بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

وبعد ...

ينبري أهل الحق والعلم للرد على المبطلين من أهل الأهواء والبدع وممن يريد أن يشوه الدين الحق ويلبس على الناس دينهم وهذا من الواجب على كل قادر حراسة ً لشريعة الله وقياما بالأمانة التي ألقاها الله على العلماء وطلاب العلم, وهو من الجهاد الذي لا يقل عن جهاد السيف والسنان, فإن جهاد السيف يوجه للكفار وجهاد القلم واللسان والحجة والبيان موجه إلى أهل البدع والأهواء والمنافقين والمبطلين..

وفي ظل ذلك التوجه المحمود من أهل العلم والحق يأتي قوم ذمهم الله في كتابه وحذر منهم كل عالم رباني يعرف مدى خطرهم وقوة أثرهم وفداحة جرمهم, ولذلك كان شرهم لا يقل عن شر أهل البدع والأهواء فهم لهم خير معين, سخروا أنفسهم للدفاع عن كل مبتدع ضال ومخلط يلبس على الناس دينهم والتمسوا لهم الأعذار وبحثوا لهم عن المبررات التي يسعون من ورائها إلى إسكات صوت الحق وتخذيل أهل العلم ممن يردون على كل مبتدع ومخلط وصاحب هوى ..

لقد حذر الله من المخذلين في محكم التنزيل فقال جل من قائل :"وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً "(النساء : 72 )

وقال سبحانه :"لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُون َ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً "(الأحزاب : 60 )

فالتخذيل والإرجاف صفة من صفات المنافقين عرفوا بها على مر العصور الإسلامية والمخذل جمع مع إثم تقصيره إثم تخذيله فلم يكتفي بكونه عالة على أهل الإسلام والسنة بل زاد على ذلك في تخذيله لمن يقوم بواجبه في الرد على أهل الأهواء وأهل البدع وأشباههم من المخلطين والمتعالمين فأي إثم وقع فيه هؤلاء المخذلون وأي جريمة هي جريمتهم إذ أصبحوا للعدوا ظهرا وعينا ومعينا وظهيرا ...

وقد تنبه علماء الإسلام لخطر أمثال هؤلاء من المخذلين والمرجفين فحذروهم وحذروا منهم فهاهو ابن تيمية رحمه الله يقول :" ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم أو عـُرف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ماهو أو من قال : إنه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشائخ والعلماء والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدون عن سبيل الله " مجموع الفتاوى 2 / 132

فإلى كل مخذل يدافع عن الليبراليين والعصرانيين والمخلطين وأهل الأهوء والرافضة ليحذر من مغبة فعله وليعلم أنه أصبح عينا لعدوا الأمة سواء شعر أو لم يشعر وسواء ً أراد أو لم يريد , وإن كان هؤلاء المخذلين _ الذين تحدث عنهم الأئمة ومنعوهم من الغزو مع المسلمين وقدحوا في شهادتهم _ لا يستطيعون مشاركة العلماء وطلاب العلم في الرد على أهل الأهواء من العصرانيين والليبراليين فلا أقل من أن يسكتوا ويكفوا أذاهم عن المجاهدين الذين سخروا أقلامهم وألسنتهم للذب عن دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك خير لهم وأسلم في الدنيا والآخرة ..

أيها المخذلون ..

إن ما تقومون به من التخذيل سيكتب في صحائفكم ويبقى شاهدا عليكم في الدنيا والآخرة وسيكتبكم التأريخ في عداد العملاء والخونة والمرجفين الذين خانوا الله وخانوا أماناتهم وساهموا في تفريق الأمة ونصرة أعدائها ,, ولتعلموا أن دين الله منصور وأن كيدكم وتخذيلكم لن يثني أهل الحق عن نصرته ونشره والرد على مخالفه وقسره ..

أيها المخذلون ..

ارحموا أنفسكم فإني لكم ناصح وعليكم مشفق وكفى تبريرا لأهل الفساد من الرافضة والليبراليين وغيرهم وكفاكم التماسا للأعذار لهم مع تتبع عثرات أهل الحق مظهرين أنكم تريدون التصحيح والنصح وما إظهاركم لهذه الدعاوى بالذي سيخفي مكركم على أهل الصلاح ولا بالذي سيجعل أهل الحق يتوقفون عن الرد القاصم والفضح المتكرر لكل من أراد تحريف دين الله أو المساس بشريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , فأربعوا على أنفسكم واعلموا أنكم محاسبون ومكشوفون لكل ذي لب من العقلاء ..

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم

اللهم رد كيد الكائدين ومكر الماكرين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم