هذا الكلام غير مقبول، فأنت ما مقصدك عندما تصديت لإفتائهم، ألا تقصد هدايتهم ؟!، قال: بلى، قلت: فإن هذا لن ولم يحصل، بل قد حصل نقيض قصدك، وأشرت إلى كلام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه، وهو أن المفتي لا بد أن يكون على دراية بألفاظ العامة التي يستعملونها حتى لا يقع الخطأ في الفهم، ثم انتقلنا إلى بحث مسألة الدف وحكمه، فلما طال الكلام طلب مني أن أزوره في مسجده، فقلت له: أنا أسكن بمكة. اهـ.
    الوقفة الثالثة: قال الكاتب في مقدمة رسالته: ((فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن)).
    وهذا الكلام فيه نظر: فالصوت الندي الحسن الذي يكون من امرأة، أو يخشى منه عدم أطهرية القلوب فإن الشريعة جاءت بمنعه، والنهي عن استماعه، قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)) ، فقد علل الحكم - أي الوجوب - في الآية بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء، والقاعدة في الأصول: [ أن العلة تعمم معلولها أي الحكم ]، فكل ما ينافي أطهرية القلوب فهو محرم، وكل ما يحصلها ويحققها فهو واجب.
    الوقفة الرابعة: قال الكاتب -وفقه الله-: ((بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا )).
    وهذا الكلام فيه نظر: فليس في هذا الحديث ما يدل على الحث على سماع الصوت الندي كما ذكر، بل غاية ما فيه: أن تحسين الصوت بالأذان مقصود، وأنه يشرع اتخاذ المؤذن المتصف بحسن الصوت.
    الوقفة الخامسة: قال كتاب الرسالة: ((وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير، {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، ومن المثير للتأمل أن الإشارة إلى نكارة صوت الحمار جاء في نفس السورة التي يَسْتَلُّ منها المحرمون للغناء دليل تحريمه ! ومن غير المعقول أن يطلب الله من الإنسان بعد أن أودع فيه هذه العاطفة نزعها أو إماتتها من أصلها)).
    هذا الكلام فيه نظر من جهة الأسلوب والمعنى: أما من جهة الأسلوب فلأنه قال: عاب الله نكارة صوت الحمير على أن هذا هو مدلول الآية، والصحيح أن يقال: عاب الله صوت الحمير إذ وصف صوتها بأنه أنكر الأصوات، وعيبه سبحانه مستفاد من إقراره للعبد الصالح لقمان، وأما من جهة المعنى: فلأنه ليس في الآية ما يثير التأمل على الوجه الذي ذكر الكاتب، فالله سبحانه لم يقل ليس من الأصوات ما ينكر إلا الحمير حتى يعتمد عليها في هذا الموطن، وإنما أخبر أنه أنكرها، فقد يكون ثمة ما ينكر غيره، والأمر كذلك، ثم إن قوله تعالى: ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) تعليل لقوله: ( واغضض من صوتك )، ويؤخذ من هذا أن نكارة صوت الحمير حاصلة من جهة منافاتها لغض الصوت أي خفضه، ومن الغناء ما هو على هذا الوصف.
    ثم إن كلامه يوهم بأن من قال بالتحريم ( أي تحريم الغناء المصحوب بالمعازف) إنما يستدل فقط بدليل واحد مذكور في هذه السورة، وليس الأمر كذلك على ما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
    الوقفة السادسة: قال كتاب الرسالة: (( وقد ذكر الأطباء منذ القدم أن الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس... )).
    هذا الكلام فيه نظر من جهتين: الجهة الأولى: خطأ منهجي في الكتابة: فإنه من غير المناسب ذكر مثل هذا الكلام في رسالة قصيرة لا تتجاوز عشرة صفحات مقصودها وما ينادي به عنوانها إثبات الحل للغناء مطلقا.
    الجهة الثانية: أن الصوت الحسن قد يؤدي إلى نقيض ما ذكر الكاتب، فقد يجلب الهم، ويشرد الذهن، ويضعف الهمة... إلخ ، ولا سيما إذا كان مصحوباً بالمعازف، وشواهدُ الواقع قاضية بذلك.
    الوقفة السابعة: قال كاتب الرسالة: (( وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب، وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر )).
    هذا الكلام فيه نظر: الأثر الأول ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر رضي الله عنه، وفي إسناده: أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، ضعفه يحي بن معين وأحمد والنسائي وجماعة، وضعفه حاصل من جهة سوء حفظه، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره].
    وأما الأثر الثاني: فهو ضعيف أيضا، أخرجه البيهقي عن خوات بن جبير رضي الله عنه، وفي إسناده: قيس بن أبي حذيفة مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره]، وفي إسناده فليح بن أبي سليمان سيء الحفظ، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره] .
    وليس في الأثر أن خواتاً كان مغنياً، بل غاية ما فيه أنهم طلبوا ذلك منه، ولا تلازم بين الأمرين.
    ثم إن كل ما ثبت عن الصحابة في الغناء فالمراد به النشيد والحداء، وهذا جائز كما تقدمت الإشارة إليه، ولا يصح سحبه على كل غناء، لأنها من الأفعال، والقاعدة في الأصول: [ أن الفعل لا عموم له ].
    الوقفة الثامنة: قال كاتب الرسالة: ((ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد )).
    وفي هذا الكلام نظر:
    1/ لم يبين المعنى المراد بالغناء.
    2/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء المصحوب بالمعازف.
    3/ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء من غير معازف أي النشيد.
    4/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالغناء مطلقاً.
    5/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع غناءً مصحوباً بمعازف.
    6/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعراس.
    7/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعياد، بل غاية ما في الأمر أنه أقرهم عليه، وفرق بين الإقرار والحث، فمقتضى الحث أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ فهو مثاب، ومعنى الإقرار أن من فعله فلا إثم عليه.
    الوقفة التاسعة: قال كاتب الرسالة: ((ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء، أو كراهة الغناء، أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه)).
    هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الحجة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا في تراجم المحدثين، وجعل هذه التراجم حاكمة على النصوص الواردة في الباب ضرب من التقليد الذي حذر منه وأعلن النكير على أربابه، ثم ما هو الفرق عندك بين تراجم المحدثين وبين كلام الفقهاء ؟!، كلاهما قول صادر من غير معصوم فيطلب له الدليل، ولا يجعل دليلاً.
    الوقفة العاشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهكذا جاء الحديث عنه في أحكام العيدين وما يسن فيهما، ولهذا بوب البخاري رحمه الله تعالى: باب سنة العيدين لأهل الإسلام ، ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، أعني حديث الجاريتين وغنائهما بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته )).
    هذا الكلام فيه نظر من جهة أن السنة تطلق ويراد بها الطريقة، أي الجادة المسلوكة، وهذا قدر صادق على الواجب والمندوب ( السنة بالاصطلاح الخاص) والمباح، والمراد هنا بالترجمة أن هذا - أي الغناء من غير معازف - من الجائز المباح.
    الوقفة الحادية عشر: قال كاتب الرسالة: (( وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر... واختلفوا في كل تفصيلاتها تقريبا، فاختلفوا في تكبيرة الإحرام حتى التسليم،... حتى إنهم اختلفوا في النطق بالشهادتين ! وليس هذا إلا من توسعة الله تعالى على عباده )).
    هذا الكلام فيه نظر من وجوه:
    1/ أن دلالة النصوص على الأحكام دلالة واضحة، بمعنى أنها كافية في الإفهام الصحيح، ومؤدية لغرض البيان، وهي متفاوتة، منها ما لا احتمال فيه، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالنص، ومنها ما فيه احتمال مرجوح، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالظاهر، وأما ما فيه احتمال مساو، وهو ما يسمى بالمجمل فلا وجود له في مجموع النصوص، بمعنى أنه قد يوجد في نص، لكن يرد نص آخر يوضحه ويبينه، وهو أمر فيه شيء من النسبية، وذلك بسبب اختلاف الفهوم، وتفاوت العلوم .
    إذا تقرر هذا فالاحتمال الموجود ليس على التساوي على ما يوهم كلام الكاتب، بل الاحتمال راجح ومرجوح، والعمل بالراجح واجب لا راجح.
    2/وجود المآخذ اللطيفة في تضاعيف نصوص الشريعة أمر لا ينكر، وقد تلمس علماء الأصول الحكمة من ذلك فقالوا: ليستفرغ المجتهد وسعه في درك الحكم الشرعي فيعظم أجره، ويمكن أن يضاف وجه آخر لعله يكون مقصوداً، وهو الامتحان والابتلاء فإن المسائل الخالية من الدليل القاطع قد يتساهل بعض الناس في امتثالها.
    وأنا لا أنكر بأن العامي من أهل الفهم، لكن ليس له أن يتفهم النصوص كيفما اتفق من غير ضوابط، وعليه أن يراجع العلماء فيما يشكل، وظاهر كلام الكاتب يوهم خلاف ذلك.
    3/القول بأن الخلاف وقع في كل تفاصيل الصلاة كلام غير مقبول، أين اتفاقهم على وجوب الركوع والسجود والترتيب بين الأركان... إلخ ؟!.
    4/قوله بأن الخلاف يقتضي التوسيع على العباد يوهم القول بجواز التخيير بين الأقوال، وهذا كلام باطل؛ إذ الخلاف حصل بعد الشرع، وما كان كذلك فلا يصلح أن يكون دليلا، ومن المعلوم المتقرر أن الحق في مسائل الخلاف واحد قال تعالى: (( فما ذا بعد الحق إلا الضلال ))، وفي الصحيحين عن عمر بن العاص رضي الله عنه مرفوعا: (( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد ))، وطلب الحق واجب.
    الوقفة الثانية عشر: قال كاتب الرسالة: (( فلو كان تحريم الغناء واضحا جليا لما احتاج المحرمون إلى حشد النصوص من هنا وهناك، وجمع أقوال أهل العلم المشنعة له، وكان يكفيهم أن يشيروا إلى النص الصريح الصحيح ويقطعوا به الجدل، فوجود الخلاف فيه دليل آخر على أنه ليس بحرام بين التحريم، كما قرر الشافعي،وقد قال ابن كثير رحمه الله، إذ تكلم عن البسملة واختلافهم في كونها من الفاتحة أم لا، قال ما نصه: ويكفي في إثبات أنها ليست من الفاتحة اختلافهم فيها وإني أقول مثل ذلك يكفي في إثبات حل الغناء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا)).
    هذا الكلام فيه نظر فكلام الكاتب صريح في أنه يستدل بالخلاف على الجواز، وقد تقدم بطلان ذلك.
    قال الإمام أبو عمرو ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله ( 2 / 80): ((و الواجب عند اختلاف العلماء طلب الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الأصول على الصواب منها وذلك لا يعدم فإن استوت الأدلة وجب الميل مع الأشبه بما ذكرنا بالكتاب والسنة، فإذا لم يبن ذلك وجب التوقف ولم يجز القطع إلا بيقين )).
    وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي -رحمه الله - في الموافقات( 4/141): (( وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية؛ حتى صار الخلاف في المسائل معدودا في حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفا فيه بين أهل العلم، لا بمعنى مراعاة الخلاف؛ فإن له نظرا آخر، بل في غير ذلك، فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع؛ فيقال: لم تمنع والمسألة مختلف فيها، فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفا فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة حيث جعل ما ليس بمعتمد متعمدا، وما ليس بحجة حجة )).
    وقال أيضا: (( والقائل بهذا راجع إلى أن يتبع ما يشتهيه، ويجعل القول الموافق حجة له ويدرأ بها عن نفسه، فهو قد أخذ القول وسيلة إلى اتباع هواه، لا وسيلة إلى تقواه، وذلك أبعد له من أن يكون ممتثلًا لأمر الشارع، وأقرب إلى أن يكون ممن اتخذ إلهه هواه، ومن هذا أيضًا جعل بعض الناس الاختلاف رحمة للتوسع في الأقوال، وعدم التحجير على رأي واحد، ويحتج في ذلك بما روي عن القاسم بن محمد وعمر بن عبد العزيز وغيرهما مما تقدم ذكره، ويقول: إن الاختلاف رحمة، وربما صرح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر والذي عليه أكثر المسلمين، ويقول له: لقد حجرت واسعًا، وملت بالناس إلى الحرج، وما في الدين من حرج، وما أشبه ذلك. وهذا القول خطأ كله، وجهل بما وضعت له الشريعة، والتوفيق بيد الله )).
    الوقفة الثالثة عشرة: قال كاتب الرسالة: (( ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له، مع وجود نصوص في تحريم أشياء لم يكن العرب يعرفونها، كالخنزير، وتحدث عن أشياء لم يكونوا يحلمون بها كالشرب من آنية الذهب والفضة، ومنعوا من منع النساء من الذهاب إلى المساجد مع كثرة الفتن في كل زمان )).
    هذا الكلام غير صحيح إن كان المقصود الغناء المصحوب بشيء من المعازف، فقد قام الدليل الصحيحُ الواضحُ على تحريمه، وأعني بذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، قال رحمه الله: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ".
    فهذا حديث صحيح، إسناده متصل، ورجاله ثقات، وقد أعل هذا الحديث بعدة علل:
    1- التعليق: بمعنى أنه سقط بعض رواته مما يلي صاحب الكتاب الذي هو البخاري، ومأخذ ذلك: أنه قال: قال فلان، والبخاري في صحيحه لم يذكر هذه الصيغة إلا تعليقا، إذا تقرر ذلك فهو مردود لأنه منقطع، والقاعدة في الأصول: [ أن الانقطاع في الخبر يقتضي رده ]، ومأخذ هذه القاعدة: أنه لا يعلم حال من سقط من جهة العدالة والضبط.
    ويجاب عن هذا: أن هشام بن عمار شيخ للبخاري، لقيه وسمع منه، وقد خرج له في الصحيح من غير واسطة حديثين اثنين غير هذا، الأول في كتاب البيوع من حديث أبي هريرة: (( كان رجل يداين الناس...)) الحديث، والثاني في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر، من حديث أبي الدرداء وفيه: (( أما صاحبكم فقد غامر )).
    انظر: هدي الساري للحافظ ابن حجر.
    وقول الراوي: "قال فلان" في معنى "عن فلان" و"أن فلانا" من حيث كونها محتملة للسماع، والقاعدة في الأصول: [ أن رواية الحديث بالصيغة المحتملة محمول على السماع إذا كان الراوي غيرَ مدلس ]، وهذا هو حال البخاري فيكون متصلاً.
    والقول بأن الصيغة صيغة تعليق لا يسلم بها من جهة أنه لا دليل على ذلك من كلام البخاري، وعمله في الصحيح لا يدل على ذلك إذ يحتمل أنه لم يقصد ذلك، على أنه أي البخاري استعمل هذه الصيغة كثيرا في كتابه التاريخ الكبير في روايته عن شيوخه في الأسانيد المتيقن اتصالها.
    وجواب آخر: أن هشاماً لم يتفرد به، بل تابعه على ذلك جماعة من الثقات، منهم:
    - الحسين بن عبد الله القطان ، أخرجه عنه ابن حبان في الصحيح.
    - موسى بن سهل الجوني، أخرجه عنه الطبراني في الكبير.
    - عبدان بن محمد المروزي، أخرجه عنه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري، هكذا في الفتح، وعنه الذهبي في السير.
    والحديث لم ينفرد به هشام فقد أخرجه البيهقي عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم، وابن عساكر عن عيسى بن أحمد العسقلاني كلاهما عن بشر بن بكر به.
    2-أن في إسناده صدقة بن خالد، وقد جاء عن ابن معين أنه ليس بشيء، وعن أحمد أنه ليس بمستقيم، ولم يرضه.
    ويجاب عن هذا : أن أحمد وابن معين يقصدان صدقة بن عبد الله السمين، وهو أقدم من صدقة بن خالد، وقد شاركه في كونه دمشقيا، وفي الرواية عن بعض شيوخه، كزيد بن واقد، أما صدقة بن خالد فقد قال عنه أحمد فيما رواه عنه ابنه عبد الله: ثقة ثقة، ليس به بأس، أثبت من الوليد بن مسلم، وقال عنه ابن معين ثقة، نقله عنه معاوية بن صالح.
    انظر: الفتح لا بن حجر.
    وجواب آخر: أن صدقة بن خالد لم يتفرد به بل تابعه عليه بشر بن بكر التنيسي كما عند أبي داود في السنن، وهو ثقة وثقه أبو زرعة وغيره.
    3- أن الحديث جاء بالشك أبو مالك أو أبو عامر الأشعري، وأبو عامر لا يدرى من هو ؟ قاله ابن حزم رحمه الله.
    ويجاب عنه: بأن أبا عامر صحابي، ومأخذ ثبوت الصحبة له أنه أخبر بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وزكاه عبد الرحمن بن غنم بقوله: (( والله ما كذبني )).
    4-أن الحديث جاء عند أبي داود بغير ذكر المعازف، وهذا يدل على عدم ثبوتها.
    ويجاب عنه بجوابين:
    -أن الإمام أبا داود قد اختصر الحديث، واقتصر على الشاهد، وهو ذكر الخز لأنه أورده في باب: ما جاء في الخز ، وقد أشار إلى الحذف بقوله: ((وذكر كلاماً )).
    - على فرض عدم إشارة الإمام أبي داود للحذف فإن القاعدة في الأصول: [أن زيادة الثقة مقبولة].
    إذا تقرر ثبوت هذا الحديث، فإنه يدل على تحريم الغناء المصاحب بالمعازف، ومأخذ الحكم من الحديث من جهتين:
    1- أنه قال: يستحلون، والاستحلال بمعنى استباحة الممنوع، وتصييره حلالاً، فيدل على تحريم الفعل، فالقاعدة في الأصول:[أن اللغة معتبرة في تفسير كلام الشارع].
    وأجيب: أن هذا يطلق في المباح أيضا، ودليله حديث المقدام بن معدي كرب مرفوعا: (( فما وجدناه حلالا استحللناه )) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه فيكون مشتركاً، والاشتراك من أسباب الإجمال، والقاعدة في الأصول: [يجب التوقف في المجمل إلى أن يرد البيان].
    ونوقش من وجهين:
    - أنه حديث ضعيف، في إسناده: الحسن بن جابر اللخمي مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره].
    وردت المناقشة: بأن الحسن بن جابر توبع، تابعه عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرشي كما عند أحمد وأبي داود وابن حبان، وهو ثقة.
    -أن سياق الحديث يبين أن المراد هو المعنى الأول، والقاعدة في الأصول:[أن دلالة السياق معتبرة].
    2- أنه ذكر في سياق الذم، وأنه سيحصل ذلك في آخر الزمان مع تحريمه، ولو كانت المعازف غير محرمة لما كان لذكرها معنى، بل يكون ذكرها نوعاً من اللغو والعبث، وكلام الشارع ينزه عن ذلك، والقاعدة في الأصول: [أن دلالة السياق على هذا الوجه معتبرة في إثبات الأحكام].
    الوقفة الرابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهذا دليل من أقوى الأدلة على إباحته حيث كان موجودا ومسموعا، ومنتشرا، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان، أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك ؟! )).
    هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الكاتب لم يبين ما المراد بالغناء هنا، فالمراد به هنا الخالي من المعازف، وتقدم أنه جاء بدليل الأصل، وأدلة أخرى منها هذا الحديث، فهو حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح من حديث السائب بن يزيد.
    الوقفة الخامسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((ولهذا سأبدأ مقالتي هذه بذكر المجيزين على طريقة الإجمال، ليتبين المنصف أني لست منفردا بهذا القول)).
    عجيب أمره انتصف في مقالته، ويقول سأبدأ !!.
    الوقفة السادسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ !، فممن اشتهر به وذاع صيته , عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكانت له صحبة ورواية... )).
    هذا الكلام يدل على عدم وجود تلاءم بين عنوان الرسالة ومضمونها، فتقدم أن العنوان في إثبات الحل، وهو هنا يريد الاعتذار عن نفسه، وأنه لم ينفرد بهذا القول، وهذا يؤكد ما سبق من الاستعجال، وعدم المنهجية في الكتابة، ثم إنه خلط بين من يرى جواز مطلق الغناء وهم قلة، وبين من يرى جوازه إذا لم يكن مصحوبا بشيء من المعازف، وهذا فيه إيهام للقارئ العامي.
    الوقفة السابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: (( بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم إتباعه)).
    هذا الكلام فيه مبالغة، ولعله من باب ردود الأفعال، فإضافة العوار إلى الأمة بسبب جماعة قليلة تكلمت فيه أو نالت منه ليس من الإنصاف.
    الوقفة الثامنة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم )).
    هذا الكلام فيه نظر، ولا يليق بمسلم فضلا عن طالب علم، فالتحريم حكم شرعي، ولا يجوز أن يضاف إليه مثل هذا اللفظ، ثم في الكلام شيء من المبالغة، وذلك في وصف هذه الفئة بالكبيرة.
    الوقفة التاسعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم )).
    هذا الكلام فيه نظر، وغاية أمره أنه دعوى يُحتاج في إثباتها إلى دليل، وتقدم إبطالها بتثبيت حديث المعازف، وبيان دلالته.
    الوقفة الأخيرة: الموقف من صاحب الرسالة: ينبغي على المسلم أن يكف لسانه عن الإساءة إلى المسلمين، ولاسيما العلماء وطلبة العلم منهم، و إذا حصل من أحدهم أن قال قولاً يُرى أن الحق على خلافه، فيجب على المسلم العمل على مناصحته بالحجة والبيان، مع تعاطي الرفق، وأن يحذر من سلوك منهج التجريح والشتم والتجهيل والطعن في العرض ، فإن هذه الأفعال مخالفة للشرع، مبيانة له. والله تعالى أعلم.
    كتبه / جلال بن علي حمدان السلمي
    مكة المكرمة
    الأحد: 15/ 7 / 1431 هـ

  18. #18

    افتراضي رد: وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء، للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي

    جزاك الله خيرا.
    وجزى الله السلمي خيرا.
    وهنا سؤال:
    ألا تدل الآية : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله...)) على تحريم الغناء الخالي من المعازف؟!

  19. #19

    افتراضي رد: الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداءا حارا لعادل الكلباني !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التبريزي مشاهدة المشاركة
    إي والله عجيب!!
    السحر فيه قولان!!
    وتحريم الغناء مسألة مجمعٌ عليها،
    ورضاع السائق (الذي لا يقدر الأمومة) لا بأس به، حتى تأخذ كفيلته راحتها في الحديث والخلوة!!
    من قال إن العبيكان ليس أهلا للفتوى فهو محق، فهو يتتبع الإثارة، ويفتي بما يثير الفتنة..
    أليس رأي مشايخ السعودية أن الرضاع لأكثر من حولين غير مؤثر في الحكم حسب الدليل الصريح الصحيح؟

    ليس لمثله إلا الحجر، ونرجو أن تنفذ كلمة الشيخ السديس في مثيري فتاوي الشغب
    صدقت!

  20. #20

    افتراضي جامع الردود على من أحل المعازف والغناء.

    كشف الغطاء عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء.
    الشيخ الدكتور صالح سندي:
    http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215564

    النص الرباني في تحريم الأغاني! [الرد على القارئ الكلباني]
    الشيخ بدر بن بدر آل بدر:
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=379221

    يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)
    الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60342

    وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء.
    الشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60432

    ردع المـُجازفِ المـُفتري على الأئمةِ تجويزِ المعـازف
    الشيخ موسى الغنامي:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60120

    الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداء حارا لعادل الكلباني :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60317

    ردود العلماء على الكلباني :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...56#post1317156


    لا نحرم الغناء بأهوائنا بل من خلال نصوص الكتاب والسنة.
    سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية:
    http://www.sabq.org/sabq/user/news.d...ion=5&id=11888


    الخطوط العريضة في نقد رأي الكلباني في إباحة الغناء .
    أبو عمر الطائي:
    http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215490


    هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني.
    الشيخ سعد بن ضيدان السبيعي:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317163


    مِعْوَلُ هَدْمِ بِنَاء مُحِلِّ الغِنَاء .
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1313947


    زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين.
    الشيخ حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214832

    ###

    حكم المعازف والغناء.
    الشيخ علي الفضلي:
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=379230

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •