" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " }البقرة:74{
قال الإمام عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - : شبه قسوة القلب بالحجارة، مع أنَّ في الموجودات ماهو أشد صلابةً منها؛ لأنَّ الحديد والرصاص إذا أُذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة!!
وقال الإمام ابن عاشور - رحمه الله - : ووجه تفضيل تلك القلوب على الحجارة في القساوة، أنَّ القساوة التي اتصفت بها القلوب، مع كونها نوعاً مغايراً لنوع قساوة الحجارة، قد اشتركا في جنس القساوة الراجعة إلى معنى عدم قبول التحول عن الحالة الموجودة إلى حالة تخالفها، فهذه القلوب قساوتها عند التمحيص أشد من قساوة الحجارة؛ لأنَّ الحجارة قد يعتريها التحول عن صلابتها وشدتها بالتفرق والتشقق وهذه القلوب لم تُجْدِ فيها محاولة .
المصدر: تيسير الكريم الرحمن،ص:55.
والتحرير والتنوير،ج1،ص:349.