بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد؛
أعجب -وربي- كيف يستطيع الشيعة الإماميَّة -أصلحهم الله- إقناع بعض مخالفيهم بأنهم قوم يتبعون الأئمة المعصومين -على التسليم بعصمتهم-, والحال أن الانفكاك الكامل بين الإماميَّة وبين اتباع المعصوم أشهر من أن يُذكر, وأظهر من أن يُستظهر؛ فهو كالشمس حال توقُّدها وقوة إشعاعها, ومع هذا وذاك فإن الإماميَّة لا يقبلون تصوُّرَ مثل هذا ولو جئناهم بأدلِّ دليل, وألزم تعليل, والله المستعان !!
وإشفاقاً على جملة من المخدوعين, وأسراب من المسحورين ننقل من كلام أساطين الإماميَّة ما نرجوا أن يكون مفتاحاً لعقول القوم, وإيقاظا من استغراق شديد في النوم, والله الموفق..
الشروع في المقصود:
قال إمام الرافضة الكبير الوحيد البهبهاني الملقب بــ(أستاذ الكل) (ت:1206هـ) في كتابه الفوائد الرجالية (ص11):
((وأما المسائل الفقهية فقد ثبت جواز التعبد بالظن, وورد به الشرع, أما في أمثال زماننا فلا يكاد توجد مسألة تثبت بتمامها من الإجماع من دون ضميمة أصالة العدم أو خبر الواحد أو أمثالها, وكذا من الكتاب أو الخبر القطعي لو كان مع أن المتن ظنى في الكل؛ سيما في أمثال زماننا.
و(بالجملة) المدار على الظن قطعا وأما في زمان الشارع فكثير منها كانت مبنية عليه مثل تقليد المفتين وخبر الواحد وظاهر الكتاب وغير ذلك )) انتهى.
قال أبو الأزهر -عفا الله عنه-:
تأمَّلوا -هداكم ربي- في قول إمام الأصوليين, و(أستاذ الكل) عند الإمامية, وكيف أنه يقرِّر ويحرِّر أن دينهم قائم على الظنون حتى في زمان الأئمة المعصومين..
فأين العصمة من الظنِّ -إن كنتم تعقلون- ؟!!
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) [ق: 37]
والله الهادي..