بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في تحفة الطالبين-وهي رسالة نفيسة في ترجمة الإمام النووي- لابن العطار:(قال لي شيخي يحيى بن شرف النووي رضي الله عنه: كنت مريضا بالمدرسة الرواحية فبينما أنا في بعض الليالي في الضفة الشرقية و فيها والدي و أخوتي و جماعة من أقاربي - نائمون إلى جانبي، إذ نشطني الله وعافاني من ألمي، فاشتاقت نفسي للذكر، فجعلت أسبح، فبينما أنا كذلك بين الجهر و الإسرار إذ شيخ حسن الصورة جميل المنظر فتوضأ على حافة البركة، وقت نصف الليل أو قريباً منه، فلما فرغ من وضوئه أتاني وقال - : يا ولدي لا تذكر الله تعالى وتشوش على والدك وأخوتك وأهلك ومن في هذه المدرسة. فقلت: يا شيخ من أنت؟ قال: أنا ناصح لك، و دعني أكون من كنت، فوقع في نفسي أنه إبليس، فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ورفعت صوتي بالتسبيح فأعرض و مشى إلى ناحية باب المدرسة، فانتبه والدي والجماعة على صوتي، فقمت إلى باب المدرسة، فوجدته مغلقاً، و فتشتها فلم أجد فيها أحداً غير من كان فيها. فقال والدي: ما خبرك؟ فأخبرته الخبر فجعلوا يتعجبون، و قعدنا كلنا نسبح و نذكر، أعاذنا الله من شره و مكره) انتهى
قلت:هذا كان في عهد الإمام النووي والمستهدف من هذا الإغواء إمام في العبادة والعلم،أما اليوم فقد باتت لإبليس مؤسساته الإعلامية سواء في الشبكة أو في الفضائيات التي غزت كل بيت، فأبليس اليوم ليس كأبليس الأمس؟؟فاليوم قد بات له موقع على الشبكة وصفحة على الفيس بوك و قناة على اليوتيوب وغير ذلك من وسائل الإتصال الحديث ، بل لقائل أن يقول إن أبليس قد يستفيد ويتعلم من بعض أصحاب وسائل الإتصال الحديث والقنوات الفاجرة التي يعتبر الراعي الرسمي لكثير منها؟؟فالتلميذ قد يتفوق على تلميذه في بعض الحالات ، حتى أن أحدنا ليتمثل بقول القائل حين يرى بعض الناس:
وإذا رأى أبليس طلعة وجهه**حيا وقال فديت من لا يفلح
نسأل الله السلامة والعافية...