تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تأليف قلوب الناس على المنكرات... بداية الطريق لغزو ودمار المجتمعات!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6

    افتراضي تأليف قلوب الناس على المنكرات... بداية الطريق لغزو ودمار المجتمعات!

    تأليف قلوب الناس على المنكرات... بداية الطريق لغزو ودمار المجتمعات!


    معلوم ان الاخلاق والتي اساسها الدين هي اللبنة الاساسية لقيام المجتمع وقوته؛
    انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا
    وما ذلك الا لصلاح افراده بفضل صلاح الاسرة وتماسكها، فاذا ما اراد شخص القضاء على مجتمع برمته دون ان يحمل سلاحا ، فما عليه الا ان يقضي على الاساس الذي يبنى عليه ذلك المجتمع.
    و القضاء على الاخلاق اساس الحروب العالمية الحالية، وهي سلاح خطير وقوي؛ تكمن قوته في انه يسري في المجتمع كما يسري السم في الجسم، والصورة التي يتم فيها نشر هذا السم في المجتمعات صورة حسنة في ظاهرها طيبة المسمع سائغة عند كثير من العقول المتوهمة بها، مثل دعوى تحرير المرأة (وكأنها لدى العرب والمسلمين كأمة او سلعة تباع وتشترى في بيوت الانحراف وسلعة للعرض كما عندهم في الغرب) او انصاف المرأة أو حماية الطفل (وكانه عبد او للبيع والشراء كما عندهم) وديدنهم هذا – حماية الطفل – جديد نسبيا ويريدون به كما في ديدن المرأة افساد وابعاد هذين الركنين الاساسيين في الاسرة التي هي عماد المجتمع وقوامه.
    و قبول المجتمع لهذه الافكار الهدامة (السموم) انما بقبول عقول وقلوب افراد المجتمع لها وذلك بعد ان تأتلف قلوبهم عليها، بشكل تدريجي من حيث لا تعلم، وذلك يتوقف على مدى ثقافة افراد المجتمع ومدى قربهم من دينهم الذي يحافظ على اخلاقهم أوبعدهم عنها..
    فبعد فساد الاعلام وبُعد الناس التدريجي عن دينهم لامور كثيرة لا يتسع المجال هنا لذكرها صار الناس يألفون لبعض البدع التي بدات تظهر من حولهم دون ان يحركوا ساكنا اما لجبن وهو لضعف الوازع الديني او لعدم المبالاة ، وبتزايد ذلك يبدأ ظهور امور اخرى اكبر واكثر انحرافا عن المنهج الطبيعي تدريجيا الى ان يصبح المنكر بنفسه امام افراد المجتمع دون ان يحركوا ساكنا، وطبعا السكوت عن المنكر انما هو الشرارة التي اشعلت النار في البنزين، سكوتهم بداية لانتشاره اكثر بين افراد المجتمع ما دام المانع من المنكر غير موجود ، وبما ان الساكت عن المنكر ينتشر المنكر في بيته من حيث لا يدري لانه رضيه لغيره، والمسلم الحق لا يحب لغيره ما لا يحب لنفسه، وبعد ذلك كله يصبح المنكر معروفا وامرا طبيعياً،
    لذلك ... قال صلى الله عليه وسلم:" لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده". فالواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف، وأن يتناهوا عن المنكر، كل واحد ينكر المنكر، لكن بما يستطيع، إذا كان يستطيع تغيير المنكر باليد، لكان صواباً، أمير أو شيخ قبيلة أو رجل في بيته يغيِّر باليد، إذا كان لا يستطيع ذلك عليه أن ينكر باللسان باللين والرفق.
    وإذا عجز عن قول اللسان وترتب على هذا مفسدة أنكر بالقلب، لكن الإنكار بالقلب معناه أن يظهر علامة الإنكار على وجهه، تقطيب الوجه وتعبيس الوجه، ثم -أيضاً- يفارق المنكر ولا يجلس معه.
    وأما من جلس معهم ويزعم أنه ينكر بالقلب، فليس بصادق، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ}، فالإنسان إذا جلس مع أهل المنكر حكمه حكمهم، من جلس مع من يشرب الخمر إذا كان يستطيع الخروج، إذا كان يستطيع القيام، لا بد أن يقوم، إذا دعي الإنسان إلى وليمة وفيها منكر ينكر، المنكر إن زال وإلا ينصرف ويكون هذا عذراً له.
    اما ان كان الفرد ديوثا عافانا الله واياكم فهو اصل الشر والفتن لنفسه ولمن حوله وللمجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر” قالوا يا رسول الله: أما مدمن الخمر فقد عرفناه. فما الديوث؟ قال: “الذي لا يبالي من دخل على أهله”، قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال: “التي تشبه بالرجال”.
    فمن يصدق ان مجتمعا محافظا لم تكن تخرج نسائه متبرجات او لابسات لما يصف عوراتهن كالبنطال او ان شبابه لم يكن ايا منهم يلبس او يقص شعره بما هو تقليد للغرب او المنحرفين او الحيوانات صار فيه هذا كله واكثر خلال فترة وجيزة لا تتعدى الثلاثين سنة!.
    كيف استطاعت المنكرات دخول عقولهم وقلوبهم وصارت تعتبر بالنسبة لهم امورا عادية من باب الانفتاح او التحرر من حيث لا يدرون؟
    وجد اهل الانحراف ان التدرج في نشر المنكرات بشكل تدريجي وبطيء في المجتمع هو الاساس لقبوله لها واعتياده لها؛ وذلك لان الفرد عند استمرار مشاهدته وتكررها للمنكر لفترة زمنية طويله دون أي انكار منه لها سبب اساسي لتآلفه عليها لتصبح امرا عاديا او امرا واقعا مفروضا عليه مجبورا على قبوله وتقبله، والامر نفسه بالنسبة لاسرته من حوله وهو لا يدري وخاصة الاطفال والنساء.
    أخرجَ مُسلم في كتابِ الإيمان من حديث حُذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلّم : تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.
    فها قد اصبح الفتى يرتدي ما يحلو له وان كان لباسه غير مقبول ولو عرفا على الاقل، ويحلق شعره بما يشابه الغرب او المرتزقة بما لا يقبله عقل، والاب لا دور له بل لا كلمة له، واصبحت الفتاة تخرج بالبنطال مع تغطيتها لشعرها!!!!
    والاب لا كلمة له...!!!
    كثرة ذلك جعل لباس البنطال للمراة او حلق القزع للفتيان او حتى الكبار مع الاسف امرا معتادا وكانه طبيعي وموجود منذ خلق الله الارض وما عليها!.
    لذا يجد من يحارب ذلك من الدعاة من يتصدى له وكانه يحرم ما احله الله.
    لاحظوا اخواني الكرام برامج التلفاز، المسلسلات التي تعرض الان – والمسلسلات لها تأثير في سلوك الكبار والنساء والزوجات والاطفال من باب اولى وتصرفاتهم واطباعهم وخاصة لان الشخص عندما يتابع حضورها الى نهايتها ويعيش معها ويصبح معها ويتأثر بها وهذا له اثر كبير في اخلاقهم وبالذات الاطفال والزوجات وخاصة في زمن انتشار التلفاز وتشغيله طوال اليوم على المسلسلات من باب التسلية او القضاء على وقت الفراغ - فهي تختلف عن التي عرضت قبل التسعينيات من القرن الماضي، فهل كان هناك مسلسل يجرؤ على عرض لقطات تخل الاداب مثل التقبيل او النوم معا؟ هذا في حقيقته يمثل الديوثة اخواني الكرام وما ادراك ما الديوث؟ والتي بسبب ذلك صارت امرا عاديا مقبولا لدى بعض الناس؛ من كثرة اعتيادهم على المنكرات وعدم تغييرهم لها، فصار القلب باردا تجاهها لا ردة فعل له تجاهها.
    حتى ان بعض الافلام التي تعرض صار التلميح فيها للشذوذ الجنسي - وان كان من يعرضها وينتجها يدافع عن ذلك بدعوى حسن النية لديهم بغرض الاصلاح- !!! سبحان الله.

    الاطفال... ذلك السن الهام وتلك الفئة الهامة والاساسية لكل مجتمع يأمل ان يصبح قويا ذا اخلاق عالية، فهو سن يأخذ ويتطبع بما يقرأه ويسمعه ويشاهده ويحس به ممن حوله بدءاً من الاب والام والاصدقاء والاقرباء والمدرسة والشارع وانتهاء بوسائل الاعلام، فلاحظ اخي القاريء بأن اغلب الفتيات اللواتي كبرن وهن متبرجات بلباسهن قد نشأن في صغرهن وتربين دون ان يتلقين شيء مهم في حياة الطفل وهو الحياء والحرام والعيب والنار.
    الطفل اخواني الكرام ان لم ينشأ في بيئة صالحة ويرضع منذ نعومة اظفاره عليها، والبنت بشكل خاص طبعا، ان لم تتربى وتتعود منذ بلوغها سن التمييز على العيب وعدم اظهار اقدامها وسيقانها وجسمها بشكل مجسّم لن تصبح في كبرها ذات حجاب اسلامي بكافة اركانه عفيفة مستعفة، ان لم يربي الرجل الفتاة بالذات ومن صغرها انها بنت وهو ولد، وتختلف هي عنه بشكل تام اللهم في المساواة بين الذكر والانثى في التعامل معهما من قبل الوالدين فقط فلن تصبح اماً مربية.
    لذا انعدام التفريق بين الذكر والانثى في كل ما يتعلق ما ذكرنا يؤدي لانعدام الحاجز الذي يفصل بين الذكر والانثى وبالتالي لا حياء، والذي بدوره يعني انصهار الحابل بالنابل كما يقولون، فالبطارية التي تتكون من موجب وسالب وهما سبب تولد الجهد الكهربائي ان اختلطا معا او انصهرا معا فلن نجد جهدا كهربائيا وبالتالي طاقة كهربائية.
    لا حظوا اخواني ان اغلب وسائل الاعلام الحالية (السلاح الظاهر لمحاربة اخلاقنا) تحاول تأليف عقولنا وقلوبنا على المنكرات بشكل يجعلل تكرارها امرا مقبولا وعاديا بالنسبة لكل رب اسرة وان كانت ذات تدين جلي، فمتى كان يجلس الاخ والاخت معا بحضور والدهما ووالدتهما امام التلفاز ويتمتعوا بمشاهدة كل لقطة تمر في العرض ولو كان ذلك امراة بلباس مجسّم وفاضح ؟
    الاعلام بدأ يمهد لالغاء الحياء والحواجز الطبيعية التي تفصل بين الذكر والانثى عن طريق اظهار الاختلاط بين الذكر والانثى الاجانب معا بدعوى المشاركة او التحرر او النهوض بالبلد . فالاجيال القادمة ان بقي الامر هكذا فلن تعرف الحياء ولن تعرف العيب والحرام والنار والعذاب ، ستصبح مادية وتنتشر الاباحية لانها امر طبيعي.
    فلاحظوا اخواني ان الاختلاط يتم عرضه بين الاطفال في كل البرامج والاغاني والدعايات ليصبح لديهم في اذهانهم ولدى ابائهم انه امر طبيعي وذلك لتحقيق المقولة التي ينشرها المفسدون:" مطالبنا سوية لحمة وخبزة طرية والشب جنب الصبية". نسأل الله العفو والعافية
    ولنا تتمة ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: تأليف قلوب الناس على المنكرات... بداية الطريق لغزو ودمار المجتمعات!

    أحسنت
    أحسن الله اليك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    183

    افتراضي رد: تأليف قلوب الناس على المنكرات... بداية الطريق لغزو ودمار المجتمعات!

    إلى الله الـمُشتكى ..
    "والله لا أحل ما حرَّم الله، فالله حرَّم عرضي وحرم غيبتي فلا أحلها لأحد، فمن اغتابني فأنا أقاصه يوم القيامة"ابن المسيب.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •