بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حديث: « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ » :
هذا الحَديثُ أَخْرَجَهُ: عبدُ اللَّـهِ بنُ الإمامِ أحمدَ (1/259)[19] والبَيْهَقِيُّ في الشُّعب (3815)، وفضائل الأوقات (14)، وابنُ السُّنيِّ في عمل اليوم والليلة (659) جميعهم من طريق : عُبَيْدِ اللَّـهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيّ ِ.
والطَّبرانيُّ في الأوسط (4/189) من طريق عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عُمَرَ الْجِنِّيِّ.
وأبي نُعَيم في الحِلية (6/269) والطَّبرانيُّ في الدُّعاء (911)، وابنُ عَساكِر (40/57) من طريق: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ .
ثلاثتهم من طريق : زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعًا:
وهذا حديثٌ منكرٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جِدًّا ؛ لأمور :
فيه زائدة بن أبي الرقاد : منكر الحديث.
فيه زياد بن عبد الله النميري البصريّ : ضعيف.
على ضعف زائدة فقد تفرد به كما قاله الطبراني، ولا يُحتمل ذلك منه.
أن هذه السلسلة قال فيها أبو حاتِمٍ : يحدث زائدة عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة. وقال البخاري: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري مُنكر الحَديث. (الضعفاء 2/437).
والحديث ضَعَّفَهُ جماعة؛ منهم :
البَيْهَقيُّ (فضائل الأوقات ص104)، والنَّوويُّ (الأذكار ص314)، وابنُ رَجَبٍ (اللطائف ص170)، وابنُ حَجرٍ (تبيين العجب ص37).
وذكره ابنُ تَيمِيَّةَ في الفتاوى (25/291) وسكت عنه، لكن قال قبله: « وأكثر ما رُوِي في ذلك.. ».
* سُئِلَ حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ، وَرَعَاهُ ـ :
ما تقولون في حديث : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ».؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
هَذا الحديثُ رَوَاهُ أحمدُ فِي مُسْنَدِهِ ( 1 / 259 ) والبَزارُ [ 616 – كشف الأستار ] من طريق زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ كانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ ، قَالَ : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ».
وفي إِسنادِهِ زَائِدَةُ بنُ أبي الرُّقَاد لا يصحّ حديثه قالَ عنهُ الإمامُ البُخَاريُّ : مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
وقال النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ : مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
وقالَ أبُو دَاوُدَ : لا أعرف خبره.
وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : يروي المَناكير عن المَشاهير لا يحتجّ به ولا يكتب إلا للاعتبار.
وذكر الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف ( 234 ) هذا الحديث وقال فيه ضعيف .
وانظر تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ( ص 18 ) للحافظ ابن حجر العسقلاني . فقد أشار إلى ضعفه لتفرد زائدة .
ولا يصح تخصيص رجب بشيء من العبادات لا دعاء ولا صيام ولا صدقة ولا عمرة على الصَّحيح فإن عمر النبي كانت في ذي القعدة لحديث أنسٍ في الصحيحَيْن .
وقد زعم بعضُ النَّاسِ أن النَّبِيَّ ولد في أوَّل ليلة من رجب وهذا ليسَ بِشَيء .
وقالت طائفة بأن الإسراء بالنَّبيِّ كانَ في السَّابِع والعشرينَ من شهرِ رجبٍ.
ولا يصحّ في ذلك شيء ، واللَّـهُ أعلمُ .
ومنها أنَّ رَسُولَ اللَّـهِ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قالَ : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ».
هذا الحديثُ قد رَوَاهُ الإِمامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، وجاءَ عِندَ بَعضِ أَهلِ السُّنَنِ ، وقد رَوَاهُ أيضًا البَيْهَقِيُّ والطَّبَرَانِيّ ُ وغيرُهُم مِن حديثِ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ عليه رضوانُ اللَّـهِ تعالى ـ أنّ رَسُولَ اللَّـهِ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ ، قَالَ : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ».
وعليه يُعْلم أنَّه لا يثبت في فضل رجب شيءٌ من الأخْبَارِ عَن رَسُولِ اللَّـهِ صلى الله عليه وسلم لا في صِيَامٍ ولا في قِيَامٍ كما نصَّ على ذلك غيرُ واحدٍ مِن الحُفَّاظِ كأبي إسْحاقَ الهرويِّ ، وكذلك نصَّ عليه الحافِظُ ابنُ حجرٍ ـ عليه رحمةُ اللَّـهِ تعالى ـ وغيرهما.
كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ ، قَالَ : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ».